خواطر حول قصيدة في العشق والمحبة ،،

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 07:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد المنعم عجب الفيا(agab Alfaya & عجب الفيا )
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-16-2005, 12:21 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر حول قصيدة في العشق والمحبة ،، (Re: Agab Alfaya)

    الموت .. والاحلام

    وذا تركنا موضوع المرأة – رمز الحياة – في مريود وهو متصل اشد الاتصال بصورة المرأة في أدب الطيب صالح كله ، فاننا نلتقي بظاهرة اخرى تلفح مشاعرنا ونحن نقرأ "مريود" ، هذه الظاهر هي "مشاهد الموت" ، فهناك مشهدان أساسيان للموت في الرواية ، الأول هو موت مريم المفاجئ والذي يوحي أن هذه المرأة مليئة بالاحلام الرائعة ، والتي كانت هي نفسها حلماً جميلاً ، قد عجزت عن تحقيق ما تريد ، وانقض عليها الموت . ولعل هذا المصير يكشف لنا أن الطيب صالح نفسه كان يحس في اعماقه أن أحلام مريم لم تتحقق بعد ، وأن مريم ، بموتها ، قد عادت إلى باطن الارض ، وعندما تم دفنها فقد تم دفن احلامها معها ، فهذه الاحلام موجودة في باطن الارض ... أرضنا ولابد للارض أن تعود فتلد " مريم" من جديد وتحقق الاحلام المدفونة . ونكاد نحس بمشاعر مقدسة نحو أرضنا هذه التي تضم جسد مريم ، ونحس أن في باطنها كنزنا الكبير ، وأن علينا أن نستخرج مرة أخرى هذا الكنز أو هذا الجسد لنحقق به أحلام مريم التي لم تتحقق . ولهذا كله فمشهد موت مريم هو مشهد عن " موت الاحلام " ، ومريم لم تكن يوم موتها في جنازة وإنما كانت في عرس ، وهي لم تدفن داخل الارض وانما "زرعت" في جوفها كسنبلة أو كجذع نخلة ، وعلينا أن ننتظر بزوغها ونموها من جديد . لقد كان مشهد موت مريم من أروع ما اتيح لي أن أقرأه في أدب الإنسان ، وهذه هي لحظاتهـا الاخيرة قبل الموت كما تصفها لنا رواية مريود :

    " لم تكن بها علة ، ولم تلزم فراشها غير يوم واحد ، كأنها قررت أن ترحل فجأة . كأن كل الذي حدث لم يحدث . كانت خضلة مثل عروس . ليس بها شئ سوى بعض حبات العرق على جبهتها ، كان وجهها متألقاً وعيناها تتلامعان مثل البروق " ونقرأ في مريود ايضاً صورة لجنازتها أو عرسها : " ... دفناها عند المغيب كاننا نغرس نخلة ، أو نستودع باطن الارض سراً عزيزاً سوف تتمخض عنه في المستقبل بشكل من الاشكال . محجوب قبل خدها . وأنا قبلت جبهتها ، وكاد الطريفي يهلك من البكاء ، وحملناها برفق نحن الستة ووضعناها على حافة القبر . أسمع ذلك الصوت الذي ليس مثله صوت يجيئني من بعيد مثل ناي سحري ، في غلالة من أضواء الأقمار في ليالي الصيف ، ولمع الشعاع على سعف النخل الندي ووهج النوار في حدائق البرتقال . تقول وهي تجر عمامتي من راسي : نسكن البنـدر . سامع ؟ البندر . المويه بالانابيب والنور بالكهرباء والسفر سكة حديد . فاهم ؟ اتمبيلات وتطورات . ابتاليات ومدارس وحاجات وحاجات . البندر . فاهم ؟ الله يلعن ود حامد . فيها المرض والموت ووجع الرأس . أولادنا كلهم يطلعوا أفندية . فاهم ؟ زراعة ابداً . وحياة محجوب أخوي زراعـة ما نزرعهـا أبداً " .

    هكذا ماتت مريم بحلمها الحضاري ، وكان نداؤها يتردد في وجدان "مريود " وهو يشارك في جنازتها أو عرسها ويحملها مع الآخرين إلى القبر . وانطلاق هذا الصوت القوي في وجدان مريود – يسمعه وحده – في " جنازة عرس" مريم معناه أن مريم قد غلبت على أمرها إلى حين ، وأن احلامها قد عادت إلى باطن الارض أملاً في النمو من جديد . بل أنها تعود بالفعل – وربمـا كان ذلك حلماً من أحلام اليقظة – وذلك في مشهد مكمل لمشهد المـوت ، لأنه يعطي لهذا الموت معنى خاصاً عميقاً صافياً ، وها هو مشهد العودة من الموت عند حافة القبر يصوره الطيب صالح على لسان " مريود " تصويراً رائعاً يفيض بالشعر والموسيقى والوجد الجميل :

    " كانت مثل طائر ، رفعها محجوب من نعشها فشهق ضوء المصابيح على حافة القبر ، وسمعت هبوب أمشير تناديني بلسان مريم " لا شئ . لا أحد " خطا بها نحو القبر ، فاعترضت طريقه ومددت يدي . نظر إلي برهة ، ورايت في عينيه ترقان وتغرورقان ، فتركها لي . كانت خفيفة مثا فرخ طائر وأنا أسير بها في طريق طويل يمتد من بلد إلى بلد ومن سهل إلى جبل لم يكن حلماً . أيداً . كانت مريم نائمة على كتفي . سرت بها على ضفة نهر إلى وقت الضحى ، فأيقظها لفح الشمس على وجهها . انفلتت مني وقفزت في الماء . كانت عارية . أشحت عنها ولكنني لم أطق صبراً فأدرت لها وجهي . نظرت ، فاذا هي بركة من الضوء ن وكان أشعة الشمس هجرت كل شئ وتعلقت بجسدها . كانت تغطس وتقلع وتختفي هنا وتظهر هناك . وتضحك لي من جهة اليمين ، ثم إذا هي تناديني من جهة اليسار . نعم . نعم . نعم . أريـد أن أغـرق في نبع ذلك الضوء الذي ليس من اضواء هذا الزمان ولا هذه الأرض . لكنني ترددت ليس أكثر مما يطرف جفن العين . في تلك اللحظة عاد الشعاع إلى منبعه وذهب الطيف . لا اعلم إلى اين . ناديت بأعلى صوتي " يا مريوم. يا مريوم " فعاد الصدى مجسماً بألسنة شتى " يا مريود . يا مريود " . ضربت دون هدى في صحراء تويوي ريحها وتتهايل رمالها ، حتى بلغ اليأس وأخذ مني الجهد . ثم إذا شجرة طلح يلمع نوراها فجأة احسست بمريم . بعيد العشاء أو قبيل الفجر . لا أعلم . لكنني أذكر ظلاماً رهيفاً وضوءاً ينسكب على وجهي من عينيها ، شربت منه حتى بلغ مني الظمأ عايته " ... وهكذا عادت مريم في قلب مريود وروحه إلى الحياة ، بينما كان يحملها إلى داخل القبر . ودار بينهما حوار طويل – غير مسمـوع لأحـد – بعد العودة تسجله الصفحات الأخيرة من " مريود " . وهو حوار يبحث فيه " مريود" عن طريق في نفسه وفي عالمه يمشي على ضوئه ولا يضيع .

    تلك هي مريم التي استطاعت أن تجمع في شخصيتها بين المعنى الخاص كامرأة محبوبة ، والمعنى العام كرمز للطريق والرؤية ، ورمز لحلم الحياة وشوقها إلى التجدد وكسر الاسلاك الشائكة التي تحول بيننا وبين الانطلاق الروحي والانطلاق الحضاري معاً وهذا هو مشهد موت مريم ، وهو ليس موتاً كالموت ، وكلنه وعد جديد بالنور بحياة اخرى تنبع من باطن التراب الذي فيه جسد مريم ، هذه هي مريم ، " العذراء " الثانية التي أنجبت لعالمنا بلا زواج : حلماً ، وعشر بنين وبنات لم يولدوا الا في الخيال ووصية بالطريـق تضئ الظلام أمام أهـل الطريق ن واصحاب القلوب التائهة فلا تضل . أنها حقاً عذراء ثانية ، مثل العذراء الاولى التي أنجبت للدنيا عيسى المسيح من غير زواج كالزواج المعروف في دنيا البشر .

    والمشهد الرئع الثاني من مشاهد الموت في " مريود " هو مشهد موت بلال . وهو أيضاً مشهد نادر في أدبنا وأدب الإنسان ، فالموت هنا نظام وترتيب واختيار ، وهو موت برغبته ورضاه ، وكأنه في الموت يمشي على قدميه من مكان إلى مكان ، على أن الموت على طريقة بلال ليس ميسوراً للجميع ، فهو نعمة لا ينالها إلا المتصوفون والعشاق وأهل الحظوة والرؤية والحضرة والذين لهم في قلوبهم عيون ترى ما لا نراه ، واني لأكاد أجرؤ على القول – بضمير أدبي مستريح – أننا نستطيع أن نقارن هنا بين مشهد موت " بلال " ومشاهد الموت المشهورة عند شكسبير ، ويخرج " بلال " من هذه المقارنة خالداً مثل غيره من الموتى الخالدين . نستطيع أن نقارن بين مشهد موت بلال ، ومشهد موت " هاملت النبيل " ، ونقارن بينه وبين مشهد مـوت " أوفيليا" الرقيقة ، ومشهد موت " جولييت" الطاهرة ، التي ماتت مرتين ، مرة بالمنوم ، فكان موتها وهماً ولكن الأهل والأحباب عاملوه معاملة الموت الحقيقي لأنهم كانوا يجهلون ولا يعلمون ، أما الموت الثاني لجولييت فقد كان بخنجر حبيبها روميو ، طعنت به نفسها ، عندما اكتشفت أن موتها الوهمي قد أدى إلى انتحار حبيبها ، فاختارت ان تعيش بالموت على صدر حبيبها المعشوق ، بل أكاد أجرؤ على القول مرة اخرى بأن " الموت " في "مريود " له طعم خاص ، ولون لا يختلط مع غيره من الألوان ، انه موت جميل يلبس عمامة سودانية وجلباباً أبيض ويحمل في يده مبخرة تفوح برائحة عربية إفريقية ، وهو موت فيه موسيقى وطبول من تلك التي نسمعها في الغابات وفي موالدنا الدينية ، إلا أن صوت الطبول والموسيقى ، في مريود ، ليس عالياً لأن الموت هنا وديع متواضع يمشي في عرسه على أطراف أصابعه في رشاقة وابتهاج وحكمة ... موت بلال هو – حقاً – موت عربي إفريقي ، وهو لا يمكن أن يظهر إلا في بلادنا حيث يوجد التصوف والسحر والقدرة على مخاطبة . الموتى والايمان الصحيح الثابت بأن ما بعد الحياة هو حياة أيضاً .

    وهذا هو مشهد العرس الصوفي ، أو مشهد " موت بلال " كما نقرؤه في رواية " مريود " :

    " قالوا أنه مكث حولا واحداً فقط بعد وفاة الشيخ نصر الله ود حبيب ، وأنه توفى مثله في نفس الساعة من نفس اليوم من أيام شهر رجب . كان قد امتنع عن الاذان ودخول الجامع بعد وفاة شيخه واحتجب ، وذات فجر استيقظ الناس على صوته ينادي من على مئذنة الجامع ، صوت وصفه الذين سمعوه بأنه كان مجموعة أصوات ، تأتي من أماكن شتى . ومن عصور غابرة . وأن نفس ود حامد ارتعشت لرحابة الصوت ، وأخذت تكبر وتعلو وتتسع ، فكأنها مدينة أخرى من زمان آخر ، قام كل واحد منهم من فراشه وتوضأ وسعى إلى منبع الصوت ، كأن النداء عناه وحده في ذلك الفجر . ولما وقفوا للصلاة رأوا " بلال" يلبس كفناً . وكان الجامع غاصاً بخلق كثير ، من أهل البلد ومن غير أهل البلد . كان أمراً عجباً . كبر للصلاة كما كان يفعل أيام "ود حبيب" ثم وقف ليصلي بهم . فلم يقف أمامهم حيث كان يقف الشيخ ، بل وقف معهم في وسط الصف الأول ، وهو على تلك الهيئة . وقرأ سورة الضحى بصوت فرح ، فاذا بالآيات نضرة كأنها عناقيد كرم . وبعد الصلاة التفت إليهم بوجه متوهج سعيد وحياهم مودعاً ، وطلب منهم ألا يحملوه على نعش بل على أكتافهم ، وأن يدفنوه بجوار شيخه " نصر الله ود حبيب " ، على أن يتركوا بينه وبين الشيخ مسافة تقتضيها أصول الاحترام والتبجيل ، بعد ذلك تمدد على الارض عند المحراب وتشهد واستغفر ، والناس ينظرون في رهبة ودهشة ، ثم رفع يده كأنه يصافح احداً وأسلم روحه إلى بارئها . وحملوه من موضعه ذاك من الجامع إلى المقبرة ، وقالوا انه مشى في جنازته خلق كأن الأرض انشقت عنهم . ودفنوه عند الشروق فيما رووا ، وأمَّ بهم الصلاة رجل مهيب لم ير وجهه أحد ولكن أكثرهم قال أنه كان كأنه الشيخ نصر الله ود حبيبي . وحدثوا أنه ما من رجل شهد وفاة بلال إلا وقد اشتهى أن تقبض روحه في تلك الساعة ، فقد جعل مذاق الموت في أفواههم كمذاق العسل " .

    هذا هو مشهد موت بلال وهو كما قلت مشهد نادر في أدبنا ، وهو ايضاً من اجمل وأعمق مشاهد الموت في أدب الإنسان ، وهو مشهد يكشف لنا أن عالم الطيب صالح قد حلت فيه "بركة" من بركات الوجود ، وأصابه "مس " من الحياة ، فأصبح كل شئ في هذا العالم يتحرك وينبض بالحرارة حتى الموت ، ولأن الطيب صالح من نبع الوجدان والقلب يكتب ، ولأن الطيب صالح من عين الرؤية والمشاهدة الداخلية يكتب ، فهو لا يعبأ بالحدود الكثيفة للاشياء ، بل يحس أن هناك وحدة للوجود ، تجمع كل شئ ، وتجعل الكل ناطقاً وعاشقاً ، وتصيب الموت بالدفء فيصبح امتداداً لعالمنا ، فيه كلام وأحاديـث وفعل وآمال واحلام ، وهو يحيط ذلك كله بجد من الصوفية الكاملة ، ولكنها صوفية " اليقظة " المتفتحة على الحياة " المنفعلة والفاعلة " ، وليست صوفية الخمول والجمود ، تلك الصوفية الذابلة المعتزلة التي لا ترى في الوجود إلا ما يوجب الانصراف عنه . انها صوفية لا علاقة لها بمشكلة "الاعتزال والانتماء " والاختيار بينهما ، وكلنها صوفية يختار فيها الإنسان بين " الحياة بالعشق " " والحياة بالعقل والسلطة والحياد بين الاشيـاء " ، وهي صوفية ، لا تختار ، لأنها تختار " الحياة بالعشق " ولا تتردد في الاختيار .


    يتبع ..،
                  

العنوان الكاتب Date
خواطر حول قصيدة في العشق والمحبة ،، Agab Alfaya05-16-05, 12:17 PM
  Re: خواطر حول قصيدة في العشق والمحبة ،، Agab Alfaya05-16-05, 12:18 PM
    Re: خواطر حول قصيدة في العشق والمحبة ،، Agab Alfaya05-16-05, 12:21 PM
      Re: خواطر حول قصيدة في العشق والمحبة ،، Agab Alfaya05-16-05, 12:24 PM
        Re: خواطر حول قصيدة في العشق والمحبة ،، انور الطيب05-16-05, 01:08 PM
          Re: خواطر حول قصيدة في العشق والمحبة ،، Agab Alfaya05-16-05, 09:30 PM
  Re: خواطر حول قصيدة في العشق والمحبة ،، محمد أبوجودة05-17-05, 01:11 AM
    Re: خواطر حول قصيدة في العشق والمحبة ،، newbie05-17-05, 01:58 AM
      Re: خواطر حول قصيدة في العشق والمحبة ،، انور الطيب05-17-05, 01:19 PM
        Re: المراة في ادب الطيب صالح Agab Alfaya05-17-05, 08:57 PM
      Re: يا له من مشهد ! Agab Alfaya05-17-05, 08:47 PM
    Re: النبع الجديد Agab Alfaya05-17-05, 08:26 PM
  Re: ماذا قال بشري الفاضل عن مريود ؟ Agab Alfaya05-17-05, 09:04 PM
  Re: خواطر حول قصيدة في العشق والمحبة ،، Agab Alfaya05-19-05, 07:54 PM
  Re: خواطر حول قصيدة في العشق والمحبة ،، Agab Alfaya05-19-05, 07:56 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de