دراسات نقدية : عادل القصاص..( مجموعة لهذا الصمت صليل غيابك)
إن القصة السودانية القصيرة استطاعت ان تضع سؤالها الكبير.. حينما حاولت ان تربط ما بين الذات والموضوع بشكل صحيح. فلم تلغ الذات على حساب الموضوع كما لم تلغ الموضوع على حساب الذات. ومن خلال منهج ظاهراتي يؤسس حواراً ما بين الذات والموضوع.. الواقع والانسان.. اخذت تطور من ادواتها وان تضع على طريق البحث الفني السليم.
فلم تعد القصة الجديدة هي محاكاة للواقع.. ولا مرآة يرى فيها القاص ذاته بمعزل عن كل المشهد الإجتماعي.. فكان ان ظهرت قصة واقعية جديدة. مستندة على السرد الشعري، على اعتبار ان الشعرية هنا هي موقف رؤيوي شامل لحقائق الحياة الإجتماعية.. فم تعد هي «القصة» لغة مهومة بلا مضمون وبلا رؤية موضوعية شاملة.
04-19-2008, 10:05 AM
Ahmed musa
Ahmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669
دراسات نقدية : عادل القصاص..( مجموعة لهذا الصمت صليل غيابك)
وبمثلما نجح الشعر السوداني الحديث في تأسيس منظور فلسفي ومفهومي بداية بمدرسة الغابة والصحراء.. ثم قصيدة النثر التي تتأسس الآن وبمثلما اجتهدت حركة التشكيل في تأسيس مفاهيم لفن التشكيل ذات ارتباط بالهوية بالثقافية السودانية فكذلك نحجت القصة القصيرة السودانية في تأسي اطرها واتجاهاتها الفلسفية التي انجزتها عبر ما نسميه الآن بالواقعية الشعرية. ولعلنا من هذه النقطة نستطيع ان نتبين مركز انطلاقتها الى آفاق ذات نوافذ متعددة حينما يطل من هذه النوافذ كتاب قصة كثيرون لهم اضافاتهم المقدرة الى جانب عادل القصاص.
04-27-2008, 04:03 PM
Ahmed musa
Ahmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669
وردتني رسالة إلكترونية من المخرج الجميل عبدالمنعم إبراهيم أو (منعمشوف) كما نحب أن نناديه ..... إستمتعت بها أولاً .... بكلماتها بترتيبها .... وبمعانيها ..... إيفاءاً بوعد سابق ومشفوعة بوعد تالي بالمواصلة ..... لجمالها فكرت أن أفرد لها بوست بعنوانها
(هكذا عرفتهم يا أحمد لاول مرة وبالترتيب)
ولكني قررت لرفد البوست بمعلومات شفاهية إنزالها هنا ........
فى أواسط الثمانينات وبعد إنتفاضة ماريل تحديداً، كنت أترددُ أنا بشكل منتظم على المنتدى الأدبى بجامعة القاهرة فرع الخرطوم كمستمع ومتابع لتجارب شعرائه . شجعنى أصلاً على ذلك صديق طفولتى وزميلى أيام المدرسة الأستاذ الشاعر عمادالدين حسن إسماعيل، وعمادالدين هذا شاب ذكى وبديع وكائن مسرحى، جرئ ومثابر، فى وقتٍ وجيز وبعد دخوله قسم اللغة الإنقليزية - كلية الآداب بجامعة أمدرمان الإسلامية أصبح واحداً من أنشط أعضاء المنتدى الأدبى الضاج بشعراءٍ مَجِيدين، وواحد من مبدعى فن تقديم هؤلاء الشعراء بحسه المسرحى الواضح فى صوته، فى عينيه، فى تعابير وجهه وفى حركته وهو يتنقلُ فى الدائرة التى نتحلق نحن حولها مشدودين بخيوطٍ خفيةٍ نحو فضائه كعرائس الماريونيت من بعد ظهر ذلك الخميس الشتوى، أُعلن أن المنتدى سيقام بمعهد التكاليف الواقع على شارع على عبداللطيف. بدلاً من دار الإتحاد، لظروفِ نشاطات أخرى خاصة بالساسةِ من الطلاب، ذهبنا إلى هناك حيث المكان به براح ومصطبة وهمبريب تساعده تعريشة من الحصير على أعمدةٍ من المواسيرِ الملساء
04-27-2008, 04:22 PM
Ahmed musa
Ahmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669
صعد عمادالدين المصطبة وقدم الشعراء واحداً بعد الآخر بنصوصٍ قصيرة تشبههم أو تشبه مواقفهم، وتوالوا على المصطبة يصنعون نهاراتنا ويقولون أحلامنا، حتى جاءت لحظة أعلن فيها عمادالدين أنه بصدد تقديم شاعر، سنسمعه لأول مرة فى المنتدى الأدبى شاعرٌ جاءنا الآن من المدرسة للتو، بعد خروج التلاميذ جرياً لبيوتهم أو ساحات الدافورى، جاءنا هذا الولد يقرأ علينا شعره . صعد الصبى هادئاً على المصطبة، أخضراً ونحيفاً، يضع طاقية صوف على رأسه لتغطى أذنيه وجزء كبير من جبينه، وقف على المصطبة هادئاً أيضاً، عدَّل من وضع كراسته وبدأ يقرأ بهدوء أيضاً، عندما يرفع رأسه من الكراسة كان الصبى ينظر هناك خلف المستمعين فى نقطةٍ بعيدة. بين المستمعين للصبى لا تسمع نفساً، لا ترى حركة، ليس لأن المستمعين أُصيبوا بعدوى الهدوء بل لأن التجربة المُقدَمة أمامهم كانت مختلفة حقاً وتُنبئُ عن الميلاد الثانى للصادق الرضى
05-08-2008, 08:53 AM
Ahmed musa
Ahmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669
Quote: العزيز جداً أحمد موسى المسرحى المحامى سلامات يا زول .. سليت روحك مش ؟ لكن عينيك عليك بارده بالك سلبة كنت بقرا قبل شوية فى بوستك الجديد وإنت تناخس فى الكيزان وتذكر محاسن فسادهم (محاسن دى كوزة شينة) وكده يعنى .. أها قمت سألت نفسى: إنت يا زول وعدت الافاكاتو تكتبلو عن الجنون ديل .. قراية الشمارات ليك شنو ؟
منعمشوف مرة أُخرى بحسب وعده ................ وزي ما (سل) روحي ....أسل روحكم شوية أها أمشي المكتب أشوف الطلقوها والعلقوها وأجيكم راجع .................
كريمة بدايات صيف 87' ، وصلتها من الخرطوم فى زيارة لم تكن مرتبة على الإطلاق الليلة التى سبقت السفر فقط، قررت أن ألبى دعوة ناجى عبدالسلام صديقى بالكلاكلة القبة لحضور زواج إبن عمه هناك، لكن، لم تكن هى المرة الأولى التى أزور فيها كريمة، فقد جئتها من قبل كلاعب نص حريف، تصدق يا أحمد ؟ كان ذلك مع نادى زائر من الكلاكلة وكانت حركتنا فى المدينة محدودة، قطيعية ومرتبة لكن هذه المرة دخلتها كولد حلة ساكت، كنّا نساكن ناس طيبين ونتداخل ونتعارف مع الجميع، يوم فاطرين هنا ويوم متغدين هناك ويوم شاى المغربية مع ناس فلان والعشاء فى بيت داك، ووسط كل ذلك نمثل، نصنع كوميديا تتماهى مع اليومى ونغنى كمان
05-08-2008, 10:18 PM
Ahmed musa
Ahmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669
من ضمن الذين تعرفت عليهم فى كريمة شاب حميم ومؤدب أسمه منتصر تعرف يا منعم فى زول ح أعرفك بيهو، برضو مجنون زيك بالمسرح، هكذا قال منتصر وجاء يوم زواج ود عم ناجى، الزواج سبب المجئ لكريمة الحنينة ونحن فى عزّ الفنجطة والبشّير وتصيد الفرص لتلقى الشبالات من جميلات كريمة ينادينى منتصر ليعرفنى على شاب هادى وشاخص فى البعيد: دا عاطف عوض خيرى يا منعم لم يبالغ عاطف خيرى فى المطايبة كعادة السودانيين، سلّم فى هدؤ وواصل يبحث عن نقطة فى البعيد وواصلت أنا فنجطتى وتحين الفرص لم تمضى شهور بعد عودتنا للخرطوم حتى أرى الشاب الهادى الذى عرَّفنى به منتصر يقرأ شعراً جديداً ويحدق ايضاً فى البعيد، فى نقطة قد تكون، ربما .. خارج الإستديو، فى برنامج مع رابطة طلاب كريمة بجامعة القاهرة فرع الخرطوم بثه تلفزيون أمدرمان
05-08-2008, 10:20 PM
Ahmed musa
Ahmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669
أسبوع واحد فقط بعد ذلك، أصادف نفس الشاب الهادى فى حوش آداب بالفرع، وبعد السلام عرفت أنه بدأ هذا العام دراسة الأدب العربى بذات الجامعة. ولأنه على الدوام يحدق فى الهناك لم أواصل فى الإسترسال ووصفته فى سرى بالبرود وغادرت المكان
يناير 88' وفى مساء يوم جمعة .. ستفتُ شنطتى .. وأعلنت للجميع ذهابى للسكن بداخلية طلاب المعهد فالعام الدراسى سيبدأ غداً السبت .. وصلت داخلية بانت شرق وعرفّت أول طالب يصادفنى بأنى أحد الطلاب الجدد وأريد السكن بالداخلية .. نادى على شاب نحيف، طويل وله شعر كثيف مجعّد: دا عبد الباقى محمد مختار، السكرتير الإجتماعى لإتحاد الطلاب، بحل ليك موضوع سكنك .. رحب بى عبدالباقى وطلب منى أن أتبعه حيث الغرفة التى سأسكنها دخلت الغرفة خلف عبدالباقى لأجد بداخلها عاطف خيرى ويبدو أنه وصل قبلى بقليل .. يا للدهشه .. تانى الزول ده
غرفة الغجر، هكذا كان يسميها الطلاب قبل وصولنا إليها عاطف وانا وبعد ذلك إنضم إلينا ماهر حسن سيد والراحل مجدى النور والغجر هم عبدالباقى نفسه سكرتير الإتحاد الإجتماعى، محمد المجتبى موسى ومحمد الحضرى، هؤلاء الناس تركوا لنا الغرفة نحن الطلاب الجدد، وتوزعوا هم على بقية الغرف .. هل تصدق يا أحمد .. أىّ طيبةٍ هذه
05-08-2008, 10:22 PM
Ahmed musa
Ahmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669
فى نفس المساء دعانا عبدالباقى، الحضرى ورجب على العشاء فى دكان عمك الطاهر القريب من الداخلية كانت دعوة غجر مسرح، فقد كان علينا عاطف وأنا دفع حساب العشاء، ضحكنا من المقلب وافترشنا أرض ميدان الدافورى القريب من الدكان، لنهضم فول عمك الطاهر بأبياتٍ بينات من الشعر السودانى الجديد، قرأ الحضرى، رجب وعاطف خيرى تونسنا ونسة حميمة، عرَّفنا بعضنا بخلفياتنا وأهتماتنا، حكينا عن أحلامنا وهمومنا. وقتها فهمت أن عاطف خيرى زول تانى .. مهموم بالجديد والمختلف .. ثاقب الرؤية والحدس .. جامع بين سخرية وكوميديا الحلفاويين وحنين الشوايقة هادى هدؤ حقو براو .. وضاجى ضجيج برضو حقو براو .. من اليوم داك عرفت إنو عاطف بياخد زمنو فى التعرّف على الآخر والأشياء وعرفت إنو أنا كنت متعجل فى حكمى على الولد المعبأ أسئلة وأجوبة عميقة حول الكون والحياة، عاطف هبشنا كلنا يا احمد فى مواضع لا نصلها إلا بواسطة حكيم كعاطف .. يا زول أقول ليك .. كده ما كفاية، لكن عاطف ما بدور الشُكر ذلك لأنه لا يحب الموت. سأكون سعيد أنا بلقائه قريباً بلندن أو أمستردام .. حينها سنبكى شوقنا ونبكى آخرين كانوا بيننا .. ونبكى المسافات والمنافى
05-08-2008, 10:27 PM
Ahmed musa
Ahmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669
جزء(5) من الرسالة الثانية (عاطف خيري) ............
تعرف يا أحمد، ونحن فى سنة أولى .. أيام العملى والإحتكاك اللصيق ببعض .. كان يغنينا اديب أحمد حسن روائع الكابلى، نتحلق حوله، نتابع تعابير وجهه، حركات جسده وتتمطق عيونا الإرتجال عند أديب وفى يوم جلسنا عاطف وأنا فى صف الكراسى الأول بنجيلة فنون لنتابع جلسة إستماع يقدمها الكابلى غنى الكابلى اغنيته الأولى وأعقبها بثانية .. بعدها مال علىّ عاطف خيرى وقال لى تعرف يا منعم أنا لاحظت شئ .. قلت ليهو : لاحظت شنو يا عاطف ؟ قال لى : لاحظت إنو الكابلى بقلِّد أديــب
ونواصل يا صديقى
............. ............ ............... شكراً للجميل دوماً .... منعمشوف ..........الذي إلتقيته بالمعهد وهو يهتم بتزيين إله البحر (بوسايدون) لي منلوجياً .....ذاك الإله .الذي نبع من أعماق البحر الإيجي المالح ........... وفي الإنتظار ..............على امل إلا نُضطر لفتح بوست (ضد) البشير للتذكير .........!!!!!
05-08-2008, 11:01 PM
Ahmed musa
Ahmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669
في زمان ما كنا نلتقي لِفافاً بمطعم قُرب قاعة الشارقة .............حين إزدحم المطعم ..........كان عاطف خيري يختفي حيناً .........ثُم لاحقاً علمنا من شقيقه الصادق الرضي .أنه بـ (تونس) ......... وهي زاوية إختص بها نفسه بقرب (دار عزة للنشر) ........ وكانت بها (خالة) تصتع الطعام البلدي ......... وشاي أحمر ......... (لم تكن القهوة قد أخذت مكانها الحالي حينها) ......... (خالد عمر) ........كان يخاطب (عاطف خيري) : ــــ تعرف يا...عاطف ....أنا ...قلت للحاجة دي تديني أكل ...وحأديك القروش بكرة أو بعده ....(ثم فترة صمت متفكرة) ......أظني إتدينت ...موش كدا ...... (هزات من بعض الرؤوس مؤكدة أنه الدين نفسه) ............وقلت ليها ....بعده أديني شاي ...أها الشاي ده ما حأقدر أدفع قروشوا ...لا بكرة ...ولا بعده ........ لكن أخوي (عاطف) ممكن يدفعوا لي ........تعرف يا (عاطف) .......كانت (الخالة) بتهز راسها علامة الموافقة ... وفي عيونها سؤال ........... {عاطف ده منو ؟؟؟؟}
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة