|
الفصائل
|
مزارعى , لوترابى , أسايلى الفصائل تاج السر الملك
ينقسم اللوتراب الى ثلاث فصائل , فصيلة قادمة من الخليج و جزيرة العرب , و هؤلاء زمر ( تريانة) و عينها ملآنة , لا ندرى سببا للوترتهم سوى ( الفنكهة ) المحضة , أو (سيندروم) السمك الشبعان , يفدون غالبا لغرض تجديد الكرت الأخضر , أو أداء القسم و أستخراج الجواز حين تتم العدة , أو عقب أتون موسم أخصاب ناجح , يلدون الذرية الصالحة , قريبا من قبة الشيخ ( سام) , مالك بلاد الهند و السند و خراسان ,الواقف على ابواب نيالا. و فى أثناء كل ذلك , يستمتعون بفتل الهلل الى ( آيبودات) و( لابتوبات) , و كثير من نعم الد نا الزائلة , و يأتى بعدهم لوتراب ( أعادة التوطين ) !!! و هؤلاء قدموا من جهات ( مصر ) و ربوعها المؤمنة , و جلهم من ( السياثقافيون) , ذوى المواقف المتباينة فى محكم أطرها و توجهاتها , مدربون على العولمة ,وأفضال التمطق بأحلامها الزاهية , تدريبا شاقا يمتد و حتى حدود سلم الطائرة , ينتهى بالأرتطام على جدار موت الخيال و الأبتكار و العبقرية ( على حد تعبير أرونداتى روى), و هؤلاء يرجع اليهم أعمار غرز الشيشة , تائهين فى خضم واقع متسارع , شره , ينحصر فى ذات الذات و يتقلص فى فى مساحة أدق من ذر الهمس, أو أقصر قليلا من لحظة تحسر على لذة ضلت طريقها فى شباك العصب ,ا و فى متاهة الأحباط. أما ثالث الفصائل , فهم القادمين من ( السودان )- ( راس), و هؤلاء جائز فى ذكر مناقبهم , أنهم أشد خلق الله قدرة على أستئناس ( الدولار) , و ترويضه, و تليينه و مطه , و عصره و مصره و بله ودقه ويكة و شره حتى يجف!!!فهو عندهم مثله مثل القرد عند الحلبى ( ميمونة قولى انا نعسانة) و هكذا و هكذا... ينتظرونه على المداخل , و المدارج, و السقوف , يساسقونه مثل الديك فى هوجة الأنتعاظ , و يصلون الأستسقاء فى حوش الكونغرس لأجله أن دعا الأمر . يحاحونه حتى يدخل القفص , ..بغ بغ بغ...و أن دخل فلا بارقة خروج تلوح فى الأفق , يظل ( يكاكى ) فى القن حتى يفرخ . و قد أثبت هؤلاء القوم بالفعل (يليهم الهسبان) , أن اللغة لا تقف حاجزا أمام النجاح فى بلاد الأخ ( سام) , و ليس أمامنا شاهد سوى ما روى عن واحدهم و هو فى طريقه الى المطار , مسافر الى لا عودة (هلا هلا يا أمريكا ما فهمنا منك حاجة غير ..أسكيوز مى..و رش أوار!!!) و قد قيض لنا بفعل حسن الطالع المحض , أن نشهد ميلاد و نشوء لوترابى , فأدركناه حال و صوله , أصيل الهيئة , معتمرا ( قجته) بصلف و خيلاء , به بعض من زهو (كولومبوس) شخصيا , أشعث أغبر , سنونو صفر , له أيطلا ظبى و ساقا نعامة , تظلل عيناه تعسيلة ( الجت لاق)و كل حديثه منصب بدقة و تركيز و أحكام على مفردة ( البلد دى ) , تشى حالته بالشروع فى حرب أقتصادية شرسة , كل ردوده على أسئلتنا تبدأ بسؤال ( دى بى كم؟؟) و قد أتيح لنا الأطلاع على محتويات ( حغيبته) , و تحلقنا حول زاده و متاعه القادم من وراء البحار , فكان أن خرجت المصلاية, يتبعها راديو ترانزستور , ماركة ( سونى) , لا أعلم أن كان لسونى علم بصناعته , ذو ايريال يمتد الى ما دون السقف , و هو من نوع ما تعارف عليه الرعاة بالموجة القصيرة , ثم زجاجة صغيرة مرسوم عليها يد تلوح بفأس فى قبضتها, عرفت فى بلاد السودان بدهان أبو فاس, أو أبو فرارفى روايات أخرى متنازع حولها , و يقال فى شأن هذا الدهان المعجزة, أنه شاف لكل العلل , مثله فى ذلك زيت الحبة السودة و زيت الجرجير!! و هو على ذلك الأساس خطة صحية كاملة , فى بلاد يعز فيها العلاج لمن لا يملك تأمينا صحيا , قلنا و الله انها بصارة, أن تؤمن نفسك صحيا , و ان يكن بمقدورك سماع أذاعة المغتربين و أذاعة ريبا فى هذه الأصقاع, موفرا على نفسك ( حق الكيبل) و ( حق الأنترنت) !!! تدور الأيام , و تشتعل خاصية جذب الدولار , ينعدل الحال و( القجة ) فى حالها , و اللغة ( مسارقة) ,(از-واظ), و بذكر اللغة فأن لنا حديث قادم عن فصائل ( التراجمة) , و أولاء لعمرى , المنتبذين مكانا قصيا فى الساحل الغربى , و مناح أخر , و هموا حالة فريدة مثيرة, تقابل الرجل منهم صباحا و هو فى كامل عده و عديده و أجلى ما يكون التماسك , و ما أن يهل المساء , الا و يد خفية قد تخطفته, فأنقطع أثره و خبره , و أنطفأ( سليولافونه), حتى يقلع فى هيئة (تراجمى) بائن الكينونة فى أقصى الغرب , ناحية الخليج, و لكنها سبل العيش, أو هى آبار العذاب كما يصفها ( مفيد فوزى ) فى سنين مضين, أو خشم البقرة المذعنة لليد التى تبحث عن ( زمام) ضائع أو حتى برطوش!! أما أخطر ما فى أمر ( التراجمة) , فأنك تعاشر الفرد منهم زمنا زمينا مئينا, لا تدرك من أمره شيئا , حتى تظنن ( و بعض الظن أثم ) أنك أعلم القوم به , وما ( بالزول) أثر يدلك على ترجمانيته المخبوءة , فلا ذكر ( لشتاينبيك) و ( هيمنغواى ) أو حتى أعلان (فرايزون) فى صحيفة الأحد..حتى يشهد عليه أربعة عدول بالترجمانية, فأصابتنى الحسرة على زمن (الجياشى العلامتو الريشة)!!! أما فصيلة ( أعادة التوطين) و الحق يقال , فهمو فى الأصل ( اسايلاب), اكثر من كونهم لوتراب, و همو فى ( حوستهم ) هذه أشبه ما يكونون بالحنكاب فى منطقة الشايقية, أو الأقباط الأثوذوكس فى الجموع المسيحية, أو البديرية الدهمشية و الذين سبق و أن ذكرنا انهم حتما شوايقة أن تزامن تواجدهم فى المنطقة و موسم الشلخ, يحملون هذا (التاتو) أبو كديس مدى الحياة بلا ذنب و لا جريرة,و يدفعون بسخاء ثمن موبقات الشايقية دون الأستمتاع بملذات هذه الموبقات, لا يشاركون فى كنوز الحكم و بتروله , و يخوته, و لا تجوز لهم عضوية (حلف ناتو مروى) المسمى ( كيان الشمال) . وقد جاءت فصائل أعادة التوطين, تسبقها أبجديات فلسفة ( الفسيخ و الشربات), المستقاة من مصر , و نظرية الهوا و (الدوكو) , حتى فجعوا ببهتان الفسيخ و الدوكو , و نقبوا عن الحداثة , حتى أدركهم النصب أزاء حب الأميريكان للدجاج المشوى وولعهم بديك الحبش, فأنتسب الى التراجمة منهم من أنتسب و أحتسب بعضهم ما آل اليهم و ما آلوا اليه و عز عليهم البكاء على أيام القاهرة التى يتبذل فيها الزمن دون حساب و دون تقتير, الأ فئة يتيمة ظلت تلهج بالثناء على العولمة , و هؤلاء نزلوا (دايفون) فى السيستم الا ان (القجة) ظلت على حالها.
تاج السر الملك
|
|
|
|
|
|