معضلة البؤس الفكري لدى الإسلاميين .... دعوة للنقاش

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 06:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة حيدر حسن ميرغني(حيدر حسن ميرغني)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-14-2006, 07:44 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 24986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
معضلة البؤس الفكري لدى الإسلاميين .... دعوة للنقاش

    المقال ادناه للدكتور عبد الوهاب الافندي

    يطرح فيه علاقة الاسلاميين بالابداع

    أدعوكم لمناقشة المقال بعد مطالعته

    من أي زاوية

    أو من الزاوية دي:

    الاسلاميين في السودان ... نموذجاً

    هل هم معادون للابداع؟

    لماذا لم تخرَج لنا الحركة الاسلامية في السودان مبدع واحد؟



    Quote: عندما كنت أعد رسالة الدكتوراه عن الحركة الاسلامية في السودان قبل سنوات اجريت مقابلات

    عديدة مع الشخصيات التاريخية في الحركة. وكان من ضمن من استجوبتهم احد مفكري الحركة

    استوقفتني احدي ملاحظاته عن سلوك الاعضاء الجدد في الحركة، حيث روي ان الشخص بمجرد ان ينضم الي

    الحركة كان يقلع عن لعب كرة القدم وعن سماع الموسيقي والغناء.

    وبحسب هذا العضو فانه لم تكن هناك اي توجيهات او تعليمات من القيادة بهذا الشأن، كما لم تكن

    هناك اي مناقشة حول هذه الامور، بل كان هناك شعور شبه غريزي بان مثل هذه الامور لا تليق بالعضو

    النشط في الحركة الاسلامية.

    تذكرت هذه الملاحظة وأنا اقرأ باهتمام بالغ مداخلة الكاتب المغربي منتصر حمادة في هذه الصحيفة

    (استحالة التأسلم الفكري) القدس العربي 16/11/2002 ـ والتي اثبت فيها رأيه حول ما وصفه

    باستحالة المصالحة بين الفكر الاسلامي مع الفكر والثقافة والابداع. (هناك تناقض منطقي ولغوي في

    هذه المقولة، تنتج عن اثبات الفكر ونفيه عن الاسلاميين في نفس الجملة، ولكننا نتغاضي عن هذا

    الان).. وتعتبر الملاحظات التي اوردها حمادة علي قدر كبير من الاهمية، بحيث يجب ان تستحوذ علي

    اهتمام الاسلاميين قبل غيرهم.

    حمادة استند في مداخلته علي حقائق يصعب الجدال فيها، ومنها غياب الاسلاميين عن حقول الفكر

    الجاد، وعن الانتاج الثقافي الابداعي، وخلو منابر الاسلاميين من صحف وغيرها من اي مضمون فكري

    متعمق، او انتاج ثقافي ذي وزن، ما عدا مداخلات هامشية يقصد بها رفع العتب. ويضيف حمادة ان

    الصف الاسلامي المنظم يخلو من اي مفكرين او مثففين ذوي وزن، وان هؤلاء اذا بروزا من داخل الصف

    الاسلامي فانهم سرعان ما يتمردون عليه ويغادرونه، واذا جاءوا اليه من الخارج، فانهم يحافظون

    علي استقلالية تنأي بهم عن الاسلام المنظم والمؤدلج.

    ويخلص من هذا الي ان هناك تناقضا اساسيا بين التأسلم والفكر، هو فرع من التناقض بين

    الايديولوجية والفكر والثقافة عموما، ومن التناقض بين الالتزام الديني والفكر الحر خصوصا، وهذه

    بحسب حمادة سنة طبيعية، لان الفكر لا يقبل القيود الفكرانية والطوطمات المقدسة التي تفرزها هذه

    الجماعات وهذا بدوره يعني ان الايديولوجيات الاسلامية لا مستقبل لها، تحديدا بسبب عدائها

    المستحكم للفكر والثقافة واستحالة التصالح بين الاثنين.

    ويجب اولا ان نسلم بصحة جزء كبير مما ورد في مداخلة حمادة حول التنافر القائم بين الانتاج

    الثقافي والاسلام الحركي. ولعل اصدق آية تؤيد مقولته نجدها في سيرة المفكر الكبير سيد قطب،

    الذي كان احد ابرز نقاد مصر الادبيين في زمانه، وكان ايضا أديباً له انتاج قصصي وابداعات اخري

    في السيرة الذاتية وغيرها. ولكنه ما ان انخرط في حركة الاخوان المسلمين حتي ضرب صفحا عن كل

    نشاط ثقافي وفكري بخلاف التنظير للحركة الاسلامية، بل انه أوصي حسب بعض الروايات بعدم نشر

    وتداول سابق انتاجه الادبي.

    ولعلنا نزيد الي حجج حمادة حججا توسع مجال مقولته، بحيث نتحدث عن تنافر ظاهر بين الالتزام

    الاسلامي التطهري والادب والثقافة عموما، مثلا نجد فترات الازدهار الادبي والفني في العهد الاسلامي

    تتطابق مع فترات تصنف في التاريخ الاسلامي باعتبارها فترات انحراف عن صحيح الاسلام، كما حدث في

    الفترة الاموية والعصر العباسي الاول. وقد كانت الفورات الادبية موضع استنكار من انصار الالتزام،

    كما تشير الروايات عن انكار بعض رواد حلقة عبد الله بن عباس من طلاب العلم الديني عليه لانصرافه

    للاستماع الي رائعة عمر بن ابي ربيعة أم آل نعم انت غاد ومبكر . وقد رأوا في مثل هذا الانصراف

    الي لغو الحديث أمرا لا يليق بمقام اهل العلم.

    وفي نفس الفترة نجد ان الادب شهد انحسارا داخل دويلة عبد الله بن الزبير في العراق والحجاز، في

    مقابل ازدهاره في اقاليم الدولة الاموية المتاخمة، وبالمثل شهد عهد عمر بن عبد العزيز ضمورا

    في الانتاج الادبي، وكان السبب في الحالين هو امتناع الحكام في تلك المناطق والفترات عن اجزال

    العطاء للشعراء وللادباء، بحسبان ان المال العام لا مجال فيه لمثل هذا الانفاق غير المبرر.

    وكلنا يعرف اضافة الي ذلك ان التيارات الاسلامية الملتزمة لم تنكر فقط علي الفلاسفة واسلافهم

    المعتزلة ما انغمسوا فيه من ممارسات فكرية، بل قادوا الحملات المتتالية ضدهم حتي نجحوا في

    اخماد هذه التيارات واستئصالها.

    فهل هذه حجة دامغة بأن التناقض ليس بين مطالب الازدهار الفكري والثقافي وبين تيارات الاسلمة

    الايديولوجية، بل هو بين الاسلام من حيث هو عقيدة وبين الثقافة والفكر؟ واذا كان الامر كذلك، فهل

    نبوءة حمادة بانقراض التيارات الاسلامية هي نبوءة بانقراض الاسلام كدين؟

    من الواضح ان هذا سؤال كبير وعميق ومما لا تتاح الاجابة عليه في مجلة كهذه. ولكن هناك ملاحظات

    اولية قد تساعد في الاجابة. اولا، لا بد من تعريف واضح للفكر والثقافة كمفاهيم قبل المضي في

    مناقشة هذه المسألة. فمن الواضح ان هناك انتاجا فكريا ذا طابع اسلامي، من نوع كتابات سيد قطب

    الاسلامية واعمال مفكرين كثر غيره. فما هي المعايير التي تخرج مثل هذا الانتاج من دائرة الفكر

    وتحكم بالتالي بالجدب الفكري الاسلامي؟

    هناك مسألة اخري لا تقل اهمية، وهي تتعلق بنوعية الانتاج الفكري. مثلا نجد المفكر المغربي محمد

    عابد الجابري قد كشف بوضوح عن تهافت ما سمي بالفكر الفلسفي الاسلامي في فترة ما قبل ابن رشد،

    حيث كان ذلك الفكر خليطا من القراءات الخاطئة للأدب الاغريقي، ومن الهلوسة التي تخلط بين السحر

    والتنجيم والخرافة والتفكير المنطقي. وبهذا المنطق فان الحملة التي قادها مفكرون مثل الغزالي

    وابن تيمية ضد هذا الفكر المضطرب تعتبر انتصارا للعقل والمنطق وليس العكس.

    نقطة اخري، وهي ان التيار الاسلامي الاوسع قد اشتمل في الحقبة الحديثة علي مفكرين كبار تصدق

    عليهم هذه الصفة بالمعيار الاسلامي الواسع.. ومن هؤلاء محمد اقبال (الذي كان ايضا شاعرا واديبا)

    ومالك بن نبي وجمال الدين الافغاني وعلي شريعتي ومحمد باقر الصدر وعبد الكريم سوروش ومحمد

    عمارة وغيرهم. هناك للاسف شعراء وادباء اقل في المحيط الاسلامي، ولكن المحصلة هي ان الصف الاسلامي

    لم يخل من مفكرين افذاذ. هذا فضلاً عن عمالقة الفكر الاسلامي التاريخيين، من امثال ابن خلدون

    الذي كان يختم كل فصل من مقدمته بتعبير ديني.

    من جهة اخري فان التاريخ الاسلامي شهد تجاذبا من العهد النبوي بين تيارات التشدد والتسامح، مثلا

    نجد الرسول صلي الله عليه وسلم كان يستمع الي الشعراء ويشجعهم ويجيزهم، وكان يسمح بألوان من

    الترفيه ويشجعها احيانا. ولكن بعض اصحابه من امثال عمر بن الخطاب كانوا حتي في ذلك الوقت

    يعترضون علي مثل هذه الممارسات وينكرون علي اصحابها. وهذا يذكر بالاتجاه الغريزي نحو التزمت

    عند معظم اهل التدين الذي اشار اليه المفكر الاسلامي السوداني السالف ذكره.

    ونتيجة لهذا فان الفهم الغالب يتجه للتضييق علي الانتاج الفكري والثقافي من ثلاثة ابواب علي

    الاقل: اولا بعزوف المتدينين عن حقول الفكر والثقافة، علي سنة سيد قطب وغيره، وثانيا الانكار

    علي من يتجه ذلك الاتجاه والسعي الي تضييق مساحة حرية الحركة المتاحة له، واخيرا باستخدام

    مواقع المسؤولية في الدولة او النفوذ المالي لحجب التمويل عن النشاط الفكري والثقافي الحر.

    الاشكال يتعمق ببروز الظاهرة الاسلامية الحديثة، وهي ظاهرة غير مسبوقة في التاريخ الاسلامي، لانها

    تدعي مواجهة واقع لا اسلامي، كما تنادي بنظرة شمولية للفهم الاسلامي بحيث لا تكون هناك مساحة من

    الحياة لا تكون هناك فتوي بشأنها، هذا يستدعي اما ان يعاد النظر في المفهوم الاسلامي السائد

    ونظرته الي الثقافة، او العودة الي النمط الاسلامي في تقسيم الادوار، بحيث يقلل اهل العلم

    الديني من تدخلهم في مجالات الفكر والثقافة، ويتركون هذه المجالات لاهلها.

    وعلي كل فليس هناك ما يلزم دعاة الاحياء الاسلامي بأن يتولوا الريادة في كل مجال، من الطب

    والعلوم الي الفن والثقافة والفكر والفلسفة.

    هناك بالطبع السؤال المقابل وهو: ما الذي يمنع اهل الفكر والفن والثقافة من ان يكونوا من اهل

    الالتزام الديني؟ وهذا مبحث آخر. ولكن يكفي ان نقول هنا ان كثيرا من الادباء والفنانين تعاملوا

    مع النصوص الدينية كل بطريقته. مثلا كثير من الادباء والشعراء العرب (حتي غير المسلمين منهم)

    استوحوا القرآن والنصوص الدينية الاخري. وفي الغرب نجد ان الدين كان اهم عامل في تطوير الفنون

    التشكيلية والموسيقية، اولا من ناحية استلهام المواضيع والمعاني الدينية، ومن ناحية استخدام

    الفنون في طقوس العبادة، واخيرا من جهة تمويل الكنيسة للفنون. فليس هناك اذن من ناحية المبدأ

    ما يدفع للتناقض بين الثقافة والفكر والدين. ولكن هناك اوضاعا معينة قد تتناقض فيها رؤية

    القائمين علي امر الدين مع اصحاب النظرات والخبرات الاخري، وهذا التنازع من طبيعة الحياة، ومن

    سنة الله في دفع الناس بعضهم ببعض.
                  

العنوان الكاتب Date
معضلة البؤس الفكري لدى الإسلاميين .... دعوة للنقاش حيدر حسن ميرغني07-14-06, 07:44 AM
  Re: معضلة البؤس الفكري لدى الإسلاميين .... دعوة للنقاش النسر07-14-06, 08:32 AM
    Re: معضلة البؤس الفكري لدى الإسلاميين .... دعوة للنقاش حيدر حسن ميرغني07-14-06, 11:41 AM
      Re: معضلة البؤس الفكري لدى الإسلاميين .... دعوة للنقاش حيدر حسن ميرغني07-15-06, 01:32 AM
        Re: معضلة البؤس الفكري لدى الإسلاميين .... دعوة للنقاش حيدر حسن ميرغني07-15-06, 07:48 AM
          Re: معضلة البؤس الفكري لدى الإسلاميين .... دعوة للنقاش حيدر حسن ميرغني07-17-06, 06:56 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de