|
شمس .....73
|
شمس 73
بالرغم من ان ( جلكينه) كان ( اريرة) فى زمن سابق ، ألا انه كبر على خشية الأريرات ، كان جيبه ( كنب) بطبيعة الحال كلما اودى به الطريق حيال ( ابو ظريفة) ، يدق ( الكرب) ، و يميل الى مصادقة ( الأنسال) ، جلهم ( توقا) يجودون عليه بقليل من ( التشادير ) خوفا و خشية، و بعضهم ( جلد) و بعضهم عنيد . صديقه ( يوسف المحباشى ) ولد لأم حبشية- ( وروار) لا يكف عن الكلام لحظة ، يحلم بملذات ( الطفنق) دائما و يسعى لخلقها ، ( خنيت) و ( مقوشم) .. و فوق كل ذلك ( كباب زوغة) . كانا ( يقدان) سويا الى شعب الخواجة ، يخمسان ( الحمرا) ، و يقتسمان بقية ( الربيعة) ، و كل الغنائم بعد كل ( تكديكة) ناجحة ، يتناوبان المهام ، أما ( مكداكى) يبرشت، أو ( كشيف) يدقدق الفاسات ، فأذا ( الأر- كبس) ، فأحدهما لا محالة ( كابى بريزون) بأمر من ( حاج فضل الله) فى محكمة العمد ، و الأخر شمس، يحسب الأربعة ( ربيعات) تساوى ( طويل ) كامل و مع ذلك فهو ليس ( فارة) ، صنديد ، مثل ( هيركليز) او الكاوبوى الزنجى ، و كل من ( يغمت) اعداءه ( بالكربون)، حيدر قطامة ، ياسين خالد ، محمود الرباع ، ود اب رونجة ، جاهورى اما (قرمة) فهو موية و ( وهم). دقت ( الكيتة) تتقدمها ( امنة طابت) و ( تملوس) ، و أبقار ( الصافى) يقاسمنه الحوش ، توترن كأنما يتحسبن وقوع زلزال ، عبر ( مليجى ) الخور الفاصل بين ( الدرادر) و الحلة الجديدة بقفزة واحدة مثلما يفعل كل يوم فى نفس الميقات , يحمل ( الطرمبة) داخل صندوقها الأسود ألأنيق ، لا يدرى أحد اين يذهب بها فى مثل هذه الساعة ، و لا أحد يهتم . ( على الساعاتى ) يغنى كل ليلة بعد ان يزيح الكوب اللاصق بعينه اليمنى طوال النهار , مقلدا ( عوض الكريم عبد الله) ، عدا انه ( أشتر) فصوته مطابق ، لايلتزم بالأيقاع ثلاث وصفات الا و خرج عنه و صفقة الشيالة ، آمنة بت سالم ، يسمونها ( دريدمة)، قصيرة ، مدورة مثل كرة ، تباهى بأحفادها ، يمشون أمامها مثل سرب البط ، و للمساء غبرة يثيرها سيل السابلة ، تبدأ من ( طابونة مكرنجة) و تنتهى فى ( طابونة خليفة) ، -يجلس باعة البرسيم بعد حلول الظلمة و كأنهم على موعد مع شىء ما ، و بعد خروج دور السينما الثانى من سينما ( أمير) ، هل يبيعون البرسيم فى تلك الظلمة أم يبيعون ( البنقو)..تساءل ( ود مكادى) ، و ( الطوايل) ترقد تحت الجوال المبتل برطوبة البرسيم لا تهترىء و لا تذوب. ( عبد السلام) يبيع الزجاج الفارغ أمام المستشفى ، يملؤه الحكيم بنفس السائل الطباشيرى الأبيض لكل الناس بأختلاف العلل ، ( ختم ودسيدة) كان يعشق تجاذب اطراف الحديث مع ( عبد السلام) و كان يظن فى قرارة نفسه ، بأنه النبى الخضر ، ان لم يطب لك السائل ، ف ( كية) من نار ، بالسيخ الرفيع المحمى فى حوش ( النوش) ، او ان تغمر بدخان البخرة من ( شيخ ود شاطوط) ، تلهب العين و الشعب برائحة كالشطة القبانيت . ( بحر العلوم ود مدنى ) ...تنشد فى الأصائل ، لحنها شجى ، يلتف حول الروح بألفة و حنو ، و لكن ( حسن اب شيبة) لا تحركه الا مدائح شيخ ( دافورى) فى حولية المراغنة ، يطلق اعباء يوم مضجر فى الدكان بترنيم صادق و عذب ( عليك صلاة الله يا خير من سرى...) ، ( عوض الحلبى) ، مات ابنه ( محمود) ، و عندما بكى بألم و حرقة ، صاح به ( عبد الرضى ( يازول اصلو المات محمود محمد طه؟؟) ، فسكت ( عوض) ، و قتل ( محمود محمد طه) بعد ذلك بعقدين..و لم يكن ( عبد الرضى) حيا ليبك عليه، و رجع ( عوض الحلبى) الى تسلق السلالم الخشبية لطلاء ( الوزرة) . جىء بالكوامر و البلدوزرات ، و هدمت ( الدرادر) و ازيح ( الكرنقو) من على خارطة المدينة الى الابد، و عبد العزيز المبارك هاجر الى العاصمة و لم يهاجر الفاتح كسلا، مشى ( حسن اب كريع) يقدل على قدمه الصناعية ، وسط الغبار الصاعد من الهدم ، كان كأنما ( صلاح الدين) فى فتح ( القسطنطينية) ، ما توقف عن التردد لشراء العرقى كل ليلة من موقع هذا الدمار، سعد مثله مثل غيره بصراع النوبة كل أصيل يوم من ايام الله السبعة ، مشى فوق الأشلاء مثل خصى فى بلاط حريم العباسيين، يشتهى و لا يجد لنقاط الماء لهاة تحتويها. يسكن الشفق الأحمر ناحية ( شندى فوق) ، و بعد سكوت المآذن ، يتطاول صوت ( سيف الدين ثورة) ...واحد ..نين..واحد..نين..تستين..تستين..حتىيدركه النصب فى بواكير الصباح الأولى ...يا شباب ..ما زال الليل ..طفل؟؟؟؟
تاج السر الملك
|
|
|
|
|
|
|
|
|