شعر وشعراء من السودان.... أبوبكر الشريف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 05:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عادل عثمان(Adil Osman)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-17-2003, 01:53 AM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شعر وشعراء من السودان.... أبوبكر الشريف

    تعريف القارئين باللغة العربية بما يبدعه السودانيون باللغة العربية من شعر وقصة ورواية أمر هام للغاية. وهذا ما يفعله الصحفى السودانى المعروف ابوبكر الشريف الذى يعيش ويعمل فى المملكة المغربية منذ سبعينات القرن الماضى. ولقد نقلت لكم هذا المقال الشيّق من جريدة الزمان اللندنية لتعميم الفائدة. لا يغيب عن فطنة القارئ ان هذا المقال كُتب ونشر قبل رحيل الدكتور عبدالله الطيب
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




    شعر وشعراء من السودان) - جيل شعري يستحق انحناءة - أبو بكر الصديق الشريف


    علي مدي ربع القرن الماضي الذي عشته بتمامه وكماله في هذا البلد الحبيب، لاحقتني حينا.. وداهمتني في كل الأحايين، أسئلة من أحباء، عن الشعر السوداني، وهل هو متمنع، أم ممتنع، أم أنه ممنوع ، من دخول الفضاء الثقافي المغربي، والمغاربي عموما.
    وغالبا ما كان يسقط بيدي، فسؤال من هذا النوع تستعصم إجابته الشافية وراء ضرورة مشروع مؤلف يحيط بكل الأسباب ويتناول مختلف العوامل، وبالنسبة لي، فأنني لولا توفري علي مكتبة متواضعة ضمت شذرات، أتصيد سويعات من هذا الزمن المجنون، لأدفن خلالها أحاسيسي الظمأي في مقاطع شعرية مبللة بحبات العرق وغبار المسافات الممتدة ما بين الغفار والصحاري، لما كنت أقل تلهفا من السائل في طرح ذات السؤال!
    صديقة بولونية احترفت الترجمة من والي العربية لعشر لغات تقريبا، أنجزت مؤلفاً رأي النور مطلع الألفية الثالثة، ترجمت فيه إلي البرتغالية، ألف مقطع ومقطع من قصائد شعر عربية، ومن بين الأسماء التي اختارتها الشاعر السوداني محمد المكي إبراهيم، واقتنت المقطع من قصيدته يختبئ البستان في الوردة .
    هذه الصديقة التي أحبت السودان من خلال إبداعات شعرائه، أخبرتها العام الماضي، بأنني سأقضي عطلتي في السودان، وبعفوية وود الأصدقاء طلبت منها أن تأمرني فطلبت ديوان غابة الأبنوس للشاعر الراحل صلاح أحمد إبراهيم، وكانت تعرفت علي الشاعر في أحد مواسم أصيلة خلال ثمانينيات القرن الماضي.
    السؤال المستعاد
    البحث عن هذا الديوان في العاصمة السودانية المثلثة ـ نسبة إلي تكونها من ثلاث مدن ـ جعلني أستعيد طرح السؤال سابق الذكر وبكامل التركيز، فقد بهرتني المكتبات السودانية بما ادخرته من أصوات شعرية، بعضها منحوت في ذاكرة الدم، والبعض الآخر لجيل جديد استحق بجدارة انحناءة مهذبة، فقد أبدعت ـ هذه الأصوات ـ أجمل الكلام، وبلسان عربي مبين، منذ أقدم العصور وبتداخل وتناغم مع مختلف مراحل بناء القصيدة ومستحدثات تطويرها.
    إن الوقوف علي هذه الحقيقة، حفزني إلي تصنيف ما ادخرته مكتبتي المتواضعة، وما تزودت به من مكتبات العاصمة السودانية، للشروع بمشروع تقديم هذه الأصوات للقارئ المغربي جوابا علي سؤاله سابق الذكر، بمنطق يستكنه سر الغياب، وأسبابه الذاتية والموضوعية وفق ما تسني لي، وأنا أعيد السؤال علي ذاكرة دمي.
    ومن هذا المنطلق، وجدت أن لا بد من الوقوف أمام ثلاثة عوامل، اختزلت إلي حد ما، أهم أسباب وعوامل هذا الغياب.
    أولها، طبيعة العلاقة الملهمة للشعراء بالوطن السودان، وتأثرها بعوامل بسط وجذب ذاتية وموضوعية، تكتسي حينا أقصي درجات التفاعل المرن، وتتمترس أحياناً أخري خلف أكثر أشكال الصراع الإثني حدة وصلابة، وأعني العروبة والزنوجة، الإسلام والمسيحية، العلمانية والتصوف، البداوة والتحضر الخ .. الخ.
    ثانيها، أن العامل سابق الذكر بحسبانه الأرضية التي تشكلت في عمقها خصائص وسمات بناء الشعر السوداني، انبثق عنه تركيب متميز للصورة والإيقاعات، وحيزا انتمائيا يمتد ليحيط بالعروبة والزنوجة الي الفرعونية والافريقانية والعالمية، وينسحب امتداده ليشمل المقاربة الشعرية بدءاً من الشعر الكلاسيكي، حيث قال العالم والشاعر د. عبد الله الطيب ـ أمد الله في عمره وأقال عثرته ـ : عندما تقرأ الشعر الكلاسيكي السوداني كأنك تشتم منه رائحة البعير ، وصولا إلي تسجيل الحضور المترف لقصيدة النثر وبقية أجناس مسارب الحداثة.
    والمرء عندما يقرأ الشعر السوداني في تنوعه هذا، ستطربه غنائيته الشجية، ويدهشه اغتراف الشعراء من موروث القصص الشعبي بأبعاده المثيولوجية، ويبهره ولعهم بطبيعة المكان الموزعة ما بين صحراء قاحلة أقصي الشمال، وغابات مطيرة في الجنوب، وانعكاس هذا كله علي القاموس الشعري المحتشد بتراكيب لفظية بالغة الرومانسية من نوع: النهر، البحر، الإله، الشمس، السحاب الأرض الشجر..الخ.
    وثالثها: سيلاحظ هذا القارئ، الأثر البالغ لطبيعة البداوة والترحال، في تعميق التجربة الشعرية السودانية، باعتبار أن الشعر هو الوعاء المفضل لحفظ المآثر، وبالتالي فإن المدارس الشعرية واتجاهاتها، ألمحت إلي ذلك، حيث حملت أسماء من نوع الغابة والصحراء اختصارا جغرافياً لـ الآفرو/ عربية، و أبادماك أي الإله الأسد في مملكة مروي الفرعونية، تعبيرا عن انحياز الانتلجنسيا اليسارية المبدعة، للمادية التاريخية السودانية وموروثها الحضاري.
    إن هذه العوامل، فضلا عن ملابسات تخلف الجهاز الإعلامي السوداني التي أبقته بمؤخرة الركب الإبداعي، جعلت المبدع السوداني ـ والشاعر علي وجه الخصوص ـ كثير الاحتشام وبالغ الحرص علي تفادي الاصطدام بنظرائه العرب وخصوصا المصريين، وذلك علي خلفية أن مصر كانت ولم تزل جسر السودان الي عالمه العربي.
    هذه الطبيعة التي اغترف منها الشاعر حتي ارتوي المتلقي السوداني، جعلت هذا الشاعر، وإداركا منه لما لم يدركه غيره رؤية وحكمة، يتعاطي العمل بمقولة كم من حاجة قضيناها بتركها .
    وتوضيحا لهذا المعطي نورد فيما يلي تعريفا للشاعر السوداني أواخر النصف الأول من القرن الماضي كما رصده الراحل علي المك، في كتابه مختارات من الأدب السوداني ، ونستكمل تعريفنا بما استخلصناه من قصائد لشعراء محدثين سطروا كنههم بأقلامهم وصبوا فيه عصارة موهبتهم الشعرية.

    من هو الشاعر السوداني
    يقول علي المك: إن قصيدة شاعر لمحمد احمد محجوب وفية لصورة الشاعر التي نجدها عنده، وعند التيجاني يوسف بشير وإدريس جماع، فالشاعر عند هؤلاء جميعا هو المخلوق الأسمي، أقرب مخلوقات الله إليه، وهو ذلك الرقيق المبدع، المتحدث بالحكمة، من يري في الوجود والكائنات مالا يراه الآخرون، وهو مكلف بحمل الهموم والأوزار، والشاعر محمد احمد محجوب هو:

    شاعر فجر الرياض غنّاء
    والروابي أثارهن وثار
    سار في مهمة الحياة مجدا
    في ظلام الوجود يهدي الحياري
    عندليب الرياض أما تغني
    وجفاه الصحاب أكدي وطارا
    مدرج الحب والصبّا والأماني
    أنكر العيش عنده والجوارا
    وطروب الغناء أضحي نواحا
    زاده البعد حرقة وأوارا
    يا نجّي القلوب حسبك همسا
    لا يطيب الغناء إلا جهارا
    الصوفي المعذب
    أما الشاعر التيجاني يوسف بشير فهو الصوفي المعذب، إذ يقول عن نفسه:
    أسمع الخطرة في الذرّ واستبطن حسّه
    واضطراب النور في خفقته اسمع جرسه
    وأري عيـد فتي الـورد وأستـقبـل عرسـه

    وأيضا هو ذلك الضعيف احتشد الأنام عليه فما تركوا له منفذا ولا فضاء يحلق فيه حرا كما رصد التيجاني ذلك في الأبيات التالية:
    من لهذا الأنام يحميه عني
    قلمي صارمي وطرسي مجني
    هو فنـي إذا اكتـهلت ومازال
    علـي ريــّق الحداثــة فنـي
    حشدت جندها الحياة وزجت
    فيه من مفزع القوي كل فن
    يفرح الطين في يديّ فألهو
    جاهـدا اهـدم الحيـاة وأبني
    كم أشيد الحصي قصورا وكم
    أكبر من شأنها وأقدر شأني

    والذي يدير خده الأيسر
    وهو أيضا هذا الذي يمشي في مواكب الليل هيناً وقوياً في آن، كما شكلته صورة الثنائية الرومانسية عند إدريس جماع :
    هيـن .. تستـخفـه بسمة الطـفل قـوي يصارع الأجيـالا
    حاسر الرأس عند كل جمال مستشف من كل شيء جمالا
    خلقت طينة الأسي وغشتها نار وجد فأصبحت صلصالا
    ثـم قال القضـاء كوني فكانـت طينـة البـؤس شاعرا مثـّالا
    أنتهي رصد علي المك، ونقول من جانبنا إنه أيضا:
    المنطوي المزهو بنفسه
    ونعني هذا الذي عشقه يفني عشقه وفناؤه استغراق، أي الشاعر محمد الفيتوري، الذي ضبطناه متلبسا في أعماله الكاملة بمساءلة نفسه، وهو بعد يضع بواكير الخطي علي ثري وادي عبقر قائلا بغير قليل من القلق: هل الشعر هو الجنون ؟ أم الجنون هو الشعر؟ لماذا كان يؤثر الانطواء علي نفسه؟ لماذا كان يبدو في نظر الآخرين، متكبرا وشاذا ومزهوا بنفسه، إلي حد إثارة الغيظ والاستهزاء .
    ثم يخرج من عمق هذه التساؤلات بقصيدة امتزجت فيها البلاغة والحكمة والصوفية والأنا العليا المعتزة بشموخها الإبداعي حينما يقول:
    شحبت روحي صارت شفقا
    شعت غيما وسنا
    كالدرويش المتعلق في قدمي مولاه أنا
    أتمرغ في شجني
    أتوهج في بدني
    غيري أعمي مهما أصغي لن يعرفني
    ... إلي أن يقول:
    في حضرة من أهوي، عبثت بي الأشواق
    حدقـت بـلا وجه .... ورقصت بـلا سـاق
    وزحمـت بـرايـاتي..... وطـبولي الآفاق
    عشقي يفني عشـقي... وفنائي استغراق
    مملوكك لكني............ سلطان العشـاق
    والذي يصب اللعنات علي قيس
    وهو القوي المتأهب لمواجهة التحدي، الناقم .. الثائر.. الرافض لأية مبررات تحول دون ممارسة الحق في الحب، وقد جسده الشاعر محمد المكي إبراهيم، وهو يخاطب قيس بن الملوح، طارحا عليه خلاصة أسئلة القرون، حول انكساره أمام تقاليد القبيلة، وعدم دفاع الاستماتة عن حبه العذري النبيل، قائلا:
    لماذا والخيول تصاهلت شوقا إلي التسواح
    وسيف شبابك الضاري سنين الحد
    وألف مثابة للهاربين علي معاقل نجد
    لماذا لم تعشش كالنسور مع هواك
    علي تعاظم نفرة وجماح
    ولم تأخذ حياتك من فخاخ الناهشين ومن يد السفاح
    إلي أن يقول:
    أهينك ها أنا عبر القرون أهين حلمك بالخلود العذب
    أهين نذالة الكسب الذليل علي حساب القلب
    أهين جميع من باعوا الشباب وفرطوا في الحب
    ومن خفضوا الرؤوس وطأطأوا الهامات واعتذروا عن الأيام
    أهين لك الرضا العام

    والمتيم بتراب الوطن
    إنه العبقري الإنسان الذي ينز حكمة ويتألق عطاء.. المتيم الذي نحر الفؤاد عشقا ووله بتراب الوطن وأهله الغبشہ ، كما خلده الشاعر الراحل صلاح أحمد إبراهيم في مرثيته نحن والردي التي رثي فيها روحه الشاعرة، وهو يزف أربعينية رحيل رفيق عمره علي المك حينما قال:
    وما عاد إلا ليرقد في حفرة جمعت عاشقين
    علياً شهيد صبابته وتراب الوطن
    يمد لمن عاش في شغف حبه ـ قلبه باليدين
    صدقنا لك الوعد فعل الصدوق الأمين
    ولم نتقاضي عليه ثمناً
    فكن حافظا للجميل
    فكن حافظا للجميل غدا
    يا وطن
    والمتوجس من وعورة الدرب
    ونعني بكل الفرح والانبهار، هذا الصوت النسوي المميز، الذي تداخل في خطابه الشعري نضار النبت الجديد ودفء عنفوان ربات الخدور، وحدس المرأة التي أدركت تساوي مضمون معادلة رجولة الرجل، وأنوثة المرأة، وقد امتلكت تماما أداتها الإبداعية، كما جسدتها روضة الحاج في ديوانها عش للقصيد وفي القصيدة التي حملت نفس الاسم وفيها تقول:
    وضللت قلبي في الطريق
    نصبته في الحالكات سنا بريق
    فرحا تغني للحياة مع المساء
    ومصبحا تشدو كما الطير الطليق
    عش للمساء وللنسائم والسحر
    عش للعشيات المبللة الثياب من المطر
    عش للقصيد يزور بيتك رائعا
    مثل القمر
    ودع الترحل في دروب الشوق
    درب الشوق يا قلبي وعر
    هذا هو الشاعر السوداني كما سطر بقلمه بطاقة هويته، وقد حرصنا في هذا الرصد ـ علي اختصاره ـ الإفادة التي يتوخاها القارئ المبدع، فالذي يحرص علي قراءة الشعر هو مبدع لا يقل عطاء عن الشاعر، خاصة عندما يختار القراءة لذاتها الشعرية، ولعمق ما يتداخل في القصيدة من رؤي وعوالم وحياة، تصب جميعها في مجري الموروث الحضاري، الذي تغترف منه الأجيال لتبدع مجتمعات تستحق الانتماء إليها.
    فإلي هؤلاء القراء المبدعين قدمت في الوريقات السابقة الشعر والشاعر السوداني كما أعرفهما، وفي الوريقات اللاحقة توجد مختارات من قصائدهم، أزعم أنها كفيلة بتقديم نفسها بنفسها، وكل ما أتطلع اليه أن تنال الرضا وتكون عند حسن الظن، والله الموفق.

    ہعنوان كتاب يصدر للكاتب قريباً في الرباط.. والمقالة مقدمة الكتاب.
    ہ الغبش أي الذين سحنتهم بلون غبش المساء، بسبب تراكم غبار الطبيعة وحياة الكفاف علي أجسادهم.

    (عدل بواسطة Adil Osman on 12-19-2003, 06:45 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de