الهتـاويل
انا ليه تجيني الموية حفيانة ادنقر البسا في شبط اخدر .. ابيت مبلول اصلح في الرباط.. ان ليه شبابيك البيوت الواجمة والناس البساط.. انا ليه بيرجاني النخل في السكة.. يفتح قلبي خمارة وخلاوي وبيت بكاء.. عاطف خيري في تلافيف الذاكرة ثمة شتاءُ ُ يورق مضجعي.. رودريغو ليخاندروس – من كتابه حياة الرعاة في العام 1994 كنت من مرتادي The British council library لم اكن محبا للثقافات الاخرى بقدر ما كنت مبهورا بالمكان وبملمس ورق الجرايد الانجليزي وبالتفتيش الشخصي الذي يمارس على الداخلين من الاعضاء وغيرهم. اعتبرت حينها ذلك التفتيش نوعا من الاهتمام.. جعلو مني شخصا مهما يستحق ان تفرغ جيوبه وان تمرر اجهزة الكترونية- ظننتها بالغة التعقيد آنئذ- على جسدة بغية التاكد من انه آمن وغير ُمضر... انا ود الحلة النكرة اقضى سحابة نهاري في عمود طرف الشارع في مشاغلات وبلا شغل ولا مشغلة.. وفي نهارات اخرى يتم تفتيشي بواسطة الثقافات البريطانية.. فيما بعد وجدت سببا اخر للانبهار بذلك المكان في السنة ديك كنتا ممتحن شهادة ثانوية.. كانت برضو ممتحنة هي واختها (على اغلب الظن هي اختها للشبه الشديد) وكانو من الذين اعتادوا ذلك المكان .. جميلات بيضاوات مسبسبات الشعور هادئات زي الاضاءة بتاعة المكتبة.. سودانيات بس ينتمون إلى منظمة السودانيين المنحدرين من اصول تركية او يونانية او بوسنية او أي شي اخر فائق الجمال ..(اظن من اليوم ظلت تلح فيني عقدة اللون الفاتح) طبعا من شدة انبهاري وقذارتي ما حاولت حتى اعاين ليهم بي صورة مستقيمة.. كنتا دايما بعاين ليهم بالجنبة او بشكل ملتوي..(فيما بعد وبعد اعوام عديدة صرت معتادا على النظر إلى الاشياء بشكل ملتوي) كنتا بسال نفسي ياربي البتين ديل هسي بكونوا ساكانات وين؟؟ وبتقوم تجيني صور البيوت الارضية بيضاء اللون في الخرطوم شرق اطراف شارع المك نمر وشارع البلدية .. و الشرفات الخالية ذات الازهار في شارع واحد في العمارات.. كما ظلت ُتلح على ايامها صور البيوت الهادئة خلف عيادة المرحوم حسبو سليمان جوار النقل المكانيكي في حي الاملاك على يسار القادم من كبري الحديد.. واحيانا البيوت المبنية من الطوب الاحمر القديم فيما بين شارع الحرية وشارع علي عبد اللطيف... وهكذا، من فرط اعجابي بهم وزعتهم بعناية على مناطق كانت بالنسبة لي مثيرة للشجن والشتاء... البتين والحق يقال كانتا في الحقيقة تمثلان اكثر من مجرد بتين جميلات في مكان معتبر في عاصمة مغبرة .. ومن الواضح انهم كانو بمثلو بالنسبة لي سلالات انسانية راقية، تبادلت الرقي والجمال كابرٍ عن كابر.. آخر المنحدرين من ال نعوم شقير وحفدة الخديوية والعائلات التي ظلت عجائز النساء فيها لايتحرجن من ذكر عبارات جنسية وتفاصيل محرجة في الزيارات العائلية للاقارب. عائلات حياتها تسير على مهل في بيوت حفتها نباتات الزينة واعتلت ابوابها المنقوشة بعناية ازهار الجهنميات مختلفة الالوان.. وربما كانوا من بقايا البعثة المصرية الذين يعيشون في بيوت لاحيشان فيها وانما يفتح باب الشارع إلى صالات خافتة الاضاءة ومقاعد بيجية وبنية اللون من اخشاب الخيزران ومناضد عليها مزهريات زجاجية .. او من بقايا الاغاريق الذين عاشوا اواخر ايام خرطوم حسن عطية الهادئة .. الذين راسهم من راهم وتغنى بهم من تغنى ومن ثم اغلقوا نوافذ بيوتهم عليهم في خرطوم تتبدل.. العائلات التي ربما سُـطرت على صفحات حياتها مآسي كبيرة ومذهلة .. كأن يكون رب الاسرة مُـقعدا اومصابا بالربو او بداء الهجرة الى بلاد يكلف الوصول اليها كثيرا.. تلك المآسي التي لا قبل لنا نحن الفقراء بها .. فنحن بلايانا كانت تُـقدر لنا بقدر طاقاتنا... فكانت ابتلاءاتنا من شاكلةِ المطر والحر والبعوض والملاريا.. وهكذا وكما ترون كنت انا القادم من الضواحي وبيوت الجواليص وشارع القيامة . كنت اسقط على البتين كل ماهو غير جالوصي وغير قيامي.. في واقع الامر ماحظيت كثيرا برؤيتهما.. وفي مطالعة خاطفة لمحتوى الدفتر بين يديهم كانت هناك رسوم لخلاياء وامبياء وخرز منضوم في مساحة خضراء واشياء من هذا القبيل .. بس بالانجليزي .. خمنت فيما بعد وانا راكب بص جبلىاوليا متجهـاً نحو فقري انهم ربما يدرسون بسستر سكول .. في لاحق الايام بقو مايظهرو وانا ذاتي من شدة قذراتي واستحقار امين المكتبة لي وكان عندو نضارات قبيحة بطلتا اجي.. وانشغلت عن المكتبة البريطانية بحضور الكيتات في الفتيحاب وبموسيقى سلاح السجون في كوبر.. من ديك ولم اعد اراهم .. ظلو – ولفرط جمالهم وبؤسي- في ذاكرتي خلال الاطناشر سنة المنصرمة يطلون نتفاً نتفًا.. هسي ولان هذا موقع عام ويرتاده الكثيرين بلاي لو في زول شافهم معاي او عارف ليهم خبر يورينا.. عشان انسف هذه الهتاويل التي تعج براسي منذ سنين.. واحد من اتنين ياخوانا: ياواحد يجي يقول لي انا بعرفهم وتعال نعرس ليك واحد منهم ... يا واحد يجي يقول لي انا بعرفهم وديل بنات عاديات جدا من الثورة الحارة الفلانية .. او من الصحافات او من قلع النحل ذاتو.. لاارضا قطعوا ولا ظهرا ابقو.. لااغاريغ ولا طليان ولا حيشان ولا زهر ولا شذى زهر.. للسادة غير البورداب [email protected] الرؤيا كانت في العام 1994 البرتش كانسل لا اسامي... لا عناوين.. لا اوصاف... كل المتوفر انهم يمكن يكونوا اخوات ..بيضاوات مسبسبات عليهن نبلُ ُ ظاهر.. لافارعات الطول لابائنات القصر.. اعتمد في هذا الامر على الله ..وانتشار الموقع ..وفراغ اهله والمطلعين عليه ..وضيق هذه الدنيا... * ليس ثمة من ُيدعى رودريغو ليخاندروس

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]