البحث عن الراحل المقيم الخاتم عدلان فى محركات البحث العالمية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 08:23 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الراحل الاستاذ الخاتم عدلان(Khatim)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-23-2005, 05:47 PM

Imad El amin

تاريخ التسجيل: 10-17-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البحث عن الراحل المقيم الخاتم عدلان فى محركات البحث العالمية (Re: بكرى ابوبكر)

    كتاب عرب وأجانب يناقشون فكر وممارسات الحركات الإسلامية في مصر والسودان

    لندن: الخاتم عدلان
    - www.asharqalawsat.com - 2005/01/16
    كتاب «الإسلاموية وأعداؤها في القرن الإفريقي» (هيرست أند كومباني لندن، 2004)، يتكون من ستة بحوث ألف ثلاثة منها بالاشتراك كل من أليكس دي وال، وعبد السلام حسن عبد السلام، وبحث منفرد لكل من أليكس دي وال، ومحمد محمد صالح ورونالد مارشال. وحررها وكتب مقدمة الكتاب أليكس دي وال.
    يناقش الكتاب فكر وممارسة الحركات الإسلامية في وادي النيل والقرن الإفريقي، مركزا على التجربتين المصرية والسودانية. وسينعكس هذا التركيز على عرضنا للكتاب الذي نعتقد أنه مساهمة عميقة ومتفردة في نقد تجربة الحركات الإسلامية في هذا الجزء من إفريقيا.
    يمكن تلخيص ما توصل إليه أليكس دي وال، وعبد السلام حسن، في هذا الكتاب بالعبارة المكثفة التالية التي وردت في البداية: «على الرغم من رؤية الإسلاميين بأن مشروعهم الإسلامي يمثل بديلا قويا نابضا، ينطوي على وعود كبيرة بجلب الديمقراطية وإحياء المجتمع المدني، والمساهمة في ترسيخ رؤية إنسانية شاملة تمزج بين المشروع الخاص وروح الجماعة والضمانات الاجتماعية، إلا أن حصيلة مشروعهم الكبير كانت، في نهاية المطاف، الفشل . وقد أدى الفشل على نطاق المشروع الكبير إلى محو مكاسب النجاح التي تحققت على مستوى «المشاريع الصغيرة». ويشير تحليلنا إلى أنه لا نزعات التجديد الإسلامي، ولا ما تلاها من «الأصوليات الجديدة»، تخطت حدود المعالجات الجزئية للمشاكل الصغيرة إلى مستوى ابتداع برنامج سياسي شامل لكل البلاد». (ص 21) ويرجع المؤلفان جذور هذا الفشل على مستوى المشاريع الكبيرة، إلى أحد أهم المنظرين لهذه الجماعات وهو سيد قطب. ومع أن بعض هذه الجماعات يزعم أنه تخطى سيد قطب، إلا أنها في الحقيقة ما تزال تعقل بعيرها في مرابضه، متمسكة بمقولاته الأساسية، حتى وإن تجنب بعضها استخدامها حرفيا. وأهمية سيد قطب تنبع أولا من انتمائه إلى مصر مما يجعل نظرياته تميل إلى الشمول والعمومية، مما يجعلها جاذبة بشكل عام، ولكنها عقيمة عند تطبيقها على واقع محدد. وثانيا، لأن سيد قطب مطلع على الفلسفات الأخرى، والعلوم الاجتماعية، وإذا كان قد نبذها فقد تبنى مناهجها بدون أن يقول ذلك، مما أعطى نظرياته درجة من التماسك، يمكن أن تكون مقنعة جدا للشباب في سن معينة، وفي مستوى تعليمي محدود، كما يمكن أن تكون مقنعة بالنسبة للغاضبين والحانقين واليائسين، أو الطامعين في المجد. وثالثا لأن سيد قطب أعطى تعريفا جديدا، للمقولات الأساسية في «الدسكورس» الإسلامي. فحوّل الحاكمية الإلهية، إلى برنامج سياسي عام. وامتد بمفهوم «الجاهلية» ليشمل البلاد التي يحكمها حكام مسلمون لا يرون ما يراه.
    هكذا تحول الجهاد إلى أمر مطلق، منفصل عن ملابسات الزمان والمكان، فهو دعوة إلى تحويل وجهة النظر السياسية إلى حقيقة مطلقة، وجعل القتل والتدمير أدوات مشروعة للانتصار للبرنامج السياسي، وإلى التحلل من المسؤولية الفردية باعتبار أن أعمال الفرد ليست إلا تنفيذا لأمر إلهي. ومع أن تنفيذه في غاية البساطة، إذ أنه يمكن أن يبدأ بثلاثة من الفتيان فقط، إلا أن مهمته مستحيلة، لأن النصر ليس من أولوياته.
    فكرة سيد قطب عن الجهاد، مارست تأثيرا كاسحا لدى الحركات الإسلامية اللاحقة. رددها مباشرة محمد عبد السلام فرج بعد قتل السادات: « لسنا مسؤولين عن النتائج» إننا فقط ننفذ إرادة الله. ثم عملت على هديها الجماعة الإسلامية في ريف مصر ومدنها طوال التسعينات، وكانت عناصرها من «الأفغان العرب» العائدين من أفغانستان، بمستويات وعيهم المتدني وقسوتهم، قد وضعت البلاد على شفا الحرب الأهلية. واستند إليها منظر الجهاد الأفغاني عبد الله عزام ولكنه وسّع قاعدتها بأن جعل الجهاد واجبا على كل مسلم، كما وضع لها أهدافا محددة هي استعادة كل الأراضي التي أخذت من المسملين عبر التاريخ، وتأثر بها الترابي، والقرضاوي والعوا، إذ يُجمع كل هؤلاء على الطابع العنيف الجهاد، وإباحة القتل، وإعفاء القاتل من المسؤولية الفردية، بل مكافـأته بالدخول إلى الجنان وفق نظام الحجز المسبق، ودون حساب إلهي.
    وهذا يفسر غياب المشروع السياسي المتكامل، لبناء مجتمع بديل، بمواصفات معلومة للجميع ومطروحة للأخذ والرد. إن اقصى ما تبلغه على مستوى البرنامج السياسي العام هو شعار: الإسلام هو الحل. وهي تعلم تمام العلم، أنه إذا اصطف مائة سياسي وطلب من كل واحد منهم ترجمة هذا الشعار إلى برنامج سياسي لأتوا بمائة برنامج، كل يخالف الآخر إن لم يتناقض معه. وتكفي الخلافات القائمة بين هذه الحركات ذاتها دليلا على صحة هذا القول.
    ولكن الكاتبين يشيران في أكثر من موقع من الكتاب إلى نجاح هذه الحركات على مستوى «الحلول الصغيرة» والجزئية. ويضربان عدة أمثلة على ذلك ، أبرزها الجهود التي قامت بها بعض هذه المنظمات أثناء الزلزال المصري عام 1992، وتقديمها خدمات أساسية للمنكوبين من خيام وأطعمة وأدوية، بسرعة وكفاءة عجزت عنهما البيروقراطية الحكومية المصرية. كما يقدم ممثلو هذه الحركات في القطاع المدني، خدمات كبيرة في مجالات التعليم، وخاصة الجامعي، والصحة والخدمات الطبية، وخاصة في الأحياء الفقيرة، والعون القانوني للفقراء وغير ذلك. وبفضل هذه الجهود التي يحسها الناس في حياتهم اليومية، تمكنت هذه الجماعات من الفوز في انتخابات أهم الاتحادات والنقابات المهنية في مصر، وهي جمعيات ومنظمات ذات وزن كبير. ولكن هل يمكن أن نقول نتيجة لذلك إن هذه الجماعات يمكن أن تساهم في بناء «مجتمع مدني» معافى ومزدهر؟
    سؤال يجيب عليه الكاتبان بالنفي، ويقدمان حججا قوية للدفاع عن وجهة نظرهما، منطلقين من تعريف جون كين للمجتمع المدني والذي يقول فيه: «يقوم المجتمع المدني على احترام تعددية الأنماط السلوكية والأشكال المختلفة للحياة المعاصرة. مصطلح «المجتمع المدني» هو مؤشر التعددية الطليقة» (كتاب المجتمع المدني: صور قديمة ورؤى جديدة، ص 53) باللغة الإنجليزية.
    الحركات الأصولية لا تفصل مطلقا بين الخيري، التطوعي، من جانب، والسياسي والآيديولوجي، من جانب آخر. إنها لا تقوم بالأعمال التطوعية كغاية في حد ذاتها، لها قوانينها واستقلالها، وحرمتها، بل تقوم بها كوسيلة لخدمة أهدافها السياسية والآيديولوجية البعيدة. ولذلك فالخدمات الاصولية كلها مدفوعة الثمن: المجمع الطبي، والصف الدراسي، التي تقدم خدماتها إما مجانا أو بأسعار مخفضة، هي نفسها أنسب الأماكن للتجنيد. توفير الخدمات للطالبات ليس لحاجتهن أو فقرهن، بل لقبولهن ارتداء الحجاب وتبني الموقف الفكري عن المرأة الذي تبشر به هذه الجماعات. ونسبة لأن البرنامج السياسي والآيديولوجي معاد للتعددية بكل أشكالها، فكرية أو ثقافية أو سلوكية، فإن «المجتمع المدني» الذي تقيمه هذه الحركات يمسخ المجتمع المدني الحقيقي ويمحقه محقا. إنه مجتمع مدني كاذب، يقوم على أنقاض الفرص الواقعية لإقامة مجتمع مدني حقيقي، لأنه معاد للخيارات الفردية للسلوك، وللحرية الحقيقية في الفكر.
    وتساعد الدولة المصرية هذه الحركة ربما بدون قصد منها، وذلك من خلال عمليتي التدجين والامتصاص، عملية التدجين قمعية وعنيفة، ويمكن أن تحرز نجاحات مع بعض هذه الجماعات التي تفهم مثل هذه اللغة أكثر من سواها بحكم الاحتراف، أما عملية الامتصاص فهي الجانب الناعم من العملية نفسها، والتي تتشرب فيها الدولة جرعات متصلة ـ وإن كانت مخففة ـ من البرنامج الاصولي. وهي ظاهرة خطيرة تشتري الاستقرار والأمن، بالكساح والشلل، ليس للدولة وحدها بل للمجتمع ككل.
    ويشير الكاتبان هنا إلى تضافر جهود مؤسسات رسمية مثل الأزهر، مع هذه الجماعات، في خنق حرية التعبير، والتي تمثلت في مصادرة الكتب، وإرهاب الكتاب والفنانين، ووصلت إلى قمتها في اغتيال الكاتب فرج فودة، يوم 8 يناير 1992، والذي قال قاتلوه من جماعة الجهاد: الأزهر أصدر الحكم ونحن نفذناه. ويبدي الكاتبان دهشتهما لرد الفعل الفاتر من المجتمع لتلك الجريمة النكراء، أو قضية المفكر نصر حامد أبو زيد، وحكم الردة الذي أصدره القاضي فاروق عبد العليم موسى الذي اعتمد على مبدأ الحسبة، رغم عدم وجوده في الدستور المصري، مستندا إلى أن الشريعة مصدر أساسي للتشريع. وفيما يتعلق بالدساتير فإن فتح الأبواب لمصدر تشريعي مبهم قانونيا، ومتروك بصورة كاملة للتأويلات الفردية، يمثل طعنة قوية لحكم القانون، ومدخلا واسعا للطغيان السياسي الذي يتخذ المظاهر الدينية. ويعزي المؤلفان عقم الحياة الفكرية لهذه التنظيمات إلى مشكلة اجتماعية أكبر هي بنية التعليم المصري الذي يعتمد على سلطة النص، ومرجعية الأستاذ، وإقامة تراتبية علمية زائفة، وإنغلاق فرص الترقي والعمل.
    وينتقل الكاتبان لمناقشة التجربة السودانية، ويبدآن بطبيعة الحال بالمساهمة الفكرية للدكتور حسن عبد الله الترابي، منظر «ثورة الإنقاذ»، و«فقيهها العسكري» كما يسميانه. والفرضية التي ينطلق منها الكاتبان هي أن الترابي مجدد ديني، ومفكر يمكن وصفه بلبرالية، إن لم تكن مستقيمة وسافرة، فهي على الأقل جزئية وضمنية. ولكنهما لا يشكان مطلقا في فرادة مكانته بين المنظرين الإسلاميين. جاء في تقييمهما نقلا عن الدكتور عبد الوهاب الأفندي:
    «حسن الترابي يعد واحدا من أميز رموز الإسلام السياسي، تنظيرا وتطبيقا. وإذا كان بمقدور أحد أن يجد حلا للمأزق الإسلامي، على مستوى النظرية والتطبيق، فهو الترابي. فمن إنجازاته أنه أحدث ثورة في التفكير الإسلامي، فوفق بينه وبين حقوق المرأة، وبينه وبين الديمقراطية والفنون، كما وحد الفلسفات السنية والشيعية والصوفية» (ثورة الترابي: الإسلام والسلطة في السودان).
    ولا يكتفي الكاتبان بهذه الشهادة العالية، التي تعتمد المبالغة بديلا عن التقييم المتوازن الموضوعي، بل يضيفان من عندهما ما يؤكدها في مواقع كثيرة من الكتاب. فيقولان: «إذا كانت هناك نظرية للتغيير السياسي والسلطة في التفكير الإسلامي، فإن الأمر الأكثر رجحانا أنها موجودة لدى الترابي» (ص75)، ويضيفان على سبيل الأمثلة لا الحصر: «تعكس كتابات حسن الترابي هذا المناخ الفكري والسياسي اللبراليين بوجه عام»( ص79). وانطلاقا من اللبرالية المفترضة في فكر الترابي يتساءل الكاتبان:
    «كيف تورط مذهب إسلامي، حتى وإن لم يكن على الدوام لبراليا، فإنه كان على الدوام تحديثيا، في مثل هذا التطرف الأصولي الجديد؟ هل كتب على الإسلام السياسي أن يرتد دائما إلى مثل هذه الممارسات وينقلب على القيم التي بشر بها من قبل»؟ ( ص75).
    الواقع أن الشهادات الواردة في الكتاب نفسه، وفي مواقع عديدة من صفحاته، تنفي شبهة اللبرالية عن الترابي نفيا كاملا. ولنورد بعض الأمثلة من متن الكتاب.
    يقول الكاتبان إن الترابي شارك في إنقلابين عسكريين، وكان المهندس الحقيقي للثاني، الذي كان يوجهه من منزله، أولا، ثم من مؤسساته، كما أنه كان منظر أكثر الحروب دموية في تاريخ السودان ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان التي سماها جهادا.. (ص:88 ـ 89) كما قاد ما يسمى بحفلات «عرس الشهيد» التي كانت تجبر فيها العائلات على الاحتفال بموت أبنائها. وأيد ما سمي بأحكام الشريعة على عهد نميري رغم ركاكة صياغتها، وحشد من أجلها كل أتباعه. أيد إعدام محمود محمد طه، بحكم الردة وسماه «الذبح العظيم». أشار الكاتبان إلى تناقضات فكره الذي يأخذ بالشمال ما يعطيه باليمين وأوردا الأمثلة على ذلك:
    فهو يقول إن الحكومة الإسلامية ليست حكومة الشعب، على وجه الدقة، لأنها حكومة الشريعة، ولكنها، بوجه ما، حكومة الشعب، لأن الشريعة تعبر عن إرادة الأمة (ص 83). كما يشيران إلى أن أقواله عن المرأة تنفيها الممارسة العملية والقيود الثقيلة التي اعتمدتها القوانين المصاغة من قبله هو شخصيا، سواء في زيها أو عملها أو سفرها، أو القيود المفروضة على وجودها في الفضاء العام.
    ويمكننا أن نستنتج من ذلك أن منهجهما في نسبة اللبرالية إلى الترابي كان متساهلا كثيرا، وبالتالي فإن السؤال عن نكوصه عن لبرالية مزعومة ليس سوى سؤال مزيف. وأعتقد أن الخطأ في هذا التقييم مصدره أن الكاتبين، بدلا من محاكمة فكر الترابي في السياق السوداني الذي ورد فيه، لجآ إلى مقارنته بأفكار أصوليين إسلاميين في العالمين العربي والإسلامي، وتوصلا بالتالي، وعملا بمبدأ النسبية، إلى لبراليته المزعومة. ومع أنهما يشيران إلى المناخ الفكري اللبرالي وسط المثقفين السودانيين، والتجارب الديمقراطية المتقدمة نسبيا التي شهدها السودان، إلا أنهما لا يتخذانها معيارا للحكم على فكر الترابي، وتحديد منطلقاته السياسية والفكرية. فالفكر اللبرالي كان عميقا في السودان، وما الأصداء التي وردت منه في فكر الترابي، سوى محاولة لتشييعه بقبلة الموت. التنكيل باللبراليين والانقلاب على نظام ديمقراطي يجعلان من الصعب وصف الترابي باللبرالية.
    وفي نفس الوقت فإن المرأة السودانية التي نالت حق التصويت والترشيح للمناصب العامة، عام 1964، وكان لها وجود محسوس في كل دواوين الحكومة، وكل مجالات المجتمع، وكل قاعات الدرس، ما كان يمكن أن تعامل كما عاملت حركة طالبان أخوات لها في أفغانستان. وبالتالي فإن موقف الترابي وحركته من المرأة كان اعترافا بالامر الواقع، مع المناقصة عليه، وهذا ما يشير إليه الكاتبان أيضا.
    أما توحيد الترابي بين الفلسفات السنية والشيعية والصوفية، فليس سوى خيال، ينفيه واقع هذه المذاهب الآن. ولا يمكن لعقد المؤتمرات أن يكون موقفا فلسفيا في حد ذاته. ولكن الكاتبين ينتبهان إلى أن من الملامح الأساسية في فكر الترابي هي تشربه بعنف صار لحمته وسداه. على خلفية تقييمهما لفكر الترابي ينطلق الكاتبان لتقييم التجربة السودانية، في بناء الدولة الإسلامية. ويستطيعان من خلال تحليلهما لما سمي بالمشروع الحضاري، والتخطيط الاجتماعي، وبحوثهما الميدانية في جنوب النيل الأزرق، وجبال النوبة، ومعالجتهما لما عرف بالدعوة الشاملة، والجهاد، أن يلقيا أضواء باهرة على تلك التجربة، ويصلا إلى خلاصات عميقة حول طبيعتها.
    وفي تقييمهما للمشروع الحضاري، وهو الاسم الذي أطلقته الجبهة الإسلامية على برنامجها السياسي، يقول الكاتبان:
    اتخذ «المشروع الحضاري» شكل الجهاد والحرب الشرسة في الجنوب، وجبال النوبة، وشكل الدعوة الشاملة في جنوب النيل الأزرق وشكل التخطيط والهندسة الاجتماعية والقمع السياسي، في الخرطوم وبقية المدن ووسط السودان عموما. وفي كل مظاهره تلك اختلط بالعنف والقسر، واستخدام الحاجة القاهرة والفقر الشديد وسيلة للتبشير الديني. وهو يعني في تعريف الدكتور زكريا بشير إمام، «ثورة دائمة لإعادة صياغة الإنسان والمؤسسات القائمة في المجتمع على هدي القرآن» (ص 90).
    ومن خلال التحليل المطول يصل المؤلفان إلى أن المشروع الحضاري، فشل على كل المستويات. على المستوى السياسي لم يستطع أن يقيم دولة ديمقراطية تتسع للتداول السلمي للسلطة والرأي الآخر، وعلى المستوى الأخلاقي فشل في التنقية الأخلاقية حتى للقائمين على أمره، دع عنك كل المجتمع. فقد بدأ الإنقاذيون بالكذب حول هويتهم، ومارسوا التعذيب والتنكيل بالخصوم، وأشعلوا الحرب على أبناء وطنهم، وانغمسوا في فساد واسع ، حتى أشرفت الدولة نفسها على الإفلاس لولا اكتشاف البترول. الدعوة الشاملة فشلت في النيل الأزرق لاصطدامها بالواقع الإثني، ولمحاولتها اقتلاع الثقافات المحلية بين ليلة وضحاها، واعتمادها على التمويل من شركات بن لادن وغيره من الممولين العرب الذين انسحبوا في وقت حرج. كما أن الحرب لم تحقق انتصارا، رغم أنها قتلت وشردت الملايين.
    ويلخص الكاتبان حصيلة الجهاد بالعبارة التالية:
    «لم يؤد الجهاد إلى التزكية الأخلاقية للشعب أو المجاهدين. بل على العكس من ذلك، شهد السودان انتشارا واسعا للبغاء والفساد والانحدار الأخلاقي» (ص 106).


    http://www.passia.org/meetings/rsunit/Articles/A-Katim-Adlan-16-01-2005.htm
                  

العنوان الكاتب Date
البحث عن الراحل المقيم الخاتم عدلان فى محركات البحث العالمية بكرى ابوبكر04-23-05, 12:02 PM
  أكثر الكتب البريطانية والأميركية مبيعا وأفضلها لعام 2004 بكرى ابوبكر04-23-05, 12:10 PM
    أحمل جوزاً بريطانياً ·· ما الذين يمنع؟؟ ··لا يوجد تناقض بين هاتين المسألتين بكرى ابوبكر04-23-05, 12:11 PM
      علاقة مؤقتة بين احتلال العراق وتحريره بكرى ابوبكر04-23-05, 12:14 PM
        الخاتم عدلان زعيم حركة(حق)السودانية لـ(البيان): لا تصالح مع الخرطوم والخيار العسكري اهون الشرور بكرى ابوبكر04-23-05, 12:16 PM
          رواية "المترجمة" للروائية ليلى أبو العلا بكرى ابوبكر04-23-05, 12:18 PM
            موسم الهجرة جنوبا بكرى ابوبكر04-23-05, 12:25 PM
          Re: الخاتم عدلان زعيم حركة(حق)السودانية لـ(البيان): لا تصالح مع الخرطوم والخيار العسكري اهون ال Abdulgadir Dongos04-23-05, 12:19 PM
  Re: البحث عن الراحل المقيم الخاتم عدلان فى محركات البحث العالمية jini04-23-05, 01:05 PM
  Re: البحث عن الراحل المقيم الخاتم عدلان فى محركات البحث العالمية Imad El amin04-23-05, 05:42 PM
  Re: البحث عن الراحل المقيم الخاتم عدلان فى محركات البحث العالمية Imad El amin04-23-05, 05:47 PM
  Re: البحث عن الراحل المقيم الخاتم عدلان فى محركات البحث العالمية Imad El amin04-23-05, 06:12 PM
  Re: البحث عن الراحل المقيم الخاتم عدلان فى محركات البحث العالمية Imad El amin04-23-05, 06:16 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de