هشام آدم يواجه بموجة رفض

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 07:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-31-2009, 07:20 AM

ALZOLZATOO
<aALZOLZATOO
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 4216

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هشام آدم يواجه بموجة رفض

    في مناقشة ورقته في مقهى نادي المنطقة الشرقية الأدبي

    هشام آدم يواجه بموجة رفض لاقتراحه استبدال مسمى القصة القصيرة بالرواية القصيرة



    رفض حضور في المقهى الثقافي بنادي المنطقة الشرقية الاقتراح الذي تضمنته الورقة التي قدّمها الروائي السوداني هشام آدم، مساء الأربعاء الماضي، باستبدال مسمى (القصة) السائد باسم (رواية قصيرة) معتبرين اقتراحه آدم اقتراحاً يفتقر إلى المنطق.



    وكان آدم قد انتقد في ورقته المعنونة ( الرواية باعتبارها أداة قياس) استخدام اسم (القصة) موضحاً أن القصة تطلق في العربية على الحكاية التي كانت تتداول للتسلية أو للحكمة كما استعرض بعض الآيات القرآنية التي أوردت كلمة (القصص) مشفوعة بالحكمة أو الموعظة، وخلص إلى أنّ تسمية ما يكتب الآن على أنه قصة قصيرة بالقصة خطأ فادح لأنها تعني الحكاية وهي تعنى بأغراض لا تمتّ بصلة إلى الأهداف الفلسفية والاجتماعية التي تعنى بها الرواية أو فن (الرواية القصيرة)، نافياً وجود جنس أدبي يسمى (قصة قصيرة).



    وأدى كلام آدم إلى موجة اعتراضات ابتدأها الروائي والقاص فهد المصبّح الذي رفض توصيف آدم لمكانة القصة في الثقافة العربية بالمكانة الهامشية قياساً بالشعر ونسبة الأسبقية للشعر على كافة الأجناس الأدبية في العربية، وقال المصبح أنّ بإمكان آدم أن يقول أن مفهوم القصة الحالي قد تطوّر كثيراً عن مفهومها في الثقافة العربية في العصور السابقة ولكن ليس بإمكانه أن يدّعي عدم وجودها من الأساس وتبعيتها للشعر ولا أسبقية الشعر عليها، لأنّ القص نزعة طبيعية لدى الإنسان تسبق أي شيء. وأضاف أنّ بالإمكان التساؤل عن قصة قصيدة وليس بالإمكان السؤال عن قصةِ قصة لأن القصة هي أول شيء. وختم المصبح قائلاً أنّ من الممكن القبول باسم آخر للقصة وأن على آدم إيجاد اسم يناسبها أكثر من القصة والرواية القصيرة.

    من جهته اعتبر القاص عبد الله النصر مقترح آدم مقترحاً منطقياً يتفق مع ما أسماه المعنى الصحيح والقاموسي لكلمة قصة، مضيفاً أنّ على هشام أن يتبع خطوة الرفض باقتراح بديل آخر لمسمى القصة.



    وانتقد القاص زكريا العباد ورقة آدم باعتبارها تنتمي إلى جنس المقال النقدي ولكنها لا تفي لمقومات المقال ولا تحافظ على وحدة الموضوع الذي وعد به العنوان (الرواية كأداة قياس) فهي تناقش من بدايتها استحقاق جنس القصة لهذا الاسم وهو موضوع آخر. وأضاف أنّ رفض آدم لإطلاق اسم القصة المتداول تاريخياً في الثقافة العربية على الجنس الأدبي الحديث هو رفض لحركة تاريخ اللغة ولانزياحات الطبيعية بشكل، فالتداول الحاضر لكلمة (قصة قصيرة) هو تداول اصطلاحي ينفي أية شبهة لحضور المفهوم التاريخي لكلمة قصة أو حكاية. واعتبر العباد أنّ النقاش حول هذه المسألة لا يحمل أي قيمة ما دام الأدباء لا يستخدمون كلمة قصة بالمعنى التراثي لها. وختم العبّاد قائلاً أنّ منطق هشام ذاته يمكن استخدامه لنقض اقتراحه تسمية القصة بالرواية القصيرة لأن الرواية في العربية تعني الحديث الشريف أو الرواية عن الشعر ولكنها لا تعني بأي حال من الأحوال الرواية بمعناها الحديث، فهل يعني هذا إلغاء الاسم والبحث عن آخر؟.



    وتحدّث آدم في ورقته عن الخيال باعتباره أهم عناصر الرواية والأدب عموماً، وقال أنّ من خصائصه أنه غير مقيّد بالزمان أو بالمكان، وفرّق بينه وبين التخيّل في أن الخيال يختص بالإبداع، إلا أنه قال أنّ الخيال هو جزء من التخيل الذي يحدث لكل الناس. ثمّ تحدّث آدم عن الخيال باعتباره خارجاً عن حدود العادة الذهنية المنصرفة إلى ما هو مادي محسوس عمّا هو فوقي وما ورائي وابعتباره شغفاً غريزياً يحتاج إليه الإنسان على لإشباع حاجاته المعرفية، وتساؤلاته غير المحدودة عن الطبيعة والإنسان.



    وأضاف أنه لا بد من ربط فن الرواية بعناصر متعددة كالوقائع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لأنها في الحقيقة دوائر متداخلة، ولكنها غير مستقلة عن الإنسان، فهي مرتبطة بوجوده ووعيه وتفاعله مع البيئة ومع نفسه، فثمة حيوات منفصلة تماماً عن هذه المنظومة المتداخلة، هي الحيوات الذاتية لكل فرد؛ فللفرد داخل المجموعة حياته الخاصة أو السريّة التي يعيش في صراع بينها وبين ما يقتضيه وجوده الاجتماعي: ما يرضاه وما يتمناه، ما يفعله وما يتمنى أن يفعله، ما يقوله وما لا ينبغي أن يقوله.


    وأضاف أنّ فن الرواية باعتباره فناً يُحاكي الواقع أو يوازيه، فإنه يُصبح الطريقة الأنجع لخلق وقائع مثالية (ربما)، أو أقرب إلى خوض صراع افتراضي مع ما هو كائن، وما هو ممكن أو مستحيل الإمكان. وكأن الروائي -حين يكتب روايته- يُجري حوارات مفترضة بينه وبين سلطة واقعية سواء كانت هذه السلطة سلطة اجتماعية أو دينية أو حتى سلطة الذات العليا. وهو بذلك إنما يحاول قياس إمكانية المعقول منها وغير المعقول، ويبتكر شخوصاً يُقدمهم قرابين لهذا الاختبار الوجودي في الحقيقة.



    وأضاف أنّ الأمر يُشبه –إلى حدّ ما- محاولاتنا لوضع تخمينات حول ردود أفعال المجتمع إزاء وجهات النظر الخاصة، ومدى قبول الآخر بالأنا، تلك التخمينات التي نصوغها باستمرار في حياتنا اليومية بطريقة تلقائية حتى دون أن نشعر بذلك، ووضع خطط بديلة لأنماط سلوكنا بناء على استنتاجات منطقية مستقاة من خبراتنا العامة، كأن نقول: "ترى ماذا سوف يحدث إذا تغيّبت عن العمل دون إخطار مسبق؟".ِ

    هذا حسب الايميل

    تحياتي

    زاتووووو
                  

05-31-2009, 07:31 AM

HAIDER ALZAIN
<aHAIDER ALZAIN
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 22434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: ALZOLZATOO)


    هلا يا ذااااتو وصباح الخير ..


    زولك اتكبع زيّن اليوم داك رغم انه الزمن ما كفي لنقاش الموضوع من كل جوانبه ..

    والغريبة كنت ناوي الليلة افتح الموضوع دا هنا باعتبار نكمل معاهو الحكي والمقترحات بشكل مستفيض ومادام انك فتحت البوست فبندعوه لتكلمة النقاش هنا حول تغيير المسميات وحول نقطة الفرق بين الخيال والمتخيل ..

    دقيقة اجيب المقال نفسه



    تحياتي
                  

05-31-2009, 07:33 AM

HAIDER ALZAIN
<aHAIDER ALZAIN
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 22434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: HAIDER ALZAIN)

    نحو إنصاف الرواية

    هشام آدم

    [email protected]
    2009 / 5 / 24
    http://www.hishamadamme.blogspot.com

    إن من أكبر الأخطاء التي يقع فيها كثير من الأدباء، عدم تفريقهم بين الأجناس الأدبية، وأصبح من الواضح أن دور النقد في هذه المرحلة، والمراحل المقبلة هو معالجة هذا الخطأ الفادح الذي يُصيب الحركة الأدبية والكتابة الإبداعية في مقتل؛ إذ أنّ خللاً مثل هذا، من شأنه أن يفتح الباب على مصراعيه لمزيد من تسلّل غريب الأجناس –تحت دعوى الحداثة- إلى الأدب، وعملها على تقويض دعائمه، كما هو الحال الآن لكل من جنسي: التداعي الحر، والخاطرة الأدبية القائمين على الاسترسال الوجداني، ومخاطبة الذات في المقام الأول، منفصلين بذلك عن المجتمع والآخر، ومنظومة القيم السلطوية، ومنعزلة عن الأهداف الأساسية للأدب وللكتابة الإبداعية، والتي سوف يأتي الكلام عنها لاحقاً في هذا المقال.

    ومن بين الأخطاء الأكثر شيوعاً في الأوساط الأدبية قاطبة، إدراج فن القصة القصيرة ضمن قائمة الأجناس الأدبية، وهو الأمر الذي يجعلنا نُعيد النظر في فهمنا لهذا الجنس الأدبي، ومعرفة أصوله وجذوره الأولى.

    ويهمني في المقام الأول أن أؤكد على حداثة الفن السردي في مقابل الفن الشعري الضارب في الجذور، فيما يتعلّق بتاريخ الأدب العربي The History of Arabic Literature، وجميعنا يعرف ما للشعر من مكانة في الأدب العربي القديم، وكيف أنه كان يُمثل كافة الفنون والألوان الأدبية المعروفة الآن من: قصة، ورواية، وسيرة، وتأريخ، بينما اقتصر الأدب السردي في ذلك الوقت على الخطابة، والتي لم تخل –هي كذلك- من النفس الشعري المتمثل في: الطباق والجناس، والمحسنات اللغوية والبديعية المتأثرة بالشعر؛ بل إنه لم تكد تخل خطبة قط من قصيدة شعرية سواء في متنها أو في ذيلها.

    "يا أيها الناس اسمعوا وعوا، وإذا وعيتم فانتفعوا؛ إنه من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، مطر ونبات، وأرزاق وأقوات، وآباء وأمهات، وأحياء وأموات، جمع وأشتات، وآيات وأرض ذات رتاج, وبحار ذات أمواج، ما لي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون، أرضوا بالمقام فأقاموا، أم تركوا هناك فناموا، أقسم قس قسماً لا حانث فيه ولا آثماً إن لله ديناً هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه، ونبياً قد حان حينه، وأظلكم أوانه، فطوبى لمن آمن به فهداه, وويل لمن خالفه وعصاه (...) تباً لأرباب الغفلة من الأمم الخالية، والقرون الماضية، يا معشر إياد أين الآباء والأجداد، وأين ثمود وعاد، وأين الفراعنة الشداد، أين من بنى وشيد، وزخرف، ونجد، وغره المال والولد، أين من بغى وطغى، وجمع فأوعى، وقال أنا ربكم الأعلى، ألم يكونوا أكثر منكم أموالاً، وأطول منكم آجالاً، وأبعد منكم آمالاً، طحنهم الثرى بكلكله، ومزقهم بتطاوله؛ فتلك عظامهم بالية، وبيوتهم خاوية، عمرتها الذئاب العاوية، كلا بل هو الله الواحد المعبود، ليس والد ولا مولود.
    فـي الذاهبين الأولين من القرون لـنـا بصائر ** ورأيت قومي نحوها تمضي الأصاغر والأكابر
    لا يرجع الماضي إلي ولا من الباقـين غابـر ** أيقنت أنـي لا محـالـة حـيـث صار القـوم صائر"

    (من خطبة قس بن ساعدة الإيادي- البيان والتبين للجاحظ)



    وللتفريق بين فن القصة (الحكاية)، وبين الرواية، والتي تنقسم بدورها إلى رواية قصيرة، ورواية طويلة؛ فإنه من الضروري أن نعرف أن هذا التفريق لا يتأتى إلا بمعرفة أغراض هذا اللون الأدبي، لاسيما إذا عرفنا أن تناول هذه الأغراض الآن لا يُمكن أن يكون بمنأى عن الثورات النقدية الكبرى التي قامت في أوربا، وتأثر بها الأدب العربي بالمقابل.

    ففي حين يقوم هدف القصة أو الحكاية على التسلية واستخلاص العبرة، تتجاوز الرواية هذين الهدفين إلى أبعد من ذلك؛ فالرواية تتناول المجتمع والذات بالنقد والتقويم والتحليل، كما تعمل على التبصير بحركة التاريخ، وتبسيط هذه الحركة في قالب فني أدبي، له اشتراطاته التي حددتها مساعي الحركات والمقولات النقدية المجتهدة، والمرتكزة على أُسس فلسفية في المقام الأول، وفي حين تكتفي القصة أو الحكاية بمجرّد التسلية والتلميح بالعبرة، فإن الرواية ترفض أن يكون الفن أو الأدب أداة وعظية، ولا يجدر بالروائي أو الأديب أن يكون واعظاً كذلك.

    * (... َمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الأعراف:176)
    * (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ) (يوسف:3)


    إذن؛ فالقصة والحكاية هما جنس أدبي واحد، يهدفان في الأصل –كما أشارت الآيات العربية الفصيحة- إلى التذكير والتنبيه والوعظ، ولا تحمل القصة في ثناياها أيّ جانب فلسفي أو عمق معرفي بالمعنى الذي تناولته المقولات النقدية. ولقد كان لفن القصة -بهذا المفهوم- شأنه وأهدافه في تاريخ الأدب العربي القديم، أيّ منذ عصور المشافهة، وكانت العرب تأنس بالحكايا والقصص، ولم تخل مجالسهم من ذكرها، فكانت تُقال للتسلية كذلك، فخرج كتاب "ألف ليلة وليلة" Arabian Lights، وعندما بدأت حركة النقل والتجربة، اهتم العرب بترجمة القصص، فتُرجمت "كليلة ودمنة" The Five Seasonsعن الأدب الهندي القديم.

    وعلى هذا فإنني أرى أنّ القصة -القائمة في أساسها على ثقافة المشافهة- قد اندرست، وانقرضت من قرون طويلة، ولم يعد استخدام اسم "قصة" على الجنس الأدبي المعروف الآن لائقاً أو صحيحاً، لأن أغراض السرد تغيّرت منذ حركات الحداثة الأولى، والتي قامت في أوربا وتأثر بها الأدب العربي الحديث، وأعلنت انتهاء عهد المشافهة. ومن المعلوم أن هذه الحركات النقدية استصحبت معها المقولات الفلسفية وتطوراتها وأفادت منها كثيراً، ويُصبح الكلام عن القصة في إطار الوعظ في عصرنا هذا ضرباً من الكلام عن التراث.

    وفي كلام العرب لن نجد للرواية ذكراً على النحو المتعارف عليه الآن، لأن فن الرواية فن حديث، ولكن تستخدم العرب الرواية للدلالة على القول والنقل بالمشافهة، فتقول العرب: روى الحديث، وروى الشعر؛ بينما جاء في مختار الصحاح باب (س.ر.د) "فلان يَسْرُد الحديث إذا كان جيد السياق له"؛ إذن فالعرب لم تفرّق قديماً بين الحكاية والقصة، بل اعتبروها جنساً واحداً داخلاً في السرد، فقط من أجل التفريق بينه وبين الشعر.

    إن ما نعرفه اليوم بالقصة القصيرة ما هو إلا رواية قصيرة، لأن فن الرواية يُعتبر الابن الشرعي والوحيد لمجمل الحركات النقدية الحداثوية، فهو يتناول الحياة في مجملها، والإنسان كأحد عناصرها الأساسية، ويُعبّر عن موقفه منها، ويُحلل ويناقش القضايا المصيرية والوجودية بشيء من العمق، كما تتناول الرواية الجوانب الإنسانية الوجدانية، ولكن ليس بمنعزل عن حركة الحياة والمجتمع، إذن فهو يتناول الإنسان كفرد داخل المجموعة، وليس كما تتناوله القصة (الحكاية) كفرد خارجاً عن المجموعة.

    لا شيء يُدعى "قصة" الآن، ومن يُريد إيجاد هذا الجنس الأدبي عليه أن يبحث في التراث العربي القديم، حيث الحكايات التي تتناول التسلية والوعظ والإرشاد، وتدير صراعات القيم الدنيا بلا وعي، وتفتقر إلى العمق الفلسفي المطلوب، ولكن ما يُعرف الآن بالقصة القصيرة، هي في حقيقتها "رواية قصيرة" ليس إلاّ! وأولئك الذين يُصرّون على تسمية الرواية القصيرة بالقصة القصيرة، إما معترفون بسطحية الأدب الذي يُقدمونه، أو جاهلون بالاختلافات الكبرى بين هذين الجنسين الأدبين، وقد يسقط الروائي –دون علم- بعمله السردي إلى قاع الحكاية، إذا لم يحرص على أن يبتعد عن التسطيح، والتناول الساذج للقضايا الإنسانية، ولم يجتهد في تفعيل هذه العناصر وعولمتها، لتُصبّح مُعبّراً حقيقياً عن الحياة الإنسانية بكل اختلافاتها وتعقيداتها وثرائها.

    إن الباحث في تاريخ الأدب العربي يجد أن الانطلاقة الفعلية لفن الرواية العربية بدأت مع بدايات القرن العشرين، بسلسلة من الأعمال الروائية التي خرجت بالسردية من مستنقع الحكاية إلى بحور الرواية، مستفيدة مما قدّمته الحركة النقدية من إسهامات جليلة في تغذية الفكر الإنساني، وتطويره منذ بداية القرن العشرين، إذ تلازم السؤال عن أهداف النقد ووظائفه مع السؤال عن أهداف الأدب ووظائفه كذلك، فخرج بالأدب من قمقم الجمالية الشكلية إلى اعتباره نشاطاً فكرياً قائماً بحدّ ذاته، والعارف بتاريخ الحركات النقدية الحديثة يعلم تماماً التزام هذه الحركات بالأسس الفلسفية والتصاقها بها، إلى الحد الذي يجعلنا نعتبر أن الأدب والنقد لا يتجزءان عن الفلسفة؛ فظهرت لنا مدارس البنيوية Structuralism والوجودية Existentialism والظاهراتية Phenomenology وغيرها من المدارس النقدية الحديثة.

    بعد التفريق بين القصة والرواية، ومعرفة أن القصة هي نفسها الحكاية، وأن القصة القصيرة بمعناها الأدبي الحديث والملتزم بالمقولات النقدية الحديثة إنما هي رواية، وليست قصّة، آتي على تناول فن الرواية الطويلة على اعتبارها أحد أهم الأجناس الأدبية الحديثة، وكيف يُمكن للرواية أن تكون أداة للقياس، ولكن قبل ذلك أحب أن أتناول أحد عناصر الرواية الهامة والتي يقول عنها بعض النقاد أنها الفيصل الوحيد بين الكتابة الإبداعية والكتابة التدوينية ألا وهو (الخيال Fiction).

    وللخيال أصناف كثيرة في الكتابة الإبداعية والأدب عموماً، نذكر منها: الخيال البدائي، والخيال الرومانسي، وأُضيف إليه حديثاً الخيال السحري (الفنتازيا)، والخيال العلمي Science Fiction مؤخراً، وقد تناول السير موريس بورا Mourice Bowra في كتاب (الأغنية البدائية) والذي قدّمه الناقد المصري الكبير جابر عصفور في كتابه (الخيال. الأسلوب. الحداثة) الأدب البدائية على اعتبار أنه يُشكل النواة الحقيقية للأدب الإنساني في شكله الطبيعي النقي، ولقد في مقدمة كتابه ..


    يتبع
                  

05-31-2009, 07:35 AM

HAIDER ALZAIN
<aHAIDER ALZAIN
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 22434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: HAIDER ALZAIN)

    تحاول هذه الدراسة أن تقتحم مجالاً جديداً لم تلجه دراسات تاريخ الأدب حتى الآن فيما أعلم، هذا على الرغم من أنه يُشكل –بالتأكيد- قسماً كاملاً من هذه الدراسات. إن بدايات فن الأدب تحتفي وراء عصور ما قبل التاريخ، ولكننا نستطيع أن نجلو شيئاً منها ونكشف عن تشكلّها وتطورها بواسطة الدارسة المقارنة لما نعرفه من شعر البدائيين الذين ما زالوا يحيون في عالمنا. إننا نستطيع أن نخرج ببعض النتائج التي تكشف لنا عن الأنماط الأولى لفن الأدب من خلال دراستنا لما نعرف من أغاني هؤلاء البدائيين."

    ويذكر الأستاذ جابر عصفور في كتابه المشار إليه هذا تعريفاً عن الخيال اعتماداً على الاستخدام اللغوي المعاصر لهذه الكلمة من حيث إنها "القدرة على تكوين صور ذهنية لأشياء غابت عن متناول الحواس"، ولم يُغفل الأستاذ جابر عصفور في تعريفه للخيال البُعد الزمني والمكاني سواء بحضوره أو انصرافه، ويذهب إلى أبعد من ذلك فيقول: "إن الخيال يُقدّم نتائجه إلى عين العقل التي تتلقاه مفترضة أنه واقع، حتى لو كانت تعلم أنه غير ذلك" وهو بذلك يخلط بصورة واضحة بين الخيال والوهم أو بين التخيّل والتوهّم. والحقيقة أن الفارق الأوحد بينهما هو في ميزة الإدراك، فالصور الذهنية المتخيّلة سواء ارتبطت بالواقع أو لم ترتبط به، وسواء كانت أسيرة للزمكان أو خارجة عليه تظل صوراً محاطة برعاية الإدراك وحدوده، في حين يتعدى هذا الأمر في التوهّم؛ إذ يُصبح من الصعب على العقل البشري التحقق من ارتباط هذه الصور الذهنية بالواقع، أو حتى الفصل بين ارتباطاتها.

    يبقى الخيال خارجاً عن حدود العادة الذهنية المنصرفة إلى ما هو مادي محسوس عمّا هو فوقي وماورائي، وربما ولّد شغف الإنسان بالماورائيات إلى خلق أنساق من التصورات التخيّلية التي يسعى بها إلى إشباع حاسة المعرفة والتطلّع إلى ما هو أبعد من الزمان والمكان، وإلى ما هو أقوى وأصدق من الكائن والممكن. هذا الشغف الذي أجزم بأنه كان النواة الأولى التي ولّدت الأدب في صورته البدائية، في شكل طقوس أو ترانيم أو حتى أساطير. وربما يُفيد في هذا الصدد مراجعة المخزون الشعبي للوقوف على الأسس التراثية والفلكلورية التي ينطلق منها الإنسان المبدع في تكوين تصوّراته الذهنية، دون أن نغض الطرف عن إسهامات الجوانب الروحية الأخرى سواء المتكسبة أو الأصيلة منها من مشاعر وغرائز وتعاليم دينية وغيرها.

    إن التخيّل شغف غريزي على الأرجح، يحتاج إليه الإنسان على الدوام لإشباع حاجاته المعرفية، وتساؤلاته غير المحدودة عن الطبيعة والإنسان والله والآخرة وكل ما يتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر في حياته ويُحدد نمط معيشته، بسلطة يختارها هو أو تفرض عليه. ويُساعد هذا الخيال في اكتساب قدرات ذهنية خاصة من شأنها أن تُثري مهاراته اللغوية، ولاشك أن اللغة تُفيد من هذه المهارات في تطوير نفسها، ولتكتسب اللغة –بعدها- طابعاً تفاعلياً ديناميكياً. كما أنّ الخيال في أحيان كثيرة يعمل كميكانيزم دفاعي يلجأ إليه الإنسان للهروب من واقعه، ويحتاج إلى هذا الأمر الكثير من الفئات والشرائح الواقعة تحت وطأة الاضطهاد والقهر، وفي أحيان أخرى يُساعد الخيال على التخلّص من حالات الاكتئاب والتوتر. ويُصبح السؤال الأكثر أهمية: "هل الخيال مُثير أو مُستجيب؟" بمعنى هل الخيال هو ما يُحرّك الصور الموضوعية أم أن هذه الصور الموضوعية هي من تُحفّز على الخيال؟ وكما أرى فإن الأمر لا يقع في جانب التكاملية الصرفة، بقدر ما هي منحازة إلى الاستثارة لا الإثارة، ففكرة الموت وصورته (مثلاً) هي من تستفز الخيال وتدفعه إلى التصوّر، وكذلك الشيء نفسه في الصور والأفكار الأخرى: الحب، الجنس، الحرب، السلام، الخير، الشر ... إلخ.

    وعلى هذا فمن النادر جداً أن تجد إنساناً ينظر إلى هذه الصور والأفكار بصورة مجرّدة دون أن تنتابه نزعة التخيّل، وهؤلاء الذين لا يرون في هذه الصورة إلا تصورات عامة مجرّدة، هو في الحقيقة مرضى نفسيون، منفصلون عن واقعهم، ومصابون بخلل ذهني ما. وعلى أيّ حال؛ فقد ساعد الدين كثيراً على تنشيط هذه العملية الذهنية، وتنميط بعض الصور والأفكار، أو حتى إكسابها طابعاً خيالياً؛ بحيث يتمكن كل شخص من تصوّر الأفكار بالكيفية التي يُريدها، فكل واحد منا له تصوّراته الذهنية الخاصة عن الجنة (مثلاً)، مستندين في ذلك على الطابع التخيّلي الذي منحته لنا النصوص الدينية عنها (فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر)، وحتى النصوص المسيحية واليهودية لم تخل أبد من هذه التصورات الخيالية لكل ما هو واقع في نطاق الحراك البشري؛ بل إنّ غالبية نصوص التوراة معتمدة على هذا النسق التخيّلي الأسطوري.

    إن الكلام عن الخيال هو كلام خصب للغاية، ولكن يهمنا في المقام الأول أن نعرف ما هو الخيال، وهل هو عنصر أساسي في الرواية فعلاً أم لا، وما الفرق بين الخيال والتخيّل أو بين Imagination و Fiction؟ والواقع أنّ الخيال هو عنصر أساسي في الكتابة الإبداعية بشكل عام سواء على المستوى الشعري أو السردي، والخيال في مطلقه شيء غير حقيقي، ولكنه مرتبط بالواقع، بل ويستمد قوته منه، وقد جاء في لسان العرب في باب (خ.ا.ل): " خالَ الشيءَ يَخالُ خَيْلاً وخِيلة وخَيْلة وخالاً وخِيَلاً وخَيَلاناً ومَخالة ومَخِيلة وخَيْلُولة: ظَنَّه، وفي المثل: من يَسْمَعْ يَخَلْ أَي يظن" فهو تصوّر الشيء في غير موقعه.

    ويحتاج الكاتب إلى الخيال ليُعبّر عن مكنونات نفسه بصورة أدق، فيقول أحدنا: "ضاقت الأرض بما رحبت" للتعبير عن حالة الضيق والكدر والغم، وهذا كلام متخيّل، فالأرض لا تضيق فعلياً، فهو يتصوّر الشيء في غير موقعه، وقد يقول أحدنا: "شعرها أسود كالليل" وهو تشبيه يقع على المحبوبة، بقرينتين: السواد، والطول، وهو تصوّر غير واقعي على أيّ حال، وهكذا فإننا نرى استخدامات الخيال في الوصف والتشبيه والمقاربة وغيرها من الاستخدامات الأدبية المتعددة.

    وعن نفسي فإني أعتبر الخيال ليس شيئاً سوى تشويه الواقع، فخيال المتخيّل مهما طمح ورمح، فلن يعدوا كونه تشويهاً للواقع، فالخيال لديّ لا يعتمد إلا على هذا التشويه أو مخالفة العادة، وأياً يكن الأمر فالخيال عنصر أساسي من عناصر الكتابة الإبداعية، ولاسيما الرواية، بل إن بعض النقاد عدّه من أهم العناصر التي يُمكن بها التعرّف إلى قدرات الروائي، وكلّما كان خياله خصباً، كلما كان أكثر تميّزاً. وهنا نفرّق بين الخيال Fiction والتخيّل Imagination والتي تهتم فيها الأولى بالكتابة الإبداعية، بينما تظل الثانية عامة ومفتوحة على كافة العمليات الذهنية التخيّلية سواء البسيطة منها أو المعقّدة، فالخيال Fiction هو عمل إبداعي، بينما التخيّل ليس كذلك، وعلى هذا يُمكننا أن نقول بأن كل خيال Fiction هو صنف من التخيّل، ولكن العكس ليس بصحيح على الإطلاق، فليس كل مُتَخيّل بالضرورة خيال.

    إن الكلام عن فن الرواية يعني بالضرورة ربط هذا الفن بعناصر متعددة: منها ما هو مستقل بذاته، ومنها ما ليس كذلك، فالوقائع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية هي في الحقيقة دوائر متداخلة، ولكنها غير مستقلة على الإطلاق عن الإنسان، فهذه العناصر مجتمعة مرتبطة بوجود الإنسان ووعيه وتفاعله مع البيئة ومع نفسه، ورغم ذلك فإن ثمة حيوات منفصلة تماماً عن هذه المنظومة المتداخلة، وأقصد بذلك الحيوات الذاتية لكل فرد؛ فللفرد داخل المجموعة حياته الخاصة أو السريّة التي يعيش في صراع بينها وبين ما يقتضيه وجوده الاجتماعي: ما يرضاه وما يتمناه، ما يفعله وما يتمنى أن يفعله، ما يقوله وما لا ينبغي أن يقوله.

    وفن الرواية باعتباره فناً يُحاكي الواقع أو يوازيه، فإنه -بطريقة ما- يُصبح الطريقة الأنجع، والأكثر إبداعاً لخلق وقائع مثالية (ربما)، أو أقرب إلى خوض صراع افتراضي ما هو كائن، وما هو ممكن أو مستحيل الإمكان. وكأن الروائي -حين يكتب روايته- يُجري حوارات مفترضة بينه وبين سلطة واقعية سواء كانت هذه السلطة سلطة اجتماعية أو دينية أو حتى سلطة الذات العليا. وهو بذلك إنما يحاول قياس إمكانية المعقول منها وغير المعقول، ويبتكر شخوصاً يُقدمهم قرابين لهذا الاختبار الوجودي في الحقيقة.

    إنّ الحياة الواقعية المعاشة بشكل يومي تمثل مجموعة من المصادر الروائية لآلاف القصص والحكايات الحيّة، التي يُمكن استنساخها وإعادة صياغتها في قوالب فلسفية سردية جديدة، يُنتج فيها المبدع عناصرها الأساسية المترتبة أو السابقة عليها: الزمان والمكان والشخوص والحدث؛ إذن فثمة حياة جديدة (مكتملة العناصر) يبتكرها الروائي لسبب ما: إما لقياس قدرته على المحاكاة الجيّدة، أو لخلق صراعات افتراضية يقيس بواسطتها إمكانية قبول المتخيّل لديه من قبل الآخر.

    الأمر يُشبه –إلى حدّ ما- محاولاتنا لوضع تخمينات حول ردود أفعال المجتمع إزاء وجهات النظر الخاصة، ومدى قبول الآخر بالأنا، تلك التخمينات التي نصوغها باستمرار في حياتنا اليومية بطريقة تلقائية حتى دون أن نشعر بذلك، ووضع خطط بديلة لأنماط سلوكنا بناء على استنتاجات منطقية مستقاة من خبراتنا العامة، كأن نقول: "ترى ماذا سوف يحدث إذا تغيّبت عن العمل دون إخطار مسبق؟" وعند طرح سؤال كهذا (مثلاً)، فإننا لا نبحث عن الخطوات الإجراءات، وإنما نحاول كشف الأبعاد المتعلّقة بذواتنا الخاصة؛ بمعنى: أننا لا نتساءل عمّا سوف تتخذه المؤسسة من إجراءات قانونية، وإنما عما تترتب عليه هذه الإجراءات، وتؤثر مباشرة في نظرة الآخر إلينا، ومن ثمّ علاقة ذلك بنظرتنا إلى أنفسنا وتقديرنا لذواتنا.

    "ترى ما الذي سيحدث إن خرجت إلى الشارع عرياناً؟" هذا السؤال لا يبحث عن الخطوات الإجراءات، وإنما عن تداعيات هذه الخطوات؛ فمن المؤكد أنني سوف أكون معرضاً للمسائلة القانونية إذا خرجت إلى الشارع عرياناً، وربما يتم تقديمي إلى المحاكمة، ربما أسجن، وربما أجلد، ولكن هل هذا هو ما يُهمني معرفته فعلاً من هذا السؤال؟ أم: ماذا سيقول الناس عني؟ كيف ستكون علاقتي بأهلي، وجيراني بعد ذلك؟ هل سيقل احترامهم لي؟ إلى أيّ مدى قد يتأثر تقديري لذاتي جراء ردود أفعال الآخرين؟ هذه هي الأسئلة والهواجس الحقيقة التي تشغل بالنا على أيّة حال، وهذا ما يحاول الروائيون بحثه ومناقشته في رواياتهم.

    يُحقق الروائي نوعاً من الشعور بالرضا لدى تمكّنه من خلق هذه الإمكانيات، وطرحها دون أن يكون مسائلاً من الآخر بصورة مباشرة؛ فهو يطرح تساؤلاته الذاتية من خلال الآخر (شخصيات الرواية Characters)، ويُحمّلهم تبعات هذه التساؤلات التي يخلقها بنفسه. ثمة أشخاص قد لا يطرحون مثل هذه التساؤلات إما لكونهم في حالة تصالح أو تسوية مع الذات أو الآخر، أو لكون خبراتهم الخاصة لا تحمل محفزات كافية لإثارة هكذا تساؤلات، ولكن الروائي حين يبتكر شخوص روايته؛ فإنه يضع لهم سماتهم الشخصية العامة والخاصة، وتاريخهم النفسي والاجتماعي والثقافي والمعرفي ليُمهّد لمنطقية ما ليس بمنطقي، أعني الأفكار المتعارضة تماماً مع مجتمعه.

    هذا التكتيك السردي التحايلي يُمثل متعة بحدّ ذاتها، ولكن المتعة الحقيقة تكمن في نجاح هذه الشخصيات المبتكرة من اختراق قوانين الآخر، وقدرتها على فرض نفسها في الواقع المستنسخ عنه، وبمعنى آخر قدرة هذه الشخصيات على القفز من واقع المحاكي إلى الواقع المحاكي منه، والأغرب من ذلك كلّه، هي قدرة هذه الشخصيات على التخلّص من مبتكريها واستقلالهم عنهم وتلك هي النقطة التي تجعلنا نحكم على هذا المبتكر بالفرادة والتميّز، بينما يفشل عدد من الروائيين في خلق شخصيات قادرة على إنجاز هذا النجاح ولو بصورة صورية مؤقتة.

    إذن، قد تكون الرواية أداة قياسية يستطيع بها الروائي أن يقيس ردود أفعال المجتمع تجاه أفكار محددة، أو توجهات فكرية ما، دون أن يخشى المحاكمة، وهذا الكلام ليس بالضرورة قابلاً للتعميم، ولكنني أقول بأن الرواية في مرحلة ما من مراحلها تشكل الروائي وليس شخوص الرواية، وهذا يظهر جلياً في بعض هنّات الرواة، والتي تمثل طغيان الروائي على الراوي. وفي كثير من الحالات الروائية؛ لاسيما في الأدب النسوي (إن صحّت التسمية)، يتم استخدام الرواية لهذا الغرض، هذه الحالة من القطيعة بين الروائي والراوي لا نجدها منتشرة بكثرة في الأدب العالمي، ربما لأن ثمة مصالحة كبرى بين الفرد وبين المجتمع، وأن الفرد هناك نجح إلى حدّ كبير في وضع هوامش لحرياته حسبما يراها ويريدها، ولكن تظل هذه السمة (الحرية) مفقودة في الأدب العربي، لخلو الأجواء العربية من الحريات المطلوبة للإنتاج الإبداعي.

    ولاشك عندي أن القهر Oppression والعنصرية Racism والتمييز Discrimination بكافة أشكالها، تُعد مولّدات حقيقية وفاعلة في نشوء مثل هذه النماذج المشوّة من الكتابات الإبداعية، إذ –كما قلنا سابقنا- فن الرواية لا ينبغي له أن يتناول الفرد خارجاً عن سياقه الاجتماعية والبيئي، بل يُعتبر الإنسان عنصر أساساً من عناصر البيئة يؤثر فيها، ويتأثر بها في المقابل، وإنّ أيّ إخلال بهذه النسق التفاعلي قد يُمثل أولى درجات انحطاط الأدب بشكل عام، والرواية بشكل خاص.

    لا أطالب بذلك محاكمة الروائيين من خلال كتاباتهم، بقدر ما أُطالب بالتفهّم التام لمثل هذه الحاجات الإنسانية المُلحة، وتقدير هذه القطيعة الكائنة بين الأدب ومنتج الأدب، بين الكاتب والمكتوب، بين النص والناص، وأن نتعرّف إلى الأجواء التي وفرها القمع والقهر وساعدت على ظهور مثل هذه النماذج. إن الروائي بذلك يُعد مجنياً عليه، لا جانياً، مظلوماً لا ظالماً، بل وهذا التحال لا أعتبر إلا فتحة هواء نقيّة في فضاء موبوء ..

    انتهي &
                  

05-31-2009, 08:17 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: HAIDER ALZAIN)

    الزول زاتو، صباح الخير ياخوي
    بس مارق للمشاكل؛ مش؟ :)
    غايتو العكّة فاتتك يا حبيب وخيرا في غيرا

    العزيز حيدر الزين .. أشكرك لجلب المقال كاملاً
    ولفتح الموضوع للنقاش. وبالتأكيد سوف أعود لمناقشة
    المقال أو إعادة طرحه. استغربت من صياغة الخبر بهذه
    الطريقة الصاخبة، ولم يذكر الخبر مواقف الآخرين
    المؤيدة لدعوتي بتغيير مسمى القصة القصيرة

    سأعود بالمزيد

    تحياتي لكما
                  

05-31-2009, 08:30 AM

وليد التلب
<aوليد التلب
تاريخ التسجيل: 04-22-2009
مجموع المشاركات: 4004

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: هشام آدم)

    خلي بالك المولد فاتني !

    بجيك بي رواقة
                  

05-31-2009, 08:38 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: وليد التلب)

    تتمحور فكرة الورقة الأساسية في رفض مسمى "القصة القصيرة" المعروفة الآن بشكلها الفني والنقدي، والمطالبة بتسميتها بالرواية، وذلك لأن ما تُعرف الآن بالقصة القصيرة هي إنما رواية سواء من حيث البنية أو من حيث الشكل الفني لها. وأعتمد في دعواي هذه إلى مناقشة التراث العربي الذي تناول لفظة "قصة" ولفظة "رواية" بمعنى واحد (الحكاية) والقرآن الذي نزل بلسان عربي مبين استخدم مسمى "قصة" بهذا المعنى التراثي للقصة كما عرفه العرب.

    القصة أو الحكاية (كما هو معروف عند العرب) إنما يقوم على أساس وعظي وليس على أساس فكري في المقام الأول، وهذا هو الفارق الذي أعتمد عليه؛ إذ إن الحركات النقدية تنظر إلى فن القصة (الرواية) على اعتبارها منظومة فكرية قائمة بحدّ ذاتها، وليس على أساسها الشكلي الحكائي كما كان في السابق؛ وبالتالي فإن مضمون القصة قد تغيّر، أو فلنقل إنه تطوّر. أمّا الرواية كفن سردي فلم يكن معروفاً لدى العرب، بمعنى أنهم لم يُطلقوا اسم "رواية" على أيّ أدب سردي، بل كانوا يُطلقون معنى الاسم على معنى الفعل؛ فنجد العرب تقول: "روى الشعر" و "روى الحديث" و "روى القصة" ... إلخ فالرواية عندهم مجرّد نقل سواء أكان هذا المنقول سرداً أو شعراً أو غيرهما كما في رواية الأحاديث والآثار وغيرها.


    إذن؛ فالقصة بمعناها المتوافر في التراث العربي لم يعد موجوداً الآن؛ إلا اصطلاحاً أو اعتباطاً، وكما أنّه يتم التفريق بين الشعر القديم والحديث باستحداث مسميات مقتبسة من بنيوية القصيدة نفسها، وشكلها الفني عبر حركة التاريخ، فإن الأمر يجب أن ينطبق على القصة نفسها. ولأننا بناءً على مضامين القصيدة وشكلها البنيوي فرّقنا بين شعر التفعيلة والشعر الحر والأهزوجة وغيرها، فلماذا لم نفرّق بين الحكاية (القصة) والرواية؛ لاسيما إذا عرفنا أنّ القصة القصيرة (بشكلها الحالي) مختلفة تماماً –سواء في المضمون أو في الشكل البنائي- عن القصة التراثية (الحكاية)؟ بل لماذا فرّقنا بين القصة القصيرة والمقامات، ولم نفرّق بين القصة والرواية (مثلاً)؟

    هذه هي الفكرة الأساسية من المقال باختصار شديد
                  

06-01-2009, 08:02 PM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8844

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: هشام آدم)

    1-
    للقائمين على امر البوست، التحيات، الزكيات، والثنيات العطرات وبعد:
    من حيث المتن والحاشية الموضوع مهم وان كان الاخ هشام بني ورقته من فرضية وهمية وهو ان الرواية في موقع (اضهطاد) لذلك لابد لعلية القوم من نصرتها فجاءت مقالته (نحو انصاف الرواية) ثم بعد ذلك اراه قد القى بنشابه على ظهر بعير القصة القصيرة، منتقدا هذا الجنس الادبي ومطالبا لمن يهمهم الامر الى احالته الى جنس الراوية كون شرط البنية العامة للرواية منطبقة على القصة القصيرة، او هكذا فهمت.


    -دفوعات السيد هشام بناها بعد القاءه نظرة خاطفة على القران الكريم، وبقية حمولة التراث العربي، وليس ادري كيف فات على الاخ هشام ان محاكمة الاجناس الادبية بالركون للتراث (حاف) فقط هكذا لاستخلاص النتائج وبناء الفرضية الى نظرية واقعية يعتبر من باب كلام الذي اكل عليه الدهر واستنثر واستنشق، فالتراث حتما يظل تاريخ يتداول بين الامم، -القران الكريم غير معني بهذا التفسير- والتراث متى ما تدخلت عليه الطورانية انتقل الى فضاءات الحداثة وانتفت عنه شروط الاصالة والتقليدية، ينبغي لفت النظر ان شخصي الضعيف يتحدث عن التطوير الذي يمس المظهر ويحليه الى الى حداثة دون القاء ظروف التراث.

    - كيف فات على الاخ هشام وهو ينشب اظافره على جلد القصة القصيرة بان القصة القصيرة تختلف من حيث البنية العضوية والسردية الحكائية والرمزية وكافة اشكال الدلالات الاخرى عن الرواية، واولها ان القصة القصيرة سميت بهذا الاسم لانها قصيرة، فربما تكون القصة القصيرة من خمسة اسطر فقط، او قل بربك ماذا تسمي القصة القصيرة جدا التي كتبها تشيكوف من خمسين كلمة فقط وهاك اسهاوهي بعنوان just words :-
    (أقصر قصة عرفها العالم حتى هذه اللحظة هي القصة القصيرة جداً التي كتبها تشيكوف في خمسين كلمة بسيطة ومعبرة وهي:-
    كنت في الخامسة عشرة من عمري عثرت في الطريق على ورقة من فئة الجنيه منذ أربعين سنة ومنذ ذلك لم أرفع وجهي عن الأرض وأستطيع الأن وأنا على حافة القبر أن أحصي محصول حياتي وأن أسرده كما يفعل أصحاب الثروات هكذا: 2917 زراراً – 44172 دبوساً – 12 سن ريشة – 3 أقلام – 1 منديل – ظهر محنى – حياة بائسة
    .)..the end هل هذه الخمسين كلمة يستطيع خيالك ان يسلخ عنها جلد القصة القصيرة ويبلسها جلد رواية؟؟


    ...يتبع...
                  

06-01-2009, 08:49 PM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8844

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: محمود الدقم)

    2-
    -نواصل في جنس القصة القصيرة من حيث (الخِلقة) والبنية العضوية واستحالة الباسها سروال الراوية القصيرة نقديا او القائمين على امر صناعتها، حيث ان المكتبة العالمية حقيقة تضج بالاعمال القصيرة جدا.. جدا، وحتى انزل مكتبة البلدية العامة للعثور على بعض هذه الاعمال العالمية المترجمة اتوقف بدعوة استيف موص التي دعا فيها كتاب -بتشديد التاء- القصة القصيرة ان يرسل اعمالهم اليه لطباعتها واشترط عليهم ان لا تتجاوز الخمسة وخمسين كلمة فقط، بعيدا عن شرط العدد، ستين كلمة، او ستة كلمات على شاكلة (انسان عاش تزوج انجب شاخ مات) تبقى فكرة موص لقت رواجا عالميا وتداعياتها المختلفة، بالرغم من البعض قد وصفوه بالجنون والعته، والاستاذ الجامعي والصحفي الناقد الان يستعد لنشر اعمال جديدة على ذات النسق والانساق.

    - اذن هل يستطيع الاخ هشام ادم ان يطلق اسم رواية قصيرة على عمل من خمسة وخمسين كلمة تنطبق فيه ظهرا وقلبا وقالبا شرط القصة القصيرة الخالصة؟ او هل يستطيع كاتب قصة قصيرة من صفحتين ان يذهب الى دار نشر ويطالبهم بنشر قصته القصيرة ثم يستدرك قائلا لهم (عفوا اريد ان انشر راويتي القصيرة من صفحتين؟؟ او ربما اكن مش فاهم الامر بشكل جيد بعد!!!

    -ثم ما هو المعيار والمُحدد الذي ينطبق على جنس القصة القصيرة ويجعلها خالصة لا تقبل الانتماء الى جنس اخر؟ بعيدا عن تنظيرات النقاد في تعريفهم لشكل القصة القصيرة القصيرة جدا والومضة الخاطرة الخ، يبقى ان جنس القصة القصيرة اساسا يقوم على فن الاختزال المؤسس على تخيلات القاص وتجلياته ورمزياته ودلالاته وحسه وخبرته في كيفيه عصر الحدث زمانا ومكانا او مااتفق علي تسميته كلاسيكيا بالبنية العضوية، بمعني ان القصة القصيرة اساسا تقوم على فن الاختزال المشروط كما يرى بعض النقاد بزمان ومكان محددين، فمثلا الكاتب العالمي جي دي مومسان 1809-1852م منظر القصة القصيرة الواقعية الذي يرى ان كتابة القصة القصيرة تشفي غليله اكثر من الراوية كون ال.ق.ق. تعبر عن واقعيته لحياة قصيرة عابرة، ومختزلة اكثر من الراوية، وتاثر كتاب (بتشديد التاء) لاحقا بهذا النسق يبدو واضحا مثل انطوني تشخيوف، جيمس جويس، ارنست مينغواي..الخ..


    يتبع..
                  

06-02-2009, 11:21 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8844

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: محمود الدقم)

    3-4

    مداميك القصة القصيرة:-
    تنبني القصة القصيرة على جملة عناصر (معرفة بتشديد الراء) ومُفارقة للرواية، اهمها قِصر السرد، الكتثيف، التركيز على شخصية واحدة محورية، او مجموعة من الشخصيات لكن الاضواء تسلط على شخصية واحدة، عكس الرواية التي تقوم على مجموعة من الشخصيات المحورية مضافا اليهم الكومبارس، خذ مثلا (شقِة الحرية) رواية للدكتور غازي القصيبي. نسيج القصة القصيرة يجري على حياة قصيرة، لحظة عابرة، حدث وانتهي، اللغة السردية في ال. ق. ق لا تتيح لك هامش كبير للمناورة، عكس الراوية التي تتيح لك ذلك، خذ مثلا اعمال زكريا تامر بصفته ابرز رواد ال. ق ق، بجانبه خذ مثلا اخر، اعمال نجيب محفوظ، او يوسف السباعي، او احسان عبدالقدوس، الطيب صالح. ستجد ان كرومسوم السرد والتفصيل من حيث الينيوية تختلف كما ونوعا عن القصة القصيرة.

    القصة القصيرة، والقصيرة جدا، لا تحتمل اي حوار مطول في احشاءها والا تحولت الى شيء اخر، واخلت بمداميك السرد واللغة والحوار والبيئة وجماليات العمل ورمزيته بشكل كلي، بينما في الراوية الامر يختلف، حيث ان الكاتب لديه حيز مناسب لاجراء مناورات الحوار في لغة السرد بين شخوص عمله، والتوسع في الوصف والخيال والحكي والرمز الخ، وهنا تكمن صعوبة كتابة القصة القصيرة، فيمكنك ان تكتبت رواية حيث لديك الادوات يمكن تطويعها وتمرينها والتحايل عليها حيث ان منطق الرواية من حيث الجسم يتيح لك ذلك، لكنك لا تستيطع التحايل على ذلك في ال. ق. ق، بنفس ادوات الرواية.


    القصة القصيرة لا تحتمل اللغو والحشو وكثرة الوصف، وكثرة الشخصيات، وتعدد المسارح الوصفيه، والاطالة في الحوار، وكثرتها، والتعدد الزمان والمكان، لان ذلك يخل بالعمل الابداعي جملة وتفصيلا ويصبح بلا معني، عكس الرواية التي يمكن للكاتب ان يسرح ويمرح في الوصف ويكثر من شخصياته ومسارحه التي تلعب فيها تلك الشصخيات دورها، ويمكن للكاتب ايضا ان يطيل الحوار او يلقيه او يقوم بتقصيره، حسبما ما يود.

    بناءا على ما تقدم فان القصة القصيرة تقوم على:
    1-الاختزال في الحدث-السرد-اللغة وكل كيميائيات القصة القصيرة، دون ان يخل ذلك في البنية الكلية للقصة.
    2-عدم التعدد المكاني وكثرة الشخوص في العمل خشية، الاخلال في البنية الدرامية والعضوية.
    3-استحالة عقد حوار مطول في القصة القصيرة لان ذلك يشوش البنيان الكلي للقصة ويمسخها، بينما ذلك ممكن في الرواية.
    4-استحالة احالتها الى او نسبتها الى اي جنس ادبي اخر كالراوية او الحكاية الخ.
    5-كتابة القصة القصيرة تتصف بالتعقيد والصعوبة حيث يشترط على كاتبها ان يوازن بين الشخصية المحورية للنص، انسان او (حيوان سمكة القرش) كما في العجوز والبحر لارنست همنغواي، لذلك قليلا ما نجد البعض يود المغامرة في كتابة القصة القصيرة عكس الرواية التي تتيح لك هامش في الخيال، وبين بقية العناصر الاخرى ..البيئة، الجماليات، الوصفيات، الدلالات، استنطاقات الدراما النسيجية للقصة القصيرة.
                  

06-02-2009, 03:31 PM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8844

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: محمود الدقم)

    4-4
    الرواية:
    ليس المجال هنا حول تعريف ماهية الرواية، فلديها تعريفات كثيرة يمكن العثور عليها في الكتب التي تشتغل في هذا الموضوع، لكن بعجالة سنتناول ابرز تكنيكات كتابة الرواية كون كويتب هذا الكلام سنحت له الفرص بالالتقاء ببعض العالميين الذين سافرت بالقابهم الركب، الطيب صالح نموذجا، او الاستاذ عقل العويط الناقد ورئيس تحرير الملحق الثقافي لجريدة النهار وهلمجرا.

    -التكنيك العام في كتابة الرواية هي انها مفتوحة الاتجاهات، تعدد الشخصيات، تعدد الحوارات، الامكنة، الازمنة، اتساع لغة الحوار، الطول، تمدد الخيال واتساعه وكُربه من شدة الضيق، الرواية تنطلق من مشكلات الحياة واخفاقاتها المختلفة، مثل رواية (حفلة التيس) لفرغاس يوسا، التي تشتغل على فترات الحكم العسكري في بوليفيا وانعاكسات ذلك على الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، رواية (الحب في زمن الكوليرا) (ضو البيت) الخ، بينما القصة القصيرة همها الوحيد انها تشتغل في موضوع واحد بشخصيات هامشية من فخذ الحياة وفي لحظة عابرة وتنتهي اللحظة العابرة وينتهي معها السرد، ويبقي للنقاد رايهم في التقييم والتشريح في كل ما يخص جمال اللغة والسرد البنية العضوية الخ.

    -عناصر الرواية واهمها الراوي يتخذ عدة اشكال ضمير المتلكم كما في رواية (الشُقة) لغازي القصيبي كما سبق ذكره، واحيانا ياتي ضمير المتكلم ويختفي كما في رواية (موسم الهجرة الى الشمال) او حيادي تماما مجرد متفرج مثل رواية نجيب محفوظ (بين القصيرين) هذه المعايير لا نجدها في جنس القصة القصيرة، وهذا يعني بالضرورة، استحالة الحاقها تاليا بقبيلة الرواية، وتسميتها رواية قصيرة كما تفضل الاستاذ هشام ادم، الكلام اعلاه مجرد خطوط عريضة فقط وليس للحصر.

    خلاصة الموضوع:
    *جنس القصة القصيرة، ستظل تحمل هذا الاسم بالرغم من غربتها في العالم العربي، وهي قديمة قدم التاريخ، والكتب المقدسة القديمة تعج بالقصص القصيرة، بالرغم من رائد القصة القصيرة مصطفى لطفي المنفلوطي ( 1876-1924 )، قد قدمها للمشهد الثقافي العربي باكرا سواء كان عبر ترجماته للاعمال الفرنسية او اعماله الخاصة به.

    *التراث العربي ايضا يعج بتجليات القصة القصيرة ولعل الجاحظ في كتابه (الحيوان) يمكن استدعاءه في هذا الاطار، يبقى التطور الذي طرى على مجمل القصة او الرواية لا يلقى وجودها باي حال من الاحوال، والطَرق لسحقها وفناءها بحجة انها -القصة القصيرة- هي رواية قصيرة
    اذن ينبغي تغيرها، هذا كلام غير مؤسسي ولا تدعمه حجة تاريخة او موضوعية.
                  

05-31-2009, 08:44 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: وليد التلب)

    Quote: خلي بالك المولد فاتني !
    عذرك معاك يا حبيب
    عارفينك ملخوم بالمولد بتاعك هنا :)

    في انتظارك
                  

05-31-2009, 08:47 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: هشام آدم)
                  

05-31-2009, 10:17 AM

HAIDER ALZAIN
<aHAIDER ALZAIN
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 22434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: هشام آدم)

    هشام ادم
    تحياتي

    برجع ليك لنفس الكلام الوجهته ليك بالنادي الادبي وهو عن مفهومك للتفريق بين القصة ( الرواية ) وبين الحكاية وتاكيدك على انه العرب لم يعرفوا الرواية بمفهومها الحديث سابقا انما انحصر انتاجهم بين الشعر والخطابة والوعظ والعبر .. فانت تقول :

    Quote: ففي حين يقوم هدف القصة او الحكاية على التسلية واستخلاص العبرة ، تتجاوز الرواية هذين الهدفين الي ابعد من ذلك ، فالرواية تتناول المجتمع والذات بالنقد والتقويم والتحليل كما تعمل على التبصير بحركة التاريخ وتبسيط هذه الحركة في قالب فني ادبي له اشتراطاته التي حددتها مساعي الحركات والمقولات النقدية المجتهدة والمرتكزة على اسس فلسفية في المقام الاول وفي حين تكتفي القصة او الحكاية بمجرد التسلية والتلميح بالعبرة فان الرواية ترفض ان يكون الفن او الادب اداة وعظية ولا يجدر بالاديب ان يكون واعظا كذلك.


    لو تناولنا عمل مثل ( حيى بن يقظان ) حا نصنفه في اي لون حسب تعريفك اعلاه ..!
    مع وجود غفلسفة واضحة بالعمل وتناول لفرد بمفهوم اجتماعي بقياس سلوكه خارج اطار المجتمع ..

    ثم الا يقوم الشعر اساسا على القصة اي ابداع الشعر هو ترجمة لقصة ما محكية في الواقع يفهم العمل الشعري في اطار فهمنا لهذه الحكايا والسير .. كاشعار العرب في الجاهلية والتي نستشهد بها في اطار الحكايا كسيرة الملك الضليل او عنترة بن شداد وخلافه .. بمعني انه القصة اسبق للشعر وليس العكس ..!

    تحياتي
                  

05-31-2009, 10:57 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: HAIDER ALZAIN)

    العزيز: حيدر الزين
    تحية طيبة

    لقد أوضحتُ رأيي في حكايا حي بن يقظان وبالفعل فقد كان الزمن ضيقاً بحيث لم نستطع إيفاء الموضوع حقه من النقاش الجاد والمثمر، وخرجنا من الندوة دون أن يكمل كلٌ منا فكرته على الوجه الأكمل؛ إضافة إلى الندوة بدأت (على خلاف المعتاد) بمناقشة المقال وتفنيده قبل طرحه من قبل صاحبه.

    يا عزيزي بالنسبة لحكايا حي بن يقظان فهو لا يتجاوز كونه حكاية (قصة) ولو اشتملت على فلسفة، وذلك من وجهين: الوجه الأول أن (الفكرة) في مفهومها الفلسفي متوفرة في الكلام ناهيك عن الكتابة الإبداعية والعمل الإبداعي، ولولا الأفكار لما نشأت اللغات في الأصل. أضف إلى هذا -يا صديقي- أنّ الإسهامات النقدية الحديثة أو الحداثوية وضعت أُسساً لفن الرواية والتي انطبقت على ما يُسمى اعتباطاً بالقصة القصيرة، ولم تكن "الفكرة" أو المنحى الفلسفي سوى أحد أركان هذا الأساس النقدي والفني لجنس الرواية.

    الوجه الثاني أن قصة حي بن يقظان لا تتجاوز كونها أسطورة، والأسطورة في حدّ ذاتها فن قائم بذاته، يدخل ضمن إطار الحكاية من حيث مضامينها الإنسانية والوجودية، ولعلك تؤمن معي بوجود اختلافات كبيرة وواضحة بين الأسطورة والرواية.

    أما بالنسبة للشعر، فقد حاولت أن أوضح في المقال كيف كان العرب يتجهون نحو تعميم الشعر ليكون مساوياً أو بديلاً عن كافة الأجناس الأدبية الأخرى، وعلى هذا فأنا أتفق معك فيما ذهبتَ إليه من كون الشعر قصة وحكاية وأسطورة وتاريخ وسيرة ذاتية؛ وما قولنا (الشعر ديوان العرب) إلا تجسيد لهذا المعنى، ولكن؛ ورغم ذلك فإننا لا يُمكن أن ندرج فناً كالملاحم في إطار الرواية أو حتى القصة، لأن الملحمة (وإن تناولت مضامين قصصية) إلا أنها تظل بنيوياً وفنياً جنساً آخر مختلفاً عن الشعر.

    والكلام عن أسبقية الشعر على القصة في هذا المقال بالتحديد ينحصر على (الأدب والتراث الأدبي العربي)، واشتمال النص الإبداعي على قصة (حكاية) لا يعني بالضرورة أن يكون النص نفسه قصة، فالقرآن (مثلاً) يحتوي على عدد كبير من القصص والحكايا والأخبار، فهل القرآن قصة؟ وذات الأمر بالنسبة للشعر، فالشعر يظل شعراً وإن احتوى في مضمونه على قصة؛ إنما كنتُ أتكلّم في المقال عن أسبقية الشعر من الناحية البنائية والفنية على السرد من ذات الناحية.
                  

05-31-2009, 12:25 PM

HAIDER ALZAIN
<aHAIDER ALZAIN
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 22434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: هشام آدم)

    سلام مرة تانية يا هشام ..


    رغم اعتراضي لوصفك لحكاية حي بن يقظان بالاسطورة حيث مؤلف او مؤلفوا حي بن يقظان معروفين بالضرورة وتمرحل انتاجها لكن بقرأ ردك واتذكر كلام فهد المصيبيح حول اللغة والفكرة واقول عندي والا عندك .. :))

    المهم يا صديق .. فيما سبق كان السبب لايراد مثال حي بن يقظان هو تحديد كتابة الرواية بالمنطقة العربية عام 1914م وباعتبار فن الرواية ( حسب قولك ) هو حديث نسبياً بينما الحكاية او القصة قديم بهدف منك لوضع تعاريف محدد لماهي الرواية وماهو فرقها عن القصة ( الحكاية ) باعتبار تعريفنا للقصة القصيرة اصطلاحياً مفهوم اما تفريقك انت بين القصة والرواية هو الغير مفهوم لانه وبكل بساطة هناك تداخل في تعريف الرواية والحكاية بكلامك الحالي ويمكن اسقاط جميع العناصر التي حددتها انت للرواية على حكايا سابقة ونجد بينها تقاطعات ..
    فمثلاً لو ركزنا على استخدامك للمصطلحات فيما يتعلق بالتسلية والعبر والوعظ في الحكاية وتجاوز الرواية لهذا المفهوم باعتبارها تنقد وتقوّم وتحلّل المجتمع بعتبر انه النقد والتقويم هو وعظ في حد ذاته وهو ما اثبته انت كحق للحكاية وحدها ..
    يبقي يا صديقي المطلوب هو - امتداداً للنقاشات من الاخوة بالندوة - هو وضع الفروقات والتعاريف بصورة محددة حتي يتم النقاش وفق وحدة مفهوم مصطلحات بينك وبين الرافضين لهذا المشروع ..

    مع مودة كاملة الدسم
                  

05-31-2009, 10:06 AM

ALZOLZATOO
<aALZOLZATOO
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 4216

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: هشام آدم)

    حبيبنا هشام

    ياخي انا من دخلت الجامعة بقيت مابستمتع بالكعات لووول يكه

    المهم في الموضوع مش موضوع الكعة المهم انو الواحد ينقل وجهة نظروا في الامور التي يمكن ان يدلي فيها الشخص برائه ، يازول نحن معاك وما فارقة معانا الشغلانة لو كانت قصة قصيرة او رواية المهم المضمون بتاعها يكون جيد

    انا معاك قلبا وقالبا لحدي مانغير القصة الى رواية زي ما الناس غير كلمة بنطلون قصير الى برمودا لووول يكه

    تحياتي

    زاتوووو
                  

05-31-2009, 11:07 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: ALZOLZATOO)

    الزول زاتو ...

    قلتا لي ما فارق معاك! مش؟
    بس برضو لو كنتَ حاضر العكّة
    كان شمّرت مع المُشمّرين :)

    التحية ليك يا حبيب
    وليك وحشة كبيرة والله
                  

05-31-2009, 09:58 AM

ALZOLZATOO
<aALZOLZATOO
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 4216

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: HAIDER ALZAIN)

    حبيبنا حيدر الزين

    جاتني دعوة عن طريقة رسالة بالموبايل يوم الثلاثاء تقريبا وجيتك في البيت خبطته مافي زول وطلعت لي صاحبك برضو ماموجود .

    المهم كنت عاقد العزم انو اجي لكن القدم ليهو رافع ، اها فتحت الايميل لقيت الرسالة اعلاه قلنا ننقلها هنا من باب مناقشته في الموضوع من اراد النقاش للمهتمين

    لكن قصة الخيال والتخيل دي عايزة ليها فنجان قهوة

    تحياتي ياملك

    زاتوووو
                  

05-31-2009, 11:09 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: ALZOLZATOO)
                  

05-31-2009, 12:29 PM

HAIDER ALZAIN
<aHAIDER ALZAIN
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 22434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: ALZOLZATOO)

    يا حبيبنا زاااتو

    يا حليلك الفيلم كان يوم الاربعاء ..
    صاحبك دا غايتو نفعوا ضيق الزمن لو ما كدة كان لسع مدورين فيهو ..




    بعدين اسمع انا عزلت من الاولد هوم يا خ .. حليل الحديقة وجلسات الجمعة بالصباح !!!



    ..
                  

05-31-2009, 06:23 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: HAIDER ALZAIN)

    العزيز: حيدر الزين

    رغم ميل الكثيرين إلى اعتبار قصة حي بن يقظان رواية فلسفية؛ إلا أنها تظل أسطورة بكل أبنيتها الفنية، فالأسطورة ما هي إلا قصة شعبية مقدّسة (بكل اختصار) فهي مزج بين عناصر الميثالوجيا مجتمعة؛ ولذا قد تلاحظ أن بداية قصة حي بن يقظان مشابهة إلى حدّ كبير قصة موشيه أو موسى في التوراة، ثمّ إن قصة حي بن يقظان لا تطرح موضوعاً واحداً بعينه، فهي تُعنى –في المقام الأول- بطرح قضايا فلسفية متعلقة بالعلاقات التي تربط الموت بالحياة، والروح بالجسد، والإنسان والطبيعة .. إلخ، وإلى هذا الحدّ المعلوم من البناء الفني والفكري لفن الأسطورة فإننا نجد أن قصة حي بن يقظان تشابه إلى حدّ كبير العديد من الأساطير القديمة المعروفة كأسطورة جلجامش المتناولة للوجود من حيث هي ثيمة أساسية، كما أنها أدرجت ميثلوجيا الطوفان ضمن إطارها السردي الحكائي. وعلى هذا فهي فن آخر قائم بذاته لا علاقة له بالرواية.

    وعن نفسي فإنني أعرّف الرواية بأنها: "ذلك البناء السردي المنبثق عن أجناس سردية أخرى (قصة/مقامة/السيرة) .. إلخ" تمتاز الرواية عن بقية الأجناس الأدبية السردية الأخرى من حيث أنها لا تناقش القضايا الذاتية في إطارها الضيّق والشخصي، وإنما تتناول علاقة الإنسان بالمجتمع في المقام الأول، وتضع تفسيرات لكثير من الظواهر الاجتماعية وذلك بتعريتها ومحاولة الغوص فيها. وهنا يأتي التفريق بين النقد والتحليل والتقويم وبين الوعظ المباشر. وربما من الصعب وضع تعريف محدد للرواية وذلك باختلاف المدارس النقدية والفلسفية: فأصحاب المدرسة الواقعية قد يُقدّمون تعريفاً للرواية يختلف عن تعريف أصحاب المدرسة الانطباعية أو البنيوية أو التفكيكية .. وهكذا.

    فقراء الحكاية يخرجون بقيمة أخلاقية واحدة ومحددة، تكون هي الرسالة الأساسية المضمنة بها، بينما لا تُقدّم الرواية وعظاً مباشراً، بل تقوم بتفكيك القيم وتحليل الظواهر الاجتماعية، فيخرج كل قارئ من الرواية بفهم وفكرة خاصة به هو.

    ولك أن تتصوّر رواية مثل رواية (تلصص) للروائي المصري صنع الله إبراهيم، واعتبارها حكاية أو أسطورة أو قصة تراثية؛ فهل يستقيم معك الأمر؟ إن لم يستقم؛ فسل نفسك: "لماذا؟" متجرّداً من كنه اللغة ودلالاتها وأنساقها التي تطوّرت مع تطوّر الإنسان نفسه، هل تبقى الرواية من (فنياً) مرتبطة بهذه الأجناس التراثية الأخرى؟ أنا شخصياً لا أعتقد ذلك.
                  

06-01-2009, 09:43 AM

HAIDER ALZAIN
<aHAIDER ALZAIN
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 22434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: هشام آدم)

    حبيبنا هشام .. نهارك سعيد ..

    نقول فوق للمزيد من الحوار حول التعريف الاصطلاحي للرواية والقصة القصيرة قبل الدخول المحاور الاخري خاصة ما يتعلق في الفرق بين الخيال والتخيل ( الموضوع الجهجه ليك الجماعة في الندوة )

    ثم يا عزيزي كما قال الاخ زكريا بالنسبة لعنوانك الرواية كاداة قياس الا تتفق معنا انك لم توفي الموضوع حقه من السرد ..
    اتمني ان توسع فيه لحين عودة ..


    تحياتي
                  

06-01-2009, 10:04 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: HAIDER ALZAIN)

    العزيز: حيدرالزين
    تحية صباحية عاطرة، ويوم جميل أتمناه لك

    المقال يا عزيزي تضمن ثلاثة محاور رئيسة هي:

    * الفرق بين القصة والرواية (كما أراه)
    * الفرق بين الخيال والتخيّل، وعلاقة الخيال بالأدب السردي والرواية بالتحديد
    * الرواية كأدة قياس

    وكما قلنا فإن وقت المناقشة كان ضيقاً للغاية، كما أن المداخلات المتكررة حالت دون إيفاء كل هذه المحاور حقها من الطرح والتناول ولا أدري إن كنتَ ترى أن المقال نفسه لم يوف هذه المحاور حقها من
    التفصيل والشرح أم تقصد فقط هنا في هذه المحاورة؟

    على العموم .. المقال موجود ويُمكن للجميع قراءته ، ولاشك لديّ أن الموضوع بحاجة إلى كثير من المناقشة الواعية، ولقد نال هذا المقال حظه من النقاش الجيّد والمثمر في مكان آخر (شبكة القصة العربية) وشارك فيه مجموعة من النقاد والروائيين، اتفق معي البعض واختلف البعض الآخر ولكنني لا أبحث في كل ذلك عن مواطن الاختلاف والاتفاق بقدر ما أسعى إلى التأكد من إيصال الفكرة كما هي مختمرة في ذهني .. ولا ضير عندي من استخدام مسمى (قصة قصيرة) على الرواية القصيرة طالما أن هذا الأمر لا يتعدى (كما أرى) مجرّد التعوّد وجريان اللسان بذلك

    _____________
    في جريدة عكاظ (عدد اليوم) نقل أمين وأقل حدة وأكثر موضوعية لما دار
    في نادي الشرقية الأدبي
                  

06-01-2009, 02:50 PM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: هشام آدم)


    الزول زاتو شكراً للإثراء


    التحية لكم (المبدعين) هشام آدم
    ومزيداً من التقدم
                  

06-02-2009, 06:43 AM

ALZOLZATOO
<aALZOLZATOO
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 4216

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: آدم صيام)

    حبيبنا هشام

    ارجو متابعة مداخلة الاخ محمود الدقم فهو كتاب بدرجة الاحترام

    تحياتي يا محمود ونرجو المتابعة

    زاتوووو
                  

06-02-2009, 06:59 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: ALZOLZATOO)

    الأستاذ: آدم صيام
    تحية طيبة ويوم جميل أتمناه لك
    أشكرك يا عزيزي على متابعة البوست

    كل الود والتقدير


    _________________

    الأخ: زاااتو
    صباح الخير يا حبيب

    هل تُصدّق إني ما نشفت مداخلات الأخ محمود الدقم
    إلا بعد كلامك ده؟ وهي فعلاً مداخلات مهمة وأتمنى
    إنو الأخ محمود الدقم ما يكون قرر التوقف عن
    الكتابة ظناً منه بأنني أتجاهل مداخلاته، فأنا
    لم أر هذه المداخلة إلا الآن فقط

    على العموم يبدو أنه لم ينته تماماً من كلامه وأن
    في انتظار أن يواصل ما بدأه، وبالتأكيد لي عودة
    لما تفضّل به

    تحياتي للجميع
                  

06-02-2009, 12:58 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: هشام آدم)

    الأستاذ: محمود الدقم
    تحية طيبة

    في البداية لا يفوتني الإشادة بمداخلاتك الثرة والمفيدة جداً، لأنها تفتح "طاقات" لنقاش مثمر، وشيّق حول الموضوع الذي يثيره المقال هنا، وبصرف النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا حول جزئية أو كلية من الموضوع؛ إلا أنّ تحريك القضية و"خلخلتها" في حدّ ذاته فكرة جيّدة مفيدة لنا جميعاً، سواء على مستوانا الشخصي كمتحاورين، أو حتى للقراء المتابعين والمهتمين بالموضوع.

    على هامش ردي أُحب أن أذكر كلاماً جانبياً دار بيني وبين الأستاذ زكريا العبّادي، وكان أحد الحضور في لقائنا في نادي الشرقية الأدبي، وأحد الين رفضوا الفكرة بالمطلق. ورغم أنني لا أذكر تفاصيل الحوار الجانبي؛ إلا أن الفكرة الأساسية أنه كان يرفض السباحة عكس التيار في قضية لا تستحق كل هذه المجازفة (لاحظ أنّ الألفاظ المستخدمة هنا ليست من تعابيره هو)

    عموماً .. أعود إلى النقاط الجميلة التي أثرتها في مداخلاتك السابقة، وأولى النقاط التي يهمني أن أُفنّدها هو قولك: "وان كان الاخ هشام بنى ورقته من فرضية وهمية وهو ان الرواية في موقع (اضطهاد) لذلك لابد لعلية القوم من نصرتها" والحقيقة أن هذا الفهم خاطئ تماماً، ولم يرد تلميحاً أو تصريحاً في المقال، وإن كان أغلب الظن هو استشفافك الشخصي لهذه الفكرة عبر العنوان (نحو إنصاف الرواية) وهو ما صرّحت به في قولك: (فجاءت مقالته "نحو إنصاف الرواية").

    لم يجنح بي خيالي إلى حدّ تصوّر اضطهاد الرواية على الإطلاق، فأنا على يقين مُريح بأن الرواية (الآن) في وضع لم تكن عليه في السابق، بل وتشهد اهتماماً منقطع النظير سواء من القراء أو النقاد. وإنما قصدتُ بالتحديد الإشارة إلى إنصاف الرواية بنَسَب ما هو لها إليها، والمراد هنا ما يُسمى بالقصة القصيرة، على اعتبارها "رواية" وليست قصة، لأنني في هذه الحالة أرى أنّ "الرواية" نسق سردي شديد الخصوصية، وبالتالي فإن إطلاق اسم "قصة" على جنس "الرواية القصيرة" هو ظلم وإجحاف في حق الرواية من ناحية، وانتقاص للرواية القصيرة من ناحية قيمتها الفنية والفكرية معاً. وحيث أنني أقول "رواية" فإنني أفرّق دائماً بين أجناس الرواية: الرواية/الرواية القصيرة/الرواية القصيرة جداً؛ تماماً كما يُفرّق الآخرون بين أجناس القصة: القصة/القصة القصيرة/القصة القصيرة جداً.

    وفي سبيل هذه الخطوة الثورية أو الانقلابية على "مسمى" القصة؛ فإنني اعتمدتُ في ذلك على شيئين أساسيين: أولهما اصطلاح القصة تراثياً، وتطوّر هذا الجنس الأدبي عبر تاريخ الأدب العربي، لأقف بعد ذلك على اختلافات جوهرية كبيرة تجعلني أقول وبكل اطمئنان أن ما يُعرف "الآن" بالقصة، لا يُمثل ولا يُشابه القصة الموجودة في التراث الأدبي العربي.

    وفي هذا الصدد فإن ثمة نقطة غاية في الأهمية تجدر الإشارة إليها، وهو الفرق بين المصطلح وبين التسمية. فبعض الاعتراضات التي واجهت هذا المقال أو هذه الفكرة، كان في اعتبار أن لفظ "رواية" كان موجوداً في التراث العربي القديم واستدلوا بذلك على كلام العرب الذين كانوا يقولون برواية القصة، ورواية الحديث، وحتى رواية الشعر؛ وبذلك فهم يحاولون إحلال الرواية نفسها عبر التراث إلى مضان القصة. والصحيح أنّ هنالك فارقاً بين التسمية وبين المصطلح، ففي حين تكون التسمية للترميز، يكون المصطلح للظاهرة مكتملة الأركان الفنية والبنائية.

    وعلى هذا فإنني أقول أن جنس الرواية، بشكله المعروف الآن –أيضاً- لم يكن معروفاً عند العرب. إنّ فن الرواية هو فن حديث نشأ بالتزامن مع نشاط الحركات النقدية والفلسفية المعاصرة مستفيدة من منجازاتها الحداثوية وقوالبها التجديدية. وعليه فإن "فعل" الروي ليس عملاً إبداعياً بقدر ما هو عمل توثيقي.

    إن الناظر إلى تاريخ الأجناس الأدبية، يجد أنها جميعاً قد تنشأ من أصل واحد، ثم تبدأ بالتفرّع نتيجة لعوامل كثيرة جداً، منها سعي الإنسان الدائم نحو التجديد، وتطوّر الحياة الاجتماعية التي تفرض في كثير من الأحيان أنماطاً فنية وإبداعية بعينها، ففن الأسطورة مثلاً نشأ لضرورات مجتمعية محددة، ثم اختفى ولم يعد له أثر في وقتنا الحالي، وعندما تطوّرت الأسطورة في وقت لاحق، كان من أبجديات هذا التطوّر تغيير المصطلح فظهرت الأسطورة بشكلها الحداثوي الجديد تحت مسمى "ملحمة" وهكذا فإن تغيّر المصطلح ليس شرطاً اعتباطاً وإنما ضرورة تقتضيها التغيّرات الجوهرية في الجنس الأدبي نفسه.

    وعلى هذا فإنني أقول بضرورة الرجوع إلى التراث والتاريخ حتى نتمكن من الوقوف على تطوّرات أيّ جنس أدبي، وبالتالي معرفة مدى ما طرأ عليه من تغيّر في جوهره أو في شكله البنائي والفني؛ وهذا بالتحديد ما حاولتُ فعله في المقال، ولا يُمكن –في اعتقادي- دراسة جنس أدبي ما بمعزل عن تراثه أو فلنقل شكله التراثي، وبالتالي مراحل تطوّره عبرها كذلك؛ أما عن استشهادي بآيات من القرآن؛ فما كان ذلك إلا على سبيل الاستشهاد باستخدامات المصطلح لغوياً من حيث أنه يُعبّر عن معاني المصطلحات من خلال استخداماتها التاريخية والاجتماعية المعروفة في ذلك الوقت.

    وعندما أتكلم عن وجود اختلافات جوهرية بين "القصة" وبين "الرواية" فإنني في الواقع أفرّق بين "القصة" على اعتبارها "حكاية" وبين "القصة" على اعتبارها "رواية" ولو راجعنا عناصر وأركان الرواية وما يُسمى "القصة" (الآن) لن نجد اختلافات كبرى يُمكننا الاعتماد عليها، بعكس ما إذا حاولنا مقارنتها بالحكاية. وعلى هذا فإن ما يُعرف (الآن) بالقصة القصيرة، هي في الحقيقة: بنائياً، وفنياً، وفلسفياً هي رواية، ولكن (رواية قصيرة)، وكذلك القصة القصيرة جداً ما هي إلا (رواية قصيرة جداً)، إذن فأنا أفرّق يا عزيزي بين الرواية والقصة. وقد لا يُجدي هنا؛ الكلام عن المساحة النصيّة (الطول والقِصر) لأن ذلك ليس واحداً من أركان الرواية سواء القصيرة أو الطويلة؛ فالرواية القصيرة قد تتكوّن من عشرة أسطر، أو من صفحة أو صفحتين أو عشر صفحات، وكلها تدخل ضمن مسمى (الرواية القصيرة)، وكذلك الرواية فقد تكون من ثمانين صفحة أو مائة أو خمسمائة صفحة، وفي بعض الأحيان تصل إلى أكثر من ذلك كما في رواية (أرض السواد) للروائي عبد الرحمن منيف والتي وصلت إلى ألف وثمانمائة صفحة تقريباً.

    والحقيقة أنني لمستُ في مداخلتك عدم فهم جيّد لمرامي المقال أو فكرة المقال، فالفكرة يا عزيزي غير مرتبطة بكيفية تعاطينا مع الرواية القصيرة أو القصيرة جداً، فأجدك تقول مثلاً: "هل يستطيع كاتب قصة قصيرة من صفحتين ان يذهب الى دار نشر ويطالبهم بنشر قصته القصيرة ثم يستدرك قائلا لهم (عفوا اريد ان انشر راويتي القصيرة من صفحتين؟" وأنا هنا أسأل بالمقابل: "هل يستطيع هذا القاص أن يذهب بقصته القصيرة المكونة من صفحة واحدة فقط ويقول أريد أن أطبع هذه القصة؟" الأمر ليس في المسمى يا عزيزي، بكل بساطة تعامل مع القصة بمعناها الفنية وليس الشكلي، فالقاص الذي ينتظر حتى تجميع عشر أو عشرين قصة قصيرة ليضعها في (مجموعة قصصية) يُمكنه أن يفعل الشيء ذاته مع رواياته القصيرة، ويُطلق عليها اسم (مجموعة روائية قصيرة) "مثلاً" هذه ليست نقطة الإشكال أبداً؛ المشكلة هي كيف أننا ننظر إلى "الرواية القصيرة" على أنها "قصة" في حين أنّ فن القصة (بشكله الفني) لم يعد موجوداً.

    ورغم كل ما يجري هنا من لغط ومماحكات حول الرواية القصيرة أو (القصة القصيرة) فإنني أتفق معك على أنّ الرواية القصيرة هي بالتحديد ما جاء في قولك: "ان جنس القصة القصيرة اساسا يقوم على فن الاختزال المؤسس على تخيلات القاص وتجلياته ورمزياته ودلالاته وحسه وخبرته في كيفيه عصر الحدث زمانا ومكانا او مااتفق علي تسميته كلاسيكيا بالبنية العضوية، بمعني ان القصة القصيرة اساسا تقوم على فن الاختزال المشروط كما يرى بعض النقاد بزمان ومكان محددين" فهل –يا تُرى- ينطبق هذا التعريف أو التوصيف على فن القصة التراثي (الحكاية)؟

    من مجمل قراءتي لمداخلاتك أرى أن اختلافك الرئيسي معي يكمن في التفريق بين الرواية والقصة من حيث المساحة النصيّة (الطول والقِصر) فالرواية طويلة، في حين أن القصة قصيرة. والواقع أنني أرى أنّ الاختلاف بيني وبينك أكبر من ذلك، إذ يرتبط الخلاف بين الرواية والقصة عندي من حيث البنية والمضمون وأسلوب المعالجة والأهداف والفكرة. أما "الحدوتة" الموجودة في كل نص سردي فهل لا يُحدد لها مصطلحاً فنياً، فعندما يقول امرؤ القيس مثلاً:

    ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة
    فقالت لك الويلات إنك مُرجلي
    تقول وقد مال الغبيط بنا معاً
    عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزلِ
    فقلتُ لها سيري وأرخي زمامه
    ولا تبعديني من جناك المعللِ

    فهل يُمكننا اعتبار هذا المقطع "قصة" من حيث أن بها "حدوتة" وفيها اختزال، وحوار وشخصيات محورية؟ تظل رغم توفر كل هذه الأركان "قصيدة شعرية"؛ إذن فليست المشكلة في توافر الأركان أو عدم توافرها، بقدر ما هو كامن في بنية النص نفسه.

    وتقول (واصفاً فن القصة القصيرة) أنها تُركز على شخصية واحدة محورية أو مجموعة من الشخصيات ولكن الأضواء تُسلّط على شخصية واحدة، فهل ينتفي هذا التوصيف عن الرواية؟ لا أعتقد ذلك، فرواية مثل رواية الخيميائيalchemist لباولو كويلو قائمة على شخصية رئيسة في النص هو "سنتياغو" الراعي، ورواية "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ كانت قائمة على شخصية محورية واحدة هي شخصية "جبلاوي"، وهكذا فإن العديد من الروايات تدور أحداثها حول شخصية واحدة، وبالتالي فإن هذا التوصيف لا يسري فقط على "القصة القصيرة" إنما على الرواية كذلك. والعكس صحيح كذلك، فقد تقوم القصة القصيرة على أكثر من شخص، لأن الشخصيات ليست هي الأساس، وإنما الفكرة والمضمون.

    أما كلامك عن القصة القصيرة وبنيتها و"مداميكها" لا أختلف حوله كثيراً، وإنما فقط المُسمى هو الذي لا أراه متوافقاً مع هذه التوصيفات، فكيف لرواية قصيرة مثل قصة "محض كلمات" لتشيكوف والتي استشهدتَ بها بكل ما فيها من فلسفة وفنيات ومضامين قيمية أن تكون قصة "حكاية"؟ ما تُسمّيه أنت (وآخرون) بالقصة القصيرة، أُسمّيه أنا (رواية قصيرة) لأن فن الرواية متطوّر جداً عن القصة التي لا تعدو كونها حكاية تخلو من العمق المعرفي والفلسفي، ولا تهتم كثيراً بمسائل نقدية مثيرة كالبناء والتجسيد والاختزال وووو إلخ، وبالتالي فإنني لا أختلف معك حول توصيفاتها بقدر ما أختلف معك حول تسميتها، فما تراه أنت قصة قصيرة أراه أنا وأُسمّيه (رواية قصيرة) وذلك إنصافاً للبنائية العالية المتوفرة في هذا الجنس الأدبي المختلف عن القصة "الحكاية" المعروفة.
                  

06-02-2009, 01:35 PM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: هشام آدم)

    هشام
    لحظت انك عندك مشكلة مزمنة تتعلق بالمصطلحات
    احسبك تعتقد ان من حقك رفض المصطلح بعد رسوخه وهذا شئ شديد الغرابة
    ولا ارده الا الى شئ واحد فقط
    هو عدم المامك بمضمون المصطلح الذي تستهدفه بالتأويل اساسا !!
    برز هذا جليا حينما ابديت ارتباكا ظاهرا حيال مصطلح ( علمانية )
    اخي
    ( القصة القصيرة ) هي جنس ادبي اصطلح الادباء عليه ضمن شروط معينة منها مثالا لا حصرا : وجودالمقدمة وتصعيد الحدث حتى لحظةالعقدة او الحبكة ثم الحل / التنوير ومن شروطها تكثيف الزمن وتقصير بناء الجملة
    ولعل الفرق الاساسي بين القصة القصيرة والرواية يرتبط تقنية البناء الرأسي للحدث والنص في القصة والبناء الزمني الافقي في الرواية
    والقصة القصيرة هي ديوان الطبقة الوسطى المعاصرة كما يقال ( حيث تعالج همومهم اليومية عبر توظيف المفارقة والمفاجأة)، ويقال ايضا انها خرجت من معطف جوجول ( راجع المفتش العام ) وبلورها جيدا تشيخوف وغيره
    التراث العربي القديم اسهم بسرديات ( مرويات ) عديدة فيها حكي ولكنها عموما لا تستجيب للشروط الصارمة لفن القصة القصير المصطلح عليه الآن
    وايضا يتعين عليك التفريق بين القصة التي تجمع على قصص بكسر القاف وبين القصص بفتح القاف
    ( نحن نقص عليك احسن القصص ) الواردة في القرآن الكريم هي بفتح القاف ، وبالتالي فهي ليست جمع قصة ( SHORT STORY ) كما يبدو انك فهمت
    فالقصص بالفتح تعني ( القص ) أو الحكي ( NARRIATION ) بدليل انها مذكرة نقول هذا القصص اي هذا القص
    وان الحكي او السرد ( القص/ القصص ) هو من اهم الاسباب التي تربط بين السرديات عموما والتي منها الرواية ( Novel/ Fiction ) والمسرحية حتى لو كانت شعرية والحكاية والخاطرة حينما تكون سردية ولكن لكل منها خصوصيتها كجنس ادبي مستقل ومصطلح عليه راسخ لا معنى ولا قيمة لتغييره
    ولماذا نغيره اصلا طالما جرى الاصطلاح عليه علميا واكاديميا ضمن شروط ؟؟؟
    ثم من قال ان المضامين الفنيةالمتحولة تستوجب تغيير المصطلحات؟ وان الثيمات الفلسفية لا تعدو موضوعا او مضمونا لا يقتضي تبديل المسمى
    بل ان الاشكال أوالتقنيات التعبيرية المتحولة هي التي تفرز مسمياتها بدليل اننا نقول هذا الشكل الفني الخاص يسمى كذا ولا نقول هذا المضمون الفني
    ارجو لك حل مشكلتك ازاء ازمة المصطلح
    _________________________________
    رب اني تبت اليك وانني من المسلمين
                  

06-02-2009, 02:26 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    الأخ: عبد القادر سبيل
    تحية طيبة

    متجاوزاً عن النقطة التي جعلتها أساساً لمداخلتك عن العلمانية وغيرها، لأن هذا موضوع آخر، وحتى لا أُعيد ما قلتُه سواء في ردي على الأخ حيدر الزين، أو مؤخراً للأخ محمود الدقم، دعني أطرح عليك تساؤلاً لتوضيح فهمك أنت للمصطلح.

    ما الفرق بين:
    • القصيدة
    • القصيدة الغنائية
    • الأهزوجة
    • الموشحات

    هل هو فرق اصطلاحي أم فرق بنيوي؟
                  

06-02-2009, 02:47 PM

HAIDER ALZAIN
<aHAIDER ALZAIN
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 22434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: هشام آدم)

    الاعزاء ..

    الزول زاااتو وضيوفه الكرام :
    جاء في متن الموضوع المنشور بجريدة اليوم عن النادي الادبي الآتي :

    (من جهته اعتبر القاص عبد الله النصر مقترح آدم مقترحاً منطقياً يتفق مع ما أسماه المعنى الصحيح والقاموسي لكلمة قصة، مضيفاً أنّ على هشام أن يتبع خطوة الرفض باقتراح بديل آخر لمسمى القصة. )


    واتي هذا التصحيح من الموقع عن طريق الاستاذ عبد الله النصر تصحيح وجهة نظر ..


    ليس هذا بالضبط ما بينته في المقهى، بل قلت :


    (بما أن هشام آدم يرى أن كتاب القصة القصيرة والقصة القصيرة جداً الحالية ونقادهما يعتبرونهما مولودين جديدين بكل مايحملان من قوانين وضوابط وأدوات وعناصر وأبعاد وشكل واختلاف في القالب.. الخ، فأنا أطالب آدم أن يضمن ورقته اقتراحاً لمسماهما... ثم سألت: إن كان الكتاب أو النقاد يرون مايراه آدم، فمن الذي غير قادر على ابتكار اسم لهذين النصين (المولودين الجديدن) اللغة ذاتها، أم مبتكري النصين وكتابهما؟

    أما فيما لو عدنا للقصة القصيرة والقصة القصيرة جداً، ورأينا كل ماتحملانه من قوانين وضوابط وأدوات وعناصر وأبعاد.. رأينا كل تلك السمات موجودةً في الرواية أيضاً والإختلاف قيهما يكمن في تقليص الطول و الشخوص والزمن والمكان وتكثيف اللغة.. فإني أرى مايراهآدم بأن ماتسمى الآن بالقصة القصيرة هي رواية قصيرة، وأن القصة القصيرة جداً هي رواية قصيرة جداً.. مطورتين)



    لكم تحياتي
                  

06-02-2009, 02:59 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: HAIDER ALZAIN)

    الأخ العزيز: حيدر الزين

    شكراً جزيلاً على إرفادنا بهذه الإضافة للأستاذ: عبد الله النصر، وفيما أرى من كلامه فإنه يحتوي على نقطتين أساسيتين هما:
    • مطالبتي بإيجاد مسمى للقصة القصيرة والقصة القصيرة جداً
    • سؤال حول من يملك الحق في التسمية

    فأما عن التسمية؛ فإنني كنتُ قد اقترحتُ مسبقاً اسم "رواية" لفن القصة بشكله الحالي اليوم، وتكون قصيرة للقصة القصيرة، وقصيرة جداً للقصة القصيرة جداً على هذا النحو:
    القصة القصيرة = الرواية القصيرة
    القصة القصيرة جداً = الرواية القصيرة جداً

    أما عن التسمية وأحقية التسمية، فلا أعتقد أن هنالك شخص (فرد) يملك هذا الحق، ولذا فإننا لا نعرف من سمى الرواية بالرواية، أو القصيدة بهذا الاسم أو أيّ جنس أدبي آخر باسمه، ولكنني أعتقد أنّ الجنس الأدبي يفرض اسمه بناءً على شكله البنيوي ومضامينه العامة والخاصة، ولذا فعندما حاولت القصيدة أن تتملّّص من قيود الوزن والقافية سُمّيت حُرة، لأن تحررت من هذه القيود .. وهكذا فإن كل فن أدبي يحمل داخله بنيوياً ودلالياً اسمه.

    كما أنني أرى تناقضاً فيما حاول الأستاذ: عبد الله النصر نفيه، وبين الفقرة الأخيرة من كلامه:
    "أما فيما لو عدنا للقصة القصيرة والقصة القصيرة جداً، ورأينا كل ماتحملانه من قوانين وضوابط وأدوات وعناصر وأبعاد.. رأينا كل تلك السمات موجودةً في الرواية أيضاً والإختلاف قيهما يكمن في تقليص الطول و الشخوص والزمن والمكان وتكثيف اللغة.. فإني أرى مايراه آدم بأن ماتسمى الآن بالقصة القصيرة هي رواية قصيرة، وأن القصة القصيرة جداً هي رواية قصيرة جداً.. مطورتين"

    فهذا هو بالتحديد ما أسعى إلى إيصاله عبر مقالي ومناقشاتي هنا.

    (عدل بواسطة هشام آدم on 06-02-2009, 03:01 PM)

                  

06-02-2009, 06:55 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: هشام آدم)

    الأخ: محمود الدقم
    تحية مجدداً

    أشكرك يا عزيزي على إرفادنا بهذه المعلومات والتوصيفات
    المهمة والتي عملت على إثراء الموضوع وأتمنى أن تراجع
    مداخلتي السابقة الموجهة إليك ففيها الكثير مما يتعلق
    بالموضوع

    تحياتي لك
                  

06-02-2009, 08:23 PM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8844

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: هشام آدم)

    استاذ هشام تشكر على الرد المهذب، حتما سوف اعود قريبا، للرد على بعض النقاط المثارة، عواصف الود، وشكر خصوصي للزول زاتوو صاحب البوست.
                  

06-03-2009, 07:39 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: محمود الدقم)
                  

06-03-2009, 09:19 AM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: هشام آدم)

    Quote: ما الفرق بين:
    • القصيدة
    • القصيدة الغنائية
    • الأهزوجة
    • الموشحات
    هل هو فرق اصطلاحي أم فرق بنيوي؟

    هشام
    هل تعني ان التفريق الاصطلاحي يمنع ان يكون الفرق بنيويا في الوقت ذاته؟ والا فلم تخيرني؟
    ان الفرق البنيوي هو تحديدا ما ادى الى التفريق بين الاشكال وبالتالي بين المصطلحات المرتبطة بها
    ولكن ازاء ما ذكرت من انماط ترتبط جميعا بالشكل الفني الادبي المسمى ( قصيدة )
    فانني اقول ان الخصوصيات هي التي اقتضت اطلاق مسميات / مصطلحات خاصة لكل منها
    تماما كالبطون والافخاذ داخل القبيلة الواحدة او كالقبائل داخل الوطن الواحد
    الخصوصيات البنيوية ادت الى التمييز بين اشكال القصائد على نحو ما ذكرت اعلاه
    والخلاصة هي ان التكنيكات الشكلانية( اساسا) هي التي اقتضت منح المصطلحات المتمايزة كما ذكرت وليست التيمات والمضامين كما تخطئ انت
    واختم بملحوظة
    مفادها ان القصيدة الغنائية ليست شكلا مميزا من الناحية النبيوية عن القصيدة التقليدية التي تتسم بوحدة الموضوع وغيرها من شروط نظرية القصيدة
    والسبب هو ان الاهزوجة مثلا يمكن ان تكون غنائية حيث ان الغنائية ( بفتح الغين وليس كسرها ) هي كل قصيدة يكتفي فيها ((الشاعر)) بالتعبير عن ذاته ومكنوناته فقط دون تناول هموم خارجه
    فهو مستغن بنفسه وهمومها عمن سواها.
    ________________
    رب اوزعني ان اشكر نعمتك
                  

06-03-2009, 09:32 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    Quote: ان الفرق البنيوي هو تحديدا ما ادى الى التفريق بين الاشكال وبالتالي بين المصطلحات المرتبطة بها
    بارك الله فيك

    هذا بالتحديد ما أردتُ الوصول إليه: (اختلاف البنية والمضمون للجنس الأدبي يؤدي إلى تغيير مصطلحها) والقصة (الحكاية) والرواية، والرواية القصيرة، والتاريخ، والسيرة، والأسطورة ... إلخ، كلها تنتمي إلى فن السرد. وأنا قلتُ أنّ "القصة" بشكلها الحالي الآن، مختلف (بنيوياً ومضموناً) عن "القصة" في التراث العربي القديم، ولذا دعيت إلى تغيير اسمه (مصطلحه)، واخترت مصطلح "رواية" ليس من فراغ، ولكن لأن بنية القصة القصيرة (الحالية) والرواية متشابهة ومتقاربة إلى حد كبير جداً، وربما لا نكاد نفرّق بينهما إلا من حيث المساحة النصية (الطول والقِصر)
                  

06-03-2009, 10:57 AM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: هشام آدم)

    Quote: (اختلاف البنية والمضمون للجنس الأدبي يؤدي إلى تغيير مصطلحها)

    لا يا هشام
    البنية بس
    المضمون شئ آخر يمكن ان ينصب في اي شكل ادبي
    واما البنية فهي تتعلق بالشكل وعناصر البناء الفنية (التكنيك)
    فلا تخلط الأمور
    انت عولت على النزعات الفلسفية في القصيرة الحديثة لتكون سببا لا عتبارها رواية
    ثم ثانيا
    هنالك فروق عديدة بين فني القصة القصيرة والرواية والمسألة ليست مجرد طول وقصر
    لا
    سأعود لتوضيح الفروق الفنية البنيوية بين الرواية والقصة القصيرة
    __________________
    رب اشرح لي صدري
                  

06-03-2009, 11:08 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    Quote: سأعود لتوضيح الفروق الفنية البنيوية بين الرواية والقصة القصيرة
    أكن لكَ من الشاكرين!

    (عدل بواسطة هشام آدم on 06-04-2009, 06:18 AM)

                  

06-04-2009, 07:54 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: هشام آدم)

    .
                  

06-04-2009, 10:25 AM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: هشام آدم)

    الفروق البنيوية بين فني القصة القصيرة والرواية :

    1/ تقوم القصة القصيرة الناجحة على حدث واحد محوري ، بينما تقوم الرواية على مجموعة احداث

    2/ تقوم القصة القصيرة على شخصية واحدة محورية ( ولا مانع من شخصيات ثانوية ) بينما في الرواية
    فان البطل ليس وحده الشخصية الرئيسية والوحيدة

    3/ الجملة في سرد القصة تكون جملة قصيرة قاطعة ومتوترة ، بينما تطول الجملة وقد تسترسل في السرد الروائي

    4/ الزمن الذي يدور فيه احداث القصة القصيرة يكون ضيقا محودا وقد يكون للحظات فقط بينما عنصر الزمن فيما تتناوله الرواية من احداث قد يطول على مدى اجيال !!

    5/ تلتزم القصة بعناصرها الاساسية الثلاث دائما وهي: المقدمة ، العقدة ، وفك العقدة او التنوير
    بينما في الرواية لا يتم بناء النص على هذه العناصر الاساسية والتي يضاف اليها الاسترجاع والاستباق ،فاذا اعتمدت الرواية على تلك العناصر عدها البعض (( قصة طويلة !!!)) بمعنى ان القصة الطويلة هي القصة التي تلتزم بعناصر وفنيات القصة القصيرة ولكنها تطول سردا ومساحة على الورق الى حد الكتاب !!!

    6/ تعتمد القصة القصيرة وتنشأ في مكان محدد جدا أو لا مكان ، بينما الرواية تنطوي على تنويع الامكنة أو تنويع جوانب المكان ذاته بحيث يكون لاجواء المكان حضور بطولي ماثل

    7/ تنقل الرواية مجمل ( تفاصيل الحياة ) في المكان او الامكنة التي تتناولها من ذلك : الطقوس الروائية الاسطورية والشعبية ومجمل التراث الانتروبولوجي وهذا لا يحدث في القصة القصيرة التي تميل الى التكثيف في نقل تصاعد الحدث وما يتعلق به ، ولذلك نقول ان الرواية هي بناء افقي للنص عبر الزمان والمكان ، بينما القصة القصيرة هي بناء رأسي على مستويي الزمكان
                  

06-04-2009, 01:28 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    الأخ: عبد القادر سبيل
    تحية طيبة

    تقوم القصة القصيرة الناجحة على حدث واحد محوري ، بينما تقوم الرواية على مجموعة احداث
    هنالك قصص قصيرة كثيرة تقوم على أكثر من حدث، ولكنها مختزلة في فكرة واحدة، والنقاد لا يشترطون تعدد أو اختزال الأحداث في حدث واحد في القصة القصيرة المعاصرة؛ بقدر ما يشترطون وجود "حدث" وارتباط هذا الحدث بالفكرة، ويمكن الرجوع إلى قصص جيمس جويس وبالتحديد قصة "الدبلنيون – Dubliners"، فالحدث عنصر للقصة القصيرة، ولكن تفرّد الحدث الواحد ليس اشتراطاً طالما أنّ مجموع الأحداث يصب في خدمة الفكرة.

    تقوم القصة القصيرة على شخصية واحدة محورية ( ولا مانع من شخصيات ثانوية ) بينما في الرواية فان البطل ليس وحده الشخصية الرئيسية والوحيدة
    هذا الكلام ليس دقيقاً على الإطلاق، فالشخصية المحورية عنصر من عناصر القصة كما في الرواية، ولك أن ترجع إلى روايات نجيب محفوظ لتجد أن أغلبها تدور حول شخصية محورية واحدة فقط "البطل" كما في رواية "أولاد حارتنا" أو حتى في رواية باولو كويلو "الخيميائي" الذي تدور أحداثه حول شخصية "سنتياغو الراعي.

    الجملة في سرد القصة تكون جملة قصيرة قاطعة ومتوترة، بينما تطول الجملة وقد تسترسل في السرد الروائي
    ليست هنالك جُمل قصصية، وجُمل روائية، ولكن يُمكننا القول بأن هنالك "نَفَس" روائي في السرد، وهذا النفس الروائي يميل إلى التفاصيل، وليس الحشو، ولكن لا يُمكن الاعتماد في مسألة قِصر وطول الجمل السردية للتعبير عن خصائص أيّ فن أو جنس أدبي، وكمثال فإن هنالك قصصاً قصيرة تأخذ "جُملها" نفساً شعرياً كذلك، فهذا ليس بمعيار ثابت، كما أنه ليس أحد عناصر القصة أو حتى الرواية العصرية

    الزمن الذي يدور فيه احداث القصة القصيرة يكون ضيقا محودا وقد يكون للحظات فقط بينما عنصر الزمن فيما تتناوله الرواية من احداث قد يطول على مدى اجيال !!
    هذا أيضاً ليس توصيفاً دقيقة، ويُمكنك مراجعة رواية "الشيخ والبحر" لأرنست همنغواي، لتعرف الزمن الذي تدور فيه أحداث الرواية. كما أن زمن القصة القصيرة قد يمتد إلى سنوات، ولكن الحبكة داخل النص تعمل على اختزال المساحة الزمنية بالقفز على الأحداث، واقتطاف صور ذهنية لكل فترة زمنية، بما يُميزها لمناسبة الفكرة.

    تلتزم القصة بعناصرها الاساسية الثلاث دائما وهي: المقدمة ، العقدة ، وفك العقدة او التنوير
    بينما في الرواية لا يتم بناء النص على هذه العناصر الاساسية والتي يضاف اليها الاسترجاع والاستباق ،فاذا اعتمدت الرواية على تلك العناصر عدها البعض (( قصة طويلة !!!)) بمعنى ان القصة الطويلة هي القصة التي تلتزم بعناصر وفنيات القصة القصيرة ولكنها تطول سردا ومساحة على الورق الى حد الكتاب !!!

    القصة القصيرة الحديث، لا تشترط الالتزام بالمقدمة وأول من نظّر حول الحبكة داخل القصة القصيرة المعاصرة هو تشيخوف الذي عمل على استحداث أنماط جديدة وحديثة لحبكة القصة القصيرة، ويُمكنك مراجعة إحدى قصصة القصيرة للتأكد من ذلك. كما أن الرواية تشتمل على عقدة وحل للعقد، وفي أحيان كثيرة تكون النهايات مفتوحة للعديد من التكهنات، وبالتالي فليس بالضرورة أن يحتوي النص السردي على حلول.

    أيّ نص سردي يُمكن تجزيئه إلى مقدمة ومتن وخاتمة، بصرف النظر عن بناء على هذه الأجزاء، في كثير من الروايات لاسيما روايات الخيال العلمي مثلاً، تبدأ الرواية بالدخول مباشرة إلى العقدة، أو قد تبدأ من الخاتمة ثم يشرع الراوي في تفاصيل الأحداث مستخدماً تكنيك الاسترجاع flashback وهذه التقنيات موجودة بنفس الدرجة في القصة القصيرة كذلك، وعلى العموم فهي جميعاً داخلة ضمن إطار الحبكة التي نظّر لها تشيخوف.

    تعتمد القصة القصيرة وتنشأ في مكان محدد جدا أو لا مكان ، بينما الرواية تنطوي على تنويع الامكنة أو تنويع جوانب المكان ذاته بحيث يكون لاجواء المكان حضور بطولي ماثلهذه معلومة جديدة، ولا أعلم مصدرك حولها .. الفضاء المكاني والزماني غير ضروري في أيّ نص سردي، فقد يكتفي الراوي (سواء في القصة أو في الرواية) بأيهما، وقد يتم الاستغناء عنهما نهائياً؛ لاسيما في روايات الخيال العلمي والفنتازيا، وقد يكون الفضاء المكاني فضاءً غير موجوداً، كأن تدور أحداث الرواية في مدينة خيالية ليس لها وجود على أرض الواقع تماماً كما في "مدينة الله" وفي غيرها من الروايات الحديثة.

    تنقل الرواية مجمل (تفاصيل الحياة) في المكان او الامكنة التي تتناولها من ذلك : الطقوس الروائية الاسطورية والشعبية ومجمل التراث الانتروبولوجي وهذا لا يحدث في القصة القصيرة التي تميل الى التكثيف في نقل تصاعد الحدث وما يتعلق به ، ولذلك نقول ان الرواية هي بناء افقي للنص عبر الزمان والمكان ، بينما القصة القصيرة هي بناء رأسي على مستويي الزمكان
    الأمر في النهاية يعتمد على الموضوع أو الفكرة، وقد لا تهتم الرواية كثيراً بنقل التراث والفلكلور إلا إذا دعت الحاجة الروائية أو السردية إلى ذلك، بينما قد تشتمل القصة القصيرة على عدد لا بأس به من هذه السمات؛ فالأمر كله في النهاية راجع إلى الموضوع أو الفكرة التي تدور حولها القصة أو الرواية.

    الحقيقة التي يجب أن نعترف بها جميعاً أنه لا توجد فروقات فنية كبيرة بين القصة والرواية إلا فيما خلا المساحة النصيّة، ويُمكنك قراءة المقال الذي كتبته الدكتورة سوسن رجب بعنوان (النثر العربي) وذكرت فيه عناصر فن القصة القصيرة وأجملته في الآتي:
    الموضوع
    الفكرة
    الحدث
    الحبكة
    البيئتان الزمانية والمكانية
    الشخصيات
    الأسلوب واللغة
    الصراع
    العقدة والحل

    وكما تُلاحظ فإن بعض العناصر قد تختفي أو تظهر في كل من القصة والرواية على السواء
                  

06-04-2009, 04:00 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: هشام آدم)

    بناءً على كلامك:
    Quote: ان الفرق البنيوي هو تحديدا ما ادى الى التفريق بين الاشكال وبالتالي بين المصطلحات المرتبطة بها
    فهل ينطبق أيّ عنصر أو بنية من الأبنية التي أوردتها في مداخلتك الأخيرة على القصة "الحكاية" التراثية قديماً؟
                  

06-07-2009, 12:56 PM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: هشام آدم)

    اخ هشام آدم
    Quote: هنالك قصص قصيرة كثيرة تقوم على أكثر من حدث، ولكنها مختزلة في فكرة واحدة، والنقاد لا يشترطون تعدد أو اختزال الأحداث في حدث واحد في القصة القصيرة المعاصرة؛

    هنالك فرق بين النقاد الذين تتنوع وتتباين مدارسهم ومناهجهم وبالتالي معاييرهم ازاء ثراء النص وجدواه الاستاطيقية وبين المنظرين المؤسسين للشروط التي تميز الجنس الادبي محل الفحص
    اذ تبقى مقولات واراء النقاد تنوعيا او اعادة انتاج او ملوحوظات على هامش النظرية التي نشأت عليها شروط هذا الجنس والقبول به والتواضع عليه
    ثم ان انزياح نص من النصوص عن بعض تلك الشروط و في اطار الشكل ذاته يعد مغامرة وتجريبا يسعى الى الاضافة نحو النموذج المعياري ويبقى هكذا مغامرة وتجريبا الى ان تغلب عليه سمات شكلانية مميزة تحيله الى شكل مستقل .
    اريد القول ان رأي النقاد ليس مرجعيا فيما يلي تصنيف الاشكال الادبية ، لأن النقد مدارس ومرجعيات متباينة ، وانما المرجعية يجب ان تكون اكاديمية ونمطية قائمة على نظرية تخصها.
    وان آراء النقاد المرجعية تخص تقويمهم الفني للعمل الادبي كمنتج ابداعي.
    واما فيما يخص استشهادك ب( الدبلنيون) لجويس كقصص قصيرة
    فهذا النص في نظري ورغم الضجة حوله والانقسام بين من يعدة مجموعة قصص قصيرة ومن يعتبره رواية فانه يظل عملا بكرا جاء في بداية محاولات الكاتب الايرلندي للكتابة .
    احبذ اعتبار (الدبلنيون) رواية بطلها المكان : دبلن والشخصية الدبلنية ثم تتنوع الاحداث.
    وفي الحقيقة فانه لا يشترط ان يكون بطل الرواية او القصة شخصا حيث قد يكون البطل ( حدثا )! كما في الطاعون لألبير كاميو
    هكذا فان استشهادك بالدبلنيون كنموذج للقصة ليس مقنعا لسببين : عدم نضح الكتابة لدي جويس ( اولى كتاباته ) وثانيا ان هنالك رأيا نقديا يصنفها رواية اتخذت شكلا يشي بانها قصص قصيرة من خلال تبدل الشخوص والاحداث في ظل وحدة المكان ووحدة المرجعية للشخصوص.
    Quote: ليست هنالك جُمل قصصية، وجُمل روائية، ولكن يُمكننا القول بأن هنالك "نَفَس" روائي في السرد، وهذا النفس الروائي يميل إلى التفاصيل، وليس الحشو، ولكن لا يُمكن الاعتماد في مسألة قِصر وطول الجمل السردية للتعبير عن خصائص أيّ فن أو جنس أدبي،

    حسنا سأعطيك مثالا لأسلوب القص في حالة القصة القصيرة لتبين الفرق والمقصود بالجمل القصيرة الصارمة:
    جلس ، فرك عينيه الساهرتين منذ الامس ونظر ثانية باتجاه النافذة ، تردد قليلا ، ثم هب واقفا، تقدم بخطوات متلهفة وازاح الستارة كلها بسحبة واحدة، الزجاج مايزال يتصبب من شدة القر والرطوبة بالخارج، واولى تباشير الفجر على تتسلل نحو البياض الذي يعلو كل شي، مايزال بينه وبين عودتهم اللعينة مسافة شروق.
    قال لنفسه، سأضع حدا للمهزلة هذه المرة ، دس يده في جيب المعطف واخرج شيئا لمع ثم اعاده مكانه بحذر ، قدح الزناد واشعل الغليون .. الخ الخ
    هكذا يتم السرد في القصص يا هشام
    واما في الرواية فستجد شيئا من قبيل :
    ما يهم هو الحقيقة ،
    كنا ثلاثتنا مريومة وعمر وانا جالسين في صحن دارنا الواسعة حينما اكتمل هلال رمضان من ذلك العام ، لا اذكر كم كان عمري يومها ، ولكنني بكامل وعيي اذكر ان ابي حينما دخل علينا داعبني انا دون بقية اخوتي ، حملني اليه وقبلني، رائحة الدخان كانت تفوح منه ولكنني لا اذكر انني كنت اتضايق منها، فلقد عودنا الوالد على تلك الرائحة التي كانت تلازمه دائما، ومساءا فقط في رمضان ، اهل القرية كانوا يسمون ابي اب نيران لشدة ولعه بالتبغ ، وحتى تلك اللحظة لم يكن احد يدري ان سيجارة ابي بالتحديد ستكون سبب ارسال فرقة اطفاء كاملة الى قريتنا، وكما سنقول لاحقا فانه ومنذ اللحظة التي حملني فيها بيد و السيجارة بيده الاخرى قد اصبح الرجل مثار حديث لم ينقطع حتى بين سكان القرى المجاورة... الخ
                  

06-07-2009, 01:34 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    الأخ: عبد القادر سبيل
    تحية طيبة

    اطلعتُ على النماذج التوضيحية المرفقة بمداخلتك، ولم أقف على الفوارق التي أردت الاستشهاد بها. النص الأول يصلح أن يكون مقدمة لرواية، والنص الثاني لا يمكن استبعاد كونه مقطعاً من قصة قصيرة. على العموم؛ أنت أوضحتَ في المداخلة السابقة الفوارق البنيوية بين القصة القصيرة والرواية، وبناءً على هذه الفوارق فإنني طرحتُ سؤالاً كان من شأنه أن يحسم الأمر، وأن يوضح لك وجه النظر التي أتبناها في هذا المقال.

    • هل العناصر التي سردتها والمكوّنة للقصة القصيرة الحالية، تشابه عناصر القصة التراثية (الحكاية)؟

    تحياتي
                  

06-07-2009, 01:56 PM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: هشام آدم)

    Quote: هل العناصر التي سردتها والمكوّنة للقصة القصيرة الحالية، تشابه عناصر القصة التراثية (الحكاية)؟

    عموما لا
                  

06-07-2009, 04:35 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    الأخ: عبد القادر سبيل
    تحية مجددة

    إذا كنت ترى أن عناصر القصة القصيرة الحالية مختلفة عن عناصر القصة التراثية (الحكاية) وإذا كنتَ تؤمن (مثلي) بأن تغيّر نسق البنية هو ما يؤدي إلى تغيير مصطلحها:
    Quote: ان الفرق البنيوي هو تحديدا ما ادى الى التفريق بين الاشكال وبالتالي بين المصطلحات المرتبطة بها
    وإذا عرفنا أن النسق البنيوي للقصة القصيرة لا يختلف عنه كثيراً في الرواية، فما الذي يمنع من إحالة القصة القصيرة المعاصرة إلى الرواية؟

    نصبح تماماً أمام أحد خيارين:

    أولهما: الاعتراف بأن القصة القصيرة بنسقها البنيوي والجمالي والفلسفي ما هو إلا شكل من أشكال الرواية، وعليه فإن المصطلح الصحيح للقصة القصيرة هو (رواية قصيرة) وهذا ما أنادي به
    ثانيهما: الاعتراف بالاختلاف البيّن والكبير بين القصة المعاصرة وبين القصة التراثية، وفي ذات الوقت اختلاف القصة عن الرواية، وبالتالي السعي وراء إيجاد مصطلح جديد للقصة المعاصرة (وهو ما اتفق عليه البعض من مخالفيّ)

    ففي أيّ الفريقين ترى نفسك؟

    وهل بعد كل ما توصلنا إليه (معاً) من اتفاق حول حقائق الاختلاف بين "القصة" و "الحكاية" لازلت تراني أعاني من مشكلة مع المصطلحات؟
                  

06-08-2009, 03:05 PM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: هشام آدم)

    Quote: الاعتراف بالاختلاف البيّن والكبير بين القصة المعاصرة وبين القصة التراثية، وفي ذات الوقت اختلاف القصة عن الرواية، وبالتالي السعي وراء إيجاد مصطلح جديد للقصة المعاصرة (وهو ما اتفق عليه البعض من مخالفيّ)

    ففي أيّ الفريقين ترى نفسك؟

    الاخ هشام
    انا مع الخيار اعلاه
    ولكن ذلك ليس مدعاة الى ايجاد مصطلح جديد للقصة القصيرة
    لماذا؟
    لأننا لا نحتكم الى منجز التراث العربي في في هذا الأمر
    لأن التراث العربي ليس هو اصل القصة القصيرة ، وانما نقول بأن ثمة حكايات وسرديات تتقاطع مع بعض ملامح القصة ولكنها لا تستجيب لكل شروطها التي رسخها تشيخوف بعد خروجها من معطف جوغول
    هنالك قصص وحكايات وانماط سردية في التراث العربي
    ولكن الشكل الحاسم المستوفي للشروط النظرية المطلوبة من اجل ( القصة القصيرة بمفهومها الحالي ) تبلور على يد كتاب ليسوا عربا ( جوجول وتشيخوف وغيرهم ) كما ان البدايات الجنينية لهذا الشكل الفني الادبي ليس عربيا بالضرورة
    المشكلة انك جعلت الاسهام العربي مرجعا في حين انك تعلم ان القصة موجودة من تاريخ بعيد وفي كل مكان من العالم ، واما ( القصة القصيرة ) كشكل معين مصطلح عليه فقد تبلورت جديا على يد تشيخوف وقبل ذلك تجريبيا على يد جوغول .
    اقول بوضوح : ان القصة التراثية ( سواء عربية او غير عربية ) هي ليست القصة القصيرة التي نقصدها كشكل ادبي معاصر، وانما من رحمها تم استخلاص هذه ( القصة القصيرة ) بعد تطويرها وتحديد شروطها وقواعدها . وبالتالي فلا حاجة لاجتراح مصطلح جديد طالما تلك اسمها قصة تراثية او حكاية من التراث الخ بينما هذه اسمها ( القصة القصيرة )
    تماما كالشعر كصور واخيلة واهازيج تبلورت في رحمه القصيدة المعلقة عند العرب والملاحم في مكان آخر، ثم القصيدة غير المعلقة والقصيدة القصيرة ثم قصيدة التفعيلة الحرة ثم قصيدة النثر الخ كل مرة يتم تطوير الادوات والشروط الشكلية لتحقيق شكل جديد بمصطلحه الخاص
    ___________________
    سبحانك اللهم وبحمدك أشهد الا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
                  

06-08-2009, 07:00 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    الأخ: عبد القادر سبيل
    تحية طيبة

    لو أنّك قرأت المقال جيداً، لوقفتَ على قولي:

    "وللتفريق بين فن القصة (الحكاية)، وبين الرواية، والتي تنقسم بدورها إلى رواية قصيرة، ورواية طويلة؛ فإنه من الضروري أن نعرف أن هذا التفريق لا يتأتى إلا بمعرفة أغراض هذا اللون الأدبي، لاسيما إذا عرفنا أن تناول هذه الأغراض الآن لا يُمكن أن يكون بمنأى عن الثورات النقدية الكبرى التي قامت في أوربا، وتأثر بها الأدب العربي بالمقابل"

    عنصر الإحالة التاريخية أو التراثية ضرورة تقتضيها موضوعية دراسة الفن السردي في الأدب العربي، ولا يُمكننا تناول أيّ مُنجز إنساني (لاسيما المنجزات الإبداعية والفنية) إلا من خلال معرفة دقيقة لتسلسلها التاريخي وتطوّرها عبره لنقف –في النهاية- على الإشكاليات التي تواجهنا تجاه هذا الجنس الأدبي أو ذاك.

    فدارس النقد، يجب أن يكون على إلمام بجذور الجنس الأدبي الذي يتناوله من الناحية التاريخية. ولأن اللغة وكل آدابها وفنونها مرتبطة بالإنسان؛ فإن الإنسان ككائن واعٍ ومدرك ومُتفاعل؛ يُؤثر في اللغة ويتأثر بها، فإنها -أيّ اللغة- مرتبطة بحِراكه الثقافي والاقتصادي والسياسي.

    فإذا كانت الشعر العربي لم يعرف -طوال حقبته التراثية- أغراضاً أخرى غير: الغزل والهجاء والمدح والرثاء والفخر، ولم تخرج القصيدة العربية عن هذه الأغراض لحقب (تاريخية/اجتماعية/سياسية)؛ فإن حِراك الإنسان السياسي والاقتصادي أبتدع أغراضاً أخرى له. فابتداءً من المدرسة الكلاسيكية في عصور الإحياء وحتى عصور التجديد (مدارسة المهجر والديوان وأبولو) ظلّت القصيدة العربية تتأرجح بأغراضها بناءً على نسق التيارات التجديدية والكلاسيكية المرتبطة هي الأخرى بالإنسان ونمط حياته وإنتاجه واقتصاده والوضع السياسي؛ فأصبح نجد الشعر السياسي، وما عُرف بشعر المقاومة، وعرفنا الشعر الملحمي التاريخي، والشعر التمثيلي وغيرها من الأغراض الحديثة والمعاصرة (الدخيلة) على الشعر العربي القديم؛ ولا يُمكن لناقد في الشعر العربي، أن يتجاهل دراسة الشعر العربي عبر نسقه التاريخي ابتداءً من الشعر الجاهلي وحتى الشعر الحُر الحديث، وما بعد الحديث.

    وكذلك القصة –يا سيّدي- ورغم أهمية هذا التتبّع التاريخي؛ إلا أنني حاولت الإشارة في مقالي أنّ التطوّرات الحديثة التي دخلت على القصة القصيرة والثورات التي شهدتها؛ لم تكن منجزات عربية، ولكنها كانت منجزات غربية تأثرت بها الآداب العربية، وهذا ما ذكرته في المقال، وتحديداً في الفقرة المقتبسة أعلاه. وسواء أكان المنجز النقدي والفلسفي عربياً أم غير ذلك، فإن هذا لا يُغيّر في الأمر شيئاً؛ لأن الأدب العربي تأثر به بالفعل، ومن تأثره ظهر لنا فن الرواية، وظهرت القصة القصيرة بشكلها الحالي، والمُحاكي تماماً لفن الرواية. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى؛ فإن الأدب خاضع –من حيث هو علم إنساني- إلى منجزات الإنسان بصرف النظر عن جغرافيته؛ فأيّ منجز إنساني قد يؤثر فيه بشكل مباشر، وهذا ما حدث بالنسبة للأدب العربي (حتى في الشعر).

    والحقيقة إن ما يُسمى اليوم بالقصة القصيرة (كنجس أدبي) هو امتداد طبيعي لنسق القصة التراثي، ولكن مع الاستفادة القصوى بالمُنجز النقدي والفلسفي الغربي، وهي ذات البكرة التي انفلتت منها بقية الأجناس السردية الأخرى. فالقصة القصيرة المعروفة الآن لم تُوجد هكذا من فراغ كالنبت الشيطاني، وإنما كانت لها جذور هي القصة (الحكاية) المعروفة عند العرب ببنيتها وموضوعاتها ومضامينها، وهي أيضاً مستوحاة من آداب غير عربية كالأسطورة في الأدب أو الثقافة الآشورية والبابلية وغيرها كأسطورة جلجامش وليليث وعشتروت وعشتار وغيرها من هذه الأساطير التي تأثر بها العرب من حضارات وثقافات بلاد العراق واليمن، وعندما حلّت الحداثة وذهب الفلاسفة والنُقّاد يُنظّرون حول القصة وموضوعاتها، والنظر إليها على اعتبارها مُنجزاً فكرياً قائماً بذاته خرجت لنا "الرواية" بشقيها الطويل والقصير، ومؤخراً "القصير جداً"؛ ولذا فإنني طالبتُ بإعادة هذا الحق (حق الاصطلاح) للرواية واستبدال ما يُعرف بالقصة القصيرة والقصة القصيرة جداً باسم الرواية؛ لأنه أصلها الذي انطلقت منه عبر منجزات النقد الحديث ومدارسه وأدواته.

    لك التحية

    .

    (عدل بواسطة هشام آدم on 06-08-2009, 07:21 PM)

                  

06-08-2009, 07:08 PM

Nasruddin Al Basheer
<aNasruddin Al Basheer
تاريخ التسجيل: 12-09-2005
مجموع المشاركات: 4083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشام آدم يواجه بموجة رفض (Re: هشام آدم)

    التحية لصاحب البوست وضيوفه الكرام
    ماشاء الله حوار جميل وهاديء..
    ربنا يكفيكم شر العين..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de