وللحكاية بقية......!!؛
حاشية أولى؛ إن عصا عم فاضل، التي ورد ذكرها في مكان ما، هي عصا طويلة، رأسها ذو شعب، لا تفارق عم فاضل أبدا، فهو يتوكأ عليها، يكنس بها التبن، ويهش بها بهائمه ويستعملها للدفاع عن نفسه ضد الكلاب الضالة ويهاجم بها كل ما يرى أنه ذا غشامة؛ حاشية ثانية؛ جابيك هذا، رجل، حبوب، حمش، ومشهور بأنه يلقي القول على علاته حاشية ثالثة؛ الإنسان (حر) في إن يقدم الحاشية ويؤخر المتن (!!)؛ **** بالرغم من أن جل أهل القرية هم من الفقراء، إلا إن الحي الغربي، الذي ورد ذكره هنا (عاطف عبد اللآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ!!؟)، هو حي الفقراء والمساكين وأبناء السبيل، الذين هم الفحامين والحطابين، والمؤجرين في مزارع الآخرين. وبالبداهة، أنهم لحم رأس، وبالرغم من أنهم اختاروا اسما جميلا لحيهم: (الصالحين)، الذي هو، على كل حال، خير من حي مجانين، إلا أنهم ظلوا عرضة للاتهامات غير المعلنة، بأنهم لصوص! وأن حيهم ـ الملقب بـ(لحم راس) ـ هو حي اللصوص!! وخاصة من سكان حي التجار؛ فكل من ضاع منه شيء أو سُرق، أو حتى وهو في حالة سرد لقصة سرقة أو سيرة لص، أشار بـ(شمارته) باتجاه حي (الصالحين)! (وشمارة هو أصبع اليد السادس، الذي لا يرى بالعين المجردة)؛ وما ذلك إلا لأن أحدا ما، من أبناء ذلك الحي، وفي زمان ما سابق، قد قام بسرقة ماعزة فلان أو علانة، وكما تقول تفاصيل الحكاية ـ التي لا تخلو من أساطير ـ أنه تهنى بمزتها مع بقية رفاقه في إنداية (أم خميس). وللمعلومية، فإن (الصاج) الذي يطبخ فيه لحم ذبائح الملمات (الأفراح والأتراح) والكرامات، في الحي إياه، هو صاج أم خميس هذه، مع التأكيد على أنه هو نفسه الذي تقوم (أم خميس) بعمل السٌّورج ـ بتشديد السين وضمها وضم الراء ـ فيه! وللمعلومية أيضاً، أن السورج هو ـ باختصار ـ مرحلة من مراحل صنع المريسة؛ وأهل حي (الصالحين) الذين صرنا نعرفهم الآن، لا حيلة لهم، إزاء الاتهامات التي تقال في حقهم بالطريقة إياها، ولكنهم على كل حال يعرفونها، ولو عبر (جابيك) وأمثاله؛ وفي واحدة من الجمعات الجامعة، والملجة عامرة ـ كعادتهاـ جاء قندول ود أبو دومة، وهو من سكان حي (الأبرار) المجاور لحي التجار، جاء إلى الملجة ليشتري دجاجة. وصادف أن كانت (عائشة) جارة عم فاضل تجلس وسط الزحام تفرش كوّلها ومِرسها وسعفها و(دجاجتها) الصغيرة السوداء. ولما كان ود أبودومة هذا يعرف، ان الحاجة عائشة، من سكان حي (الصالحين)، (عنّ) له السؤال، فألقى به؛ "أوع بس تكون الجدادة دي ـ يا حاجة ـ مسروقة!؛" وقبل أن تفوق حاجة عائشة من هول الموقف، وتحزم (حِزّامتها) لتستعد لما هو معروف، كان ود أبودومة قد أخذ ضربتين على رأسه، بعصا عم فاضل، وأخرى على مؤخرته وهو يولي الأدبار!؛ ولأن ود أبو دومة هذا، من الناس (المحترمين)، فقد تعجب مِن الناس مَن تعجب، وصدم من صدم، مما حدث. وتجمع الأجاويد وسألوا ود أبو دومة عن الملابسات. فرد بأنه لم يكن يقصد أساءة البتة؛ وإنما هو رجل أمين وكان يتحرى حتى لا يشتري مالا مسروقاً (!)؛ ـ"معه الحق.. معه الحق" صاح غالبية الأجاويد بعد أن سمعوا (التفسير) فلام بعضهم عم فاضل بأنه تسرع؛ وأنه كان بإمكانه أن يأخذ، ودأبودومة جانباً ويشرح له أن حاجة عائشة هذه إمرأة شريفة، ويسرد له كيت وكيت من فضائلها التي يعرفها الكثير من الناس، ثم أن ود أبو دومة هذا رجل طيب ولم يعرف عنه أنه قام بأعمال شريرة من قبل. ثم "لا تنسى يا عم فاضل أنك رجل عاقل، وأنك ـ أحيانا ـ تؤم الناس في الصلاة، و.. و..."، ثم شجب من شجب وأدان من أدان؛ وهكذا فالكثيرون لم يفكروا في ـ أو طرحوا جانبا ـ الإهانة التي لحقت بحاجة عائشة وبحي الصالحين، وعلى الملأ!؛ بقي أن نعرف حقيقة مهمة للغاية، وهي؛ أن غالبية الأجاويد، وبحكم الواقع، وشروط الأجودة، التي تفرضها الوجاهة والإمكانيات، هم ليسوا من (حي الصالحين)، ولذلك فإن غالبيتهم (وهم أناس طيبون ـ ولا شك في طيبتهم) لا يرون ـ وبحكم العادة ـ في الإهانات، التي تلحق بـ (عائشة) و(حي الصالحين) مدعاة لـ(حماقة)!؛ ولله في خلقه شئون! وقد تمنطق بعضهم وظل البعض يتمنطق بأنه لو كانت هناك مشكلة تخص حي (لحم راس) فود أبودومة لم يخلقها(!!)، وتنحنح البعض الآخر، وقليلون تفكروا وما زالوا يتفكرون إلى أن جاء جابيك (ابن عم ود أبودومة) وقطع قول كل خطيب؛ وهو يصيح في الملأ "لصوص وستين لصوص"؛ لصوص..؛ لصوص..؛ صوص ..؛ صوص...؛ ووص...؛ صمت..!!؛ !!!ويا له من صمت !!!

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]