البرنامج السياسي لحزب الأمة 2003م

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 04:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-17-2003, 04:51 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حزب الامة 2003 (Re: خالد عويس)

    يظهر عجز المؤسسات العربية والأفريقية في مجالات عديدة منها: عجز القرارات المتخذة، ضعف العلاقات البينية، عجز الاجتهاد السياسي بسبب الأوتقراطية وانعدام الشرعية، وانعدام الحيوية بسبب عجز الدول.
    عجز الوساطات الإقليمية وفتح الباب للدور الدولي الغربي بدون توازن يدعوان الوطنيين في هذه الدول للعمل على تجاوز الوضع الإقليمي الحالي في المجالين العربي والأفريقي.
    الإقليم العربي: هناك تعريف للعروبة بالعرق والتعريف الأفضل للعروبة بالثقافة.
    مشاكل المجتمعات العربية:
    غياب الديمقراطية: أكبر مشاكل العالم العربي هو سيادة نظم الاستبداد وانتهاك حقوق الإنسان وتقييد الحريات العامة وما يستتبع ذلك من مضار. لقد وضع تقرير منظمة الأمم المتحدة للتنمية -المشار له في المقدمة- وضع نظم الحكم العربية من حيث توفر الحكم الصالح بمقياس ديمقراطي في خانة الإدانة. أربع مقولات تحاول دفع هذه الإدانة هي: الأولى مقولة هجومية تعتبر الديمقراطية غزو ثقافي "مع أن رفض المفاهيم والنظم بحجة أنها آتية من مصادر غير إسلامية ينافي مبادئ الإسلام وتجربته التاريخية" والثانية مقولة تبريرية ترى أن الديمقراطية لا تناسبنا بسبب الحرية اللامحدودة مع أنه لا توجد ديمقراطية تعمل بدون سقف، و الثالثة مقولة اعتذارية بأن الديمقراطية تفشل في مجتمعات متخلفة مع أن التجربة أثبتت أن الأوتوقراطية أكثر فشلا ثم الرابعة مقولة تسوق حجة هيكلية مفادها زيف الديمقراطية أصلا واستحالة النيابة، مع أن الديمقراطية هي الطريقة المؤسسة الوحيدة المتاحة لإدارة الاختلافات سوءا الموروثة أو الفكرية أو الطبقية الحتمية بين الناس.
    الكساد الاقتصادي: أيضا المجتمعات العربية تعاني من كساد اقتصادي مظاهره ارتفاع نسب النمو السكاني مقارنة بالاقتصادي. بلدان النفط العربية ريعية الاقتصاد- مع ارتفاع نسبة الأموال المغتربة-
    المشاكل الاجتماعية: وتوجد مظاهر اجتماعية سالبة مثل تهميش النساء والشباب والعطالة والتطلع الكبير للهجرة للغرب. الفجوة المعرفية: فالاستثمار في المعرفة في العالم العربي لا يتناسب مع المستوى التنموي في غالب الدول بل هو أقل منها.
    أزمة الحكم في البلاد العربية الإسلامية: نظم الحكم في العالم العربي الإٍسلامي في حصار متعدد الجبهات من: التيارات الحركية الإسلامية ومطالبها - التيارات الليبرالية العلمانية ومطالبها- وتيارات الصحوة الإسلامية، إضافة إلى تعرية التطورات الاستراتيجية في عدة مواقع لنظمها الرسمية، ونهاية رضا الغرب عنها بعد أحداث11 سبتمبر، وحصار المطالب الديمقراطية العالمية.. استمرار هذا الحال كما هو عليه مستحيل. الاحتمالات هي: حيثما توجد مؤسسات مجتمع مدني قوية يمكن حدوث ثورات- أو حدوث انقلابات عسكرية بدعم أجنبي- أو تحول سلمي ديمقراطي.
    المطلوب على الصعيد العربي: الاحتمال المأمون والأفضل هو التحول الديمقراطي المحسوم الذي يوجب التعددية والالتزام بالمواثيق الدولية والتسامح الديني والسياسي واستقلال القضاء والانتخابات النيابية الحرة وتكوين نظم دستورية توفق بين التأصيل والتحديث. هذه الحركة نحو الديمقراطية ينبغي أن تتزامن معها وتدفع باتجاهها حركة داخل الشعوب تستصحب الصحوة الثقافية التي أشرنا لها في المجال الإسلامي، تفتح الباب أمام التحديث المؤصل وتغطي فجوة المعرفة وتساعد على تجاوز العجز الرسمي.
    الإقليم الأفريقي:
    تعريف الأفريقية: يوجد تعريف للأفريقية مربوط باللون أو الاثنية وهو ذلك الذي تدعوا له النجرتيود. التعريف الأشمل للأفريقية هو الأفريقانية وهو تعريف جغرافي يؤكد تنوع الثقافات الأفريقية مع وجودها على ذات القارة بشكل أصيل. في أفريقيا تنوع حضاري لأنه لا توجد حضارة واحدة عامة في أفريقيا شمال وجنوب الصحراء بالنسبة لأفريقيا شمال الصحراء تغلب الحضارة العربية، وفي أفريقيا جنوب الصحراء بالرغم من غياب وحدة حضارية فهناك مراجع تؤكد أن ثمة معالم مشتركة بين اللغات واللهجات الأفريقية، كما أن ثمة عوامل مشتركة بين الأديان الأفريقية. تناولت بعض الدراسات التراث الأفريقي جنوب الصحراء باعتباره مكونا من ثلاثة عناصر هي: الأفريقانية- الإسلام-الحضارة الغربية. هذه المعالم المشتركة سميت الأفريقانية الأفريقانية كونت الذهنية الأفريقية ولونت تعاطي أفريقيا مع المكونات الوافدة وبنفس المنطق يمكن أن تضم ثقافات أفريقيا شمال الصحراء لتياراتها.
    مشاكل أفريقيا:
    ضعف البناء القومي: التكوينات القبلية وضعف الشعور القومي من مشاكل البلدان الأفريقية الظاهرة ويؤدي مع غيره من العوامل إلى الحروب الأهلية ويودي بالاستقرار.
    الفقر والتخلف: تأتي غالبية بلدان القارة في قائمة الدول الأقل نموا (الدول الأقل نموا 49 دولة 33 دولة منها في أفريقيا منها السودان) وتستتبع هذه الحالة انتشار الأمراض والأوبئة أهمها الإيدز الذي يشكل خطرا يتهدد القارة خاصة جنوب الصحراء.
    الحكم الاستبدادي: الواقع الأفريقي أفضل حالا من العربي الإسلامي من هذه الناحية ولكن تبقى الحكومات المستبدة أحد الملامح الموجودة في القارة.
    الانفصام داخل القارة: من أهم المشاكل التي تواجه القارة الانفصام الذي تغذيه رؤى أيدلوجية مختلفة بين شمال القارة وجنوبها، من ما يجعل الجزء الشمالي مشدود للإقليم المتوسطي أو المشرقي بصورة تتجاهل الرابط الجيوسياسي الأفريقي.
    عجز المؤسسات الرسمية: سواء كانت منظمة الوحدة الأفريقية أو الاتحاد الأفريقي الذي خلفه وينطبق ذلك على الشراكة الجديدة من أجل التنمية " النيباد"
    بالرغم من بداية النيباد بداية صحيحة بالتركيز على الحكم الصالح والديمقراطية كأساس للتنمية.
    المطلوب على الصعيد الأفريقي:
    أن يكون الحكم الديمقراطي الصالح أساس الشرعية.
    أن تدرك المجتمعات الأفريقية أن طريق النهضة لا يكون باقتفاء أثر الحضارة الغربية أو أي حضارة أخرى، بل لكل حضارة وكل ثقافة طريقها الخاص نحو النهضة، يجب أن يكون الطريق للنهضة إبداعيا وبتشجيع الإبداعية في كل مجالات الحكم والسياسة والفكر والفنون. فتسعى لتأصيل جذورها الثقافية مع عمليات التحديث الضرورية للنهضة. هذا لا يمنع التلاقح الحضاري ولا الاستفادة من الوافد بعد أن يتم تمثله داخل الثقافة المعنية.
    والمطلوب تشجيع التعاون بين شقي القارة والتبشير بمفهوم الأفريقانية. إن حركة التنمية والثقافة والسياسة في القارة مرتبطة حيويا بين شمال القارة وجنوبها، وإغفال هذه الحقيقة غفلة من الدول وتضييع لمصالح الشعوب.
    المحور الثالث الصحوة الذاتية السودانية:
    بعد استعراضنا لما يدعو له الحزب على الصعيدين الدولي والإقليمي يبقى لنا الحديث عن صحوة السودانيين الذاتية، وهي كما هو واضح مربوطة بصحوة إقليمية عربية أفريقية وأخرى عالمية تتأثر بها وتؤثر فيها لأن لما يجري في السودان أصداء على عالميه العربي والأفريقي وأثر على ما يحدث في العالم وأهم محورين من الصحوة الذاتية المطلوبة هما مجال التأصيل والتحديث ومجال الوحدة والتنوع
    ثنائية التأصيل والتحديث: شعوب عالم الجنوب تفجؤها الحضارة الغربية الشمالية بمنجزات إنسانية عظيمة "الحداثة- حقوق الإنسان- دعوة التعايش بين الأديان – دعوة التعايش بين الحضارات-العلاقات الدولية القائمة على السلم والتعاون - الدعوة لسلامة البيئة والعولمة" ولكنها مخلوطة بسمات ذاتية غربية تجعل العولمة في بعض أوجهها نشرا لثقافة التسلية في الغرب. تقع الجماعات في مجتمعات الجنوب في حيرة وانفصام بين جذورها والتجديد الوافد بل يقع الأفراد في تلك المجتمعات أمام تلك الحيرة الخيارات المختلفة التي تتخذها الجماعات والأفراد والفعل ورد الفعل المتبادل بينها يدخل مجتمعات عالم الجنوب في حرب أهلية باردة وساخنة أحيانا تثمر أحداث العنف الديني في مرات عديدة.
    هذا الانفصام يوجد بشكل أكبر يبن البلدان الإسلامية وذلك في حوار الطرشان بين جماعات الاتباع للغرب من جهة وجماعات الانكفاء على الماضي من جهة أخرى والسودان كان في تاريخه الحديث حلبة لهذه الصراعات تفجرت إبان إعلان نظام مايو عن تشريعات سبتمبر 1983م الإسلاموية وتفجرت بصورة أكبر على عهد الإنقاذ والمشروع الحضاري الذي اتخذ نهجا إسلامويا أحاديا نفى الآخر الإسلامي والآخر الملي بشكل حاد.
    إن الحكمة العالمية قد أدركت الآن أن طريق النهضة والتحديث لا يكون عبر تقليد الوافد بل بتلمس طريق إبداعي يستند على الجذور.
    والسودان بحكم تعدد انتماءات أهله الدينية والثقافية والاثنية مؤهل لأن تكون دعوة التأصيل فيه باب للفتن.
    وهو مؤهل لتأجج العاطفة الإسلامية لدى مسلميه، ومنشأه الحديث على يد الدولة المهدية ودعوتها الدينية، وسياسات الاستعمار الثنائي المداهنة للعاطفة الدينية إيثارا لسلامتها، مؤهل لتفجر دعوات التأصيل بصورة عاطفية مرتجلة وغير مدروسة وغير مراعية للعواقب.
    كل هذه الاعتبارات تجعل دعوة التأصيل أمر لا مناص منه لكل أهل الانتماءات الدينية في السودان.
    تقابل دعوة التأصيل دعوة التحديث:
    إن الدعوة للتحديث واستصحاب منجزات الحضارة الحديثة هي من طبيعة الأشياء ولا ينتظر أن توقفها دعاوى التجاهل مهما علت الأصوات التي تنادي بذلك.
    ولكن الدعوة للتحديث يجب أن تنطلق من أرضها، وتعبئ جمهورها.
    وقطاعات الشعب السوداني الجماهيرية قطاعات تقليدية.
    وكذلك نشاطاته الاقتصادية والتعليمية والثقافية والطوعية جزء كبير منها يقع في المناشط التقليدية: الزراعة المطرية، المسيد أو الخلوة، النشاط الفني التقليدي في العمارة والصناعات اليدوية، الرعي، الطريقة الصوفية وبرامجها الاجتماعية، هذه كلها نشاطات تقليدية تشكل حياة الناس في السودان، ولكنها بعيدة عن التخطيط للتطوير وعن الدعم الرسمي.. إن عملية التحديث التي تغفل دور القطاع التقليدي ولا تأبه به إنما تلعب بشعار التحديث وحسب.
    هذا الوضع يتوجب أن تحل ثنائية التحديث والتأصيل فيه بشكل مدروس واع وسابق لتفجر القنابل الموقوتة، أو ضياع الدعوات حسنة النية لسوء التدبير.
    التأصيل: التأصيل لدى السودانيين معناه أن تتلمس كافة الثقافات المتنوعة تأصيل جذورها. التأصيل لدى السوداني المسلم الملتزم واجب مفروض مثل ما هو حق إنساني مشروع ولكن هنالك تأصيل منكفئ وتأصيل مستنير. التأصيل المنكفئ يناقض حقائق العصر، وينكر حقوق الأديان والثقافات الأخرى، ويتناقض مع حقوق المواطنة المتساوية مع الآخرين. أما التأصيل المستنير فإنه يسلم بحقوق المواطنة للكافة ويتعايش مع التعددية الدينية والثقافية
    جماعة الإنقاذ وقد استولوا على السلطة وبرروا العدوانية والعنف باسم الدين خلقوا ردة فعل ضد الإسلام وضد العروبة في الفكر السياسي السوداني. وصار في هذا الفكر اتجاهات واضحة لا تقف عند حد نقد تجاوزات الإنقاذ بل تحاكم الإسلام والعروبة أيضا:
    - اتجاه علماني قوي يرى في إبعاد الإسلام نهائيا من السياسة شرط الاستقرار السياسي في السودان.
    - واتجاه يجعل تخلي عرب السودان عن عروبتهم شرطا لتحقيق الوحدة والسلام.
    التناول الصحيح لهذا الموضوع لا ينطلق من تجاوزات النظام الحالي لمحاكمة الإسلام والعروبة. بل يقف موقفا يضبط العلاقة بين الدين والسياسية والدين والدولة كالتالي:
    إقرار المواطنة أساسا للحقوق الدستورية.
    · ألا يكون هنالك تمييز بسبب الدين أو الثقافة أو الإثنية.
    · ألا يسمح بقيام حزب سياسي يسعى للسلطة السياسية ويستبعد مواطنين آخرين لأسباب دينية أو ثقافية.
    · القوانين التي تطبق على الجميع في البلاد يجب أن تكون مصادرها مقبولة للجميع والقوانين خاصة المصادر يكون تطبيقها خاصا.
    · تراعي الدعوة للتأصيل الإسلامي شروط الصحوة الثقافية الواردة آنفا. وتراعي الدعوة للتأصيل لدى الثقافات الأخرى شروطا مماثلة تعلي من حقوق الإنسان والتعايش بين الأديان.
    · الحركات السياسية التي يغلب عليها الاتجاه الإسلامي تلتزم بنقاط اتفاق الحد الأدنى الواردة آنفا. والحركات السياسية الأخرى التي تتحدث عن أجنحة روحية لكياناتها السياسية تلتزم بكل الشروط الواردة أعلاه.
    · التأصيل الديني حق من حقوق الديانات وتلتزم الجماعات الدينية في سعيها له بالميثاق التالي:
    الميثاق الديني:
    التجربة السودانية بما فيها من نزاعات أوجبت الاتفاق على مجموعة من المواثيق لتكون بمثابة دروس مستفادة من التجربة ولبنات صالحة لبناء الوطن. وفي مجال اتقاء النزاعات الدينية وتثبيت التعايش بين الأديان وكفالة الحقوق الدينية يلتزم جميع أهل الأديان في السودان ويلتفوا حول النقاط التالية :
    أولا: الاعتقاد الديني ضرورة إنسانية. ضرورة للطمأنينة النفسية، وللرقابة الذاتية، ولتحصين الأخلاق، وللتماسك الاجتماعي، ولإقامة هوية جماعية تؤنس وحشة الأفراد.. الإيمان حق إنساني اختياري لا يجوز إجبار الإنسان عليه ولا حرمانه منه لأنه غذاء الضمير فلا يشبع إلا إذا كان اختياريا. إن للحياة الإنسانية معان كثيرة مادية، ومعرفية، واجتماعية، وعاطفية، وجمالية ورياضية، وترفيهية، وبيئية، كذلك إن لها معان روحية وخلقية نزلت بها رسالات الوحي أو تفتقت عنها الفطرة الإنسانية المتطلعة دائما لإيجاد قيم للأشياء ولاكتشاف غاياتها الغيبية.
    ثانيا: لكل دين عقائد وقيم ومبادئ يحددها بوسائله.. هذه العقائد والقيم والمبادئ ينبغي الاعتراف بها كما يحددها أصحابها. وعلى المجتمع كفالة حرية الاعتقاد الديني، وكفالة حق أصحابه في تطبيق شرائعهم وإقامة شعائرهم وتأسيس معابدهم ونشر تعاليمهم دون عائق على أن يلتزموا جميعا بالامتناع عن فرض تلك العقائد بالإكراه أو نشرها بالقوة. وأن يلتزموا بالتعايش مع المذاهب الأخرى داخل الملة الواحدة، ومع العقائد الأخرى بين الملل والدعوة لعقائدهم بالحسنى وبلا إكراه.
    ثالثا: إن الإله الذي تؤمن به الأديان الإبراهيمية الثلاثة واحد مما يسهل أمر التعاون الروحي والخلقي بينها.
    رابعا: أديان الثقافات الأفريقية على تنوعها تؤمن بإله واحد مهيمن وإن اختلطت به رموز تعددية في بعضها، وهي تحرص على مفاهيم التواصل بين أجيال البشر حاضرها وماضيها ومستقبلها، وعلى التواصل بين البشر والبيئة الطبيعية حولهم، ولأصحابها حقوق دينية.
    خامسا: المسيرة الإنسانية أوقعت ظلما على بعض الشرائح الإنسانية: اضطهادا لونيا، ونوعيا، وثقافيا؛ وشرائح إنسانية مستضعفة لصغر سنها أو لكبر سنها أو لأنها معاقة.. إن الضمير الديني يتبنى إنصاف هذه الشرائح دعما للإخاء الإنساني.
    سادسا: إن على الأديان الاعتراف بحرية البحث العلمي واعتبار المعرفة العلمية في مجالها وهو اكتشاف حقائق العالم الحسي الزمان المكاني معرفة تجريبية وعقلية صحيحة.
    سابعا: العولمة باعتبارها سوقا عالميا حرا موحدا بوسائل الاتصال الحديثة تمثل حلقة نافعة وجديدة في تطور الإنسانية ولكن للعولمة سلبيات اجتماعية وبيئوية يجب التخلص منها، كما لا ينبغي إغفال الخصوصيات الدينية والثقافية للبشرية.
    ثامنا: على الصعيد الوطني ينبغي كفالة حرية الأديان، والالتزام بحقوق المواطنة المتساوية كأساس للحقوق الدستورية. ولا يجوز للدستور أو القانون أن يمنح امتيازا أو يفرض حرمانا لأية مجموعة سودانية بسبب انتمائها الديني.
    تاسعا: الالتزام على الصعيد الدولي بمواثيق حقوق الإنسان العالمية والمطالبة بإبراز جذورها الروحية والخلقية ترسيخا لها في النفوس.
    عاشرا: إن للروابط الدينية علاقات أممية ينبغي الاعتراف بها على ألا تكون على حساب حقوق المواطنة المتساوية ولا على حساب المواثيق العالمية لحقوق الإنسان.
    حادي عشر: تكوين آلية مستقلة تمثل الطيف الديني في السودان لمتابعة الالتزام بهذه المبادئ والعمل على أن تكون جزءا لا يتجزأ من اتفاقية السلام العادل.
    التحديث:
    ينبغي أن ترتبط دعوة التحديث بالدعوة للإبداعية والانصراف عن تقليد الوافد بل أقلمته للواقع الثقافي والاجتماعي. مجالات الحضارة الحديثة الواجب استصحابها هي: الحداثة- حقوق الإنسان- التعايش بين الأديان- حوار الحضارات- العلاقات الدولية القائمة على التعاون- سلامة البيئة- العولمة. تستصحب تلك المنجزات بعد أقلمتها للواقع السوداني، وهي تقتضي إقامة النظام السياسي الديمقراطي الحر والشفاف، وصحوة اقتصادية تقيم التنمية الاقتصادية.. كما تقتضي صحوات ثقافية داخل الثقافات السودانية كلها (مجالات الصحوة الثقافية بالنسبة للمسلمين وردت آنفا).
    ينبغي لدعوة التحديث أيضا مراعاة التالي:
    - أن رسالة التحديث التي تغفل دور القطاع التقليدي سواء كان الاقتصاد أو الإدارة أو الثقافة التقليدية لن تحقق النهوض. فالاقتصاد التقليدي مثلا (الزراعة والرعي والصناعات التقليدية) يمثل القطاع الأكبر من حيث الأيدي العاملة فيه والذي يؤدي دوره خارج الرصد وبدون الدعم الرسمي.
    - إن سياسات التعليم والتدريب الحديثة يجب أن توجه جانبا من مقرراتها لتفهم المعرفة التقليدية في مختلف النشاطات، ولتوثيقها.
    - في المقابل، لا بد من وجود خطة لتدريب ناشطي القطاعات التقليدية وتسليحهم بالخبرات الحديثة، سواء أكان ذلك في مجالات الاقتصاد أو التعليم أو الثقافة والفنون.
    - ضرورة زوال الفجوة بين القطاع الحديث والقطاع التقليدي والاستفادة والحوار والتعلم المتبادل بينهما.
    ثنائية الوحدة والتنوع:
    السودان أرض التنوع: السودان بلد متنوع لغويا وإثنيا ودينيا وطبوغرافيا ولذلك فهو بلد متعدد الثقافات، وهو يكاد يكون إفريقيا مصغرة وإفريقيا قارة التنوع.
    إن موقع السودان في الجزء الأوسط من حوض النيل جعل سكانه خليطـاً من عناصر مختلفة تواريخ استيطانها للبلاد مختلفة. والسودان من أكثر بلاد إفريقيا بل ومن أكثر بلاد العالم تنوعا إثنيا وثقافيا. وبالسودان ثلاثة من العوائل اللغوية الخمسة في إفريقيا (العائلة النيجر كنغولية- العائلة النايلو صحراوية- العائلة الآفروأسيوية- العائلة الخوسانية - والهندوأوروبية) تمثل الآفرواسيوية في السودان العربية، والعائلة النايلوصحراوية تمثلها مجموعات عديدة منها اللغات النيلية، والنوبية الشمالية، والعائلة النيجر كونغولية تشمل فرع المجموعة الكردفانية وتمثلها لغات بجبال النوبة. وتعداد المجموعات الإثنية تختلف تقديراته وتكاد تجمع على أنها تزيد على 500 مجموعة قبلية أو إثنية مختلفة. كما تختلف تقديرات التنوع اللغوي من الحديث عن أكثر من مائة إلى أكثر من 900 لغة.
    وهنالك الحقائق التالية المأخوذة من إحصاء 1956م: اللغة العربية يتحدث بها 51% من السكان.
    اللغات النيلية يتحدث بها 17،7% من السكان. 11% يتحدثون بلغة الدينكا- ويتحدث 12.1% بلغات غير العربية في الشمال.
    البلدان الجنوبية واقعة كلها تقريبـاً داخل نطاق العناصر الزنجية، وإلي الشمال من السودان طغت السلالة القوقازية ، وتأثرت بلاد الشرق بالهجرات الحامية، إلي الغرب الصحراء الليبية وفيها جماعات لها صفات البربر. والكثير من قبائل السودان مشتركة بينه وبين جيرانه، مثلا: البني عامر في الشرق مع إرتريا، النوبة في الشمال مع مصر، المساليت في الغرب مع تشاد، الدينكا (جيينق) في الجنوب مع يوغندا وكينيا.
    وفي السودان أيضا تنوع ديني حيث المسلمين أكثر من 80% من السكان، الأديان الأفريقية المحلية يتبعها أكثر من 10% والبقية مسيحيون. وتوجد بين المسلمين طرق صوفية وأنصار وجماعات سلفية وحركية مختلفة، كما توجد بين المسيحيين الكنائس القبطية والأسقفية والإنجليكانية والكاثوليكية. وتتنوع الأديان الإفريقية حسب ثقافة الجماعة المعنية.. هذه الأديان تعيش في تسامح ذلك أنها دخلت للبلاد سلميا وليس عن طريق الغزو والإجبار. الممالك النوبية السودانية تحولت للمسيحية من دياناتها القديمة طوعا. والممالك الإسلامية السودانية قامت على أكتاف السودانيين أنفسهم.
    والسودان متنوع في مناخاته وتضاريسه وموارده الطبيعية: الصحراء في شمال السودان وبقاع في شرقه وغربه. والأراضي الممتدة من منطقة الخرطوم شبه الصحراوية شمالا ومتدرجة حتى الاستوائية تزداد الأمطار فيها وفترة هطولها كلما اتجهنا جنوبا حتى نصل لمناطق ممطرة طول العام.. مناخ البحر الأبيض المتوسط يوجد على ساحل البحر الأحمر وفي إقليم الجزو بشمال غرب دارفور. والسودان أراضيه منخفضة غالبا ولكنه محاط بحدود مسطحة ضخمة وبه سلاسل جبلية في مناطق ثلاث: سلاسل البحر الأحمر شرقا، جبل مرة في الغرب وجبال الديدينجا وسلسلة الدونجوتونا والأماتونج جنوبا. كما توجد جبال أخرى في جنوب وسط السودان هي جبال النوبة وجبال الأنقسنا. وجبل مرة في غرب دارفور. وبه هضاب مثل هضبة اللونبوما في أقصى الجنوب الشرقي. وأراض رملية (القوز) في الجزء الجنوبي من غرب السودان. وأراض طينية في الوسط تمثل أكبر المساحات الصالحة للزراعة في السودان. والهضبة الحجرية الحديدية في الإقليم الجنوبي..هذا التعدد التضاريسي والمناخي يتضافر مع تعدد الموارد الطبيعية من موارد مائية وثروة سمكية ومعدنية وثروات غابية وحيوانية برية وأليفة، كما يتضافر مع تعدد الإثنيات والأديان واللغات والتواريخ ليرفد تعدد الثقافات ويجعله مسألة حتمية.
    يمكننا الحديث عن ست عوائل ثقافية (تندرج داخل كل عائلة ثقافات متميزة عن بعضها مع وجود الرباط العائلي بينها) وهي: الإسلامية العربية الموجودة في الوسط وشمال الوسط وفي بقاع متعددة في الشمال، والنوبية في أقصى الشمال، والتبداوية المرتبطة بحضارات حوض البحر الأحمر في الشرق، والنيلية المرتبطة بالثقافة البانتو نيلية في الجنوب، والزنجية المرتبطة بشريط السودان التاريخي وبغرب افريقيا في الغرب، والمسيحية (القبطية والأنجلوفونية). هذا التنوع يزداد حدة بين الشمال والجنوب فيما يشبه شرخا غذته عوامل مختلفة.
    الشرخ الشمالي/ الجنوبي:
    إن للشرخ الشمالي/ الجنوبي وجودا تاريخيا معلوما. الاستعمار زود هذا الشرخ بهوية جديدة هي الهوية المسيحية الأنجلوفونية. الوعي الوطني السوداني الذي تبلور في الشمال تصدى للهوية الجديدة واعتبر واجبه استئصالها. هذا التوجه بلغ أقصاه في عهد نظام "الإنقاذ".
    يواجه السودان اليوم استقطابا حادا حول هذا الأمر وهي مواجهة تزيد من حدتها عوامل:
    · دعم إسلامي عربي للموقف الشمالي. ودعم مسيحي غربي أكبر للموقف الجنوبي.
    · تفاوت تنموي بين الشمال والجنوب، صنعه الاستعمار واستمر فيما بعد.
    · جفوة اجتماعية ترفدها عوامل كثيرة.
    · استعلاء ثقافي شمالي يواجهه الجنوبيون بشتى أنواع الاحتجاج.
    · مرارات كثيرة وتهم متبادلة وجراحات غائرة سببتها وزادت منها الحرب الأهلية.
    · إحساس جنوبي شائع بأن الوحدة فرضت عليهم دون أخذ رأيهم في تحديد شروطها وضماناتها.
    هذه المواقف بلغت حدها الأقصى الآن. وصار الجنوبيون يرون أن يملكوا حق القرار في مصيرهم. بعضهم يراه مصيرا انفصاليا، وبعضهم يرى مضار الانفصال، لذلك يريد وضع أسس جديدة للوحدة وضمانات لمصالح الجنوب في ظلها.
    هذه القضية متحركة يمكن للشمال ومن يقف وراءه أن يحرصوا على نجاح خيار الوحدة بمواقف وأعمال معينة يحققونها. ويمكن أن يعجزوا عن ذلك فيتركون للمخاوف الجنوبية بسند إقليمي ودولي التحرك في اتجاه انفصالي وعدائي. أمام السودانيين –حكومة ومعارضة- فرصة ذهبية لمخاطبة المناخات الجديدة بموجباتها، أو التخلي عن ذلك ركونا لمصالح ذاتية وحزبية ضيقة، ففتح الباب واسعا أمام تمزق وطني وإتاحة حرماته لأقدام دخيلة.
    هذه هي حقيقة التنوع، وحقيقة تحوله ليصير بابا نحو التصدع، فما هي حقائق الوحدة؟.
    الوحدة السودانية
    لم يولد التماسك القومي في أية بلدة كاملا من يومه الأول. إنها عملية تاريخية عبر مراحل محددة. هكذا ينبغي أن ننظر لمولد وتطور الشعور الوطني السوداني. إذا أمعنا النظر في مسيرة هذا الشعور لوجدناها غير مكتملة ولأدركنا أن التكوين القومي السوداني محتاج لبلورة وتشكل على أسس سوية ترضي الجميع وتتجاوز زلات الماضي وتستصحب إشراقاته. إن تاريخ السودان القديم لم يعرف بعد وهنالك من الآثاريين من يقول بوحدة تاريخ السودان منذ أزمان قديمة، ولكن التواريخ المتأخرة تظهر تعددية تاريخية، فالسلطنات الزرقاء التي حكمت السودان منذ القرن السادس عشر تزامنت وشكلت وحدات سياسية مختلفة (الفونج- الفور- تقلي- المسبعات- الكنوز- والمشيخات القبلية)، والحكم التركي غزا أقاليم السودان المختلفة في تواريخ مختلفة تراوحت من عشرينيات وحتى سبعينيات القرن التاسع عشر. ولكنه كان المحطة الأولى في التاريخ الحديث نسبيا لتوحد السودان بحدوده الحالية تحت إدارة واحدة. وكانت أول تجربة لحكومة وطنية للسودان الحالي هي فترة المهدية، وهذا تاريخ قريب.. ولكنه شكل بطموحه للتوحيد وتذويب الولاءات والانتماءات الخاصة لأجل الكيان العام.. شكل مولدا للقومية السودانية. القومية التي تغذت من طبيعة عمل الطرق الصوفية، وتغذت من صيحات المهدية التوحيدية، وتغذت من تكوينات المدن السودانية المختلطة، ورفدت لاحقا من حركة الخريجين ومن الدعوات السياسية الشعبية الداعية لاستقلال السودانيين بالحكم لأنفسهم..
    هذا الشعور القومي الذي تنامى ورفد من نيل الاستقلال، ومن الثورات الشعبية في أكتوبر وفي أبريل والتي نصبت الشعب السوداني سيدا على إقليمه، كل ذلك غذى الشعور القومي وجعل الحرص على تحقيق الوحدة حلم الجميع.. فما هي الأسس التي تبنى عليها هذه الوحدة؟
    أسس الوحدة السليمة
    في ظروفنا الحالية ينبغي أن نضع أسسا للوحدة الوطنية ونعمل على بناء الوطن عليها. هذه الأسس هي ما يشار إليها بالثوابت القومية أو الوطنية. عبارة ثوابت في نطاق المعاملات البشرية تستخدم مجازا لأنه لا ثوابت إلا في قوانين الطبيعة، أما الثوابت الغيبية فهي –بالنسبة للمسلمين- قطعيات الوحي والسنة ورودا ودلالة. ما عدا ذلك فالحياة خاضعة للحركة وللتعددية. ولكن بعض المبادئ والمفاهيم والنظم ينبغي أن يكون لها ثبات نسبي وتسمى ثوابت مجازا. ولذلك فما نطلق عليه هنا الثوابت القومية هي ثوابت بفهم نسبي أي أنها ثوابت في إطار الدولة الوطنية، والمناخ الفكري السائد، والنظام العالمي الماثل، وكلها عوامل قابلة للحركة. ولكننا في المستقبل المرئي ينبغي أن نتعامل معها "كثوابت" ونعقد لها التأييد ونحول دون الإخلال بها لأن الإخلال بها يضر بالوحدة الوطنية.
    لقد كانت أبرز التحديات أمام الوحدة الوطنية السودانية هي مسائل التباين الثقافي والديني والتشوهات الهيكلية في الدولة السودانية التي أدت لنشوب الحرب في الجنوب. ولكن مهددات الوحدة الوطنية تزحف نحو جهات أخرى لذات الأسباب، وهي تجد لنفسها موئلا في ضعف الدولة السودانية قياسا بالمجتمع، مما يسمح للروابط الأدنى - الأسرة ، القبيلة والجهة - والروابط الأعلى - الأمة، الحضارة- أن تعصف بالرابطة الوطنية وتطغى عليها.
    أسس (ثوابت) الوحدة الوطنية هي:
    1. السيادة الوطنية واحترامها كحقيقة دستورية
    2. تحقيق وحدة الشعب والتراب الوطني على أسس طوعية جديدة.
    3. كفالة الحرية الدينية وضبطها بالميثاق الديني الذي يضمن التعايش وعدم المساس بحقوق المواطنة (ورد آنفا).
    4. الهوية الثقافية: يضبط مسألة التنوع ميثاق ثقافي نفصله لاحقا.
    5. التنمية العادلة.
    6. العدالة: إزالة المظالم الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والنوعية.
    7. حقوق الإنسان والحريات الأساسية والعامة تضمن وتكفل دستورا
    8. قومية مؤسسات الدولة النظامية والمدنية
    9. اللامركزية
    10. التداول السلمي للسلطة.
    11. الشرعية الدستورية.
    12. التوازن البيئي.
    13. حسن الجوار.
    14. المجتمع المدني وحريته المنضبطة بمواثيق تنظم حركته.
    15. الشرعية الدولية والالتزام بها والدعوة لإصلاحها وفق نظمها
    16. قيام السياسة الدولية والعلاقات الخارجية على الخصوصية بالنسبة لبعض الدول وعلى التوازن بالنسبة للأسرة الدولية.
    هذه الثوابت الستة عشر مبادئها عامة ينبغي الحصول على تأييد عام لها تأييد اختياري لأن أية محاولة لفرضها أو فرض بدائل لها بالقوة سوف تأتي بنتائج عكسية. ومع ضرورة الاتفاق على هذه المبادئ العامة فإن مجال الاختلاف حول التفاصيل واسع ومقبول، ومتاح للتنافس بين الأحزاب السياسية والتيارات الفكرية وحلقات الضغط.
    لقد مرت بلادنا بتجارب تأرجحت ما بين: نظم ديمقراطية فتحت باب الاختلاف على كل شيء مما خلق خللا وتشتتا. ونظم شمولية طابقت بين ثوابتها الحزبية والثوابت القومية فخلقت استقطابا حادا داخليا ومدخلا للنفوذ الأجنبي. ولأول مرة سنحت الفرصة بمناخ يسمح ببحث هذه القضايا بحرية بغية الوصول لفهم واضح والتزام اختياري بثوابت وطنية مستدامة. برغم القيود المفروضة على الحركة السياسية والتي صارت في ازدياد بعد انكماش. لقد بادر الحزب بالدعوة لذلك الاتفاق في "مبادرة التعاهد الوطني" ولكن تلك المبادرة لم يلتف حولها الجميع بعد وإن حققت جمعا للكثير من التنظيمات السياسية السودانية. وسواء أكان عن طريقها أو عن طريق غيرها، فإن واجب الالتفاف حول الثوابت القومية من أجل الوحدة فرض عين على كل السودانيين.
    التنوع داخل الوحدة
    الوحدة الوطنية لا توجد في المجتمع بشكل طبيعي كرابطة الأسرة، ولكنها تتطلب وعيا بمقتضياتها وغرسا لمفاهيمها عبر رموز معينة، وآليات معينة، وتربية، وإعلام وهي عوامل ينبغي تحديدها وتطبيقها. لقد كانت هذه الإجراءات في الماضي تتم بصورة قهرية يفرض فيها أصحاب الثقافة المركزية تصورهم الذي يهيمن مع الزمن، أو يتمرد عليه الآخرون. أما في عالم اليوم فإن الأمر ينبغي أن يتم على أساس من الحوار والاتفاق لا سيما في حالة وجود انشطار بين المجموعات الوطنية. إن وعي المجموعات الوطنية، ومواقف الوضع الدولي الراهن جعل إقدام أية دولة ذات ثقافة مركزية معينة على فرضها على مواطنيها بالقوة محاولة مستحيلة. ولتجاوز ظروف الاستقطاب الديني والثقافي التي صحبت التاريخ السوداني الحديث وعمقتها تجربة "الإنقاذ" فإننا نقترح ميثاقا ثقافيا يكفل التنوع داخل الوحدة ويجعله قوة بدلا من مصدر تهديد للوحدة وتفتيت للوطن:
    الميثاق الثقافي:
    انطلاقا من هذه الرؤى، نورد النقاط الآتية أساسا لميثاق ثقافي يدرس ليتبناه الرأي العام السوداني وقنوات الإرادة الفاعلة فيه، وليصبح بعد ذلك من مكونات المولد الجديد:
    أولا: السودان وطن متعدد الأديان والثقافات والإثنيات. المجموعات الوطنية السودانية الدينية، والثقافية، والإثنية، تعترف ببعضها بعضا وتمارس هويتها الثقافية بحرية على أن تلتزم بأمرين: الأول: عدم المساس بحق المواطنة حقا يتساوى فيه الجميع. الثاني: التعايش مع حقوق الآخرين وعدم السعي لتحقيق امتيازات على حسابها.
    n ثانيا:. برامج البلاد التنموية، والتعليمية والإعلامية، تأخذ في حسبانها التنوع الثقافي السوداني، وتسعى للتعبير المتوازن عنه، وتسعى لتمكين الثقافات السودانية من التطور، ولإشراك كافة الجماعات الإثنية والثقافية والجهوية والدينية وحماية حقوقها ومصالحها، والاهتمام بها في السياسات التعليمية والإعلامية والتنموية واللغوية وفي السياسات العامة مثل تمليك الأراضي.
    n ثالثا: السياسة الثقافية في البلاد تتخذ طابعا يوفق بين أهدافها المركزية واللامركزية ويدعم التفاف المواطنين حول المواطنة. ويتم القيام بحملات تعبوية لنشر الوعي الجماهيري بالمواطنة. والتأكد من تمتع الجميع بالحقوق الأساسية المكتوبة على أرض الواقع.
    n رابعا: الثقافات على تعددها وتنوعها ينبغي أن تتفاعل مع غيرها لتزيد ثراء وإبداعا. الاعتراف بالهوية الثقافية والاهتمام بها لا يعني منع التلاقح ولا رفض الوافد. هنالك قيم إنسانية عظيمة : الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والمعرفة، والنهج العلمي، وكافة القيم المشتركة بين الحضارات. وهناك قيم خلقية عالمية مثل الحكمة، والعفة، والصدق، والإيثار. القيم المذكورة والقيم الخلقية ينبغي أن تسعى الثقافات السودانية باختيارها لاقتباسها وغرسها تربويا في الأجيال.
    n خامسا: حقوق الإنسان ينبغي أن تهضمها الثقافات الوطنية وتجعلها جزءا لا يتجزأ من وسائلها للتعبير الثقافي. إن ثقافتنا الوطنية تعاني من كعب أخيل مشترك –مع اختلاف في الدرجة- هو انتقاصها لحقوق المرأة.. ينبغي الاعتراف بهذا العيب النوعي وغرس المساواة الإنسانية في كافة الثقافات.
    n سادسا: تشجيع التسامح الديني الذي يقوم على الحسنى ويرفض الإكراه، وإجراء حوارات بين الأديان لتحديد المعاني المشتركة بين الأديان الإبراهيمية. كذلك تحديد القيم الأفريقية التي تؤسس علاقات خلقية بين الغيب والإنسان، بين البشر والطبيعة، بين العقلاني والفطري، وبين الأجيال الحاضرة والماضية.. لتدخل في تيار اليقظة الروحية والخلقية في السودان.
    n سابعا: اللغة العربية هي لغة التفاهم الأولى بين أهل السودان. وهي اللغة الأفريقية الوطنية الأولى. اللغة العربية هي لغة السودان الوطنية. اللغة الإنجليزية هي اللغة العالمية الأولى، اللغة الإنجليزية هي لغة السودان العالمية الأولى. اللغات واللهجات السودانية لغات محلية يعترف بدورها في أقاليمها وتشجع المجموعات الوطنية السودانية على الإلمام المتبادل باللغات السودانية.
    n ثامنا: تعكس سياسة البلاد الخارجية التنوع والتعدد الثقافي في السودان، وتسعى نحو التعاون الثقافي بين شعوب حوض النيل، وحزام السافانا، والشعوب العربية والأفريقية والإسلامية، والدولية على نطاق أوسع، وتشجيع الإلمام المتبادل باللغات السائدة في تلك البلدان.
    n تاسعا: صك قوانين لمحاربة الاستعلاء الثقافي والعنصري والديني والنوعي –باستحداث عقوبات شديدة على الجرائم التي يحركها الاستعلاء الثقافي أو العنصري أو الديني أو النوعي.
    n عاشرا: تمثيل كل المجموعات الثقافية والدينية والاثنية في الأجهزة المناط بها تنفيذ السياسات –لا سيما الشرطة التي تباشر حماية الجماعات المهمشة على أرض الواقع. واستخدام وسائل لضمان مشاركة الجميع مثل المسح الإثني والديني للتأكد من مشاركة أصحاب الثقافات والإثنيات والديانات المختلفة في الوظائف العامة.
    n حادي عشر: استيعاب مقاصد العولمة الحميدة وبناء الدفاع الثقافي ضد العولمة الخبيثة وبرمجة التعامل الثقافي مع العولمة.
    ثاني عشر: رفض حتمية العداء بين الأديان على الصعيد العالمي، ورفض حتمية صدام الحضارات الذي تؤدي إليه نزعة الهيمنة في الثقافة الوافدة، ونزعة الإنكفاء في الثقافات الوطنية مما يقود حتما إلى ظلامية عالمية. والالتزام بحوار الأديان، وحوار الحضارات.. لإقامة علاقات
                  

العنوان الكاتب Date
البرنامج السياسي لحزب الأمة 2003م خالد عويس05-17-03, 04:48 PM
  Re: البرنامج السياسي لحزب الأمة 2003م خالد عويس05-17-03, 04:50 PM
  حزب الامة 2003 خالد عويس05-17-03, 04:51 PM
    Re: حزب الامة 2003 خالد عويس05-17-03, 04:53 PM
  اضافة خالد عويس05-17-03, 04:54 PM
  اضافة 2 خالد عويس05-17-03, 04:55 PM
  اضافة 3 خالد عويس05-17-03, 04:57 PM
  اضافة 4 خالد عويس05-17-03, 04:58 PM
  اضافة 5 خالد عويس05-17-03, 04:59 PM
  اضافة 6 خالد عويس05-17-03, 05:00 PM
  اضافة 7 خالد عويس05-17-03, 05:02 PM
  اضافة 8 خالد عويس05-17-03, 05:03 PM
  اضافة 9 خالد عويس05-17-03, 05:04 PM
  اضافة أخيرة و...... اعتذار خالد عويس05-17-03, 05:06 PM
    Re: اضافة أخيرة و...... اعتذار sultan05-17-03, 06:01 PM
      Re: اضافة أخيرة و...... اعتذار خالد عويس05-18-03, 04:26 PM
        Re: اضافة أخيرة و...... اعتذار ebrahim_ali05-18-03, 04:53 PM
        Re: اضافة أخيرة و...... اعتذار ebrahim_ali05-18-03, 04:53 PM
          Re: اضافة أخيرة و...... اعتذار خالد عويس05-18-03, 05:10 PM
            Re: اضافة أخيرة و...... اعتذار ebrahim_ali05-24-03, 05:57 PM
            Re: اضافة أخيرة و...... اعتذار ebrahim_ali05-24-03, 05:58 PM
  Re: البرنامج السياسي لحزب الأمة 2003م lana mahdi05-24-03, 06:01 PM
    Re: البرنامج السياسي لحزب الأمة 2003م خالد عويس05-24-03, 06:48 PM
      Re: البرنامج السياسي لحزب الأمة 2003م bunbun12-01-03, 02:13 PM
        Re: البرنامج السياسي لحزب الأمة 2003م ابو جهينة12-01-03, 02:37 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de