|
أمداء .. ناس التلفزيون السوداني : مكانك سر !
|
أمداء التلفزيون يتطور .. ناس التلفزيون مكانك سر !
في ظل ضمان مصادر التمويل السخية ، كما يبدو ، من ضريبة ـ بالعملة الصعبة ـ على المغتربين الاشاوس ، ثم مخصصات وزارة المالية، فضلاً عن ريع الاعلانات ودعم المؤسسات الاقتصادية .. فإنه لم يعد للتلفزيون السوداني ما يبرر به تكرار الحديث عن شح الامكانات المالية كما كان يحدث في السابق . ولكن هل انتهت المشكلة ؟ وهل تواكب بالتالي الفضائية السـودانية مثـيلاتها مـن فضـائيات الدنيا ؟ * كلا ! . ـ لماذا؟ لأن المشكلة الحقيقية مازالت قائمة الى يوم الناس هذا .. أقصد ضعف الكادر البشري، سواء الفني أو الاداري . فليس معقولاً ابداً الا تتمكن هذه المؤسسة العريقة من تجديد شبابها لناحية مذيعي النشرات الاكفاء ذوي الاداء والصوت المميزين ، وليس معقولاً أن يضطر المشاهد ، على مدى ساعات طوال ، وفي ايام العيد ، الى متابعة مذيع واحد يطل عليه كالسيف كل حين ، كأنما حواء ليست والدة غير هذا أو هذه المذيعة العظيمة .. بالساعات يا عالم ؟ ولماذا ؟ هل لأنكم لا تدفعون رواتب مجزية لاستقطاب الكوادر الجيدة ، أم لأن لبعض المذيعات أو المذيعين ( واسطة كبيرة ذات نفوذ سياسي كما يشيعون )؟ لا ، ليس معقولاً ان يكون عمر المذيع في الفضائية السودانية لا يتجاوز السنة احيانا أو ربما الاشهر فقط ، بينما آخرون قضوا خيراً من ألف شهر. فهذه ليست علامة خير قط وانما يمكن ان يشي ذلك بأن ثمة مشكلة ، من نوع البيئة الطاردة مثلا، وتحكمات مراكز النفوذ وشراء الولاءات . ترى كم ادارة تعاقبت على هذا الجهاز منذ مستهل التسعينات والى يومنا هذا ؟ ألم يلاحظ مدير واحد ـ فتح الله عليه ـ ان الصورة في شاشتنا أقل كفاءة منها في اية شاشة عربية اخرى ؟ .. لابد أنهم جميعاً لحظوا .. ولكن ماذا فعلوا ؟ بالتأكيد فعلوا القليل، بدليل ان المشكلة هي هي ، فأحيانا كثيرة جداً تكون الاضاءة ضعيفة حد الموت ، وفي احايين أخرى تكون زاوية اللقطة من السوء بمكان، بحيث يبدو من يجري تصويره وكأنه مجرد ضحية وقعت بين يدي من لايرحم !. ان مشكلة كادر التصوير بجانب كادر الاخراج تشكلان معاً جانباً مهماً من محنة الكادر البشري في الفضائية السودانية ، بل انني وبسهولة شديد قد اشك في ضعف اخلاقية المهنة عند بعض المخرجين أو المصورين .. هذا الكلام لا اطلقه جزافاً هكذا وانما له ما يسوغه ، ومن ذلك اللقطات المحرجة التي يعمد اليها احدهما ( المصور أو المخرج .. الله أعلم ) وكأنما قد اصطاد ماهو سمين حينما يكون الضيف في وضع غير لائق ، وأضرب مثلا لذلك: ( تذكرون معي استضافة الرياضيين ايام العيد، وكيف كان الكابتن مازدا يضع المايك في لحظة ما ، وكيف حرصت الكاميرا المبجلة على التركيز عليه في هذا المنظر المشين ) هذا بالتأكيد خطأ متعمد من جانب احدهما ، كما ان اللقطة تسئ الى هذا الكابتن المستنير والذي يحظى باحترام واسع .. هذا مثال فقط لتأكيد الضعف الاخلاقي في ادارة التصوير أحياناً ، ولا ادري من المسؤول بالتحديد في هذه الحالة ، هل المصور أم المخرج أم مساعد المخرج أم مدير التلفزيون؟ لماذا يصر التلفزيون على ابراز عيوب الناس وسوء تصرفهم ، هل بغرض فضحهم أمام أمة لا اله الا الله ، أم بغرض تقديم نموذج يحتذى من جانب مجتمعنا ، وذلك في سياق رسالة الاعلام التربوية ! . ثم هل كل برامج التلفزيون تتمتع ـ دائما ـ باكتمال الطاقم الذي يقف وراءها : من مخرج ومساعده وأكثر من كاميرا ( جاهزة ) وفنيو اضاءة ومكياج وديكور وصوت ومونتاج بكفاءة عالية ، أم يجري العمل بنصف فريق فقط وعلى حساب الجودة غالبا ؟ ولعل السؤال الأهم هنا مفاده : هل تلقى فنيو التلفزيون السوداني ومذيعوه تعليماً كافياً ومعمقاً في مجال تخصصاتهم ، بما يواكب التطورات التي حدثت في هذه التخصصات عالميا أو حتى اقليمياً اليوم؟ كم المدة التي قضوها في الدراسة والتأهيل الحقيقي الجاد ، بمعنى هل كانت مدة وافية وتعقبها اختبارات صارمة ونزيهة وشهادة موثوقة مع تدريب عملي، أم هي محض دورات ( خفيفة ) في دمشق أو القاهرة ، يغلب عليها طابع المجاملة وتبادل الافكار ( سمبوزيوم أو ورش عمل لمدة شهر أو اسبوعين ) ؟ أظننا في حاجة ماسة الى مذيعين في مستوى خديجة بن قنة وجمال ريان والزبير نايل ومذيعة الحرة السمراء ( ايمان ) التي يقال انها سودانية . وفي حاجة الى مصممي رقصات للبرامج والمواد التي تتطلب ذلك ( بدلا من هذه المهازل المضحكة المبكية التي يتبرع بها هواة لا يشعرون بقدر كافٍ من المسؤولية ) ولذلك يكتفون بطلب حركات جسدية لم تتغير منذ سنة (دو)! أو قبل ذلك بقليل ! وذلك حينما يجري تقديم اطفالنا وشبابنا على الشاشة ( والعجب الفيديو كليب السوداني ) حيث يكون مطلوبا من احدهم الدوران حول نفسه أو أن ( يتلولح في مكانه) ! نحن في حاجة ماسة الى كتاب سيناريو حقيقيين ، يمتلكون روح الابتكار والابداع، والقدرة على اكتشاف مكنونات هذه الامة العريقة وهذا المكان العبقري من اجل تفجيرهما بأحسن صورة، فدرر السودان ما زالت مخبوءة والمبدعون قلة في مجال الاعلام. لابد للاعلام عندنا أن ينتقل من طور المهنة وأكل العيش الى طور الابداع والشوق الى الجديد والجيد . أعرف ان الشخصية السودانية صادرة عن بيئة بدوية ولذلك فان لدينا مشكلة مزمنة في الاداء التعبيري الجسدي ، لا بل عندنا مشكلة في مجرد ضبط هذا الجسد بما ينسجم مع متطلبات الظهور في الشاشة البلورية ، ولكن ذلك ليس سببا مقنعناً لأن يستمر التخلف في النتاج الاعلامي بما هو واقع حتى هذه اللحظة ، الى درجة أنك تجد مسؤولا كبيرا يبالغ في ( حكة ) اذنيه وعنقه وكليته وينخس أنفه ويمسح عضده وعينيه وذراعه وكل هذا في البرنامج الواحد ، ويكون مطلوباً منا أن نحتمل كل ذلك برحابة صدر( الا تلحظون أن مشكلة الحكة هذه صفة ملازمة لمعظم ضيوف التلفزيون ؟ ) دون أن يقول لهم احد كفى ! حرام عليكم فضحتمونا أمام العولمة !! ، ترى كيف يتركونهم هكذا يسرحون في اجسادهم يمينا وشمالا دون ان يشترط عليهم مخرج أو غيره طريقة افضل للجلوس بدلا من الطريقة السودانية العتيدة : جلوس المسترخي الغاطس حتى اذنيه ( احيانا ) في الكرسي الوثير ، هل هذا يحدث في اي فضائية اخرى؟ الى متى يا أمة الامجاد والماضي العريق؟ ! متى يكون مسموحا لنا طلب اخفاء الاوركسترا المصاحبة للمطربين في الفضائية ، وذلك بسبب ان الفضائيات الاخرى لم تعد تلتزم باظهارهم ( دائما وابدا ) كما نفعل نحن ، ونقترح بدلا من ملء الشاشة بهم ان نطلب منهم تخفيض صوت آلاتهم قليلا ، أو ان يقوم فنيو الصوت بهذه المهمة رغماً عنهم ، ليعطوا صوت المطرب فرصة ، باعتبار ان التلفزيون ( استديو ) يختلف تماما عن المسرح العام فلكل مقال مقام . وهل آن الآوان لأن تنجح مكالمات البث المباشر ، بدلا من حالات الاجهاض المتكررة والغالبة ، ففي المحطات الاخرى من النادر جداً ان تجهض مكالمة ، وأما عندنا فمن النادر ان تصدق وتتحقق ، ولا يعود ذلك الا لسوء تعامل المخرج او المذيع مع المشاركة أو ربما بسبب التشكيك المبدئي في منحى المحادث ! . ترى .. هل تحدث كل هذه المثالب بسبب الاحتكار ( الايديولوجي والسياسي ) للتلفزيون واعتماد الوساطات فيه خلال الفترة الماضية في ظل نقصان الكادر الحقيقي ؟ أم أن المشكلة تكمن فينا جميعا : البداوة والاعتقاد بأننا بألف خير حتى لو كان ما نملكه لا يساوى ما نظنه عن انفسنا ؟.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
أمداء .. ناس التلفزيون السوداني : مكانك سر ! | محمد عبدالقادر سبيل | 03-02-04, 12:31 PM |
Re: أمداء .. ناس التلفزيون السوداني : مكانك سر ! | Tumadir | 03-02-04, 01:17 PM |
Re: أمداء .. ناس التلفزيون السوداني : مكانك سر ! | ترهاقا | 03-02-04, 01:19 PM |
Re: أمداء .. ناس التلفزيون السوداني : مكانك سر ! | Dr.Abbas Mustafa | 03-02-04, 01:29 PM |
Re: أمداء .. ناس التلفزيون السوداني : مكانك سر ! | محمد عبدالقادر سبيل | 03-03-04, 11:23 AM |
Re: أمداء .. ناس التلفزيون السوداني : مكانك سر ! | Tumadir | 03-03-04, 12:02 PM |
Re: أمداء .. ناس التلفزيون السوداني : مكانك سر ! | محمد عبدالقادر سبيل | 03-03-04, 12:55 PM |
Re: أمداء .. ناس التلفزيون السوداني : مكانك سر ! | Tumadir | 03-03-04, 01:25 PM |
Re: أمداء .. ناس التلفزيون السوداني : مكانك سر ! | ali othman | 03-03-04, 01:21 PM |
Re: أمداء .. ناس التلفزيون السوداني : مكانك سر ! | Dr.Abbas Mustafa | 03-03-04, 02:27 PM |
Re: أمداء .. ناس التلفزيون السوداني : مكانك سر ! | theNile | 03-03-04, 06:16 PM |
Re: أمداء .. ناس التلفزيون السوداني : مكانك سر ! | Munir | 03-03-04, 11:15 PM |
Re: أمداء .. ناس التلفزيون السوداني : مكانك سر ! | Munir | 03-03-04, 11:23 PM |
Re: أمداء .. ناس التلفزيون السوداني : مكانك سر ! | نصار | 03-03-04, 11:36 PM |
Re: أمداء .. ناس التلفزيون السوداني : مكانك سر ! | محمد عبدالقادر سبيل | 03-06-04, 11:05 AM |
Re: أمداء .. ناس التلفزيون السوداني : مكانك سر ! | Munir | 03-06-04, 09:56 PM |
Re: أمداء .. ناس التلفزيون السوداني : مكانك سر ! | Dr.Abbas Mustafa | 03-06-04, 12:10 PM |
Re: أمداء .. ناس التلفزيون السوداني : مكانك سر ! | Munir | 03-06-04, 01:15 PM |
Re: أمداء .. ناس التلفزيون السوداني : مكانك سر ! | محمد عبدالقادر سبيل | 03-07-04, 09:48 AM |
Re: أمداء .. ناس التلفزيون السوداني : مكانك سر ! | Dr.Abbas Mustafa | 03-07-04, 12:44 PM |
Re: أمداء .. ناس التلفزيون السوداني : مكانك سر ! | محمد عبدالقادر سبيل | 03-08-04, 01:28 PM |
Re: أمداء .. ناس التلفزيون السوداني : مكانك سر ! | Munir | 03-21-04, 01:18 AM |
Re: أمداء .. ناس التلفزيون السوداني : مكانك سر ! | Hashim.Elhassan | 03-21-04, 07:26 AM |
Re: أمداء .. ناس التلفزيون السوداني : مكانك سر ! | Munir | 03-23-04, 09:50 PM |
|
|
|