لا تدع كل الأشياء تعظك !!...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 11:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالغني كرم الله بشير(عبدالغني كرم الله بشير)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-30-2007, 08:18 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لا تدع كل الأشياء تعظك !!...

    فصل من مسودة رواية تحت الميلاد (لا تدع كل الاشياء تعظك...


    كنت أحدث نفسي!!

    وأنا واقف أتبول، تحت شجرة الجميز، وقد جرى تحتي، متخذا روح النهر، وتعرجاته، ثم امتصه التراب بفرح غامر، كما يمتص الصمت كل الأصوات، وهو لا يشعر بمرارة النهيق، أو حلاوة التغريد، أو حتى إزعاج الرعد، بل يستمع لهن بإصغاء عظيم، ثم يتمثلهن ببطنه الضخم، أكبر كائن حي غير مرئي أو ملموس، صامت بغريزته، فاتحاً صدره لأي زقزقة أو دوي، لم يتنكر لموهبته الكبرى، وإفساح المجال لمن هم أصغر منه، وأحقر... عائشا عمره الاسطوري بلا لسان، أو شفتين، أو شهيق.. مستسلماً لغريزة الإصغاء العظيم لأغاني الوجود كلها...

    الصمت!!...
    كم يسحرني حياده، يترك صوت المؤذن يتمرغ فيه، مثل جرس الكنيسة، أو همس المحب، أوصرخات المحاربين، يظل يتفرج عليهن، كسريالي عجوز، يرى العجب، والإثارة في كل شئ، ولا يشوه عينيه بالرغبة والرهبة، في كل شئ، بل يترك الاشياء، كلها أن تبدئ نفسها، بنفسها، مؤمناً بعبقرية الأشياء، كلها، ، لذا يتفرج عليها، بل يفتح بطن الضخم، كي يهضمها، معا، فلا سم يؤذيه، ولا برتقال يسيل له اللعاب، فجميع الأصوات أغاني، بأذنه المطلقة ..

    التراب ناعم!!...
    تحتي، يمص الماء والبول والعسل، وهو أيضا لا يحس بمرارة أو غصة في تذوق كل هذه السوائل، التراب يشبه قلب أمي، تراني بطلا، وأنا أولي دبري من كل ناعق، وانحشر في جنة حجرها، حتى غرائزي كلها، تراها حياة، تزخرف الدار، سواء صرخت وهي نائمة، او كسرت كباية الشاي، أو طلبت منها أن تحكي لي قصة فاطمة السمحة وهي مريضة، أو أن تصير حماراً، كي أسرج ظهرها واقمز برجلي الحافية بطنها الجائع، كي احثها للخروج بالفارس للحوش….

    التراب مثنى!!..
    وللإنصاف ايضا، باستطاعته ان ينبت كزهره، أو يتململ كزلال، أو يتحدب كجبل، أو يتخذ لون الذهب ويمتدد ككثبان رملية طويلة، تسحر عيون الشعراء والنساك وقلوبهم، وتشكلها الرياح كأمواج صغيرة أو أهله أو تلال، حسب نفسيه الرياح حينها، ومع هذا لا ينسى مص البول والمطر والحليب، بلا غصة، وخاصة أن كان رملا، فهو ظمئ لها، ويمصها بشراهة، كي لاتخطفها الريح والحرارة منه!!..

    الشجرة أصابع التراب!!..
    كنت أراقب الشجرة، وهي ترقص مع نفسها، أو مع النسيم، لا أدري ما الذي يحركها، قد تكون سعيدة، لأنها تولد وتعيش وتموت في مكان واحد، هي التي تحرك النسيم، فهذه أذرع ، وليست غصون، ألم تري الثمرة بكفها، والزهر على شعرها الاخضر، وهي ترقص لذة، لشي امتصته جذورها، (حقا ما أحلى طين الأرض، أسئلي الحوامل والأطفال)، ... والحشائش، والقبور!!.
    كانت الشجرة اصابع التراب، وهي تغرص اناملها في ماء الاثير الشفيف..

    خواطري، خواطري..
    ارتفع صوتها، حتى طغى على كل الاصوات، حتى الرعد، وبرقه، ليس بمقدوره أن يجاري صوت خواطري، وصورها، صوت بلا لسان أو أذن، تخيلت فمي بلا لسان، بمقدورة ان يحتوي تمر أكثر، ورأسي بلا أذن، وحينها لن اسمع جرس، ولا آذان، ولا يحزنون، اسمع نفسي، بيدي، لا بيد آدم وحواء، ما اجمل الخواطر، لا تحتاج لهذه الاشياء المبتذلة، مثل خاطر سقراط، حين تأمل الكنتين المكتظ بالسلع (ما أكثر الاشياء التي لا احتاجها)، بمقدوري أن أغلق فمي على حلوة وأتكلم مع نفسي، لا يشغلني شئ عن شئ، نفسي، تخرس خواطري الكون كله، كي تغني، قلبي لقلبي، بلا ماض أو غد، حين تغيب الحمامة في السماء عن الإنظار، يراها قلبي، صديقي العزيز، والذي لا يفارقني حتى في منامي، ويمرض معي، ويغيب عن المدرسة معي، أقرب إلي من أرنبه انفي، أرنبة خيالي، أو حتى تذكري، بل يجري من الكلب مثلي، حتى أحتار، أهو أنا، أم أنا هو...

    الموت..ميلاد!!.
    الموت!!...لا أخاف الموت، فهو حكيم، وإلا لم ظل جدي يحيا 80 عام، وفدوى 17 عام، وهو لا يهاجمك بتهور، وإلا لهجم على الناس وهم نائمين، وقد استسلموا لكل شئ، حتى الاحلام والكوابيس تفعل بهم الافاعيل، بلا حول ولا قوى بل بمقدوره أن يقتل الجيمع، والآن، حتى لو كنت تحمل سيف بيدك، أو وتر، فالقتل وظيفته، وهو غير مرئي، كالحياة، نفسها، وجهان لعملة واحدة، الحياة ظهرها، والموت وجهها، له مائة يد، مليار، ولا يستعملهن، يترك السلحافة 300 سنة، وأحيانا شهور، يحدق في الارض، كي ينتقي الزهور التي نضجت، كل الاشياء الناضجة تسقط، كثمرة البرتقال، كي تستغل بذاتها، القبور تمتلئ بثمر ناضج، كل القبور، لم تعد تحب حياة القطيع، مكتفية بذاتها، هكذا يعرف الموت خرافه، فيسوقها لمصيرها المعروف عنده، حيث لا حيث، ومكان لا مكان، كما يختفي هو، يخفي مكانتهم، ، كما انه احيانا، ينقذ الناس من الألم، فقد كنت اسمع صراخ نجوى من السرطان، ولم تسكت حتى جاءها الموت، وصرنا ننام بهدوء، فصوت الصراخ مؤذي، ويثير أسى لا يوصف.. كما ان الموت يختفي، ولا يظهر شكله، يبدو لي أنه جميل، وحكيم، وماهر، فهو يقبض نفر هنا، ونفر هناك، بل مجموعة، كما غرقت المركب، وأغرقت 17 امراة في النيل، لا أدري كيف اختارهن بالذات، وفي ذاك الوقت، مع غروب الشمس، كما تختار الأغاني ألحانها، الموت يكره الحركة، يجعل الجوارح ساكنة، أكثر من النوم، والتخدير، كالاشياء بداخلك، فلم الحركة، والتعب والنصب، في حادث مروع، والجثث تملأ الشارع، والدم يسيل من الأفواه، فلا حاجة للدم مع الموت، ولا للأرجل، كما يجري المرء في خياله، حتى ولو كان كيسحاً، بل لا يحتاج للجسد كله، يتركه ويمضي لسبيله، أو يدخل فيه، كما نحلم..

    الموت نغما....
    ولأنه غير مرئ، (الموت)، أظنه جميلاً، ويقتل الناس بسكين الجمال، كما قطعت النسوة ايديهن برؤية يوسف، وبرؤية الموت تشهق النفس، وتدخل فيه، شهقة الموت، شهقة الخلاص من عالم صغير، لعالم غريب الطلعة، وعميق، وذاتي، ومجهول الموازين، والإشارات، هل عاد أحد بعد أن مات، بمقدرهم ذلك، ولكن لم، ففي طلوع البدر ما يغنيك عن زحل، لذا هم لا يعودون، ولا حتى لصغارهم، أو أمهاتهم، فهم هناك يجدون كل شئ، حتى صغارهم وأمهاتهم، أنه عالم غريب، هكذا الموت...

    الموت.. الموت .. الموت
    هناك رجل يحلم، (حلم يقظة)، وهو جالس أمام دكانه، وكان في الحلم يسير في حديقة جميلة، وفجأة دهسته عربة (دهست الرجل الحقيقي)،وليس الرجل في الحلم، (مات الرجل في الحيقية)،وظل الرجل في الحلم يتجول في حديقته، ، ولم يرجع للرجل الحقيقي، والذي دفنه أهله في المقابر، وكتبوا عليه (كل من عليها فان)...بل شعر الرجل في الحلم، بأن هناك حبل ووتد كانت تربطه بدنيا معينة، قد انقطع، وصار بمقدوره، ان يسبق الضوء، ويرى الروح، ويقبض كل الوجود بيديه،وقلبه..

    رجع الرجل في الحلم، إلى الرجل في الحقيقة، رأه مدفون تحت التراب، فدخل فيه، كما يدخل النور في الزجاج، فاللطيف لا حجاب له، ورقد معه في ظلمة الطين، ولأن الحلم لا يحتاج لأرجل كي يمشي، ولا إضاءه، كي يرى، لأننا نحلم في ظلمة الليل، ونتجول بدون ارجل في الحلم والخيال، رقد الرجل في القبر، وتجول في كل العوالم، كما يتجول الخيال، بل كان خيالاً، وكان حلماً، ، وحين تحسس جسده المدفون وجده مخلوق من طين الخيال وصلصال الحلم,.....



    (مسودة تحت الخلق)!...

    (عدل بواسطة عبدالغني كرم الله بشير on 05-30-2007, 08:39 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
لا تدع كل الأشياء تعظك !!... عبدالغني كرم الله بشير05-30-07, 08:18 AM
  Re: لا تدع كل الأشياء تعظك !!... Sidig Rahama Elnour05-30-07, 09:34 AM
    Re: لا تدع كل الأشياء تعظك !!... مامون أحمد إبراهيم05-30-07, 09:37 PM
      Re: لا تدع كل الأشياء تعظك !!... عبدالغني كرم الله بشير05-31-07, 06:27 AM
        Re: لا تدع كل الأشياء تعظك !!... عبدالغني كرم الله بشير05-31-07, 10:58 AM
  Re: لا تدع كل الأشياء تعظك !!... خالد محمد سليمان06-02-07, 12:10 PM
    Re: لا تدع كل الأشياء تعظك !!... عبدالغني كرم الله بشير06-03-07, 06:15 AM
  Re: لا تدع كل الأشياء تعظك !!... معتصم الطاهر06-03-07, 11:39 AM
    Re: لا تدع كل الأشياء تعظك !!... kabashi06-03-07, 02:18 PM
      Re: لا تدع كل الأشياء تعظك !!... عبدالغني كرم الله بشير06-05-07, 07:52 AM
    Re: لا تدع كل الأشياء تعظك !!... عبدالغني كرم الله بشير06-04-07, 06:32 AM
      Re: لا تدع كل الأشياء تعظك !!... طلال عفيفي06-04-07, 06:47 AM
  Re: لا تدع كل الأشياء تعظك !!... امل احمد عمر06-04-07, 08:39 AM
    Re: لا تدع كل الأشياء تعظك !!... عبدالغني كرم الله بشير06-05-07, 05:51 AM
      Re: لا تدع كل الأشياء تعظك !!... عبدالغني كرم الله بشير06-05-07, 08:31 AM
        Re: لا تدع كل الأشياء تعظك !!... عبدالغني كرم الله بشير06-10-07, 09:14 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de