|
Re: قضية الحرية الانسانية فى الفكر التراثي العربي الاسلامي (Re: elsharief)
|
غير ان النص القراني نفسه يهمل ايضا ما ظاهره نقيض ذلك... فهنالك ايات كثيرة كذلك يدل ظاهر منطوقها على عكس مايدل عليه ظاهر منطوق الايات الاخرى , الدالة على حرية الانسان ... نقراء هذه الاية فمن يريد ان يضله, يجعل صدره ضيقا حرجا , كانما يصعد فى السماء, كذلك يجعل الله الرجس على الذين لايؤمنون)(سورة الانعام الاية 125 هنا واضح ان لا ارادة للانسان فى هداه ولا فى ضلاله , بل الارادة كلها فى الحالين مرجعها الى الله وحده.. امام هذين الموقفين للنص القرانى, تتعقد الاشكالية من جديد... ومن هذه العقده الاخيرة يتخذ انقسام المواقف الاجتماعية والفكرية والايديولوجية, فى المجتمع العربى الاسلامى , نهجين مختلفين بل متناقضين:نهج القائلين بان الانسان مخير, مستندا الى الجانب الاول من النص القرانى, اى الجانب الذى يقف مع حرية الانسان... ونهج القائلين بان الانسان مجبر, مستندا الى الجانب الثانى من النص القرانى , اى الجانب الذى يقف ظاهره مع جبرية الانسان... يبدا اختلاف النهجين من نقطة الخلاف حول مفهوم العدل الالهي , من حيث علاقتة بمسؤولية الانسان عن افعاله. لكن المعركة الاجتماعية السياسية , ثم تطور المعركة الفكرية_الايديولوجية , حولا الاختلاف بين النهجين من هذه النقطة الى نقطة الخلاف حول القضية المركزية الجديدة , قضية الحرية الانسانية , كقضية قائمة بذاتها كادت تختفى علاقتها بقضية العدل الالهي.. ان هذا التحول يرجع الى اساس اجتماعى سياسى , هو بروز سلطة الخلافة الاسلامية , منذ استقرار العهد الاموي , كسلطة استبدادية مطلقة , بزعم كونها تمثل ارادة الله على الارض... فقد كان من منطق التسلط الاستبدادي المطلق ان يولد منطقا اخر معاضا له يخرج من صفوف الناس الذين ينالهم هذا التسلط بالظلم والاضطهاد , او الناس الذين يحملون صوت هؤلاء المظلومين المضطهدين. وانه لمن منطق الامور ايضا ان يكون سلاح المعارضين من جنس سلاح المتسلطين.. من هنا كان الاختلاف حول الحرية الانسانية , يتخذ من النص القراني سلاحه فى كلا طرفى الاختلاف , مادام النص القراني ذاته حمل كلتا وجهتى النظر المختلفتين , اى ما دام هناك نص مع حرية الانسان ونص مع جبرية افعاله... كان الجدل يدور على ما يقوله ظاهر كلا النصين القرانيين
|
|
|
|
|
|