مصطفى سند ... يجرد الفيتورى من سودانيته

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 05:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد المنعم عجب الفيا(agab Alfaya & عجب الفيا )
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-06-2003, 06:54 AM

Shinteer
<aShinteer
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 2525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... يجرد الفيتورى من سودانيته (Re: Agab Alfaya)

    الفيتوري هكذا .. لا تحده جنسية و لا جغرافيا .. كما يفهم من الحوار الذي اجري معه مؤخراً في الخرطوم



    التقاه في الخرطوم
    كمال حسن بخيت


    اذا كان الشاعر محمد الفيتوري، علامة بارزة في حركة الشعر العربي وإضافة حقيقية له، إلا أن لمساته الابنوسية ظاهرة شديدة الالق، فهي مثل الطبيعة الأفريقية.. صارخة وصاخبة وفي براءة الانسان الأفريقي عارية لا زيف فيها. وليس جديداً القول أن محمد الفيتوري قد جمع الى نشيد أفريقيا وبين الشعر والسياسة التي قاده إليها عمله الدبلوماسي خصوصاً، إذ له أكثر من ملمح يجمع بين رقة ورقة جناح فراشة وان قوافيه حلقت خارج قوافل السفاري. ولكن الجديد في هذا الحديث إلي جانب الشعر والتجربة الكبيرة هو الكلام عن محطات مثيرة في حياة الشاعر.. الذي كان مولعاً ببيروت ثم طرد بسبب نشاطه ضد نظام نميري وخطفه من بيروت وطرده منها بوصفه سفيراً للجماهيرية الليبية ثم قصة قصيدته الشهيرة سقوط دبشليم التي كشف الشاعر فيها لأول مرة عن علاقته بالصادق المهدي الذي يحبه ويحترمه كثيراً.. وغير ذلك من المحطات المثيرة.

    سألت الفيتوري في بداية الحوار عن النشأة والتكوين والمؤثرات؟!

    قال: أنا من الذين يؤمنون بوحدة الأمة العربية شعباً وأرضا.. وبهذا الفهم تختلط في عيني الأرض من الناحية الجغرافية.. وتتداخل الحدود وتختلط، وكذلك التجمعات السكانية مثلما تتداخل الأزمنة والخصائص واللهجات الشعبية. ولدت في تلك الفترة.. في مدينة الجنينة بغرب السودان.. وهي مدينة حدودية تربط السودان بتشاد وبليبيا. وبغيرهما من دول الجوار الإفريقي.. وأسرتي أسرة صغيرة تتكون من أمي وأبي وشقيقة واحدة، والدي شيخ من رجال الطرق الصوفية وهو خليفة من خلفاء الطريقة الشاذلية العروسية الاسمرية. والدي اسمه بالكامل الشيخ مفتاح رجب الشيخي الفيتوري وهو شيخ السجادة كما يسمونه. ووالدتي هي السيدة فاضلة. وزاد: في جذوري تتداخل دماء كثيرة لقبائل بعضها ليبي والآخر مصري والثالث أفريقي في هذه المرئيات المتداخلة فيها امتدادي في أجساد وأرواح الآخرين.. ومنذ دب الوعي في وجداني وبدأت أدرك معني بعض الكلمات التي كان يرددها والدي ليلاً مع بعض زواره من أدعية وأوراد وترانيم دينية وتعلقت بما اسمع وبدأت أفكر تفكيراً عميقاً لدرجة أنني تركت أقراني في اللعب وأنا طفل لأنضم الى رفاق أبي في فناء البيت مستمعاً ومستمتعاً بآيات الذكر الحكيم والتواشيح الصوفية والأوراد والقصص الدينية. ومضي قائلاً: بعد ذلك عرفت أناشيد سيد درويش وعبده الحامولي وصالح عبد الحي التي كانت ترددها مدينة الإسكندرية هذه المدينة الرائعة والمدهشة التي عشت وتربيت فيها في الأربعينات.. بالإضافة إلي أغاني جدتي التي كانت مزيجاً من التراث الأفريقي السوداني والليبي والمصري.

    وكيف تشكل الوعي الإبداعي عندك؟

    اشياء كثيرة تداخلت لتشكل هذا الوعي.. وهناك ركائز أساسية ورئيسية لا تستطيع فصل إحداها عن الأخرى.. ويأتي في مقدمتها واقعنا الثقافي العربي الزاخر بآماله وتطلعاته في مشارف الأربعينات. كذلك حركة التحولات الاجتماعية والاقتصادية العميقة التي طرأت علي أنظمة الحكم وأشكال العمل السياسي في المنطقة العربية منذ بداية الخمسينات من القرن الماضي حين انفجرت حركات التحرر الوطني بداخلنا ومن حولنا مما كان له اكبر الأثر لدي أجيالنا كلها. ثالث هذه الركائز هو ذلك الميراث الثقيل والمتدفق في عروقي من الديار السودانية والليبية والمصرية والتي تشكل بداخلي الكثير بدءاً من مجموعة الأساطير العربية والأفريقية والإيقاعات الأفريقية والمدائح الصوفية.. وربما كان هذا هو سر عذاباتي العميقة.. التي هي مزيج من هذه التناقضات ولهذا فأنني اعتبر نفسي صوتاً خالصاً يعبر بعفوية عن كل هذه التناقضات..

    كيف تقيمّ تجربتك الشعرية بعد نصف قرن من كتابة القصيدة؟!

    صمت برهة وقال: ـ ثمة أحداث كثيرة في حياتي وقعت لي مثلما تقع للآخرين.. فلقد بلغت الآن ما بلغت من العمر ولكن ليس عتياً كما يقولون.. ولكن بلغت مستوي غريباَ. وقاسياً من الحياة.. وأحمد الله علي أني لم ابتذل عمري في ما لا جدوى له.. ولم ابتذل كرامتي قط.. وعشت كما يجب ان يعيش الإنسان في وطن عربي.. يعاني من المصاعب وقسوة الظروف في هذا العصر.

    ما الذي إضافته هذه السنوات.. من عمرك؟

    أستطيع ان أقول أنها أضافت لي ما لا يتوقعه الآخرون بالرغم من قسوتها: أعني الإحساس العميق بضرورة ان تنتصر لهذه الأمة.. وأن تتغلب علي هذه المآسي التي نعيشها وبضرورة ان نقهر التخلف الذي تعانيه شعوبنا.. نقهره بالتكاتف وبالتعاون وبالإخلاص في المواقف.. أعطتني الحياة خلال هذه الفترة أجمل تجربة هي تجربة الإيمان بالنفس.. فأنت كلما كنت شريفاً في مواقفك.. كلما كنت بعيداً عن مطامع شخصية وكنت بالتالي مستغرقاً في آلام أمتك متوحداً معها منصهراً فيها أنت قوي وأنت قادر علي عبور هذه المرحلة بكثير من الشرف وكثير من الاعتزاز. أضافت لي هذه الحياة أيضا الإيمان العميق بان ما بذلته لن يذهب هدراً.. وان ما قمت به سوف يتبدى لك في يوم من الأيام ان كان خيراً فخير وان كان شراً فشر.. تلك هي الحياة.. كمضامين أو محتوي لما عشته أو عانيته.. واعتقد ان الحياة ما زالت أمامي ممتدة بالرغم من ما اعترضها في الماضي من قسوة وبالرغم من ما تشكلت فيه من معطيات: لا أتحدث عن الناحية الشكلية.. أو ناحية الإيقاعات الشعرية.. أنا أتحدث عن المضامين.. كشاعر أظن أنني كتبت كثيراً في ما مضي حول القضايا الأساسية في حياتنا الإنسانية.. قضايانا كأفارقة وكبشر.. وما زلت اكتب.. ومازلت أعيش وسأكتب بمشيئة الله.. وسأحاول ان أخوض تجارب أخري قد تفيدني أكثر وقد تضعني في المقام التاريخي الذي أحلم به.

    ما هي المراحل التي مرت بها تجربتك الشعرية؟

    مراحل عديدة.. وأصبح الجميع يعرفونها فلقد مضت علي هذه التجربة الشعرية قرابة الخمسين عاماً.. التي بدأتها منذ كنت طالباً، وما زلت طالباً حتى الآن للعلم وللمعرفة وللعلاقات الإنسانية وللطموحات البشرية. طبعاً كانت التجربة الأولي هي التعامل العميق مع ما ورثته وما أحسسته في ذاتي من مشاعر وأحاسيس افريقية انحدرت لي من أجدادي القدامى في عروقي وأعصابي مرت التجربة كما تعلم أنت ويعلم الآخرون ممثلة في بضع مجموعات شعرية معروفة.. ثم كان لا بد لي من البحث عن تجربة أخري لكي لا تنضب المواد التي أحاول التعبير عنها في حياتي.. فالتجأت الى التجربة الصوفية.. وكتبت بضعة دواوين شعرية حول المدد الصوفي أو الإيقاعات العميقة في الروح الإنسانية المتجاوبة مع هذا الأفق الروحاني أو الاشراقي.. كما يقول الصوفية. أيضا مرت بي تجربة أخري وهي تجربة العواطف الإنسانية.. وكتبت فيها بضعة أعمال شعرية أيضا.. ولا أنسي تجربة ذات خصوصية عميقة في حياتي.. واذكرها الآن.. وهي تجربتي مع مرحلة نهاية الستينات وبداية السبعينات.. حينما اصطدمت بنظام مايو وعلي رأسه الرئيس الأسبق نميري (أطال الله عمره).. حينذاك وقعت تلك المذبحة التاريخية الأليمة المرهقة التي اعتبرها بداية الانحدار للفكر وللمواقف الإنسانية في عالمنا العربي والإفريقي حيث قضت تلك المرحلة علي أعمق وأزهر شباب السودان والقارة الأفريقية عبد الخالق محجوب وفاروق حمد الله وبابكر النور وهاشم العطا والشفيع احمد الشيخ وإخوانهم. كانت هذه التجربة ذات أثر عميق في نفسي.. وأبكتني كل ذلك البكاء الذي يصبح صغيراً وضئيلاً أمام الحدث الرهيب.. لكنها دمغت بقية عمري بالكآبة العميقة التي لا أعتقد أنها سوف تنتهي يوماً ما، والتي كما قلت أري أنها كانت البداية في هذه الإسقاطات الرهيبة التي احتوت قارتنا الأفريقية والعربية وبدأ منذ ذلك الحين هذا الانحدار الرهيب الذي نراه في القيم وفي الأخلاق وفي المواقف الإنسانية.

    متي وأين كانت قصيدتك الأولى.. وهل تذكرها؟

    أجاب بابتسامة: نعم أتذكر كل شيء جيداً.. فقصيدتي الأولى التي أحس بنضجها الفني والشعري كانت في مدينة الإسكندرية.. في ذلك الوقت كنت طالباً في الصف الأول الثانوي وبالتحديد في معهد الإسكندرية الديني.. وقد قلت في مطلع تلك القصيدة: فقير.. اجل.. ودميم.. دميم بلون الشتاء بلون الغيوم يسير فتسخر منه الوجوه وتسخر حتى وجوه الهموم فيحمل أحقاده في جنون ويحتضن أحزانه في وجوم... إلي آخر القصيدة..
    قلت له: كيف يكتب محمد الفيتوري القصيدة؟ كيف يأتيك مخاض الشعر؟!
    كثيراً ما اصطدمت بالرد أو الإجابة علي هذا السؤال.. واذكر أنني حاولت الإجابة عليه في مقدمة مجموعتي الشعرية التي صدرت قبل عشرين عاماً، ولكن أحس الآن بان تلك الإجابة تتغير طبقاً لتغيير الظروف والمعطيات من حولي وتطور المناهج.. في هذا الضوء أقول رداً علي سؤالك ان كتابة القصيدة تتغير من حالة الى حالة تبعاً لتغير التجربة وتبعاً لتغير الظروف أيضا، فمثلاً يحدث في بعض القصائد ان تنهمر عليَّ كشاعر دونما إنذار مسبق.. أو هكذا يخيل لك.. بينما يأخذ البعض الآخر، في تلمس طريقه أو تأخذ أنت في تلمس طريقك إليه ببالغ المشقة والصعوبة.. وهنا يكمن السبب الأساسي الذي قلت فيه ذات مرة أنني لم أؤمن في سنواتي الأخيرة بما كان يكتب به مسبقاً وهو عنصر الإلهام الشعري. قلت أيضاً أني أعد قائمة نفسية وفكرية تشمل التفاصيل الدقيقة للعمل الشعري الذي أنا مقدم عليه حين أكون قد وضعت البذرة، أعني الفكرة الاجتماعية أو السياسية في مكان ما ثم اتركها لبعض الوقت لتزدهر في أرضية نفسي اذا صح هذا التعبير، ثم تشق ذلك النطاق الداخلي الى فضاء أوسع من الكلمات التي تأخذ في شكلها النهائي شكل القصيدة.. وبالطبع تدخل ضمن هذه العملية كلها الجوانب الموسيقية والإيقاعية والتشكيلات النغمية والتلاوين الصورية وغير ذلك من ضرورات العمل الفني المعاصر.

    ما هو الدور السياسي للشاعر؟!

    أكيد انك تتحدث عن شاعر معاصر أعني أنك تتكلم عن شاعر يعيش تجارب العصر بعواملها الضاغطة وظروفها المختلفة، وتفاعلات الكون من حوله، شاعر يعيش عصره وليس شاعراً انعزالياً أو انطوائنا أو غيبياً أو ميتافيزيقياً يؤثر البقاء علي هامش المجتمع الذي يعيش فيه. أنت تتحدث عن شاعر قومي وشاعر ملتزم شاعر يحس ان قيمته الحقيقية في ان يكون صوتاً للآخرين وسلاحاً يدافع عنهم وإرادة تجسد شعره فيها من خلال تعامله معهم، هذا هو الشاعر الذي تسألني عنه،
    أنا أري دور هذا الشاعر مرسوماً منذ اللحظة الأولي التي أتيح له فيها ان يمسك القلم ان مثل هذا الشاعر لا يفرق ما بين ذاته بهمومها ومشاكله وعلاقاته البعيدة والقريبة مثل هذا الشاعر يقول عنه ناظم حكمت الشاعر التركي أنه هو الذي تنصهر عاطفة الحب لديه لتصبح نبرة في إيقاع الحياة الاجتماعية والسياسية من حوله.

    وماذا أضافت الغربة لتجربتك الشعرية؟

    كثيرة هي الإضافات.. بعضها اتساع دائرة علاقاتي الإنسانية وتعميق خبرتي بالآخرين والتعرف علي هذه الألوان والإشكال التي تتوزع في الخارطة العربية من نماذج بشرية ونماذج في الطبيعة والحياة، ثم لا أنسي أن أضيف ان اختلاف النظم السياسية والاجتماعية التي تحكم العالم العربي والتي قدر لي ان أعيش في ظلها قد أعطاني معرفة أعمق لطبيعة المرحلة وتحليل ظاهرة التناقضات التي تسود المنطقة العربية. ثم شعوب وأنظمة وعادات وتقاليد ولغات وألوان لكل منها رواسبه وتاريخه وطموحاته وعلائقه إلا أنني في المحصلة الأخيرة أستطيع ان أقول إننا أمة عربية واحدة.. وان هذه الخلافات والانقسامات التي تتوزع بلادنا وأقطارنا إنما هي انعكاسات ذلك الإرث العقيم الذي ورثناه من الخمول الاستعماري وظلام الاحتلالات الأجنبية.

    وماذا أضافت لتجربتك السياسية؟

    أنت تعلم تماماً عندما اغتربنا من السودان إنما اضطرتنا الى ذلك ظروف خارجة عن إرادتنا.. وأنا هنا لا أتحدث باسمي فقط وانما أتحدث بأسماء كل الذي يمكن ان تكون أسماؤهم قد خطرت علي بالك الآن.. من أدباء ومفكرين وشعراء وصحافيين وفنانين اضطروا الى مغادرة السودان في ظروف مختلفة. بالنسبة لي والسؤال موجه لي شخصيا أذكر ان الغربة علي مراراتها قد فتحت أمامي آفاقاً جديدة من الثقافة والخبرات والعلاقات الإنسانية، وإذا كان ثمة لون جديد أو إيقاع جديد أو نغمة جديدة يمكن ان تكون مسموعة ومحسوسة في قصائدي التي كتبتها خارج السودان فإن للغربة الفضل الأساسي في إضافة هذه اللمسات حزناً أو فرحاً.. غضبا أو رهبة، كراهية أو حبا. طموحاً أو ركونا إلي الدعة والسكينة.

    لماذا خرجت من السودان.. بعد 22 تموز (يوليو) 1971؟

    هذه قصة يجب ان تروي.. فبعد إعدام الشهداء عبد الخالق محجوب وفاروق حمد الله وهاشم العطا والشفيع وبابكر النور وتلك الكوكبة الرائعة من أبناء السودان علي يد نظام نميري. كتبت قصيدة عبد الخالق محجوب ورفاقه.. اسمها (قلبي علي وطني) وهي منشورة في ديواني (أقول شاهد إثبات).. وعقب كتابة القصيدة وانتشارها بين الناس ونشرها خارج السودان تم استدعائي بوزارة الداخلية وتم حوار معي علي شكل تحقيق ومنعت من إدخال اسم الرئيس نميري في أية قصيدة.. وكان لوجود الرائد مأمون عوض ابوزيد اثر كبير في ان يكون الاستجواب مخففاً وفي شكل تحذير أو إنذار.

    نميري يطاردني

    وعلي الفور فكرت في الهجرة.. وذهبت الى.. طرابلس.. وكانت لي سابق معرفة بالعقيد معمر القذافي القائد التاريخي لثورة الفاتح من أيلول (سبتمبر).. ووصلت إليه عن طريق احد الأصدقاء.. وأكرمني الرجل منذ ذلك التاريخ وحتى الآن.. وتم تعييني مستشاراً صحافياً في السفارة الليبية في بيروت.. وفجأة.. طُلبت الى وزارة الخارجية اللبنانية وبلغت بان قراراً جمهورياً قد صدر بإبعادي من بيروت فوراً والآن.. وعلمت ان مستشار الرئيس نميري السابق وبطلب من نميري شخصياً، وهو المستشار اللبناني سليم عيسي، قد طلب باسم الرئيس نميري من الرئيس اللبناني سليمان فرنجية بضرورة طرد الفيتوري من لبنان، لان النميري كان يزور لبنان ولا يمكن للزيارة ان تتم والفيتوري موجود في بيروت. لان الفيتوري يهاجم النميري بقصائد شعرية قوية، لقد ظل نميري يطاردني حتى في بيروت وضحك.

    بيروت وتجربة الاختطاف

    وماذا بعد ذلك عن عملية اختطافك من بيروت بواسطة مسلحين؟

    ضحك: الحديث يا صديقي كمال عن عملية اختطافي في بيروت مؤلم جداً.. بالنسبة لي فهو يذكرني بلحظة كنت فيها اقرب إلي الموت من الحياة. لحظة أولي وأتمني ان تكون الأخيرة في حياتي، شعرت فيها أنني طائر كسر جناحاه ووضعت السكين فوق عنقه ولم يكن بمقدوره فقط إلا ان ينتظر رحمة الجلاد تلك هي اللحظة القاسية يا أخي كمال.

    من هم الخاطفون ولماذا؟!

    أستطيع ان أقول أنهم مجموعة متعصبة من أبناء الطائفة الشيعية ولم يكن بيني وبينها أي سبب من أسباب العداء إلا أنها اختطفتني لأنني اعمل سفيراً لليبيا في بيروت.. ربما أنها تريد الثأر من العقيد معمر القذافي بادعاء أنه علي علم بنهاية الأمام موسي الصدر زعيم الشيعة في لبنان التي أكدت التحقيقات براءة ليبيا من دمه. فقد أقدمت علي اختطافي لتحذير القذافي أو الضغط عليه لكي يتدخل لكشف لغز غياب الإمام الصدر.. وهكذا وجدت نفسي بين بنادق هؤلاء الأخوة الخاطفين. ولقد أدهشني أنهم بعد ان عرفوا أنني محمد الفيتوري الشاعر الذي يعمل سفيراً لليبيا اعتذروا لي وقالوا أنهم مضطرون لهذه العملية التي أقدموا عليها لأنهم مأمورون.. وشيئاً فشيئاً بدأ يخف وقع الحادث علي أعصابي وطلب مني احدهم ان اقرأ قصيدة من شـــعري وأنا (أسير) ومعصوب العينـــــين ولما ترددت في تلبية هذا الخاطر.. قال لي احدهـــــم لطالما حضرنا الى قــاعة اليونسكو ببيروت والي مصر العربية لنسمع شــعرك ولا اعتــــقد أنك ستحرمنا من هذا الحضور ووجدت أنه مــــــن الأفضل بالنســـــبة لي أن لا أخيب رجاءهم وعدت اسألهم هل تريدون قصيدة وطنية أم عاطـفية.. وجاء الصوت إننا نفضل ان تكون من شعرك الإفريقي فألقيت عليهم قصيدة (نشيد أفريقيا). وسرح الفيتوري طويلاً..

    وواصل: انتزعت شجاعة كانت مفتقرة في روحي حينذاك ولكي لا أبدو ضعيفاً ومضطرباً تحاملت علي رئتي وأعصابي وقلت القصيدة كما لو كنت فوق منبر شعري وأمام جمهور عادي.. وصفق المستمعون.. اقصد... الخاطفون ثم جاءوني بجهاز راديو لاستمع لأصداء نبأ اختطافي في إذاعات العالم وعلي رأسها هيئة الإذاعة البريطانية ثم حملوني في سيارة وذهبوا بي بعيداً لمسافة طويلة جداً وجدت نفسي في صحراء بالقرب من الحدود السورية الإسرائيلية ثم جاءت سيارة فجأة وكأنها هبطت من السماء وكنت قبلها دعوت الله لإنقاذي.. جاءت هذه السيارة.. وإذا بي أجد فيها أبو سيزار وهو من المناضلين الفلسطينيين وقال لي أنت علي بعد قريب من القوات الإسرائيلية، وأنه جاء متفقداً لقاعدة فلسطينية مقاتلة هناك، وعدت إلي بيروت وكانت الدنيا قد انقلبت باختطافي.. واشترط عليّ الخاطفون ان أغادر بيروت الى أية سفارة أخري في أية عاصمة أخري.

    المصدر؛ جريدة القدس 2003/01/25
                  

العنوان الكاتب Date
مصطفى سند ... يجرد الفيتورى من سودانيته Agab Alfaya04-25-03, 05:00 PM
  Re: مصطفى سند ... يجرد الفيتورى من سودانيته THE RAIN04-25-03, 06:17 PM
  Re: مصطفى سند ... يجرد الفيتورى من سودانيته حسن الجزولي04-25-03, 07:11 PM
    Re: مصطفى سند ... يجرد الفيتورى من سودانيته أبنوسة04-25-03, 09:00 PM
      Re: مصطفى سند ... يجرد الفيتورى من سودانيته Elkhawad04-26-03, 02:31 AM
        Re: مصطفى سند ... يجرد الفيتورى من سودانيته raheemsudani04-26-03, 06:54 AM
  Re: مصطفى سند ... يجرد الفيتورى من سودانيته Agab Alfaya04-28-03, 10:14 AM
  Re: مصطفى سند ... يجرد الفيتورى من سودانيته kofi04-28-03, 11:33 AM
    Re: مصطفى سند ... يجرد الفيتورى من سودانيته الزومـــــــه04-28-03, 11:55 AM
  Re: مصطفى سند ... يجرد الفيتورى من سودانيته Agab Alfaya04-28-03, 01:35 PM
  Re: مصطفى سند ... يجرد الفيتورى من سودانيته Agab Alfaya04-28-03, 01:41 PM
  Re: مصطفى سند ... يجرد الفيتورى من سودانيته شرووم04-28-03, 02:06 PM
  Re: مصطفى سند ... يجرد الفيتورى من سودانيته cantona_104-29-03, 00:14 AM
  Re: مصطفى سند ... يجرد الفيتورى من سودانيته حسن الجزولي04-29-03, 02:25 AM
  Re: مصطفى سند ... يجرد الفيتورى من سودانيته Shinteer05-06-03, 03:40 AM
  Re: مصطفى سند ... يجرد الفيتورى من سودانيته kamalabas05-06-03, 04:05 AM
  Re: مصطفى سند ... يجرد الفيتورى من سودانيته Deng05-06-03, 04:30 AM
  Re: مصطفى سند ... يجرد الفيتورى من سودانيته Shinteer05-06-03, 06:54 AM
    Re: مصطفى سند ... يجرد الفيتورى من سودانيته sudania200005-06-03, 08:15 AM
  مصطفى سند mohmmed said ahmed05-06-03, 08:59 AM
  Re: مصطفى سند ... يجرد الفيتورى من سودانيته Agab Alfaya05-06-03, 05:17 PM
    Re: مصطفى سند ... يجرد الفيتورى من سودانيته خالد عويس05-06-03, 06:36 PM
    Re: مصطفى سند ... يجرد الفيتورى من سودانيته Shinteer05-07-03, 05:45 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de