كيف نقرأ إبراهيم اسحاق! // غسان علي عثمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 01:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة منصور عبدالله المفتاح(munswor almophtah)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-30-2014, 11:46 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كيف نقرأ إبراهيم اسحاق! // غسان علي عثمان


    في سيرة الكاتب (القضّام)..
    كيف نقرأ إبراهيم اسحاق!
    غسان علي عثمان
    [email protected]

    هل هذا مقال في النقد الأدبي؟ لا أدري، وقد يكون مقالاً في فلسفة القراءة، هذا إن كان يوجد في عالم المعرفة شيء لا يملك فلسفته الخاصة، وهذا أيضاً سؤال مشروع، ما نكتبه ليس شغوفاً بالتدبير نحو عراقته في جنس كتابي محدد، وهذه من آفات التحليل التي نعيش، فطالما كتبت فأنت ملزماً بأن تكتب داخل نسق محدد، وهذا ما يسمى بالمدرسية، وهذه الطريقة مريحة للناقد والقارئ، فهو يستعيض عن ملكته في المعرفة بحس مستلف لصالح نص لم يقرأه بعد، وأصدر بيانه الختامي تعثراً مجانب له، وفي حالة اسحق فإننا أمام نصوص ذات طابع مستوفي شروط الخروج عن مزاجية الناقد السوداني مشرقي الهوى، ذلك أنه قد تركب الذهن الثقافي في مشهدنا هنا على أولوليات ابداعية صح انتسابها للقبيلة النقدية المتعصبة لمعنى واحد في صالح الرواية والشعر والتاريخ، نظّرت هذه المعرفة ضد معاني اسحق بل وما ادخرت تترفع عن النص بمعية أوهام وسذاجات مُحللها أريب مفخخ الوجدان، سقيمه، وجدير القول في اسحق ممثلاً للأزارقة الخوارج في دولة الأدب السودانية، فسلطان النقد لدينا أحدب الظهر عالي الصوت، مؤدب فيما لا يؤرقه، ثرثار فيما يخص نصف كلمة، ومشهد واحد من حوار لا يخصه، وإن اتفقوا على نسبته إليهم. وشاهدهم المثير لمن هم اسحق (الرجاء النباح خارج الحلبة)..!
    عنده لا محالة انت مختطف وملقى في وادي بلا صدى، رهينة عوالم مشحونة بالمُغيب والمحذوف، عوالم سعاتها حراسها من المجذومين والمتربصين بالدخلاء قتلاً فيهم بلا إلا ولا ذمة، مشكلتهم تتلخص في كراهية الممكن، وتقديس الواجب حد نحر الكلمة وامتصاص الحرف تشقيقاً له ليعبر عن فضاءات تخص اسحق وحده، عمل على مسح تراب الاستشراق عنها وتقديمها لمن يخشى أكثر، ليقول لنا: ها هنا كانت خيام قبيلتي.. إنها كتابة تقترب من الزخرفة ضنينة بمدلولها محتفظة بدماء جافة لمجاز قار في صلب؛ صلب المعنى، الرجل مكتشف بلا مزاعم، جواس وقد يكون جاسوس للماضي مفتشاً عنه بين آخر حبة رمل احتضنت مضارب قبيلة اقتلعت عنوة آخر ذكرياتها هاهنا مبيتاً في حضن الغرباء الاستيطانيين، ستستمتع تجاه نصه متعة للعين ولذة للروح بقدر ما تملك من دهشة يغذيها فساد الضمير؛ الضمير السوداني جلدة وهيئة، كأنه يملك ذاكرة ممنهجة على طرد القادم، انه تقدير للمكان في أجلى صوره، وكم أمر سنعده غريباً لو اعتقدنا لوهلة بأن اللغة في الرواية أو الشعر وظيفتها تقتصر على التواصلية، من قال ذلك! وإن قيل فهو ضرب من اللامعرفة بقواعد السلطة والضمير، اللغة في أي نص هي لب روحه، هي جوهريته ووظيفتها الاستيلاد الحلزوني طور فوق طور، لتسمح للنص بالخلود، وللمعنى بالالتحام مع مجالات قادمة فيها الجمالي والوجودي والمؤذي، وإلا قل لي كيف نفهم (ماركيز وأمادو والليندي...ألخ) إن كنا نجهل لغتهم الأصيلة التي فهموا بها ظاهرتهم الاجتماعية وصدروها، أننا نعايشهم ونعاشر أفكارهم دون قربان يذكر أو بطريقة غير قانونية، فقط ندخل إلى كهفهم من التخيل عبر بوابات لغتنا، فاللغة مسئولة عن صناعة الأفكار وليس العكس، أتأتي وتقول اكتب بلغة افهمها أنا؟ يا راجل..!
    بين حالتين تجسد عنف اللغة في واقعنا، الأولى قاموسنا من فتات بن منظور المنحول، وتآليف العربنة عبر السوق، والخدعة محل التوهم، ومصداق هذه الحالة عاميتنا التي تولت أمر تدشين افصاحها عبر التمسك أكثر فاكثر بخمر الأجداد وتقاليعهم السلطانية في توقير التاجر مُزينة حضوره غريب حكيم، دوره أن يسمح لهم بالتعامي عن حاجات الناس، يفعلون ذلك وفعلوه رغم الفقر وعمارة الكسل التي خلفوها، لغة فرت من سجن لتسكن وتساكن حقيقة الطبيعة الاجتماعية لنا هنا وفي دارفور والنيل الأبيض والأزرق، جسدنا الذي تمزق فوق الأيديولوجيا، والثانية اقتناع الرجل بأنه يمثل (فضائح الباطنية) الثقافية، فداخل مجتمعنا الثقافي حُراس رابضين فوق القلعة يذيعون للناس بيانات المدرسة المشرقية في الجدال المبطن، مدرسة فاعلها مأزوم، واسحق فعلها لأجل الحماية من التمشرق المداخل لنا دون اذن، ما يحكيه اسحق ينحبس في حلق مشارقتنا من الكتبة والقانونيين في الأدب، فيصرخون: لم نفهم، لم نفهم، عنكم ..، فأنا لست معلماً للغة العربية المنحولة، وليس من مسئوليتي افساح مكان للحقيقة بنية أقلامكم المشتغلة نقداً كحياكة العنكبوت ابداع في التخطيط لأجل ايقاع الفريسة في شرك الجمال، والاستمتاع بلحمها ودمائها ولبنها وأجنحتها صريعة عند المُسبق والمعقود.. فكان أن منحوه صك خلود بميتات متعددة، هم كالكهنة يطلبون من المؤمنين تعليق أجراس فوق صدر الآلهة وتقديم أمنية، والانصراف لحال سبيلهم، فالأجراس تبقى على حالها ولا الأماني ممكنة، فقط انتحال لحالات اليقين عند من فقده، والرجال الحراس حالهم من التطفف وانعدام الذمة شهيد، ففضل منازلتهم عبر فضحهم وكشف زيف مشرقيتهم، بأن وضع في نهاية كل ما يكتب ما يسميه حواشي، واسميه أنا شواهد قبور غيبتنا عن ذاتنا.
    وجدير بأن لكل كاتب اسطورته الخاصة، والتي يٌخلق منها شخوصه ويخترع حواراته بين كائنات بالمطلق خلفتها أوعيته الذاتية من ملاحظات وتدبر واستنطاقات وأزمات، وأفكار متوحشة اخرى هي مشاع نتفلسف به لصالح ما نسميه نصاً أدبياً بين دفتي كتاب، فالكتاب كالفئران تندس بين جنبات حوائطنا تسترق السمع وتدون، ترمقنا بعيون دقيقة حذرة، شديدة الشره لكائنات في رأيها بنت بيوتاً عالية وبوابات صادة عجزت عن تحديد اقامتها، والكاتب ملء السمع من يمارس هواياته الليلية يسجل معائبنا ويسرد لذاته حكايات اليوم والأمس وغداً، فيعتدل في جحره كامناً في خلو للحركة فتلك القلعة المصممة على قهر الغزاة من الجبابرة تموت كل ليلة ويخر ساكنيها صرعى لفراغ في يومهم لم يحسنوا توظيفه، فقط الكتاب من يملكون حق النقض والاستعانة بالمعقول والمؤسطر، ينسجون حكايتهم بنفاق قانوني، ويطلقون على ألسنة من يراقبونهم دوماً ما يشاؤون من عبارات وقذارات، يعيدون تركيب الجسد بحرفية بوذية تصنع الروح ثم تختار من يسكنها، ويلبسونهم تصنيفاتهم الخاصة، فذاك مشغول بالتلصص على حضائن غيره، وأخرى مسكونة بالخنوع شديدة اللذة، فالكاتب شاذ اجتماعي طالما أنه يعرف قيمة الوقت وتجليات اللااستهلاك، ذلك أن لكل كاتب أسئلته واجاباته المضمنة فيها، فدورهم (الكُتاب) أن يلعبوا دور الشبلي أمام مصلوبه، وفيه انهم مراقبون مجانيون يعتقدون في أدوار خفية تلزمهم الصمت المؤقت، والدعابة الساذجة، والاشارة المجانية، وفوق ذلك يمتنعون عن المعركة ليقولون:(ألم أنهك عن العالمين!).. يا (كتابنا الفئران) أعيدوا قراءة من هم اسحق..
                  

العنوان الكاتب Date
كيف نقرأ إبراهيم اسحاق! // غسان علي عثمان munswor almophtah04-30-14, 11:46 PM
  Re: كيف نقرأ إبراهيم اسحاق! // غسان علي عثمان munswor almophtah05-01-14, 09:16 PM
    Re: كيف نقرأ إبراهيم اسحاق! // غسان علي عثمان munswor almophtah05-01-14, 09:56 PM
      Re: كيف نقرأ إبراهيم اسحاق! // غسان علي عثمان munswor almophtah05-02-14, 04:02 AM
        Re: كيف نقرأ إبراهيم اسحاق! // غسان علي عثمان هاشم احمد ادم05-02-14, 08:05 AM
          Re: كيف نقرأ إبراهيم اسحاق! // غسان علي عثمان munswor almophtah05-02-14, 11:59 PM
            Re: كيف نقرأ إبراهيم اسحاق! // غسان علي عثمان هاشم احمد ادم05-03-14, 07:02 AM
              Re: كيف نقرأ إبراهيم اسحاق! // غسان علي عثمان munswor almophtah05-03-14, 06:45 PM
                Re: كيف نقرأ إبراهيم اسحاق! // غسان علي عثمان munswor almophtah05-04-14, 06:08 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de