حسم القضاء الانجليزي قضية مصرع الفنانة الراحلة سعاد حسني.. أكد القاضي الانجليزي ان وفاة سعاد حسني كانت انتحارا مع استبعاد الشبهة الجنائية.. ومع هذا اثار هذا الحكم العديد من علامات الاستفهام الحائرة والمثيرة، خاصة بعد مرور وقت طويل تجاوز عامين علي واقعة مصرع السندريلا المصرية ثم انتهاء الحكم إلي تصوير الواقعة علي انها انتحار.. 'اخبار الحوادث' كانت ترصد جلسة الحكم لحظة بلحظة.. سجلت وقائع الجلسة والتقت بعاصم قنديل محامي أسرة الفنانة الراحلة بحثا عن اجابات شافية لكل علامات الاستفهام التي اثارها الحكم بتصوير الواقعة علي انها انتحار.. فماذا دار دخل قاعة محكمة ويستمنستر في لندن.. أو محكمة الوفيات وهو الاسم المعروفة به في القضاء الانجليزي؟! الخميس الماضي كان يوما حاسما في قضية سعاد حسني.. سندريللا السينما المصرية.. لم يكن عاصم قنديل محامي نجمة السينما الراحلة يتوقع أن يكون هذا اليوم هو الحاسم.. الذي سيسدل فيه الستار علي القضية التي كانت حديث الرأي العام سنتين كاملتين! تتابعت الأحداث المثيرة.. كل ساعة.. بل كل دقيقة كانت تحمل مفاجآت وأسرار في آخر مشاهد هذه القضية!
السابعة والنصف صباحا. غادر عاصم قنديل المحامي الفندق الذي يقطنه.. استوقف سيارة أجرة وطلب من سائقها الاتجاه إلي مبني محكمة ويستنمبسير أو محكمة الوفيات. لم يكن هذا التوقيت المبكر هو موعد نظر القضية.. فموعد الجلسة كان في التاسعة والنصف صباحا.. لكن المحامي كان متجها للمحكمة لهدف محدد.. أنتظره طويلا.. وأعتقد أن أقترب من تحقيقه! أخيرا حددت له هيئة المحكمة موعدا مع المفتش جيفري.. منذ شهور ومحامي أسرة سعاد حسني يطالب المحكمة.. والشرطة.. وجهات التحقيق أن يطلع علي ملف القضية.. ويمارس حقه القانوني كمحامي في معرفة آخر ما توصلت إليه السلطات الانجليزية في هذه القضية! كان المحامي يرغب في معرفة كل شيء عن الحادث قبل أن يمثل أمام المحكمة.. بعض ضغوط وألحاح شديد منه حددت له المحكمة هذا اليوم.. بل قبل جلسة المحكمة بساعة ونصف فقط! شعر عاصم قنديل أن هذا الوقت قليل جدا.. لكنه لم يجد مفرا من موافقتهم حتي يصل إلي الحقيقة.. لم يكن يعلم إنه علي موعد مع مفاجأة سيئة! وصل إلي مقر المحكمة قبل موعده بربع ساعة.. وبدأ رحلته مع الانتظار.. لكن مفتش الشرطة لم يحضر.. مرت الدقائق ثقيلة وأقتربت الساعة من التاسعة.. وبدأت هيئة المحكمة في الحضور للمقر.. لم يعد هناك وقت للجلوس مع المفتش حتي لو حضر الآن!.. وأخيرا ظهر المفتش جيفري.. ولكن بعد فوات الأوان.. كانت جلسة المحكمة قد بدأت.. جلس في أحد المقاعد.. وأكتفي بألقاء نظرة وأبتسامة هادئة نحو محامي أسرة سعاد حسني!
الشهود الأربعة
عدد الحاضرين لم يكن كبيرا.. جلس القاضي الدكتور بول كنابمان علي المنصة وحده.. عدد الحاضرين من الجمهور لم يتجاوز الخمسة معظمهم من العرب.. لم يكن منهم أحد من أقارب سندريللا الشاشة! كذلك عدد الصحفيين من العرب والانجليز لم يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.. القاعة كانت شبه شاغرة بشكل لايتناسب مع أهمية القضية.. قبل أن يبدأ القاضي جلسته قص عليهم عاصم قنديل ما حدث مع مفتش الشرطة.. طلب أن يجلس معه ساعة واحدة.. ولكن القاضي رفض.. أكد للمحامي إنه سيعرف كل شيء عن القضية من خلال هذه الجلسة! بدأ القاضي ببعض الأجراءات القانونية الروتينية لافتتاح الجلسة بعض أن عرض ملخصا للقضية.. وأكد إنه سيستمع لباقي الشهود خلال الساعات القادمة! لكن الجلسة المثيرة لم تستمر أكثر من ساعتين تماما.. بدأت في التاسعة والنصف تماما.. وأنتهت في الحادية عشر والنصف ظهرا بتلاوة الحكم الذي أثار ضجة فيما بعد! في أحد أركان القاعة جلس الشهود الأربعة كل منهم في إنتظار دوره.. الكاتب الصحفي منير مطاوع.. ونادية يسري صديقة سعاد حسني.. والطبيب الشرعي د. هانت.. ومفتش الشرطة جيفري. كان الشاهد الأول هو الكاتب منير مطاوع.. وهو كاتب صحفي مستقل يعيش في انجلترا.. كان قد نشر في احدي الصحف منسوبا إلي نادية يسري إن هناك أحد الاشخاص كان يمتلك نسخة من مفتاح شقتها..
وكان يتردد علي الشقة! سأله رئيس المحكمة: من أين عرفت بهذه المعلومات؟
منير مطاوع: تلقيت مكالمة من أحد الاشخاص أخبرني بهذا.. وقد قدمت اسمه وهاتفه إلي الشرطة! تدخل عاصم قنديل لمناقشة الشاهد قائلا موجها حديثه لمفتش الشرطة:
وماذا فعلتم في هذه المعلومات. طلب القاضي من المفتش أن يجيب علي هذا السؤال! وبكل هدوء قال المفتش جيفري:
لم نتوصل لشيء.. إتصلنا بهذا الرقم ولم نتلق إجابة!
عاصم قنديل: لماذا لم تتجه إلي العنوان.. أو تجري المزيد من التحريات بدلا من مجرد الأتصال؟
المفتش: هذا ما حدث! لمدة ثلث ساعة كاملة ظلت المحكمة تستمع لشهادة منير مطاوع ويتدخل عاصم قنديل بين السؤال والآخر ويناقشه.. وانتهت شهادة الكاتب الصحفي ليأتي الدور علي الشاهد الثاني!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة