|
Re: ترويض الجمهور بقوانين المرور ! (Re: Munir)
|
الأخ الأستاذ منير السلام عليكم ورحمة الله
شكرا على إثارتك لهذا الموضوع الهام الذ يهم حياة المواطن السوداني ، وأنا أتفق معك فيما تفضلت به من حلول ومقترحات لعلاج هذه المشكلة الخطيرة. في العام الماضي قرأت تقريرا في جريدة الشرق الأوسط أشار إلى ارتفاع حوادث المرور في الخرطوم بصورة مذهلة. وواضح أن لك يعود لعدة أسباب من بينها : - - عدم وجود قوانين مرور رادعة لمخالفي قوانين المرور. - الدية التي يدفعها مرتكبو حوادث السير المميتة قليلة جدا وتدل على أن حياة الإنسان في السودان لا قيمة لها .. ففي أحسن الأحوال يدفع الجاني لأهل المتوفى دية لا تساوي ثمن جاموسة في جمهورية مصر العربية . - عاداتنا السودانية التي تعتبر موت المجني عليه من حادث مروري مع الإهمال الواضح من السائق مجرد قضاء وقدر وبالتالي التنازل عن استلام قيمة الدية. وبالطبع من حق أهل المتوفى التنازل عن استلام الدية ولكن ينبغي تطبيق الحكم بالسجن على من يسبب الموت لمواطن بسبب إهماله في قيادة سيارته. - التساهل في تطبيق القانون وقد يعجب المرء إذ يعلم أن من يقود سيارة بدون رخصة يدفع غرامة بسيطة ويستلم إيصال بموجبه يقود سيارته طوال ذلك اليوم . وكذلك الحال بالنسبة لمن يقود سيارة انتهت صلاحيتها - أي غير مرخصة - الشيء الذي ينتج عنه انتشار سيارات لم يتم فحصها وصلاحيتها وغالبا ما تكون قديمة ومستهلكة وتفقد أبسط متطلبات السلامة ( الفرامل والإضاءة) ، وأغلب الحوادث تنتج من هذا النوع من السيارات . - فساد بعض رجال شرطة المرور ، فالذي يرتكب مخالفة مرور يفلت من العقوبة بدفع رشوة للشرطي ويواصل سيره مطمئنا . إن إيجاد حل لمشكلة خطيرة مثل كثرة حوادث المرور القاتلة في الخرطوم خاصة والسودان عامة تتطلب شجاعة وأمانة لمواجهتها . وفي بلاد العالم التي تحترم وتقدر أرواح مواطنيها يسجن المرتكب لحادث سير مميت سنتين مع الأشغال الشاقة على الأقل مع دفع مبلغ كبير لأهل المتوفى ، لذا يبذل السائق أقصى انتباهه لعدم ارتكاب مخالفة . إن أكثر البلاد ازدحاما بالسكان ، طوكيو مثلا (13 مليون نسمة وملايين السيارات) لا يحدث فيها واحد بالمائة مما يحدث في العاصمة الخرطوم نظرا للتطبيق الصارم للقانون واحترامه ، ضمن أســـباب أخرى ، كالأمانة في أداء الواجب واحترام وتقدير الأرواح ..الخ . مع فائق التقدير والاحترام .
|
|
|
|
|
|
|
|
|