لن آفرح لهزيمة الجيش السوداني آو احتلال هجليج والا لكنت خائنا لاهلي

Quote: القصة هى ليست مزادات لتوزيع صكوك الوطنية، من هو الوطنى و من هو غير ذلك، السؤال الملح جداً هو ما هو الوطن ذات نفسه؟ و كيف يصبح الإنسان و طنى و يحس به و يدافع عنه؟ دعكم عن أجوبة هذه الأسئلة لأن سيكون هنالك تسويف شديد للردود عليها، و لكن هل المؤتمر الوطنى الحاكم فى الخرطوم هل هؤلاء و طنيين؟ من أين أخذوا صفة الوطنية و ماذا فعلوا للوطن؟ لإنسان الوطن؟ لتراب الوطن الذى إستلموه مليون ميل مربع؟ أين الآن هو؟ ألم نسمع ترديدات الساسة منذ الأزل بأن الوطن على حافة الهاوية، نحن نسمع لهذا النّوال ذهاء العشرين عاماً و نيف! و الحقيقة هى أن الوطن ووقع فى الهاوية و قاص فى قاع الحضيض! البلد إنقسمت و الجزء الآخر محتل فى كل أطرافه و ترفرف عليه أعلام دول أجنبية و ما تبقى أحترق بفعل الحروبات على بكرة أبيه! و نحن فى بلاهة نردد أسطوانة الوطنية أو الوطن على حافة الهاوية! الوطنية الحقة أن يتحد الناس مع الشيطان الرجيم عشان النظام البائس دا يذهب إلى الأبد مش نصطف خلفه لنجدد له الدماء ليعيش عمراً جديداً ليقضى على البقية الباقية! الوطنية علمتنا عندما يقتل سودانى أى كان لونه بمدافع النظام العنصرية أن نرفض ذلك وونطالب النظام بالرحيل! ألم يقتل النظام شعبه؟ ألم يغتصب النظام بناته حتى فى الخرطوم و لم يحاسب محسوبيه الذين فعلوا ذلك لأن ذلك شرف للمغتصبة؟! ثم الأهم من ذلك جميعاً ألم يقاتل هذا النظام و الأنظمة التى قبله ذهاء الخمسيين عاماً فى أرض الجنوب التى نعتبرها الآن أجنبية؟ ألم تحتل جوبا، كبويتا، واو، ملكال، مريدى، نمولى، بانتيو... بأى مسمى أحتل الجيش السودانى تلك المناطق و قتل أهلها، و نحن نعلم علم اليقين أن تلك الأرض ليست أرضنا؟ و لماذا صمتم أنتم حينها و أعتبرتم أن المسألة جهاد ستكافؤوا عليه بالحور العين! أين ذهبت الأحاسيس المرهفة و المشاعر الإنسانية المشبعة بالوطنية آنذاك؟ كنتم تقاتلون الجنوب كمستعمريين لأراضى الغير و قتلتم إنسان المنطقة فهل تملكتكم الشجاعة لتعتذروا عنما فعلتم فى تلك الفترة؟؟ هل تستطيع فتح بوست يدين تلك الحقبة من إستعماركم للجنوب، أسوة بما تطالبه اليوم بخروجهم من أرضكم لأنهم محتليين؟؟ هما شيئان لا ثالث لهما: إما أن نعتبر الجنوبيين أخوة لنا بإعتبارهم ما زالوا سودانيين و ليست لديهم صفة أخرى سوى أنهم فى الرقعة الجنوبية و ندعمهم للتخلص من هذه الحكومة الفاسدة وننعم بوطن واحد حدادى مدادى. وإما ندين أنفسنا فى أفعالنا السابقة، بإعتبارنا سبقناهم إلى هذا الفعل و إحتلينا أرضهم لمدة تربو عن الخمسين عاماً و نكون مستعدين لدفع أى إستحقاق يترتب عن ذلك! أسطوانة الوطنية هذه لن تمر علينا و الذى يرى نفسه غيوراً على السودان أن يتحزم و يشيل سلاحه و يذهب صوب حلايب لأنها الأجدى بالتحرير لأنها مستعمرة لأكثر من عشرة سنوات من قبل دولة أجنبية كاملة الدسم، و أتركوا هجليج الماكوزة لأهلها لأنهم يعرفوا كيف يحموها و يحموا إنسانها، هجليج تعنى للموصلى و من شايعه طُلمبة بنزين تضخ مالاً و قمحاً و رزقاً و اللعبة مكشوفة، و السلام.