|
|
 الفنان الشاب أبوذر عبد الباقي في حوار جرئ مع صحيفة الأحداث:أنا تاني ما برجع ورا لعقد الجلاد!!
|
أبوذر عبد الباقي ..صوت ينتمي للطبقة الغليظة الفخمة ويحتشد بالتطريب والقدرة على الدخول السريع للوجدان..كان ابوذر صاحب بصمة صوتية في مسيرة عقد الجلاد وكان صاحب شعبية كبرى تتجاوب معه حينما يؤدي (الصولو) الخاص به، وبعد تركه لعقد الجلاد والاستفهامات التي تركها من خلفه، يحاول الآن أبوذر صياغة تجربته الفنية الشخصية بكثير من المغايرة..الأحداث التقته لتتعرف على تفاصيل مشروعه الفني الجديد.
حاوره للأحداث: سراج الدين مصطفى
بعد كل هذا الزمن كيف تنظر لتجربتك وإنحيازها للقضايا الحياتية؟
يوما بعد يوم بدأت أكتشف أهمية الفنون والدور الذي يمكن أن تلعبه في الحياة وهذا جاء بعد الاطلاع علي تجارب الكثير من الفنانين السودانيين وغير السودانيين، بأن الفن يجب أن يؤدي وظيفة أساسية لا تنقص من القيم الجمالية المحتشد بها ، وأنا من خلال تجربتي بدأت أنظر (للحكامة) كمؤسسة غنائية للقبائل العربية في دارفور واكتشفت الدور الذي يمكن أن تلعبه ولكنها مع الأسف لعبت دوراً سالباً في أزمة دارفور عن طريق غناء الحماسة الذي أجج الحرب.
*لك معالجة فنية لموضوع الحكامة ودورها أرجو أن تحدثنا عنه؟
ـ كان معالجة موضوع الحكامة هماً لذلك ابتدعت مشروع (الرينبو ) لتدريب الحكامة لتغني للسلام وحتى تلعب دوراً إيجابياً بالغناء وتحويل الواقع من حالة الحرب لحالة السلم ، ولكن لنغني مع الحكامة هذا لايعني بالضرورة الغناء إنابة عنها.
*ولكن يا أبو ذر هناك متاجرة فنية بقضية دارفور؟
ـ أنا في مشروع الرينبو انتهجت منهجاً مغايراً غير الذي يحدث الآن مع القضية فنياً، وما قلته عن المتاجرة بالقضية فنياً كان حادثاً وكان هناك استغلال للحكامة من لوردات الحرب في دارفور، ولكن في مشروع الرينبو كانت الرؤية ان تأتي الحلول عن طريق الفنون التي تعبر عن الكثير من القيم الموجودة في موروثنا السوداني التي يمكن التواصل عبرها.
*هل لك نماذج غنائية واضحة في هذا الشأن؟
ـ هنالك أغنية " سلام دارفور" التي تتحدث عن قيم إرساء الجودية والعدالة والتي تنادي بعدم الإفلات من العدالة ومنها العفو ومنها المصالحة وجبر الضرر وكل هذه القيم تعبر عنها الأغنية وتقدمها في قالب موسيقي واستعراضي راقص حتي تصل فكرتها بكل بساطة وتكون هي ذات نفسها لغة للتواصل لا تعرف الحواجر والحدود، وهناك العديد من الأغاني التي نحاول عبرها أن نبرز السلام كغاية يمكن الوصول إليها عن طريق الغناء كوسيلة وكذلك التحول الديمقراطي.
*لماذا لا تجعل تجربتك اشمل ولا تحصرها فقط في دارفور؟
ـ التجربة بالتأكيد اشمل وابعد، ولكن التخصيص لقضية دارفور يقتضيه الواقع ، وإذا فتحت حنفية المياه تجدها تتحدث عن دارفور والمنظمات. في تلفزيون أو اي إذاعة تجد أن الملمح العام هو دارفور ونحن حينما نطرق عليها لأنها أصبحت قضية حياتية ولن نذهب لغيرها مالم نتجاوزها كأزمة، وإذا الفنون ليس لها قدرة أن تكون موجودة في هذه القضية فليس لها داع مطلقاً.
*ماهو الإطار أو المشروع الفني الذي تتجه نحوه تجربتك الفنية؟
ـ تجربتي هي تجربة فنية تعتمد على عناصر كثيرة غير الفنان والملحن ولكن هنالك آخرين كلنا نعبر عن تجربة واحدة يقوم أساسها على المشاركة وهي تجربة ذات بناء أفقي يمتد لكل حدود العالم لأننا نتحدث عن غناء يبحث عن حركة مجتمعية جديدة تعبر عن كل الموجودين في العالم من دارفور الى نيويورك، وهي تجربة ليست محصورة في زمان أو مكان معين واللغة التي نعتمد عليها هي الموسيقى التي لا تعرف الحواجز أو الحدود وفي مقدورها أن تتواصل مع كل العالم، لذلك أنا أسميه غناء الحركة المجتمعية الجديدة.
*التأليف الموسيقي في تجربتك ماهو الشكل المغاير الذي تنتهجه؟
ـ الشكل الجديد والمغاير هو الجمال والمتعة هدف أساسي، ولكن يا صديقي انا مجموع من اخرين وكل من اجزاء كثيرة،والموسيقى والغناء كالمعلومة يتم تناقلها من جيل الى جيل وهي تتحول من حالة الى اخرى.
*في تقديري تجربتك الى الآن لم تصل الناس رغم تطورها التقني ولكنها تقف في ذات المكانة التي بدأت منها؟
ـ الفكرة والإعداد لها ثم نضوجها يأخذ وقتاً طويلاً وحتى التبشير بها وهذا الحوار الذي تجريه معي هو جزء من التبشير، وأنا بصراحة أتحدث عن مشروع فني يدعى (الرينبو) وعبر صحيفتكم أبشر به وأطرحه للناس وأتوقع من خلال الإعلان لهذا المشروع ان أجد شراكات مع آخرين لأن التجربة حتى تصل الناس لا تعتمد على الفنان فقط فهناك منتج وهناك موزع وهناك آخرون معنيون بالتجربة.
*كيف تنظر لتجربتك الفنية وسط هذا الجيل الذي يعتمد في أغنياته على غناء الحفلات والرقص؟
ـ الترفيه هو سلعة ومن حق اي إنسان أن يتاجر فيها ولكن حينما تكون نفس هذه السلعة مضمن إليها ترفيه ومعرفة تصبح سلعة أجود وتسويقها يصبح أسهل لأنه يصل للمتلقي سلعة ذات مضامين لذلك أنا ليست لدي فواصل وتجدني من أنصار الفن للفن وفي نفس الوقت من أنصار الفن للمجتمع ومشروع الرينبو يقدم هذا الخليط الذي يجمع مابين المعرفة والفن.
*وماذا عن عقد الجلاد؟
ـ عقد الجلاد مدرسة ويجب ان يأتي تأريخ التخرج منها مالم تكن هنالك فصول إعادة ، وأنا في تقديري عقد الجلاد جبل من الإبداع كلما تساقطت منه الصخور بدت عروق الذهب وبقي من بقي وذهب من ذهب، وأنا مشروعي الفني امتداد لعقد الجلاد في اي مكان أكون متواجداً به، ولكن عقد الجلاد لم تكن بالنسبة لي سقف أكون به كل الزمن وهي كانت منصة إنطلاق.
*غاب صوتك عن الفرقة ولكن لماذا غابت حتى ألحانك؟
ـ أبوذر الملحن لم يغب ولكن ربما غابت الأعمال الغنائية في برنامج وجدول عقد الجلاد وهذا يسأل منه القائمون على أمر الفرقة.
*هل لديك رغبة بأن تتعاون معهم مرة أخرى؟
ـ هناك أغنية حصار ومدحة محمد عشوقي وأتمنى أن يكون هناك تضمين لهم في برنامج عقد الجلاد، وأنا من أنصار اذا ذهب الصوت يجب أن يبقي التواصل بينك وبينهم كملحن ومبدع.
*هل ترى ان عقد الجلاد مؤسسة تحتاج لإصلاح؟
ـ عقد الجلاد بالنسبة لي الآن هي مؤسسة فقط وإذا كانت تحتاج لإصلاح أو لا تحتاجه فهذا سؤال يجب أن يطرح للموجودين داخل هذه المؤسسة وأنا في تقديري هي موجودة وفعالة وتقوم بالتجديد الدائم ولكن هل تؤدي بالكفاءة المطلوبة ؟
*الدعوة للإصلاح كانت سبباً في خروجك من عقد الجلاد؟
ـ الدعوة للإصلاح لم تكن سبباً في خروجي عن عقد الجلاد ولكن لأن سبعة أعوام بداخل الفرقة كانت كافية جداً، وأكرر لك بخصوص الإصلاح يجب أن تسأل الأعضاء الحاليين هل هم راغبين في الإصلاح؟ وهل هم قادرون علي الإصلاح؟ ولكنني أرى الآن بأنها تؤدي ماعليها..وأنا يا صديقي قضيت سبع سنوات في الفرقة وكنت فقط ملحن ومغني وحتي حينما خرجت عن الفرقة كان الجمهور راضياً..
*هل لديك رغبة بالرجوع لعقد الجلاد؟
ـ إطلاقاً وعقد الجلاد لديهم أغنية تقول (أنا تاني ما برجع ورا) وليست لدي أدني رغبة لأرجع لنفس المربع ولكن ربما يكون لدي رغبة في ان نعمل أغنيات سوياً.
*ماذا وجدت في قصائد سعد الدين ابراهيم؟
ـ هنالك مقولة احب ترديدها وأقول ان سعد الدين ابراهيم هو صلاح جاهين السودان ، وفي تقديري من النادر ان يجتمع العمق والبساطة والجمال في مفردة مالم تكن هذه المفردة صنيعة سعد الدين ابراهيم ومن النادر أن تجد المفردة التي تعبر عن اجيال متباينة ومختلفة مالم تكن المفردة كتبها سعد الدين ابراهيم الذي تحتشد مفردته باليومي والإنساني .
|
|
 
|
|
|
|
سراج الدين مصطفي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست