الدم الذي تكلّم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 09:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-09-2006, 01:44 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدم الذي تكلّم (Re: هشام آدم)

    _____________

    كان منير الشرقاني كلما مرّ يوم يزداد عصبية وقلق عن اليوم الذي قبله. حتى لاحظت عليه زوجته هذا التغيير. ولكنه كان في كل مرّة يتحجج بعمله وبمشاغله الخاصة. ولأنها كانت منشغلة عنه بجلساتها مع الطبيب النفسي ، فلم تكن تكلّف نفسها عناء أكثر من لمسة يد على شعره وكلمتين خفيفتين عابرتين. وقف منير في وسط منزله وهو ينظر إلى زوجته وهي تهم بالخروج ، وقف أمام النافذة ، رآها تركب السيارة الفارهة ، تأمل منظر حديقة الفيلة وكأنه يودع كل هذه الأشياء. هل يعقل أن يذهب كل هذا في غمضة عين؟ ومن أجل ماذا؟ من أجل ماضٍ كان يجب أن يكون ميتاً الآن؟ ميتاً ؟؟؟ يبدو أن الموت هو المخرج الوحيد لمنير من هذه الورطة.


    نعم .. لا أحد يعرف بهذه العلاقة القديمة بينه وبين سعاد. وسوف لن يشك أحدهم به عندما يجدون سعاد غارقة في دمائها. نعم .. لا رابط بينه وبينها. إنه رجل قانون ويعرف جيداً كيف تسير إجراءات رجال المباحث في مثل قضايا القتل. سوف يبحثون في نطاقها .. المقربين منها ، عمّال المدرسة ، لا أحد يستطيع أن يربط بينه وبينها بأي حالٍ من الأحوال.


    ارتاح منير لهذه الفكرة. بيد أنه كان لا بد أن يفكر جيداً في الطريقة التي يمكن بها أن ينفذ الخطة بصورة كاملة دون أن يترك أي أثر أو دليل يدينه. كان منير ينشغل يوماً بعد يوم بالتفكير بهذه الجريمة التي من شأنها أن تحمي مستقبله ومركزه من الانهيار ربما إلى الأبد.



    ذات يوم وبينما يهيم منير بسيارته في شوارع بورسعيد وهو غارق في التفكير فوجئ بفتى يعبر الشارع بسرعة ليتوقف أمام سيارته تماماً. ضغط منير على كوابح سيارته بكل ما أوتي من قوة. وفجأة سقط الشاب أمامه. خرج منير من سيارته مسرعاً ليطمئن على الشاب الذي دهسه. فوجده يتألم ممسكاً بساقه. حمله إلى سيارته وانطلق به إلى المستشفى. وهناك بعد أن تأكد من سلامة ساقه ومن عدم وجود أي كسور مسح منير على رأس الشاب وهو يحمد له سلامته. وسأله عن الوجهة التي يمكن أن يقله إليها. أخبره الشاب بأنه يقطن حياً فقيراً .. عندها قفزت الفكرة إلى رأس منير: الفقراء يقفون كالبلهاء أمام بريق النقود. شاب في مثل سن هذا الشاب سوف لن يقاوم إغراء النقود ، وهو لا يعرف عني شيئاً .. لا يعرف اسمي ولا محل عملي وربما لا يعرف ماركة السيارة التي أقودها. ربما كان هو الشخص المناسب الذي يمكنه أن ينفذ لي الجريمة. وفي طريق العودة .. بدأ منير يمهّد لخطته:

    - هل تعمل؟
    * أنهيت دراستي الثانوية .. وأنا الآن على أعتاب الجامعة.
    - ما اسمك؟
    * شريف .
    - ماذا تنوي أن تدرس؟
    * أتمنى أن أدرس القانون .. ولكن أمي تتمنى أن تراني طبيباً
    - لا بد أنها تعبت كثيراً من أجلك .
    * إنها تبذل ما في وسعها من أجل أن تراني ناجحاً في دراستي.
    - جاء دورك الآن لكي تريحها .. أليس كذلك.
    * ليس قبل أن أنهي جامعتي.
    - فلنكن واقعيين ، ألا تحتاج الجامعة إلى مصاريف؟ ثم ماذا بعد أربع سنوات من الدراسة والتعب؟ محامي تحت التمرين لمدة سنتين ؟ ثم من أين لك أن تفتح مكتب محاماة خاص بك؟ إن الأمر مكلف وطويل.
    * إذاً ماذا عساي أن أفعل .. هذه هي الحياة. ثم أنني سوف أحاول أن أعمل في الفترة المسائية كي أوفّر ثمن الرسوم الدراسية.
    - لن تستطيع أن توفق بين الدراسة والعمل. أنت ما تزال شاباً مندفعاً .. ماذا سوف يوفّر لك العمل المسائي؟ رسوم الجامعة ، أم ثمن الكتب والمراجع؟ أنت بحاجة لمن يأخذ بيدك ويقفز بك قفزة عالية.
    * قفزة عالية؟ كيف؟
    - ما رأيك لو وجدت 10.000 جنيه في جيبك؟
    * ماذا ؟؟ 10 آلاف ماذا؟ لا بد أنّك تمزح.
    - أنا لا أمزح هل يحقق لك هذا المبلغ حلماً ما ؟
    * بالتأكيد .... ولكن
    - ولكن ماذا ؟
    * من هذا الذي سوف يعطيني هذا المبلغ ؟ ومقابل ماذا ؟
    - أنا من سيدفع لك هذا المبلغ .. وفوراً إن أردت.
    * ماذا ؟ هل تعني أنني قد أحصل على 10.000 جنيه الآن ؟ لا بد أنني أحلم
    - لا .. أنت لا تحلم .. إنها فرصة عمرك يا شريف. أنت شاب تستحق كل خير.
    * ولكن لماذا تريد مساعدتي .. وأنت بالكاد تعرف اسمي؟
    - سوف أعطيك المبلغ مقابل خدمة سوف تسديها لي.
    * خدمة ؟ أي خدمة يمكن أن يقدمها شاب فقير مثلي لرجل ثري مثلك؟
    - هنالك امرأة تهدد مستقبلي الأسري والاجتماعي. إنها تهددني بالقتل أو بالفضيحة. كل ما فعلته طيلة هذه السنوات قابل لأن ينهار في لحظة. كل ما أريده منك هو أن تخلصني من هذه المرأة.
    * كيف ؟
    - أن تقتلها ....
    * ماذا ؟؟؟؟ أقتلها ؟؟؟؟ سيدي هل تمازحني ؟؟
    - هي طلقة نارية واحدة في صدرها وتحصل على 10.000 جنيه فوراً .. هل تعرف ما الذي يمكنك فعله وإنجازه بمبلغ كهذا ؟؟
    * ولكن ...
    - لا تتردد .. أنت ما زلت شاباً وأمامك الآن فرصة يتمناها الجميع. لن تستطيع أن تجمع هذا المبلغ ولو بعد عشرين سنة. فكر جيداً في الأمر ... ولكن فكر بسرعة. سوف أعطيك 5.000 جنيه والباقي بعد أن تنفذ العملية ... ولا تخف فقد أعددت خطة محكمة ، إذا اتبعتها فسوف لن يتمكن أحد من معرفة الأمر.
    * 10.000 جنيه ؟؟؟ ولكن سيدي .....
    - سوف أتركك هنا الآن .. ولكن لا تستعجل في الرد عليّ الآن.


    كانت كلمات منير تنزل على شريف وكأنها مياه باردة. لم يستطع أن يعرف تحديداً فيما يجب عليه أن يفكر أولاً .. هل يفكر بما سوف يمكن أن يحققه بالعشرة آلاف جنيه؟ وبما يمكن أن يحققه له هذا المبلغ؟ وبما يمكن أن يقدمه لأمه التي تعبت كثيراً من أجل أن تراه سعيداً .. لا شك أن هذا المبلغ سوف يجعلها تتخلى عن بيع الشطائر والحلوى على ناصية الشارع. يمكنه أن يشتري ما يريد بهذا المبلغ. ولكنه بعد أن يكاد يطير فرحاً من هذا الحلم ، يتذكر أن عليه أن يقتل امرأة لا يعرفها ولا تعرفه ، وربما انكشف أمره ، وعندها سوف يكون مصيره السجن والموت شنقاً .. إذاً هل يرفض عرض هذا الرجل الثري؟ وإذا رفض هذا العرض ، ترى متى يمكنه أن يتحصل على فرصة أخرى كهذه التي بين يديه؟ متى يمكنه أن يمتلك عشرة آلاف جنيه دفعة واحدة؟ أم يا ترى عليه أن يبذل قصارى جهده في أن ينفذ جريمته دون أن يعرف به أحد وبعدها يحقق حلم حياته بأول دفعة مالية كبيرة يستلمها طوال عمره ؟؟


    كان التفكير ، والتفكير العميق يشغل بال شريف ، لدرجة أنه لم يرد التحية على أصدقائه : عليش والتاج اللذان كانا جالسين على إحدى المقاهي الشعبية في الجهة المقابلة للشارع الذي كان يسير عليه مطأطأ الرأس وهو يركل علبة عصير فارغة بقدمه.


    في اليوم التالي ، وجد شريف نفسه متوجهاً إلى حيث اتفق مع الرجل الثري على اللقاء. وعند وصوله هناك . وجد الرجل الثري في انتظاره. ففتح باب السيارة وركب معه في هدوء. نظر إليه ، فوجده ينظر إليه وكأنه يريد أن يسمع منه الرد:

    - أعتقد أنني لا أملك أن أرفض هذا العرض. ولكنني أريد المبلغ كاملاً.
    * لن تتحصل على المبلغ كاملاً الآن. سوف أعطيك خمسة آلاف جنيه الآن والباقي عندما تكمل العملية بنجاح.

    مدّ منير يده إلى طبلون السيارة أخرج منه مظروفاً فاخراً بني اللون. مدّ المظروف لشريف وهو يقول:


    - في هذا الظرف سوف تجد صورة المرأة التي يجب أن تقتلها وستجد القيمة التي اتفقنا عليها. يجب أن تعرف أنني أثق بك. إن كنت متردداً فأرجو أن تترك الفرصة لشخصٍ غيرك. فهنالك الكثيرون ممن لن يضيّعوا هذه الفرصة من بين أيديهم.

    أمسك شريف بالمظروف بقوة وهو يقول :

    * حسناً .. سوف أفعل ما بوسعي.
    - تذكر عليك أن تنجر هذه العملية خلال يومين فقط ،، وإلا نفّذت المرأة تهديدها.
    * حسناً ...





    يتبع .........
                  

العنوان الكاتب Date
الدم الذي تكلّم هشام آدم07-09-06, 01:01 PM
  Re: الدم الذي تكلّم هشام آدم07-09-06, 01:44 PM
    Re: الدم الذي تكلّم غادة عبدالعزيز خالد07-09-06, 02:07 PM
      Re: الدم الذي تكلّم هشام آدم07-10-06, 02:01 PM
    Re: الدم الذي تكلّم هشام آدم07-09-06, 02:08 PM
      Re: الدم الذي تكلّم معتز تروتسكى07-09-06, 02:17 PM
        Re: الدم الذي تكلّم هشام آدم07-10-06, 02:02 PM
      Re: الدم الذي تكلّم نادية عثمان07-09-06, 02:17 PM
        Re: الدم الذي تكلّم هشام آدم07-10-06, 00:27 AM
          Re: الدم الذي تكلّم هشام آدم07-10-06, 03:56 AM
        Re: الدم الذي تكلّم هشام آدم07-10-06, 02:04 PM
  Re: الدم الذي تكلّم Ibrahim Algrefwi07-10-06, 07:53 AM
    Re: الدم الذي تكلّم هشام آدم07-10-06, 09:02 AM
      Re: الدم الذي تكلّم هشام آدم07-10-06, 09:16 AM
        Re: الدم الذي تكلّم هشام آدم07-10-06, 11:22 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de