المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 05:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.أبكر آدم إسماعيل(أبكر آدم إسماعيل)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-13-2003, 07:14 PM

أبكر آدم إسماعيل
<aأبكر آدم إسماعيل
تاريخ التسجيل: 10-05-2002
مجموع المشاركات: 549

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك (Re: أبكر آدم إسماعيل)


    حول مغالطات أخونا الشاعر؛

    الأخ (في الإنسانية والوطن) الشاعر هو نموذج آخر من نماذج العقلية الإسلاموعروبية، ويتميز بقدرته الخارقة على تنكب طريق المغالطة المكشوفة والإجتراء على المنطق ـ دون أن تطرف له عين!! ولأنه كذلك، فإننا سنحاول جاهدين الاختصار، وتجنب التكرار ـ إلا ما يلزم، والسعي للاكتفاء بالردود النموذجية على كل نوع من أنوع مغالطاته؛
    وقبل أن نخوض في مداخلته، دعونا نتبين واحدة من الخصال العقلية لهذا النموذج، المستعلواتي، الذي يبول على المنطق والعقل في سبيل تحقيق رغبته، وأرجو أن يضيف الأخ محمدين ذلك إلى مشروع بحثه حول إشكاليات (العقل المعني)؛

    مصادرة الممكن والاحتمال!!؛
    في مداخلة لي، في بوست الأخ تاج السر، مساجلات البنت رودا والبقاري، ذكرت أن واحدة من آليات عمل هذه العقلية مصادرة الممكن والاحتمال، وهي آلية أكثر وقاحة من إنكار الحقائق والوقائع والإجتراء على المنطق؛ وذلك بنفي شخصية المرأة الكاتبة باتهامها بأنها رجل، ونفي الرجل الكاتب بأنه ناقل، ونفي منفستو المعارض بأنه (عميل) ونفي اعتقاد المعتقد في ما يعتقده إلخ؛ ويبدو واضحا؛ أن وظيفة هذا الميكانيزم، ليس الدفاع فحسب، وإنما خلق قاعدة للهجوم على الآخر/الآخرين، من جهة، وخلق طمأنينة النفس؛ مع نفسها، لردم التناقض بين المعلن من الأفكار والمستتر من المعتقدات الكامنة في (العقل المعني)؛

    ففي بوسته؛ المعنون بـ (آلاف العبيد في السودان)، أورد الأخ ساين تقريرا عن عمليات الاستعباد في السودان، التي تسمى ـ تلطيفا ـ (اختطاف)، فبدأ الهجوم على الأخ ساين من الجبهات التقليدية، بحججها التقليدية عن سمعة الوطن وما أدراك ما الوطن. وما كان من الأخ الشاعر إلا أن أورد التعليق التالي في مداخلته؛
    Quote: يا أخوانا بالراحة ، الراجل جاب موضوع من حتة عشان تعرفوا الناس
    دي بتفكر كيف ، يعني مش ده رأيه هو ،، وبعدين الحكاية دي منتشرة شديد
    وبيسوق ليها السودانيون المسيحيون ، والمسيحيون مثلهم مثل المسلمين
    فيهم القلبو على البلد وفيهم الإنتهازيين وهؤلاء هم من يعملون للكسب من وراء
    هذا الكلام ، وأعملوا بحث صغير في النت ، وشوفوا في كم موقع على الإنترنت يروج لأمثال
    هذه الإشاعات

    فهو هنا لا يمارس المغالطة وإنكار الظاهرة فحسب، وإنما يقوم بالقرصنة، والدخول في (نوايا) كاتب البوست ويصادر منه إمكانية واحتمال اعتقاده في وجود الظاهرة، وفي اعتماده صحة التقارير التي أوردها، ثم يعود لنفي وجود الضحية، ليجلس في مكانها، ويبدأ في تلفيق الاتهامات لجهات كثيرة، ويسمي الحقيقة، التي أثبتتها لجنة الحكومة السودانية نفسها المسماة (سيواك)، فيما أظهرته المداخلات فيما بعد، يسميها (إشاعات)!!؛ وقد يعجب الكثيرون لذلك، ولكننا لا نعجب. فهذا ديدن السادة الإسلاموعروبيين/المستعلواتية؛ إنهم يريدون مبتدأً أن يعيدوا لأنفسهم توازنهم النفسي، ويطمئنوا أنفسهم بهكذا تلفيق لأنهم لا يستطيعون أن يبرروا علنا، ما يؤمنون به!!؛

    إنطلاقا من هذه العقلية، يقرأنا الأخ (في الإنسانية والوطن) الشاعر، ولكنه يزيد الطين بلة بتعجل القراءة. يجادلنا إنطلاقا من قراءته البتراء، التي يعترف بها في مقدمته، كمثل الذي يمتطي القطار بدون تذكرة، ويبدو أنه متعود على ركوب القطارات بدون تذاكر، ولكنه يتظارف بالاعتذار!!؛ حسناً؛ ولكننا تجنبا للتكرار، سنحاول جاهدين الاختصار في ردودنا، باعتبار أن التفاصيل في ما يتعلق بالكثير من النقاط، موجودة في ردود سابقة، لكنها مقفوز فوقها؛ وبالتالي، ما نتركه، نتركه لفطنة القراء الكرام؛

    يخاطبنا الأخ الشاعر بالقول "الأخ في الإسلاموعروبية"!!؛
    والحق أنني ـ ظننت في البدء (وإن بعض الظن إثم) ـ أن الأخ يمزح، ولكنني اكتشفت فيما بعد أنه جاد، ويكررها ضمن ممارسته لعادته في الإجتراء على المنطق، باعتباري أخا كريما في الإسلاموعروبية وضدها في نفس الوقت!؛
    أليس هذا، وبالمنطق، مستحيلا؟ فهل يمكن لإنسان، كائنا من كان، أن يكون مع أيديولوجيا وضدها في نفس الوقت؟
    ولكني اكتشفت، أيضا، أنه ـ في الواقع ـ يمارس التخليط من جهة، ويطبق طريقة الجربندية الأنسابوية، التي يتبعها الإسلاموعروبيين من جهة أخرى! فبما أنك مسلم وتتحدث اللغة العربية، إذن أنت إسلاموعروبي، ليصطادوا عصفورين بحجر واحد؛ ليكبروا بك الكوم حين يستدعي الأمر تكبير الأكوام وتستلزم الخطب اجترار الكلام عن الأغلبية. وليجعلوك ـ حين يعييهم المنطق الإيجابي ـ تتحمل معهم نتائج إيديولوجيتهم باللجوء إلى المنطق السلبي"ما إنتو ذاتكم كنتوا معانا عندما فعلنا كذا وكذا!"؛ أما أين يذهب تعريف الأيديولوجيا؟ الإجابة عند الأخ الشاعر؛ "أكله الدودو"؛

    ولا يجد الأخ الشاعر مفرا من الاعتراف لنا ببعض الفضائل، في قوله؛
    Quote: أبكر أسر لب أغلب المشاركين هنا بلغته العربية الفصيحة وتمكنه من إيصال أفكاره في صياغة لغوية تتلمس سبيل التحليل المنطقي والسرد المرتب، وربما يهيء لتقبلها المطلق أيضاً كتابات جيدة سابقة في هذا (البورد) ومواقع أخرى...
    وإن كانت عقلية الأخ الشاعر تقدر ـ هذه الفضائل ـ حق قدرها، لما ذهب إلى ما ذهب إليه فيما بعد؛ فهو يعترف بأنني متمكن في إيصال أفكاري، ولغتي تتلمس سبيل التحليل المنطقي والسرد المرتب، وضمنا؛ أنني أحوز بعض المصداقية مما يجعل الكثيرون يتقبلون طرحي، وهذا غاية ما يتمناه أي كاتب جاد يقدّر عقول الناس. ولكنه بالرغم من ذلك يحاول أن يعيب طرحي بالتلكك؛
    Quote: ولكن الأخ (في الإسلاموعروبية) أبكر استغل هذه المسامع الصاغية والعقول المهيأة ليبث فيها معتقداته وتحليلاته بكيفية تجعل منه صوت العقل والناطق بالحق ومن منازليه شياطين خرس يولون الظهر وليس الدبر) ولا يثبتون أمام سيل لغته الجارف لكل الحقائق والوقائع)

    وهكذا، ولأنه من هواة المغالطة ومجافاة المنطق، فلا يرى الأخ الشاعر، في كل ذلك إلا تضليلا للجمهور، وبث للاعتقادات ـ وماذا سيبث الكاتب إن كان لا يبث اعتقاداته؟ وما العيب في ذلك يا أخ الشاعر؟ طالما الكاتب ملتزم بالمنطق والترتيب ويحوز قدرا من المصداقية؟

    ثم لا يكتفي بذلك، وإنما ويعتبر "فضائلي" هذه؛ سبيلا لجرف (كل) الحقائق والوقائع! وإذا تغاضينا عن صيغة الإطلاق المذمومة في (كل)، فهو هنا يمارس نفس التناقض، والاجتراء على المنطق، مثلما مارسه مع نسبتي للأيديولوجيا الإسلاموعروبية واعتباري ضدها في نفس الوقت! ولا أظن أنه يخفى على أحد، غير المستعلواتية، أن الحقائق والوقائع لا يمكن جرفها بـ"التحليل المنطقي والسرد المرتب" الذي يتم تشييده تحت مظلة المصداقية بل (العكس تماما) هو الذي يجرف الحقائق والوقائع، لسبب متعلق بمنهج "العكس تماما" هذا في ذاته، ولمصلحة الجهة التي تتنكب طريق الأوهام والمغالطة في أن تردم عجز تماسكها بالبلاغة والتوكيد والنعوت، وفي أن تجرف الحقائق والوقائع، لأنها لا تستطيع أن تفعل ذلك بغير الاجتراء على المنطق، والقفز فوق الحقائق والوقائع والمغالطة والخطابة الجوفاء، ولكن، لسوء حظهم، أن هذه الطريقة، لا تستطيع الصمود أمام المنهج الذي يتلمس سبيل التحليل المنطقي والسرد المرتب الذي يستظل بالمصداقية؛ وهذا ما يجعل ممارسيها (المستعلواتية) من (مُنازلينا)؛ الذين يتحسر عليهم الأخ الشاعر يولون الأدبار. (ولست أدري لماذ يبدو الأخ الشاعر منزعجا من ذكر الأدبار؟ أليست هي صيغة عربية أصيلة؟ أم يظن أنني اخترعتها وحشرتها في اللغة بـ(فصاحتي) التي يتحدث عنها؟ على كل حال، إن كانوا يولون الأدبار أم الأظهار، فهم ينقصهم شيء مهم هو (المنطق)؛

    يمضي الشاعر في تنكب طريق المغالطة، ويصف موقفنا المضاد للأيديولوجيا الإسلاموعروبية بأنه مستورد، ويقرر واثقا بالقول
    Quote: " ولا يخفى على أحد أن هذه الدعوات مستوردة (كما حركة تحرير دارفور) من جنوب السودان"
    ويفصل مغالطته المجافية لأي منطق ولكل وقائع التاريخ، بطريقة نظرية المؤامرة، التي تلقي اللائمة على الضحية؛ الجنوبيين، وتتهمهم بتصدير العداء للغة والدين إلى جيرانهم وإلى المثقفين. أما لماذا يعادي (المصدرون) الجنوبيون الأيديولوجيا الإسلاموعروبية، ولماذا يستورد الآخرون ذلك، فمبرره هو أن ذلك ليس لعيب في الإسلاموعروبية، وإنما في المصدرين والمستوردين!! يقول؛
    Quote: "وظل الجنوبيون يمعنون في تعميق هذه الهوة بدعمهم وبحثهم عن مخالف أو مقابل لهذين (يقصد اللغة والدين) فتمسكوا بالإنجليزية والمسيحية وما كانت الأولى لغتهم ولا الثانية ديانتهم أو ديانة أغلبيتهم ولكنه إيغال في التطرف والنأي، ثم أنهم بدأوا في تصدير عدوانيتهم لهذين العاملين الدين واللغة إلى المناطق الأقرب ثم الأقرب عرقياً جبال النوبة والأنقسنا ثم دارفور، ولما كانت بعض هذه الأجزاء من المستهدف (البعض الغالب حقيقة) ما كان منهم إلا أن يغذوا فيهم الشعور بالعنصرية والفوقية من قبل (الشمال) لأن بشرتهم أكثر سواداً قليلا ولأن في لهجهم العربي بعض لكنة، فسرى هذا السم في عقل بعض المثقفين والسياسيين.."

    فيا أخ الشاعر، إذا كان المبدأ هو على الكل أن يتمسك بلغته وديانته، فمن أين أتيت وستأتي لك بمن يتحدثون اللغة العربية ويدينون لك بالإسلام في السودان؟ ثم ما الذي يبرر للعربية والإسلام بأن ينتشرا ويمنع ذلك على الإنجليزية والمسيحية؟ أليس هو منهج "حرام على بلابله الدوح وحلال على طيرة المستعلواتية"؟ أساس المشكلة أو "داء السودان العضال" بتعبيرك؟
    والأخ الشاعر، يحاول، هكذا، مثله مثل بقية الإسلاموعروبيين، طمأنة نفسه، بالدرجة الأولى، ولو مؤقتاً، بالإجتراء على الحقائق والمنطق. ولكن التأريخ موجود يا أخ الشاعر، فما رأيك في هذه الحقيقة "أدى انحصار تجارة الرقيق في المناطق التي تسكنها القبائل الزنجية إلي تعميق الفارق بين الشمال والجنوب، حتى أصبحت كلمة رقيق أو عبد تعني أفراد تلك القبائل سواء وقعوا في أسر الرق أم لم يقعوا. وازداد إحساس القبائل في الشمال بالتفوق العرقي، وغذته قدرات الجلابة الاقتصادية" القدال؛ تاريخ السودان الحديث، ص 70؛
    وسيأتي اليوم الذي سنُسمعكم فيه الحكاية بالتفاصيل، بدءا من عهد (تحالف الهمباتة)، الذي هو الأساس الذي نشأت وترعرعت عليه مركزية الدولة السودانية، وبقية المركزيات المصاحبة وما تناسل، ومايزال يتناسل عنها من إستعلاءات ومظالم؛

    ثم يلجأ الأخ إلى هوايتهم المفضلة، التبرير بالكوم: أو منهج "ما إنتو ذاتكم كنتو معانا". ويقول أن الغرابة سعوا لترسيخ الهوية الإسلاموعروبية ودعموا الأيديولوجيا الإسلاموعروبية، ويبدو فرحا كأنه قبضني من مكان ما! فهو، وإنطلاقا من هاجسه المركزي، لا يستطيع أن يراني آخرا فكريا، وإنما مجرد آخر إثني/جهوي حسب مركزية العقل عندهم. نعم يا أخ، هناك الكثيرون من (الغرابة) دعموا الهوية الإسلاموعروبية، وتبنوا الأيديلوجيا الإسلاموعروبية، وما يزال الكثيرون منهم يموتون من أجلها، وإجابتنا هي أننا ضد الإسلاموعروبية، حتى ولم لم يكن يتبناها أحد غير الغرابة. آها؟ ما رأيك؟
    وبعد كل ذلك، من حقك أن تسألني، لماذا يتبنى الغرابة الإسلاموعروبية؟ إجابتي هي: أن هؤلاء (الغرابة المعنيين) أكبر ضحايا التضليل الأيديولوجي، سواء كانوا يفعلون ذلك عن جهل أو ظنا في مصلحة، لأن الأيديولوجيا، في جانب من جوانبها، بل وفي تعريف من تعريفاتها أنها "وعي زائف بالعالم" وهؤلاء الغرابة الذين تعنيهم، هم بالذات نتيجة لامتداد تأثير الإيديولوجيا الإسلاموعروبية من حيث أنها "وعي زائف بالعالم"، وشكل استلابي ومضاد لمصالحهم، بل وأزيدك، أنهم يستعبدون أنفسهم لصناع/مؤسسي/حملة الأيديولوجيا الأصليين، وأن جهلهم، هو، في رأيي، الذي أوقعهم في مجال تأثيرها، وأكرر، أننا عندما نتحدث عن الأيديولوجيا الإسلاموعروبية، فلا نعذر في ذلك أحد من حامليها، سواء كان مضللا (بكسر اللام) أو مضللا (بفتحها)، وسواء كان هذا الإسلاموعروبي من أصل غرباوي مثل علي الحاج أو جنوبي مثل عبد الله دينق نيال أو شمالي مثل الكثرة الكاثرة التي تزعق هنا،. ولذلك نحن نقوم بما نقوم به، لتحجيم هذه الأيديولوجيا (داء السودان العضال) بأقصى ما نستطيع، لأننا نرى أنه ليس بالإمكان أن نؤسس للعدل ونصنع التقدم في ظل هذه الأيديولوجيا. وفي ذلك نأمل في أن نرشدكم (جميعا) إلى الطريق السليم، إن لم يكن الصحيح. وإن حملنا على أحد، فهذا تحدده درجته في سلم هذه الأيديولوجيا وهذه الدرجات، هي التي تحدد لنا سلم الأولويات، وتحدد لنا بمن يجب أن نبدأ المواجهة/المجابهة؛ فنحن عقلاء يا أخي، حتى وإن لم تسلم أنت بذلك؛

    أما موقفنا من مسألة الأنساب ـ "وعقيدة الدم السامي" بالتحديد ـ فهو موقف مبدأئي وشامل، وإن ورد ذكر فئة ما دون الأخرى، فذلك يرجع لسياق المناقشات فحسب. ثم أننا ضدها؛ لأن مسألة الأنساب الإسلاموعروبية هذه، ليست مسألة بريئة، وإنما تستبطن عقيدة "الدم السامي" "والدم المقدس" أحيانا، وهي قضية أيديولوجية في المقام الأول، وترمي إلى خلق مصالح إقصائية وتبريرها وترسيخ تفاوتات اجتماعية، وتكريس لأشكال من العنصريات وغيرها، ودونك في ذلك مثال الميرغنية والأشراف الآن، إن كان لديك تشكيك في ما يقوله التأريخ. وأنا لا أفرق هنا بين الأشراف أو الميرغنية أو العبابسة، أو غيرهم، فكلهم عندي سواء في النوع، وإن اختلفوا فذلك اختلاف درجة فحسب. ولكن دعني أسألك سؤالا يا أخ الشاعر؛ لماذا لا يوجد من ينسب نفسه إلى أبى قحافة أو الخطاب أو عمرو ابن هشام (أبوجهل) أو أبو سفيان بن حرب؟ أم تريدني أن أشرح لك العلاقة بين القداسة وسلالم السلطة؟

    أما تبريراتك في موضوع اللغة، فمردودة، ولأسباب بسيطة؛ فأين ذهب ما تسميه "خصوصية العلاقة بين اللغة العربية والدين" في بلاد فارس، وفي تركيا، وفي نيجيريا مثلا؟ أما مسألة أن الدولة وجدت اللغة سائدة فتبنتها ورسمنتها، فهذه ايضا مغالطة جديده، لأنك فقط لا تقرأ التأريخ لا البعيد منه ولا القريب؛ وتتجاهل دور الدولة ودور الحكام ودور (الهيمنة) في عملية التسييد؛ من خلال نشأتها ـ وأقصد الهيمنة ـ وتطورها، وعلاقتها بنشأة وتشكل الدولة نفسها، وسيرورة (تحالف الهمباتة) الذي تشكل في بدايات التركية السابقة؛ ولنا تحليلات طويلة أيضا، في هذا الخصوص، ستأتي حين يسمح المقام.

    محكمة الخليفة؛
    ويبدو الأخ منزعجا مما يسميه، دفاعي عن عن الخليفة عبدالله، ويحاول أن يستنتج تناقضا ما، ولكنني سأكرر عليك، إن كنت تعير المنطق والمنهجيات اهتماما؛ أنه لكل مقام مقال، وأن المحكمة ملزمة بسماع أقوال الطرفين، ولكل مقال "سياق" والسياق هو أنني كنت أناقش مقولات المستعلواتية حول الخليفة عبد الله من خلال منهج واضح وبسيط، يعرفه جدي "ود القناية" الذي لما سمع بـ"حقديات" المستعلواتية ضد الخليفة عبد الله قال "هي!! هو كُنْجار البَنُوْ جاي مشعوق في ضنب حمارة الإنجليز وداير يلكلّم في راية تورشين!!" وإن لم تفهموا لغة (الفصيح) "ود القناية" فسألوا (الأخ كبر ليشرح لكم) وإن لم تعجبكم لغة "ود القناية" هذا، فهو نفس المنهج الذي قرره المسيح قبل عشرين قرنا بالقول؛

    "لاَ تَدِينُوا لِئَلاَّ تُدَانُوا. 2فَإِنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ؛ وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ. 3لِمَاذَا تُلاَحِظُ الْقَشَّةَ فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَلكِنَّكَ لاَ تَتَنَبَّهُ إِلَى الْخَشَبَةِ الْكَبِيرَةِ فِي عَيْنِكَ؟ 4أَوْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْنِي أُخْرِجُ الْقَشَّةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا هِيَ الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ أَنْتَ! 5يَامُرَائِي! أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَعِنْدَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً لِتُخْرِجَ الْقَشَّةَ مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ" متى 7
    وإن لم يعجبكم قول المسيح
    ـ"وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان" الرحمن:9
    فهمت يا أخ الشاعر؟
    أما ادعائك التناقض في صيغة تعاملنا مع البقارة، فليس هناك تناقض، وينطبق الرد الذي ورد بشأن الخليفة عبدلله، ولكننا نزيدك؛ فلسنا نحن من يضعهم في المواضع التي تحدثت عنها، والتي تبدو متناقضة، وإنما الإسلاموعروبيين (الشماليين)، أو سمهم المستعلواتية الكبار، هم الذين يضعونهم فيها يا أخي ولو قرأتنا بتأنِ ستجد أننا كنا نحاول أن نكشف تناقضات من يسميهم الأخ آيز اوف ليبيرتي بـ(الشماليين) في تعاملهم مع البقارة، فإن كان البقارة إسلاموعروبيين أو لم يكونوا، فإن من يسمون بـ(الشماليين) يعتبرونهم، ويعاملونهم كـ(غرابة) ويدرجونهم تحت لائحة العبيد، المذكورة أعلاه، في تناقض مع منهجهم الأنسابوي، وهم هكذا يكيلون بمكيالين لأسباب متعلقة بالعداءات التاريخية المعروفة، فما هي مشكلة تحليلنا هنا؟

    الإختزال بالتسمية لإجل الإغفال؛
    والأخ الشاعر يصر على اختزال الظواهر الإجتماعية بتسمية ممارسة الرق (إشاعات) والعنصرية والتحاملات العرقية والثقافية (مزالق)، ويحاول الاستناد على أقوال الأخ شنتير والأخت عشة بت فاطنة، وقد قمت بالرد على ذلك من قبل. ولكني أود هنا أن أثبت أن هناك نقطة خلاف جوهرية بيني وبين الأخ الشاعر؛ وهي أنني أرى أنه يترك الحمار ويكنكش في البردعة، ويريدنا أن نكنكش معه؛
    فقد لاحظت، من خلال نقاشاته، التي يلف ويدور فيها كثيرا، أن صلب منطقه يقوم على، إغفال دور الدولة، والسعي لجعل الآخرين يغفلونه، ثم محاولة توجيه المسئولية/اللائمة على القبائل أو الإثنيات، أو الجهات إلخ التي هي دون الدولة، ومن ثم يطالبنا بأن (نبحث) ونحاجج هذه الجهات؛ فهو يتحدث ويصور الأمر كأن هذه القبائل أو الإثنيات أو الجهات توجد في فراغ أو تتحرك في فضاء لا تحكمه إلا موجهاتها الذاتية!! وهذا هو الذي يسوق إلى المغالطات، لأن الدولة هي كائن موضوعي، وحقيقة كبرى وأشمل من هذه القبائل والإثنيات وتتحكم في هذه القبائل والإثنيات نفسها ماديا ورمزيا؛ أو قل بالعنف الفيزيائي (الأجهزة النظامية، جيش، بوليس أمن) والعنف الرمزي (الأيديولوجيا)؛ تصنع القوانين، وتمارس الإدارة، وتربي وتعلم وتوجه إلخ، ودعني أعطيك بعض تعريفات الدولة؛
    فبحسب ماكس فيبر "الدولة هي هيئة بشرية تطالب بنجاح باحتكار الاستخدام الشرعي للعنف الفيزيائي في أرض محددة... (وهي بحسب بورديو؛ الهيئة البشرية التي) تطالب بنجاح باحتكار الاستخدام الشرعي للعنف الفيزيائي والرمزي على أرض محددة وعلى مجمل المجموعة السكانية المرتبطة بها ويعرفها ماركس بأنها آداة أو آلة لخدمة البرجوازية أو كجسم طفيلي مخيف. أما دوركهايم فيعرفها بأنها "جهاز من المجتمع يؤدي إلى إقامة علاقات من التضامن بين أعضائه ويراقب تربيتهم أو كأجسام اجتماعية لها صفة التحدث باسم المجتمع أو كبنية مميزة عن بنى أخرى أو أنظمة تتضمن التوازن الاجتماعي بمجمله" أو كشكل للسلطة محدد بالصراعات الطبقية الاقتصادية والسياسية والأيديولوجية، وبعلاقات الإنتاج أو كشكل يلعب دورا أساسيا في تكوين علاقات الإنتاج، كما يرى بولانتزاس؛
    فكيف يا أخي، بعد كل هذا، تريدنا أن نغفل الدور الأساسي لهذا الكائن الخطير، بل وقل الأخطر، الذي يساهم بشكل أو آخر في تشجيع/ أو على الأقل يتواطأ مع ممارسة الظواهر محل النقاش؟؟ مع أنه، هو الكائن الأقدر على السيطرة على هذه الممارسات وهذه الظواهر؟؟
    هذا سؤال استنكاري، ولكن في إطار استفهاميته، الإجابة عندي واضحة، وهي أن هناك جهة تحوز سلطة الدولة وتوجهها وفق أيديولوجيتها، وأنا أسميها الإسلاموعروبية، وهذه الجهة تكون بالطبع مسئولة عن ممارسات حيازتها لسلطة الدولة ومؤدى أيديولوجيتها، وبالتالي، تكون من وسائل دفاعها عن هذه الحيازة، أن تحاول إبعادها عن (الشبهات) ولو بالمنطق الملتوي كالذي تستعملونه هنا؛
    ولأنه ببساطة، لو لم يكن ما تسميه (القبائل العربية) يحوز على القدر الأكبر من سلطة الدولة ـ المادية والرمزية، ويوجهها على حسب أيديلوجيته، ولو كان من يتعرض للقدر الاكبر من الاستعلاء هم أفراد (القبائل العربية)، فأنا متأكد أن موقفك سيكون مختلفا مائة وثمانين درجة، وهذا لب اختلافي معك، وهو خلاف موضوعي في الأساس، وخلاف أيديولوجي؛ في الرؤى والمرامي والأهداف؛ ففي الوقت الذي نسعى فيه، نحن وآخرين لإستعدال دور الدولة، لتصبح دولة الجميع، وتعمل من أجل مصالحهم جميعا، تسعى أنت لاستمرار أدوارها التقليدية وفق المنظور الإسلاموعروبي، ولو بمحاولة جرجرتنا لإغفال أدوارها في (الشينة)؛
    وفي النهاية، نحن نعتبر أنفسنا أناس عقلاء، ونعرف، كما يقول المثل؛ "يجب مطاردة الثعلب أولا ثم بعد ذلك يمكن تحذير الدجاجة من التوغل في الأدغال"؛
    وبعد؛

    أم المك عزبا
    يبدو أن الأخ منزعج جدا من تحليلي لسيكولوجية شخصيتهم المستعلواتية، فيما يتعلق بأسطورة النهر، ولمشكلتهم مع الرجل الآخر عموما، والرجل الغرابي بالخصوص، وهو يقول أنني أحشر أسطورة المرأة البيضاء مع الزنجي، مع أنني لم آت بأي سيرة لذلك، وإن استدعاها السياق إلى خواطره، فهذا يدعم تحليلي ـ بشكل أو آخر، وليس فيه مدعاة للتهكم كما يحاول الأخ الشاعر، وسأكشف للأخ الشاعر بعد قليل، أنه لن يستطيع أن يتهكم. لقد كنت حللت دلالات وأثار الأغنية المشهورة التي تقول "الغرابة بسروا القلب"، والأخ الشاعر يحاول أن ينفي الأغنية ودلالاتها بذكر الأغنية الأخرى التي أوردتها الأخت عشة بت فاطنة "الغرابة ما بسروا القلب"، حسنا، ولنفترض أن هناك مليون وستمائة ألف أغنية، على شاكلة "الغرابة ما بسروا القلب" التي أوردتها الأخت عشة بت فاطمة، كلها تذم (الغرابة)، فأنها جميعا لن تستطيع أن تنفي وجود الأغنية الأولى، ولن تستطيع أن تمحو أثر دلالاتها على سيكولوجية الشخصية المستعلواتية. لماذا؟ لأن سيكولوجية الشخصية المستعلواتية مولودة ومنشّأة على تناقض مأساوي؛ تناقض (بنية الوعي التناسلي في صيغته المتشددة) المناقض للطبيعة، الذي، باختصار، يصور للمك بأن أمه عزبا، أو على الأقل يجعله يتصرف على هذا الأساس، وهو الأمر الذي يجعل هذه السيكلوجية مثل البالونة الكبيرة كلما نفخت نفسها بالمغالاة والتشدد و"استكبرت" (وامتلأت شرفا ـ بالمعنى المستعلواتي) ملُسَ جلدها وزادت حساسيته وصارت أكثر قابلية للتنفيس بأي أبره، ولذلك تصبح الأغنيات "المليون وستمائة ألف" مثل الحراب التي تحيط بالبالونة المذكورة، من أجل حراستها، ولكنها، رغم كل شيء لن تستطيع حمايتها من حربة واحدة مصوبة تجاهها!!؛
    “You see guys! How much you are so sensitive and delicate!?”

    وأكرر هنا، أن تناقض هذه (البالونة) المأسوي يكمن في قيامها وانبنائها وانتفاخها على أساس أسطورة الآباء (الحاليين تككهم) قديما، و(نظرية مصطفى سعيد في غزو الشعوب) حديثا، والتي هي في مؤدى من مؤدياتها، تولّد وتستبطن مفهوم (المرأة كمصدر مستديم للعار) كمعادل جدلي لمركزيتها كمصدر محوري للشرف (بالمعنى المستعلواتي المغلوط). وهكذ، فحتى في عملية الزواج، يتم استبطان مفهوم "كسر العين". مما ولّد ويظل يولد لدى (الرجال) المستعلواتية مرض اجتماعي تاريخي؛ ولنسميه مرض (فوبيا الرجل الآخر)، كنتيجة من نتائج نظريتهم المذكورة، وتتناسل عنه كمية من القوانين الإجتماعية التي تكرس لقهر المرأة!! والتي يتم سحبها على الدولة في الخطوة البعدية. ولأنه، إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه، فظن المستعلواتية هنا؛ هو أنهم لا يرون الرجل الآخر إلا في صورتهم اللاواعية القبيحة! ولأن صورتهم هذه تعامل مع عملية الزواج بطريقة غير شريفة في جوهرها، باعتبارها جزءا من آليات (الغزو)، وتستبطن، في نفس الوقت، فكرة "كسر العين"، كما ذكرنا سابقا، فيخافون أن يدانوا بما يدينون به، ويا للمهزلة!! ونحن نعرف أنهم الآن يرتجفون، لأننا نطعن أوهامهم في الصميم ونكشف عوراتهم للملأ؛

    على الحاج وإسلام الأسلاميين مرة أخرى؛
    يقول (الأخ) الشاعر، المستعلواتي هو الآخر، في صدد دفاعه عن وجهة نظر آيز أوف ليبيرتي؛ واستبطانه لفوبيا الرجل الآخر مثله تماما؛

    Quote: "ويمارس أبكر نفسه اللعب على هذه المزالق حين استفزه آيز بسرد قصة رفض خطبة علي الحاج، روبما تذكر معها ما قالته فاطنة بت عشة من أن (البجي من الغرب ما بسر القلب) فطفق يعيب اسلام (الإسلاميين) ويصفهم بعدم استشارة الفتاة"
    وهو هنا أيضا يتلكك؛ فقد ترك الحمار وحاول أن يتشعبط على البردعة. فالنقطة الرئيسية هي ما قاله المستعلواتي "صهر على الحاج المفترض" وما وافقه عليه آيز أوف ليبيرتي، وما يوافقه فيه هنا المستعلواتي الجديد ـ (الأخ) الشاعر؛ والقول هو، حسب ما أورده آيز أوف ليبيرتي؛
    Quote: "و الله مش علي الحاج، ان بقا بلال بن رباح ذاتو، ما بعريس ليهو...."

    حسناً؛ فإذا كان هذا لا يعيب (إسلام) المستعلواتية (الإسلاميين)؛ فما الذي يعيبه إذن؟؟
    وكيف نفض هذا الإشتباك؟
    فلنحتكم إلى محكمة من محاكم الإسلام؛
    تخبرنا سيرة واحد من أعظم وأجلّ الصحابة؛ أبوذر الغفاري، أنه هجر وطنه وعبر الوهاد والصحارى من أرض اليمن إلى مكة ولا زاد له إلا (طلب الحق) (أدخلوا هنا لتروا مناقبه). وبعد سنوات من (إسلام) طالب الحق، يعيب عليه النبي (ص) (إسلامه) بالقول "أن فيك جاهلية"، حين غضب وعاير أحدهم، ويقال أنه بلال بـ"ابن السوداء"؛ فماذا سيقول النبي (ص) للمستعلواتية؟

    ولكن الفرق بين أبي ذر الغفاري والمستعلواتية لمتسع جدا، فالغفاري، عليه رحمة الله، لم يعترف بخطئه فحسب، وإنما ـ كما تقول بعض الروايات ـ وضع خده على الأرض وطلب من بلال أن يطأه!!؛
    وظل بعد ذلك ممسكا بعصمة التوبة إلى أن أخذه الله إلى جواره (أدخلوا هنا لتروا عصمة التوبة). أما المستعلواتية، فما يزالون يفخرون بجاهليتهم "أليس واحد من تعريفات الجاهلية أنها حالة عقلية وسيكلوجية ترفض الإذعان للحق؟"
    ونكرر السؤال: فإذا كان ذلك لا يعيب على الإسلاميين إسلامهم فما الذي سيعيبه؟

    هواجس قرنق وأركو مناوي؛
    يقول (الأخ) المستعلواتي؛
    Quote: " وحين يتحدث آيز أوف ليبرتي بغضب ويقول له أن يرجع إلى انجمينا يصف كلامه بالكابوس (بالسين) وحين يقولها الدكتور قرنق لعلي الحاج يصف قرنق بأنه سياسي ذكي"
    أولا يا أخي، أنا لم أصف قرنق بأنه سياسي ذكي، ولو دققت، ستجد أن الضمير راجع إلى على الحاج، وليس قرنق، بالرغم من قناعتي بأن قرنق أيضا سياسي ذكي، ولكنك طبعا، كمستعلواتي، تنطلق من جاهليتك المفرطة، لدرجة أنك ترى مجرد وجود إسم الرجل بجوار كلمة مثل الذكاء مثارا للاستفزاز تعميك عن الفهم، وتجعلك تقفز لتسجيل إدانة!! حسنا، سجلوا ما شئتموا من الإدانات إن كان ذلك سيحلكم؛ أو سيغير نص كلامي ـ عن الذكاء ـ المثبت أعلاه، ليجعله يوافق قراءتك؛ أما بخصوص (كوابيس) أخونا آيز أوف ليبيرتي فهو الذي شهد على نفسه ولم آت أنا بذلك، وأنت أيضا هنا لا تقرأ جيدا، فالسياق، الذي ورد فيه كلامي ليس لأنه يقول لعلي الحاج أذهب إلى أنجمينا أو نهر النيجر فحسب، ولكن لأنه "يجعّر جعير الكريللو" فهو مسكون بهاجس آركو مناوي مثلما أنت مسكون بهاجس قرنق، وأركو مناوي في مليط وهو لا يستطيع النوم في الخرطوم، ويتكلم عن نازلناكم في (1976)، ونازلناكم في كذا، وسننازلكم في كذا!! فكيف تريدني، من بعد، أن أصف مثل هذه الأقوال مقروءة مع قول آيز نفسه؟؟

    ثم يتحفز الأخ الشاعر، ومرة أخرى يحسب أنه يمسكني، بالسؤال؛ هل يتعالى الغرابة على الجنوبيين؟ وأقول، نعم، أنا أعرف أن هناك الكثيرين منهم يتعالون على الجنوبيين، وعلى غيرهم من الناس؛ ولكن لا تحسبن أن هذا سيبرر لأيديولوجيتك الإسلاموعروبية موقفا أو حقا في فيما تمارس أبدا، وسيأتي اليوم الذي (أفرش) فيه هؤلاء الغرابة بقلمي السنين هذا وإذيقهم مر العذاب، إن لم يتعظوا من تجربة الإسلاموعروبية، أما لماذا تراني أسكت عنهم الآن، ولو مؤقتا، الأجابة: أكرر ما قلته بسبب نقطة خلافنا الرئيسية أعلاه وأكرر المثل "يجب مطاردة الثعلب أولا ثم بعد ذلك يمكن تحذير الدجاجة من التوغل في الأدغال" ولهذا، فإننا لن نحقق لك غرضك بأن نترك الإسلاموعروبية لنمسك بخناق الغرابة أو غيرهم، وأذكرك بأن خلافي معك هو ـ في الأساس خلاف فكري وأيديولوجي قبل أن يتداخل العرق والجهة فيه؛

    ثم، بعد كل ما يسوقه الأخ الشاعر من مغالطات وإجتراءات على المنطق يختتم بالشماعة؛ ويحاول، كبقية الإسلاموعروبيين، الإلتفاف حول القضية، والبحث عن كبش فداء، لإلقاء اللوم على (الإنقاذ)، باعتبار أن الفتن كانت نائمة، وأن الإنقاذ هي التي أيقظتها. ولكننا نقول لك يا أخ الشاعر، إن الإنقاذ هي نتيجة وليست سببا، وهي، في عرفنا، مجرد طاقية، لجسد تاريخي مليء بالتشوهات والتحاملات في كافة مناحي الحياة الاجتماعية، وأرجو أن ترجع إلى ورقة عبد الله بولا "شجرة نسب الغول" ، منشورة في العدد الأول من مجلة مسارات جديدة؛ وهي، أي الورقة، التي تجيب على سؤال الطيب صالح (من أين أتى هؤلاء الناس؟؟) فعبد الله بولا، ليس (غرابيا) حتى تماحكوا معه بهواجس العرقية والجهوية كما تماحكون معنا؛

    أما موضوع الصراع بين المستعلواتي الترابي، والمستعلواتية الجعلوية، أو قل، الصراع بين تربنة الدولة وجعلنتها، في الإطار الإسلاموعروبي، فهذا موضوع آخر، نتركه لوقته؛


                  

العنوان الكاتب Date
المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل06-08-03, 07:31 AM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل06-08-03, 07:34 AM
    Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل06-08-03, 07:45 AM
      Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل06-08-03, 07:53 AM
        Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل06-08-03, 08:00 AM
          Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل06-08-03, 08:11 AM
            Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل06-08-03, 08:25 AM
              Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل06-08-03, 08:45 AM
                Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل06-08-03, 09:03 AM
                  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل06-08-03, 09:28 AM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أحمد أمين06-08-03, 11:36 AM
    Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Arbab06-08-03, 02:24 PM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أحمد أمين06-09-03, 02:09 PM
    Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك عاطف عبدالله06-09-03, 05:37 PM
      Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل06-10-03, 11:13 PM
        Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Bakry Eljack06-11-03, 06:29 PM
  المستعلواتية mohmmed said ahmed06-12-03, 06:34 AM
    Re: المستعلواتية ود حماد06-12-03, 07:29 AM
      Re: المستعلواتية شدو06-12-03, 10:08 AM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك خضر حسين06-12-03, 10:29 PM
    Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل06-13-03, 09:03 PM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك عشة بت فاطنة06-14-03, 06:22 PM
    Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Bakry Eljack06-15-03, 08:42 AM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك عشة بت فاطنة06-15-03, 00:04 AM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك بت قضيم06-15-03, 06:21 AM
    Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل06-15-03, 09:59 PM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك عشة بت فاطنة06-15-03, 11:32 PM
    Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل06-16-03, 07:32 AM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك عشة بت فاطنة06-16-03, 10:30 AM
    Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل06-16-03, 09:16 PM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك عشة بت فاطنة06-16-03, 11:38 PM
    Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل06-17-03, 06:00 PM
      Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك eyes of liberty06-17-03, 08:08 PM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك عشة بت فاطنة06-18-03, 00:07 AM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك AlRa7mabi06-18-03, 08:08 AM
    Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل06-18-03, 08:23 PM
      Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك nazar hussien06-19-03, 07:32 AM
        Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل06-19-03, 10:37 PM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Ahmedain06-21-03, 06:34 AM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك عشة بت فاطنة06-21-03, 08:48 PM
    Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل06-22-03, 06:52 PM
      Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل06-25-03, 03:47 AM
        Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Bakry Eljack06-25-03, 07:38 AM
          Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل06-26-03, 02:49 AM
            Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Bakry Eljack06-26-03, 07:01 AM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك ودقاسم06-26-03, 10:41 AM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Ahmedain06-26-03, 03:46 PM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أحمد أمين06-26-03, 04:20 PM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك ودقاسم06-26-03, 06:53 PM
    Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Bakry Eljack06-28-03, 08:34 AM
      Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل06-28-03, 06:28 PM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Shinteer06-28-03, 07:10 PM
    Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل06-30-03, 04:55 AM
      Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك الشاعر06-30-03, 09:42 AM
        Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Bakry Eljack06-30-03, 05:15 PM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك تاج السر06-30-03, 07:07 PM
    Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Bakry Eljack07-01-03, 04:01 PM
      Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل07-04-03, 03:24 AM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Ahmedain07-05-03, 04:54 PM
    Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل07-08-03, 02:42 AM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Ahmedain07-08-03, 06:18 PM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك safrajat07-09-03, 02:15 AM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك عشة بت فاطنة07-09-03, 03:15 AM
    Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك eyes of liberty07-09-03, 09:41 PM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Kabar07-09-03, 11:54 PM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Ahmedain07-10-03, 04:08 PM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Shao Dorsheed07-11-03, 00:38 AM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Shao Dorsheed07-11-03, 00:42 AM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Shao Dorsheed07-11-03, 06:32 PM
    Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك eyes of liberty07-11-03, 07:37 PM
      Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Shao Dorsheed07-12-03, 00:31 AM
        Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Ahmedain07-23-03, 10:34 PM
      Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Eisa Hamouda12-16-03, 04:40 AM
      Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك ibrahim eldeen12-16-03, 02:37 PM
    Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Ahmedain07-13-03, 00:09 AM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك hala guta07-11-03, 11:29 PM
    Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل07-13-03, 06:22 PM
      Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل07-13-03, 06:24 PM
        Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل07-13-03, 07:14 PM
          Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Bakry Eljack07-13-03, 11:03 PM
            Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك رقم صفر07-14-03, 02:21 PM
        Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Ahmedain07-18-03, 10:59 PM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك AbuSarah07-14-03, 08:07 PM
    Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل07-15-03, 06:06 AM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك AbuSarah07-15-03, 01:52 PM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك AbuSarah07-15-03, 01:56 PM
    Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Tumadir07-15-03, 02:30 PM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك AbuSarah07-15-03, 02:09 PM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Shao Dorsheed07-15-03, 06:25 PM
    Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك الشاعر07-16-03, 11:05 AM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Shao Dorsheed07-17-03, 00:33 AM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Ahmedain07-17-03, 11:20 PM
    Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل07-20-03, 08:21 PM
      Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Bakry Eljack07-21-03, 08:04 AM
        Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك الشاعر07-22-03, 03:18 PM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك عشة بت فاطنة07-23-03, 02:02 AM
  Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك ودقاسم07-23-03, 09:50 AM
    Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل07-27-03, 07:49 PM
      Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك Ahmedain07-31-03, 06:47 PM
        Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك eyes of liberty07-31-03, 10:44 PM
          Re: المستعلواتية.. مواصلة لبوست حوار مع السنجك أبكر آدم إسماعيل08-03-03, 05:56 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de