يوميات الثورة السودانية – الجزء الثانى

Quote: ما عاد توصيف ما أحدثته الأمطار والسيول من دمار وكوارث يحتاج ركوب طائرات عمودية لرؤيتها . فالكارثة عمت معظم ولايات السودان وأصبحت غارقة في الماء الآسن. دُمرت مئات الآلاف من المنازل وافتقد قاطنوها أبسط مقومات الحياة…المأوى الأمن والعيش الكريم. والأخير لم يكن متوفراً أصلاً. فأنطبق على شعب السودان المثل القائل:( هو في البئر ووقع فيه فيل) وكل يوم يمر على بقاء المياه الراكدة وهي تحاصر ما تبقى من مساكن يهددها بالانهيار. وتتحول المياه المتعفنة إلى منتج للبعوض والذباب التي تنقل مختلف الأمراض والأوبئة. الذين يأملون في استقالة الحكومة من تلقاء نفسها غارقون في الوهم. فالذين استقطبوا الثروة واكتنزوها بكل أساليب الفساد يعلمون أنهم ينتزعونها من لحم الشعب ودمه وتعليم وعلاج أبنائه وخصماً على خدمات فتح المصارف وتمتين الجسور وفتح القنوات لتمرير المياه حتى لا تحاصر المساكن وتدمرها. والحكومة على علم منذ وقت مبكر بغزارة أمطارهذا العام، ولكن من يسكن نجد لا يعلم ما تفعله الرمضاء في اليمامة. والقاطنون في كافوري والقصور الفارهة في الأحياء الفاخرة لا يهمهم ما تفعله الأمطار والسيول بأهل الدروشاب وأم القرى والأحياء الفقيرة في معظم مدن السودان وأريافه. هذه الحكومة لا ترحم ولا تجعل رحمة الله تنزل على المحتاجين لها، وذلك برفضها إعلان السودان منطقة كوارث ليأتي الفرج من بلدان العالم. وفي نفس الوقت يطلبون سراً من بعض الدول المساعدة، لا لتصل للمحتاجين إليها، بل لسرقة أكبر قدر ممكن منها. وهذا ما حدث في أعوام سابقة وجعل بلداناً مثل السعودية تشرف بنفسها على توزيع الإغاثة. كل الدلائل تشير إلى أن هذا النظام أصبح عقبة كأداء أمام رفع المعاناة عن الشعب وعجز عجزاً تاماً عن إدارة الحكم في البلاد ولم يعد قادراً على توفير حتى طلمبات شفط للمياه الآسنة في الأحياء المحاصرة، ناهيك عن تقديم الخيام لمن فقدوا كلية مساكنهم ويقطنون في العراء لتهطل عليهم المزيد من الأمطار وربما تجرفهم السيول. هذا النظام يجب أن يسقط ويلقى به في مزبلة التاريخ. وليمسك شباب وشابات السودان بتراثهم الراسخ بممارسة النفير وتكوين لجان الإغاثة الدائمة في كل الأحياء. وهذا عمل إنساني ويوضح بالبيان بالعمل فشل النظام وعجزه. لا مجال للمساومة مع هذا النظام الفاشي الفاسد ولا سبيل للتفاوض معه حتى عبر المذكرات، بل العمل مع الجماهير لإسقاطه.