خواطر حول قصيدة في العشق والمحبة ،،

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 10:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد المنعم عجب الفيا(agab Alfaya & عجب الفيا )
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-16-2005, 12:17 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خواطر حول قصيدة في العشق والمحبة ،،



    مريود

    خواطر حول قصيدة في العشق والمحبة

    بقلم : رجاء النقاش *

    "مريود" هي الجزء الثاني من رواية " بندر شاه " للطيب صالح ، والجزء الثاني يرتبط بالجزء الأول نفس الارتباط الذي يكون بين الابن والأم ، فهما متصلان منفصلان ، ... متصلان عن طريق الدم المشترك الذي يجري في العروق ، ولكنهما بعد ميلاد الابن ينفصلان ويستقلان استقلال الكائن الحي عن غيره من الكائنات ، وهذا الانفصال أو الاستقلال هو الذي يتيح لنا قراءة " مريود " وحدها من غير أن نشعر بأنها عالم فني ناقص ، فهي – رغم ارتباطها ببندر شاه – رواية مستقلة لها عالمها الخاص وموسيقاها المتميزة .


    نبع جديد

    والمفتاح الاساسي الذي يساعدنا على فهم " مريود " وفهم أدب الطيب صالح كله هو أنه ليس كاتباً " واقعيا" بالمعنى التقليدي للواقعية ، وقد يفهم البعض من هذا النفي للواقعية في أديب الطيب صالح أنه – يبعده عن الواقعية – إنما يبتعد عن معالجة هموم الإنسان العربي التي يعانيها في مجتمعه وفي الحياة بوجـه عام ، والحقيقة ان ابتعاد الطيب صالح عن الواقعية لا يحمل هذا المعنى ، فالطيب صالح – كفنان صادق اصيل – غارق في الهموم الإنسانية لعصره وفي الهموم الاجتماعية لوطنه وبلاده ، ولكنه يعبر عن موضوعاته عن طريق تصوير الواقع المباشر أو رصد مشاكل فئة من الناس أو طبقة من طبقات المجتمع ... انه يعبر عن مشاكل الإنسان الداخلية العميقة ، يعبر عن روحه ووجدانه ونظرته إلى الحياة والمصير الإنساني كله ، والطيب صالح يترك العالم المنطقي الواقعي الذي وقفت الرواية العربية عند حدوده قبل ظهور الطيب صالح ، وكان الفتح الادبي والروحي الذي قدمه الطيب للرواية هو أنه لجأ إلى نبع جديد لم يشرب منه احد من قبل في مجال الادب الروائي العربي . لقد تجاوز الطيب العالم الروائي الواقعي إلى عالم آخر أسطوري أو كما يقول التعبير العلمي الدقيق : " عالم ميثيولوجي " . فقصص الطيب هي نوع من الاحلام ، ولكنها ليست أحلام فرد واحد ، وانما هي أحلام تراكمت في وجدان امتنا ومجتمعنا جيلاً بعد جيل ، وتجسدت هذه الأحلام في قصص غريبة وخرافات غير منطقية ، وانعدام المنطق في هذه الاحلام والقصص والاساطير يواجهنا إذا نظرنا إليها نظرة شكلية خارجية ، ولكننا إذا تجاوزنا هذه النظرة وحاولنا ان نفهم المغزى الكامن وراء التراث الاسطوري فاننا سوف نجد لهذا التراث منطقاً تنسجم فيه المقدمات مع النتائج ، والحق أن الطيب صالح هو رائد هذه المدرسة الروائية الجديدة في الادب العربي ، وهو مكتشف الطريق ، وأقصد هنا مدرسة الرواية التي تعتمد اعتماداً كبيراً على "الميثيولوجيا" أو " الأسطورة " شكلاً وموضوعاً ، وسوف نجد الترابط المنطقي الخارجي بين اجزاء رواية " مريود " مثلاً هو ترابط مفقود ، ذلك لأنها تشبه الحلم والتصورات الوهمية الحيالية والاسطورة ، أما الواقع الخارجي العادي فهو كامن في باطن الرواية وليس ظاهراً على السطح ، وهذا ما يفسر لنا تلك الابيات الثلاثة التي اختارها الطيب من ابي نواس ووضعها في صدر روايته وهي :

    غيـر أني قائـل ما اتاني من ظنوني مكــذب للعيان
    أخـذ نفسي بتأليـف شئ واحد في اللفظ ، شتى المعاني
    قائم في الوهم حتى إذا ما رمته ، رمـت معمي المكان

    فهذه الأبيات "النواسية " تمثل طريقة في رؤيـة الحياة والنظر إلى الواقع الإنساني ، هذه الطريقة هي الرؤية بعين الوهم أو الخيال ، وهي رؤية ما لا يرى بالعين المجردة ، وهي اعتبار الاشياء التي يراها الإنسان بخياله حقيقة كالحقيقة نفسها ، ، فليس صحيحاً أبداً أن الواقع المادي الظاهر هو " كل " العالم الإنساني ، فالعالم الإنساني اشمل من ذلك وأعمق وأكثر اتساعـاً ورحابة ، وعالم الباطن فيه مهم كعالم المرئيات الظاهرة ، بل هو عند بعض أصحاب الرؤى ، مثل الطيب صالح وابي نواس في أبياته السابقة ، أهم وأصدق وأعمق .


    علاقة أسطورية كاملة

    هذا هو المفتاح الأساسي لفهم أدب الطيب صالح وعالمه الروائي ، وبدون هذا المفتاح فاننا يمكن أن نفقد أنفسنا في عالم الطيب ويمكن أن نحس بالغربة والغرابة معاً ، وسأتوقف هنا أمام لحظة واحدة من لحظات رواية "مريود " ، هذه اللحظة هي علاقة " الطاهر ود الرواسي " بسمكة من سمكات النيل ، انها علاقة أسطورية كاملة يحكمها الخيال والعقل الباطن ، والتاريخ الاسطوري للنيل ، ولا يحكمها المنطق العادي والعقـل الواعي على الاطـلاق ... وهذه هي الصورة كما رسمها الطيب صالح ، وهي شريحة فنية ، تكشف امامنا بوضوح عن عالمه الفني والروحي ، وعن طريقته في استخدام الاسطورة والميثيولوجيا استخداماً فنياً رائعاً ... يقول الطيب صالح في مريود " ص 35 " :

    " مال الطاهر ود الرواسي نحوي دون أن يحول وجهه عن النهر ، ولكن سؤالي ظل معلقاً في الهواء بين النهر والسماء ، كان وجهه واضح المعالم يلمع وسط ذلك الظلام ، كأن الضوء ينبع من داخله .

    فجأة صرخ :

    " بنت الكلب ، الليلة وقعت معاي " .

    قلت له :

    " وحتى في الحوت ، المره مره ، والراجل راجل " .

    كنت أعمى في تلك العتمة ، ولكن الطاهر ود الرواسي كان يسمع ويرى . قال :

    " أصلها عندها تاري معاي . قبل خمسين سنة ، واحدة من حبوباتها "جداتها" قلبت بي المركب . وقت وقعت في المويه بقت تجرني من سروالي لي تحت " .

    " وأنت شن سويت ؟ " .

    " خليت لها السروال ومرقت من المويه عريان جل " .

    صوته في تلك الدجنه مفعم بالحياة والمرح كأن السمكة في الماء تتحدث إليه بلغة يفهمها :

    " أكثر من ثلاث شهور وأنا وراها . مرة تقطع الخيط ومرة تاكل الطهم وتشرد . بنت الحرام تقول جنية من جنس العفاريت " .

    كنت أصادفه في رحلاتي عند الفجر ، أحياناً في قاربه في عرض النهر ، وأحياناً في حقله ، وأحياناً على الشاطئ جالساً يرقب صنارته ، وكنت قد نسيت عذوبة صوته ، إلى أن سمعته يغني ذلك الصباح غناء كأنه غلالة من الحرير انتشرت بين الضفتين . ومرة لمحته من بعد ساهماً يحدق في الماء . ناديته فلم يجب . وبعد زمن أمام دكان سعيد سالته ضحك وقال :

    " انت شفتني يومداك ؟ حكاية عجيبة والله . تقول صحيح الواحد وقت يكبر يصيبه الوسواس . عليك أمان الله خمسين سنة وأنا أصيد في النيل لا شفت ولا سمعت شى . ذاك الصباح بت الحرام قطعت الجبارة " السنارة " وغطست . شويتين شبت فوق وش المويه . عليك أمان الله زول بني آدم بت فتاة عريانة جل ... اني آمنت بالله . وسمع آداني دي قالت بي حسا واضح زي كلامي وكلامك : " يا ود الرواسي أخير لك تبعد مني " وقبل ما ألقى الكلام ال أرد به عليها غطست تاني جب في المويه . أنا أخوك يا محجوب . أنا اخو الرجال . قعدت ممتجن أعاين للمويه " .

    هذا المشهد السطوري الواقعي معاً والذي يقدمه الطيب صالح ، هو مشهد فريد في الأدب العربي كله ، لأنه يقدم الينا علاقة بين إنسان و " جنية" من " جنيات النهر " ، وهي علاقة لا يشك الطاهر بأنها حقيقية فالإنسان هنا لا يعيش في العالم المنطقي الذي نسلم به جميعاً . ولكنه يعيش – باقتناع كامل – في عالك أسطوري نابع من داخله ومن رؤاه الخاصة .. وهذا هو الجديد الرائع في عالم الطيب صالح . وهو الكشف الصوفي الكبير الذي يعي للعالم عند هذا الفنان بعداً جديداً لم يكن موجوداً من قبل في الأدب العربي إلا عند الصوفيين والعشاق الروحانيين واصحاب الطريق .

    على أن هذه اللمسة الأسطورية الكشفية الصوفية التي تعطي اتساعاً للدنيا وتضيف قدرات جديدة للإنسان في عالم الطيب صالح الروائي تواجهنا في شئ آخر ، ذلك الشئ هو أن " المشاكل " في عالم الطيب صالح الروائي لها – دائماً – حل ، وذلك لأن ابطاله يتمتعون بالرؤية الداخلية الروحية الصادقة ، وعندما تظهر أمامهم مشكة لا ترى لها عيوننا الخارجية حلاً ، فان أبطاله – ربما باستثناء الراوي الذي يمثل المؤلف أو المراقب الخارجي للاحداث ... كل أبطال الطيب – باستثناء الراوي – يجدون الحل دائماً رغم أن الطريق يبدو أمام عيوننا وهو مسدود لا منفذ فيه ، والحل باستمرار قائم في قلب المشكلة ، وطريقـة العثور على حل في عالم الطيب صالح لها سبيلان : الأول هو الارادة الإنسانية " المصممة الخلاقة ، والتي هي عند الصوفية جزء من أرادة الله على هذه الأرض ، والنماذج التي تكشف عن دور الارادة الإنسانية في " مريود " كثيرة جداً ، منها أن " مريم " تريد ان تتعلم وتصر على ذلك ولكن مدرسة القرية لا تقدم التعليم إلا للاولاد ، فهل ينغلق الطريق أمام الارادة الإنسانية المتجسدة في مريم ؟ كلا . ان الارادة تبدع حلها وهو أن تلبس مريم ملابس الصبيان وتدخل المدرسـة على أنها ولد ! مثل آخر : حواء بنت العربي تحب " بلال " وتريد ان تتزوجه ، وبلال متصوف عزلته صوفيته عن أمور الدنيا ، ولكن حواء بنت العربي تستخدم ارادتها ببسالة وتصر على تحقيق ما تريد ، استجابة لنداء هواها العميق ، وفي آخر الامر تبتكر حلاً عجيباً ، وهو أن تضع الأمر كله بين يدي الشيـخ " نصر الله ود حبيب " شيخ بلال في الطريق ويطلب الشيخ نصر الله من بلال الزواج من حواء ، ويقدم له تفسير أهل الطريق ، فيرضى بلال ويستكين . يقول الشيخ نصر الله لبلال ما معناه أنه ربما كان في عشق حواء العنيف له سر من أسرار الله . وعلى الصوفي ان يستجيب للعشق والا حاد عن الطريق . ويتزوج بلال من حواء ليلة واحدة يفترقان بعدها ، وتثمر هذه الليلة الواحدة ولداً هو الطاهر ، تعطيه حواء حياتها كلها ولا تفكر في شئ آخر ، فالارادة الإنسانية هنا – مجسدة في حواء بنت العربي – قد وجدت حلاً للمشكلة التي واجهت حواء في عشقها العظيم .


    الرضا .. طريق آخر

    على أن الإرادة الإنسانية المبدعة ليست هي الطريق الوحيد لحل المشكلات في عالم الطيب صالح ، فهناك سبيل آخر للحل ، وذلك هو ما يمكن أن نسميه باسم "الرضا " ، ذلك الشعور العميق الذي يملأ بعطره عالم الطيب صالح ، وهو "رضا" جميل عفيف مترفع وليس " رضا " عاجزاً مخذولاً ينبع من الاستسلام لهزائم الروح أو هزائم الجسد ... الرضا بما تجري به الأقدار ، لأن ما تجري به الأقدار – ولابد – له سره المخبوء وأن لم يظهر هذا السر للعيون ، ونغمة الرضا تعزف في عالم الطيب صالح بعيداً عن المشاكل المغلقة التي لا حل لها ... وهل ينغلق الطريق أمام أهل الطريق والمتصوفين واصحاب الرؤية ؟ ان عالم الطيب منفتح وفسيح بلا أسوار ولا قيود .


    يتبع ..،

    * نقلا عن مجلة الدوحة ( القطرية ) - ابريل 1978م
    ص 72 ،85
                  

العنوان الكاتب Date
خواطر حول قصيدة في العشق والمحبة ،، Agab Alfaya05-16-05, 12:17 PM
  Re: خواطر حول قصيدة في العشق والمحبة ،، Agab Alfaya05-16-05, 12:18 PM
    Re: خواطر حول قصيدة في العشق والمحبة ،، Agab Alfaya05-16-05, 12:21 PM
      Re: خواطر حول قصيدة في العشق والمحبة ،، Agab Alfaya05-16-05, 12:24 PM
        Re: خواطر حول قصيدة في العشق والمحبة ،، انور الطيب05-16-05, 01:08 PM
          Re: خواطر حول قصيدة في العشق والمحبة ،، Agab Alfaya05-16-05, 09:30 PM
  Re: خواطر حول قصيدة في العشق والمحبة ،، محمد أبوجودة05-17-05, 01:11 AM
    Re: خواطر حول قصيدة في العشق والمحبة ،، newbie05-17-05, 01:58 AM
      Re: خواطر حول قصيدة في العشق والمحبة ،، انور الطيب05-17-05, 01:19 PM
        Re: المراة في ادب الطيب صالح Agab Alfaya05-17-05, 08:57 PM
      Re: يا له من مشهد ! Agab Alfaya05-17-05, 08:47 PM
    Re: النبع الجديد Agab Alfaya05-17-05, 08:26 PM
  Re: ماذا قال بشري الفاضل عن مريود ؟ Agab Alfaya05-17-05, 09:04 PM
  Re: خواطر حول قصيدة في العشق والمحبة ،، Agab Alfaya05-19-05, 07:54 PM
  Re: خواطر حول قصيدة في العشق والمحبة ،، Agab Alfaya05-19-05, 07:56 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de