|
Re: ثوار دارفور وإمكانية فهم آلية الصراع (Re: صلاح شعيب)
|
الزميل الصحافي الطاهر ساتي
شكرا علي مداخلتم التي تفتح أفقا للحوار , ويسرني قبل الرد القول إنني من المتتبعين لعمودك المقروء وأظن إنك إضافة إلي جيلنارغم إختلافي معك في التوجه والقناعات وآمل المواصلة في هذا التجويد في الكتابة وسحب البساط من من الجيل السابق خصوصا وإنني أري أن هنالك أسماء كبيرة تملأ افق الصحف بلا شئ بينما أن الجيل الجديد المبدع يكابد من أجل إثبات وجوده.
وبعد أخي الطاهر إن الواقع يقول أن هناك سلطة غشيمة ما تزال تكرر إنها أتت ب " ثورة الانقاذ" فكيف لا يستوي مفهوم الثورة مع من قرروا مجابهتها.. وهي من بعد سلطة موجدة للقهر والظلم والقتل والفساد والهيمنة علي مصير شعب السودان في الوقت الذي لايمثل كادرها وأتباعها 10 في المئة من السودانيين إن لم تكن النسبة أقل..علي جانب آخر فإن الثورات لا بد أن تجابهها إشكالات تنظيمية وهيكلية, فلو إنك قرأت عن الثورة الفرنسية لوجدت كيف أن الاغتيالات مابين الثوار والتباينات الكبيرة في افكارهم قبل نجاحهاهو شئ طبيعي يسبق أي ثورة ولكن تكون الاهمية بالتنبيه إلي مناطق الضعف والخلل ضرورة لا ستقامة الثورات علي جادة الطريق الصحيح.. بالنسبة لثوار دارفور ضمن مقالي إننهم يفتقدون لكاريزما القائد ويغيب عنهم الوضوح في التنظير حول بعض الجوانب المتصلة بواقع السودان..ولكن هذا الضعف وبعض من عيوب اخري لا ينفي ثوريتهم أللهم إلا لو كانت السلطة لم تجلس معهم للتفاوض وعدتهم ك " متمردين " هذا اللفظ الذي لاكته أجهزة الاعلام حين ربطته بثوار الحركة الشعبية منذ بدايتهم ثم تفاجأنا بدخول زعيمهم الخرطوم دخول الفاتحين..ومن يستقبله ..؟ إنه خازن المدينة وحاشيته..وربما لو عدت اخي الطاهر إلي صدر المقال لوجدتني قلت هذا :
Quote: بعد كل هذه السنين من الحرب الضارية بين ثوار دارفور والسلطة المركزية يتيقن اي أمرئ أن السلاح لم يستطع تحقيق كل الرغبات السياسية لدي الطرفين. الثوار ــ أو المتمردون, أو كيفما أتفق للحكوميين ــ كانوا يريدون تحقيق بعضا من أهداف سياسية مهما كان الثمن فيما كانت السلطة تريد سحق هذه الرغبات الاقليمية ولو أدي ذلك إلي كوارث إنسانية. ولو أن الثوار كانوا مارسوا شكلا من التضحيات بأنفسهم وأهليهم, فإن السلطة مارست أيضا, في مواجهتهم, نحرا ً للرصيد الاجتماعي السلمي في دارفور. |
والواقع إنني لا يهمني كثيرا أن تكون الجماعة المسلحة في دارفور ثوارا أو متمردين, بقدر ما يهمني هو كيفية معالجة المشكلة السودانية من جذورها وفي هذا تجدني أطعن في هذا الفيل الذي اوجد مشكلة دارفور وغير مشكلتها وربما من هنا تجد ان مقالي وجوهره نابع من رد فعل لوجود هذا الفيل وليس ظله.
أما وإن كنت تري أن هذه الجماعة المسلحة في دارفور ــ وتلك التي صارت شريكا في السلطة رغم ارتباطها باسرائيل والغرب كما لو أن الاعلام السوداني يكذب ذلك الآن ـــ مجرد قطاعين طرق أو متمردين أو كما يتفق, فماأقل من يجدوا تعريفا إنتظرك به..
مع مودتي
|
|
|
|
|
|
|
|
|