يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 04:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالغني كرم الله بشير(عبدالغني كرم الله بشير)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-06-2008, 10:48 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: Emad Abdulla)

    يا الله ياعماد، وكما هاك التناص ده، دي خاطرة كتبها اخوك في دفتر من دافتر التدوين اليومية..



    (نحن لسنا معلومات في ذهن الإله، نحن كائنات في خاطره الأبدي، خاطره الأزلي، نحن ذكرى تجري بعقل الإله الكامل الخصب، كما تجري الذكرى الجميلة بعقل عاشقة، هذا الكون المترامي الأطراف، ماهو سوى معرفة مطلقة تدور بخلد الإله..
    رسمنا بداخله، كذكرى وخيال إلهي، وحشى أجسادنا بعبقريته، فأتركوا الذكرى تجري بعقله المطلق، تفرجوا على أشكالكم بداخله، بقلبه العظيم، وهو ينبض بنا)...


    أحدى الخواطر القديمة، عن إله التصور (وإله الحقيقة غيب من بعده غيب)....
    يا اخوي عماد، وليك رجعة، لو سمح الزمن الرأسمالي البغيض...
                  

05-06-2008, 11:08 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    راجع
                  

05-07-2008, 02:51 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)


    شهادة
    الآخر في أعمالي الروائية

    ملتقى الرواية (الثالث) - دائرة الثقافة الشارقة
    6 مايو 2008

    خالد عويس
    في تقديري – كروائي – يتلبسُ الآخرَ كلُ شيء من حولنا.الآخر الديني والثقافي والعرقي، و"آخر" مزروع أيضا في بطن كتاباتنا، و"آخر"، هو في نهاية المطاف، أيضا، ذاك الذي يتجسدُ فينا.
    يعني نحن، على نحو ما، "آخر" أيضا، وإلا ما معنى الغربة التي يعانيها الكثيرون من المبدعين.غربة، حتى عن الذات.
    ولي أن أشير أيضا إلى عدم التصالح مع النفس.أيّ أن هناك "أنا" وهناك، خارجها "نفس".إذن هي "آخر" أيضا.وهناك ذات وذات عليا.فأيهما الأنا وأيهما الآخر؟
    أعتقد أن ثمة قناعة راسخة لديّ، بأن "الآخر" هو شرط وجودي !!
    الآخر، على نحو ما، هو شرط وجودنا، لذا فرحلة بحثنا الابداعية عنه، لا تتوقف.
    وهي مسألة متصلة بالأسئلة الكبرى في هذه الحياة، على شاكلة، من أنا، ومن نحن، ومن هم ؟ وهي أسئلة يصعب قطعا الإجابة عليها بشكل جازم ونهائي.لأنها تتعلق برحلة طويلة ومعقدة، تلوح في خواتيمها بعضُ الإشارات المنبئة.لأننا، في الآخر، ربما نعثر على بعض من "الأنا"، وفي "الأنا" سنجد، في المقابل، بعضا من "الآخر".فهذه هي تفاعلات الوجود.تفاعلاته، ليس فقط بين الناس، وإنما كلّ الوجود، بكائناته ومخلوقاته، بنباتاته وحيواناته وأحجاره وسمائه.الموجود معنا في هذا الكون، هو "آخر"، وهو في الوقت ذاته، هو "أنا" على نحو ما، لأن ثمة وحدة للوجود تجمعنا، وتدعنا لتفاعلات عريضة.الموت بدوره "آخر"، والحياة بهذا المعنى "آخر"، والمكان والزمان.
    وكلّ "آخر" موجود قد يفضي إلى الكتابة !
    إنه سحر الوجود الذي لا يراه الآخرون !
    عن كلّ ذلك نكتب.من قال إن الرواية هي البشر فقط ؟!
    هذا مدخل، لطرح شهادتي حول أعمالي.روايتا (الرقص تحت المطر) الصادرة في السودان قبل نحو عشر سنوات، و(وطن خلف القضبان) الصادرة في لندن، بيروت، عن دار الساقي، قبل سبع سنوات، إضافة إلى رواية (كياح) وهي تحت الطبع حاليا.
    قضية "الآخر"، أراها جوهرية في أعمالي.الآخر الداخلي أعني، على مستوى الشخوص في أعمالي التي تنهض في فضاءات سودانية، تمتد على زمكانية متسعة.
    سؤال الهوية، سؤال مركزي في الثقافة السودانية.وسؤال المركز والهامش.وسؤال التعدد، التعدد في صيغه كلها، دينيا وثقافيا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا.
    الواقع أن السودان بتعدده الديني والإثني والبيئي وحتى التاريخاني، حتّم على المبدعين السودانيين دائما التوقف طويلا عند سؤال "الآخر"، بل وسؤال "الذات".هذا ملمح رئيس في تقديري في الأدب السوداني، خاصة مع تحوّل هذه الأسئلة الشائكة إلى أزمات مستفحلة أثّرت في وتأثرت بالواقع والثقافي والاجتماعي.
    الشخصية المحورية في رواية (الرقص تحت المطر)، مايكل، المسيحي، الإفريقي، هو "آخر" وفقا لمعايير عدة."آخر" تظل النظرة إليه ليس كـ"آخر" وحسب، وإنما ينظر إليه كذلك بدونية تستبطن إقصاءا وإزاحة مستمرين، على مستويات عدة، أهمها المستوى الاجتماعي، على الرغم من أنه حقق سلفا، شرط الكفاية الاقتصادية، كما حقق الشرط المفترض للرفعة الاجتماعية من خلال عمله كضابط بالجيش.
    يتصاعد حوار الشخوص داخل النص، لكن مايكل في نهاية المطاف يعجز عن الاندماج في المجتمع الذي يفترض أن يكون مجتمعه، فيتضخم فيه الاحساس أنه آخر.هناك شخوص بطبيعة الحال، تعبر الجدران القائمة بينهم وبين مايكل كـ"آخر".لكن ذلك يكون نتيجة حوار معمق، مع الذات، ومع الآخر، ومن خلال البحث عن مكامن الإنسانية المجردة، التي هي، في تقديري الخاص، هي الشرط الرئيس لفهم الآخر، واستيعابه، عبر، أولا، خلق المعادل الموضوعي والإنساني لـ"الأنا" في "الآخر"، واحلاله في "الأنا" أيضا، في عملية سيكولوجية وذهنية لتبادل الأدوار، والتأمل في ذلك، للوصول إلى خلاصة مفادها أن الحواجز التي تقوم بين البشر، إنما هي حواجز وهمية، لكن، لبلوغ هذه القناعة، يستلزم أن تمضي الشخصية المحورية، مايكل، إلى نهايات الطريق الشاق، بحيث يموضع نفسه فعلا كـ"آخر" يحاول من خلال شروط جديدة، كان يرفضها في المبتدأ، يحاول أن يخلق حوارا مع "الآخر".
    في (وطن خلف القضبان)، الآخر، ربما هو التعصب، وربما هو "الذهنية"، التي بتزمتها وعنفها، تؤسس لواقع جديد، يسعى لتغيير شامل.لكن، هناك ذهنية أخرى، قائمة، وفقا لثقافة ضاربة في أقسام من التربة السودانية، قائمة على الجذور الصوفية.وهي بدورها فضاء عريض، جيناته الرئيسة هي التسامح والمغفرة."الآخر" هنا ينبت في قلب "الأنا" التي تتشوه بفعل أحداث كثيرة.وتخوض هذه "الأنا" معركتها الوجودية الكبرى، ليس ضد "آخر" خارج سياق "الأنا"، وإنما ضد "آخر" متشظ عن "الأنا".إنها، ربما، حوار المجتمع بأسره، الذي يصعد، كما يقول الروائي اليوناني، نيكوس كزانتزاكس، وخيط طويل من دماء التجربة، وعذاباتها ومخاضاتها، يترك آثارا على الصخور المدببة تحت قدميه الحافيتين.
    وهذا في رأيّ، صراع أبدي، وجودي، في "الأنا" التي تحمل "آخرها" دائما كالصليب على كتفيها، وتسير في صحراء الروح ومتاهتها الأزلية على غير هدى، بحثا عن حقيقة، بحثا عن إشارة، بحثا عن خلاص وانعتاق من عذاب "الأنا" و"الآخر" الذي نحمله دائما في أعماقنا وفي أعماق مجتمعاتنا.
    ولابد لي أن أقول، إن تعريف "الأنا" صعب، كما هو الحال بالنسبة للآخر، إلا في المستوى العريض، بمعنى الآخر الذي خارجنا فيزيائيا.لكن الأنا والآخر بينهما تداخل، وتبادل للأدوار على المستويات الوجودية والسيكولوجية بشكل يصعب تفكيكه على نحو قاطع.
    عموما، هي جدلية عنوانها العريض في أعمالي، محاولة التعرّف إلى الأنا والآخر، واكتشاف عوالمه، والاعتراف به، وبحقوقه، على مستوى الآخر الفيزيائي، وليس شرطا الإنساني البشري فحسب، وعلى مستوى الآخر – الأنا، أي المتصل بها.

    ...
    ملاحظة في غاية (الانسانية):
    الملتقى اتاح لي التعرف على شخصية في غاية الروعة والإنسانية، هو المجنون (طارق الطيب) يا كرم الله.
    يا الله، كل يوم أحب أكثر هذا الوطن الذي أنجب مبدعين ومبدعات أمثالكم وأمثالكن في تمام وفرط انسانيتهم وانسانيتهن.
    تحدثنا وثرثرنا كثيرا عنكم جميعا يا كرم الله، نجلاء عثمان التوم وستيلا قايتانو والطيب صالح وعبدالغني كرم الله والصادق الرضي وامير تاج السر.
                  

05-07-2008, 05:03 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)


    عماد
    عبدالغني
    ..
    الآن نزحف باتجاه الأسئلة (القصوى).
                  

05-07-2008, 09:06 AM

حامد بخيت الشريف

تاريخ التسجيل: 12-28-2007
مجموع المشاركات: 49

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    أغنية الريح

    (أمنقور كن ما قيّس ما بليِّس) أكثر الأمثال تكراراً وجرياناً علي لسانها ، وأعرف أنها لاتقايسني بأحد لذا فقد اغْلَقَتْ باب القلب عليَّ وأمْعَنَتْ في القسوة حين خَطَّتْ على الباب من الخارج _لاتقتربن_ . هاي الغبيانه دي هو قال ليك منو نحنا الخرابه حقتك دي داخلنها. على مستوي مايبدو للعامه كان هذا رأي النسيم ولكنها تضمر في دخيلتها عشقاً أبدياً وهي التي بدات أول ايام العشق حين انتظرنا بزوغ أقمار نضجنا ، كنت اعلم انها لا تراني كما بقية الفتيات ، تشتهي عطري وانهماري مطراً وتشتهينني لسعة شمس لا تطيل بقاءاً ولا تكف عن القدوم ،قالت: كنت أراقب جدتك وهي ماتزال تخرج باكراً لترقيك عند جذع الخيزرانة قبل أن ترفع عصا الراعي . تصيدت حين غفلة الكاتبين لألتقيها وهي التي لا تبين إلا كامل فورانات البحر . غفلت جدتي (كلتومه )عني ذات يوم –وهي رقيبة احوالى –اذ أن اعتقاداً في أذهان بعض من كانوا هناك بأني ممسوس – وهي ذات حكمه لذا نصبوها رقيبي – غفلت عني وفاجأتها بان رأتني على حافة البحر(مسماي وحدي) وعندهم (قرقف الخور) . كنت أنتظر حضور أغنية الريح ، صادحة البوح وجريئة ، وأنا عاشق للموت بعد سترتها – ما أجملَ الموت تحت سترة الريح- رأيتها وأكاد اجزم أن ثقاب عشقها لم يشتعل بعد. هرعت نحوي ، والمكان أشد صمتاً من ذي قبل ، قالت: هاي الولد بتسوي شنو هني . وكنت حينها أشبه بمن يهذي، بل كنت تمام الهذيان ، وأنا اشد فتنة بالبحر من سمكة .
    قصدت البحر وهو كما تعرفون ،
    أبعدهم من الهدي ، قلت لصديقي والبحر في أشد فورانه : لم لا يقربنا الهدير من شدو الجبل. قال : شتان بين مريم وفاطمه، كل مسخر لما له إلا البحر فهو لا بالهدي يهتدي ولا يشتط بما يكفي ، البحر يا صديقي نزاعٌ للغناء الخفيض بل ان فتنته هي (اناشيد الإنصات) البحر لايغضب الا حال تصمت القواقع .وانت هنا لتحدث فرقعة ، فهو صديقك إذاً وحليف نزوعك للإختباء قبالة نهدي فتاتك، أعرف انه لا يحمل عليك ، وأنتما معاً كنتما تنورته وسترة الموت فيه .انا وفتاتي مثلكما ، ليس في كل شيء بالطبع ، لكنا مثلكما كنا نتجاسر على البحر اذ نحتقره كثيراً وكم من مره اسميناه الخور وعمدنا (الخور) الذي بجوار قريتنا بحراً وهو بالحق لا ينقصه غير المراكب ، ولكن من يصدق ؟ أو هكذا كانت الأشياء تبدو .
    قال : الا ترانا بحاجة لأن نبث الجبل اسرارنا؟
    (لا حول ولا قوة الا بالله ) كم مرة قصدته بغير هدى مني ، كنت اتبع اشواقي ، وإذ قصدته في أول ايامي كانت جدتي (كلتومه ) قد حدثتني عن الجبل ، وكم خزن من اسرارها وحكاياها . قالت: يا ولدي الحجار ديل من خلقن الناس بحسبوهن سا كتات إلا تراهن بتكلمن ، وكن ما مصدق كلامي دي ، روح للجبل دا واتمسكن ليه واسعلها ، وكن ماخبرك ووراك الحقيقة تعال وقول لي كضابه .
    قصدته وكنت اعرف انه سيكلمني ، إذ لا ينبغي أن تكون جدتي كاذبه . أخبرني بكل شيء إلا شيء واحد،لم يخبرني برواية عشقة لمندي.ربما نحن بحاجة لسماعه ولكني اخشاه ، أعرف انه لا يحب المساررات الليلية وحين جهلانك بعرفانه يفضحك ، أنا احبه في آن وأخشاه وهو لا يقبلني الا تمام العفاف .
                  

05-07-2008, 03:04 PM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    من هو و أين يكون؟
    أحجيتنا منذ الدهر!
    منذ كبلنا بقيود نجهل كينونتها حتى الآن ...
    أنريد إجابة حقا؟
    أنريد أن نحرق نهاية الفيلم؟
    لست في عجلة من أمري و ربي لمحبه لقريب ...
    من نفسه خلقنا لنعود إليه ، تحفنا المحبة و الرحمة ،
    نغادر أول قيد – جسدنا –لنلحق بركب السابقين ... نذوب في كأس رحيبة، نتمازج مع كلنا و بعض منا ...
    ترصنا يده كفسيفساء يزين بيها وجه الكون الآخر المطل على الزمن!
    نشهد على ما حضرنا و ما سيكون
    نبعث ومضات و رسائل
    قد يلتقطها احد ما
    وقد تعود محملة بالصلوات
    وبعض من دعاوي ...
    عندما يخف حملنا،
    سنجلس على سور الدنيا نشاهد من لم يحن نضجه بعد
    نشاهد تساقط ثمار غيرنا تسقط
    بعضها ناضجة
    بعضها نيئة
    وبعضها لم تنبت بعد!


                  

05-08-2008, 00:47 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عزاز شامي)

    Quote: على مستوي مايبدو للعامه كان هذا رأي النسيم ولكنها تضمر في دخيلتها عشقاً أبدياً وهي التي بدات أول ايام العشق حين انتظرنا بزوغ أقمار نضجنا ، كنت اعلم انها لا تراني كما بقية الفتيات ، تشتهي عطري وانهماري مطراً وتشتهينني لسعة شمس لا تطيل بقاءاً ولا تكف عن القدوم ،قالت: كنت أراقب جدتك وهي ماتزال تخرج باكراً لترقيك عند جذع الخيزرانة قبل أن ترفع عصا الراعي . تصيدت حين غفلة الكاتبين لألتقيها وهي التي لا تبين إلا كامل فورانات البحر . غفلت جدتي (كلتومه )عني ذات يوم –وهي رقيبة احوالى –اذ أن اعتقاداً في أذهان بعض من كانوا هناك بأني ممسوس – وهي ذات حكمه لذا نصبوها رقيبي – غفلت عني وفاجأتها بان رأتني على حافة البحر(مسماي وحدي) وعندهم (قرقف الخور) . كنت أنتظر حضور أغنية الريح ، صادحة البوح وجريئة ، وأنا عاشق للموت بعد سترتها – ما أجملَ الموت تحت سترة الريح- رأيتها وأكاد اجزم أن ثقاب عشقها لم يشتعل بعد. هرعت نحوي ، والمكان أشد صمتاً من ذي قبل ، قالت: هاي الولد بتسوي شنو هني . وكنت حينها أشبه بمن يهذي، بل كنت تمام الهذيان ، وأنا اشد فتنة بالبحر من سمكة .
    قصدت البحر وهو كما تعرفون ،
    أبعدهم من الهدي ، قلت لصديقي والبحر في أشد فورانه : لم لا يقربنا الهدير من شدو الجبل. قال : شتان بين مريم وفاطمه، كل مسخر لما له إلا البحر فهو لا بالهدي يهتدي ولا يشتط بما يكفي ، البحر يا صديقي نزاعٌ للغناء الخفيض بل ان فتنته هي (اناشيد الإنصات) البحر لايغضب الا حال تصمت القواقع .وانت هنا لتحدث فرقعة ، فهو صديقك إذاً وحليف نزوعك للإختباء قبالة نهدي فتاتك، أعرف انه لا يحمل عليك ، وأنتما معاً كنتما تنورته وسترة الموت فيه .انا وفتاتي مثلكما ، ليس في كل شيء بالطبع ، لكنا مثلكما كنا نتجاسر على البحر اذ نحتقره كثيراً وكم من مره اسميناه الخور وعمدنا (الخور) الذي بجوار قريتنا بحراً وهو بالحق لا ينقصه غير المراكب ، ولكن من يصدق ؟ أو هكذا كانت الأشياء تبدو .
                  

05-08-2008, 04:43 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)


    الأمكنة
    (..)
    كان صباحا غائما، شمسه أنثى في غاية الحياء.المدينة تتنفس السحر في هذه الساعة.ترقص، وتدبّ الموسيقى في جسدها الجميل الذي تلتمع عليه حبات الندى.الطريق يشق بحرا من الخضرة. خضرة تشمها وتسمعها.والتلال مكسوة بالعشب.
    أربع ساعات بالسيارة، وصوت (إفريم تامارو) و(تيدي آفرو) و(قوساي)، يندلق من السماء مع زخات المطر.حتى المطر (هناك) ناعم، لكأنه يجهد ألا يخدش الأرض العذراء.
    قطعان الماشية، يتبعها الرعاة في أزيائهم البيضاء، يحملون عصيّهم على أكتافهم.الشارع يقود – قطعا – إلى الجنة.وعلى بابها صورة ضخمة لـ(بوب)، وضفائرة تغتسل تحت المطر.
    المدينة الصغيرة، التي منحها (جا) للـ(راستا) تسبح في طقوسها الخاصة.متشربة السكينة والسلام.
    موسيقى (الريغى) تنبعث من كلّ مكان، ومن اللا مكان.الحيطان والأبواب مصبوغة بألوان علم إثيوبيا.
    سنلتقي ظهيرة ذلك اليوم، (راس لوممبا داؤود)، رفقة (روبنسون الأمريكي).غمامة من السلام تحلق فوق رأسيهما.وفي التعريشة التي أقامها لوممبا في فناء داره، سنتحدث طويلا عن (القنجة) و(التابانكو) وطوائف (الراستا) والـ(نيابينغي أوردر).
    صور (هيلا) هنا في كلّ مكان.
    روبنسون يدخّن الحشيش في شراهة.
    شاشاماني، لا تخلو من مطربي الريغي الزائرين. مثل (سيوم إكسافيو)،الذي أتى من جامايكا، وأستقر في إثيوبيا. ويبدو أن لكل واحد هنا، فلسفة خاصة به.
    المدينة (ليتل جامياكا) !!
    (لومببا) أراد أن يطلعنا على مكان آخر. عبرنا مدينة شاشاماني.الطبيعة هنا ساحرة. وصلنا إلى (وندو قنت)، التي تعني، ابن الجنة.
    على مقربة من هنا، كان الإمبراطور هيلاسلاسي، يعتكف، وسط الجبال والغابات ليتعبد.
    (وندو قنت)..يا الله يا الله يا الله.
    مكان نبت وسط الخضرة، وتنسكب عليه الجبال المثقلة بالخضرة، وهي بحد ذاتها محفوفة بملائكة السحب.
    السحب هناك لها ألوان مختلفة.
    وهناك آلهة مختلفة، آلهة تحب السلام، وتصغي جيدا للمناجاة.
    (وندو قنت) مكان للخلود.الطبيعة خلقت من هنا.الحياة سالت على الكون من هنا.هنا، بيت الإله.هنا عرشه.
    عدنا مرة أخرى إلى شاشاماني. عثرنا على متجر متخصص للراستا. هذه هي (أتسيدي ماريا)، الآتية هي الأخرى من جامايكا. تشعر بالرضا،كونها قادرة على العيش هنا، في شاشاماني.من لا يشعر بالرضا هنا ؟!
    زرنا متحف الأسد الأسود، الذي يملكه روبنسون.
    وحين قفلنا عائدين، كانت الشمس تغسل أرديتها الذهبية في الفضاء المفتوح، فوق قمم الجبال المخضرة.
    هذا منبع هذا الكون !!

                  

05-08-2008, 04:54 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)


    عزاز

    إليك هذا ..

    أدعوك بل أنت تدعوني إليك فهل
    ناديت إياك أم ناديت إيائي؟

    ياعين عين وجودي يا مدى هممي
    يا منطقي وعباراتي وايمائي

    يا كل كلي، يا سمعي ويا بصري
    يا جملتي وتباعيضي واجزائي

    يا كل كلي، وكل الكل ملتبس
    وكل كلك ملبوس بمعنائي

    يا من به علقت روحي فقد تلفت
    وجداً فصرت رهينا تحت أهوائي

    أبكي على شجني من فرقتي وطني
    طوعاً، ويسعدني بالنوح أعدائي

    أدنو فيبعدني خوفي فيقلقني
    شوق تمكن في مكنون أحشائي

    فكيف أصنع في رحب كلفت به؟
    مولاي، قد مل من سقمي أطبائي

    قالوا تداو به منه ، فقلت لهم:
    يا قوم ، هل يتداوى الداء بالداء

    حبي لمولاي أضناني وأسقمني
    فكيف أشكو الى مولاي مولائي

    إني لأرمقه والقلب يعرفه
    فما يترجم عنه غير ايحائي

    يا ويح روحي من روحي، فوا أسفي
    على مني فإني اصل بلوائي

    كأنني غرق تبدو أنامله
    تغوثاً وهو في بحر من الماء

    وليس يعلم ما لاقيت من أحد
    الا الذي حل مني في سويدائي

    ذاك العليم بما لاقيت من دنف
    وفي مشيئته موتي وإحيائي

    يا غاية السؤل والمأمول يا سكني
    ياعيش روحي، يا ديني ودنيائي

    قل لي- فديتك- يا سمعي ويا بصري
    لم ذا اللجاجة في بعد واقصائي

    إن كنت بالغيب عن عيني محتجباً
    فالقلب يرعاك في الإبعاد والنائي

    هذا (سيدي) الحلاج
    أما (سيدي) البسطامي فيبكي:
    أهل الحج يطوفون حول البيتِ يطلبون البقاء وأهل المحبة يطوفونَ حولَ العرشِ يطلبون اللقاء.

    و(هم) حاولوا الإجابة على سؤال الموت بصورة...الله الله ماذا أقول يا عزاز: (أهل المحبة يطوفونَ حولَ العرشِ يطلبون اللقاء)
    أهل المحبة يا عزاز، يا كرم الله، يا عماد، يا حامد، هذه هي صرختنا في هذه البيداء المقفرة.

    (عدل بواسطة خالد عويس on 05-08-2008, 04:57 AM)

                  

05-08-2008, 07:36 AM

حامد بخيت الشريف

تاريخ التسجيل: 12-28-2007
مجموع المشاركات: 49

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    أيا أهل المحبة سلام المحبة



    أَحَِدّيِِّة جَمْعِ اُْلنعُوتِ


    لوْ عَرِفْتُمْ.. كانَ لِلْحُلْمِ بَوّابَتَيْنِ
    وأنْْا كُنْتُ شيْئاً ولمْ يَكُ ِللأَمْسِ مَعْنَاهُ
    كانَ ِفيْمَا انْطَوَىّ
    إذْ الَمَطْوِيُ مَقْبُوضٌ
    الَمَسْبُوقُ ُملْحَقٌ
    غَيْرَ أنّهْا, خَالَفْتْ.
    هَذِهِ المَرّةُ لمْ يَسْبِقُ العَاصِفَةُ خَْلا الدَمُ المُرَاقِ عَلَى فَخْذِ الَمدِيْنَةِ....
    وهيَ تَلْفِظُ أوْزَارَها التيْ احْتَمَلَتْ.

    الََمَسْرَىَ:

    انْقِبَاضُ المَكَانِ, إذْ يَنْبَسِطُ الغَائِبُ
    والوَقْتُ يُطْوَىَ... والسُؤْالُ عَنِ الْحَبِيبِ صَدَىً لسُؤْالْ.

    الحَبِيْبُ:

    مَنْ لا تَرَاهُ يَتَجْلّى في الوَقْتِ إذْ هوَ مَطْوِيٌ
    في المَكْانِ ولا مَكْانْ.
    ولا يُدْرِكْهُ إلا مَنْ عَرَجَ إْليِهِ واخْتَرَقْ.
    لمْ يَعُدْ ِللْمَكَانِ مَعْنَىً, فكانَ بُرْهَةً وعَادَ الوَقْتُ أدَقّ مِنْ سَنْتَمِتْرٍ.

    الحَنِيْنُ:

    أنْ تُعِيْدَ الأرْضُ أحْجَارَها الفَالِتْة... ليْسَ مِنْ أبْوَابٍ تُشْرَعُ لِلدَاخِلِينْ
    إذْ كُلَ حَاضِرٍ غَائِبْ, ثَمِلٌ مِنْ خَمْرِ الرّبْ.
    نَشْوَةُ العابِدُ, غِبْطَتُه, حِيْنَ يُفْرِغُ كأسَ الصُعُودِ في جَوْفِ مَنْ يَهْوَى.

    ما يَنْبَغِي لمَتْى أنْ تُشِيْعُ:
    التَقَاصُرُ, الَخَوْفُ, اْمْتِدَادُ القَائِمِ لا القََيّوُمِيَةُ إذْ القَيّوُمِيّةُ سِرُُُُُُُ الله, وِحْدَةُ ما قَامَ في قَائِمٍ في مُقَامْ.
    يَسْتَعِيْرُ فيْهِ السَارِي إصْبَعُ اللَيْلِ, يَغْزِلُ ما غَابَ سُتْرَتُهُ, يَتـَسّمّعُ صَوْتَ الحَبِيْبِ
    وهُوَ سَمِيِعٌ لِمَا يُقَالُ.

    التْجَلِي:

    إدْرَاكُ الأحَدِيَةِ في جَمْعِ النُعُوتِ, اكْتِمَالَهَا في النّاعِتُ واجِدُهَا, والجَمْعُ واحِدْ
    المَنْعُوتُ نَاعِتْ
    بَاذِلُ مافِيهِ لِمَنْ لَهُ.
    مُبْقٍ مافِيهِ بِمَا عَلَيِه.
    مُغْلِقُ مَالَهُ إلاّ لِمَنْ َلهُ.
    وأنْا مِنْكَ حَبِيبِي.
    غَائِبٌ في المَوْتِ.
    مَيْتٌ في الغِيْابِ.
    أنْا مِنْكَ فِيْكَ
    سِرُّكَ في أعْظَمِيَتِهِ.
    مُدْرِكُ واحِدِيّتُكَ في تَعَدُدِهَا.
                  

05-08-2008, 07:53 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: حامد بخيت الشريف)




    Quote: أَحَِدّيِِّة جَمْعِ اُْلنعُوتِ


    لوْ عَرِفْتُمْ.. كانَ لِلْحُلْمِ بَوّابَتَيْنِ
    وأنْْا كُنْتُ شيْئاً ولمْ يَكُ ِللأَمْسِ مَعْنَاهُ
    كانَ ِفيْمَا انْطَوَىّ
    إذْ الَمَطْوِيُ مَقْبُوضٌ
    الَمَسْبُوقُ ُملْحَقٌ
    غَيْرَ أنّهْا, خَالَفْتْ.
    هَذِهِ المَرّةُ لمْ يَسْبِقُ العَاصِفَةُ خَْلا الدَمُ المُرَاقِ عَلَى فَخْذِ الَمدِيْنَةِ....
    وهيَ تَلْفِظُ أوْزَارَها التيْ احْتَمَلَتْ



    ياحامد، نحن لا نزال سكارى فيما كتبه أعلاه، بل أعلى، وأحلى، واليوم ترمينا بساهمك هذه..
    لطفا بنا...


    ... لي عودة ورب الكعبة... حاليا أتمثل كتابتك، وأجتراها كمعزة سعيدة في ركن الدار..

    الشوق والريد، ...
                  

05-09-2008, 12:23 PM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    يحكى ان محبة ذات عشق ابانت بعدي المحبة، كلاهما يفضي إلى الآخر متى امعنا النظر بقلوبنا فالبصيرة لا تسكن المآقي فقط يا خالد، القلب يبصر ايضاوإلا لما اوكلنا إليه فعل المحبة!

    أحبك حبين حب الهوي
    وحباً لأنك أهل لذاك...

    فأما الذي هو حب الهوي
    فشغلي بذكرك عمن سواك...

    أما الذي أنت أهل له
    فكشفك لي الحجب حتي أراك...

    فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي
    ولكن لك الحمد في ذا وذاك....
    (رابعة العدوية)

    و بسؤال العارف منا في الأولين أفاد بجمع الجمع وذوباننا فيمن نحب :
    أشار سـري إليك حتـى فنيت عني و دمت أنت
    محـــوت اسمي و رسمي سألت عني فقـلت أنت
    فأنت تسلو خيال عيني فحيثما درت كنت انت
    (البسطامي)
                  

05-17-2008, 10:25 AM

حامد بخيت الشريف

تاريخ التسجيل: 12-28-2007
مجموع المشاركات: 49

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عزاز شامي)

    من قبل ! كان قلبي مدفن العاشقين ، كثيرون هم الذين مروّا من هنا، منهم من عبر ومن مات بداخلي ، وكنت أنقب عن بقايا عشق أذكره كل حين ، فوجدت جمجمة بقلبي لحبيب قديم ، كانت الجمجمة صدئه ، ويسيل منها صديد نتن ، حاولت القفز فوقه لكني انزلقت ، لطخني السائل حتى أخمص القدمين ، ولم أعثر على حبيبي الذي جئت أبحث عنه . قلت لنفسي: ربما توارى عني حين جعلت الصلصال ملعباً لأولى المزواجات النزقة .
    ياله من حبيب شقي ، كنا نتمرق في اشتهاءاتنا حتى نفادها ، وإذ يعجز عن مضارعة شبقي، كان يقول : عليك إذاً بكفاية ذاتك محنة الاحتياج ، غريب ذلك الولد . أو لم يفكر لحظتها في أن ذاتي ليست إلا تمام اندماجنا .
    ـــــــــــــــــــــ
    مجتزأ من نص قصصي أسميته الصلصال
                  

05-19-2008, 07:30 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: حامد بخيت الشريف)

    العويس، والسرب الجميل..

    وخاصة الحامد، الشاكر، النبيل...

    هانحن نجرح، والوطن دامي، والاخوة تقتتل، والكذب يلف الحياة، والجرح غائر غائر، قلبي على وطني، كتبت بعض من شجن، سأنزله قريبا، عن وطن مريض، ولا يعترف بمرضه، جائع، ويدعي الشبع، وعن عصابة تلبس العمامة، وعن أمية (ما بتعرف صديقك من عدوك)..

    ليت العقل يصحو..
    ليت القلب يصحو..

    وطن دام، .... لأنه في ورطه.. وجهل وعسكر...

    تابعت بمهل ما يدور من مقالات هنا، في هذا المنبر، واحدة قرأتها برضى، وأخرى بعجب، وثالثة باستغراب، وآخر (ماهذا؟)، ماذا جرى، إين ملكة التحليل، أين الصدق، أين نور الفراسة...

    وأين؟


    ولكن ستعود للوطن فرحته، وسيعود وطن الجميع،...

    لا اكذب عليكم، حاليا حزين، بصورة لا تتصور... وأمامي صورة الوطن الدامي.. وبأهله، وبجهله، ..


    ... سلام ا خي حامد سلامي..
    والعويس، يالقبك من هم وشجن، وبكاء...



    قلبي على وطني....
                  

05-29-2008, 06:30 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    سأعود
                  

06-01-2008, 01:28 PM

حامد بخيت الشريف

تاريخ التسجيل: 12-28-2007
مجموع المشاركات: 49

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    الدراويش:
    الدراويش هم بقية ما ترك العشق تحمله أشواق الأناسي لمنتهي الصعود ، قيل إنهم ولدوا حين تفرع من العشق أبواب عدة ، كل يقود لمنتهى وحين كان باب مواجد الصعود إلى الحبيب منفتح على لا منتهى ، اختير الدراويش للمشي فيه . فهم لا يأبهون لطول الطريق ولا قسوة الأشواك . بل في شريعة الواجد منهجهم وهم بذا لا يتبعون إلا شريعة القلب
    دخلت عليه هذا الصباح ، والشيخ كعادته لا يبادرك بالسؤال ولكنه فعلها هذا الفجر ، لا أعرف لماذا ؟ ولكن ثمة ما يبدو واضحاً في سيمائه ، أعرف انه لابد قد علم بخطيئتي . قال: الطهران يا ولد ، الطهران هروبك من رعونة النفس وغسلها بالمحبة .قلت : ولكني أحبها سيدي ، أو ليس المحبة أن تغرق في ذات المحبوب أو ليس المحبة أن تستجيب لنداء العشق حين يريحك الليل من محنة الانتظار.
    رد شيخي : هي هكذا ولكن الواجد أدرى برغباتك منك ، أنت لا تحبها قدر حبك لذاتك بها .
    قلت : إذاً كنت تراقب ما خلناه سراً ، وإن كنا عمدنا على دسه ، غير أنا كنا نعلمه ونقرُّ بتعميده سرنا الأعظم.
    قال: كما أنتما كنا .
    ويوم ناحت حمائم التأسي بسابقين عرجنا صوب سدرة أفراحنا القديمة. حضرنا موسم رغباتنا وحين بتنا قبالة البكاء ، كان طيراً صادح الأشواق يغني اسمينا قالت: أسمعته ؟.
    قلت: بلى ولكنه يعني الهزيمة وفظائع النزوع نحو التخلق بأخلاق الجمع ، نحن لسنا كمن يسلم نزواته القياد ، وإلا أفلتت بنا عن مدارات العشق الأبدي ، أبدية العشق في تحرره من آنية الرغبة .
    قالت: صرت أشد ثرثرة وأكثر تتضيعاً لما هو ضائع أصلاً ، أفلا تربأ بنفسك من أن تكون ذات الذي مرَّ بالأمس ولم يمض بالذاكرة إلا مسافة ينفث سيجارته .في الوقت ذاته .
    كان شيخنا يعالج أوتار مسبحته ، وأنا لم يبق لي من الصبر ما يكفي لانتظار حضور معزوفته ، وحين جمعت سؤالي كلعاب أبصقه ، بادرني بنظرة الانصراف ، وأنت هنا ، في ذات المقام وبما كنت عليه من هيئة الظالم ، غير أن نهارك يبدأ قريباً ، انصرف إذاً وتحين ساعة يحلو نشيد الخلاص بألسنة العاشقين .
    الله الله الله اللــــــــــــه ، الدراويش ها قد بدأوا نشيد الأشواق ونحن مازلنا نراقب احتياجنا وبقية ما تبقي أسفل إناء رغباتنا ، الله الله الله اللـــــــــه والنشيد أشد جهراً عن سابقه ، والدراويش حين تفلت بهم الأشواق ، لا يراهم أولي الظلامات إلا طيوراً عبرت مسافة لا يضارعها نسر الفظائع .
    قلت لشيخي: أنا ذا أذنبت ولم يبق لي غير المضي بليلات الغناء العفيف ، قال: وكنت سبقتك وعبرت الليلات إلي حين وقت لا يعرف الانتقال.
    ربما أيقنت بما كان هوى واستحال موتاً أبدياً ولكني غارق في العشق حتى أخمص أشواقي ، والبنت التي عرضتني للبكاء بقلبها لا تكف عن التنقيب بصدري عن أغنيتها القديمة .
    شيخي : لم يزل بيننا عهد ما قطعناه أسفل سدرة الذكر العالي ، طهرني إذاً فأنا أشد حاجة لإدماء القلب حتى أطمأنُّ على حياته .
    قال : انظر بداخلك ، تجد مستودعاً لأسرار لم يكن لك أن تدركها إلا حال الخطيئة، أنت ذا أخطأت بجهلانك لمخبؤ النفس ومكنونها , أنت ذا تسعى للصعود الذي لا يعنيك ، فأتبع القلب ، القلب وحده يبلغ بك مابلغه الصاعد أبداً .
    قالها: وتسرب ضوءاً شفيفاً صوب القمر ولم تعد عيناي تدركان درب الترقي والذي حتماً يقود إليه
                  

06-01-2008, 03:49 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: حامد بخيت الشريف)

    سأعود
                  

06-17-2008, 08:24 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)


    وما هو جوهر العشق ؟
    هل الغلالة الرقيقة التي تدثر الروح تماما، وتشتعل أطرافها بنور خفي؟
    هل (التوّحد) ؟
    الله الله يا كرم الله !
    الله الله يا حامد !
    حين : يدور بعضهم حول البيت (يطلبون البقاء) !! ويدور (أولئك) حول العرش يطلبون (اللقاء) !!
    والعرش :عروش.
    والعروش:عرش !
    والعرش :عرش !
    القيمة النهائية والـ..مبتدأ، حيث سرّ الأسرار.
    كم هي حقا ليالي العاشقين شكول طوال، وليل العاشقين طويل.

                  

06-17-2008, 09:05 PM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    العويس كيفنك،
    ان شاء بخير، وصحة وراحة بال، قبل شوية كنت في حديث ماسنجري مع الزول الشقي ولطيف اخوي محسن خالد، وسعدت بأن عيونه التي تري موطن الجمال والقبح بخير وصحة وعافية، فهو لنا، وبنا، حفظه الله لنا، فرحا وعمقا وتحريض...

    اخوي الحامد ده داير قعدة طويييييييييييلة ياعويس،..
    نص الكورة ده كتبتو كي أعزي نفسي، بوحدة وطني الباقية، رغم عصف موقت، لابد منه، كما يقال، فأعراض المرض بشارة، وليث كارثة، كي تشخص، وتحل، ...

    لم انتهي بعد من تذوق كلامك العمييييييييييييق عن والدتكم الراحل، فلتشفي الغليل بالكثير الكثير الكثير عنه..
    والله ياخالد كلامك الحروفي يحلق بي بعيدا بعيدا، فما امتع القراءة..


    عزاز عجيبة..
    بلدكم عجيبة..

    الشوق والريد
                  

06-17-2008, 09:08 PM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)



    قون.. قووون... قووووووووووون !!..


    قون .. قووون ... قوووووووووووووووووون!!..
    صرخ المذيع في استاد المريخ، وأمامه كتلةٌ كثمرةِ الباذنجان، تُسَمَّى (مايكرفون الإذاعة)، هذه الصرخة جرت إلى الشرق، تخطَّت النيلين، ثم سبحت في البطانة حتى وصلت أمضبان. وفي ذات الوقت تشظت، لعددٍ غير متناهٍ، وجرت للصحراء الشمالية حتى دَقرتي، وركضت غرباً إلى (لوري) بدارفور بين نيالا والجنينة، وإلى مدرسةٍ داخلية، وسجن النساء، وحلَّقت كعصفورٍ فوق صليبِ كنيسةِ مريم البتول بحلَّة حمد، وعَبَرَت من تحتِ بوابةِ عبد القيوم، وتخلَّلت لحية تمثال عثمان دقنة في الركن الجنوبي الغربي لحديقة البلدية ببورتسودان، كلهم سمعوا قوووووووووووووون، هذه، وفي ذات الوقت!.
    وللحق؛ لأول مرةٍ يحتضن (جابر) خطيبته (فاطمة) أمام أهلها، ولأول مرةٍ يصرخ المساجين بصوت عال أمام الضباط في فسحة السجن، ولأول مرة يصرخ، وفي آنٍ واحد، ثلاثين مليون سوداني، عجزت الأديان والأفكار والسياسات والهواتف النقالة في توحيدهم، رغم نشاطها العجيب، الكثيف، الفاشل!!..
    ***
    وإليكم وصف الهدف الذي جاء في الوقت القاتل، (ياتُرَى لم سُمِّي قاتلاً؟، أمن الحكمة: "الوقت كالسيف، إن لم تقتله قتلك")، وللحق الوقت قاتل محترف، وخفيّ، فالمقابر تنتظر الجميع، بلا فرز، والمسألة مسألة "وقت"، لا أكثر..
    الكرة الجلدية، أقعلت من الأرض كطائرة، بل أقعلت من قدم (بَاكْ) المريخ، ثم ارتفعت، ومالت نحو الغرب، حتى استقرت بالقرب من العجب، هذه الكرة الصغيرة، المنفوخة، المنقَّطة، كانت تُراقبها عيون أكثر من 40 ألف إنسان؛ بل عاشق، ومتوتر، وجائع، ورئيس، وحرامي، وفي وقتٍ واحد، بل لحظةٍ واحدة، (إن شاء الله حَالِي)، هكذا صاحت الشمة المنسية، استلمها العجب بهدوء، أمامه مدافع، وثاني وثالث، استسلمت الكرة كمهرةٍ مُطيعة، وعَجِزَت ذاكرة الخصم في فهم مكر خياله، تخطَّى الأول والثاني، ومن الخلف امتدت رجل أحد الخصوم وعرقلت اللاعب بالقرب من خط 18، وضع الحكم الصافرة في فمه ثم نفخ فيها، وهو يشير بيده لموقع الجريمة..
    ماهذا؟، ما هذه الحمى، والغرور، والهوية، والفرح، والحزن، مما تفعل الكرة الجلدية، وهي تدخل الشباك، أو ترتطم بالقائم، فيتحسر الناس، كما لو أنهم خسروا تجارة، أو فقدوا شخصاً عزيزاً؟، بسببها يستقطع الفقير من قوته، كي يدخل المباراة، ويشجع، ويخرج مبحوح الصوت، واللاعب الذي يسجل هدفاً، ينطّ ويتشقلب كالأطفال، ولا يمتعض أحد من هذا الفعل (الشنيع)، بالمنطق، (ياراجل اتقي الله، فلو تشقلب هذا الرجل في الشارع، في البيت،).. لقيل عنه، ما لم يقله مالك في الخمر، إنه الكبرياء الوطني، إن كان (موت الجماعة عيد)، فما بالك بفرحهم، إنه فردوس، فردوس حقيقي..
    ****
    هدف جميل، خدعت الكرة الجلدية سبعة لاعبين، وكأنها صقر حقيقي، ذكيّ وماكر، يفلت من الصيد بذكائه الفطري، الكامن فيه، سارت الكرة بشكلٍ مقوَّس، لأن القدم التي ركلتها قد قمزتها من طرفٍ معلوم، ركلةٌ تتوحد فيها، بل كامنةٌ فيها، قواعد الفيزياء والضغط والميكانيكا والأبعاد، كي تدور الكرة حول نفسها، وحول رؤوس المدافعين، وتسير بخطىً معلومة نحو الشباك، أبعاد ودوران ومسافات، رسمت لها القدم هذا المصير المخادع، كي تحجّ باتقانٍ تام، ومكرٍ أتم نحو شباكٍ محروسةٍ بحارسٍ ومدافعين أقوياء، إنه صراعُ عقول، وقد انحدر نحو الأقدام، (نظرات العجب نحو الكرة، ونحو القائم والحارس والمدافعين، ثم نظرة داخلية، نحو مكرٍ داخلي، سحرُ الخيال، إنه يكيد كيداً) لمعت عيناه بذكاءٍ طفولي، وكأنه يحشد ذكائه وقدرته وخياله في رجله اليمنى، ثم تقهقر نحو الخلف، مثيراً لدى المدافعين، بل الجمهور، كل الاحتمالات، الممكنة، وغير الممكنة، ثم ركض نحو الكرة فاتحاً كل الاحتمالات، من الخوف والرهبة والرغبة، إن تسجيل هدفٍ عملٌ ذهنيّ، يعني إلمامٌ ذكي باحداثيات المحيط، وتفسيره وتوظيفه. رَكَلَ الكرة بزاويةٍ معيَّنة، خداع الخصم، ضربها بقوة معينة، فالزيادة كالنقصان، أي أن تتخيل في وقتٍ أقصر من البرق، كالعدم، ثم تنفذ الخيال كما هو، باتقان، موحداً كالبرق بين (الفكر والفعل)، وإلا انتزع منك المدافع الكرة كالبرق، إنها مخيلة وذكاء واتقان، في لحظة خارج الزمان، لكي تتهادى الكرة في المرمى في زاويته البعيدة، وقد كادت أيدي الحارس أن تمسّها، أن تمسّها فقط، وقد دارت الكرة من وراء المدافع، وقد سَمِعَت كلام خيالِ اللاعب كما هو، صورةٌ طبقَ الأصل، لأنه رسم لها الطريق بقمزةٍ محسوبةٍ من رجله بكلّ دقةٍ وإتقان، فالتمارين ليست سوى أن يطيع الجسد أوامر الخيال كما هي، بلا زيادة أو نقصان، ولأن القدم لا تتحرك من جراء نفسها، فقد ركلها ذهنُ اللاعب، وذهنُ اللاعب مبنيٌّ على ثقافته وصفائه وخياله، وطموحه وعزيمته، ولكن هل كل العقول الذكية قادرة على اللعب؟، هنا يجيء دور الجسد، الجسد المطواع لتنفيذ الأفكار والخيال الكرويّ، أمثولةٌ للرقص على الميدان، (عرقُ التدريب يقلل دماء المعركة) كرةُ القدم ملحُ الوجود، رياضةٌ شعبيةٌ، تدفع الشعوب الفقيرة من قُوتِهَا وكَفَافها، لترقص وتطرب في الملعب، وجوه المشجعين مليئةٌ بالخوف والتوتر والفخر والخيلاء والغرور الوطني، عصبيَّةٌ كرويةٌ، أعلامٌ وشعاراتٌ ووشوم. وبعد الهدف الجميل، يعتري الجمهور فرحٌ طاغٍ، هستيريا، تظهر على الوجوه والأيدي، عودةٌ لبدء الحياة، للطفولة (الطيبين الشايب جلبو ليهو شبابو، كما يقول العبيد ود ريا)، إنها كرة قدم، إنها مكرٌ وكرٌّ وفرّ، إنها نضالٌ من أجل إسعاد الشعب، ترقص للنصر المدن والقرى والسجون والمستشفيات، توزع البلديات الحلوى، ويختلط الحابل بالنابل، النساء بالرجال، عيدٌ وطنيّ، حياةٌ في اللحظة الحاضرة، استغراقٌ في متعةِ سيلانِ الزمن. استقرَّت الكرة في الشباك، نظر الحارس بحسرةٍ كبيرة، وكأنه يراقب ركام مدينة، بل رماد وطنه الحنون، في حين استشرت في المدرجات، الطرق القريبة من الملعب، الطرق البعيدة، المرضى بمستشفيات المدن والقرى، المسافرين بالقطارات، المهاجرون في المنافي، المعتقلون السياسيون، الأطفال؛ استشرت حمى الفرح والصراخ، توحَّدت المشاعر بالمدينة، وكأنها جسدُ رجلٍ واحد، غارقٍ في نصرٍ عسكريٍّ كبير، فرحٌ لا تقوى عليه الأجسام، فترقص وتترنح وتنطط، وتقفز، وتقبّل؛ فرحٌ فوق طاقة الجسد، والقلب: قَفَزَ الفوراي، والدينكاوي، والفلاتي، والجعلي، والشايقي، كلهم، أجمعين، وحدة شعور أعترى الجميع....
    ****
    يالها من إعادةٍ بالتسجيل البطئ، الشاشة تجترُّ الهدف ببطء، أكتفت الكاميرا بأرجل اللاعب وهو يسعى نحو الكرة، الشاشة كلها مليئة برجليه، وهي تتهادى ببطءٍ كبير، وكأنه رائد فضاء يسير الهوينى في القمر، ومن قال غير ذلك، أسنان (الكدَّارَةِ) تغوصُ في الحشائش، عشبٌ طريٌّ يتطاير كرذاذٍ أخضر، اقترب من الكرة، ثم قمزها بطرف حذائه، من قعرها من الناحية اليسرى، الكرة تحلق ببطء، كبالون أطفالٍ رزينِ الحبوِ في أديم السماء، تلفُّ حول ذاتها، كدرويشٍ ثملٍ من لوامح الخَطْف، تلفُّ وتسعى وتعلو، تظهر رؤوس لحائط الخصم، وهي تنظر بحسرةٍ للكرة التي ألتفت حولهم، كصقرٍ ماكر، كانت الكرة تلفُّ وتسعى بصورةٍ مقوسَّة، كـ(موز كسلا)، نظرات حائطِ الخصم تبدو كمسافرٍ عجولٍ فاته القطار، الكرة ترتفع أكثر وأكثر، يبدو الحارس في الزاوية البعيدة، يجري نحو الصقر الجلديّ المقبلِ نحوه، لقد رءاها، كانت مندسةً خلف الحائط، وها هي تباغته من حيث لا يحتسب، ثم يقفز نحوها، اتخذت الكرة شكل الصقر، صقر الجديان، وصوَّبَ الصقر عينيه الحادة نحو هدفه، أيدي الحارس تسعى لاحتوائه، والصقر يسعى لهدفه، الأيدي تقترب والصقر يسعى واثقاً، كادت الأيدي أن تمسَّهُ، وفَلَتَ صقر الجديان، الحارس ينظر خلفه بحسرةٍ وهو معلَّقٌ في السماء، يديه قصيرةٌ، مهما طالت، وتهادى الصقر في المرمى، اختار زاويةَ التقاءِ القائمةِ مع العمود، أصعب الخيارات، وهو لها، تهادى أكثر في المرمى، نظر خلفه للحارس، وغمز له كالأطفال (شُفْتَ)، ثم مضى ملكاً نحو الشبكة، مسَّ خيوطها البيضاء، بل دَفَرَها أمامه، انبعجت الشبكة أمام قوته، رسمت شكل ثدي أنثى، حلمته هي الكرة الجلديَّة، التي أرضعت الجميع الفرح، والأخوَّة السودانية الأصيلة.
    ***
    تحول الوطن لجوقة عرس، البراميل والصفائح وسطوح الباصات والأبواب تحوَّلت لطبول، تقرع فيسمعها الجن والإنس، الحيوان والجماد، كرباب إسماعيل الوليّ، كزغرودةِ سلميان الزغراد في جبل اللبيايور، طفلٌ سحب كمَّ قميصه وكوَّر قبضته اليمنى، ووضع يده اليسرى على عضلاته. أربعة مساجين أرخوا آذانهم على الحائط كي يسترقوا السمع لراديو في الشارع المقابل، محكومٌ عليه بالإعدام، ظلَّ يقفز ويقفز في زنزاته، "زاهداً فيما سيأتي، ناسياً ما قد مضى"... ياله من حماس، يالها من طاقةٍ كامنةٍ في هذا الشعب..
    ***
    مرت زغرودة النصر بملابسٍ مشرورةٍ على الحبال، ببئرٍ مُظلم، بسمكٍ يسبحُ في النيل، طيورٍ نائمة، صحارٍ ووديان، مريضٍ بالطابق السابع مسوَّرةٌ رجله بالجبس، بائع تسالي. سَرَتْ من قلبٍ لآخر، من ضلوعٍ لحنايا، سرى الفرح في جسد الوطن كله، سحابةٌ خُلِقَت من غيم الفرح ونغم الكبرياء، ثم أمطرت على حقول الوطن كله، بلا استثناء.
    ***
    قهوةٌ متواضعةٌ في طريق الشرق، بين هَيَا وسِنْكَات، أكثر من 17 مسافر ومقيم وتاجر، رؤسهم تتجه نحو قبلةٍ واحدةٍ، نحو طربيزةٍ خشبيةٍ فوقها تلفزيون أبيض وأسود، وبداخله كرةٌ جلديةٌ صغيرة، ماكرة، يمتلئ بطنها بالهواء والإكسير، والعجب..
    سجل العجب قون، وفرح من في الملعب، أو الشارع، وظل المذيع يصرخ ويصيح قووووووووووووووون، حتى بُحَّ صوته...فعلاً، (العجب العجب العجب)، فقد وضع المقاتل سلاحه، والسكير قزازته، والحرامي مهمته، كلهم ذابوا في عشق الوطن، لم تعد هناك جدوى من البندقية والخمر والسرقة، كانت لحظاتٍ ثمان لشعور الوطن، ياله من تآخٍ عجيب، فالوجدان واحد، فعلى الحكمة (السياسية/الدينية/الاجتماعية)، أن تصل له، برصده، ومعرفة طريقه، كي تتفتق مواهب وطن عظيم، وينعم بنعيم الاختلاف، لا جحيم التشابه، كما يحلو، لصديقي وأخي محمد الربيع، قوله!!...
    *****
    (ذكرى قديمة) ويالها من ذكرى، كنت وبمحض الصدفة في حي الموردة، حين فازت الموردة بدوري السودان، ماهذا؟ (ليت القلم والوقت يسمحان بتصور تلك الفرحة الخارقة، والعرس الجماعي لحيّ الموردة العجيب)، كل ما أذكره، أنني دخلت بيت لا أعرفه، وشربت شاي، وفتحت التلاجة، ورأيت فتيات الأُسْرَة بقمصان النوم، والأب يصفِّق، والإبنة تدقُّ في صفيحة، وأخوك في ضلفة الدولاب،، والنفوس جذلى، ولا أحد، في زمرة الفرح في قلبه مرض، أو حزن، أو ضغينة، الجميع قفز فرحاً، الجائع وذو الكرش المنتفخ...
    هل قلت لكم، ولأن السهر طال في حي الموردة، وعساكر الطوارئ يسدون الجسور، أخرجت لي الأسرة سرير، ونمت قرير العين، شاكراً كرة القدم حيث كانت، فبركاتها وسرها يعلمه الله وحده، فهي تُسعِدْ بالتساوي، كشمسٍ من فرح، تشرق على الفقير والملك والمريض، وتدخل البهجة، والحس الوطني، والكبرياء وإلى يوم الناس هذا، علاقتي بهذه الأسرة تفوق الوصف: (حاجة سعاد، وحسن والحسين ونهى والمرحوم "صالح")...

    هامش لابد منه:
    1) أخوكم هلالابي متعصب سابقاً، والآن من أنصار (اللعبة الجميلة)!..
    2) إلى الآن لا أعرف إلى أي قبيلة ينتمي (العجب)، سوى قبيلة الإبداع، وكفى!!.
    3) هدف ماردونا في انجلترا كان محاضرة في الخيال والذاكرة والموهبة الخارقة.
    4) (الأغنية التي استمعت لها في خمس دقائق، خُلِقَت من معاناة شهور طويلة)، نجاة الصغيرة، وكذا الهدف



    نُشر بصحيفة الأحداث، الملف الثقافي، تخوم، 21 مايو 2008م
                  

06-17-2008, 09:12 PM

د.عبد المطلب صديق
<aد.عبد المطلب صديق
تاريخ التسجيل: 12-23-2006
مجموع المشاركات: 827

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    اهذا الذي يكتب هو عبد الغني الذي التقيته ذات مساء ممسكا بيراع نضر ووريقات عذراوات واعين تبرق نحو غد مامول معسول بالكلمات والسرد الجميل .
    ودي وتحياتي
                  

06-18-2008, 11:44 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: د.عبد المطلب صديق)


    عاشق كبير يترجل من جواده !!
    ما من عاشق، أو عاشقة في أرضنا، إلا وأرتوى من نهر عشقه، وتلألأ بأنواره.
    هذا (الروح العظيمة) التي لا تخبيء إلا العشق في سطوته الباذخة، يفيض ألحانا وصوتا وضياءا.
    حزين يا كرم الله.
    وكأن (الحبّ) مات !!
    هذا الذي كان يزرع في كلّ صباح وردة في شوارعنا، ويعبيء نهاراتنا بشمس وادعة، وتسيح عطوره على الأرض، تنبت الرهافة.
    (كيف لا أعشق جمالك) ؟!
    وكيف لا نعشق روحك يا سيدي يا عثمان ؟؟
    أي روح كنت؟ أي قلب ؟ أي شفافية ؟
    هل بمقدور المرء أن يعشق دون أن يمر بـ(كرمة) عثمان لينتشي بكؤوسه ؟
    ولماذا هو رحيل أمثاله موجع إلى هذا الحد.
    كأن أمثاله يختلطون بالروح، يصبغونها بألوانهم، تشف بهم، يزرعون فيها جناحين، وحين يموتون، يموت معهم جزء من أرواحنا.
    (يا ربيع الدنيا)
    تعرف، يا كرم الله، كنت حزينا جدا - تلك الليلة -، أخذت أزرع شوارع دبي جيئة وذهابا، وفي أعماقي شعور حارق جدا، كأنما قريب حبيب جدا رحل.اتصلت بـ(وردي) !!
    جاءني صوته هو الآخر مخنوقا وحزينا.قدرت إنني أعزي نفسي بالاتصال به.
    هل ثمّة خيط روحي لا مرئي يربط بين أي مبدع وآخر ؟
    هل ثمة محبة كبيرة تجمعهم ؟
    إذن لماذا نحزن كل هذا الحزن حين يرحلون ؟
    كان كهمسة، كنسمة، كنهر، كموجة ملونة، كأغنية تتفجر حنينا.
    حين أسمعه، أشعر بحاجتي إلى الحب.
    لا يمكن أن تسمع عثمان، وقلبك خال من العشق.
    ذلك الصوت الذي يغور بعيدا، مصحوبا بألحان خرافية، في كلّ خلية في روحك.يهدهدها، يلونها بالموسيقى، ويسكن هناك !
    ولم استطع الكتابة إلا الآن يا كرم الله.
    وأشعر بحاجتي لكتابة كثيرة عنه.فهو تجربة خاصة، تجربة شخصية، لي، لك، للآخرين، للأخريات، لكل العاشقين.
                  

06-18-2008, 02:56 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    Quote: الدراويش هم بقية ما ترك العشق تحمله أشواق الأناسي لمنتهي الصعود ، قيل إنهم ولدوا حين تفرع من العشق أبواب عدة ، كل يقود لمنتهى وحين كان باب مواجد الصعود إلى الحبيب منفتح على لا منتهى ، اختير الدراويش للمشي فيه . فهم لا يأبهون لطول الطريق ولا قسوة الأشواك . بل في شريعة الواجد منهجهم وهم بذا لا يتبعون إلا شريعة القلب


    يا حامد
    يا حامد يا حااااااامد
    يا الله !!
                  

06-18-2008, 03:03 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    الأمكنة
    (..)
    البحر يمرح تحت قدميها، فيما الجبل يجلل جبينها، ترصعه الأضواء البعيدة، والتاريخ المعجون في كلّ شيء:تاريخ الحروب، والحبّ، والشعر، والبيوت، والمدارج.
    فندق (الاسكندر)، عتيق، وتنمو على أطراف أصابعه أشجار باسقة.لطالما كان مأوى للصحافيين الذين وفدوا إلى المدينة في سنوات مرحها وجنونها.
    آه، البحر هناك عاشق حنون.يغتسل تحت المطر، وينبت (الروشة) قدرا وسخطا وحبا.المدينة مجنونة آناء الليل وأطراف النهار.تصحو باكرا، وتهرع إلى البحر حافية القدمين.إنها خلقت للحبّ والشعر، وكلما ماتت، بكاها العاشقون، وأنبتوها زهرة من جديد.
    الصبايا الفاتنات، والشبان مقبلون على الحياة، والشيوخ.يعبون من ينابيعها في (عين المريسة) و(زنقة ميكايل) و(الحمرا).صار مكاني المفضل (بيتيه كافيه).حبات المطر تسيل على الزجاج، وتضوّع البحر بعطرها الأزلي، عطر الخلود.
    المطر هناك، كما في (أديس أبابا) له سحر خاص.مطر له روح، وموسيقى ووقع.
    ودائما، ثمّة فتيات يتقطرن حلاوة، يدخنّ النارجيلة، ويلهون في مرح.يرمين شعورهن الطويلة الملونة خلف ظهورهن، ويجلن عيونهن الجميلة في أرجاء المكان الهاديء صباحا.الصباح هنا لا يشبه أيّ صباح.الفتيات يصبغنه بألوانهن وهمساتهن وعطورهن.
    كنت أتجه صوب (الحمرا) حين توقفت بسيارتها، ودعتني إلى الصعود.
    :عا وين ؟!
    :الحمرا، بس شكرا أنا أحب أتمشى !
    : وينك، المكان كتير بعيد، انت شو غريب ؟!
    :نعم !
    :سياحة ولا شو ؟!
    : لا شغل !
    كان بوسعي أن أرى عينيها الفاتنتين وراء النظارة الشمسية.راحت تطلعني على الأماكن.
    :هاي ساحة رياض الصلح، وهاي السراي الحكومي.حضرتك من وين، السعودية ؟! أنا رفقاتي عم ينطروني عا الغدا في المنارة، وإلا كنت عزمتك عا الغدا، بس بسيطة راح نتغدى ولا فالل هلا في يومين ؟ أنا اسمي بولين.
    شارع الحمرا يفيض بالمقاهي.لربما كان نزار يجلس هنا، وربما ألتقى بلقيس هناك.ومظفر أكيد مرّ من هنا، وغسان كنفاني أختبأ وراء ذاك الجدار، ودرويش تلفت كثيرا هنا.أكيد، كمال عدوان دخّن في هذا الركن، ومرقت السيارة التي تقل خليل الوزير بسرعة جنونية في هذا الشارع.وكمّ تأمل كمال جنبلاط هذه الأبنية العتيقة، وربما ألتقى بشير الجميل عملاء الموساد خلسة داخل هذا المبنى.
    مدينة الأسرار: أسرار الحرب، والعشق، والأشعار.
    آه، هنا مبنى (النهار).هنا مبنى (السفير).
    :هيدا مكتب الأستاذ أنسي الحاج !
    المثقفون هناك يديرون حوارات حول كلّ قضايا الكون، و(لا يهربون من وجه قضيتهم).مكتبه يعج بالوجوه والكتب.ودود وعميق، وفي عينيه حزن وجودي متسع.
    بولين تتصل على الغرفة في الفندق.
    :شو رايك في عشا الليلة؟!
    :تحت أمرك.
    السيدة نادرة الحريري إمرأة في غاية اللطف والوداعة.تأخذني إلى مطعم (أوتار) و(نهر الفنون).لكن بولين لا يلائمها ذلك.تنتظر في سيارتها أمام الفندق إلى الرابعة صباحا.تبكي.نخرج متوجهين إلى مقهى نحتسي فيه القهوة.لا بأس بـ(بيتيه كافيه)، فهو مكاننا المفضل.نشاهد طلوع الشمس هناك، ويعنّ لنا أن نتمشى قرب البحر.
    المدينة تتنفس الحب.في كلّ زاوية عاشقان.وفي كلّ ركن قصيدة !
    وفي كل عاشقين: بيروت.
    الجمال مزروع في حجارة أبنيتها العتيقة.(ميشيل) تجاوز السبعين، لكنه يدب بنشاط، كلّ صباح.يعدّ القهوة، بعد أن يلح في أن أذهب معه إلى بيته الذي يقع أسفل طريق منحدرة، وتتوسط فناءه الصغير، شجرة رمان عتيقة.يعيش وحيدا على ذكريات الحرب والحب.يشاغل المتقاعدين الذين يتسلون بلعب النرد، ويراهن على سباقات الخيول.
    في ليل (جونية) تتلون السماء بأصوات وديع الصافي وصباح وفيروز وجورج وسوف.
    إنها مدينة فيروز !!
    (علي) قادني إلى (حارة حريك) و(صبرا) و(شاتيلا).أسهر أحيانا مع بولين التي تولت تعريفي بكلّ تفاصيل المدينة.
    مدينة يذوب في عينيها السكّر.يداعب البحر قدميها.يدفئها الجبل.تنعس آلاف النجوم في ليلها.تجيد الفرح، والعشق على الرغم من حزنها.
                  

06-18-2008, 03:05 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    الأمكنة
    (..)
    حزينة، ورثة الثياب.على جلدها المتغضّن بقايا نعيم قديم.
    إنها على نحو ما، تشبه بطلة (كزانتزاكس) التي أشفق عليها (زوربا) فروى ظمأ جسدها، لكن عينيها ظلتا معلقتان في البعيد، تسترجعان ذكرى عشاق متشاكسين مروا على روحها وجسدها، ثم ماتوا.
    مدينة حزينة، ولا مبالية.تعيش ذهولها الخاص.
    بأظافرها المتسخة، تكشط على مهل، علبة التبغ، وتدخن (البرنجي).
    هنا، عشاقها الكبار.غوردون، وكتشنر.المهدي، وعلي عبداللطيف، لي ستاك. تحنّ إلى عشاقها ودروبها:سبت دودو، عثمان حسين، العبادي، عتيق، المحجوب، زروق، مبارك المغربي، البربري، إيتنيه، 2، 3 ، مشرقي، كوستا!!
    لقهوتها الصباحية، وشغبها الجميل.
    أحبّ هذه المدينة العاهرة.أحبّ حتى عهرها وجنونها.
    أحبّ بذاءتها، وروح المقاومة في أعماق عينيها، وأشتهيها.
    هي عرش الشهوات.عرشها، حين يطيّن المطر دروبها، وينعش أشجارها.
    أحبّ اللبخ الذي تساقط شعره وأسنانه.
    و..تغني:
    (أين تصوفت وجسمك ينضح لذات خضر
    اسكت.. كيف تخمرت وانت من الطين الفج
    وتعشق طلع الصبح ولا يؤنسك الليل بلا جسد
    تتركه في الصبح
    تنوح الاغصان عليه وبالضدين يضيء
    تقول: دخلت حدوث الضوء
    في العام الاول كان الضوء المألوف
    وبعد...وبعد..
    في العام الثالث كان الضوء المستور
    وبعد..
    وجاء ظلام اطفأ كل قناديلي حتى الموروثة منها
    اذ ذاك تلمست طريقي)
    آه: ظلام !
                  

06-18-2008, 03:07 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    الأمكنة
    (..)
    عشبها الأخضر، وينابيعها، ونعاسها الليلي !
    مطرها الداخلي، وموسيقاها.
    وعيناها: بركتا العسل، وينبوع الكون.مذبح القرابين، وفورة الصبا.
    والصمت! الصمت إلا من كلام كثير يضيء الليل، ولا ينام.
    كلام بلغة الحلاج.يطوف بكعبتنا.يصغي، يدور، وكالحلبة التي تفيض بعاشقي جلال الدين الرومي، يضرب طبله، ولا نفزع.
    الكون:شوق !
    والشوق لا يفسّر.الشوق إلى المكان/الروح.
    هذه المتاهة الدائرية التي تقودك منك إليك، وإليك منك، فتتوّحد، وتنعتق، فتفيض فيوضا إلهية.
    يا إلهي، أهذا كله مكان !!
    أهذا، الذي يغمر ذاته بزيت الزهر، ومصابيح العشق، وأقماره، هذا كلّه ..مكان !!
    الأبنية القوطية التي تتسلقها النباتات الخضراء التي تنبت الورد الأحمر، الأبنية المكسوة بالعطر، وجداول الماء المجللة بالطحالب الطيبة، والأبواب الخشبية القديمة، والجسور الرقيقة، تحت سماء مزركشة بالطيور. الدروب الضيقة المرصوفة بالحجارة، تشبه دروب روما، والشبابيك المشرعة على بحر من النور. والعشاق في أرجاء المكان، ترفرف أرواحهم، وتغني.وفي الليل تضيء بالعشق.أضيء.
    وترقص !
    لترقص الأكوان كلها.تتثنى، تتثنى الأنهار والسماء والأشجار.يتثنى الهواء، والموسيقى. تشهق، تنتشي، ينبت جناحاها، من عمق الروح، وتشع عيناها بالأسرار.تشعان عشقا وجمالا.
    أوقد قنديلين وأعلقهما على عينيها.يتمرجح الأطفال على عينيها.تحطّ العصافير على عينيها.ينبلج الصبح من عينيها.
    وتنام !
    تنام مطمئنة في حضن الأشواق العاتية، ولا أنام.أهدهدها، وأغني بلا كلمات.يغني قلبي، ثمّ يخلع نعليه، ويتسلل إلى مخدعها.يلتصق بها، بروحها.يروح يرسم على جدران روحها.كمايكل أنجلو، معلق على سقوفها، يزيّن كاتدرائياتها.يدسّ أسراره كلها. و...
    (يا حلاة ليلا معاك ما درنا يصبح
    ويا حلاة صبحا تكون انت المصبح)
    أذوب في بهو روحها.وأدوخ !
    درويش في طريقها، وفانوس أطفأه برده الأزلي، لا توقدني إلا هي.
                  

06-18-2008, 05:37 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    __________________

    سلام يا شباب . خالد عويس كيفك؟

    معليش يا جماعة كلامي حيكون خارج الموضوع، بس نداء للأخ عبد الغني كرم الله.

    قبل شوية جاتني الرسالة دي من البروفيسور خافيير لوفان بيسأل فيها عنوان للمواصلة معاك:


    Quote: Dear authors

    The French editor Astier accepted to publish the collection of Sudanese short stories that I presented to him. It will contain short stories by:
    Ahmad Al Malik
    Rania Mamoun
    Abdelaziz Baraha Sakin
    Shawgi Badri
    Stella Gartano
    Hisham Adam
    Abdelghani Karamallah

    But the book will be issued next year, in 2009, so we'll have to be patient up to there. By the way, Abdelghani Karamallah was the only author I did not contact, does one of you have his email address?


    Best Regards

    Xavier Luffin

    أرجو من الأخ العزيز: عبد الغني كرم الله، مراسلة البروفيسور خافير لوفان للأهمية

    تحياتي للجميع ومتابعين معاكم هذا الخيط في هدوء
                  

06-18-2008, 06:14 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: هشام آدم)


    هشام ..مرحبتين حبابك
    وألف مرحب بالصديق بروف لوفين.هذا الرجل يسدي خدمة جليلة للآداب السودانية.
                  

06-18-2008, 09:04 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    خالد عويس..عبد الغني كرم الله..كل المجانين فقراء الزاوية المنسية..
    ساعات قضيتها وانا اتابع هذا السخاء..فاحسست بالمجاعة وبانت لي غربتي..

    نفس الكوة يا عويس استفزت انساني وباغتته بالمشاهد الملتبسه..حقيقة لم
    افكر في الغاية.. تابعت ذلك البصيص المضلل "ابو فانوس"..ففقد مسربي
    في فيافي تتقاذفها العواصف..- لا انسي قادني قون عبد الغني
    الي هذا المكان-
    تابعته من مدينتي..فانغرست شوكة في القلب .. شوكة رائحتها
    خفيفة وناصله مثل نبات الصبار..لكنها تتركز كلما احسست بالألم ..
    شوكة تحسها ولا تستطع ان
    تملس عليها بحواسك ..تغافلك في تلك اللحظة اياها..لحظة انسكاب ماء الوجود
    علي الروح..لحظة الهروب المستمر من عينة الأسئلة المطروحة في كتابات عبد الغني
    كرم الله او نصار الحاج أو انت نفسك في مستهل هذه الكتابة الحارقة..
    بتلك النظرة القلقة لا على مصير الإنسان والكون..
    ولا حيرة الوقوع بين العقل والتراث
    ولابين الشك واليقين من جدوى العالم..ثم نسوخ كلنا أو معظمنا في ذاكرة الطين
    الأول ..الصلصال..نقلب بعضه ونبحث عن مخارج..نعادل انفسنا كمكافئ لموسيقى
    البدء..تسلسلنا في التراث..ونعبر فوق العقل بتماه متجدد..يا خالد
    ويا عبد الغني..عجزت عن تفسير المحبة ..في صورتها عند العبيد ود ريا..
    "الماعندو محبة..ماعندو الحبة" حاولت تجريدها من بعدها العرفاني..
    لتخرج عن نطاق القيد..عن شرطها الصوفي..بعدها التأريخي كملازم للنبوءة..
    لنفسح لها حيزا عقلانيا..يشخص
    فيها البصر بفستان آخر..فستان يتحرر من سلطة الأخضر..فستان لا نفصله على
    مقاس الأشياء..بإدراك التسليم..لنواجه حقيقة التناقض النسبي حول الإنسان..



    لكما التحية هذا البوست متخم بالجمال
                  

06-19-2008, 10:32 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)


    عبدالمنعم
    كتابتك كتابة "عاشق" كبير أترع من كؤوس "العبيد ود ريا"، الله : الما عندو محبة ما عندو الحبة !!
    هذا (إنجيل) محبة وعشق.
    تبدو لنا غربتنا بشكل مكثف، ظلمات بعضها فوق بعض، هل نتآلف معها ؟
    هل هي - بكل تجلياتها ووخزها - دافع من الدوافع الرئيسة للإبداع؟
    كم هو كرم الله مثلا مغترب عن كل شيء، ومنتم - في الوقت ذاته - لكل شيء.
                  

06-19-2008, 06:12 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    وكانت الأمكنة ياعويس..الأمكنة تجثو في حيز قبل الزمن..تفرض عليه
    شرطها ..تهبه درجة الوقت والحرارة.. لأن الزمان يتجلى بها..هي من
    تحدد نسبيته ..كذلك الضوء والطاقة..والسرعة..كيف لنا ان نتخيل
    السرعة بدونها..الأمكنة تحدد مسافتنا من الأشياء..وتأريخنا لذلك
    تجدني اتوحد مع "غني" في جغرافيته..الم تلاحظ ذلك في كتابته ..عبدالغني
    لا يفترض ان يكون الزمكان متحدا في جنونه..كما الدرويش يهيم دائما
    في بحثه عن الأمكنة...لأن الزمن لعبة غبية..لعبة افتراض بين القديم
    والجديد ومع ذلك فالمتجدد هو المكان..حتى الذاكرة نفسها تجنى عليها الزمان

    يوهمنا باننا نسافر عبره للوراء..للماضي ..بينما نحن نسافر في المكان
    داخل الذاكرة..فويحك يا فتى ..كيف لك أن تفترع الأمكنة ثم تدخلنا في "حيص
    بيصها"..الأمكنة وحدها تملك إجابة الكون لا الفلاسفة ولا الشعراء..ولا الساسة
    حتى القوانين لا تأخذ حيويتها بدونها.. شفرتها ورمزيتها..حتى الصوت ودلالاته
    ومعانيه هو انعكاس للأمكنة..


    شكرا خلد هلى الأمكنة
                  

06-19-2008, 11:06 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    Quote: تبدو لنا غربتنا بشكل مكثف، ظلمات بعضها فوق بعض، هل نتآلف معها ؟


    كيف التآلف يا عويس..الظلمة اقسى مرحلة من الإذلال..لا تر فيها
    قلب أخيك ..تتمركز فيها الذات تجعلك محورا في محيطها..تمشط الروح
    بسديمها..فتغيب الأمكنة.."والغربة حاره وحاره"..مع الظلمة يتجمد
    الكون يلف الدرويش حول نفسه..حتي لا يفقد المكان..الحركة.. نراه
    يفعل ذلك كلما احس بالغربة..يصبح فلكا متحدا مع نفسه..ينجذب نحوها
    صمدا ليرى العرش.. ليرى حزمة الضوء الإلهي..ليرى الله..فيها يضيع
    كنتور الأشياء..ويفقد عبد الغني حالة الظل الملازم..في الظلمة
    يستقر المكان فقط في الذاكرة..لا يضئ من حبيباتنا غير الجنس
    حالة للتملك الأخير..في الظلمة تغادر الروح الجسد تبحث عن مكان
    متخيل عن افتراض.
                  

06-20-2008, 08:51 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    أمكنة يطل عليها القلب فيحس بالوجع..الم تر كيف فعلوا بها?

    حزين انا ياغني..حزين ياعويس..في مكان ما يصفعونها..
    أليس الإنسان مكانا يستوعب الروح?
                  

06-20-2008, 10:45 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    عبدالمنعم
    بالله عليك لا تكف، فهذه روحك هنا تسيل دموعا وتنبت زهرا وأمكنة.
                  

06-21-2008, 10:17 PM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    ....

    الشخُوصُ أمكنةٌ و الأمكنةُ شخوص، يتسعُ الفضاءُ بمن حوى و يضيقُ بغيابِهم عنه ... فالرحابة حضنٌ دافئٌ و الأسر ما عدى ذاك الدفء ...
    المكانُ مرهق! المكان قيدٌ إضافي ...الحضور أعمق، الحضور حالة تـلتـبِسُني في مواسمِ شوقي له ... الحواسُ منتبهةٌ ، تتشابى على أطرافها في انتظار مجيئه لتُؤذِن بالرقص...
    الحواس؟ مرهقةٌ هي أيضا! تستدعي بعضها البعض ...تتنادى لنقطةٍ ما، في منتصفِ الشعور ..مصغية ... تحدقُ في بقعةِ الضوءِ النابعِ هناك ...الحواسُ عبءٌ أكبر ... أغلالٌ ...لا احتاجُها... احتاجنُي فقط .. و احتاجهُ ..أحتاجُ إدراكِي للحظةِ و الحواسُ تعيقُ ذوبانِي في حضْرِته، أنزعُها عني كلما اقتربنا،أزيحُها عن طريقي، اتعثر بآخرها ... أُرْخِيها وأنهي مراسمَ الدُنيوية .... المكانُ لا يَعنيني! المكان تربة ، وجِدَت لتَشهد تمازجنا فقط ... نَنْبت فيها... نَنْبت منها .. نَذُوب في الضّوء ...نَذُوب كَمِلح البّحر... سَنرَوي المكان بنا، سننثرُ طَيفَنا على الجدران ... سَنكون في كل مكان، فنحن المكان! سَنُجرّد المكان من سلطتهِ علينا، وما المكان إنّ لمَ يجمعنا؟ كومةٌ من أثاثٍ و جدرانٍ حُبلى بالأسرار! ما قيمة الزمانِ بلا لقاء لنا نَمْهُرُه بشوقٍ ارتوى و نُحِيلهُ لرصيدِنا من الصبر لفراق آجل؟ الوقت نحن و المكان نحن! قد تتآمر الأمكنة علينا ... كما الحواس! تُشرع نوافذ الشوق و تغيظنا متى عز اللقاء، ولكني أراهُ بالعشق الكامنِ فيني، فهو مني، يسْري مني مجرى الدم، وهل أرى دمي لأعرفه؟ هو مني كالروح، وهل الروح تُرُى لندركهاا؟

    ******

    له وحده...
    بك استغنِي عن الحواس، و اتنازُل عنها لمن يطلبها ...
    وانت يا سيدي أراك، اسمعك، انطقك، المسك، استنشقك بالبصيرة !
                  

06-22-2008, 07:53 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عزاز شامي)



    عبدالمنعم أخوي...

    أتأمل كلماتك وفي القلب فرح، عشقك للمكان، أم لبطن الأنثى، وخدها، ونعومة الطمي في الجروف، وذلك المجري الغريب الذي يفصل نهدي المرأة، وبإتقان ومجون عجيب، وتلك الواحة التي تمسى مجازا (سرة)، مشغول هذه الأيام بذكاء الجسد الإنساني، وسحره الصموت، وحجه من بيوضة بحضنها حيوان منوي لفتاة ساحرة، وفتى جميل، متخذه مجرى شاعري، وموسيقى، كي تبلغ هذا المقام من الفرح والذكاء والروح، كالنظام التي فتنت ابن العربي، والطبيعة التي فتنت نساك الهايكو، والوجود بإثره الذي خلب لب الحلاج (وأي أرض تخلو منك)، كما ينشد عويس..

    الأمكنة... استرق السمع لما سطره قلب عزاز، وقلب عويس...

    أخي الأكبر عبدالعظيم كرم الله، مهاجر في بلاد الله، مثلي، ومثلكم، ومثلنا، في اجازة من الاجازات التقينا مع بعض، بعد فراق طويل، وكنا نجلس قدام بيت اخوي الاكبر، بامتداد ناصر، وقدام البيت خور، متسخ، ورمل ناعم، واشجار قامت بفوضى...

    أكثر من ساعة ونحن نحدق فيه بطرب..
    ومعا..
    وبلا اتفاق

    قلت له: ما رأيك في الخور..
    قال: والله أجمل من كل حدائق الرياض (السعودية)..
    لم؟
    فيهو حياة، النمل، وجزء من كيس مدفون، وقزازة مليئة بالتراب، وخطوط صغيرة.. وشجيرات السنة سنة..
    العرق عند الأم عطر،...

    العاطفة تعيد تعريف الاشياء، بل تمس جوهر الاشياء، العاطفة الحقيقية جعلت أقبال يقول:

    (صير الرومي طيني جوهرا، ومن غباري شاد كون ساحرا)...

    المكان سيد، ومأوى، والثلج والماء، هما علاقة الروح بالجسد، فلا ثلج بلا ماء، ولكن تعاريج اللطف، وانزلاق التمجد..
    والنجم إذا هوى، (هوى من لطف الروح اللامرئي، إلى جسد يسعى بين قريش، وبين العارفين ليوم الناس، فالموت (غبار).. لو تجلى عن ناظريك الغبار، لرأيت الكئوس كيف تدار..

    القبر، كاختيار قسري لفكر الحياة، هو انتماء للارض، للرحم الأكبر، وكل العارفين، قالوا انه (روض)، حتى بوذا، جبران، وهيسه..
    هو ذوبان في لذة جنسية، مع الأرض...(تفرح الارض حين يموت امرء، كي ينتمي لها)، بعد فراق طويييييييييل...

    يحكى ان احد الأولياء، نصح مريد له بأن يمشي حافي القدمين... كي يمس بطن الأرض، وتخاطبه بلغتها البسيطة، العميقة..(التواضع)،
    تحب الارض الاشياء الافقية
    ويحب الانسان الاشياء الرأسية..

    فالموت أفقي
    والحياة رأسية....

    وهما صليب المسيح الحديث..

    حين اسافر لأهلي في العسيلات، أرى الطريق ينام امامي بهدوء، يتعرج هنا وهناك، وهو يحمل فوق ظهره البص، لوري البدفورد، فالشارع كالشريان، كالوريد، كائن حي، يقشعر من لساتك البص، ومن فيه...
    خفف الوطء، كما قال شيخنا المعري..

    دوما، أكون مسكون بوجه المرأة..
    وذلك الجدول الصغير، الذي يشق شفتها العليا، لم؟ يبدو لي ينقل خمر اللمي لشهيق الفرح..
    ويعاتب النشوة، لم القصور، ؟....

    الطبيعة صبورة، حاذقة، تعمل بصمت، وماهلة، ودقيقة، ومستغرفة في لوحتها كفنان عبقري، مستغرق... لا تزيد أو تنقص في زمنها، الجنين تسعة اشهر، القمح ثلاث اشهر، السلحفاة 250 عام، ماهرة، لا تفكر في جريان الوقت، لأنه كذبة، ولكنها مسئولة عن الاتقان، فالزمن كائن حربائي، (مكثنا يوما او بعض يوم)، وأغنية سيدنا محمد الامين، الغريب الساعة جنبت تبدو اصغر من دقيقة، والدقيقة....

    يقال، بأن هناك رجال ما قبل عاد’ في دهش وسحر هذا الوجود، هكذا فسر ابن العربي آية (أم كنت من العالين)،...


    المدينة المعاصرة... شلت حركة الاحياء.... والعمارات آخرت الشروق، وعجلت بالغروب..



    المكان، الزمان، الإنسان، ثالوث واحد... قلب وعقل وجسد...

    الطين يسعى للإنسان، يحيل نفسه بطاطس وجرجير، ودجاجة، وخراف....


    من الصعب الكتابة عن (الأمكنة)..
    من الصعب، ...



    اخوي ابراهيم، كلماتك، ...حيوات تسعى ...
                  

06-22-2008, 11:07 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)




    عزاز، في مقام بوحها، بالمضني عليه من التصريح، أنشد لسان حالها، وقد أعاقت (الحواس)، نشوة الذوبان، فكيف السبيل:

    Quote:
    ....

    الشخُوصُ أمكنةٌ و الأمكنةُ شخوص، يتسعُ الفضاءُ بمن حوى و يضيقُ بغيابِهم عنه ... فالرحابة حضنٌ دافئٌ و الأسر ما عدى ذاك الدفء ...
    المكانُ مرهق! المكان قيدٌ إضافي ...الحضور أعمق، الحضور حالة تـلتـبِسُني في مواسمِ شوقي له ... الحواسُ منتبهةٌ ، تتشابى على أطرافها في انتظار مجيئه لتُؤذِن بالرقص...
    الحواس؟ مرهقةٌ هي أيضا! تستدعي بعضها البعض ...تتنادى لنقطةٍ ما، في منتصفِ الشعور ..مصغية ... تحدقُ في بقعةِ الضوءِ النابعِ هناك ...الحواسُ عبءٌ أكبر ... أغلالٌ ...لا احتاجُها... احتاجنُي فقط .. و احتاجهُ ..أحتاجُ إدراكِي للحظةِ و الحواسُ تعيقُ ذوبانِي في حضْرِته، أنزعُها عني كلما اقتربنا،أزيحُها عن طريقي، اتعثر بآخرها ... أُرْخِيها وأنهي مراسمَ الدُنيوية .... المكانُ لا يَعنيني! المكان تربة ، وجِدَت لتَشهد تمازجنا فقط ... نَنْبت فيها... نَنْبت منها .. نَذُوب في الضّوء ...نَذُوب كَمِلح البّحر... سَنرَوي المكان بنا، سننثرُ طَيفَنا على الجدران ... سَنكون في كل مكان، فنحن المكان! سَنُجرّد المكان من سلطتهِ علينا، وما المكان إنّ لمَ يجمعنا؟ كومةٌ من أثاثٍ و جدرانٍ حُبلى بالأسرار! ما قيمة الزمانِ بلا لقاء لنا نَمْهُرُه بشوقٍ ارتوى و نُحِيلهُ لرصيدِنا من الصبر لفراق آجل؟ الوقت نحن و المكان نحن! قد تتآمر الأمكنة علينا ... كما الحواس! تُشرع نوافذ الشوق و تغيظنا متى عز اللقاء، ولكني أراهُ بالعشق الكامنِ فيني، فهو مني، يسْري مني مجرى الدم، وهل أرى دمي لأعرفه؟ هو مني كالروح، وهل الروح تُرُى لندركهاا؟

    ******

    له وحده...
    بك استغنِي عن الحواس، و اتنازُل عنها لمن يطلبها ...
    وانت يا سيدي أراك، اسمعك، انطقك، المسك، استنشقك بالبصيرة !



    فكيف السبيل، الحواس هي جسرناله، لنا،، وهي حجابنا، ... يالها من عائق..






    كان الله، ولم يكن شئ معه، وهو على ما كان عليه..
    ...
                  

06-22-2008, 12:19 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)


    مولاتي عزاز
    مولاي عبدالغني
    ..
    العشق..!
    وكيف ذاك ؟ كيف (وأيّ الأرض تخلو منك..حتى..)، أنا يا عبدالغني، أهيم بهذه الـ(حتى) تطربني طربا لا نهائيا، وتروح روحي، فعلا، تخلع نعليها لتمس الأرض في وله. باطن الروح يتوق للأرض.يقبّلها، وينسرب في حشاشتها، كالماء، لتنبت !
    و..(لولا ناري من دمعي كنت غرقت، ولولا دمعي من ناري كنت غرقت) !!
    من قال إن العشق اليانع، فيوضه لا تتدفق إلا من بحار الحلاج والرومي !!
    يا إلهي !!
    ..
    عزاز
    العشق ؟ صديقي (إبراهيم عويس)، ذلك الكائن النوراني المضمخ بالإنسانية، كان يعشق عصاه.عصا رافقته سنين عددا.عصا طويلة، وبسيطة جدا، تشبه بساطة روحه.كنت أقول له، لمَ لا تتوكأ على عصيك الأخرى، عصا الأبنوس التي جلبتها من واو، أو العصي الأخرى التي أهديت إليك؟ كان يأبى ذلك.
    حين ينام ليلا، كانت تنام تحت فراشه.تصحو معه.يذهبان معا إلى كل الأمكنة، ويعودان مرهقين.يغنيان معا، ويصليان، ويتهجدان في الليل.هكذا كنت أحسهما.
    تخيلي..عصا ؟!
    العشق – يا عزاز – هو كلّ شيء.
    الإله، والناس، والحيوانات، والنباتات، والأم، والحبيبة، والنهر، والسماء، والحجر، والعصا.
    فأيّ قلب يخلو، وأيّ قلب يفيض؟؟

                  

06-22-2008, 03:03 PM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    العشقُ كغيره من ما نتًح من الروح، غريبٌ ثائرٌ على المألوف..
    قد تعشقُ شخصاً، شجرةً، عصى، سبحةً أو مجرد كرسيِّ مكسور ...
    أًلِفَ أبي جلابيةً بعينها، ارتداها في أيام الجمعِ و الزيارات...
    و ختمات القرآنِ و الأتراحِ و الأفراحِ
    سافر بها براً و جواً و بحراً.. و باللوري!
    ما تكادُ تتسخُ إلا تًجدَها معلقةً بمفردِها تُهفهِفُ في الحبلِ،
    ضارباً عرضَّ الحائطِ بنظامِ أمي المنضبط للغسيل و شؤون المنزل!
    تًجده جالساً بمكانٍ غير بعيد ينتظرُها لتجفْ، يرنو إليها بضيق وشوق!
    والجلابيةُ تهفُ نحوه في تآمرٍ عجيبٍ مع النسيمِ كأنّها تواسيه على بعدها عنه!
    عندما توفىَّ، لم ألمسْ أغراضهُ إلا بعد الأربعين،
    لم يكن للأربعين من سلطةٍ علي من قبل،
    ولم أعبأ يوما بباقي الأساطير ...
    وكنت أهزأُ من أرقامٍ وألوانٍ تحددُ لنا
    نصابَ الحزنَ و الرّحمةَ و تؤذن رفعَ الفراش!
    ولكني تشبثتُ بالأربعين خشية مواجهةٍ مبكرةٍ مع حُزنِي ..
    لم أعُاند وقتها (العرف و العادة) و طَاوعتُ أولَ مقترحٍ بأن لا نَلمَس مُتعلقاته إلا بعد الأربعين!
    وودت لو امتدت الأربعين أربعين عاما!
    نعود لتلك (الأغراض) ... مَسبحةُ ومحفظةُ من جلد متهرئ، جلابيتهُ المفضلة التي ارتداها يوم وفاته، طاقيته، و غريمتي، عصاه!
    أذكرُ أول يومٍ رأيتُ فيها أبي يتوكأُ عصاه، وثورتي ضد نواميس الكون،
    و قيم الوقت الغبية وقوانينه البلهاء! كنت وقتها في (البلد)
    ورأيتُ والدي يمشي بين السواقي متكأً على عصاهِ بوهنٍ وقد شارف الرابعة و الثمانين من العمر...
    خريفٌ أزهرتُُ فيه برغم الوهن الضاربِ فيه و في أمي،
    و وهبني رحمٌ منهكٌ لحيزٍ مثقلٍ بمن فيه، و حبوتُ على رملٍ الترقبِ و الإشفاق من يتم وشيك دام عشرين عاما و نيف ...
    ناديته بغضب ولم انتظر حتى يلتفتَ إلي و ركضتُ نحو (البحر) بأقصى قوة و انحدارُ الأرضِ يشدّنِي بخوف، يسْتًمهِلُني أن أعودَ إليه ..
    ولكني هربتُ كأنّ عفاريت الطينِ تُطارِدُني و دموعِي مالحةُ بطعم الخوف ...
    ركضت نَحو رحم الخوفِ، هربتُ من صورتِه هرِماً يتَوكًأُ، هربتُ نحو بيوتِ الطينِ حيث ولِد،
    أتَوسّلُها أن توقفَ سكينَ الزمن، أُشيرُ بيدي نحو الطريق لاهثةً
    ((يا بيوت! يا نخيل! هناكَ ابنُكِ الذي ربيته! انه يكبر! يشيخ! أنقِذيه! رأيته يتوكأ عصاه! أنقذيه! ألم تحويه صغيرا، شابا مترعا بالحياة؟ لم تتركيه؟! أنقذيه! ))
    لم يجب حتى صدى!
    و النخيل يهز سعفه متحسراً، و بيوتُ الطينِ تتحاشى النظر في عينيّ، وربت السعفُ على كتفي والهواء يمر من خلالي يطلب مني الرحيل،
    فقد أقلقتُ قيلولةَ تلك البيوت، و النخيل، فقد هرموا أيضاً و الضجيجُ يغّور تجاعيد الزمن، يحْفرها أكثر...
    ومن يومِها لم تفارقهُ عصاه، يبحث عنها في تَباشيرِ الصبحِ، و يودِعُها أسفل سريرهِ في نهايةِ اليوم...
    نقراته عليها تنبؤك بمزاجه، نقرٌ متتابع، غضب ..
    نقرٌ متباعدٌ، ملل ...
    نقرتين، استحسان...
    نقرةٌ واحدةٌ عاجلة، حسمٌ في أمر!
    باتت لسانه، ساقه، و رفيقة عمره...
    يؤرخ ما كان بتاريخ حملها
    (اوووه! المودوع ده قديم! ياخي انا ما كنت شلت اسايه الزمن داك!!) أمرين لا تفريط بهما، إقفال الزراير و اصطحاب عصاه!
    هي محور أحاديثنا أيضا!
    صيانتها الدورية و تغيير لُبَادَتها،
    شيطنتها حين كادت أن تزلقه بالأمس،
    حركاتها المجنونة على البلاط!
    أحالها الولف لكائن مستقل، تُنسج عنه الحكايات و تُروى عنه المآثر! فلولاها لسقط ابن أختي الصغير، فقد رده أبي عن السقوط بمدها أمامه! وهكذا، انضمت لأسرتنا،
    و بكته بصمتٍ يوم غادرنا، و اتكأت تراقبنا نبكيه، و فارقَها كما فارقنا ... و الآن، كلما اشتد بي الشوق ...
    أحُدثها من آن لآخر،
    و أعدها بأن أحملها متى فارقني الشباب!
    أنهكتني الذكرى!
    أليس للروح من عصى تتكئُ عليها؟
    أم نحن العُصِي؟

    .....
    .....

    سأعود في وقت ما!
                  

06-22-2008, 04:52 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عزاز شامي)


    هو العشق يا عزاز !
    نبتة تتسلق تعريشة الروح.تروح تنمو من بذرتها وتمدّ أوراقها وساقها إلى الأعلى، بحثا عن حضن يعانق النور.تخضّر، وتضيء، تتفجر بالعشق حين تعثر على ألقها الداخلي في مخالطة الحياة، في وجودها، في مطالعتها صفحة السماء، ولألأء (بحسب التعبير الصوفي) النجوم، في مرور النسيم على خديها، وبللها المثير بحبات مطر..(عاشق)، المطر، هو الآخر عاشق كبير يا عزاز.
    والعشق في جانب منه، ذاكرة أبدية، لواعجنا وأسانا على (المكان) الذي غادرناه، لنهيم على أرواحنا طويلا جدا.ذاكرة متجددة، بالذي نبثه في الشكوى، والاشتياق.الاشتياق لتلك (العصا)، تلك (الرائحة)، أوتذكرين رائحة أبيك يا عزاز ؟
    أنا أذكرها جيدا.هي لا تشبه غيرها.الرائحة تلتصق بالروح.هل للروح رائحة ؟ أظنّ، فلروح أبي رائحة، وأجزم رائحة طيبة، تشبه رائحة (جروف النيل).
    رائحة تنفذ ذراتها عبر (مسام) العصا.أشمّ رائحته، ليس في الثياب وحدها، وإنما في (العصا) و(الثياب) و(الفراش)، و(الأغطية).
    أرواحنا تتسرب إلى الآخرين، إلى الأغراض.
    أجزم، قسم من روحه ترفرف على عصاه، على ثيابه، على فراشه، وحول بيته الطيني في (القولد).
    أرواحنا تتسرب، تلتحم بـ(الآخر)، تتمازج معه، تبكي في حضرته.
    لذا، فالأرواح بحر متلاطم، ومتصل.كم هي روحك – يا عزاز – ممزوجة بروحه وأرواح أخرى.كم أخذت منه، وكم أخذ منك، وكم أخذت أنت من الآخرين، والأشياء، وكم منحتك.
    والبعض يمنح روحه كلها يا عزاز، فيصبح (حلاج المحبة).

                  

06-22-2008, 07:21 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)


    في حضرة من أهوى
    عبثت بي الأشواق
    حدقت بلا وجه
    ورقصت بلا ساق
    وزحمت براياتي
    وطبولي الآفاق
    عشقي يفني عشقي
    وفنائي استغراق
    ..... (الفيتوري)

    في حضرة من أهوى، يتفتت طيني عن طيني، وتسيل روحي أنهارا.تسجد عند العرش تماما، وتتكشف أمامها الحجب.تسكر بخمر القرب، وتبكي بالنأي.
    في مفازتها، تجأر بالشوق.تروح ترسل بصيرتها/بصرها إلى البعيد/القريب جدا. أليس (أقرب من حبل الوريد) ؟ بل الوريد.بل القلب.رفقك يا محبوبي، فالإحساس يتلبس اللغة.تضحي (اللغة) زهرة وقنديلا.تضحي غمامة يهطل ماؤها السماوي عليك.تسيح روحي في جنباتك.تزهر، تحيا، و...تموت.
    بالنأي نحيا على أمل اللقاء.وباللقاء نموت مرات ومرات لأن اللقاء لا يروي الظمأ الأبدي.
    مفازة !!
    روحي..تساقط عليك رطبا جنيا.تساقط عليك نورا، فأنا نور، وأنت نور، نوري من نورك، يندغم نوري في نورك، ونضيء معا.

                  

06-22-2008, 07:50 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    حين الإمعان – بالروح – في التراث (الروحي) الضخم الذي خلّفه الحلاج والرومي والجنيد والشبلي، يقف القلب مذهولا تماما في حدود دائرة النار العظيمة التي عبروا عليها بأقدامهم الحافية، وهم يرقصون منتشين.
    كيف النار تصبح ماءا ؟!
    أهو ذاته الحنين الأزلي لأن ندوس بباطن أقدامنا/أرواحنا على الأرض/النار/الماء ؟
    و..أقف بينهم، حاسر الرأس، حافي القدمين، متهدل الشعر، نشوان، أطالع (الحلاج)، المعلّق فوقنا، ينزف، الحلاج المتوضيء بالدم، يلح (الشبلي) في السؤال، ويجيب هو، بالروح، لا باللسان.أكثرنا نشوة.أكثرنا غبطة.وكلنا، ذلك اليوم، في أعماق أرواحنا حنين لوضوئه الباذخ.
    لكن الأرواح – المرهفة وحدها – تتوضأ بعض وضوء، بالدم، كلّ ليلة، وتزفّ بشراها إلى العرش.تمسح الدم عن طينها الأزلي، فيورق، يورق، يورق.
    أقف بينهم، متجردا من خواصي الطينية، مزهوا بخواص روحي، وسرّ أسرارها، أكاد أشطح، فيزجرني المعلّق فوقي: ارفق بنفسك، فالعشق حياة، والعشق موت. كن نارا لا تؤذي حتى الطير.كن قطرة ماء.قطرة الماء عاشقة، تروي القلوب، لا تضنّ بحياتها.العشق ألا تضنّ.العشق أن تحب الحبّ نفسه.يقول: ارفق!
    ارفق، وكن عاشقا.كن عاشقا للموجودات والمخفيات.انزع رداءك الطيني، واخفض روحك، لا تزهو، اخفض زهوك، وكن زهرة تنمو على طرف الجدول، تنحني، وتحطّ عليها الفراشات الملونة، دعها ترتوي من عصير روحك، لا تزهو.
    أشطح يا حبيبي ؟؟ دعني !!
    ارفق بنفسك.
                  

06-23-2008, 12:42 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)


    الأمكنة
    (...)
    الغربة !!
    الغربة مكان.والروح - دائما - مسيّجة به، إلا إذا مسّها العشق.
    وحتى لو، ...!
    الأرواح مغتربة.والأسى العميق الموحش، كصحراء مظلمة، غير منتهية، ينهشها.
    الوجود متاهة كبرى، وهو الغربة الكبرى.
    الوجود ألم.
    وهو شوق لا نهائي - أيضا - للبدء.
    هو كشف، وعماء.
    الروح - إلى أبدها - غريبة، غريبة جدا، ولا ترتاح قط.
    كالطير !!
    تسافر وترتحل، لكنها لا تعثر أبدا على وطن.
    وكحبات المسبحة، تمضي أيام العمر تكرّ، والروح تتلفت هائمة في وجودها البارد/الساخن، بحثا عن النقيضين معا: البدء والختم.
    في البدء غربة، وفي الختم غربة، وما بينهما غربة.
    الوجود:غربة.

                  

06-23-2008, 02:46 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    Quote: سجل العجب قون، وفرح من في الملعب، أو الشارع، وظل المذيع يصرخ ويصيح قووووووووووووووون، حتى بُحَّ صوته...فعلاً، (العجب العجب العجب)، فقد وضع المقاتل سلاحه، والسكير قزازته، والحرامي مهمته، كلهم ذابوا في عشق الوطن، لم تعد هناك جدوى من البندقية والخمر والسرقة، كانت لحظاتٍ ثمان لشعور الوطن، ياله من تآخٍ عجيب، فالوجدان واحد، فعلى الحكمة (السياسية/الدينية/الاجتماعية)، أن تصل له، برصده، ومعرفة طريقه، كي تتفتق مواهب وطن عظيم، وينعم بنعيم الاختلاف، لا جحيم التشابه، كما يحلو، لصديقي وأخي محمد الربيع، قوله!!...



    حين - يا عبدالغني - يلعب (المنتخب)أو (الهلال) أو (المريخ)، فيعزف النشيد الوطني، تشعر بدموع ساخنة في عينيك.الله حين تطالع (هيثم مصطفى) أو (العجب) أو حتى (جمال أبوعنجة) أو (طارق آدم) ..زمان، حين يضع الواحد منهم يده على صدره، ويؤدي:
    نحن جند الله
    جند الوطن
    تتحفز حواسك كلها يا عبدالغني، تصهل بداخلك الأناشيد كلها.الله هذا هو الوطن.
    علمه العظيم يرفرف في ستاد القاهرة، أو تونس أو بوجمبورا، أو أي مكان.
    وهناك، في أمدرمان، حين يتدفق الناس بعشرات الآلاف إلى الملعب، ليس لأنهم يحبون الكرة وحسب، لأن في أعماقهم (رابطة واحدة) أكبر من مجرد جغرافيا أو تاريخ وحسب، إنها أيضا (تضامن عميق).
    تنتفي الأديان والسحنات والإثنيات
    لا يعود هناك (زغاوي) و(دنقلاوي) و(بجاوي) و(دينكاوي) و(أمر أر).
    فجميعهم، شاخصة عيونهم إلى الأعلى، يضعون أيديهم على الصدر، حيث القلب/الوطن:
    فليعش سوداننا علما بين الأمم !!
    الله الله يا عبدالغني
    نحن في حضرة الكرة دروايش مجذوبون لعشقنا الكبير:
    عازة ما سليت وطن الجمال.
                  

06-23-2008, 03:04 PM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    ...

    رفقة الحرف ...
    سلام ....
    لسبب ما، بدأت صباحي بصداع كوني و قرف لزجج من غربة ظننت بأني ألفتها و التحفتها طواعية ... ولم يخفف عني إلا رسالة طيبة العطر ...
    فتشت في أوراق مراسلتي مع أصدقاء الوجع ووجدت شيئا يشبه حالي اليوم، و أمسي يشبه أمس ذلك اليوم:
    أمشي مساء كل يوم لمدة ساعتين، مساء الرياض بالأمس كان عاصفا.. شعرت بالحزن على الرياح! شعرت بأنها تشعر بالبطالة! لا أغصان تحركها، لا شعر حسناوات تبعثره ، لا طرف ثوب ترفعه .. لا مياه تحركها .. ظلت تهدر مللا و ترتطم بالجدران الإسمنتية العالية لترتد أكثر غضبا... شعرت بها تدفعني بقوة و تهزني و تسألني (ماذا تفعلين يا مجنونة؟ لما أنت هنا؟ ) هززت رأسي وواصلت بناء سفينتي، ومرت من فوقي تهزأ مني لوجودي هنا! لا حل لي! فكما تحاول أنت بناء سدود تحمي روحك من فيضان الغثاء في (....) ، ابني أنا سفينة نجاتي في صحراء يابسة باتت تقتات على أرواح الناس...
                  

06-23-2008, 03:31 PM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عزاز شامي)


    Quote: أذكرُ أول يومٍ رأيتُ فيها أبي يتوكأُ عصاه، وثورتي ضد نواميس الكون،
    و قيم الوقت الغبية وقوانينه البلهاء! كنت وقتها في (البلد)
    ورأيتُ والدي يمشي بين السواقي متكأً على عصاهِ بوهنٍ وقد شارف الرابعة و الثمانين من العمر...
    خريفٌ أزهرتُُ فيه برغم الوهن الضاربِ فيه و في أمي،
    و وهبني رحمٌ منهكٌ لحيزٍ مثقلٍ بمن فيه، و حبوتُ على رملٍ الترقبِ و الإشفاق من يتم وشيك دام عشرين عاما و نيف ...
    ناديته بغضب ولم انتظر حتى يلتفتَ إلي و ركضتُ نحو (البحر) بأقصى قوة و انحدارُ الأرضِ يشدّنِي بخوف، يسْتًمهِلُني أن أعودَ إليه ..
    ولكني هربتُ كأنّ عفاريت الطينِ تُطارِدُني و دموعِي مالحةُ بطعم الخوف ...
    ركضت نَحو رحم الخوفِ، هربتُ من صورتِه هرِماً يتَوكًأُ، هربتُ نحو بيوتِ الطينِ حيث ولِد،
    أتَوسّلُها أن توقفَ سكينَ الزمن، أُشيرُ بيدي نحو الطريق لاهثةً
    ((يا بيوت! يا نخيل! هناكَ ابنُكِ الذي ربيته! انه يكبر! يشيخ! أنقِذيه! رأيته يتوكأ عصاه! أنقذيه! ألم تحويه صغيرا، شابا مترعا بالحياة؟ لم تتركيه؟! أنقذيه! ))
    لم يجب حتى صدى!
    و النخيل يهز سعفه متحسراً، و بيوتُ الطينِ تتحاشى النظر في عينيّ، وربت السعفُ على كتفي والهواء يمر من خلالي يطلب مني الرحيل،
    فقد أقلقتُ قيلولةَ تلك البيوت، و النخيل، فقد هرموا أيضاً و الضجيجُ يغّور تجاعيد الزمن، يحْفرها أكثر...
    ومن يومِها لم تفارقهُ عصاه، يبحث عنها في تَباشيرِ الصبحِ، و يودِعُها أسفل سريرهِ في نهايةِ اليوم...
    نقراته عليها تنبؤك بمزاجه، نقرٌ متتابع، غضب ..
    نقرٌ متباعدٌ، ملل ...
    نقرتين، استحسان...
    نقرةٌ واحدةٌ عاجلة، حسمٌ في أمر!
    باتت لسانه، ساقه، و رفيقة عمره...
    Quote: أمشي مساء كل يوم لمدة ساعتين، مساء الرياض بالأمس كان عاصفا.. شعرت بالحزن على الرياح! شعرت بأنها تشعر بالبطالة! لا أغصان تحركها، لا شعر حسناوات تبعثره ، لا طرف ثوب ترفعه .. لا مياه تحركها .. ظلت تهدر مللا و ترتطم بالجدران الإسمنتية العالية لترتد أكثر غضبا... شعرت بها تدفعني بقوة و تهزني و تسألني (ماذا تفعلين يا مجنونة؟ لما أنت هنا؟ ) هززت رأسي وواصلت بناء سفينتي، ومرت من فوقي تهزأ مني لوجودي هنا! لا حل لي! فكما تحاول أنت بناء سدود تحمي روحك من فيضان الغثاء في (....) ، ابني أنا سفينة نجاتي في صحراء يابسة باتت تقتات على أرواح الناس...
    البنت التي تمسك بالسيف من نصله ..
    ما هاج حزنك أم بالعينِ عوّارُ .. ؟

    .....
    معاشر الذين يشتعلون هنا ..
    ( يوجع نبتي وخز الطين ) .

                  

06-23-2008, 09:01 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: Emad Abdulla)

    Quote: أخوي...عبدالمنعم

    أتأمل كلماتك وفي القلب فرح، عشقك للمكان، أم لبطن الأنثى، وخدها، ونعومة الطمي في الجروف، وذلك المجري الغريب الذي يفصل نهدي المرأة، وبإتقان ومجون عجيب، وتلك الواحة التي تمسى مجازا (سرة)، مشغول هذه الأيام بذكاء الجسد الإنساني، وسحره الصموت، وحجه من بيوضة بحضنها حيوان منوي لفتاة ساحرة، وفتى جميل، متخذه مجرى شاعري، وموسيقى، كي تبلغ هذا المقام من الفرح والذكاء والروح، كالنظام التي فتنت ابن العربي، والطبيعة التي فتنت نساك الهايكو، والوجود بإثره الذي خلب لب الحلاج (وأي أرض تخلو منك)، كما ينشد عويس..


    "اها ياغني يأخوي..متل كتابتك دي ياها التخلي الزول يدخل جنينة حالو"

    المكان وامتداده النظري ..لحظة يكون الإنسان واقف امام سؤاله المستمر
    يجول طرفه في موكب الطبيعه الفاره..الأفلاك وتداخلها كجوقة النحل في ليلة
    التتويج..أو تسابق النطاف لحظة ابتسام البويضة..نفس النظام والحركة..
    والمدارات الدائرية..الدائرة وعلاقتها بالحركة..الحركة مطلقها دائري
    نسق محكم ولا فكاك..مجازا نفترض الخطوط المستقيمة تواطئا مع مظهرية المشهد..
    ولكن الكينونة في الحركة دائرية..نسير علي الأرض ونعتقد باننا نأخذ مسارات
    "دوغرية" بينما نتقوس مع الأرض نتابع مجالها الكروي..حتى الأفق يأخذ نفس
    الملمح..لماذا يستدير جوهر الدماغ اذا ما تجرد من التوابع المساعدة..?
    الأشكال الهندسية مهما عظمت امتداد خطوطها نحو الأبد دائري..فقط نحتاج
    الي تصغير الكون لنجعلة مثل ثمرة برتقال..
                  

06-24-2008, 02:33 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    Quote: الأمكنة... استرق السمع لما سطره قلب عزاز، وقلب عويس...



    "وحات الأمكنة ..عزاز دي قدر ماضايرت الروح عشان ماتتشعتف..من كتابتها
    ماقدرته.."

    اها ياعويس خم وصر..شوف وديتنا وين!..وجهتنا فأصبحنا امام الأمكنة..
    "عين قصاد جبل"..صخرة فوق نمله..تفوق تلك التي تغنى بها بذلك الهدوء استاذنا
    العاقب...صخرة قد تعترض "شوف " دكتور بشرى..يمتلئ بها حيز الوجود..
                  

06-24-2008, 07:00 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)



    أمكنة "حية".. جسد المرأة...

    الجسد، هذا الكائن الذكي، الخلاق، جسد الغزال، والنمر، والسمكة، و........... الرجل...........والمرأة..

    مسكون بتأمله، وسبر، جزء بسيط منه، وهيهات، هيهات، (فالجسد عارف)،... شاطر، ماهر، حاك غرائز، وخجل، وتفكير، ومكر، بنفسه، حين كان في خلوة الفكر، والآن، يقوم بالتمثيل الضوئي، والهضم، والحلم، والعرق، والجنس، والدفاع الفطري، بنفسه، وهو يسعى، (بخطوات الزمكان)، كي يتوج رحلته بجسد كامل، جميل...


    نص كتب، ولم يكتمل بعد، عن أميرة عارية، سنارية، غسلت شعرها بالنيل، وسمعن حكايات فاطمة السمحة، ...
    باسم :
    جسيم (مذكرات اميرية سنارية عارية)..
    النص طويل...

    ويقدمه الشيخ فرح ودتكتوك، حين وجد مذاكرتها، وقد رحلت،
    فأدعو، فالنص شاق، وكل ماكتبته، بضاعة مزجاة..


    إليكم جزء من النص:
                  

06-24-2008, 07:06 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)


    جسمي!!
    (مذكرات أميرة سنارية عارية)!!




    فصل المرآة.!!..


    لو لم أكن عاشقة، هل كان بمقدور وجهي أن يشرق هكذا؟!!

    رسم الحب تعبيرا على وجهي لم أره من قبل، بدأ وكأنه أسعد من قلبي، عيوني ترى فرحي، على جبهتي، وانفي وفمي وعينيي، وجنتاي تكورتا بشدة، نفخها كبالون، دم مخمور، وكادت تسقط، كثمرة ناضجة من النشوى، دواخلي الجزلى، انعكست كلها على صفحة وجهي، (كيف وسع وجهي صورة المطلق!!؟) كنعاس لذيذ، يضطرب موج الحلم واليقظة في بركة أساريري، وجهي يشع، استرخى جسدي، وكأنني نائمة، ميتة، بين ملاءة الحب وسرير العشق، حتى عدت غريبة على وجهي، أهذا وجهي؟ أهذه أنا؟، أحدق "فيني"، بلا ملل، بل مسحورة، كحمامة، أحلق فيّ!!.

    انفي، وشفتاي، وجبيني، وصدري، واذناي!!. كانت تستمع بطرب مقدس لحكاوي قلبي، وهو معتد بكنوزه، بذاته الفرحة، صار جسدي مجرد ذبذبة نقية، كياني مجرد موسيقى، يعزفها قلبي السعيد، لن أرى، ، فقد ذبت من نار النشوى!!.


    في غرفة نومي، وأنا عارية كالملائكة، يغرق جسدي في خمر الاثير، على الحائط أبيات للشيرازي، تحدق فيّ، بخط ثلث يتلوى من نشوة رؤيتي، وسجاد معلق على الحائط، طرزت عليه قافلة تجارية، ترخي النوق رؤسها لثقل الحداء، وسجاد آخر، عليه لوحة لمغني جالس تحت شجرة، وعلى كتفه كمان وفتاة مسترخية، وقد تشربت بالحب والموسيقى، وحط عصفور على كتفها المسالم، وفي الركن بخور صندل يتضوع، يتلاعب به نسيم واهن (كل الاشياء الرقيقة ترقص مع النسيم والضوء والروح)، نسيم مشبع بروائح الزهور وشغب العصافير، بمقدوري أن أرى السحب الذهبية بضوء الغروب وهي تتراخي في المشي من خلال النافذة، ولكني مشغولة بما هو أجمل، وأرق، كنت أحدق في المرآة كي أرى جمال الله، وجهي، بل جسمي كله، عين بعين، ارى جمال الله، في جسمي، أراه ماثلاً!!.

    تلاعب بي وجهي السعيد، (كم تلاعب النسيم بدخان البخور النحيف، المنتشي، والراقص العظيم)!..

    سقطت وجنتاي، أيقظ ارتطامها جرس الاستحالة، يرن ويرن ويرن، نقرات على طبل خيالي، تدفق دبيب ناعم، ناعم، ناعم في جسدي، نغم سقط في نهر قلبي فخلق دائرة شعور عميق، انداحت ببطء، وبنعومة غيمه من حرير، على خلايا جسدي، وسعت الدائرة جمسي، نغمات جسدي، ، لها لحن، ومذاق، وحدس،، شكل رخو تخلل جسدي، صار جسمي، صدى لنبض قلبي....

    إنه وجهي، بل وجهه!!. فوجئت به، حين ولدت، وحين عشقت!!.


    جسمي لم يصير سجنا، بل معبد!!، يتوقد، ينتشي، ويذوب في ألق عميق، خلقه هو، بخياله، وخواطره، وتفكيره، ذكرى قديمة، سرت كشهاب في جسدي، ارتعشت كل الخلايا، صار نهر، كل موجه تمسك بأختها، نغمة بأخرى، دو، ري، مي، فا، انفي ويدي وعنقي، وظهري، حين تحلو خواطري، يطفو جسمي فيها، يخف، يصير ضوءا، روحا، تسري كلمات الإطراء، كضوء في زجاج، تغزو تلافيف عقلي، واحشاء قلبي، سريعا، سريعا، حمامة أنا، أحلق فيّ!!

    أدرت وجهي، بصورة جانبية، ظهرت اذني، وخدودي، ووجزء منزلق من عنقي، أصابني خدر لذيذ، من سطوة الجمال، واتخذ نظري في المرآة شكل جانب، يرنو، أصاب بوخز نظرتي، بغرابتي، أهذا الجمال لي، ليتني اخرج من نفسي، كي ارى نفسي كلها، أتفرج على معجزة الجمال، كشخص آخر، معجب وموله بي!!.

    وجهي يتلون في المرأة، يعكس خواطري بصدق وعمق، عضلات الوجه أسيرة لأوتار القلب، للدهش وجه، وللحيرة وجه، وللغنج وجه، وجوه لا تحصى للذة، والخوف، والذروة، المرآة تعكس حياة سرميدة لوجهي!!.


    نمت على جانبي، تموج جسمي، من القدمين، ثم الساق، والارداف، ثم انحناءة الخصر، ثم علو الصدر، وعنقي، وانسكب شعري على صدري..

    ماذا يجري بأحشاء قلبي، دفء يملأ تجويف قلبي، دفء حسي، وكأن قلبي اتسع، وملأ تجويف قلبي، تجويف قلبي، صرت اسمع ضربات قلبي، ايقاع طبل غريب، القلب يدلق الدم في جوارحي، كخمر، صرت اسمع وقع اقدام النمل، وحركة الخواطر، وطقطقة الخيال، وروائح الحصى، الكون قلب كبير، ينبض، تلاشت الفواصل، والجدران بيني، وبيني، حيث لا وعي، ولا تصور، ولا فكره، بل أحساس عميق، مجرد أحساس عميق بالجميع، الآن، وهنا، خرجت عن الزمن، وتوقفت من جنة الآن، فردوس الآن!!

    الوجه ميزان، يزن حتى الضوء، يزن كل ما يجري بالقلب، فيعكسه، بصدق، مظهرا قدرته على التعبير على أعمق الانفعالات، الحيرة، الارتباك، النشوى، الاسترخاء، الجنون ....




    ...
                  

06-24-2008, 08:12 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    Quote: العشقُ كغيره من ما نتًح من الروح، غريبٌ ثائرٌ على المألوف..
    قد تعشقُ شخصاً، شجرةً، عصى، سبحةً أو مجرد كرسيِّ مكسور ...
    أًلِفَ أبي جلابيةً بعينها، ارتداها في أيام الجمعِ و الزيارات...
    و ختمات القرآنِ و الأتراحِ و الأفراحِ
    سافر بها براً و جواً و بحراً.. و باللوري!
    ما تكادُ تتسخُ إلا تًجدَها معلقةً بمفردِها تُهفهِفُ في الحبلِ،


    عزاز...

    في العشق ..نتصالح مع لعبة الزمن الغبية..يخلع المكان
    ثيابه ويصبح عاريا ..تتعرف الأمكنة على نسبيتها..بعد المطلق
    فتنطلق تلك الجرثومة من عقالها..ترمح بين حالة الجمود
    والحركة..جرثومة الوقت التي تبلى المحسوس..شيبة بيضاء
    تجيد التنقل مثل إلكترون..تتخلق مجالات نحسن تسميتها..
    نختارها بعناية فائقة التعقيد..نفلت من منظومتنا البسيطة..

    ونتجه صوب الحيوات..وما أصعبها الحيوات..أن يكون لك قلب
    يحتمل التناقض ..يتقبل معكوسات الأشياء وثنائيتها المحيرة..
    أن تؤسس علاقة مع الأضداد.. لتتماهى مع الممكن..
    ريشة ترسم الموت والحياة في نفس اللوحة..لسان حية يتفرع
    في اتجاهين مثل طريق في قرية..احدهم يفضي الي البحر
    والآخر ينزعك الي الصحراء..محبرة يلدغها يراع ليكتب مرة عن
    النعيم وتارة عن البؤس والشقاء..
                  

06-24-2008, 08:35 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    Quote: الوجه ميزان، يزن حتى الضوء، يزن كل ما يجري بالقلب، فيعكسه، بصدق، مظهرا قدرته على التعبير على أعمق الانفعالات، الحيرة، الارتباك، النشوى، الاسترخاء، الجنون ....



    ياسلام ياغني عليك روحك كما اديتني جقمة شاي معاك..
                  

06-24-2008, 09:25 AM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    الأرواح هنا ....
    سلام وود ...و صباح زاه، صباح أجمل من صباحي ....
    فصباحي حزين نسبيا، مطعون في الظهر!
    *****
    في إحدى أماسي الصيف البعيدة، أخبرتني من ألفت الغدر و غلبة الرجال أن حبيبها سألها يوما
    --- أين كُنت في ماضي هذا العمر؟
    فأجابته: أتسألني عن المكان يا حبيبي؟
    وأجاب لا، بل عن زمني قبلك!
    ******
    الزمن؟؟
    سأبادر بالمألوف:
    شعوري تجاهه متعادل، محايد .. لا أكره لا أحبه،
    لا ..لا .. أسحب كلامي،
    مللت المكابرة! سأعترف، أخشاه أكثر!
    في طياته يكمن المقدر، الغيب، تلك الغيمة، تلك الصّدفة، الضوء الآتي ...
    ذلك الخوف في مسبحة الذاكرين ، بعض دعاوي وبعض أمنيات ...
    خوفنا من الآتي منه يطيل السجود،
    ونهرع لتفسير الأحلام، نستسلم للخرافة، نسلم أيدينا للعرافات، وخطوط القهوة البنية ...
    الزمن سلطة عليا،
    يعاملني كنصف إنسان و نصف نبي،
    يطالبني بالتبصر، و رؤية ما وراء الحجب، و الصبر! و آه من الصبر!
    و يطالبني بالجلد على بطء مروره، كقطار محلي يجر مئات العربات،
    أراقب وجوه الركاب، أقفاص الأحلام، رؤوس الأطفال الناتئة في بحر المرور ...
    اتكئ على حافة شط آخر منه، أراقب موجه يحمل ما فاض هناك،
    ناجين و ضحايا، منقذين و هاربين! لجج فوضى!
    هذا هو الوقت،
    لحاف منقوش مزكرش الأطراف مفرود على سطح الكون...
    لا يكفي لتغطية كل الأحلام،
    تتجاذبه الأيدي،
    لتغطية الرأس، للأقدام، للقادم في الحضن الجديد،
    جزء منا سيظل خارج تغطية الزمن!
    جزء مني .. جزء منك سيظل مغمورا في الزمن!
    و استسلمت يا زمن! خلاص! سلمت بأنك بحر!
    أريد أن أعبر!
    أريد أن أعبرك .. سباحة، مشي، عوم، غطس!
    أريد أن أعبرك!
    فأنت تفصل بيني بين النهايات، آخر الشريط، إسدال الستار!
    أتتحداني؟
    إذا سأتحداك! و أواصل قض الصوف،
    سألد الغد مبكرا،
    كل بواكر أيامي!
    سألد كل أحلامي خديج،
    كلها نصف استواء،
    وسأسجلها كلها ضحايا الزمن المخيف!

    ***
                  

06-24-2008, 10:10 AM

حامد بخيت الشريف

تاريخ التسجيل: 12-28-2007
مجموع المشاركات: 49

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عزاز شامي)

    كرم الله / عويس/عزاز / أو قل جميع الأحباب :
    سلامات من الحق لأهل الحق :

    عذراً شغلتني وردات المعيش من أن اراقب دفقكم ونزيفكم ، ولكن وعداً بالعود قريبا
    هذه الأيام اكتب في سيرة ود النور (عاشق الحياة الذي جاءها بعد موت)
    أكيد حأرجع ليكم .


    محبه خالصة
    حامد
                  

06-24-2008, 10:44 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عزاز شامي)

    هي الروح – يا عبدالمنعم -، لا تدرك أسرارها إلا بالحزن الوجودي الكبير.
    الحزن الذي ينغرس عميقا في القلب – مذ نعومته – وينمو رويدا رويدا، أو قل، يزهر، ويضوّع الروح كلها ببخوره.تتراكم على الروح أحزان شتى.الراحلون، والزمن، والأمنيات المضاعة، وعذابات الإنسان، تضحي الروح ككهف محفورة على جدرانه نقوش الوجع الأبدي.
    وثمّة صهيل في الجوف، يغري بمزيد من الأحزان.
    روح ليست حزينة، روح لا تبصر شيئا.
    الفرح عابر، والحزن أصيل !!
    الروح متعبة، والجسد سجن كبير.الجسد مكان.هل الأمكنة شر ؟
    وهل كلما اتسع المكان (كاتساع الرؤية الذي يستتبعه ضيق في العبارة) لم تتجشم الروح عناء المراوحة ؟
    لماذا هي الأرواح في الصحراء – كصحراء سيدنا إبراهيم الكوني، عليه السلام – طليقة منتشية ؟ أتشعر برحابتها، أم للصحراء روح ؟
    كم أمقت المدن !!
    وكم أحبها أيضا، حين تحتشد بالأرواح.
    عزاز عثرت على بعض السر يا عبدالمنعم فـ... باحت، وويل الذين واللواتي ينشدن جهرا يا كرم الله.ويلي، وويلك وويل عزاز وعبدالمنعم.
    حتى في حزنها الوجودي الكبير، هي طربة، طربة جدا، كرابعة، كرابعة العدوية، ترقى إلى العرش، ولا تنتبه كثيرا للجمر الذي تطأه بقدميها الحافيتين.عزاز، حلّقت خارج الجسد، وامتطت صهوة الروح، تغني، تغني في الليل، وتضرب في عمق الصحراء/التيه الأبدي، تحمل على ظهر روحها، صليبها..لتعبر (الله يا عبدالغني، كلما قرأت كزانتزاكس) !!
    بمناسبة الجسد الأنثوي يا كرم الله، والصليب، كم تتأرجح روحي في حدين فاصلين، حين يصلب صليب بين نهدين نافرين.تنشأ علاقة جدلية، تخرج النهدين والصليب من علاقات المادة إلى علاقات الروح، كأنما بينهما تاريخ طويل مشترك، تاريخ العذاب والأسى، لماذا الأنثى، والصليب، يرمزان للأسى، حين يتهدل الصليب بين النهدين ؟
    كأنما هناك مسيح يرافق كل أنثى (مدركة، مستشعرة، روح) قريبا جدا من نبضها ؟
    الروح يا كرم الله تشعّ من خلال الجسد، تشع من العينين والوجه.تكاد تقسم : يا الله إنظروا لهذه الروح العظيمة، روح السنارية، أو روح الإنسان المخبوء داخل الإنسان.
    ليس للزمن معنى يا عزاز في حضرة الروح، وليس للمكان، وليس للجسد.
    ليس إلا الروح، تغازل الكون، كلّ الكون بضيائها، تتدلى من أقمارها، وتغمس قدميها في الماء المقدس، تنزّ بأسرارها، وترقص حافية على ضوء النار.
    وهي ..(أرواحنا) على هذي الحال، تنتشي، تتفجر بالحزن، تخبو، تشتعل، يقتلها النأي، يشرحها القرب، على أطراف أقدامها تروح تتطلع إلى البعيد، ترقب النهايات، تسفح أساها، تبكي وحيدة، تسكر بالنشوة، حتى نشوة الحزن، و...تتوّحد:

    يا ويح روحي من روحي، فوا أسفي
    على مني فإني اصل بلوائي

    كأنني غرق تبدو أنامله
    تغوثاً وهو في بحر من الماء

    وليس يعلم ما لاقيت من أحد
    الا الذي حل مني في سويدائي

    ذاك العليم بما لاقيت من دنف
    وفي مشيئته موتي وإحيائي

    يا غاية السؤل والمأمول يا سكني
    ياعيش روحي، يا ديني ودنيائي

    قل لي- فديتك- يا سمعي ويا بصري
    لم ذل اللجاجة في بعد واقصائي

    إن كنت بالغيب عن عيني محتجباً
    فالقلب يرعاك في الإبعاد والنائي
    (الحلاج)
                  

06-24-2008, 10:58 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    ويقول، قدسّ الله أسراره، مولاي الحلاج:

    سرالسرائر مطوي بإثبات
    في جانب الأفق من نور،بطيات

    فكيف والكيف معروف بظاهره
    فالغيب باطنه للذات بالذات

    تاه الخلائق في عمياء مظلمة
    قصدا ولم يعرفو غير الاشارات

    بالظن والوهم نحو الحق مطلبهم
    نحو السماءيناجون السماوات

    والرب بينهم في كل منقلب
    محل حالاتهم في كل ساعات

    وما خلوا منه طرف العين- لو علموا-
    وماخلا منهم في كل أوقات

    تطربني حد السكر – يا كرم الله – الموسيقى في شعره.موسيقى كونية تأتي من عمق الروح، لا اللغة.موسيقى تحسها في قلبك، تغسله وتشعل قناديله بالعشق. أمن فراغ قالوا: حلاج المحبة ؟
    المحبة في أروع صورها.كأنما كل حرف، وضوء بالدم.وضوء العشق.
                  

06-24-2008, 12:47 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    asfsdgs
    الأمكنة
    (..)
    المـوت !!
    كنت أدخن، وأكتب على ضوء مصباح بعيد، في حديقة المستشفى العسكري، في "الرياض".الحق، إن قلبي كان مقبوضا من الليلة الفائتة.حزن لا أعرفه، ينكش جدران القلب، ويوخز حبته.كانت كتابتي ذاتها تتقطر حزنا، وأنا ألاحق – بصعوبة – رابعة في بيدائها ومتاهتها الروحية وتساؤلاتها المؤرقة.
    أكتب/أنزف.
    هالني ما طالعته على وجه (كمال) وهو مقبل ناحيتي.وجهه ممتقع، وعيناه في غاية الحزن.تركته، ظهرا، وهو يتحدث في السياسة والفلسفة، ويمني النفس بزيارة كلينا لمكتبة "جرير" قريبا.
    تعثرت الحروف على شفتيه، وهو يقف قبالتي.أدركت فورا أن الأمر الذي كنت أخشاه طوال عمري، قد جرى.خرجت العبارة بصعوبة بالغة من فمه، وراح يخفي دموعه.
    وأنا، كلّ ما كنت أفكر فيه، هو أنني لن أراه مطلقا مطلقا !!
    هذا (المطلق) الرهيب دائما، هو ما يزلزل أعماقنا.
    لم أبك، وتلك كانت (خطيئة) رهيبة، لكن، ربما، البكاء يمسّد الروح، ويغلفها بـ(آفة) النسيان، بعد حين.
    من تبكيهم، بمقدورك أن تنساهم.
    من تحبس دموعك من أجلهم، يضحون نقشا غائرا في الروح، ينزف مدى العمر.
    وأنا ؟
    كانت روحي تصرخ في صحراء لا نهائية.تركض – كحصان وحيد – مسافات قصية، ولا تعثر على نهر أو سهل.أجزم، كل الأرواح الهائمة منذ الأبد، سمعت صراخ روحي، وصوت تحطمّها.
    بعض الأحزان فجّة، وبعضها نبيل، وبعضها في غاية النبل.
    حزن لا يجرح الآخرين، تخفيه عنهم، تدسه بمشقة في أعطاف روحك، لينمو – عبر الأيام – كتعريشة من الغيم.حزن يجرحك وحدك، يرسم الحزن على عينيك، يطبعك بطابعه، يلبس روحك السواد أبد الدهر.
    ذهبت معه، شربت كوب حليب دافيء، وصليت ركعتين.كنت من الله قريبا جدا.
    كنت منه قريبا جدا.
    وأثناء السجود، شعرت أن روحي تطلّع من عينيّ، فرت دمعات، كفكفتها، ورحت أدعو.
    صليت صلاة مختلفة: يا إلهي، أنت تعرفه، تعرف طيبة قلبه، ووداعته، وحبّه للأطفال، لك، للناس، للطير، والشجر، يا إلهي، أعرف أنك تحبه، تحبه كثيرا، للسجايا التي غرستها في قلبه الكبير.وتعرف أن الناس يحبونه، وأن موته كم سيحزنهم، فتلّطف به.
    هو، بين يدي عزيز مقتدر، وأنا بين يدي حزن قاهر.حزن، أدركت أنه سيبقى مدى العمر.
    ومتى اللحاق بك ؟ فالدنيا ما عاد لها طعم، والحياة – بدونك، بدون كلّ تلك التفاصيل – لا معنى لها.
    الليلة الأولى:
    أفكّر..منذ مولدي، هي الليلة الأولى التي أنام فيها وهو غير موجود، لا في المدينة، ولا في القرية، بل، ليس موجودا في الحياة، وإلى الأبد !!
    ليس بوسعي الآن أن أحكي له، وأن أشمّ رائحته، وأن أعود إلى القولد فأحضنه.
    ليس بمقدورنا أن نسترجع معا كلّ تفاصيل حياتنا، بل ونحلم معا، نصحو معا، ننام معا، نتحدث، نتسامر، كصديقين.
    وحيد، وهي المرة الأولى أيضا، التي أكتشف فيها أبعاد وحدتي، إلا من أمّ مكلومة.
    لكن، لا سند لي، ولا أخ، أو أخت، وحيد بكلّ ما تعنيه الكلمة، عليه أن يواجه العالم كلّه وحده.
    وفي الظلام، تبلل الدموع الوسادة.دموع ناعمة، تنسال ببطء، لتحفر برقة على الخد، كأنها يده تمسح على وجهي.وجهه يطلع لي من الظلام، ضاحكا كعادته.تطلع لي كلّ أشيائه وتفاصيله من الظلام:
    حبات المسبحة وهي تكرّ في يده، وانعكاس ضوء الفانوس على وجهه الطيب، وهو يتأمل مبتسما قبل أن يؤكد على شيء، فراشه، الغطاء الليلي، العصا (كم ستشعر – مثلي – بالوحدة والوحشة)، نبرة الكلام، الخاتم في اصبعه، الساعة الكبيرة، طريقة لفّ العمامة، الجلباب الأثير، انتظاره لعمّ عبدالرحمن ليمر بسيارته ويأخذه إلى صلاة الجمعة، ذهابه قبيل المغرب إلى بيت أخته، وألمحه أنا عائدا من بعيد بعد صلاة المغرب، مشيته، ... كلّ ذلك ..(مات) !!
    الموت مكان.
    كان – هو – هنا، وذهب إلى ذلك المكان.
    هل نحبّ الموت، لأنه المكان الذي فيه من نحبّ ؟
                  

06-25-2008, 12:13 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)


    UP
                  

06-25-2008, 08:28 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    Quote: في العشق ..نتصالح مع لعبة الزمن الغبية..يخلع المكان
    ثيابه ويصبح عاريا ..تتعرف الأمكنة على نسبيتها..بعد المطلق
    فتنطلق تلك الجرثومة من عقالها..ترمح بين حالة الجمود
    والحركة..جرثومة الوقت التي تبلى المحسوس..شيبة بيضاء
    تجيد التنقل مثل إلكترون..تتخلق مجالات نحسن تسميتها..
    نختارها بعناية فائقة التعقيد..نفلت من منظومتنا البسيطة..
                  

06-25-2008, 08:42 PM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)



    العويس حبابك، وعزاز، والعمدة، والسرب الجميل، وحامد اخوي....

    تعرفت على الحلاج مبكرا، في الثانوي تقريبا، وبديوانه كله، ومع الطواسين، إضافة لمسرحية صلاح عبدالصبور، مأسأة الحلاج، وكتب للجميل ماسينون، وشاء القدر ان احضر مسرحية للتخرج لاحدي الاصحاب وهي عن الحلاج، وتبدأ المسرحية من صراخ جمهور حول الكراسي..

    زنديق كافر فليقتل..
    ويصرخ الناس، فليقتل، دمه على راقبنا...

    وهو في المسرح يحدق فيهم، كقدر إلهي جميل، وقد جردهم من الحول والقوة، بل رآى فيهم (وفي قسوتهم)، جماله وحلمه وصبره، كان ينظر لهم كأطفال ثارئين، وهو يرى وحد الفاعل العملاق، بيده، لا بيد زيد او عمر..

    تجربتي معه لأني كنت أمر بهم داخلي، كنت كثير الذهاب للنيل الازرق لوحدي، بل وبالليل، وفي كسلا كنت امضي لجبل مكرام منتصف الليل، والله ياعويس لا ادري تحكمني روح عجيبة بداخلي، انااسير لها، بل ليوم الناس هذا ابحث عن سر ولا اجده، بل حتى الكتابة بدأتها مؤخرا، ولذات الغرض (البحث عن نفسي)، وعشان كدة اخوك كثير التجارب، بمعنى حضور قرااءت الكف، الباراسكولوجي، زيارات منتظمة للسجون، المصحات النفسية، المقابر، الأرمن، المستشفيات، البحر، الغروب.... مسكون بهذه البئية العجيبة...

    وسيدي الحلاج عجيب، تجد انه مهموم بالكون، بالمحبة، لا عدو له، (إلهي هؤلاء عبادك جاؤا لقتلي، تقربا إليك..)..


    لنا عودة للحلاج، والقلق المبكر,..
                  

06-25-2008, 09:09 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)


    عبدالغني، يا توأم الروح والكتابة
    ما من عاشق في هذه الدنيا، إلا وفي روحه قبس من روح الحلاج,
    أحيانا، أشعر أنني مملوء به إلى درجة الطرب.أحسني إياه، متأرجحا على الصليب، أتوضأ ببقايا أطرافي..(وضوء الدم).
    أقسم، ما من عبارة في العشق أعظم من هذه العبارة، ما من عاشق، يصلب وتضرب أطرافه وهو شارع في نشوته القصوى، يغني: (ركعتان في العشق، لا يصح وضوؤهما إلا بالدم).
    حين يغمرني الحزن والوجع يا عبدالغني - وما أكثر حزني - ألوذ بفوانيسه الكونية، أذوب في سيدي الحلاج، أمس أطراف ثيابه التي ينقط منها دمه.أمسح وجهي بدمائه/زيته المقدس، فأشع، وتشعشع روحي، أفيض، و....!
    مثلك يا عبدالغني، عرفته باكرا جدا، وعلّقت (مأساة الحلاج/عبدالصبور) على باب مطبخنا..تصوّر، لكي أحفظها..!!
    وماسينيون وآن ماري شيمل؟
    عاشقان كبيران !!
    كم أحبهما يا كرم الله.
    هذه المرأة وهذا الرجل، اللذان ينزان عشقا.
    فينا يا عبدالغني مس عميق من الحلاج.
    فينا من عشقه وروحه الجذلى.
                  

06-25-2008, 09:41 PM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)



    Quote: وماسينيون وآن ماري شيمل؟



    يالله ياعويس...

    هل تصدق هذه الماري شيمل أعلق صورتها في غرفتي، صورة وجدتها لها في مجلة (فكر وفن)، وهي تبتسم، وقد تراكمت عليها السنوات، ورسم تجاعيد وهم، وكنت ارى في وجهها الصبوح براءة الرومي، وهاجس الحلاج، وهم ابن عربي، أمرأة غريبة، وكمان ياعويس اخوك بحب الناس الكبار شديد، أحبهم بصورة مرضية.... بل (العجوز والبحر)، أحببته لذلك الحوار الرقيق الشاعري العميق بينه وبين نفسه، تلك الخواطر العجيبة التي خرجت من العجوز سانتياغو في عرض البحر، وهو يخاطب الاسماك والامواج ولمعة الشمس على الامواج، فالناس الكبار ديل عادوا للطفولة، لا صراع حول فتاة، أو طموح، بل ماض، يتأملونه في خيالهم وذكرياتهم، وتفرغوا لتأمل سنى الحياة الغابرة، فالماضي ليس مكتمل، بل يعاد في ميخلتهم، بل يضيفون عليه، فالماض حاضر، كم تمتعت بكتاب (عشت لاحكي)، لماركيز، وهو يكذب اكاذيب بيضاء في سيرته، وكذا اللندي، ازبيلا، والتي قالت بأنها اكبر كضابة في الدنيا، يالهم من صغار، زي السياسين الهسي، وملايين صدورهم نياشين، ورتب..

    ماري شيمل حبيبتي، انت عارف كدت ان اقابلها، فقد دعتها وزارة الثقافة القطرية، لحضور سمنار كبير عن (جلال الدين الرومي)، أقامته جامعة قطر ولكن للاسف رحت قبيل الحدث باسابيع، ...

    كل يوم انظر لصورتها، وأفرح، وهي تحدثني بتجاعيدها الجميلة، ووجهها الفاهم الصبوح الحنون، زي الام تريزا، وغاندي، فهناك وجوه تدخل البشر والسرور في النفس، (الجميل السادة وضاح المحيا، ابتسم يوم شفتو)...

    قابل اخاك بوجه طلق، هكذا تقابلي ماري شميل كل يوم ومساء وظهيرة... وتحرسي كأيقونة مقدسة حين أنوم، لا أشك في ذلك، فكل شئ حي، حتى الموت نفسه، فهو ملاك، لا أكثر، ولا أقل، وهو ملاك كالقابلة، تأخذنا من رحم ضيق لرحم واسع...

    المحبة ياعويس..
    ونفسي يوم اتفرغ للكتابة بمحبة عن حامد اخوي وعزاز اختي، ياخي ديل شنو ياعويس.. من وين جو.. من أين أتى هولاء؟ ولكن بوجه جمالي، مش بتاعت الطيب صالح..

    من أين أتى هؤلاء..

    المحبة الزايدة..
                  

06-26-2008, 12:26 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    UP
                  

06-26-2008, 12:54 PM

داليا حافظ
<aداليا حافظ
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 5055

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    up.........."براك"...على رأي صديقنا محمد مدني .





    يا خالد..........وين عمر الأنصاري ؟
                  

06-26-2008, 02:48 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: داليا حافظ)


    عمر موجود يا داليا، بس حأكلمو إنك ما عزمتيهو (عزمتينا بالأصح) على عيد الميلاد.
                  

06-26-2008, 03:38 PM

داليا حافظ
<aداليا حافظ
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 5055

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    عذرا




    ياتو عيد ميلاد يا خالد عويس يا مجنون يا أخي!!
                  

06-26-2008, 03:47 PM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    الأمكنة ... والذكريات ...
    ماتت منذ يومين شخصية عاصرت والدي وردحا من طفولتي في (مكان) مات أيضا!
    مالذي تبقى من ما مضى؟ عن ماذا سأحكي؟ عن من سأروي قصصي؟ من سيروي عني إن غادرت قبل اكتمال فصول قيد الإنشاء؟
    لم أقو على زيارتها عندما عملتُ بأنها في العناية المركزة و تعاملتُ بأنانيةٍ مطلقة، ولم أذهب لأراها ... لا أريدُ أن أرى طيفاً آخر في أرذل العمر يتوارى بين الشراشف البيضاء و في عينيه تلك النظرةِ التي أعرفُها جيداً، نظرةُ تـتـشـبثُ بالأحياء، بالنبضِ، بالحياة، نظرةٌ ملؤها التساؤل عن جدوى ما كان و كُنهَ ما سيكون، لا أملكُ أجاباتٍ لتلكُم النظرات، و روحي ترمقني بذات اللحُظ ... آثرتُ الجبن ، آثرتُ الاختباء، لم أفلح في الهروب ... منذ سمعت بخبر انتهاء سيل النظرات المتسائلة ، و الشخوص تلاحقني جميعها، تتعثرُ بأكفانها المتربةٍ ، تمتد ايديها في شكل عناق مرتقب ... تناديني، بأسماءها هي، أصواتها عالية، حادة كأطراف السكاكين !
    و الآن و قد ماتت الأعينُ و خبتْ الحياة، كُتب فصلٌ جديدٌ في كتابِ (مروا من هنا)!
    و انتقلتْ اسئلةُ الوجودِ لمنامِي، ليقظتنِي، لفتراتِ الصمتِ المتباعدةِ في يومِي ... و استحثّت الأحلامُ ذكرياتٍ بعيدة، عدتُ لذلك المكان، حيث عشتُ 19 عاماً من عمري، حيث زرعت أحلاما ورويتُ زهورَ الأمانِي ، حيث أدركتُ معانٍ ما، و كشفتُ أستارَ الاختلاف ...
    مكان شهدَ خطواتِي، أخطائي، آمالي، و خيبات أحلام الزمن الجميل، أو كما ظننت حينها...
    هناك، حيث انتميتُ و تمَايزت و صُنفت، و نُبذت، هناك، خطوتُ أولى الخطوات، و عرفت البدايات ....
    هناكـ ئذ تكونت!
    الأماكن تموت أيضا!
    أذكرُ آخر ليلةٍ قضيتُها في ذلك البيت، ودعتُ الجدران على انفراد، ظنّت امي، أو بالأحرى تأكّدت، بأنني جنِنت فقد سمعتني لدى مرورها بغرفتُي أهمس بوعدي بإنني لن (انساهم)، و أثبتت الأيام لاحقاً حجودي، و صُدمت أمي برؤيتي اقفُ في منتصفِ الغرفةِ الخاويةِ أحدثُ مجهولاً أراهُ في منتصفٍ الحائطِ أمامي ... لم استدر لتفسير هذا الوداع، فمن الجنونِ تفسير لحظاتنا الخاصةِ للآخرين ...
    ***لا أذكر انني تكبدت عناء تفسير جنوني لأحد! فلا حاجة لي بإي إيماءةِ تفهّم، هزّاتٌ تنتهي بانتهاء اللقاء، كاهتزاز كرسيّ هّزاز يتوقف عن الإهتزاز بقيامِ الجالس فوقه، فالتفهم يغادرهُم بمجردِ قدومِ معترضٍ جديد، و يفسحون له مجلسا على الكرسي، ورويداً رويداً و تكبر جوقةُ المنتقدين، المتفهمين منذُ دقائق، ليتابعوا اصابعَ المايسترو المراقبِ هناك، ويعزفوا أنغام الاتهامِ ... وأكتفي بالتثاؤبِ مللاً من تكرار ذات اللحن صبح مساء ...
    ودّعتُ جدار سريري، حيثُ نمتُ في ظلهِ مجملَ أيامٍ عمري، وثّق كل أحداث يومي، كتبتُ عليه بالرصاصِ و أقلامِ الروج يومياتي، و طبعتُ قبلاتٍ ملونةٍ قبل أول موعدٍ غرامي، و رسمتُ عليه نجوماً بعددِ الأيام الباقية على سفري للالتحاق بالجامعة، الصقت عليه جدول امتحاناتي، و أرقام هواتف لا انساها ... على الجدار المقابل لسريري أزهرت كل كروت أعياد الميلاد ضمن لوحة (كولاج) كبيرة تحوي صور كل صديقاتي، المطربين، أودري هيبرون، عبدالحليم، و قصاصات جرائدٍ و مجلاتٍ و خواطر مهترئة كتبها مهزومٌ في يومٍ ما ...حائطٌ أشبه بحوائطِ دور السينما في القاهرة، لا يُكلف العامل نفسه عناءَ نزعِ الملصقِ السابق ويُراكم الملصقات فوق بعضها البعض، كالذكريات، لا نَمحْ بعضها لنُفسح مجالاً للقادم، نراكمها في ذات الحيز، تتطايب، تتكئ على بعضها البعض، تنساب خلال بعضها في بعض أحيان خصوصاً عندما تتشابه المآلات وإن اختلفت المسببات ...
    الجدار الفاصل بيني و بين غرفة أبويّ كان أثرى الجدران، لم ألصقْ شيئاً عليه، و ظل خالياً من أي قطعة أثاث، للفقرِ دورٌ في ذلك،و الأهمْ أن اتركُ مجالاً لأتكوم خلفه استرقُ السّمع لأنفاسهم وهم نائمين! ظننتُ دوماً بأنّهم سيموتون وهم نائمون! وانّه يُمكنني سماعُ خطواتٍ ملك الموتِ فوق صدورهم لو ارخيتُ السمع قليلاً! وودتُ لو فتحتُ به كوّة اطّلع بها عليهم، لأردَ عنهم شبحَ الموتِ القادم بليل، كأن الموت يعيهِ التّخفي أو يحفلُ بي من الأساس! هذا الجدار راقبَ خوفي، قلقي المسكوبِ قطرةً قطرة، راقب يُتمي يُهددني بالمجيء... احتضنني هذا الجدارُ أعواماً من خوفي عندما كنت اتكومُ تحته في ضعف من مما أجهل، هدهدني طفلةً، فتاةً، شابةً، غادرته كما ظلت كوما، تخاف الصمت و الصوت العالي! لا تحلو لي القراءة إلا في ظله، لا أرتاحُ إلا إذا اسندتُ ظهري عليه، حائطُ راحة، حائطُ مبكى، سمّه ما شئت، كان حائطاً حياً بالنسبة لي. انقرُ عليه ست نقراتٍ كلما دخلتُ لغرفتي، انقلُ عبرهُ صلواتٍ و دعواتٍ أعرفها وحدي، اتواصلُ من خلاله مع عوالمي الحاضرةِ في وعيِّ ... اخبرتني جارتُنا بأن بيتنا كان فصلاً دراسياً في عهدِ الملك فيصل وأن إحدى المُدرّسات قُتلت فيه، وفي غرفتِي تحديداً، ورى ابناءُ حارتنا بأنّهم يرون دخاناً يتصاعدُ كل مساءٍ من شبّاكي، وأن الجّان يسكنُ شيشَ الشباك الطويل ... لم أخفْ يوماً من تلك الروايات، وراقتني فكرة كوني محفوفةً بأرواحٍ تراني ولا أراها! فالوحدةُ قاتلةٌ جداً وروحٌ متعبةٌ عالقةٌ في عالمنا المادّي قد تمدُّك ببعض الدفء! لم تُضايقني هذه الأرواحُ المزعومة يوماً، وتعايشتُ معها أو مع فكرةِ وجودها بسلامٍ تام ...
    أكثر جدار آلمني وداعه كان الجدار الخارجي، فلم أعايشه بما يكفي ..اعتذرتُ له عن ضرباتٍ بالمطرقة اعملتُها فيه عندما أردتُ أن أخفي اوتوجرافي من حملة دفتردار خالي، و شكرتُه على حملي مراراً في كل مرة كنتُ اهربُ فيها للعبِ الكرةِ مع أولادِ حارتنا ، كاسرة قيدَ قوانين التفريق بين الجنسين الصارمة... و شكرته على حمايتي من أعينِ المراقبين في مواعيد غرامي البريئةِ مع حبيبِ طفولةٍ لم ينظر في عيني ولا مرة طوال معرفتي به! وعلى أمانته في حفظ هداي الود كاملة في ليالٍ عز فيها الوصل.
    وغادرتُ في الصباحِ التالي، غادرتُ الجدران! أقسمتُ يومها لصديقتي بأنّ الجدرانَ تحدّت الفيزياء و الأبعاد و اصطّفت تودعني! رأيتُ كل الجدران تقفُ صفاً ، تميلُ في حزنٍ لفراقي، مد جدارُ غرفتي صورةً سقطت مني بلا قصدٍ و دسّ جدارُ غرفة أمي وأبي مسبحتي الزرقاء التي لا أعلمُ حتى الآن من أعطاني اياها و متى! لحظتُ شقاً في جدارِ البيت الخارجي وفسّرته دمعةً على مغادرتنا جميعاً، وخصوصاً أبي. فقد ألفَ أبي أكثر منا، وأَلِفَ جلساته في العصرية يراقبُ فيها الغادين، سيفتقد نقراتِ عصاه تلك، و تنهيدتهُ التي تسبق قومته للصلاة ,,, سيفتقدنا جميعا بلا شكْ ... لم أغلقْ الباب خلفي، و فبابُ الوصل بيننا مشرعٌ دائماً، ما دمتً و ما داموا .. ولكنّهم ماتوا أيضا!
    ماتت الجدرانُ منذ عامين، كُسرت و هدمت بآلات كبيرة صفراء، أخبروني بأنّ بيتنا كان أول بيت هُدم في الصباح، تخيّلتُ الجدران تودع بعضها البعض و تتساءل عن غيابي المطول، أرجو أن يعذروني فأنا لم أعلم بأنهم رسم الإعدام، ولو عرفتُ لجبنت أيضا! ولكن كنت سأبعثُ بنقراتي -- صلواتي - لهم عبر جدراني الجديدة، ولكني لم أعلم إلا بعد انتهاء مراسم الدفن...
    مررت يوماً بمنرلنا الذي كان، وجدتهم في سجود طويل!
    ماتوا، هُدموا، بلا بواكٍ ... لا صيوان عزاء، لا شكليات ...
    افرغوا جوفهم ممن سكنوهم، و افرغوا منهم الحياة ...
    استحالوا لغبار، كجثة حرقت و ذرت في الفضاء!

    ****

    سأعود بعد أن ألتقط انفاسي من تعب الذكرى ...


    كونوا بخير، دوما ...
                  

06-26-2008, 04:23 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عزاز شامي)

    Quote: الأماكن تموت أيضا!
    أذكرُ آخر ليلةٍ قضيتُها في ذلك البيت، ودعتُ الجدران على انفراد، ظنّت امي، أو بالأحرى تأكّدت، بأنني جنِنت فقد سمعتني لدى مرورها بغرفتُي أهمس بوعدي بإنني لن (انساهم)، و أثبتت الأيام لاحقاً حجودي، و صُدمت أمي برؤيتي اقفُ في منتصفِ الغرفةِ الخاويةِ أحدثُ مجهولاً أراهُ في منتصفٍ الحائطِ أمامي ... لم استدر لتفسير هذا الوداع، فمن الجنونِ تفسير لحظاتنا الخاصةِ للآخرين ...
    ***لا أذكر انني تكبدت عناء تفسير جنوني لأحد! فلا حاجة لي بإي إيماءةِ تفهّم، هزّاتٌ تنتهي بانتهاء اللقاء، كاهتزاز كرسيّ هّزاز يتوقف عن الإهتزاز بقيامِ الجالس فوقه، فالتفهم يغادرهُم بمجردِ قدومِ معترضٍ جديد، و يفسحون له مجلسا على الكرسي، ورويداً رويداً و تكبر جوقةُ المنتقدين، المتفهمين منذُ دقائق، ليتابعوا اصابعَ المايسترو المراقبِ هناك، ويعزفوا أنغام الاتهامِ ... وأكتفي بالتثاؤبِ مللاً من تكرار ذات اللحن صبح مساء ...
    ودّعتُ جدار سريري، حيثُ نمتُ في ظلهِ مجملَ أيامٍ عمري، وثّق كل أحداث يومي، كتبتُ عليه بالرصاصِ و أقلامِ الروج يومياتي، و طبعتُ قبلاتٍ ملونةٍ قبل أول موعدٍ غرامي، و رسمتُ عليه نجوماً بعددِ الأيام الباقية على سفري للالتحاق بالجامعة، الصقت عليه جدول امتحاناتي، و أرقام هواتف لا انساها ... على الجدار المقابل لسريري أزهرت كل كروت أعياد الميلاد ضمن لوحة (كولاج) كبيرة تحوي صور كل صديقاتي، المطربين، أودري هيبرون، عبدالحليم، و قصاصات جرائدٍ و مجلاتٍ و خواطر مهترئة كتبها مهزومٌ في يومٍ ما ...حائطٌ أشبه بحوائطِ دور السينما في القاهرة، لا يُكلف العامل نفسه عناءَ نزعِ الملصقِ السابق ويُراكم الملصقات فوق بعضها البعض، كالذكريات، لا نَمحْ بعضها لنُفسح مجالاً للقادم، نراكمها في ذات الحيز، تتطايب، تتكئ على بعضها البعض، تنساب خلال بعضها في بعض أحيان خصوصاً عندما تتشابه المآلات وإن اختلفت المسببات ...
    الجدار الفاصل بيني و بين غرفة أبويّ كان أثرى الجدران، لم ألصقْ شيئاً عليه، و ظل خالياً من أي قطعة أثاث، للفقرِ دورٌ في ذلك،و الأهمْ أن اتركُ مجالاً لأتكوم خلفه استرقُ السّمع لأنفاسهم وهم نائمين! ظننتُ دوماً بأنّهم سيموتون وهم نائمون! وانّه يُمكنني سماعُ خطواتٍ ملك الموتِ فوق صدورهم لو ارخيتُ السمع قليلاً! وودتُ لو فتحتُ به كوّة اطّلع بها عليهم، لأردَ عنهم شبحَ الموتِ القادم بليل، كأن الموت يعيهِ التّخفي أو يحفلُ بي من الأساس! هذا الجدار راقبَ خوفي، قلقي المسكوبِ قطرةً قطرة، راقب يُتمي يُهددني بالمجيء... احتضنني هذا الجدارُ أعواماً من خوفي عندما كنت اتكومُ تحته في ضعف من مما أجهل، هدهدني طفلةً، فتاةً، شابةً، غادرته كما ظلت كوما، تخاف الصمت و الصوت العالي! لا تحلو لي القراءة إلا في ظله، لا أرتاحُ إلا إذا اسندتُ ظهري عليه، حائطُ راحة، حائطُ مبكى، سمّه ما شئت، كان حائطاً حياً بالنسبة لي. انقرُ عليه ست نقراتٍ كلما دخلتُ لغرفتي، انقلُ عبرهُ صلواتٍ و دعواتٍ أعرفها وحدي، اتواصلُ من خلاله مع عوالمي الحاضرةِ في وعيِّ ... اخبرتني جارتُنا بأن بيتنا كان فصلاً دراسياً في عهدِ الملك فيصل وأن إحدى المُدرّسات قُتلت فيه، وفي غرفتِي تحديداً، ورى ابناءُ حارتنا بأنّهم يرون دخاناً يتصاعدُ كل مساءٍ من شبّاكي، وأن الجّان يسكنُ شيشَ الشباك الطويل ... لم أخفْ يوماً من تلك الروايات، وراقتني فكرة كوني محفوفةً بأرواحٍ تراني ولا أراها! فالوحدةُ قاتلةٌ جداً وروحٌ متعبةٌ عالقةٌ في عالمنا المادّي قد تمدُّك ببعض الدفء! لم تُضايقني هذه الأرواحُ المزعومة يوماً، وتعايشتُ معها أو مع فكرةِ وجودها بسلامٍ تام ...
    أكثر جدار آلمني وداعه كان الجدار الخارجي، فلم أعايشه بما يكفي ..اعتذرتُ له عن ضرباتٍ بالمطرقة اعملتُها فيه عندما أردتُ أن أخفي اوتوجرافي من حملة دفتردار خالي، و شكرتُه على حملي مراراً في كل مرة كنتُ اهربُ فيها للعبِ الكرةِ مع أولادِ حارتنا ، كاسرة قيدَ قوانين التفريق بين الجنسين الصارمة... و شكرته على حمايتي من أعينِ المراقبين في مواعيد غرامي البريئةِ مع حبيبِ طفولةٍ لم ينظر في عيني ولا مرة طوال معرفتي به! وعلى أمانته في حفظ هداي الود كاملة في ليالٍ عز فيها الوصل.
    وغادرتُ في الصباحِ التالي، غادرتُ الجدران! أقسمتُ يومها لصديقتي بأنّ الجدرانَ تحدّت الفيزياء و الأبعاد و اصطّفت تودعني! رأيتُ كل الجدران تقفُ صفاً ، تميلُ في حزنٍ لفراقي، مد جدارُ غرفتي صورةً سقطت مني بلا قصدٍ و دسّ جدارُ غرفة أمي وأبي مسبحتي الزرقاء التي لا أعلمُ حتى الآن من أعطاني اياها و متى! لحظتُ شقاً في جدارِ البيت الخارجي وفسّرته دمعةً على مغادرتنا جميعاً، وخصوصاً أبي. فقد ألفَ أبي أكثر منا، وأَلِفَ جلساته في العصرية يراقبُ فيها الغادين، سيفتقد نقراتِ عصاه تلك، و تنهيدتهُ التي تسبق قومته للصلاة ,,, سيفتقدنا جميعا بلا شكْ ... لم أغلقْ الباب خلفي، و فبابُ الوصل بيننا مشرعٌ دائماً، ما دمتً و ما داموا .. ولكنّهم ماتوا أيضا!
    ماتت الجدرانُ منذ عامين، كُسرت و هدمت بآلات كبيرة صفراء، أخبروني بأنّ بيتنا كان أول بيت هُدم في الصباح، تخيّلتُ الجدران تودع بعضها البعض و تتساءل عن غيابي المطول، أرجو أن يعذروني فأنا لم أعلم بأنهم رسم الإعدام، ولو عرفتُ لجبنت أيضا! ولكن كنت سأبعثُ بنقراتي -- صلواتي - لهم عبر جدراني الجديدة، ولكني لم أعلم إلا بعد انتهاء مراسم الدفن...
    مررت يوماً بمنرلنا الذي كان، وجدتهم في سجود طويل!
    ماتوا، هُدموا، بلا بواكٍ ... لا صيوان عزاء، لا شكليات ...
    افرغوا جوفهم ممن سكنوهم، و افرغوا منهم الحياة ...
    استحالوا لغبار، كجثة حرقت و ذرت في الفضاء!


    Quote: الجدار الفاصل بيني و بين غرفة أبويّ كان أثرى الجدران، لم ألصقْ شيئاً عليه، و ظل خالياً من أي قطعة أثاث، للفقرِ دورٌ في ذلك،و الأهمْ أن اتركُ مجالاً لأتكوم خلفه استرقُ السّمع لأنفاسهم وهم نائمين! ظننتُ دوماً بأنّهم سيموتون وهم نائمون! وانّه يُمكنني سماعُ خطواتٍ ملك الموتِ فوق صدورهم لو ارخيتُ السمع قليلاً! وودتُ لو فتحتُ به كوّة اطّلع بها عليهم، لأردَ عنهم شبحَ الموتِ القادم بليل، كأن الموت يعيهِ التّخفي أو يحفلُ بي من الأساس! هذا الجدار راقبَ خوفي، قلقي المسكوبِ قطرةً قطرة، راقب يُتمي يُهددني بالمجيء... احتضنني هذا الجدارُ أعواماً من خوفي عندما كنت اتكومُ تحته في ضعف من مما أجهل، هدهدني طفلةً، فتاةً، شابةً، غادرته كما ظلت كوما، تخاف الصمت و الصوت العالي! لا تحلو لي القراءة إلا في ظله، لا أرتاحُ إلا إذا اسندتُ ظهري عليه، حائطُ راحة، حائطُ مبكى


    Quote: فقد ألفَ أبي أكثر منا، وأَلِفَ جلساته في العصرية يراقبُ فيها الغادين، سيفتقد نقراتِ عصاه تلك، و تنهيدتهُ التي تسبق قومته للصلاة ,,, سيفتقدنا جميعا بلا شكْ ... لم أغلقْ الباب خلفي، و فبابُ الوصل بيننا مشرعٌ دائماً، ما دمتً و ما داموا .. ولكنّهم ماتوا أيضا!



    يااااااااااا الله يا عزاز
    هذه (صلوات) مجيدة، صلوات تصغي إليها السماء، والعاشقون (بما في ذلك الجدران) بشوق.
    صلوات عند العرش.
                  

06-26-2008, 04:44 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    يا داليا يا مجنون (يا أخي) عيد ميلاد جيرانكم !!
                  

06-27-2008, 07:53 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    اليوم الجمعة الموافق 27 يونيو 2008 الساعة 8،30 صباحا..
    مقهى كوستي كوفي/الدوحة............قاعد براي هذا الصباح، "تصور"، وهناك أكثر من 4اصطاف لخدمتي، "ملك فقير، ومعنى(

    العزيز عويس..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

    كيف حالكم، في هذة المدة التي لم نراكم فيها، هكذا كنت اكتب وانا في الثانوي العام خطاب يمليهو علي خالي لابنه في ليبيا، ثم يحمله بحماره لرجل مسافر من قرية مجاورة، اسمها ود سرار، والجواب سيرحل مع الرجل عبر اللواري بصحراء عوينات، حتى يصل ليبيا، مغبرا، وتكون الاخبار التي يحملها تجاوزها الزمن، فالصبية التي ولدت يكون الشافع بقى يجري، وعمك فلان عيان، يكون قد دفن، ومرتو طلعت من الحبس، وغيرت توبها الأبيض، فالأحداث لم تكن تجري كالبرق مثل الآن، .
    ..
    ومن تلك الجوابات، جاءت نشوة الكتابة، وبأن السطور قادرة على ترجمة جزء من ما يجري في الصدور، ونقل مشاعر خالي واخبار الحلة ودعوات والدته حاجة فاطنة، والتي اجد صعوبة في كتابتها (لم اللهجة صعب كتابتها، هل خلقت اللغة للفصحى)، أم اللهجة قريبة من اصوات الطبيعة، كزقزقة العصافير، والموسيقى، لذا بعيدة عن يد اللغة، فهيهات للغة من سبر الموسيقى، ..

    والله ياخالد كنت مخدوع بأني بحب (الأمكنة)، قبل ظهور المدعوة (عزاز)، وعبدالمنعم ود إبراهيم، وكنت عامل فيها عوض دكام في النكتة والاسنان، وكنت بحب الواضة كلها، حتى اني بحس انو الجاذبية الارضية (رغم منعها لي من التحليق)، إلا انها هي اليد الخفية أو قول الشوق التي تشد بها اولادها وعيالها من الجبال والاشجار والعيال، وقربت اعبد الطبيعة زي نساك الهايكو، ومراقبة رحمها الولود، وعملها الصامت الذكي، الهادئ، فهي تصنع فيلا، دون ضجيج، زي ما بتعمل ماكينات الاسكريم، فهي صبورة، فنان عظيم ومحنك..

    لكن عزاز دي، أعزها بالقلم السنين، والمحبة للأمكنة، وأخوها ود إبراهيم، معهم حسيت بأنو الامكنة تتراءى لها وله، كخدود الاطفال، نضرة وريانة، وتستاهل التقبيل والبوس، ومرات القرصة الشدييييييييييييدة، لم البطن تأكل الزول، عشان كدة الزلازل ده (أكل بطن)، ماهو تجلي جلالي، وزعل رباني..

    والله عزاز دي اطربتني بصورة مبالغة، وخلتني اتفرج على الحوائظ كصفحة جيد، أو بطن فتاة، والبرك سرتها، فالحكاية شنو، والبعجبني في عباد الهايكو، تعاملهم الرقيق مع الطبيعة، مع صوت الشلال، وحركة الفراشات، بل بجناح الفراشة، بل بأرجلها الرقيقة بدون شراب وجزمة، بل بأصابعها، ألها اصابع، ولم؟ وحين تحط على جرس المعبد، يحس الجرس (بثقلها)، تصور، رغم خفتها(ياخي ناس الهايكو ديل لقوا شنو، لقيت لقية يالمبرو)، ثم جاءت عاشقة الأمكنة عزاز، لتنفط عنها وعنا الغياب الطويل عن أمنا الأرض، عن قلبنا الأرض..

    بل يحس الجرس، ببرودة رجل الفراشة، ولهذا يرن للدين للعبادة، يبوح بمطلق كامن في برودة رجل الفراشة ولونها، وموتها، وتبدلها في لبوس الفيزياء والكمياء..

    والله ياعويس حاليا بكتب، في قصة عن قزم صغير، يعني زي بطل (رحلات جلفر)، وهو يكتشف كتلة كبيرة، وهي وجه فتاة نائمة من بني آدم، ويتسلق بشعرها حتى يقف على عتبة الاضان، فهي كانت نائمة على جنبها، ويرى الاضان كمسرح روماني قديم بمدارجه، وبيضاويته، فيعجب من مسرح (لين)، ولم، فينط في الاضان، ويرى الانغام تتدخل من خلاله، ثم يقفز للجضوم، للخدود، ويظل يقفز ويتمرجح بأعظم بلاستيك شاهدها، وتمسح قدميه الصغير حرير جضومها، يدور النص في وجه الفتاة وحين يتسلل لأنفها، يرى الشهيق محملا، بروائح واكسجين، وعوالم وهو يدخل حناياها، فالأمكنة روح، روح تسعى بنا، هي سيفنة نوح، والرومي قال من ركب سفينة نوح ونام فهو آمن..

    الواضة ذكية، وعندهامشروع بتعمل فيهو بصمت، وتأني ، ألهذا قال النبي الأمي (ان الله لا يعجل بعجلة أحدكم)، يذكرني هذا الحديث بطفولتي، فقد كنا واختي محاسن نبكي بحرقة عشان امي تنزل الشاي من الكانون، وهو لم يستوى، بس لأنني غير قادرين على الصبر، وانتظار اكتمال لوحة الشاي، هسي الثورات كلها عجولة، تستغل العسكر للوصول، دون أن تبذل جهدا في التربية والاحساس حتى بالخصم، وفهم رؤاه، وحسر الضغائن، زي تجربة التصوف الانساني، فهي ترى الفاعل المباشر، ولا تنسى الفاعل الحقيقي، عشان كدة هي صبورة، ومتفائلة، بل تجرد الفاعل المباشر حتى من فعله (وما رميت، إذ رميت)،........ولكن الله رمى، في تلك الوحدة التي تؤكد بان (الأمكنة)، محكومة بقانون ازلي استخرج منها حواء ثم آدم، (لا أدري لا اصدق بأن آدم هو الأول)، بل حواء....

    زوجة اخي الكبير، بتحب أكل الطين، خاصة حين تكون حامل، وطفلها بعيد حين يحب أكل الطين، يعني الواضة دي أكبر حلاوة ونحن ما عارفين، عزاز بتحب الحلاوة دي.. والله ياعوس في اللحظة دي (للتو)، تذكرت ما كتبه الطيب صالح عن بيت (جده)، ووصفه لبيت مصطفى سعيد، والغرفة المحدبة، وذلك الألق في وصف الأمكنة، مرت هذه القراءات، أو قل الانفعال بالقراءت كشريط حي، وسريع، كومض تجلي، وشجن مكاني..

    برضو لعزاز (شجن بالأمكنة)، ياترى، هل ترى الأرض (قبر)، وبداخله بذرت (شامي).. شجن محبب، كحزن نبيل.. (ياخي الحزن ده كائن عجيب)... يغسل الحنايا بدموع مخلوقة من الشعر، وركوب الامواج،.. أمواج الضوء،..

    طبعا برضو من عشاق الامكنة المجنون الفرنسي آلاب روب غيري، فهو مسكون بالاشياء، بالطرابيز، بالوجوه في المرأة، وظل الكباية، وضلف الابواب، والمسامير التي تؤاخي الدولاب، واحاسيس الفرد وهو يشرب كوب شاي، ويتأمل مملكته، التي تجلس امامه من طربيزة خشبية تصدم بها الظلال، وتبدو على سطحها عالم من البهاء، فظل الكتاب وظل الكباية واختفاء جزء من الكتاب (أهو موجود هذا الجزء،أم اختفي)، تذكرني هذه الفقرة بالحكوة عن فرح ود تكتوك، حين سئل عن رؤية غنم (فقال: كعادته في الصدق: شفت غنم مجزوزات بي جاي، لكن بي هناك ما عارف)، وهو امتحان له، في الصدق، ..

    برضو من وصف الامكنة الذي يزخرف الذاكرة، وصف العبقري نجيب لي فندق ميرامار، عليك شفت الوصف ده كيف، شاعري، حتى الرطوبة التي تحنن ساسه لم يتركها نجيب، وذلك التآكل في الحيط بفعل البحر المتوسط، وانين الامواج، وغبشة الضباب... وصف من رآى (بالنسبة للقارئ)، فنجيب لا يوصف لك، بل يأخذك من يدك ، كبراق، ويجعلك في قلب الحدث..

    عويس اخوي لا يزال المقهى خاليا، وموسيقى غريبة تؤنسني، وفي الخاطر محبة لكم، ولسرب اقنعني بأني بلدي بخير، في الحس والكتابة والغد الباسم، والله ياخالد فكرة طباعة كتاب من هذا البوست فكرة جميلة، واخوك موافق على شرط (اختار انا، لشي في نفس يعقوب)، ههه، عارف ليه، لأني لن اختار لنفسي شي، بل اكتفي بمختارات لعويس وابراهيم وعماد وعزاز وحامد وسرب أخرى، أطربني حتى الثمالة، والله ياعويس..


    لسه ماقادر ارد على يحي فضل الله، وعبدالمطلب، انت عارف عبدالمطلب ده شاف قصة لي قبل اكثر من ثمان سنوات، وكتب عنها في الشرق، وفوجئت بذلك، والله ياعويس زول عجيب، سوف اكتب عنه، مش اكتفى كدة، بل اتصل بي وشجعني، وقالي لي بجرأة (توقف عن الكتابة، واقرأ فقط)، قال لي اقرأ سنة، وأخوك قرأ اكثر من خمس سنوات ولم أكتب.. ياخي في ناس ينفخوا الروح فيك، ..

    العويس..
    والله حكبم للامكنة، مع عزاز، وأبراهيم والزول الهائم في حب الله (الكون)، حامد يدعو للنشوة، والسكر، والشطح..
    يادوب جاء المقهى فلبيني وفلبينة، وصرت اسمع حديثهم، ياربي بقولوا شنو، بسطاء الناس ديل، واطفال كمان، ياخي اللغة شنو غير حجاب، الله ماعندو لغة، المعاني تؤخذ من وراء اللغة..

    أمس كنت بقرأ في الفصل الأول من وبال في كلمندو، للمخضرم إبراهيم اسحق، الطباعة سيئة، سييئة، تركته، وقرأت مذكرات احد المايويين في زيارات نميري لجبال النوبة، وثقافة تلك القارة العجيبة، الملونة، الثرية... وقريت امثال (محسن خالد السرية)، وضحكت من بطني، محسن زول مسلط، ومارق وحبوب، وشاطر،... ومحمد شكري كمان..

    من حكايات (الحياة السرية)، في بلدانا، حين زرت الخرطوم قمت بزيارة (SOS وهي للاطفال مجهولي الابوين، وزرت سجن النساء، ياريت نقلى مساحة عشان نشوف سيرة الخرطوم و(سريرتها المدسوسة)، فالصراع الحقيقي هو في النفس البشرية، بين سيرتها وسريرتها..

    العويس..
    الفلينية تحضك من قلبها، ماذا قال لها، بيني وبينك قرصة الحبيب زي الحلاوة، ام يقل نساك الروح (العذاب من العذوبية)...

    بدأ المقهى في استقبال الزوار، وكلهم فلبينن، البقية نائمة، لعبوا الكشتنية وناموا...
    العويس صباحك باهر، واخضر،
    انتهى الخطاب...
    ودعتكم الله، وفي جناح جبريل، ودي دعوة امي اليومية... التواصلة، حتى لو مشيت ناس خالي تقول لي كدة...


    اخوك ابدا..
    عبدالغني كرم الله
    مقهى كوستا كوفي
    الجمعة 27\2008
                  

06-27-2008, 08:33 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 24907

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    ياسلام ياخالد ود عويس على الاتكاءة الجميلة دي

    ياخي عبد الغني وعزاز - الله يسلَمهم - حكايين جد وكتابتهم تشد الزول من اول سطر

    سعيد جدا لانك استدرجتهم لبوح ماكان من الساهل نلقاهو وسط الجوطة الحاصلة هنا

    مرات بحس ان مداخلة واحدة (شبعانة) كحال مداخلات (المجانين) الاثنين ديل احسن من بوست بحاله

    طوفوا بينا فى سيرة المكان والناس والاشياء وكم أبدعوا فى ذلك التطواف

    ليتني كنت امتلك ناصية الكتابة مثلهم .. لاقول فيهم وفيك اكثر من كده

    الله يسلمهم ويسلمك ...




                  

06-27-2008, 12:47 PM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    يا عبدالغني ..
    جمعة مباركة ... وشكر جزيل ...
    من لا يشكر الناس لا يشكر الله ..
    ___
    وموقنة أكثر بان من لا يشكر الأمكنة لا يعرف الله!

    جئنا من رحم ونخرج لرحم أكبر لندفن في رحم آخر، نتشرب من كل منها بما يلزم... الرحم مكان أيضا ...
    لا أذكر رحم أمي، و صورة الاشعة الملونة التي أرتني ايها صديقتي لطفلتها قاربت الصورة بشكل ما، جوف بيضاوي، اطفو فيه بحرية، يبدو محدودا للناظر و رحيبا لي بقدر حاجتي من الرحابة، أتقلب بمزاجي، انقل جنبي كيف أشاء، أسبب حرقة ما لأمي إلا مددت أرجلي الصغيرة... الزغب النامي على جلدي يرطب الجو، أشعر بما حولي، حولي هنا فقط .. تصلني بعض الأصوات من الخارج ... هاهي امي تستعد للخروج مع نساء القرية للقرية (الأكبر) عبري، اهتزازت اللوري تضايقيني، تدفعني للأسفل، استعدل جلستي قليلا، و تفاجئني هزة أخرى... أكره عربات اللوري، لن أركبها حين أخرج! اركل أمي لأنبها باني مستاءة من هذا الهرج، اشعر بيدها على رأسي، على بطنها بالأحرى، ولكني أشعر بكل اللمسات مباشرة ...
    .....


    مساء اليوم كان هادئا، اسمع امي تتحدث مع اشخاص تحبهم، فالدم المار من هنا يبدو رائقا جدا، الحواس مشغولة عني مع امي، استلمت رسالة من مكان ما تأمرني بمغادرة هذا الرحم، حجورزاتي مؤكدة عصر الغد، لا أمتعة أحزمها، كل ما ينبغي فعله هو ان انزلق نحو الضوء، هكذا قالوا لي في الرسالة ... نمت، و همهمات و ذكر (النّورْ)* تتردد حولي ...
    ......


    لم أنم جيدا بالأمس، ظلت أمي تتقلب طوال الليل ... عدت للنوم في الظهيرة، و صحيت و المكان ضاج من حولي ورأيت الدم يتتدافع قبلي نحو الضوء، التفت لأسأل عن دوري من يحين، ولكني كنت أدفع نحو الأعلى! صرخت أمي، سمعت حولها آخرين يخففون من الألم ، انتظمت انفاسها قليلا... حاولت ان اعدل من وضعيتي بهدوء، لا أريد ان اتعب هذه المراة، فجدران رحمها متعبة جدا ...

    اعتدلت ... عيناي تحرقانني جدا ... يدياي متكورتان على صدري، قدمان فقط طليقتان، اخذت نفسا عميقا و غصت، عضلات الرحم تتقلص حولي، تتدفعني دفعا نحو الضوء، تعبت! لم أعد أقوى، سكنت، تعالت الهمهمات من حولي، أمي سكنت قليلا، شيء ما يلمس طرف قدمي، جفلت! ما هذا! حاولت قراءة الرسالة من جديد... (يتحتم علي الخروج بلا تدخل خارجي)! ماهذا اذا؟؟؟ مددت قدمي قليلا اتحسس مكان اللمس، توالت الانقباضات من حولي، ضاق بي جدار الرحم، بدأ بدفعي للخارج بشكل اقوى ... قدمي انفصلت عني، قدمي هناك خارج الرحم، هواء عاصف، برد، شيء خشن يلمس قدمي، الزغب على قدمي خائف، الماء من حولي يتناقص، سأغرق من دونه! ساقاي خارج الرحم الآن، معلقة من منتصفي في الهواء هناك، يداي مكورتان على صدري، اتلو صلوات كانت تتلوها أمي (يا الله، يالله، يا كريم) رددتها معها، بدئت بالانزلاق على الماء، عنقي الآن هنا، ما هذا! هل سأولد مخنوقة؟ هل سأولد ميتة؟ ما هذا العبث؟؟؟
    .....

    اهتززت قليلا، فقد تقلب أمي في نومها ... آه ...لقد كان حلما، كابوسا بالأحرى،
    لم أولد بعد، و الرحم ممتلئ بالماء،
    لم يحن وقت (كن) بعد !
    • نُورْ تعني الإله في لغة النوبين و الأمازيغ


    ________________

    *** تم تعديل الإخطاء الإملائية، فهي لا تليق في حضرتكم وتمت إضافة ما يلزم لفك هذا الجنون ...
    مودتي كما هي ...

    (عدل بواسطة عزاز شامي on 06-27-2008, 06:04 PM)

                  

06-27-2008, 03:21 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عزاز شامي)


    تحية مسائية، لكما عبدالغني وعزاز.
    وجميع المخلوقات الضوئية هنا.

    اليوم، أقرب إلى (الرحيل) !!
    عكسكما، أقرب إلى (الغروب)، حين تحس الشمس فجأة أنها ستنطمس في بحر لا نهائي من الظلمة، فتروح تنفس بخارها البرتقالي الجميل، تلوّن به صفحة السماء، وتطبع قبلاتها، خصوصا، على بيوت الطين، وهامات النخل، تغسل النيل المغسول، وتغني أغنية الوداع.
    تنشد أغنيات يائسة لآرثر رامبو، وتهوي ببطء ووجع، تفقد حواسها كلّها، وتلوّح بمناديلها المذهبّة، و..ترحل، هكذا ببساطة.
    هناك..الضوء والظلمة.العتمة البدئية التي تسير فيها الروح حافية، مسافة لا نهائية، تمعن النظر في البعيد بحثا عن الضوء النهائي، ضوء النهايات/البدايات، وربما تعثر على الحقيقة/الضوء.
    وأغني..
    لكم، لي، لحبيبتي، للوطن الجميل، لبيتنا الطيني، للناس الطيبين.
    لكن، ..لكنني لم أفرغ بعد، امهلني قليلا.
    فحبيبتي لم أحبها كما يحسن بي، يجدر أن أحبّها أكثر، وأن أقطّر روحي فيها، وأقبلّها كما تقبل فراشة وردة.
    وأمّي، لم أحضنها كما ينبغي، لم أترك في كفّها منديلا لتمسح زيتها الطاهر.
    وطني، لم أقدسه، لم أمش مرة أخيرة في دروبه المتربة، ولا قبلت كفه، ولا تمرغت في صدره.
    وأصدقائي، لم أكتف بعد من أنخابهم ومنادمتهم.
    وأوراقي، وقلمي، من سيعتني بهذه الكائنات ؟؟
    والكتب ؟؟
    والأغنيات ؟؟
    ثمّة شمعة تطلق عطرها وأنفاسها الضوئية، تغالب الظلام، لكنها، حتما ستخبو.ستسيح دمعاتها على خدها الناعم، وتنطوي على نفسها، قبل أن تنفخ الريح في نارها الأبدية، نار البدء/نار النهاية.
    تنطفيء.
    وريثما أعدّ حقيبتي، لأصعد إلى المركبة السماوية، سأقرأ الحلاج، قراءة أخيرة.سأمسح بدمه وجهي، علّه يطهرني.دمه:ضوء.
    وريثما أضع قنينة العطر، وموسى الحلاقة، وكتابين لكزانتزاكس، وآخر لكونديرا، ورابع لنيرودا، سأتسلى برؤية وجوه العابرين..الذين يسرعون في أروقة العمر بلا مبرر، الذين لا يدركون – الآن – أن بوسعهم اعداد حقائبهم، فالمركبة لا تتأخر كثيرا.
    وهناك، سأقص عليهم حكايتي وحكاياتكم.
    سأقول إنني لم أبغض أحدا، وأن قلبي لم يعمره سوى الحبّ، وأن أساتذتي الكبار (الحلاج، ابن عربي، سبينوزا، راسل، الجنيد، الشبلي، رابعة.....) علموني أن أحبّ.
    سأقول إنني – والله – عاشق كبير.وأن قلبي ينير عتمة دربي، وأنني – مرة – كتبت (بوذا):
    إن الكراهية يستحيل عليها في هذا العالم أن تتبدل بكراهية مثلها، إنما تتبدل الكراهية بالحبّ !
    سأقول إنني أحببتها بجوارحي كلها، حبّا ملك عليّ روحي، وإنني سأنتظرها في المرج، وكـ(الحلاج) سأتوضأ، وضوء الدم، وضوء الروح، وضوء النور.
    سأقول إنني حصلت على قسط كاف هناك، وإنني لائذ – الآن – بالعرش، أرقب الأنوار.
    سأقول – أعترف – إنني أحببت المسيح ومحمد وبوذا ومانديلا وغاندي.
    أحببت غيفارا وعلي ولوممبا وإيفان ريوس.
    أحببت الحلاج.
    وأحببتكم.
    سأقول أخيرا: إنني صعدت إلى المركبة بشجاعة.

    (عدل بواسطة خالد عويس on 06-27-2008, 03:27 PM)

                  

06-27-2008, 06:08 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)


    لم أغنّ لرند ..(شاطر..شاطر)، ولم أمسّد شعرها القصير.
    ولم أر عيني ريناد، ولم أظلل جبينها بالغيم.
    والقهوة..؟
    القهوة ستبرد فوق الطاولة الخشبية، في إنتظار إبراهيم عويس، صباحا.سيظل (هو) ينتظرني.ينتظرني في الموعد الصباحي.
    ومساءات حبيبتي ستفتقد أغنياتي.
    مطرها سيفتقد أرضي.
    من سيطيّر العصافير من أجلها، وينسج لها خيوط الشمس قصيدة ؟
    فجأة، ودون لحظة فاصلة، يمضي السرب الجميل، يرتحل من قارة إلى قارة، يطارد الضياء البعيد، يغرق في لجة الظلام، ويضرب بأجنحته الهواء المعطّر.
    يا (....) إنتظر، كما هتف ذات (...) محمود درويش.
    إنتظرني، لأكمل تسوية فراشي، واغتسالي من أجل الصباح.
    إنتظرني، لأدخّن أكثر، وأكتب أكثر، وتشرق روحي – بالنور – أكثر.
    إنتظر، لا تكن مجنونا، فالطقوس بعد لم تكتمل.
    والأناشيد معلّقة فوق السحابات، تنتظر من يعتصرها.
    وبي رغبة في السفر إلى كلّ جزر الحب.وبي رغبة في الغناء.وبي رغبة في الكلام على عتبات الآلهة، وعند عروشهم المضيئة.
    بي رغبة أن أحمل حبيبتي بين ذراعيّ لأرتحل بها إلى روما وهافانا و...القولد !!
    وفي صدري رغبات كثيرة.
    إنتظر، عند ناصية الشارع المعتم، لن أطيل المكوث، فقط، امنحني وقتا كافيا لأحبّ أكثر، ولأكتب أكثر، ولأغفر لجميع من لم يلحقوا بي أذى، خطاياهم.
    ولأغفر لجميع الذين ألحقوا بي أذى قصائدهم.
    إنتظرني، لأجفف قلبي على مشجب الشمس، وأكتب على رمل البحر اسمها.
    إنتظرني، لأذوب أكثر في أشعار(هـ):
    (أموت إذا ذكرتك ثمّ أحيا.. وكم ..!)
    إنتظرني، لأودع الأشجار والغابات.إنتظرني لأغتسل مرة أخيرة تحت المطر، ولأزور قبر أبي/ضريحه/جنتي/الياسمين.
    إنتظرني ريثما أنبت في القلب قرنفلة، وفي الروح سجود طويل.
    امهلني يا (...) قليلا، كي أنام، فأنا محتاج أن أنام.
    امهلني، لأقبل جبين أمي، وأهدي أصدقائي كمنجات تصحو عند الغسق.
    امهلني لأراقصها (السالسا) !!
    (السالسا) فقط، وسأكون مستعدا بحقيبتي وفرشاة أسناني، وعطري، و...دموعي.
    إنتظرني، ولا تأتي في الليل، تعال صباحا، كأي بائع متجول، ولا تطرق بابي كصديق في الليل، فأنا أحب الليل.

                  

06-27-2008, 06:27 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    كرم الله وعزاز.. وكلّ المخلوقات المضئة
    وكأني أعرفكم منذ آلاف السنوات.
    أرواحنا، تحفها أرواح كثيرة – من بينها روح سيدي الحلاج – كانت تحفنا هناك، في الأبدية المطلقة، ونحن لم نتسكع خارجها بعد.تهفو أرواحنا إلى ذلك (المكان) بكلّ إشراقه.
    العذابات التي تعتورنا جراء ذلك الحنين الموجع إلى الأبدية و(النور) الذي هناك.
    هو نور الإله.ونور العرش.ونور العشق.
    كم يصعب أن تغرق في الأنوار البدئية، ثم يقذف بك رحم أمك – يا عزاز – إلى هذه الوحشة كلها، وسط موجودات ومخفيات كم تفيضين بعشق كبير لها، وكم هي – إلا الأشجار والحيوانات والطيور – لا تفقه لغة العشق، ولا تفهم انبثاقه من (اللغة/النور..الأول).
    لذا، يا كرم الله، أرواحنا هائمة، تطرب لكلّ شيء، يحفها النور، تنتشي بالشعر والموت والأمكنة، تنتشي بالصوفية والعقل والأغنيات، تطرب للجمال، تبكي للأحجار والتراب الذي نطأه دون أن نحس بآلام وجوده، أليس وجودا مثلنا ؟ ألم يقتبس نورا من النور الأول ؟
    عزاز يا كرم الله غنيّة الروح، كما أنت.
    روحها ذائبة في المكان والإنسان والموجودات والمخفيات.
    أظنّ، (دمعة روحها قريبة)، تبكي إذا ماتت نملة، وتنزف روحها إذا مسّ النسيم غصنا جريحا، وتطرب حدّ السكر إذا ساحت في روحها، روح رابعة أو مسّتها على مهل روح الشبلي.
    أخالها واقفة في (بغداد) تكفكف دمعها عليه، تحاذر أن تطالع وجهه المتعب/المشرق، تحدق بعينيها في الدم، وتفكّر في وضوئه الآخاذ، وضوئه الإلهي الجبّار، تحفر الأرض، وتسقي الدم، لينبت في قلبها ورودا حمراء، تسميها شعرا، تسكر به في الأمسيات، ترفع ثوبها قليلا، وتحمل قنديلها، وتدور حول الطبل، تهمهم، وتتمتم بكلام غير مفهوم، تهتف:
    يا خدا..يا خدا..يا خدا.
    هي ربما، تهتف أيضا..(آن دل دلين).
    لغة العشق واحدة، هل قال أحدكم إنها فارسية ؟
    من قال ؟ للعشق لغة واحدة، هي لغة العشق.
    وتتدلى أنت يا كرم الله من أقمارك السماوية، تكتب بالحرف الأوليّ البدئي، عثرت عليه في بطن الصحراء/المتاهة، فطربت، وتهت سنينا، ثم عدت، عدت بهذياناتك، درويشا باذخا في أسراره.
    كيف تعرف – يا كرم الله – بالقلب والروح كلّ ذلك ؟
    كيف ؟؟
    كيف ؟؟
                  

06-27-2008, 08:28 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)


    ولكن أين البصرة يا مولاي

    وما شأني بالبحر

    - لا يوصلك البحر إلى البصرة ؟

    - بل يوصلني

    - لا يوصلك البحر إلى البصرة ؟

    - بل يوصلني البحر إلى البصرة

    - قلنا لا يوصلك البحر إلى البصرة ؟

    - أحمل كل البحر وأوصل نفسي

    أو تأتي البصرة إن شاء الله

    بحكم العشق

    وأوصلها ...
    (مظفر)

    ..فتأمل في (البصرة) !!
                  

06-28-2008, 00:57 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    Quote: الروح متعبة، والجسد سجن كبير.الجسد مكان.هل الأمكنة شر ؟





    قالت نيسر:


    الروح مزخرفة

    بالصمت ،

    وعلي مدخلها الاول،

    طبل

    في جسد

    الاسطورة يهمي:

    - متحد انت،

    وأوردتي في

    عرشك

    جدول

    - مغتسل انت،

    كما الياقوتة

    في

    الشلال...

    واله الغابة

    مازال..

    يتجرد في

    مركزه

    الاخضر

    يهتز علي

    شجرات

    البرق

    ليعامر

    انثاه
    الصغرى..

    الانثي مشحونة

    بالطل

    والثمرة

    يصعقها

    تيار

    الخوف...

    وعلي مدخلها

    الثاني..

    مزمار الريح،

    والرمل الرّاقص

    والخلخال،

    والشوك يراود

    مملوكة..

    وفي

    صيف

    اللّغة

    المتروكة،

    ينتفض الصلصال..

    وطينة عشقي

    تنعتق،

    الطينة

    من

    صنع

    الله..

    وتحترق الصحراء

    علي

    أقدام

    الّدبّوكة،

    وهوام ظمئ

    تهرب

    نحو

    الآل ...
    وعلي مدخلها الثالث

    ترتعش الصدفة

    والمشكاة..

    والضوء

    هنا

    ينثال

    جلال..

    وعلي مدخلها

    قالت نيسر:

    - وعرائس الماء

    في جذوة البحر

    تصطلي،

    في مركز اللازورد

    واللهب

    والفراشات

    تستحم

    في

    النوافير

    والروح

    متعبة،

    هي الروح ،

    والشمس تستريح

    نصف يومها

    علي

    مناكبي،

    تلون الفواكه التي

    استوت،

    وما استوت

    سوي

    فواكه

    الجسد...



    الأحبة في زاوية الحضور الالهي.. سلام من الروح..
    الروح المفوتة كم وكت..اها عاطف خيرى ده واحد من
    الأنبياء..شفتوا كتابتو كيف..الجسد مصلاية الروح..

    حلاج آخر مسكون بالمكان..

    كتابتكم دي تسكن في العضام تقعد مكان الروح ..والروح
    تقيف على فد كراع وتلف تلف تلف لامن تدوخ....

    ياخالد.. في نفس الزمن مع فروقاته..وفي تلك اللحظة التى
    دون فيها غني رسالته من داخل القهوة.. كنت أنا "مشكوما"
    مثل حمار العمدة..في مركز بنر الطبي ..بضاحية ماكدوول..
    نتيجة نوبة ربو مباغتة..لا أدري لماذا تذكرت هذا البوست
    بفيوضاته وانا على تلك الحالة..مجموعة من الأمكنة الحيوية

    تدعم الروح لتستقر على الجسد..ثلاث من الحسنوات وقلب رجل

    وبينهما روحي تبحث عن علاقتها بالجسد.. هل الروح تحمل نفس
    شفرة الأوكسحين?...هذا المكون الأزلي للمكان - الماء- أو القطب
    المؤسس للكون..أو لم ينتبه احدنا حين يفر الاوكسجين عن الخلايا
    كيف تصاب بالتبلد .. ونفقد الحواس..ما قيمة الدم بدونه..نراه
    حائرا في طريق عودته عبر الوريد الي الرئة بحث عن الأوكسجين
    عن الروح عن تلك الشفرة التى تعرف الحواس..هل الروح هي
    الأكسجين في الجسد..غياب الأكسجين يفقد الطاقة مشروعية جبروتها
    ما قيمة النار بدونه..ومن ثم قيمة الضوء.. نعم الضوء..
    لضوء حالة تجلى اللأوكسجين..اذن الأوكسجين مكان..بحكم ماديته..
    والروح مكان...حالة تجلي للأوكسجين داخل الجسد....اذن "الإله"
    "مادة" ..مكان.. لتمتعه بخصائص الروح.

    (عدل بواسطة عبد المنعم ابراهيم الحاج on 06-28-2008, 04:38 AM)

                  

06-28-2008, 01:55 PM

حامد بخيت الشريف

تاريخ التسجيل: 12-28-2007
مجموع المشاركات: 49

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    برنبجيل بقايا نسل الآلهة

    هيييييييييى وليد .. اخير ليك تنقرعي من غلت .. ترا الله من خلقا ناس في دار مساليت دي قسماهم زولين .عيال برنبجيل ، وديل ولا بسووا خلت دُتْ وعيال ناس ساكت دي ترا كله كن يسووا خلت ولا مايسووا ياخيي زول يهسبيهم معانا مافي .
    ابتدرت جدتي تحذيراتها لي بهذه الجمل وكنت حينها اجمع اغراضي نية السفر الي دار صباح عراريق بافته ، لوح ، تبروقة من جلد النمر ابو سيحان كنت قد ورثتها عن جدي كويام ود برنبجيل ، والمصحف الذي تزعم جدتي ان جدنا الأكبر برنبجيل كان قد خطه بيده في ليلة واحدة ، في دار صباح حسب مزاعم اقراني من دار مساليت اللذين سبق لهم ان سافروا الي هناك يمكنك الحصول على اي شيئ ، الباسطة ، العوين السمحات ، العربات ، نور الكهرباء وشغل الترك البسموه التلفزيون ، كل هذه الأشياء لم ارها من قبل ولا اظن ان لدي القدرة اصلا عن خلق تصورات تخصني لشكلها .
    كثيراً ماكان يسافر اندادنا من دار مساليت الى دار صباح ايام الصيف ثم يعودون مع اول الرشاش ، اذ ان كل شيئ في حياتهم يكون قد تغير ، النظارات ، البناطلين، وهذه في الأصل ليس لها اي وجود في بلادنا ، حتى ان فقيه الحله يصر على حرمة لباس البنطلون محتجاً بكونه من صنع الترك ، اللغة التي يتكلمونها بعد عودتهم لا تشبه كلامنا باية حال فهي تلك الللغة التي على طريقة ، اذا كان ودلوقتي وهكذا ، كم منيت نفسي بأن اكون مثلهم وان يكون لي بنطلون من قماش الترفيلة الأخضر ، ان ارى سوق ليبيا وسعد قشرة ، وان الاقي بنات دار صباح اللائي يقول رفاقي عنهن انهن لا يمانعن اصلا في تلبية اي دعوة ، اذن سأسافر وسأدعو احداهن للجلوس معي في المنتزه ، تري كيف يكون هذا المنتزه؟ او بالأحرىماهو هذا المنتزه ؟ كل ما علي الآن هو لملمة اغراضي اذ ان كل شيئ سيأتي في اوانه ، قريباً جداً سأتعرف على كل هذة الأشياء وربما اتزوج واحده من بنات دار صباح الملس الحمر ، ولكن ترى لماذا قالت جدتي كل تحذيراتها هذه ، هل لأنها تعلم شيئاً مما اجهله انا ؟ ام انها فقط تريد تنبيهي من ان اقع فيما تسميه هي (خلت وخيم)
    قلت:
    حبوبة ترا وليدك نجيض ولا تخافي على توا
    قالت :
    صحي وليدي ، عيال برنبجيل دي ترا ولا مثل عيال ناس ، جدك برنبجيل ذاته وليد ترا يوم عيال مريات داك لحقها في وادي بدوروا لي دواس ، ولا كلماهم ترا ، الا شالا لي سبحة وأومي لجماعة كي ياخي دمَّى جفلوا ، خلاص دمَّى جوا مقبلين دا لقوا ليك دود كبير عيونه حمر كله الا بِجُرْ ، جماعة ترا كله خافوا، ومشوا في حله هنا جماعة في شقنا دول (نقولوا خلبنا) مشوا كلموا لي فكي ادم هنا تلاميس دي ، سوا لي شخاليت هنا تلاميسه دي دمّى يا خي تَفَّشَا لي جدك كله .
    كثيراً ما كانت جدتي تذكر قصصاً مشابهة كما وكثيراً ما كانت تصر على ان جدي هو في اصله من نسل الآلهة ، وان ما جاء به الى هذه الديار التي نسكنها نحن حالياً هو ان ملك ديار المساليت العظيم كان قد اوفدة في مغارة لتعقب آثار بعض( الشفاتي) اللذين كانوا يسرقون اغنام الممالك المجاورة لهم .
    قالت مريم ام ضرعان :
    يوم جينا في دار مساليت دي وطا دا كله كان صي ساكت تقيفي في بكانك دي تشوفي ابشي مطر ولا بصب شدراي واحدي في بكان دي مافي ، جبل تشيفي دا كلو ولا كان هني ، الا برنبجيل شالا لاي ربابه هنيته وروحها بعيد من ناس دمّى خلاص غني مطر دي بقي بصب وبصب دمّى ناس ذاته خافوا من غرق ، الا امباكر نشوفي ليك شدرايات بطلعوا في روسينه سااااااكت ، كمان جبل دي برنبجيل كلمَّ لجماعة في ضرا قالا ليهم جبل دا ياخياني الا نجيبي هني ، جماعة ضحكوا قالوا برنبجيل كله جني ترا ، الا خلاص برنبجيل رفعها لي صباعه في عين جبل دي وقالا :-هي جبل تعالي اقيفي في بكان دي – كله يا خي الا نشوفي ليك جبل بجري وبجري دمّى وصل بكان برنبجيل وصفها دي وقف توا .
    يبدو ان مزاعم جدتي ليست غريبة عن هذا الرجل في تقسم انه مازال حياً وانه ياتيها في كل ليلة ويواقعها حتي قبيل اذان الفجر ثم ينصرف ، لكنه لا يخبرها اطلاقاً عن مكانه .
    قالت:
    عيال برنبجيل ديل كله مرا كن ما من بنات سلاطين ولا بمسكيهم ترا ، ناس دي نجيضين كله في فراش بالحين ، انا دي عرفتي كلام دي من برنبجيل ذاته ، الا دامبير مسخوت دا ترا ولا خلاه .
    يوم طهور بنيات دامبير جي من ورا صريف الا بصاصي وبصاصي دمّى برنبجيل شافا وتسمعها لي واه ...توا ياخي دامبير بقي مغبون بالحين وروحها لأم بتاري كَلَّمَا وجابا لي راس هنا( كديسو) ونملاي ضكر، ام بتاري ياخي سوا شخل لي برنبجيل من تلاميس هنا دي دمّى تَفَّشَا .
    في اللحظة التي وصل بنا القطار الي محطة المسيد ابو عيسى هرعت الى الأرض واخرجت تبروقتي من المخلاية التي كانت تحوي اغراضي جميعها واعتدلت في وقفتي لأصلي العشاء ، حينها رأيت جدي برنبجيل ذلك الذي حفظت اوصافه جيداً وبرفقته رجال طوال القامة غلاظ ،كان يشير بأصبعة نحوي ويقول :
    وليد دي قبلوه في بلد هناك ولا تخلوه يمشي في ناس كضابات مساخيت دي .
    الآن وانا هنا في ديار مساليت حولي بعض الحجارة التي جمعها الصبية هذا الصباح ليلعبوا بها اماطقير ولكنهم انصرفوا وتركوها ، تحمل نقوشاً غريبة ، حدثتني جدتي ان هذة النقوش هي ما كان يكتبه جدي برنبجيل حين يملى عليه كتابه .
                  

06-28-2008, 02:06 PM

حامد بخيت الشريف

تاريخ التسجيل: 12-28-2007
مجموع المشاركات: 49

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: حامد بخيت الشريف)

    أسرار الخروج


    الخٌروج :

    اْنْتِقالٌ الظَاهِرِ للْمَخْفِيٌ

    بِذْرَةٌ التْبَارِي على شٌجَيـراتِ المُنْتَهى

    الخُلُودُ:

    اذْ يُغْرغِرُ الصوت الغائر في المكث يحث الكلام

    الكلام : ما أن نشذبه حتى يتغرب خارج المجال

    وسور التخلق تكتب بالحبر الشهي

    حبر انتقالك في الموجود

    الواجد: من حرض الوقت هيأه للخروج

    المكان :

    مني برئتم

    نكاية في الوقت ، انقلاب التحول في اينيته

    سر الخروج ، سر البقاء طويلاً بمقام الأحاديث النيئة

    من يأته السر ، يحدق في المخفي ، يحلق في مسامات التسمع ، يستهيم

    من يأته السر ، يجبر الظاهريين على الصمت ، يجيرهم من براغيث احلامهم

    من يأته السر لا يحتويه الجسد ، يعرف في افراده ، لا في النطق ، اذ النطق انطمار اللب

    فضيلة الفاسدين

    من يدرك السر ، يطلع على بواطنه ، يدرك النحل في النمل ، في ذات انجلاء

    سر الأسرار :

    انفلاق الكائن من ماء (كن) ، تفلت الروح من السفلية .

    المسارات اذ لا تبلغنا المنتهى ، تمضي بنا لإختراق الغيوم , المعتم , نحو كشف المحتجب , سرة الليل , قوة الكامن في الخفاء , حري بنا ان نفارقها

    الخروج : صيحة المختبئ ، انبلاجه للعاقل , والعاقل يرى ما لايرى ، يبحث المحتجب

    يصعد ، يسمو , يخترق , فإذا اقترب احترق .

    احتراقه في الضوء رفعته , والعالم عارف لما ظهر , قانع بما تبدي للبصر .

    غواية المعلوم , تفخيخ للإدراك , اذ الحقيقة كاذبة حيناً

    من ينزوي في الخوف يعجز عن كشف ما يتوارى ,ونفخ الروح ما يعقل .

    الكاشف : من يمم وجهه قبلة الخروج , احاط بأمكنة الوقت , سافر منه اليه , تجلى في عروش الحقائق , افاضة المعقول .

    فطوبى للكاشف الساري , مالك اسرار الخروج وطي الليل

















                  

06-28-2008, 03:00 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: حامد بخيت الشريف)


    عزيزي عبدالمنعم
    ألف لا بأس عليك وحمد الله على السلامة
                  

06-28-2008, 04:00 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    Quote: عزيزي عبدالمنعم
    ألف لا بأس عليك وحمد الله على السلامة



    تسلم ياعويس

    يقول عن نفسه اقرب إلينا من حبل الوريد..والوريد
    لا يحمل الأوكسجين..شارة يفضحها بإرادته..نتقفى أثر
    وجوده..في المكان..لا نراه ..
                  

06-28-2008, 04:09 PM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    عويس ، عبدالمنعم!

    ما بال أرواحكم يا اعزاء؟

    أغلب الظن ضاقت أرواحكم ذرعا بالدنيوية و رغبت بالإرتقاء
    ولكنها رأت وحشة تظللنالغيابكم فأعادتكم لنا،
    فما زالت دروب تنتظرنا ومازالت هناك كلمات في رحم الغيب لم تولد بعد!

    ألف سلامة، ورُويت أوردتكم بالطمأنينة ...
                  

06-28-2008, 06:37 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عزاز شامي)


    عزاز
    يبدو ذلك !
    الأوراح قصتها قصة.
    متعب – والله يا عزاز – إلى أقصى درجة، متعب من الوجود، ومتعب من روحي العاشقة، ومتعب من الكتابة، وأحتاج هجعة روحية طويلة.
    تعرفين، ربما إذا طافت روحي بسنابل القمح، ومست – كما القبلات – أعواد البرسيم، وقلوب النخل (أليس غريبا:للنخل قلوب؟)، ربما إذا توضأت بماء النهر هناك، واغتسلت تحت الشمس، وشممت رائحة عمتي، وأنصت – في الليل – لثغاء الأغنام، وتأملت ذلك الغبار النوراني الجميل الذي يغلف النجوم، ربما أشعر بالهدأة قليلا.
    في اللحظة التي كان يعاني فيها حبيبنا عبدالمنعم، كنت أنا الآخر في درب مشابه، درب، ربما لا نعود منه.ذلك ما دفعني، ربما، للكتابة عنه، عن ذلك الصديق الحميم الذي يطرق على بابي أحيانا، فأستمهله.
    نعم، أرواحنا ضاقت ذرعا بالدنيوية، وتاقت إلى للإرتقاء.قلوبنا شواهد، قلوبنا مسافرة، يضنيها العشق، يمحقها، يحرقها..ألم يهتف..(ذاك):
    إن كنت بالغيب عن عيني محتجباً.... فالقلب يرعاك في الإبعاد والنائي (الحلاج)

    f
                  

06-28-2008, 10:03 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    تسلمي ياعزاز..ياها الرويحة تهيم وتناتق تدخل برزخ العالم التاني
    وتعود من شدة الأنوار..وياعويس شدر الروح يفرهد ..ولسة ماندهونا
    ورقتك ثابتة ريح التكوين بتهوزز فيها..علا اريجا يسافر قاصد نحلة
    نشوة روح..تابعلو فراشة حيرة وسط برسيم في عمق القولد..بدور
    يتسلف منها ريحة الناس الطيبة..أو صوت قوقاي من تالا النخل الفاره
    داك..أو لمت ناس عند المشرع..عينن تمسح حال القيفة التانية..
    والرواسي يصارع موج البحر الطالع من يومين متعكر ..والفيلوكة
    تقول وزينة..يازول تسلم وحقك في الشوف عالي..
                  

06-29-2008, 10:29 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)


    Quote: شدر الروح يفرهد ..ولسة ماندهونا
    ورقتك ثابتة ريح التكوين بتهوزز فيها..علا اريجا يسافر قاصد نحلة
    نشوة روح..تابعلو فراشة حيرة وسط برسيم في عمق القولد..بدور
    يتسلف منها ريحة الناس الطيبة..أو صوت قوقاي من تالا النخل الفاره
    داك..أو لمت ناس عند المشرع..عينن تمسح حال القيفة التانية..
    والرواسي يصارع موج البحر الطالع من يومين متعكر ..والفيلوكة
    تقول وزينة..يازول تسلم وحقك في الشوف عالي


    يا عبدالمنعم...يا الله ده نشيد عرفاني.
                  

06-29-2008, 10:25 AM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    رسائل المحنة ...
    أكثر ما يعلق في ذهني من زياراتي للبد هي مشاهدات آخر ليلة .... مغربية ليلة السفر متفردة، الخراف مصطفة في ظل حائط مترب في انتظار سواعد الرجال القوية، النساء يتحركن بهمة أقرب للهرب من غرفة لأخرى .. من المطبخ للبرندة و بالعكس .... وجوه النساء ، قريباتي تغالب دموعا مكتومة، الصغار يحدقون بوجوهنا أنا و أمي و يتحلقون حول أمي بهدوء ، الرجال الكبار، يدنون أكثر عند السلام، تتلامس رؤوسنا أكثر، تتلامس أكتافنا و ترتبت الأيدي على ظهري بحنو، حقائبنا تسند أبواب الغرف الخلفية، حقيبتان لم تقفل بعد في انتظار أكياس مخدات محشوة بالتمر الناشف و مقفلة بعناية، و أكياس مخدات أخر تحوي (الأبريه) و (الحلو مر). خالتي ألقت بحجاب في بطانة الحقيبة خوفا من أن أجده و أهزأ بخوفها من الحسد و العين... (بابا فانة) ابنة عمتي أقربهن للبكاء، تبدأ بنهنهة متوجسة ما تلبث أن ترتفع متى جاء ذكر أبي، تبكي خوفها ألا تراه قريبا، وقد كان... و تستحدث الأخريات للبكاء ... فالسفر مرحلة أولى للموت!

    أُعفى أخر يوم من الأعمال الشاقة، لا يوقظني ابن خالتي لملئ الأزيار، لا أكلف بعمل شاي الصبح ولا إحضار حطب المور من الزريبة... لا أذهب للبئر، ولا أعوس إديرة الفطور، و أُعفى من حلب الماعز ، ولا تسألني خالتي من حش القش ولا حطب الدوكة! يبدؤون في إخراجي من عروق أحداث اليوم تمهيدا لغيابي الطويل القادم، وألبس من جديد ثياب مدنية لا أحبها، أتسرب من تفاصيل يومهم بهدوء، كأنني الدم المسحوب بسرنجة، اخرج مسحوبة بيد غريبة لا تعرفني، لا تعرف الجسد الذي حواني، ولكنها تقطرني في زجاجة!

    آخر ليلة لنا في (البلد) لها طقوسها الخاصة جدا ...النوت بوك ذو الأوراق البيضاء، الذي أحضره خصيصا ضمن مشترياتي للسفر و احرص على أن يكون أبيض لأن (يوه سعيدة) و (بابا محمد) لا يحبون الأوراق الصفراء. أقلام الكتابة، قلم حبر شيني أزرق غامق أو أخضر، فالأحمر غير محبذ ولا أقلام الحبر الجاف ...
    (يوه سعيدة) أولهن، تحجز مكانها بجانبي على البرش الملون الذي لا يمد إلا في المناسبات، تتكئ بيدها الصغيرة على فخذي و تميل بجسدها النحيل على الورقة، تتفحصها و هي خالية، ثم ترفع عيناها لي، تحدق بي طويلا، كأنها تطلب مني أن أقرأ ما في عينيها وان أنقلهما لكلام مقروء. مستلم الرسالة ذات الشخص لم يتغير منذ تعلمت الكتابة للعجائز، ابن أخيها المقيم في مصر، تبعث له معنا، وهو المتاخم لها ويفصلها عنه عبور نهر!

    ((أرجو أن يصلكم خطابي هذا و أنتم ترفلون في ثياب الصحة و العافية ... ))

    و ((نحن لا ينقصنا إلا رؤيتكم في أحسن حال))

    اعتدت كتابة كل من الجمليتن في أي (جواب) اكتبه بالنيابة عن أم ملهوفة أو أخ متعب أو أخت مشتاقة ...

    كلا الجملتين تحمل رجاءً خجولا ً، رغبة ً في الوصال تقف الأميال و البحور عائقاً.. تصر العجائز على أن (يقرأن) ما كتبته بالنيابة عنهن! يلقننّي شوقهم و حنينهم بلغتنا النوبية و يسترسلن في حديث لا يمكنني اختزاله في 28 حرفا! أضيف السطرين أعلاه في محاولة لتعميم تجربة الرسائل التي أعرفها، و تعترض أغلبهن على الصيغة و يقترحن تعبيرات أُخر (بالنوبية) أعجز تماما عن ترجمتها!

    لا أدري لما عادوا للرسائل؟ كانت جدتي ترسل لنا شرائط كاسيت تحوي كل التفاصيل المنطوقة منها و المحسوسة، كنت أرخي السمع لصوت البرش في الجوار و صوت بوري اللواري العابرة، و هش خالتي للقطة في الخلفية، و صوت أظنه صوت قرعة المش المعلقة في السقف. كنت انتقل لهناك مع أصواتهم، و حديثهم طازج كهوائنا هناك .. كانت جدتي تبتدرنا بالسلام أولا، ثم تطمئننا على حالهم،و تتدارك لتسأل عنا، ثم تصمت لبرهة، كأنها تنتظر من المسجل أن يرد عليها بخبر حالنا، ثم تعاود حديثها الدافئ، بصوت مرتجف من التعب و الكبر ...و تخبرنا بمن مات ومن وُلد، ومن سافر و من عاد، تتداخل أصواتهم في الشريط، و يزيد عددهم أو ينقص بحس الوقت هناك، في الصباح الجميع متواجدون، في الظهيرة، جدتي و خالتي هما نجمتا البث، في السماء تظهر أصوات جديدة بحسب المارين و الزيارات... رسائل بث حي ... توثيق لأيامهم التي افتقدها ...ما زال حيا في صندوق ذكرياتي!

    عندما كنا أنا وأمي نسجل أشرطة ردنا لأمها و أختها، كنت احتفي بالتواصل! أصر على الاستحمام لهذا الحدث تحديدا و على رش العطر! سلوك يدل على قصور عقلي، ربما، و لكنه كان بالنسبة لي كان مظهرا من مظاهر الاحتفاء بالمرسل إليهم. أجلس في صمت و إجلال، بعكس طبيعتي حينها، و أرهف السمع قبل البدء بالحديث، كأني استرجع أصواتهم و أسئلتهم. اخبرهم بقصصي و حكايات المدرسة و أقلد لهم اللهجة السعودية و اللبنانية وأروى ليهم نكات قد لا تضحكهم، ولكني أردت أن أنقلهم هنا .. لي حيث أعيش، أخبرهم بمن مات و من ولد و من سافر و من عاد، شخوص لا يعرفونهم إلا من قصصي، و لكني أريد تقليد كل ممارساتهم، أريد أن أتقمص شخصياتهم لكي أخفف غربتي عنهم ... كنت استعير مسجل جيراننا لأسمعهم أغان اخترتها بعناية لهم، كنت احتضن المسجل لأهمس لهم بسر لا أريد أمي أن تطلع عليه!

    أشتاقهم جدا هذه الأيام ... ولكنهم حيث ذهب آخرون .. لا تصلهم رسائل ولا تسجيلات .. ولكني ما زلت أحس بهم! تقلصت الرسائل وأصبحت من طرفي فقط، فلا أعلم ما حالهم، هل عدموا الجديد ليخبروني أم أنا لا أصغي السمع جيدا... أود ألا أراسلهم هذه الأيام، فأخباري ليست على ما يرام، ولكنهم (يعرفون) رغما عني ووجوهم تحفني قبل النوم...

    سأبعث لهم قريبا، و لآخرين، فالرسائل نتح الروح، عرق الشوق، إن قرؤها ارتحنا، و إلا همنا كعاشق متيم ضلت رسالته لمعشوقته الطريق ...


    أبقوا طيبين ...


    *** كعادتي دائما، أخطئت فوددت ان أعدل ما لا يجوز في حضرتكم! قاتل الله العجلة و لهفة الحرف!

    (عدل بواسطة عزاز شامي on 06-29-2008, 05:53 PM)

                  

06-29-2008, 04:47 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عزاز شامي)

    سأعود
                  

06-30-2008, 06:50 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    UP
                  

07-02-2008, 10:14 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    ***
                  

07-02-2008, 10:27 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    فوق
                  

07-02-2008, 11:03 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)



    الأعزاء...

    أخوكم (ورث)، مرض الحساسية من الوالد الراحل، والايام دي الخليج غباااااااااااااار مبالغ فيه..
    فدعواتكم، ...


    العويس، الحلاج ده عجيب، وصابر على عشقه، وترك للناس دنياهم، والأهم (دينهم)...
    عزاز.................... يالها من ترانيم ومزامير لأرض الميعاد..

    الحامد، الحامد، ولا شك اقصد الصفة، وزي ما قال ابن العربي من الصعب الوصول لمقام (الحمد)، حين تستمتع الجوارح بعجائب الكون،والنفس..

    المنعم، سلام سلام سلام سلام سلام، ....


    والله حبوب الحساسية جعلت الجسد واااهن، ...


    والله الكون مليان مخلوقات عجيبة (فرح، ومرض، وحساسية، وغيرة، وموت، وفلسفة، وغناء)، ومقابر، ومعابد، في الخرطوم قصاد نادي الشرطة حيث الغناء والحفلات اليومية، طوالي شمالو مقابر بري... هكذا الدنيا..


    السلام والمحبة...
    بالأمس زارني السني دفع الله، المخضرم، لشئ في نفسه ونفسي بشأن (طبقات ود ضيف الله)...


    المحبة الزايدة...
                  

07-02-2008, 01:26 PM

حامد بخيت الشريف

تاريخ التسجيل: 12-28-2007
مجموع المشاركات: 49

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    الأحباب : عويس... غني... منعم...عزاز...
    سلام المحبات جميعها :

    الأمر عجيب يا غني ... الدنيا تجمع كل شيء ... بالأمس فقط قابلت (درويش) في السوق العربي (قديماً) بمرقوعته وأم قرينات وسيجارة برنجي (آي والله سيجارة برنجي) في يده الشمال وبيمينه لالوبه يطول حبلها قبيل الأرض بسنتمترات قلائل ولا يفتر لسانه من (حييييييييي قيوم) تعرف يا غني الزول حسى بأني زي بتساءل ده شنو ده؟ فقال لي يا خوي مالك بتعاين متل دا ؟ قلت ليه: لكن السجاير دا ما حرام؟
    رد: اهو أنا بسجر وبسبح ولساني ما بجيبو سيرة جنس مخلوق .
    قلت : بس ربنا ما بحاسبك على ضياع المال في الفارغه؟
    قال: حتى أنا بحاسبه على جوده بالمال للمتلي
    رجعت البيت ومتحير وحكيت لشيخ ابراهيم ودا زول متصوف وعارف شديد فضحك وحكي لي عن قصة الإعرابي دي :

    بينما النبي صلى الله عليه واله وسلم في الطواف إذا سمع اعرابياً
    يقول: يا كريم


    فقال النبي خلفه: يا كريم


    فمضى الاعرابي الى جهة الميزاب وقال: يا كريم


    فقال النبي خلفه : يا كريم



    فالتفت الاعرابي الى النبي وقال: يا صبيح الوجه, يا رشيق القد ,
    اتهزأ
    بي لكوني اعرابياً؟‎
    والله لولا صباحة وجهك ورشاقة قدك لشكوتك الى حبيبي محمد صلى الله
    عليه واله وسلم


    فتبسم النبي وقال: اما تعرف نبيك يا اخا العرب؟



    قال الاعرابي : لا


    قال النبي : فما ايمانك به؟

    قال : اّمنت بنبوته ولم اره وصدقت برسالته ولم القه


    قال النبي : يا أعرابي , اعلم أني نبيك في الدنيا وشفيعك في الاخرة



    فأقبل الاعرابي يقبل يد النبي صلى الله عليه واله وسلم



    فقال النبي:
    مه يا اخا العرب

    لا تفعل بي كما تفعل الاعاجم بملوكها, فإن الله سبحانه وتعالى
    بعثني
    لا متكبراً ولا متجبراً, بل بعثني بالحق بشيراً ونذيراً

    فهبط جبريل على النبي وقال له: يا محمد. السلام يقرئك
    السلام ويخصك
    بالتحية والاكرام, ويقول لك : قل للاعرابي,‎

    لا يغرنه حلمنا ولا كرمنا,فغداً نحاسبه على القليل
    والكثير,
    والفتيل
    والقطمير



    فقال الاعرابي: او يحاسبني ربي يا رسول الله؟



    قال : نعم يحاسبك إن شاء



    فقال الاعرابي: وعزته وجلاله, إن حاسبني لأحاسبنه



    فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم : وعلى ماذا تحاسب ربك يا اخا
    العرب ?



    قال الاعرابي : إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته, وإن
    حاسبني
    على معصيتي حاسبته على
    عفوه,

    وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه

    فبكى النبي حتى إبتلت لحيته



    فهبط جبريل على النبي

    وقال : يا محمد, السلام يقرئك السلام , ويقول
    لك
    : يا محمد قلل من بكائك فقد الهيت حملة العرش عن تسبيحهم



    وقل لأخيك الاعرابي لا يحاسبنا ولا نحاسبه فإنه رفيقك في الجنة


    شفت يا غني الناس ديل عارفين قدر شنو؟

    محبات
    حامد
                  

07-04-2008, 08:48 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: حامد بخيت الشريف)




    حوار ماسنجري مع اخوي الحامد


    بالأمس، وفي حوار ماسنجري مع اخوي حامد، بين الخرطوم الحارة والدوحة المغبرة، شفت الروح بحكاوي الحامد، وطربت معه وهو يتجول في تلك الشوارع الغريبة للخرطوم والتي تجمع في حماها تجليات الخير والشر، والنعومة والشقاء، ولا أزال اذكر جولة مع اخوي القاص والكاتب الجميل ابو حازم في الخرطوم بل قلبها، وإن كان قلبها الحقيقي في الاطراف، ولكن مجازا، وأقصد شمال شارع الجمهورية، فقد كانت الخرطوم خالية، اظن كان في مؤتمر عربي، وأخليت العاصمة، وكانت الشوارع خالية، وللحق أول مرت شعرت بأن الشوارع جميلة، وخضراء وتاريخيه (بحيث قرأنا اسماء شوارع لاقباط واتراك وحركة وطنية، وهي باهته، ولا يمكنك قراءتها في ضجة الخرطوم المعروفة، وتجولنا في شارع النيل والطرق القريبة منه، وكأننا رجعنا لخرطوم قديمة، لايسكنها سوى 15 ألف، مش 15 مليون، دون ان توفر لها الدولة عمل او حقل او مصنع او فصل، بل تركتهم يحرقون دمهم، ويحطمون جهازهم العصبي..

    كانت جولة رائعة، سكنت الذاكرة، وألهمت النفس بكتابة نص عن الخرطوم وباباكوستا، وخرطوم الثلاثينات، وورائها، وبعدها، إلا قليلا..

    بالامس، مع اخوي الحامد، الشاعر والكاتب المميز، ذو الاسلوب الخاص، المسكون بطقوس البيئة العجائبية لبلدي، وسحريتها، كان الحديث عن دروايش الخرطوم، وأخواتها.. وعن قراءة الخواطر مثل قراءة الجرايد، وعن رجال مدفوعي المناكب لا يؤبه لهم، قلوبهم مصابيح هدى..

    نقلني الماسنجر للعوالم السمحة، والله يادوب حسيت انو في ادب ماسنجري، الكتابة المباشرة، العاطفية، وجه لوجه، دقة سريعة، وكل ذلك بعد أن رجعت للحوار، ووجدته حي، ونضر وساخن، لأنه كتب ككلام، وليس قصة، او ماشابه ذلك، من بهارات الكتابة، بل كان ونسة من وراء الحرف، يعني كأننا كن طرش، وبنتكلم من خلال الكتابة....

    والله حسيت انو حامد حقو يسجل الحاجات دي، فالحياة في السودان ما قبل سلطنةالفونج تتجاوزالواقعية السحرية اللاتنينة، فقراءة الخواطر وفهم سكسكة الطيور كانت جزء من المنجز الصوفي السوداني، والمسيد في العصريات ملئ بسرد كاشف تتداخل معه العوالم الملائكية مع الامس مع الغد، في نسيج يحتفي بالحياة ويجعل الروح هي السارية والمادة مظهر موقت، كاذب، وراءه سر، بل أسرار، والحياة لا تكتفي بشريط الحاضر الصغير ده....

    جرى الحوار وتشعب، ولم يتجاوز فرادة النص اللاوقعي، والواقعي البحت للنفس السودانية/ متمظهرة في جوالين، لم يركنوا لحياة الاسرة، أو انماط التربية القطيعية، بل هاموا، في اسلوب وتري خاص، لهم نصر، ولهم هزائم، ولكنهم لم (يكونوا صدى الأحداث، بل كانوا التجربة)..

    وجرى الحديث عن عويس وعزاز، والمنعن ود إبراهيم، وقال بأنهم يكتبون مابعد الحلاج ووجده، وبأنهم قتلى اللحظات العجيبة، للحقيقة القديمة، المستورة..

    كلام وكلام وطرب...

    الحامد اخوي شكرا للحديث الجميل بالماسنجر...
    المحبة الزيدة..


    ....
                  

07-04-2008, 12:50 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    حبيبي كرم الله
    ألف حمدا لله على سلامتك.وتحياتي للسني.
    الحلاج روح جبارة يا كرم الله.روح سارت – حافية – على درب العشق، درب كلّه أشواك ونار، لكنها كانت روحا خفيفة، تمسّ الأرض، و(لا تخدش طهرها). روح طيفية.
    يا كرم الله، أروح أتأمل الصلب، حتى لكأني سأصلب غدا.
    أتأمل كلّ شيء يتعلق به. لماذا يكون فجرا ؟
    هل يدركون أن الروح تسرح في جلال الكون اللانهائي في تلك الساعة.
    للغرابة، كزانتزاكس أدهشه ذلك أيضا، فـ(باح): المسيح يصلب من جديد !
    الحلاج رقى من الدرب ذاته، درب الصليب، وهو الذي هتف سابقا في وجد غريب، وكشف يشف، ثم يشف :
    على دين المسيح يكون موتي...!!
    وفي ساعة السيد المسيح ذاتها، علقوا جسده، وما كان ليتأتى لهم أن يفهموا، إنما هم يدعون روحه السجينة تنعتق !!
    تلك الساعة مغرية جدا يا كرم الله.مغرية حد الجلال.تقشعر فيها الروح، وتُغمر باللون الكوني المدهش ذاك.أحس ذلك اللون ..روح.ربما هي الروح التي نتوق لمعانقتها.هي التي عانقها الحلاج في ساعته تلك.
    الحلاج واحد من أساتذتي الكبار.
    يا الله، كيف يحب المرء بتلك الطريقة، وكيف يكتب/يهذي/يشطح/يتوحد/يمشي على حقول الأزهار، ينسرب؟
    لا، وأن تعانق الموت وأنت محمول إليه.ليس على وجه الدقة، ولكن أن (ترتفع) قليلا.قدماك لا تمسان الأرض، وعيناك مثبتتان على السماء العريضة فوقك، ونسيم الصباح يعبر جسدك، تتساقط الرغبات، تنمحي.تشرق نفسك – كالشمس - ، هل الشمس أيضا تصلب كل صباح، لذا يكون بمقدورها أن تكون مشرقة إلى هذا الحد ..العاشق؟
    حامد
    يا حبيبنا والله إنك محظوظ جدا.
    تعرف، في غربتنا القاسية هذه لا نلتقي بدراويش قط.أشتاقهم يا حامد، أشتاق مرأى ملابسهم وروائحهم، ونظرة عيونهم الهائمة في الكون.
    حتى أنا بحاسبه على جوده بالمال للمتلي !!
    يا الله يا حامد، يا لها من عبارة كفيلة أن تبعث به إلى الصلب، كونه شطح، وكفيلة أن تجري الدمع من مآقينا.والله سالت دموعي يا حامد.يا لها من عبارة رقيقة، عبارة صوفي عاشق فعلا، يستكثر على نفسه – كأروع ما يكون – جود الله عليه بأقل القليل !
    يا كرم الله، متى نبلغ هذه الدرجة ؟؟
    وطالما أنك جئت على ذكر الحلاج، والكتابة ما بعده، صرعى اللحظات المجلوة، فإليك حلاجي:
    والله لو حلف العشاق أنهمُ
    قتلى من الحب أو صرعى لما حنثوا
                  

07-05-2008, 00:30 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    ***
                  

07-05-2008, 01:50 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    Quote: أسرار الخروج


    الخٌروج :

    اْنْتِقالٌ الظَاهِرِ للْمَخْفِيٌ

    بِذْرَةٌ التْبَارِي على شٌجَيـراتِ المُنْتَهى



    الاحباب فقراء الزاوية المنسية..كيفنكم...وياغني سلامتك أظنها الأرواح
    اتطاقشت في منحنى مجرة..ووقعت وقعة نصيحة في دلجة الجسد..كيفتني ونستكم
    انت وحامد ونجركم للكلام بي حرارتو والدم في مشيمتو..زي اللبن من ضرعو
    لي خشم الصغير..آها حامد ده بالنسبة لي اكتشاف جديد..بي كتابتو دي بذكرنى
    "نوح ود العبوب"..درويش في منطقتنا... سوف أكتب عنه لاحقا لو الروح
    ماسرت..

    انتقال الظاهر للمخفي..عالم "افروم" الباطني.. التوغل في الجوهر..سر
    الكينونة..التعرف علي الحيوات..علي مشروع الأشياء الغاتس في العمق
    حالة اكتشاف النظام..القوى الداخلية وقوانينها..موقف الند مع الحقيقة
    وانتفاء الخوف من خوارق العادة..زي درويشك ده ياحامد البدور يحاسب
    من منطلق العارف والمحب..


    بالمناسبة ياخالد لي البوست ده ضهبان مني
                  

07-05-2008, 11:27 AM

حامد بخيت الشريف

تاريخ التسجيل: 12-28-2007
مجموع المشاركات: 49

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    عبد الغني يا أخوي : سلام

    هكذا الرحلة دائماً في الخرطوم ، ضجيج ، غبار ، انفاس لاهثه، شحاذ على بعد كل عشرة سنتمترات ، بس جمال ، جمال يا غني ، والله ما بتخيل أنه في مكان في العالم ممكن يجمع بين من يركب سياره (هامر) وشحاد بسأل الناس حق الله ، صحيح تعبانين بس سمحين ،
    اتذكرت بابكر عطيه:

    القال:
    يا ايها الوطن الجميل كخاطري
    ارسم طريقك في دماء العابرين الناحلين من الأسى
    الرافعين أكفهم للريح
    السائلين الفرحة صدقة.

    صدق والله عطية ، الواحد فيهم تديه قروش يتبرع بيها لغيره


    عويس وعبد المنعم : جاييكم لو في العمر مدد
                  

07-05-2008, 07:33 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: حامد بخيت الشريف)

    راجع.
                  

07-07-2008, 12:25 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)


    سأعود

                  

07-08-2008, 06:55 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)


    وأعود تارة أخرى، مخفورا بصبابتي إلى "النقطة"/السر.
    النقطة أصل.والكون أصله نقطة.والتنقيط فعل "كُن".والنقطة:حب.
    الكون حب.
    والحياة حب.
    والموت حب.
    هذا لمن سلك، ومن سلكت.
    والروح إن امتلأت بالعشق، ما بارحت سكرها أبدا، ولا صحت.
    طريق النواميس، طريق معرفتها – بالقلب – طويل.والناموس يفضي إلى ناموس، وينتهي بناموس.ووا لهفي على من أظلمت روحه بالكراهية.كيف تكره، والله محبة ؟ الله حب.
    أتأمل – يا حبيبي كرم الله -، أتأمل الغفران.كم يحبنا الله ليغفر لنا.يغفر لنا تشاغلنا عنه، وتلهينا، وتجربتنا العريضة المليئة بالآثام والخطايا.لو لم يكن يحبنا، ما غفر لنا.
    كم هو الغفران جليل.حين تقف على بابه سائلا، كواحد أثقلته الفاقة، ومرغته الآثام، وقيّدت روحه، فراح يلحف في السؤال، واحد، كأي "زول الله ساكت" !
    لو لم تكن الثقة كبيرة في من يغفر، ما سأل الطامع في الغفران شيئا.
    و.."لولا حسن ظني ما حييت".
    يقول:
    (ما رحلوا يومَ بانوا البزّل العيسا
    إلا وقد حملوا فيها الطواويسا
    من كل فاتكة الألحاظ مالكة
    تخالها فوق عرش الدر بلقيسا
    إذا تمشّت على صرح الزجاج ترى
    شمسا على فلك في حِجر إدريسا
    تُحيي، إذا قتلت باللحظ، مَنطِقها
    كأنها عندما تحيي به عيسى
    توراتُها لوح ساقيها سنا، وأنا
    أتلو وأدرسها كأنني موسى
    أسقفة من بنات الروم عاطلة
    ترى عليها من الأنوار ناموسا
    وحشية، ما بها أنس، قد اتخذت
    في بيت خلوتها للذكر ناووسا
    قد اعجزت كل علام بملتنا
    وداوديّا، وحبرا ثم قسيسا
    إن أومأت تطلب الإنجيل تحسبها
    أقسة، أو بطاريقا شماميسا
    ناديت، إذ رحلت للبين ناقتها
    يا حادي العيس لا تحدو بها العيسا
    عبيت أجياد صبري يوم بينهم
    على الطريق كراديسا كراديسا
    سألت إذ بلغت نفسي تراقيها
    ذاك الجمال وذاك اللطف تنفيسا
    فأسلمت، ووقانا الله شرّتها
    وزحزح الملك المنصور إبليسا)
    .... لسيدي ابن عربي.
    الأرواح متعبة يا كرم الله.أرواحنا متعبة للغاية، ولا يذهب تعبها إلا به، بالحب.
    بالحب تشرق الإشارات.وبه تتقدس المخلوقات، وتكرّ كلها كمسبحة ضخمة، تروح تسبّح بالحب.تتوحد.نتوحد. بالحبّ وحده تغتسل قلوبنا بالضوء الآتي من لألاء العرش.
    أجسامنا تدور في فلك، وأرواحنا تدور في فلك آخر.باحثة عن الحب.تذوب فيه.باحثة عن أرواح مسكونة بالحب.أرواح الناس والحيوانات والأشجار والأحجار والجبال.حتى الجبال، على قسوة أجسادها، وتغضّن وجوهها، وصلابة سواعدها، تخرّ حين يتجلى لها الحب.
    أليست تلك إشارة على رقة الكائنات، كلّ الكائنات، وذوبانها عشقا، حتى لكأن الأبيات السابقة، خطها يراع الجبل أو الحجر، لا فارق، فالكلّ - لمن يدرك - متوحدون في جلال هذا العشق المشرق.
    والطيور، تسبق الحلاج في وضوء الدم، تراها تتخبط في دمها حين تُذبح، وهي تصلي في خشوع، يطربها الذبح، حتى لكأنها ترقص.فلحظة اللقاء دنت، لحظة اللحظات، لحظة الحقيقة الكاملة.
    هل العشق يؤذي حقا ؟
    لماذا ؟ لماذا، وقلبي/ك/هم/نا، خالية من الكره، وسابحة فوق أنهار الح بة.
    ألم يخلقنا الهع عاشقين ؟
    (رق الزجاج وراقت الخمر
    فتشابها فتشاكل الأمر
    فكأنما خمر ولا قدح
    وكأنما قدح ولا خمر)
    الحلاج

                  


[رد على الموضوع] صفحة 3 „‰ 4:   <<  1 2 3 4  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de