باقان أموم قال إن إقامة الدولة الدينية يعني انهيار السودان!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 03:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-06-2008, 09:20 PM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 22958

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باقان أموم قال إن إقامة الدولة الدينية يعني انهيار السودان! (Re: صديق عبد الجبار)

    جني العزيز لك ولضيوفك كامل التقدير
    هذا جانب من ورقة بعنوان الدين والدولة
    للقانونى الضليع محجوب ابراهيم حسن كنت
    قد اوردتها في بوست سابق علها تثرى هذا
    الحوار ولى عودة.





    تلازم الدين والدولة بمنظور عقلي

    ان حتمية العلاقة بين الدين والدولة تتصادم مع البدهيات التالية :-

    1. لو كان الدين والدولة شأنين متلازمين لكان لزاما ان يقرر هذه الحتمية النص الديني الذى يرد المسلمون اليه امرهم حين يختلفون ، ولكان لزاما ان يحدد شكل ومضمون ومؤسسات الدولة .
    2. التلازم المزعوم يتصادم مع حقيقة ان الله قد استخلف الانسان على الارض لاعمارها ، وحقيقة ان الانسان ، من دون سائر المخلوقات ،هو الذى حمل هذه الامانة التى عرضها الله على السموات والارض والجبال فاشفقن منها وابين ان يحملنها .
    3. ان التلازم المزعوم يغلق الاسلام على المسلمين ويختزله في شكل او مكون سياسي يعادي غير المسلمين وينسف الاسس التى يقوم عليها الدولة القومية المعاصرة من وطن وجنسية .
    4. ان المجتمعات البشرية جاءت سابقة ، من وجهة تاريخية ووقائعية ، على الاديان . فقد نظم الناس انفسهم في مجتمعات اولا لمقابلة حاجات تاريخية قبل ان تنزل عليهم الاديان . ذلك انه مامن دين من الاديان الا ونزل او وجه بالضرورة الى مجتمع قائم سلفا ، بصرف النظر عن حظه من الرقي او التخلف . ولو كانت الاديان تؤكد ، حتى بمنظور ايماني وعقدي ، ان الدولة يصح ان تقوم استقلالا عن الدين وبجهد بشري خالص نزولا عند الحاح وضرورات الواقع التاريخي المعين .
    5. الاديان السابقة للاسلام ، باستثناء اليهودية التى قصرت الدين على " بني اسرائيل " فوحدت بين الدين والعنصر او العرق ، لم توجب او تفرض انشاء دول على اساسها ، اي انها جاءت اديانا محضة . ولو كان الدين لازما لزوما مطلقا لاقامة الدولة او كانت الدول لازمة لزوما مطلقا لاقامة الدين لما جاءت الاديان كما جاءت ووقتما جاءت .
    6. بمفهوم عقدي اساسه القرآن والسنة فإن الاديان الاخرى هي جزء وبعض من الاسلام الذي يزعم زاعمون انه دين ودولة ، فكان منطقيا وحتميا ان يكون كل منها دينا ودولة ، لكنها لم تكن كذلك فلماذا يصير الاسلام وحده ، والذى هو جماعها ومحصلتها النهائية ، دينا ودولة ؟ واذا كان تلازم الدين والدولة خيرا مطلقا ، كما يزعمون ، فان حرمان معتنقي الديانات السابقة للاسلام من هذا الخير واختصاص المسلمين به على سبيل الحصر هو منطق لايجد قبولا عند من يؤمنون بأن العدالة الالهية ضرورية لا جائزة ، مطلقة لا نسبية . فإذا كان ماتم لاسباب تاريخية راعت فيها السماء مقتضيات زمان ومكان كل مرحلة ، فذلك ينطبق ايضا على علاقة الاسلام بالدولة ، بمعني ان العلاقة بين الاسلام والدولة هي ، مثلها مثل العلاقات بين الاديان الاخرى والدولة ، علاقة تاريخية وليست عقدية على سبيل الدوام . ذلك ادعى لإتساق اديان الله وسننه .
    7. اذا كان الرسول المعصوم ( ص) هو مؤسس الدولة الاسلامية الاولى ، فانه يلزم ، بمنطق القائلين بالتلازم بين الدين والدولة ، ان تكون تلك الدولة التى اسسها الرسول ( ص) على صحيفة المدينة المثال والنموذج وهي الدولة المعيارية عند المسلمين في كل زمان ومكان . هذا المنطق تدحضه حقيقة ان دولة المدينة ، اذا سلمنا بانها دولة بالمفهوم العصري ، قامت ولما يكن الدين قد اكتمل بعد ، اي انها لم تقم ، في اول اطوارها على اقل تقدير ، على كامل الدين ، الامر الذي يعني ان الدولة المنشودة يمكن ان تقوم على دين جزئي او ناقص . ولما كان النقصان يشمل الجزئي والكلي ، فإنه يصح القول ان الدولة يمكن ان تكون استقلالا عن الدين .
    8. اذا كانت دولة الرسول ( ص ) حتى يوم وفاته هي الدولة الاسلامية المثلى ( النموذج ) ، باعتبار منشئها ( الرسول ) متصلا بالسماء عن طريق الوحي ، فان هذا يعني لزوما ان تقف اي دولة اسلامية لاحقة لها عند حدودها لا تتعداها بحسبانها تدبيرا وتنظيما ربانيا . لكن الدولة ظلت اسلامية حتى نهاية الخلافة الراشدة بما طرأ عليها من تطور مغاير ملحوظ قام على معطيات الدولتين الفارسية والبيزنطية ايام عمر ، فتعدت بذلك حدود دولة الرسول تأسيسا على معطيات بشرية خالصة ، ثم تطورت ، تأسيسا على عطاء بشري وضرورات تاريخية ، فاتخذت اشكالا ومضامين ونهجت مناهج مغايرة منذ قيام الدولة الاموية وحتى نهاية الخلافة الاسلامية .كل ذلك ، منظورا اليه في ضوء حقائق ان الدول الاسلامية التى اقامتها جماعات الاسلام السياسي المعاصر في ايران والسودان وافغانستان قد قامت على نمط منقطع الصلة بنمط دولة الرسول في اطوارها كافة وبنمط دولة الخلافة الراشدة والدولة العباسية والاموية والفاطمية والعثمانية الخ .......، يعني ان الدولة التى تريدها جماعات الاسلام السياسي على اساس ان الاسلام دين ودولة لاتقوم بالضرورة على مثال او نموذج محدد ، ويعني غياب الاساس المعياري للدولة الاسلامية المنشودة ( دين ودولة ) . وفي غياب الاساس المعيار ومرجعية النموذج ، فان شعــــار " الاسلام دين ودولة " يغدو شعارا خاويا وغير ممكن تحقيقه على نحو يلقى الاجماع عليه .
    9. اذا كانت دولة الرسول ( ص) حتى وفاته وانقطاع الوحي هي الدولة المثال الاوحد والنموذج الحصري التى جسدت شعار " الاسلام دين ودولة " ، فان الالتزام بنموذجها او العودة اليها ، بصرف النظر عما يقتضيه ذلك من قيام رسول على راس الدولة المأمولة ، يعني ان نلغي عطاء دولة الخلافة الراشدة فيما خالف المثال وان تلغي كل عطاء الدولة الاسلامية بعد صيرورتها ملكا عضوضا يورث ، وان تقف عند دولة الرسول لانتعداها بما يعنيه ذلك بالضرورة من رفض تام لجل عطاء البشرية في الميادين كافة ، والسياسة والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية ......الخ حتى يومنا هذا والى يوم الدين . ان استحالة تحقيق هذا تقتضى القول ، بالتبعية ، ان شعار " الاسلام دين ودولة " ، بالمضامين التى تتحدث عنها جماعات الاسلام السياسي المعاصر ، مستحيل التحقق في واقع اليوم .
    10. اذا كانت الخلافة الراشدة قد التزمت جوهر الدولة المثال ثم اضافت اليه الكثير مما اقتضه حاجات زمانها ومكانها وواقعها ، فانه يصح القول ان مضمون الدولة القائمة على الدين هو مضمون بشري في جزء كبير منه وليس إلهيا خالصا . فاذا جاز ، في اطوار قديمة ، ان يعبر عن شعار " الاسلام دين ودولة " بدولة ذات مضامين بشرية خالصة في حدود غايات ومقاصد الحق والعدل والخير .
    11. حقيقة ان الرسول ( ص) ظل يدعو للاسلام بمكة لثلاث عشره سنة دون ان تنطوي السور المكية على اية سورة او آية توجب عليه اقامة دولة على اساس الدين او على اي اساس اخر ، ودون ان يقيم هذه الدولة اصلا او يقول بذلك ( السنه العملية والسنة القولية ) تعني ان الظروف الذاتية والوضوعية لاقامتها لم تكن قد نشأت بعد ، وتعني ان قيانها مشروط بتوافر هذه الظروف التى لم يتطرق النص الديني الى ذكرها صراحة او ضمناً . هذا يعني ، بالضرورة ، ان علاقة الدين بالدولة هي علاقة تاريخية جائزة وليست علاقة ضرورية وملازمة .
    12. هجرة الرسول ( ص) الى المدينة فرضتها ظروف اضطهاد قريش للمسلمين وتبييتهم النية لقتل الرسول على نحو مابينته السيرة . مؤاخاة الرسول ( ص) بين المهاجرين والانصار ثم تنظيم مجتمع المدينة على نحو ماجاء في بالصحيفة فرضته ظروف مابعد الهجرة ولم يفرضه نص ديني . هذا يعني ان كل ماتصل بدولة المدينة كان نتاجا لظروف تاريخية ، وكان جائزا الا يحدث ماحدث لو كانت الظروف مغايرة . اذن فإن علاقة الدولة الاسلامية التى اقامها الرسول هي علاقة تاريخية جائزة واحتمالية وليست ضرورية او حتمية .
    13. ان كافة الاشكال والمضامين التى نطوت عليها الدولة الاسلامية بعد وفاة الرسول ، سواء كانت دولة الخلافة الراشدة او الدولة القبلية ( الاموية والعباسية وماتلاهما) نجمت ، بالضرورة ، من ظروف تاريخية كان لابد ان تستجيب لها ، خاصة والوحي قد انقطع . وكان جائزا ومحتملا الا تقوم حروب الردة والا تحدث الفتوحات او اي من الاحداث التى اقتضتها ضرورات المحافظة على الدين والدولة وحمايتها او التوسع والحفاظ على الملك ، وكان من الجائز ، تبعا لذلك ،ان تختلف اشكال ومضامين الدولة الاسلامية لو كانت الظروف غير الظروف والاحداث والواقعات غير الاحداث والواقعات . ولهذا فإنه يصح الخلوص الى ان علاقة الدين بالدولة الاسلامية كانت علاقة تاريخية ولم تكن علاقة ضرورية حتمية .
    14. حقيقة ان الدول قد جاءت سابقة على الاديان من جهة وقائعية وتاريخية ( وليست مفهومية ) تعني ان الله قد اعطى الانسان ، من حيث هو انسان ، القدرة على تدبير وتنظيم شئون السياسة والاقتصادية والاجتماعية استقلالا عن الدين ، وتعني انه قد وهبه القدر اللازم من المعرفة لاقامة الدولة استقلالا عن المعرفة الدينية . وقد جاء النص الديني ذو الصلة مصداقا لهذا المنطق ، اذا قال تعالى " انا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان مظلوما جهولا " . وقال :- " اقرا وربك الاكرم الذى علم بالقلم علم الانسان مالم يعلم " ( ارجــو التوقف عند كلمة " الانسان" ) . وقال :- " وشاورهم في الامر " " وامرهم شورى بينهم " ( الامر هو الحكم وشئون الدولة ) وقال ( ص) " ماكان من امر دينكم فخذوه عني وماكان من امر دنياكم فأنتم اعلم به " . خلاصة ماتقدم ان الدولة ضرورة زمنية تلبي وفقا لمقتضيات الزمان والمكان ، على حركيتها وتغيرها ، وليست ضرورة دينية ، على ثبات اصول الدين وعدم استجابتها لاحداث التاريخ المتغيرة على الدوام .
    15. الخلاف المذهبي الحدي حول الدولة والامامة ، بين الشيعة ( من اركان الدين وقصرا على نسل فاطمة ) والمذاهب السنية ( من فروع الدين وفقهياته ) من جانب ، وبين اهل السنة واهل السنة ( خلافة ام امارة ام رئاسة ، بالبيعة ام بالانتخاب ، بالتداول ام مدى الحياة ، في قريش ام للمسلمين كافة ) من جانب اخر ، ينفي الاجماع اللازم على مسائل هي من اساسيات وجوهر الدولة المتلازمة مع الدين مما يسوغ القول ان هذه الدولة تتشكل وتنطوي على مضامين متعددة ومتباينة الى حد التصادم والتنافر برؤى بشرية في غالبها الى حد استحالة الاستيقان من ماهو إلهي فيها . ان تأثر الدولة المزعومة بالصراعات السياسية والمذهبية في مختلف مراحلها واطوارها يعني انها تفتقر الى البعد الالهي فيها الذى هو بعد ثابت جوهر بطبيعته لا عرض متغير ، ويعني انها نتاج التاريخ وليست فرضا اوواجبا دينيا . ولعل هذا مايفسر لنا التباين البالغ الشدة بين الدولة الدينية المعاصرة في ايران ( شيعية امامية ثورية اصولية ) . والدولة الدينية في السودان ( سنية انقلابية بوليسية فوضوية ) ، والدولة الدينية في افغانستان ( هلامية متبدلة متقاتلة ) . ولعله يفسر لنا لماذا جاءت الدول الاسلامية المعاصرة خالية من قيم الدين ، بل مستوية على قيم تناقضها كل التناقض . ان كل ماتقدم يفضي الى يقين بأن علاقة الدين بالدولة الاسلامية ، في مختلف عصورها واشكالها ومضامينها ، كانت علاقة تاريخية جائزة لا الهية ضرورية .
    16. على افتراض ان النصوص التى يستند اليها القائلون بأن الاسلام دين ودولة هي نصوص قطعية الثبوت والدلالة ( هي ليست كذلك يقيناً ) ، فان هذا لايعني ، بالضرورة ، ان الاحكام والقواعد التى انطوت عليها ذات النصوص تطبق في كل الاحوال وفي كل زمان ومكان بغض عن الظروف . فقد كانت آيه مصارف الزكاة ومازالت وستظل نصا قطعي الثبوت والدلالة ، ومع ذلك فان عمر بن الخطاب قد اقفل مصرف " المؤلفة قلوبهم " بإعتبار حكمه حكما موقوتا بضعف الاسلام يسري ما استمرت حالة الضعف ولا يسري اذا زالت وقوى الاسلام ( اي ان الحكم كان مشروطا بضعف الاسلام ولم يكن مطلقا ) . من هنا يمكننا القول ان النصوص المذكورة ربما قد تكون وجهت الى العرب بسبب الظروف التاريخية والاجتماعية والثقافية والحضارية التى كانت سائدة وقت نزولها فجاء حكمها مشروطا بإستمرار ذات الظروف موقوتا بها متغيرا بزوالها ولم يجيء مطلقا يقيد الناس الى يوم الدين ، مثلها مثل حكم مصارف الزكاة ( المؤلفة قلوبهم ) حكم الغنائم وحد السرقة ..... الخ .
    17. قواعد تفسير وتأويل النص الديني وضع وتدبير بشري ألجان المسلمين اليه الحاجة الى فهمه لانه لاينزل مفسرا . وفهم النص الديني سواء قام على هذه القواعد او لم يقم عليها هو فهم بشري يتأثر بالبيئة التاريخية ( الزمان والمكان ) كما يتأثر بأهواء الناس وميولهم . والفهم البشري ليس معصوما وليس مقدسا . ولهذا فإن فهم الداعين الى شعار " الاسلام دين ودولة " للنصوص الدينية التى يستندون اليها قد يكون صحيحا وقد لا يكون ، اي ان تفسيرهم للنص الديني هو امر جائز ، فلا يسوغ ، تبعا لهذا ان يقال انه صحيح صحة مطلقة او خاطيء خطأ مطلقا ، وانما الصحيح ان يقال ان احتمالي الصواب والخطأ يردان عليه . والخلاصة ان الفهم البشري للنص الديني لا يجب ان يعطي قدسية النص ذاته والزاميته وانما ينبغي ان يؤخذ على انه اجتهاد لا يقيد احدا .

    الدين والدولة في فكر الاسلام السياسي والمعاصر

    مثلهم مثل الخوارج فيما سلف سرده من فكرهم الذى ولده صراع مرير على السلطة بعد مقتل عثمان ، ذهب مفكرو ومنظرو الاسلام السياسي المعاصر الى القول بحاكمية الله في شئون الدولة وجعلوا نظام الحكم دينيا خالصا وشأناً إلهيا صرفاً فقننوا للسلطة الدينية والاستبداد والقهر ، كما قننوا لحماية نظم الحكم الثيواقراطية بهدف استبقائها في السلطة على سبيل التأبيد ومحق خصومها واستئصالهم ماديا ومعنويا ، تماما كما فعلت الدولة الاموية والدولة العباسية وغيرهما على مدى تاريخ الخلافة الاسلامية بعد صيرورتها ملكا عضوضاً .

    فأنت تقرأ المودودي يقول بالصوت العالي : ان الله معبود بالمعاني الدينية " وسلطان حاكم وحده بالمعاني السياسية والاجتماعية . وهو لم يهب احدا حق تنفيذ حكمه في خلقه ...... وان الانسان لاحظ له من الحاكمية اطلاقا .......وان الاساس الذى ارتكزت عليه دعامة النظرية السياسية في الاسلام ان تنتزع جميع سلطات الامر والتشريع من ايدي البشر منفردين ومجتمعين .." ومثل المودودي يذهب سيد قطب الى حد المطالبة " بإزاله " مملكة البشر ... ورد سلطان الله اليه من مغتصبيه من العباد ..... إلغاء القوانين التى سنها البشر لتسود الشريعة الالهية وحدها .... " كانت هذه انتهاءات لابد ان ينتهي اليها طرح هلامي لمسألة الدين والدولة ، مسرف في غيبيته وتطرف يستحيل ان يتحقق من وجهة عملية لانه لا يتحقق الا على انقاض ما هو قائم و لانه غير عملي البتة . ولا ريب ان فكر المودودي قد تأثر كل التأثر بالظروف الخاصة لإسلام شبة القارة الهندية ، وان سيد قطب قد تأثر كل التأثر بنكبة الاخوان المسلمين في الخمسينيات و الستينيات وبما طاله هو شخصياً من معاناة وابتلاءات .

    هذه الحقائق تبرر القول بأن هذا الفكر المعاصر جاء في مجمله ردة فعل على ظروف واوضاع خاصة بمن طرحوه جعلتهم يستدعون فكر الخوارج ويزيدون عليه تطرقاً وتزمتاً ، او انه جاء تعبيرا عن تقليد احتجاجي عنيف شكل مسار المعارضة في الدولة الاسلامية منذ مقتل عثمان وحتى نهايتها لظروف قد تقارب في شدتها الظروف التى عاشها هؤلاء ، خاصة سيد قطب ومن ساروا على دربه .

    ولاريب ان جماعات الاسلام السياسي المعاصر استدعت " الاسلام دين ودولة " لتسوق دعوتها غير العقلانية لاقامة الدولة الدينية التى تتوحد فيها السلطتان الزمنية والدينية في يد تنظيماتهم للانفراد بالسلطة الى الابد .
    والواضح ان الطرح على هلاميته قائم اساسا على تصور بشري خالص لنظام سياسي بعينه ، الامر الذي يسوغ رفضه لهذا ولاستحاله تطبيقه ولانه لا احد يعرف كيف تقام " مملكة الله على ارضه " .

    وبالنسبة للمتأمل فإن الدعوة كلها لاتعدو ان تكون دعوة الى تطبيق الشريعة الاسلامية ، بمفهوم هذه الجماعات ، على وجه يضمن لهم جهازا قمعيا فعالا لحماية سلطتهم السياسية
    ( أرجـــو الرجوع الى الاوراق المرفقة – مرفق 1 ) .


    الاشكاليات

    يثير القول بعلاقة الدين بالدولة علاقة ضرورية اشكاليات وقضايا لا قبل لاي مجتمع مدني بإيجاد اي حلول في اطار طبيعته المدنية ودون قهر وعنف شديدين ومصادرة قمعية قسرية لحقوق الناس كافة .

    حقوق الانسان التى انطوت عليها المواثيق والعهود الدولية والاقليمية لا تجد مكانها في نظام الدين والدولة لان حاكمية الله تبرر تماما تجاوز واحتقار هذه المواثيق لانها من صنع البشر . وفي هذا الاطار تندرج قضية حقوق غير المسلمين وحقوق المرأة وقضية الديمقراطية والتعدية وتداول السلطة والحريــات العامة........ الخ ( أرجـــــو الرجوع الى المرفق 2 ) . في هذا الشأن .

    ويظل هناك اشكال العلاقات الخارجية التى تقوم ، وفقا لفهمهم القاصر ، على اساس نظرية " دار الاسلام " و " دار الحرب " التى تفرض على الدولة الاسلامية ان تكون في حالة استنفار دائم لحرب قائمة او ستقوم بينها وبين بقية العالم الكافر ( دار – الحرب ) ، وان تخضع لسلطاتها المسلمين في دار الحرب وان كانوا من مواطني تلك الدار . كل ذلك استنادا الى فهم مغلوط لحديث الرسول ( ص) " امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا الا اله الا الله . فإن قالوها عصموا عني دماءهم واموالهم " .

    ان الاشكاليات التى تطرحها دعوة " الاسلام دين ودولة " لاسبيل الى حلها اطلاقا ولا قبولها من اي مجتمع متحضر ، وهي في محصلتها النهائية لا تعدو ان تكون تصورات بشرية لكيفية وصول جماعاتهم الى السلطة والاقامة فيها على سبيل الاستيطان الابدي ، وليس فيها قبس رباني ولا شأن إلهي ، وهو ما يؤكد ماتوصلنا اليه من رأي بأن العلاقة بين الدين والدولة علاقة تاريخية لا علاقة ضرورية








                  

العنوان الكاتب Date
باقان أموم قال إن إقامة الدولة الدينية يعني انهيار السودان! jini07-02-08, 11:31 PM
  Re: باقان أموم قال إن إقامة الدولة الدينية يعني انهيار السودان! Omer Abdalla Omer07-03-08, 00:11 AM
    Re: باقان أموم قال إن إقامة الدولة الدينية يعني انهيار السودان! jini07-03-08, 00:44 AM
      Re: باقان أموم قال إن إقامة الدولة الدينية يعني انهيار السودان! SANAA SABIR07-03-08, 01:07 AM
        Re: باقان أموم قال إن إقامة الدولة الدينية يعني انهيار السودان! محمد فرح07-03-08, 01:36 AM
          Re: باقان أموم قال إن إقامة الدولة الدينية يعني انهيار السودان! SANAA SABIR07-03-08, 03:38 AM
            Re: باقان أموم قال إن إقامة الدولة الدينية يعني انهيار السودان! صديق عبد الجبار07-03-08, 06:20 AM
              Re: استمرار الدولة الدينية يعني انهيار السودان! Yasir Elsharif07-03-08, 09:02 AM
                Re: استمرار الدولة الدينية يعني انهيار السودان! Murtada Gafar07-03-08, 09:47 AM
                Re: استمرار الدولة الدينية يعني انهيار السودان! صديق عبد الجبار07-03-08, 11:37 AM
                  Re: استمرار الدولة الدينية يعني انهيار السودان! Yasir Elsharif07-03-08, 09:29 PM
                    Re: استمرار الدولة الدينية يعني انهيار السودان! jini07-04-08, 02:07 AM
                      Re: استمرار الدولة الدينية يعني انهيار السودان! صديق عبد الجبار07-04-08, 06:00 AM
                        Re: استمرار الدولة الدينية يعني انهيار السودان! يحي ابن عوف07-04-08, 06:24 AM
                        Re: استمرار الدولة الدينية يعني انهيار السودان! Yasir Elsharif07-04-08, 11:12 AM
                          Re: استمرار الدولة الدينية يعني انهيار السودان! صديق عبد الجبار07-04-08, 03:30 PM
                      Re: استمرار الدولة الدينية يعني انهيار السودان! Yasir Elsharif07-04-08, 11:25 AM
  Re: باقان أموم قال إن إقامة الدولة الدينية يعني انهيار السودان! jini07-04-08, 01:50 PM
  Re: باقان أموم قال إن إقامة الدولة الدينية يعني انهيار السودان! تبارك شيخ الدين جبريل07-04-08, 09:41 PM
  Re: باقان أموم قال إن إقامة الدولة الدينية يعني انهيار السودان! تبارك شيخ الدين جبريل07-04-08, 09:47 PM
  Re: باقان أموم قال إن إقامة الدولة الدينية يعني انهيار السودان! Yasir Elsharif07-04-08, 11:16 PM
    Re: باقان أموم قال إن إقامة الدولة الدينية يعني انهيار السودان! صديق عبد الجبار07-05-08, 06:59 AM
  Re: باقان أموم قال إن إقامة الدولة الدينية يعني انهيار السودان! jini07-05-08, 00:20 AM
  Re: باقان أموم قال إن إقامة الدولة الدينية يعني انهيار السودان! Zakaria Joseph07-05-08, 06:40 PM
    Re: باقان أموم قال إن إقامة الدولة الدينية يعني انهيار السودان! صديق عبد الجبار07-05-08, 11:24 PM
      Re: باقان أموم قال إن إقامة الدولة الدينية يعني انهيار السودان! عماد موسى محمد07-06-08, 01:29 PM
        Re: باقان أموم قال إن إقامة الدولة الدينية يعني انهيار السودان! صديق عبد الجبار07-06-08, 10:15 PM
  Re: باقان أموم قال إن إقامة الدولة الدينية يعني انهيار السودان! تبارك شيخ الدين جبريل07-06-08, 05:14 PM
    Re: باقان أموم قال إن إقامة الدولة الدينية يعني انهيار السودان! عبد الواحد أبراهيم07-06-08, 07:07 PM
      Re: باقان أموم قال إن إقامة الدولة الدينية يعني انهيار السودان! صديق عبد الجبار07-06-08, 08:47 PM
        Re: باقان أموم قال إن إقامة الدولة الدينية يعني انهيار السودان! بدر الدين الأمير07-06-08, 09:20 PM
  Re: باقان أموم قال إن إقامة الدولة الدينية يعني انهيار السودان! Yasir Elsharif07-07-08, 03:22 PM
    Re: باقان أموم قال إن إقامة الدولة الدينية يعني انهيار السودان! jini07-07-08, 04:38 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de