جولة في فكر الدكتور محمد أركون

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 02:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة خالد عويس(خالد عويس)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-18-2004, 02:38 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جولة في فكر الدكتور محمد أركون

    نقلا عن موقع ديوان العرب

    جولة في فكر الدكتور محمد أركون
    إدريس ولد القابلة ـ المغرب ـ [email protected]


    نعرض في هذه الورقة جولة في فكر الدكتور محمد أركون, صاحب أحد المشاريع الفكرية و المعرفية, و الذي استهدف بالأساس فتح آفاقا واسعة للفكر العربي الإسلامي عبر تطبيقاتها لمنجزات و مناهج العلوم الإنسانية الحديثة على دراسة الإسلام. و ظل الدكتور محمد أركون يسعى جاهدا إلى ترسيخ المنهجية التاريخية الحديثة في الفكر الإسلامي, لأنه يرى أنها السبيل الوحيد لتحقيق الفهم العلمي للواقع التاريخي للمجتمعات الإسلامية. و هذا من شأنه إلغاء كافة التعصبات المذهبية و العرقية لاسيما بوضعها على محك الفهم العلمي.


    و قد احتار النقاد و الباحثون في أية خانة يصنفون محمد أركون, لكنهم أجمعوا على أنه يدعو إلى تجديد الفكر العربي الإسلامي.
    ادريس ولد القابلة ـ كاتب المقال

    1- كيف يري محمد أركون نفسه؟

    2- مشروع أركون

    3- القطيعة المعرفية

    4- كيف يعرف الغرب الإسلام؟

    5- العلمانية و الإسلام

    6- الروابط بين الإسلام و العلوم و الفلسفة

    7- الأصول الإسلامية لحقوق الإنسان

    8- في الصوفية

    9- حول النموذج القومي المستعار من أوروبا

    10- التفكير في اللامفكر فيه

    1 - كيف يرى محمد أركون نفسه؟
    ينتمي محمد أركون إلى جيل ميشيل فوكو و بيير بورديو و فرانسوا فوريه و هم الذين أحدثوا ثورة ابستمولوجية و منهجية في الفكر الفرنسي. و محمد أركون أحدث ثورة مشابهة في الفكر الإسلامي و العربي, مما ولد بينه و بين الاستشراق الكلاسيكي – الذي ظل مخلصا للمنهجية الفللوجية- صراعا بينا.

    و محمد أركون قام بدراسات ألسنية و تاريخية و أنثروبولوجية و حاول المزج بين عدة مناهج طبقها على التراث العربي الإسلامي. و هي نفس المناهج التي طبقها علماء فرنسا على تراثهم اللاتيني المسيحي الأوروبي. و أركون تأثر في البداية بريجيس بلاشير المحترف في فقه اللغة (الفللوجيا) و تعلم منه منهجية تحقيق و تدقيق النصوص و مقارعتها ببعضها البعض و دراستها على الطريقة التاريخية الوضعية, و لم يكتف بذلك لا سيما و أن توجهاته كانت متعددة كنتاج لفضوله الشخصي و مطالعاته الواسعة. و هو طالب بالجزائر تأثر بلوسيان فيفر, لاسيما بمنهجيته في علم التاريخ. و هكذا اهتم أركون بالتاريخ الوقائعي و التاريخ الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي. كما أدخل في دراسته منهجية علم النفس التاريخي بالإضافة إلى علم الاقتصاد.

    و في ستينات القرن الماضي اهتم بمنهجية الألسنيات و على ضوئها قرأ المصحف و النصوص الإسلامية الكبرى, السيرة النبوية, نص سيرة علي للشيخ المفيد, نهج البلاغة, رسالة الشافعي, نصوص ابن رشد, ابن خلدون و آخرون.

    فلا يبدو أن محمد أركون تأثر بمفكر بعينه, إلا أنه لا مناص من اعتبار استثناء واحد بالنسبة لأبي حيان التوحيدي, إذ يعتبره أخاه الروحي وحدتهما ميزتان :


    التمرد الفكري ضد كل قسر أو إكراه على العقل و الفكر
    رفض الانفصام بين الفكر و السلوك و بين العمل الفكري و المسار الأخلاقي العملي, و شاءت الظروف أن عاش كل منهما و عاين سوء فهم معاصريهما لهما. و في نظر محمد أركون يمثل أبو حيان التوحيدي إحدى اللحظات الأساسية في تاريخ الفكر الإسلامي و العربي. فالتوحيدي هضم الثقافة الفلسفية السائدة في القرن الرابع الهجري, بما فيها الثقافة الصوفية, بالإضافة إلى براعته في اللغة. كما لاالعصر يمكن القول أن أبا حيان التوحيدي كان يتميز بالقلق الابستمولوجي (المعرفي) مما جعله يمر باستمرار من علم إلى آخر. كما لا ينبغي نسيان كذلك شجاعته و جرأته’ فقد تجرأ على كتابة مؤلفه مثالب الوزيرين ضد الصاحب بن عباد و ابن العميد الوزيرين المشهورين صاحبا السلطة و السطوة, و كانت شجاعته تكاد أن تكون انتحارية. و كذلك محمد أركون تميز بشجاعته, لكن من صنف آخر, و هي شجاعة التطرق إلى اللامفكر فيه. و لفهم موقفه من الاستشراق لابد من الرجوع إلى أركون الطالب بالجامعة الجزائرية و هو يدرس اللغة العربية و آدابها في وضع قاس مطبوع بسيادة الثقافة الغربية الآتية إلى الجزائر لتحضيرها و إدخالها في حلبة الحضارة حسب ادعاء المستعمر الغازي. و منذ ذلك الوقت تبرعمت في نفس أركون بدايات الرفض للاستشراق بكل مناهجه و طرائقه. هذا الرفض تولد عنه التمرد ضد المجتمع و حالته و ضد الظلم السائد فيه. و آنذاك سيطرت على ذهنه الرغبة في الفهم و المزيد من معرفة الواقع و تمحيص الوضع.

    لقد امتلكه سؤال شكيب أرسلان : لماذا تأخر المسلمون و تقدم غيرهم؟ و لازمه آخذا في الإلحاح عليه و طالبا منه الجواب, و ربما هذا ما يفسر عدم انخراط محمد أركون في النضال السياسي على غرار جيله, إذ أنه اختار الطريق الفكري للتحرير, و التمرد الفكري عوض التمرد السياسي لأنه رغب في التحرير الفكري و العقلي للجزائر و لعموم العرب و المسلمين.

    و منذ ستينات القرن الماضي, عندما أصبح مدرسا بجامعة السوريون اتبع منهجا مختلفا جذريا لمنهج المستشرقين و شرع في محاولاته التحليلية المعتمدة على المقارنة الواسعة سعيا للخروج من الإطارات الضيقة المرسومة من طرف الارثودوكسية, و هذا ما فعله مع الفكر الإسلامي.

    2 - مشروع أركون
    لقد هدف محمد أركون إلى بناء "إسلاميات تطبيقية" و ذلك بمحاولة تطبيق المنهجيات العلمية على القرآن الكريم, و من ضمنها تلك التي طبقت على النصوص المسيحية, و هي التي أخضعت النص الديني لمحك النقد التاريخي المقارن و التحليل الألسني التفكيكي و للتأمل الفلسفي المتعلق بإنتاج المعنى و توسعاته و تحولاته.

    و قد طرح أركون هذا المشروع في الدراسات الإسلامية لكي يهتم به الباحثون العرب و المسلمون عموما, لاسيما و هو مشروع متصل بالبحوث في النص الديني بصفة عامة. انه مشروع مبني بالأساس على التعرف على الظاهرة الدينية حتى تحل الظاهرة الدينية في أفق أوسع من الأفق الإسلامي. لاسيما و أنه يتم الاكتفاء بالنظر إلى تاريخ الإسلام كدين, كإطار فكري دون مراعاة ما حدث و ما يحدث في الأديان الأخرى.

    و مشروع أركون يفتح بابا أوسع لتاريخ الأديان إذا انطلقنا من القرآن و من منطقه الذي يطرح قضية تاريخ النجاة, أي كيف نعيش حياتنا كمؤمنين متلقين كلام الله تعالى حتى نطبقه في حياتنا قصد النجاة من العذاب. و معلوم أن فكرة النجاة موجودة في التوراة مع موسى و الأنبياء الذين ذكرهم القرآن. و هذا يدعونا إلى الاهتمام بالتاريخ الروحاني الذي يختلف عن التاريخ السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي. و التاريخ الروحاني يتعلق بوجوب كلام الله على البشر.

    و يؤكد محمد أركون أن المسلمين مازالوا لم يمار سوا بعد تاريخ الأديان, لأنه غير موجود لديهم. كما يشير إلى أن ما كتبه الشهرستاني عن الملل و النحل, و ما كتبه ابن حزم عن الملل و النحل تخلى و أعرض عنه المسلمون, إذ ركزوا كثيرا على ما ورد في تاريخ الإسلام أكثر مما ركزوا على ما ورد في القرآن نفسه. فهناك, حسب أركون, فرق بين القرآن الذي هو كلام الله و نزل إلى الجميع و ما قام به الفقهاء المسلمون من جهد نعتمد عليه لفهم الإسلام, و هو بطبيعة الحال فهم متغير الظروف التاريخية و الظروف الثقافية في المجتمع و خاضع أيضا للقوة السياسية العاملة في المجتمع.

    ويركز محمد أركون على ضرورة تفهم القرآن-كلام الله- و الذي يفتح للبشر – وللمؤمنين بالخصوص- آفاقا للتدبر و التفكر و التفقه و التعقل. فكم من مرة تكررت "أفلا تتدبرون" و "أفلا تعقلون" في القرآن الكريم؟ لكن هذا النوع من التفكير المتوسع تم تهميشه و ضيقت مجالاته.

    و عبر منهجه تمكن أركون من تكوين فكرة دقيقة عن تطور تاريخ الإسلام. و في هذا الصدد يقر أركون بوجود مذاهب متعددة ظهرت في الإسلام أثناء تاريخ الدولة الأموية و الدولة العباسية و هناك حرية منحت في أوائل الإسلام (في القرون الأربعة الأولى من الهجرة) حيث كان المسلمون يتمتعون بحظ لا بأس به من حرية التفكير و من حرية المناظرة و بفضل هذا تعددت المواقف الفكرية و بذلك تكونت مذاهب عديدة في علم الكلام و في الفقه و غيرها من العلوم. و هناك اتجاهات عديدة لأن القرآن مفعم بمعان لا يمكن تحديدها في اتجاه واحد فقط. ثم أن هذه المذاهب تطورت في ظروف سياسية و السياسة دائما تلعب دورها في توجيه البحث في الأمور الدينية, لأن الدولة اهتمت دائما بالدين حتى تستمد منها مشروعيتها كسلطات, و قد أنتج هذا الاستعمال السياسي للجانب الديني مشاكل عديدة, و هذه المشاكل يجب أخذها بعين الاعتبار و إخضاعها للدراسة, لاسيما فيما يتعلق بالتطرف لمعرفة كيف و تحت أي سيطرة أصبحت بعض المذاهب متطرفة و منفصلة.

    3 - القطيعة المعرفية
    فيما يخص مسألة المعرفة يقابل محمد أركون بين موقفين, الأول ينظر إلى الوراء صوب العصور الوسطى و يدافع عن القيم الروحية لتلك العصور. و الثاني يحاول استخراج الدروس و العبر من الثورة الابستمولوجية الحاصلة مع الثورة الفرنسية. و بالنسبة لهذا الموقف الأخير هناك قطيعة أحدثها هذه الثورة, و تلك القطيعة ذات طبيعة سياسية بالأساس. فالثورة الفرنسية حدث سياسي ذو طبيعة ابستمولوجية في نظر محمد أركون, و القطيعة السياسية تحققت بعد تحقيق القطيعة المعرفية.

    ففي نظره, إن تحرير الشرط البشري مسألة حديثة العهد رغم وجود بعض العناصر و البذور في التراث الإسلامي و باقي التوراثات التوحيدية. فأنظمة الفكر لها تاريخ و صيرورة, و لها انطلاقة و منشأ و مسيرة تطور و صيرورة تغيير نحو التقدم أو الانحطاط و الاحتضار, و هذا قانون الحياة و الكون. و المطالبة بإعادة قراءة النصوص الدينية الأساسية من الارتكاز عليها لا يعني في نظر محمد أركون الاستخفاف بتجارب و عبقرية السلف أو إهمال تعاليم النصوص الكبرى و جهود المفسرين, و إنما ما يجب التوق إليه من إعادة القراءة هاته هو الأخذ بعين الاعتبار مسألة التغيير الحاصل في مجال المعرفة البشرية و التاريخ البشري.

    و يعتبر محمد أركون أنه لا يمكن نكران وجود مواجهة حاصلة بين النصوص الكبرى التي تبدو متعالية لا تتغير و لا تتبدل و بين التاريخ البشري المتغير و المتبدل بطبيعته. و لعل من أبرز وجوه هذه المواجهة أن الفكر الإسلامي السائد حاليا يرفض كل تاريخية, انه في نظر أركون لا يزال يكذب التاريخ و الواقع رافضا أن يأخذهما بعين الاعتبار حيث يقف متعاليا عن الواقع. ففي نظر محمد أركون لا يجب الاكتفاء بالنظر إلى الدين فقط في مبادئه السامية و العالية و إنما وجب النظر أيضا إلى التاريخ و كيف تم تطبيق الدين؟ و كيف تم فهمه؟ و كيف تمت ممارسته؟

    4 - كيف يعرف الغرب الإسلام؟
    يتساءل محمد أركون هل يمكن التحدث عن وجود معرفة علمية عن الإسلام في الغرب؟ و يعتبر هذا التساؤل بمثابة تساؤل عن صلاحية و موضوعية في النظرة المتوفرة للغرب عن الإسلام. فلا يخفى على أحد أن الحداثة التي عرفها العالم مؤخرا قد مست بشكل أو بآخر ببعض المصالح الحيوية للغرب في جملة من مناطق العالم. و كانت و لا تزال ردود الفعل التي تثيرها قد أنعشت المتخيل الغربي السلبي على الإسلام و ضخمته أكثر من أي وقت مضى. و هذا المتخيل الغربي المشكل تجاه الإسلام تغدي منذ خمسينات القرن الماضي من كل قوة و هيمنة الإعلام, لاسيما بسبب تلاحق الأحداث العنيفة لحركات التحرر الوطني و الحركات الاحتجاجية و التمردية السائدة في المجتمعات الإسلامية آنذاك. لقد حصل خلط خطير في تشكيل المتخيل الغربي عن الإسلام, خصوصا و أن كل المشاكل ذات الجوهر السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي ألحقت جميعها بالإسلام. و هكذا راح الخلط بين الإسلام كدين و الإسلام كإطار تاريخي لبلورة ثقافة و حضارة معينة يتأبد و يتعقد أو يتشعب.

    و في هذا الصدد ركز محمد أركون على ضرورة فهم المأساة التاريخية التي تتخبط فيها الشعوب الإسلامية منذ أن اصطدمت بشكل مفاجئ و عنيف بالحضارة المادية و الحداثة العقلية. فلا الثورة الاشتراكية و لا الثورة الإسلامية أتيح لهما أن تحضيا بمرحلة تحضير و استعداد كافية كما حصل للثورة الفرنسية في القرن 18. إذ لم يمهد لهما عن طريق حركة ضخمة من النقد الفلسفي و العلمي للتراث الديني, ثم لنقد الممارسة السياسية لأنظمة الثقافة الموروثة و لمشكلة المعرفة بشكل عام. و بذلك تراكم اللامفكر فيه في الفكر الإسلامي و العربي.

    في حين أن الغرب كان قد انخرط منذ ستينات القرن الماضي في عملية البحث عن أشكال جديدة للحداثة, آنذاك فعل العالم الإسلامي العكس, أدار ظهره للحداثة, بل دخل في مرحلة استخدام الإسلام كأداة لتمويه التصرفات و المؤسسات و النشاطات الثقافية و التعليمية المستلهمة من قبل النموذج الغربي.

    5 - العلمانية و الإسلام
    يعتبر محمد أركون أن العلمانية مشروع أفرزته المجتمعات الغربية, و بواسطتها انتقل المجتمع الغربي إلى التقدم و الحداثة. و العلمانية في تصور أركون لا تعني القضاء على الدين و إنما وضع حد للغزو الذي يقوم به الخطاب العقائدي للمجتمع. و يرجع أركون أسباب نجاح العلمانية في الغرب إلى ثلاثة أمور

    القطيعات الحاصلة في نظام الفكر
    دور الطبقة البرجوازية التجارية
    الثورة الماركسية-اللينينية التي قامت ضد الطوائف الدينية و قد حسم الأمر في الغرب باتخاذ منحى نضالي ضد رجال الدين و السلطة الدينية. و كانت مغالاة في العلمانية إلى درجة استبعاد الدور الديني.

    العلمانية و الحرية مفهومان مرادفان لدى محمد أركون. كما يرى أن الإسلام بذاته ليس مغلقا في وجه العلمانية, و لقد شهدت المجتمعات الإسلامية, في نظره, تجارب علمانية عبر التاريخ. لقد عرفت القرون الأربعة الأولى للهجرة حركة ثقافية مهمة استطاعت الخروج على القيود التي فرضتها السلطة الدينية. فالمعتزلة عالجوا مسائل فكرية أساسية انطلاقا من ثقافتهم المزدوجة المرتكزة على الوحي الإسلامي و الفكر اليوناني. كما أدخل المعتزلة بعدا ثقافيا و لغويا في طريقة طرحهم مسألة خلق القرآن و اعترفوا بمسؤولية العقل و دوره في فهم النص الموحى به و امتلاكه. إلا أن الأمر آنذاك حسم لصالح الخط الأشعري الممثل للخط الرسمي. كما يرى أركون أن المجتمع الإسلامي عرف العلمانية قبل المعتزلة عندما استولى معاوية على السلطة السياسية, و بعد انتصاره خلع عليه رجال الدين رداء الشرعية الدينية. و بذلك تشكلت ايديولوجيا التدبير التي تعطي للحاكم الحق في كل شيء باسم الدين.

    و يؤكد أركون أن هذا الأمر ليس إلا عملا واقعيا لا علاقة له بأية شرعية غير شرعية القوة. كما يقر أركون على أن ما يشاع من أن الإسلام لم يعرف التفريق بين الدين و الدنيا (أو بين الروحي و الزمني) قول خاطئ.

    و في هذا الصدد يتأسف أركون لكون المجتمعات الإسلامية و العربية لا تزال في عموميتها ترفض العلمانية و تجهل معناها الايجابي. و بذلك يتم قمع, بشكل أو بآخر, كل من حاول اتخاذ موقف حر متفتح على المعرفة, و ذلك منذ المعتزلة إلى ابن رشد إلى يومنا هذا.

    لكن محمد أركون يرى أن المجتمعات الإسلامية سائرة نحو العلمانية من غير أن تدري, و ذلك بسبب غياب التفكير الفلسفي و التحليل الثقافي الحديث.

    6 - الروابط بين الإسلام و العلوم و الفلسفة
    من المعروف أن العلوم لم تكن مفصولة عن الفلسفة عند الإغريق و العرب في القرون الوسطى. فالفيزيقا عند أرسطو كانت مرتبطة بالميتافيزيقا, و الطب كان يمثل جزءا من الفلسفة كما أكد على ذلك ابن سينا في كتب الشفاء, كما أن جابر ابن حيان أكد على ارتباط الكيمياء بالفلسفة.

    كما أنه لا يبدو أن البحث العلمي قد عانى من عراقيل دينية في المجال الإسلامي. فالقرآن حث على العلم و المعرفة لا تفعل إلا أن تزيد من إيمان المسلم و تقويه, كما أنها تضيء له الإشارات الرمزية و العلامات الواردة في القرآن الكريم. فمختلف العلوم شهدت نموا و ازدهارا عند العرب راح الغرب اللاتيني المسيحي يستفيد منها و يغترف منها منذ القرن الثاني عشر الميلادي.

    و في واقع الأمر, يقول أٍكون, إن توقف هذه الحركة الكبرى للمعرفة العلمية عائد ليس إلى سلطة الضبط و الهيمنة اللاهوتية و إنما هو عائد إلى التغير الذي أصاب الأطر السياسية و الاجتماعية للمعرفة في العالم الإسلامي بدءا من القرن الحادي عشر و الثاني عشر الميلادي.

    فالثقافة العربية الإسلامية المزدهرة في إطار الإمبراطورية الأموية ثم العباسية كانت مرتبطة بالحياة الحضرية (دمشق, بغداد, أصفهان, القاهرة, حلب, القيروان, فاس, قرطبة...), و كان التطور يتم في ظل البلاطات. و لكن بدءا من القرن الحادي عشر راحت الأخطار تحدق بحياة المدن و تهددها بسبب المحيط البدوي غير المسيطر عليه جيدا. و هكذا تراجع البحث العلمي شيئا فشيئا ليترك الساحة خالية للخطاب التعبوي و التجييشي لايديولوجيا الكفاح.

    و قد لاحظ أركون أنه كلما تقوت هذه الايديولوجيا و اشتدت كلما تقلصت المكانة المخصصة للفكر العلمي و النقدي. و في نظره سيطرت ايديولوجيا الكفاح هاته منذ الصليبيين و حتى اليوم (الصراع العربي الإسرائيلي و الغرب) و بالتالي تقلصت أهمية الفكر الحر في الساحة العربية و الإسلامية إلى درجة مخيفة. و في نظر أركون, لكي يقاوموا الحملات الصليبية على فلسطين و هجمة العشائر التركية و المغولية لزم العرب التجمع حول إسلام ارثودكسي و دغمائي صارم, لكنه فعال ايديولوجيا من حيث التعبئة و التجييش. و عندئذ بدأ الدين الشعبي ينتشر في الأرياف و ما انفك هذا التوجه يتفاقم ضمن خط التقلص العقلي و ضيق الآفاق, ثم ضمن خط التشدد حتى القرن التاسع عشر. و بعد ذلك ظهرت الحركة السلفية (الإصلاحية) في وقت كانت القطيعة التاريخية للمسلمين مع التراث العلمي و الثقافي قد حصلت و تر سخت تماما. و هكذا راح الحنين للمجد الضائع لا يترك مكانا للبحث العلمي و النقد البناء. ثم جاءت الايديولوجيا القومية في القرن 20 لقيادة النضالات التحررية.

    و هكذا ظل تاريخ العلوم بشكل خاص المجال الأقل اكتشافا و دراسة من كل جوانب التراث.

    7 - الأصول الإسلامية لحقوق الإنسان
    لازالت نظرة الغرب للإسلام تعتبر أن الدين الإسلامي يرفض الحداثة و حقوق الإنسان و يشجع العنف و الإرهاب. و لقد ساهم المثقفون المسلمون في ترسيخ هذه النظرة, على الأقل لكونهم لم يعملوا فعلا و فعليا على تفنيدها.

    و في واقع الأمر فان العالم العربي و الإسلامي استفاق من نومه التاريخي على الأمجاد الغابرة و راح يعاين تخلفه عن الركب بعد اكتشافه أو إعادة اكتشافه لحجم الهوة التي تفصله عن الغرب على صعيد التقدم المادي و الصناعي و التكنولوجي و على صعيد الفكر و العلم و قيم المجتمع و الحريات و حقوق الإنسان.

    لكن الإسلام عمل على تأسيس أرضية لحقوق الإنسان و منذ بداية البدايات. فالله خلقنا أحرارا و لا يمكن قبول العبودية لخدمة أغراض مهما كانت سياسية أو غيرها. بل إن البوادر الأولى لحقوق الإنسان متضمنة في الديانات التوحيدية (اليهودية و المسيحية و الإسلام). إلا أن البشر انحرفوا عنها بسبب صراعات التاريخ أو فسروها بشكل مغلوط و قسري و ضيق.

    فمسيرة البشر عبر التاريخ مليئة بالصراع و التنافس و التناحر على السلطة و الثروة و السيطرة و النفوذ. و إذا كان لابد من الاعتراف أن حقوق الإنسان و المواطن بالصيغة المعلن عنها من طرف الثورة الفرنسية سنة 1781 تمثل طفرة نوعية في تاريخ البشرية, فهناك رأي يقول أن حقوق الإنسان بالمعنى الحديث المتعارف عليه كانت موجودة في الإسلام منذ قرون و بشكل كامل و ناجز. و لقد جاء في الإعلان الإسلامي العالمي لحقوق الإنسان المعان عنه سنة 1981 أن هذا الإعلان قد بلور من قبل كبار علماء المسلمين و أساتذة القانون و ممثلي مختلف حركات و تيارات الفكر الإسلامي. في حين أن المواد الثلاث و العشرين التي تشكل هذا الإعلان ترتكز على الآيات القرآنية و الحديث النبوي.

    و من المبادئ التمهيدية المرتكز عليها نجد :
    أن الإسلام قدم للبشرية قانونا مثاليا لحقوق الإنسان, و ذلك منذ أربعة عشر قرنا من الزمن

    حقوق الإنسان هذه متجذرة و منغرسة في القناعة الراسخة بأن الله عز و جل هو وحده مؤلف القانون و أصل كل حقوق الإنسان

    و نظرا للأصل الإلهي لهذا القانون فلا يمكن لأي زعيم سياسي و أي حاكم أو أي هيئة أن يلغي أو ينتهك أو يغير حقوق الإنسان التي وهبها الله له. و مهما يكن من أمر, فان محمد أركون يعتبر أن الإعلان الاسلامي العالمي لحقوق الإنسان, على الرغم من كل الانتقادات الموجهة لطابعه الاحتفالي و الشكلاني, فانه يحمل في طياته لغة قانونية حديثة. و لذلك وجب التساؤل حول البعد التاريخي للمشكلة. و هذا البعد في نظره يخص العلاقة بين الدين الإسلامي و المفهوم الحديث لحقوق الإنسان المصاغ من طرف الثورة الفرنسية. من الأكيد أن البلورة الأساسية الغربية لحقوق الإنسان لم تحصل إلا عامي 1789 و 1948 حيث صدر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. لكن ماذا نجد في القرآن الكريم بخصوص الإنسان و حقوقه؟

    فهناك إجماع على أن معنى "مسلم" هو الخاضع لله و الذي سلم نفسه له. و كلمة مسلم معناها عام و شامل و واسع, انه يعبر عن العلاقة الروحية للإنسان مع الله, أي, بلغة اليوم, أن هناك ميثاقا يربط الخالق بالمخلوق, و هو مبني على إرادة الله عز وجل في منح الإنسان لمكانة متميزة بين المخلوقات كلها. و الله تعالى وعد الإنسان بالحياة الأبدية إذا ما نفذ تعاليمه في حياته الدنيوية. و الإنسان مع ظهور الإسلام عرف ترقية حقيقية قياسا لما كان عليه في الجاهلية¸و حقوقه كانت أكثر تقدما مما كانت عليه من قبل و على مختلف الأصعدة. و في الحقيقة إن ظهور الإسلام جعل الشعوب يدخلون في دائرة الحداثة الروحية و العقلية آنذاك, بمعنى الدخول في حركة التاريخ. و قد تحقق ذلك بالفعل على يد سيدنا محمد(ص) الذي, بواسطة القرآن الكريم, بين طريق النجاة و الخلاص. إذن منذ ظهور الإسلام برزت بذور تحرير الشرط البشري و ترقية الإنسان. و هناك آيات كثيرة تركز بشكل خاص على ترقية الإنسان و على القيم الأخلاقية و الروحية الواجب التقيد بها لكي يستحق الإنسان الرفعة و الدرجة العالية التي حباه الله بها فجعله خليفته في الأرض.

    و في هذا الصدد, يؤكد أركون أن الإعلان الإسلامي العالمي لحقوق الإنسان هو في الحقيقة غير نابع من القراءة للتعاليم المركزية أكثر مما هو محاكاة قانونية للإعلان الغربي لتلك الحقوق. و نصه يخلع الرداء الإسلامي بمفرداته و صياغاته التعبيرية على الممارسات السياسية و المؤسسات الحديثة و الممارسات القانونية المستعارة من الغرب.فحسب محمد أركون, إن الهوة التي تفصل المسلمين اليوم عن تراثهم الخصب و المبدع في العصور الكلاسيكية, تمثل مشكلة حقيقية بالنسبة لتطورهم الراهن. فلو أنهم يعرفونه جيدا أو يقدرون على قراءته جيدا لاستطاعوا أن يعثروا على نقاط ارتكاز صلبة ينطلقون منها بكل ثقة للتفاعل مع الآخر و يستفيدون و يفيدون. و قد أكد أٍكون أن العرب المسلمون استطاعوا مواجهة التحدي الحضاري في العصور الأولى للإسلام عندما خرج من بين ظهرانيهم خاتم الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد (ص) و أدخلهم في حداثة ذلك العصر و فتح لهم أبواب التاريخ.

    و في نظر أركون أن ما يعرقل مسألة حقوق الإنسان في المجتمعات العربية الإسلامية هي طبيعة الأنظمة السياسية و طريقة نشأتها و تركيبها بعد الاستقلال. فهي التي في نظره تعرقل عملية تطبيق الحد الأدنى من حقوق الإنسان و احترامها.

    و حسب أركون فان أول خطوة لابد من القيام بها هي إعادة قراءة عملية و صيرورة تشكل القانون الإسلامي(الشريعة). و عموما يتصور أركون القانون الديني بصفته تفويضا انطلاقا من نص ديني, و هكذا يتصور أن الأحكام الناتجة عنه كأنها إلهية, و بالتالي فلا يمكن لأية سلطة بشرية أن تقوم بتعديلها أو تطويرها لتتناسب مع مقتضيات الظروف و الأحوال المستجدة. و هذه معضلة كبيرة, لهذا يؤكد على أنه بات من الحيوي إعادة قراءة كتب الفقه المعتبرة كأساس للقانون الإسلامي (الشريعة).

    و في نظره إن الشريعة, على عكس ما يتوهمه أغلب المسلمين, ليست قانونا إلهيا مباشرا, و إنما هي ناتجة عن عملية بلورة تاريخية محضة قام بها بشر استنادا على القرآن و الحديث و السيرة النبوية في القرنين الأول و الثاني للهجرة. و يعتبر أركون أن إعادة القراءة هاته تصطدم بعقبات كأداء نظرا لسيادة الاعتقاد أن القانون الإسلامي (الشريعة) هو أصل الهي مباشر و لا علاقة له بالبلورة التاريخية التي قام بها بشر و هم الفقهاء و القضاة.

    و تظل الفكرة المحورية لمحمد أركون في هذا الصدد أنه قد وجدت في تاريخ الإسلام تركيبات تيولوجية (لاهوتية) و قانونية و تشريعية جمدت التعاليم القرآنية التي كانت متفتحة غنية متعددة الاحتمالات و التي يمكن للبشرية أن تتأمل به و تفكر فيها حتى يوم الدين.

    8 - في الصوفية
    يرى محمد أركون أن الصوفية هي تيار متزهد, إنها تيار فكري يمتلك معجمه اللغوي و التقني الخاص به و له خطابه المتميز به و نظرياته المتفردة. و التجربة الصوفية بمفهوم أسلوب ديني يستخدم الشعائر الفردية و الجماعية من أجل جعل الجسد و الروح يتواكبان و يساهمان في عملية تجسيد الحقائق الروحية, موجودة في مختلف الأديان.

    و التأمل الصوفي هو عبارة عن تمرين فردي و مستقل عن الشعائر و الفرائض التي تؤديها الجماعة.

    و الإسلام يحبذ التواصل المباشر بين المؤمن و خالقه دون وساطة. و قد أدينت الصوفية من قبل البعض كابن الجوزي. كما أنه من المعروف أن الحلاج قد أعدم بعد قد كان لفظ العبارة الشهيرة "أنا الحق", و قد كان ذلك في وقت تتلاقح فيه و تتقاطع عدة تراثات ثقافية و عدة تيارات فكرية. كما راح الصوفيين في البداية يعلقون الوعي بالزمن و عالم الأشياء لكي يتوصلوا إلى وحدة الوجود التي تميز بها ابن عربي, لكن في الوقت ذاته ظلوا متغرسين بقوة في الساحة الثقافية و الفكرية. و من بين هؤلاء الحسن البصري و المحاسبي و الجنيد.

    و هناك الجانب الاجتماعي و السياسي للحركة الصوفية, إذ أن الزبائن الأقرب للصوفيين هم أولئك الناس المرتبطين بالأوساط المسحوقة و بالفئات المهمشة. و قد تطورت العلاقة بين الصوفية و الطبقات الكادحة بعد القرن الحادي عشرالميلادي باتجاه ربط الصوفية بالمعارضة, ثم تطورت في القرن 13 نحو الارتباط بالمرابطين و الأولياء الصالحين المحليين. و في نظر محمد أركون أن انتصار الاتجاه الصوفي بعد القرن 13 ارتبط بانهيار الحضارة العربية الإسلامية و ولوج مرحلة الانحطاط. و مادام الغرب تعرف على الإسلام المرابطي, لذا كون صورة سلبية عن الدين الإسلامي, و بالتالي فليس من الغريب أن يتهم الإسلام و المسلمين و العقلية الإسلامية بالتواكل و الكسل و الجمود و الاستسلام لما هو مكتوب. و كل تلك التفسيرات و سوء التفاهمات لازالت تغدي حتى اليوم المتخيل الغربي عن الإسلام, أي التصور الخيالي عن الإسلام. و قد ركز محمد أركون على ظاهرة اعتبر من الضروري دراستها و هي فشل الفكر العلمي و السلطات السياسية في فهم الحركات الدينية و في السيطرة عليها و تخصيص حيز ملائم لتمكينها من التعبير عن نفسها حتى لا تخرج عن الخط و تحدث الأضرار.

    9 - حول النموذج القومي المستعار من أوروبا
    يرى محمد أركون أن بروز النموذج القومي في العالم الإسلامي العربي أدى إلى تحويل مجموعة من الإشارات التي ظلت شغالة في الوعي الجماعي.

    لقد استعارت البلدان الإسلامية و العربية النموذج القومي من القوميات الأوروبية. و تم إقامة في كل بلد دولة غداة الاستقلال. و أصبح عليها تحمل مسؤولية البلاد و مواجهة المشاكل الموروثة و التصدي للتحديات التاريخية سياسيا و اقتصاديا و ثقافيا.

    و رغم التباينات الكبيرة بين دول العالم الإسلامي و العربي يمكن, في نظر محمد أركون, اعتبار بعض معايير للتمييز بينها, إذ يمكن التمييز بين الدول التي عرفت استعمارا سكانيا أو الوصاية السياسية أو المحافظة على الاستقلال النسبي. من بين الأولى هناك المغرب و الجزائر و تونس, و من بين الثانية هناك إيران و العراق و اليمن و من بين الثالثة هناك تركيا و الجزيرة العربية. و هناك حدث بارز و ظاهرة تاريخية أثرت بشكل أو بآخر على قيام النموذج القومي بعد الاستقلال, و هي القضاء العنيف و المفاجئ على الدولة الخليفية بعد دخول المغول إلى بغداد. و رغم أن العثمانيين حاولوا إعادة بعث الخلافة بصفتها سلطة مركزية تمارس دورها على كل أرجاء دار الإسلام, إلا أنهم لم يستعيدوا لقب الخليفة و لا لقب الإمام و إنما استعملوا لقب السلطان. آنذاك كانت الأمة كيان ذو جوهر ديني يرتبط أعضاؤها بواسطة الأخوة الروحية. علما أنه من الناحية العرقية الثقافية و السوسيولوجية كانت الإمبراطورية تشمل مناطق متنوعة و مختلفة. و هذا ما سيبدو بجلاء بعد ذلك من جراء التركيبة المجتمعية و التعددية على الصعيد العرقي الثقافي و الطائفية الدينية. علما أنه من المفروض- حسب الخطاب القومي العربي- أن مثل هذه الوضعية لا ينبغي أن توجد (مذهب واحد, حزب واحد...), و هذا ما أدى إلى عدم الاعتراف بالواقع الفعلي. و قد دفع العالم العربي على الخصوص ثمنا باهضا على هذا الخطأ التاريخي و المغالطات المحتقرة للمكونات الحقيقة للمجتمعات العربية.

    و زاد الطين بلة غياب المرجعية المؤسساتية لماض إسلامي ألغي منذ زمن طويل و انجذاب الدول العربية و الإسلامية لنماذج القومية للدول الأوروبية. فقد تم إقامة دولا قومية في ظل فراغ مؤسساتي مرتبط بتاريخ الخلافة أو الأمارة و دون الأخذ بعين الاعتبار آمال و طموحات الفئات العرقية-الثقافية التي ظلت مهمشة من طرف أصحاب القرار.

    10- التفكير في اللامفكر فيه
    لقد دعا محمد أركون إلى التفكير في اللامفكر فيه لدراسة ما تم و يتم إغفاله أو تغييبه لأسباب سياسية بالأساس, و يلح في هذا الصدد على استخدام الأنثروبولوجيا كعلم يعطي المفاتيح اللازمة و المناسبة لاكتشاف الثقافات الأخرى و المذاهب المختلفة و الاهتمام بها. إلا أن هذا العلم لا يطبق عند المسلمين. و ما دام الأمر كذلك سيبقى التفكير يصاحبه دائما ما لا يمكن التفكير فيه, يتم العرض عنه و تجاهله و عزله و الانقطاع عن الاهتمام به.

    و حسب محمد أركون فان الدراسة العلمية بالتأكيد أنها تخلق جو الهدوء و جو الاعتراف بالآخر و احترامه, لا جو مصادمته. فإذا اكتفى المسلمون بسطح المعنى و سطح الخطاب, فإنهم سيظلون متشبثين بفهم يلغي التاريخ, و بذلك يبتعدون عن الواقع التاريخي إذا هم ظلوا متشبثين بالنصوص دون ربط وظائفها بالضرورات التاريخية و الواقع التاريخي.

    فحالة الفكر المنفتح كانت سمة الثقافة العربية الإسلامية أيام ازدهارها و قوتها, حيث كانت ثقافة منفتحة على الآخر ثقافيا و معرفيا, و تلقت منها شعوب أخرى مختلف المعارف الفكرية دون تخوف أو انغلاق أو تعصب, خلافا لما نشهده الآن من تعصب و خوف من الآخر و عدم احترامه, أي الخوف المعرفي منه.

    و زادت الوضعية صعوبة مع انتشار الثقافة الشعوبية, و في ستينات و سبعينات و ثمانينات القرن الماضي زادت الوضعية سوءا في المجتمعات العربية ما دامت حكوماتها لو توفق في تدبير شؤون بلدانها مما ساهم في سيادة حالة من الجهل و التعصب و العنف الاجتماعي و السياسي. و هكذا اتسع مجال اللامفكر فيه في مرحلة نتبنى فيها الحداثة المادية و لا نتبنى في نفس الوقت الحداثة الفكرية و الفجوة لا تزال تتعمق بين الحداثتين.



    (عدل بواسطة خالد عويس on 01-18-2004, 05:04 PM)

                  

01-18-2004, 03:37 PM

Tumadir
<aTumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جولة في فكر الدكتور محمد أركون (Re: خالد عويس)


    المفكر الفرنسي الدكتور محمد اركون يتحدث لــ (الزمان الجديد):..... - ايمان زمزم
    د. محمد اركون من اهم المفكرين والنقاد الغربيين الذين درسوا الفكر العربي الاسلامي واجهدوا انفسهم في الوصول الي اجتهادات فكرية مضيئة، تسعي لتحرير المفاهيم المتداولة في الغرب عن الفكر العربي الاسلامي من تحجرها ضمن العقلنة التاريخية الماضوية الثابتة حيث تم حجبه عن التفاعل الملهم مع الابداع والانتاج الجيد، وبسبب محاصرته في قوقعة عبر اداء تقليدي اجرائي بعيد عن التجديد والتحديث.
    علي هامش احدي محاضراته في باريس كان لــ (الزمان الجديد) وقفة حوارية مع المفكر اركون:
    ارجو ان تعطينا فكرة عن انتاجك الثرِ والاهداف التي عمدت لتحقيقها عبر هذا الانتاج الابداعي؟
    ــ صدر لي احد عشر كتابا هي الانسانية العربية في القرن الرابع عشر ، بحث في الفكر الاسلامي ، قراءات القرآن ، من اجل نقد للعقل الاسلامي ، الاسلام الامس واليوم ، الفكر العربي، الاسلام، الدين، المجتمع ، الاسلام الاخلاق والسياسة ، بحث في علم الاخلاق ، و نافذة علي الاسلام . وقد عملت ساعيا من خلال كتبي الي تشخيص تجليات الفكر الاسلامي ومحاكمتها ونقدها عبر قراءة فلسفية سابرة دون الفصل في هذه القراءة بين الوعي المنهجي وبين الوعي النظري المنتج.
    ما واقع الفكر الاسلامي اليوم؟
    ــ في كتابي نافذة علي الاسلام حاولت ان اجيب عن هذا السؤال حيث تناولت واقع الفكر الاسلامي وصدي حركته العصرية المنبثقة، كما تعرضت لمفهوم التخيل الغربي للاسلام وفكره والتي تشكل انعكاسا سلبيا سواء أكانت عن مرجعية تاريخية قوامها صراع حاد او عن طريق الصورة الاعلامية المكللة بالسواد. وفي مجموع الامرين نري صورة سلبية لواقع الفكر العربي الاسلامي الذي ادار ظهره للحداثة ليعارضها بنموذج اسلامي عار من اي بحث علمي او نظرة نقدية موضوعية علمية.
    كيف تنظر لوضعك مفكرا وناقدا الي الفكر الديني الاسلامي؟
    ــ لابد هنا ان نتحدث عن كلمتي اسلام ومسلم، مع التنبيه الي عدم الاطلاق المفتوح في وصف مجتمعات بينها فروق كبيرة بالاسلام لانه آن الاوان لكي نشجع ادخال النظرة النقدية العلمية لكل مجتمع مسلم الي ذاته وبذلك سيتحرر الاسلام كدين من المشكلات والمسؤوليات التي تدخل في نطاق مسؤولية الفاعلين الاجتماعيين ليس غير، ولا تتعلق بالذات الالهية لان الربط المقصود تهيئة سياسية سلطوية بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، هذه التهيئة بمثابة بوابة للتمييز فيما هو ابداعي واتباعي. فالقرآن الكريم، والذي يمتلك ميزة التفاعل مما لا يجعله يفسح المجال لتعاليم بوذا وكونفوشيوس، وحكماء افريقيا، وجميع الاصوات العظيمة التي تكون المجموعة الجماعية.. وهكذا نستطيع ان نسير نحو فكر ديني مختلف مع جميع تجارب الديانات المقدسة.
    إذاً تري بان الدين يجب ان يخرج من اي معني خصوصي ليصبح اطارا فلسفياً محضاً؟
    ــ يجب ان يخرج الدين من خصوصيته ليصبح اطاراً فلسفياً لنزعة انسانية شمولية تتكسر فيها خصوصيات الدين. اي ان نلمح صورته الطوباوية التي تسعي لتتحرر من فهم طبيعة الدين لتقدم الوجه الانساني العمومي لصالح مقتضيات الحال الفكري المحمول علي التحرر الحضاري.
    في كتابك الاخير تطرقت الي دراسة مفهوم الشخص في الفكر الاسلامي، كيف تتجسد عندك هذه الفكرة؟
    ــ يفترض دراسة مفهوم الشخص دراسة منهجية صارمة نبتديء فيها بالتاريخي الاجتماعي، وعلم النفس وعلم الاجتماع، والانتروبولوجيا والفلسفة واللاهوت وفي ضوء ذلك كله نصل الي حتمية ان التراث الثقافي والفكري والروحي الذي تراكم في السنة الاسلامية، وما يزال يغذي الطموح الي المثل الاعلي للشخص.
    في كتاباتك ثورة لنصل الي الاسلام العلماني؟
    ــ ان الثقافة العلمية الحالية تسمح باستشفاف امكان مثل هذه القفزة المعرفية وترد الي الصواب كثيرا من الزعماء والثورات القمعية ويمكننا ان نجد الاسلام والعلمانية متخذين اتاتورك مثلا وهو الذي تبني الحياد الراديكالي تجاه الدين وتبني القوانين السويسرية، وهنانتساءل هل عمله هذا هو بمثابة اعلان لتطور في العالم الاسلامي نحو التعددية العلمانية والديمقراطية كما جري ذلك في الوسط المسيحي، لذا ينبغي لجميع المسلمين الحريصين علي اغناء الفكر الاسلامي الحالي ان يتريثوا عند فحص المثال التركي.
    اتهمت في كتاباتك بتداخل الافكار وتشتتها، وباستعمال اسلوب فلسفي تعمد فيه الي الابهام والغموض والمواراة، مما يجعل كتاباتك غامضة ومغلقة علي قارئك في احيان كثيرة؟
    ــ في الواقع لا استطيع ان اكتب بلغة شفافة خشية ان يتهمني المختصون بالتسطح والتبسيط، ولاشك ان تداخل افكاري ليست فقط علي محمل التشتت وانما هي علي مستوي تداخل المناهج والعلوم والفلسفات والانتقال من طرح فكرة الي تحليل في السطر الواحد، وكل ذلك اعمد اليه في اطار الانفتاح الفلسفي المحض والذي يشكل حالة هيام قصوي عندي. فانا امتلك في كتاباتي مجموعات غنية غني خالصا لدراسة الانبجاس الدلالي والرمزي في اللغة تحت تجربة روحية شديدة.

    IEZM
                  

01-18-2004, 05:04 PM

شتات
<aشتات
تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 1166

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جولة في فكر الدكتور محمد أركون (Re: Tumadir)

    خالد عويس .. حمام الوادي يا راحـل
    شكـرا جزيلا على ما تفضلت به لنا من فكر الفيلسوف اركــون
    أجد فى كتاباته مصداقية ومتعة لا توصف .. لانها تناقش واقع عربي واسلامي يحتاج لعلاج
    استمتعت لكثير من كتاباته التى قام بترجمتها المبدع الأخـر هاشم صالح
    شكرا مرة أخري

    وبعدين وين كنت يوم الخميس
    انت مافي والدنيا قايمة بي وراك ..

    لك التحية وحا نشوفك يوم الخميس انشاء الله


    صـلاح / شتات

    (عدل بواسطة شتات on 01-18-2004, 05:25 PM)
    (عدل بواسطة شتات on 01-18-2004, 05:28 PM)

                  

01-18-2004, 05:20 PM

شتات
<aشتات
تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 1166

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جولة في فكر الدكتور محمد أركون (Re: Tumadir)

    الأخت العزيزة تماضــر

    الله يديك العافية ..
    نجدك دائما حيث تشتهي العقول ..
    كالغيث اينما حـل انبت الزهرا ..
    والحمد لله على عودتك متعافية بعد المعارك ايــاهـــا ..
    وكما كتبت لك فى بوستك انى أعتذر
    مرة اخري اسمحي لي أن أقـول
    نحن فى رحلة الخلود ..
    نمضي الي الله من طرق شتى ..
    ونأتيه تعالى من أبواب متفرقة ..
    ولكننا حتما ملاقوه ..
    فالركب السائر الى الله لابد أن يصل ..
    وأصحاب القلوب الكبيرة .. لا يضلون الطريق ..
    لاعليــــــك

    شكرا مرة اخري على ما تكرمت به لنا هنا من أفكار محمد اركـون

    وتسلمي

    صـلاح / شتات

    (عدل بواسطة شتات on 01-18-2004, 05:31 PM)

                  

01-18-2004, 03:38 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جولة في فكر الدكتور محمد أركون (Re: خالد عويس)

    هذا المقال عبارة عن دس سم فى الدسم
    من هو أركون؟
    وهل اركون مسلم ملتزم؟
    وهل يعرف اركون اللغة العربية ام درس القرآن وكتب التراث
    ليصل لنظرياته باللغة الفرنسية
    والسؤال الاخير للاخ خالد نقل هذا الموضوع للعلم بالشئ
    ام انك تؤمن باطروحات اركون
    وفوق هذا وذاك أركون من اولئك الجزائرين الذين خانوا حرب التحرير
    الجزائرية واندمج بكليته فى المؤسسة الفرنسية
    فأعلموا عن من تأخذون دينكم؟
                  

01-18-2004, 04:43 PM

nazar hussien
<anazar hussien
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 10409

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جولة في فكر الدكتور محمد أركون (Re: bayan)

    دكتورة بيان

    ازيك ونعلك طيبة...

    يعني الترعة فيها بلهارسيا ما نشرب؟؟؟...نحن قوم عطشي يا ست الناس
    بنقدر نصفي العكر...بنشرب ونسقي حميرنا..ان جاتنا عوجة حميرنا ما بتجيهن!!!

    وبجد يا خالد ...اشكرك...وامد ضراع الشكر لي تماضر...هذا الرجل
    له قدرة علي التفكيك والتفتيت عجيبة...تقرا له..بدون ان تشيل نفس
                  

01-18-2004, 05:45 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جولة في فكر الدكتور محمد أركون (Re: nazar hussien)

    النحكى ليك حكوة شمار عن اركون
    شوفتا فى آخر الثمنينات جا اشتغل استاذ زائر
    فى جامعة تمبل فى قسم الاديان شعية الدراسات الاسلامية
    اها درس لطلبة السملمين وغيرهم.. لما ماشى قالو يعملو حفلة عشاء ليه فى مطعم.. من هنا لى هنا لم القريشات الصعبة المنال فى ذلك العهد التعيس.. ومجاملة كدا عزمو كم بروفسر كدا مسيحين ويهود
    لزوم اللمة والاحتفاء بالعالم الاسلامى الجليل اها اترصو كدا
    مسلمين من جميع انحاء العالم.. جات الجرسونة بدت الطلبات
    اى زول بيقول عصير وحتى البروفسرات المسيحين واليهود عارفين قصة الخمر دى ما بتلفق مع طلبتهم المسلمين وطلبوا مشروبات عادية لما جا المحتفى به طلب بيرة وتانى بيرة.. وصدم الطلاب والبروفسرات
    المسيحين واليهود..
    المشكلة ما من البلهارسيا لى حميركم المشكلة من الكلام البقروش
    والاسترزاق بالاسلام.. كان احسن لى يدرس بس لغة فرنسية وتاريخ
    يخلى الاسلام فى حاله.ز والاسلام ما بيدورولو فتفتة ولا فكفكة
    ولا انشاء .. والغريب الان فى الغرب فى شيوعين بيدرسو دراسات اسلامية
    وديل شمارهم مرة جاية لما سيرتهم تجى
                  

01-18-2004, 08:40 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جولة في فكر الدكتور محمد أركون (Re: bayan)

    مرة أخرى أعود عزيزتي د. بيان لأؤكد بأننا لسنا في صدد الكشف عن كبائر أركون أو سيئاته ، ذلك أمره مع الذي خلقه . نحن معنيون بفكره ، اتفقنا أو أختلفنا معه . وفي تقديري فان "البيرة" لا تعد شيئا بالقياس الى من يفتكون بالمسلمين ومن يزجون بهم في المعتقلات ومن يسيئون معاملتهم فذلك أدعى للكشف والمحاسبة .
                  

01-18-2004, 03:58 PM

sentimental


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جولة في فكر الدكتور محمد أركون (Re: خالد عويس)

    عزيزى خالد

    هذا الرجل الموسوعة بحق يستحق أن التكريم على مدار الساعة... ارجوا ان تستفيض فى الحديث عنه...
                  

01-18-2004, 04:43 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جولة في فكر الدكتور محمد أركون (Re: sentimental)

    الأخت د. بيان
    أراك تستعجلين جدا في اطلاق الأحكام بلا هوادة
    قلت
    هذا المقال عبارة عن دس سم فى الدسم
    من هو أركون؟
    وهل اركون مسلم ملتزم؟
    وهل يعرف اركون اللغة العربية ام درس القرآن وكتب التراث
    ليصل لنظرياته باللغة الفرنسية
    والسؤال الاخير للاخ خالد نقل هذا الموضوع للعلم بالشئ
    ام انك تؤمن باطروحات اركون
    وفوق هذا وذاك أركون من اولئك الجزائرين الذين خانوا حرب التحرير
    الجزائرية واندمج بكليته فى المؤسسة الفرنسية
    فأعلموا عن من تأخذون دينكم؟

    هل أنا الذي يدس السم في الدسم ؟؟
    وما هو السم وما هو الدسم ؟؟
    هل سنحرك عقولنا ونفكر بالانكباب على طريقة واحدة للتفكير مستلفة أصلا من معامل التلقين الجاهزة طوال القرون الماضية ؟!
    لماذا لا نقرأ في كل الاتجاهات ؟؟
    وهل أوردت أنا رأيا خاصا بي حول أركون لتقفزي الى وضع أسئلة تعتقدين أنها ستربكني على شاكلة
    السؤال الاخير للاخ خالد نقل هذا الموضوع للعلم بالشئ
    ام انك تؤمن باطروحات اركون
    وفوق هذا وذاك أركون من اولئك الجزائرين الذين خانوا حرب التحرير
    الجزائرية واندمج بكليته فى المؤسسة الفرنسية
    فأعلموا عن من تأخذون دينكم؟

    نعم أنا معجب بأركون والجابري وأدونيس وفرج فودة ونصر حامد أبوزيد على قدر اعجابي بابن تيمية والمهدي والقشيري وغيرهم ... أتعرفين لماذا ؟؟ لأنهم مفكرون ... اشتغل الواحد منهم سنين عددا ليصل الى خلاصة صحيحة أم خاطئة سيحاسبه بها الله سبحانه وتعالى .
    أزيدك من الشعر بيتا
    أنا معجب بكارل ماركس وسبينوزا وبيرتراند رسل وهيغل وشوبنهاور وأنجلز ووووو .. مئات الفلاسفة والمفكرين الذين نبذوا الكسل الذهني والتراخي الفكري واشتغلوا على الحفر والتقصي والبحث وحركوا الفكر والفلسفة في العالم اتفقنا أو اختلفنا حول رؤاهم

    أما سؤالك : انك تؤمن باطروحات اركون

    أنا يا سيدتي أبحث _ بأمر ديني _ عن الحكمة ، أينما وجدتها أخذتها !!
    أبحث عنها في بطون كتب النيرفانا عند بوذا وبقية الفلاسفة الهنود ، وعند كونفوشيوس وعند الاغريق القدماء ، وفي التراث العربي والافريقي ، وفي الحضارة الماثلة اليوم

    مسألة أخيرة
    فأعلموا عن من تأخذون دينكم؟
    أرى في خطابك هذا شيء من الوصاية على عقلي !!
    وقد نشأت في بيت دين وعلم ، لكني كسرت قيود التلقين لأبحث بنفسي عن حقائق الحياة ، ولم أستسلم يوما للكسل في اطار بحثي عما يفيدني ويغذي مرئياتي حول العالم . وأؤمن ايمانا راسخا بأن ديني ، على مستواي أنا ، هو صلة بيني وبين الله فقط ، هذا في اطار العلاقة . أما في اطار علاقتي بالآخرين (الانسان ) عموما ، فباختصار أرى تديني يقوم على الآتي :
    تسامح + محبة + عذر + شفقة + تواضع + رحمة
    هذا ما وجدته في ديني ، وما أكدته قراءاتي المختلفة لفلسفات ومنظومات فكرية شتى
                  

01-18-2004, 11:32 PM

doma
<adoma
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 15970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جولة في فكر الدكتور محمد أركون (Re: خالد عويس)

    شكرا يا خالد عويس
                  

01-18-2004, 06:06 PM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جولة في فكر الدكتور محمد أركون (Re: خالد عويس)

    شكراً خالد على هذه الاضاءة
    وشكراً تماضر للاضافة الثرة
                  

01-18-2004, 06:55 PM

Tumadir
<aTumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جولة في فكر الدكتور محمد أركون (Re: الجندرية)

    العفو يا ست الفهم..والناس
                  

01-18-2004, 10:28 PM

AbuSarah

تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جولة في فكر الدكتور محمد أركون (Re: خالد عويس)

    شكرا استاذ خالد

    اركون مفكر عربي جزائر اي من بلاد المغرب العربي.
    فكره عميق اذا ما اخذ في سياق المنهج المعرفي والعلمي الذي ينطلق منه في رؤيته للماضي والحاضر والمستقبل، فكر شكلته معطيات واقع مغاربي عاشه بنفسه كقارب صغير تتقاذفه تيارات الاستشراق والتغريب من كل صوب ، وفي خضم عباب الغزو والاستغزاء المعرفي والثقافي يتحسس الرجل قدماه ويجتهد في ايجاد رؤية قد نتفق او نختلف معه حولها تسهم في انتشالنا من واقع التكلس واحالة واقع الدين الى "كنتين" ومؤسسات سياسة ترعى النهب المنظم وتهضم حق الاخرالمختلف في الرأي ناهيك عن مجافاته للحق والحقيقة العلمية في تحوصل غريب وعنف وارهاب فكري يتنافى وكل قيم الاديان الحافلة بالتسامح وخاصةدين الاسلام.
    هناك نقاط كثيرة في القراءة اعلاه للدكتوراركون تحتاج الى مراجعة كقوله ان المسلمين لا يعرفون تاريخ الاديان ، او اعتقاده بان ما يقدمه من منهجية ابستمولوجية تفكيكية لاحداث التاريخ الاسلامي هو اكثر اتساعا من الافق الاسلامي "على حد تعبير الكاتب" ... لا اخال بان هناك عطاء بشريا هو اكثر احاطة من الوحي القرآني...
    منهجية اركون تصلح كاداة علميةلتفسير مواقف الحكام والصفوة صانعة الانساق العقيدية لهم والمستغلةاو الموظفة للدين على اطلاقة في تفسير مواقفها وسياساتها والتي احالت الاسلام الى ثيوقراطية ليست من روح الاسلام في شئ. ولكن يكبو جواد اركون كثيرا في كثير من كتاباته التي قرأتها وعن كثب طيلة ايام الحياةالجامعية في مصر حين يأتي ليعالج النصوص القرأنية.
    فاركون يعيب على الاعلان العالمي لحقوق الانسان محاكاته للمنتج الغربي في هذا المجال يرى فيه نتاج غربي منمق بلغة قرانية، فهو غير مبرأ من هذا الشأن وهو تلميذ بالدرجة الاساسة لفلاسفة فرنسا الحديثة وان ما يستخدمه من اليات ومناهج تحليلية للواقع العربي في واقع الامر ما هي الا وسائل بحثية مما توصل اليه من خلال نهله من مصادر الحضارة الغربية والفرنسية تحديدا ، فهوايضا يعمل مبضعا صنع في الغرب.
    ولكن لا بأس ان كان استخدام هذا المبضع يشخص ملاريا السودان مثلا، لانه ليس بمقدور اي طبيب ان يشخص الملاريا حتى ولو استخدم نفس الطريقة وآلة تشخيص وفحص الملاريا ، لان ليس كل طبيب حتى وان ان متخصص في الحميات يستطيع ان يشخص كل الحميات فهناك حمى المناطق الحارة والباردة....
    قصدت ان اقول امتلك الدكتور اركون المنهجية البحثية والاليات التفكيكية ، وهوايضا جارى في محاولاته لاعادة تشكيل العقل المسلم او العربي ذات المسار الذي سار فيه اقرانه الذين عالجوا اشكالية الهيمنة اللاهوتية المسيحية في اوروبا وكأن الاسلام والمسيحية بدرجةواحدة من الثراء التشريعي ونحن نعلم ان هناك اختلاف كبير بين رسالة خاتمة واخرى كانت تمهدالطريق لغيرها.
    يحمد للرجل جرأته دوما في التناول ، وهذا في حد ذاته من منطلق النقد والنقد البناء شئ مطلوب للحركة الوعي العام، ويساعد على اكتشاف الحقيقة بل الوسيلة التي قد تساعد على هندسة منظومات افكار تكون حافزة للحداثة.
    من هفوات المدرسة الاركونية هي دوما محاولتها الربط ما بين العلمانية والفكر الاسلامي كقوله ان الاسلام يسير نحوالعلمانية، يمكن ان نقول ان المسلمين او الطبقات الاسلامية المتعلمة وباستخدام الادوات المعرفية المعاصرة قد يساعدهم على فهم علمي واقعي عقلاني لتعاليم ومقاصد الدين الاسلامي دون انغلاق او تزمت عقدي، اما ان نقول ان ذلك سير نحو العلمانية وهي معروفة من حيث النشأة او الفلسفة والمذاهب التي اسست لها في العالم الغربي ، يجعل من منهجية اركون منقوصة اشبه باستخلاصات الماركسية بان الثورة الصناعية في اوروبا ستنتهي بالمشايعية او الشيوعية في حين ان نتاج حركة التطور اتت بغير نبوءات ماركس وغيرها.... لجهل او عدم معرفة تامة بميكنزمات الفلسفة الرأسمالية.

    على كل نحن في حاجة الى قراءات واعية لكل ما يكتب، يسارا او يمينا وان القراءات المتفرقة لها فوائدها الجم وليس بالضرورة ان يعتنق الانسان كل ما يقرأ او ينبهر بكل ما يقرأ.

    ودمتم
    ابوساره بابكر حسن صالح
    ****************************************************************
    مكتوب لك الدهب المجمر تتحرق بالنار دوام
                  

01-19-2004, 02:35 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جولة في فكر الدكتور محمد أركون (Re: AbuSarah)

    حتى يكون هذا النقاش نقاش مفيد
    هناك سؤال اود طرحه
    لماذا تستهوينا دائما الافكار الغريبة ولماذا نتعاطف مع المارقين؟
    والاخ الخالد
    ما فعله اركون فى ذلك العشاء مهم جدا
    لنعرف من هو تاجر الدين الحقيقى
    ويهمنا جدا ان نعرف هل اركون هذا مسلم صح اسلامه ومن الثقاة
    لاننا كمسلمين يجب ان نأخذ ديننا من الثقاة و أهل الذكر
    وفى الاسلام يجب ان يتناسب السلوك
    اما ما قلته عن ان البيرة شئ لا يذكر هذا لامر عجيب على الاقل انها من الجرائم الحدية..وأن يشربها فى ذلك الجمع فضيحة
    بعدها قراءاتك المتعددة هذه التى تقودك الى الله هذا شئ حسن ولكن ايضا من المفترض ان تحدد لك ماهو موقفك من دينك؟!!
    لا ان تبحث عن موقف وسطى بين الوثنية و التدين السماوى
    لان المسلم طريقه الى الله محدد وحقا ما خلقت الجن الانس الا ليعبدون
    فاذا علينا ان نتعبد بالطريقة التى يريدها الله لنا..
    و لكن هناك مشكلة المثقف العربى الذى يأكل ولا يهضم ولا يخرج فيصاب بالتخمة..التى تولد ابخرة تؤثر على عقله وتفكيره. ويصير مخصيا فكريا.. يهلل ويبرر لما لا يحتاج لتبرير او تهليل..
    انا اعطيك عشرات الاسماء لعلماء يكتبون يوميا دراسات رصينة
    عن الاديان المقارنة والاسلام وللاسف لم ارى احدكم يأتى بهذه المقالات

    وقضية عقل او نقل ناقشها علماء المسلمين فى فجر الاسلام
    ولكن بضاعتنا ردت الينا بكثر من التحابيش والتوليف و:ان المسلم لا يفكر ولا يفهم..
    لتفهم يجب ان تكون افكارك مقبولة فى الغرب
    وما ناقشة السمتغرب اركون ايضا قديم ومستهلك جدا
    فقط اضاف مصطلحات جديدة يعنى فلسفة اسلامية بالصلصة
    واركون لا يأخذ منه لعدم تنزهه من الغرض وتجار الدين ليس فقط فى الخرطوم.. بل منتشرين فى كل مراكز الدراسات العالمية مهمتهم
    التنقيب والبحث عن كعب آخيل المسلمين. ونشر مثل هذه المقالات
    المبهرة المليئة بالمصطلاحات التى نحن فى حالة اندهاش
    لرنتها المفخمة اكثر من معناها اى بالمبنى دون المعنى
    اذا مسحت كل المصطلحات لأطل برأسه عالم مسلم مثل ابن خلدون و الفارابى وابن رشد ألخ.. الخ

    الاخ ابو السارة اضافة جميلة
    لا يختلف السيد اركون من ادونيس وفرج فودة و ابوزيد
    ولم يكن قلبه يوم على الاسلام اكثر من انه مصدر رزق
    وللبقية مصدر شهرة ..لانهم لو غنوا مع السرب لن يسمع صوتهم أحد

    وفى انتظار اجابة لماذا ينبهر المثقف العربى
    بكل ما هو مارق؟



    Quote: مرة أخرى أعود عزيزتي د. بيان لأؤكد بأننا لسنا في صدد الكشف عن كبائر أركون أو سيئاته ، ذلك أمره مع الذي خلقه . نحن معنيون بفكره ، اتفقنا أو أختلفنا معه . وفي تقديري فان "البيرة" لا تعد شيئا بالقياس الى من يفتكون بالمسلمين ومن يزجون بهم في المعتقلات ومن يسيئون معاملتهم فذلك أدعى للكشف والمحاسبة .
    --------------------------------------------------------------------------------



    عزيزى خالد الا ترى تناقض بين ارائك السياسية والثقافية
    ماذا يهمنى ان اعرف عن حكام الخرطوم.. اذا سرقوا او زنوا و
    او استقلوا سللطاتهم واليس هذا من قبيل الاشياء الشخصية..
    اذا اتى الوالى وقال البنات يجب عليهن لبس العباءة
    فلا نحتاج ان يأتى احدهم ليكشف لنا ان ذلك الوالى رجل داعر وتاجر دين
    من يفتكون بالمسلمين ويزجون بهم فى السجون وهم يدعون الاسلام
    لا يختلفون عن هذا الاركون الذى لا يعرف ابسط قواعد اللياقة لدين
    يسترزق منهواذا بليتم فاستتروا وان يحترم الآخر كما احترمه
    بقية البروفسرات غير المسلمين...
                  

01-19-2004, 02:35 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جولة في فكر الدكتور محمد أركون (Re: AbuSarah)

    حتى يكون هذا النقاش نقاش مفيد
    هناك سؤال اود طرحه
    لماذا تستهوينا دائما الافكار الغريبة ولماذا نتعاطف مع المارقين؟
    والاخ الخالد
    ما فعله اركون فى ذلك العشاء مهم جدا
    لنعرف من هو تاجر الدين الحقيقى
    ويهمنا جدا ان نعرف هل اركون هذا مسلم صح اسلامه ومن الثقاة
    لاننا كمسلمين يجب ان نأخذ ديننا من الثقاة و أهل الذكر
    وفى الاسلام يجب ان يتناسب السلوك
    اما ما قلته عن ان البيرة شئ لا يذكر هذا لامر عجيب على الاقل انها من الجرائم الحدية..وأن يشربها فى ذلك الجمع فضيحة
    بعدها قراءاتك المتعددة هذه التى تقودك الى الله هذا شئ حسن ولكن ايضا من المفترض ان تحدد لك ماهو موقفك من دينك؟!!
    لا ان تبحث عن موقف وسطى بين الوثنية و التدين السماوى
    لان المسلم طريقه الى الله محدد وحقا ما خلقت الجن الانس الا ليعبدون
    فاذا علينا ان نتعبد بالطريقة التى يريدها الله لنا..
    و لكن هناك مشكلة المثقف العربى الذى يأكل ولا يهضم ولا يخرج فيصاب بالتخمة..التى تولد ابخرة تؤثر على عقله وتفكيره. ويصير مخصيا فكريا.. يهلل ويبرر لما لا يحتاج لتبرير او تهليل..
    انا اعطيك عشرات الاسماء لعلماء يكتبون يوميا دراسات رصينة
    عن الاديان المقارنة والاسلام وللاسف لم ارى احدكم يأتى بهذه المقالات

    وقضية عقل او نقل ناقشها علماء المسلمين فى فجر الاسلام
    ولكن بضاعتنا ردت الينا بكثر من التحابيش والتوليف و:ان المسلم لا يفكر ولا يفهم..
    لتفهم يجب ان تكون افكارك مقبولة فى الغرب
    وما ناقشة السمتغرب اركون ايضا قديم ومستهلك جدا
    فقط اضاف مصطلحات جديدة يعنى فلسفة اسلامية بالصلصة
    واركون لا يأخذ منه لعدم تنزهه من الغرض وتجار الدين ليس فقط فى الخرطوم.. بل منتشرين فى كل مراكز الدراسات العالمية مهمتهم
    التنقيب والبحث عن كعب آخيل المسلمين. ونشر مثل هذه المقالات
    المبهرة المليئة بالمصطلاحات التى نحن فى حالة اندهاش
    لرنتها المفخمة اكثر من معناها اى بالمبنى دون المعنى
    اذا مسحت كل المصطلحات لأطل برأسه عالم مسلم مثل ابن خلدون و الفارابى وابن رشد ألخ.. الخ

    الاخ ابو السارة اضافة جميلة
    لا يختلف السيد اركون من ادونيس وفرج فودة و ابوزيد
    ولم يكن قلبه يوم على الاسلام اكثر من انه مصدر رزق
    وللبقية مصدر شهرة ..لانهم لو غنوا مع السرب لن يسمع صوتهم أحد

    وفى انتظار اجابة لماذا ينبهر المثقف العربى
    بكل ما هو مارق؟



    Quote: مرة أخرى أعود عزيزتي د. بيان لأؤكد بأننا لسنا في صدد الكشف عن كبائر أركون أو سيئاته ، ذلك أمره مع الذي خلقه . نحن معنيون بفكره ، اتفقنا أو أختلفنا معه . وفي تقديري فان "البيرة" لا تعد شيئا بالقياس الى من يفتكون بالمسلمين ومن يزجون بهم في المعتقلات ومن يسيئون معاملتهم فذلك أدعى للكشف والمحاسبة .
    --------------------------------------------------------------------------------



    عزيزى خالد الا ترى تناقض بين ارائك السياسية والثقافية
    ماذا يهمنى ان اعرف عن حكام الخرطوم.. اذا سرقوا او زنوا و
    او استقلوا سللطاتهم واليس هذا من قبيل الاشياء الشخصية..
    اذا اتى الوالى وقال البنات يجب عليهن لبس العباءة
    فلا نحتاج ان يأتى احدهم ليكشف لنا ان ذلك الوالى رجل داعر وتاجر دين
    من يفتكون بالمسلمين ويزجون بهم فى السجون وهم يدعون الاسلام
    لا يختلفون عن هذا الاركون الذى لا يعرف ابسط قواعد اللياقة لدين
    يسترزق منهواذا بليتم فاستتروا وان يحترم الآخر كما احترمه
    بقية البروفسرات غير المسلمين...
                  

01-19-2004, 02:35 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جولة في فكر الدكتور محمد أركون (Re: AbuSarah)

    حتى يكون هذا النقاش نقاش مفيد
    هناك سؤال اود طرحه
    لماذا تستهوينا دائما الافكار الغريبة ولماذا نتعاطف مع المارقين؟
    والاخ الخالد
    ما فعله اركون فى ذلك العشاء مهم جدا
    لنعرف من هو تاجر الدين الحقيقى
    ويهمنا جدا ان نعرف هل اركون هذا مسلم صح اسلامه ومن الثقاة
    لاننا كمسلمين يجب ان نأخذ ديننا من الثقاة و أهل الذكر
    وفى الاسلام يجب ان يتناسب السلوك
    اما ما قلته عن ان البيرة شئ لا يذكر هذا لامر عجيب على الاقل انها من الجرائم الحدية..وأن يشربها فى ذلك الجمع فضيحة
    بعدها قراءاتك المتعددة هذه التى تقودك الى الله هذا شئ حسن ولكن ايضا من المفترض ان تحدد لك ماهو موقفك من دينك؟!!
    لا ان تبحث عن موقف وسطى بين الوثنية و التدين السماوى
    لان المسلم طريقه الى الله محدد وحقا ما خلقت الجن الانس الا ليعبدون
    فاذا علينا ان نتعبد بالطريقة التى يريدها الله لنا..
    و لكن هناك مشكلة المثقف العربى الذى يأكل ولا يهضم ولا يخرج فيصاب بالتخمة..التى تولد ابخرة تؤثر على عقله وتفكيره. ويصير مخصيا فكريا.. يهلل ويبرر لما لا يحتاج لتبرير او تهليل..
    انا اعطيك عشرات الاسماء لعلماء يكتبون يوميا دراسات رصينة
    عن الاديان المقارنة والاسلام وللاسف لم ارى احدكم يأتى بهذه المقالات

    وقضية عقل او نقل ناقشها علماء المسلمين فى فجر الاسلام
    ولكن بضاعتنا ردت الينا بكثر من التحابيش والتوليف و:ان المسلم لا يفكر ولا يفهم..
    لتفهم يجب ان تكون افكارك مقبولة فى الغرب
    وما ناقشة السمتغرب اركون ايضا قديم ومستهلك جدا
    فقط اضاف مصطلحات جديدة يعنى فلسفة اسلامية بالصلصة
    واركون لا يأخذ منه لعدم تنزهه من الغرض وتجار الدين ليس فقط فى الخرطوم.. بل منتشرين فى كل مراكز الدراسات العالمية مهمتهم
    التنقيب والبحث عن كعب آخيل المسلمين. ونشر مثل هذه المقالات
    المبهرة المليئة بالمصطلاحات التى نحن فى حالة اندهاش
    لرنتها المفخمة اكثر من معناها اى بالمبنى دون المعنى
    اذا مسحت كل المصطلحات لأطل برأسه عالم مسلم مثل ابن خلدون و الفارابى وابن رشد ألخ.. الخ

    الاخ ابو السارة اضافة جميلة
    لا يختلف السيد اركون من ادونيس وفرج فودة و ابوزيد
    ولم يكن قلبه يوم على الاسلام اكثر من انه مصدر رزق
    وللبقية مصدر شهرة ..لانهم لو غنوا مع السرب لن يسمع صوتهم أحد

    وفى انتظار اجابة لماذا ينبهر المثقف العربى
    بكل ما هو مارق؟



    Quote: مرة أخرى أعود عزيزتي د. بيان لأؤكد بأننا لسنا في صدد الكشف عن كبائر أركون أو سيئاته ، ذلك أمره مع الذي خلقه . نحن معنيون بفكره ، اتفقنا أو أختلفنا معه . وفي تقديري فان "البيرة" لا تعد شيئا بالقياس الى من يفتكون بالمسلمين ومن يزجون بهم في المعتقلات ومن يسيئون معاملتهم فذلك أدعى للكشف والمحاسبة .
    --------------------------------------------------------------------------------



    عزيزى خالد الا ترى تناقض بين ارائك السياسية والثقافية
    ماذا يهمنى ان اعرف عن حكام الخرطوم.. اذا سرقوا او زنوا و
    او استقلوا سللطاتهم واليس هذا من قبيل الاشياء الشخصية..
    اذا اتى الوالى وقال البنات يجب عليهن لبس العباءة
    فلا نحتاج ان يأتى احدهم ليكشف لنا ان ذلك الوالى رجل داعر وتاجر دين
    من يفتكون بالمسلمين ويزجون بهم فى السجون وهم يدعون الاسلام
    لا يختلفون عن هذا الاركون الذى لا يعرف ابسط قواعد اللياقة لدين
    يسترزق منهواذا بليتم فاستتروا وان يحترم الآخر كما احترمه
    بقية البروفسرات غير المسلمين...
                  

01-19-2004, 07:53 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جولة في فكر الدكتور محمد أركون (Re: bayan)

    عزيزي أبوسارة
    اضافتك قيمة وسأقرأها بتمعن أكثر

    عزيزتي د. بيان

    جيد أن نتناقش بهدوء لنصل الى نتائج من خلال الجدل الفكري
    سأعود للرد على مهل حين أعود الى الرياض اذ أنني الآن خارجها وسأعود صباح الخميس باذن الله
                  

01-21-2004, 00:00 AM

AbuSarah

تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جولة في فكر الدكتور محمد أركون (Re: خالد عويس)

    Thanks Khalid,
    Wish you safe arrival to Riyadh

    AbuSara
                  

01-26-2004, 04:33 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جولة في فكر الدكتور محمد أركون (Re: AbuSarah)

    حبيبي أبوسارة
    عدت بالسلامة الى الرياض ، وأدمى بوردابها فؤادي بتكريم يليق بالعظماء وحدهم ومن صنعوا شيئا فريدا لأوطانهم ، وأنا لست الا طفلا يحبو في مدرسة الوطنيين الحقيقيين ، ولست الا (هاربا) من الوطن . وعلىّ أن أجثو على ركبتي امتنانا وعرفانا لفلاح بسيط في الدمازين ، أو عامل في عطبرة أو راع في سهول كردفان ، أو صابر في أحراش واو . هم أنبل منا وأكثر جمالا ووطنية .

    عزيزتي بيان
    أرجو أن يتسع صدرك لي ، بمثلما تتسع صدورنا لك ، فقد عدت ، وآمل أن يكون العود أحمد
    أراك تكيلين الاتهامات يمنة ويسرة ، وتدارين تناقضاتك فحسب من خلال اعراضك عن الرد عن أسئلة حيوية وجهتها لك . نحن هنا لسنا بصدد النقاش عمن هو مسلم ، وعمن هو غير مسلم أو (مشكوك في اسلامه) ، ولا أزال أستنكر وبقوة تفتيشك في ضمائر خلق الله ، سوى كان أركون أو حتى ...أنا !!

    قلت : وهل اركون مسلم ملتزم؟
    ثم أضفت : ام انك تؤمن باطروحات اركون
    ثم : فأعلموا عن من تأخذون دينكم؟

    أنا أستغرب هذا الطرح المتناقض العجيب !!
    أولا : لماذا تسألين عن التزام أركون ، هل يعلم ما في القلوب الا الله !! كم من مسلم نراه متبتلا عابدا ، وقلبه مملوء بالأحقاد والتشفي !! نعم نشهد للعبد بالصلاح اذا ارتاد المساجد ، لكن هل هذا يكفي ؟ الدين المعاملة . هنا ... في مقر اقامتي ، ألحظ الكثيرين يؤدون صلواتهم جبرا أو رغبة في المساجد ، بل ويؤم بعضهم الناس ، ثم لا يتورعون عن أكل حقوق العاملين معهم بالباطل ، ويعاملونهم كالدواب !! اذن ، هل أن أحكم بظاهر الأشياء وحدها ؟
    ان الله عز وجل لا ينظر الى سحناتنا ولا ألواننا ، ينظر الى قلوبنا ... لأن الأعمال بالنيات ، وكم من معصية ذهب بصاحبها الى الجنة نتيجة الندم والتوبة ، وكم من عمل خير ذهب بصاحبه الى النار نتيجة الفخر والكبر والزهو والاستكبار حتى على الله . أنا لا أؤمن يا عزيزتي بهذه المدرسة التي تقدّس بعض لأعمالهم الظاهرة ، أنا أكثر ميلا للنهج الصوفي الشفاف ، الذي يحاسب النفس فحسب ، وينشغل بها _ لأن أمرها جلل _ عن رصد آثام الآخرين !!
    ثم ... ما الضير في أن أعجب ببعض أفكار أركون أو سواه !! هذا عجيب ، هل كتب علينا أن ننكفيء فحسب على كتابات بعينها ، تفصلنا عنها على الأقل سبعة قرون ، لننظر بريبة الى كل جديد يكتب ؟!
    والأعجب من ذلك ، أنك ركزت كل دفوعاتك عن آرائك _ وبتشنج واضح _ على شخصية أركون ، وتغافلت تماما عن أفكاره . هل لك أن تبرري لي سبب عدائك للرجل بناء على تفكيك منطقي لأفكاره . أوردي لي نماذج من كتاباته تختلفين حولها معه .

    ... وأعلموا عن من تأخذون دينكم ؟!
    قولي لي ... ما هو الدين بنظرك ؟! أم أنك تسقطين العقل تماما ، لتستندين الى النقل فقط وبتقديس كامل لـ (ثقاة) بعينهم ، هم أنفسهم كانوا مجتهدين في عصورهم ، وأعملوا العقل فيما وصل اليك . أنا يا عزيزتي أخذ منهم ، ومن غيرهم ، ومن أركون ، ومن التأمل في في الكون ، ومن تفكيري في الصائب ورغبتي في الوصول الى الحقيقة . هل هذا خاطيء بنظرك ؟!
    نقطة أخيرة في هذا المحور .... محمد أركون مفكر متعدد الوجوه ، هو ليس مفتي ، ولا أطلق على نفسه لقب المشيخة الدينية . وبالضرورة ، لابد أن يطرح المفكر أسئلة . المشكلة هنا يا عزيزتي ، اذ تعجز المؤسسة الدينية التقليدية عن اجتراح اجابات عن معظم أسئلة العصر . لا لعجز في الدين ، ولا القرآن ولا السنة ، انما لعجز في العقل نتيجة الجمود والانكباب على التلقين والقديم فحسب .

    أما قولك وفوق هذا وذاك أركون من اولئك الجزائرين الذين خانوا حرب التحرير
    الجزائرية واندمج بكليته فى المؤسسة الفرنسية
    أرجو أن تقرأي مستغانمي بعمق ، لكي تدركي أن الابطال أنفسهم ، ليسوا على النحو الذي يطابق تصوراتنا ... وهذا لا يهمنا في شيء .. المقياس عندي فيما يطرح أركون ، لا فيما يتعلق بشخصه وتاريخه مهما يكن هذا التاريخ .

    بخصوص البيرة
    قلت المشكلة ما من البلهارسيا لى حميركم المشكلة من الكلام البقروش
    والاسترزاق بالاسلام.. كان احسن لى يدرس بس لغة فرنسية وتاريخ
    يخلى الاسلام فى حاله

    يخلي الاسلام في حاله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    لمن ؟؟
    للذين تؤمنين بهم قديسين في حظيرة الاسلام !!
    وهل الدين ، والتفكر في تاريخ المسلمين أضحى حكرا لفئة محددة ؟
    هل تقسمين على أن كل الفقهاء الذين نؤمن بهم ونتبع مقولاتهم ، لم تكن لهم زلات وأخطاء ، حتى نحاسب أركون على هفواته وزلاته ؟!
    أما كان بعض الأتباع يشربون حتى في أثناء الحرب ، ويسجنون لذلك ، ثم يطلق سراحهم ليجاهدوا ، فيجاهدوا حق الجهاد ، ويكونون سببا في نصر المسلمين !! ألم تكن قصة درسناها جميعا ؟!
    أنا لا أبرر للشرب ، لكن يا عزيزتي دعي الخلق للخالق ، ودعي محاسبتهم فيما يتعلق بتصرفاتهم الشخصية لمولاهم ، أما التصرفات العامة الذي تلحق أذى بالآخرين ، فهي الأدعى للادانة والصرامة والمحاسبة ... الدين المعاملة ، وانما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .
    قلت

    لماذا تستهوينا دائما الافكار الغريبة ولماذا نتعاطف مع المارقين؟
    هل أكرر ما ذكرته آنفا يا عزيزتي ، بأنني أرمي بصري في الاتجاهات كافة ، كي أفكّر بطريقة منظمة ، ولا أتعامى أبدا عن جهد بشري في ميدان الفكر ؟!

    سأعود ... لأنني مضطر للخروج الآن
                  

01-26-2004, 09:58 PM

Eisa Hamouda

تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 52

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جولة في فكر الدكتور محمد أركون (Re: خالد عويس)

    Dear Khalid
    It has been ages since we last met, talked or esacpaed the security cordons together. since then we took, apparently different paths!but one thing: the longing for more freedom in minds and souls. I miss you Akhi and let me send my condolonces in missing your father/friend amanaa Ibrahim. let me also send my congratulations for the continous successes you made since we last time met: your novel, your short stories and the press work. please let me know if you have any trip to London so we can arrange to meet.

    Dear Bayan it is not difficult to see from where you come:the defensive,reactive old vision of old islamic scholars, with unbeatable nostalgia to the a model that hardly existed!
                  

01-27-2004, 01:21 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جولة في فكر الدكتور محمد أركون (Re: Eisa Hamouda)

    ياااااااااااااهـ د. عيسى حمودة !!!
    مفاجأة من الوزن الثقيل !!
    تذكرت أشياء كثيرة رائعة يا عزيزي ، أنتخابات جامعة الخرطوم مرارا ، أمسية عاطف خيري والصادق الرضي ، جلساتنا في "طب" ، داخلية حسيب ، كلية التمريض ، عندما حوصرنا من قبل جهاز الأمن ، وكان معهم المرحوم علي عبدالفتاح !! أتذكر !! ، "ميري" ، هل تذكرها ؟ لا زلت أحبها يا عيسى وأعتبرها أمي الثانية ، وأشتهي قهوتها .
    كنت في لندن بالفعل في يوليو / أغسطس 2002 ، في فندق صغير يدعى بوستون كورت أوتيل قرب اجوار رود . ولو كنت أعلم أنك في لندن لحاولت بشتى السبل الاتصال بك . غريب أن مروان لم يخبرني بوجودك في لندن !! عموما أنا في طريقي الى دبي الآن ، وستجبرني ظروف العمل على التنقل الى عواصم ومدن كثيرة ، ستكون من بينها لندن ، فتوقع مجيئي .
    وشكرا عميقا لك على العزاء ، وعلى التهنئة أيضا ، وسعيد بمتابعتك أعمالي .
    فلنكن على اتصال وليتك تضع أرقام هواتفك على بريدي الالكتروني
    [email protected]

    عزيزتي بيان

    قلت
    عزيزى خالد الا ترى تناقض بين ارائك السياسية والثقافية
    ماذا يهمنى ان اعرف عن حكام الخرطوم.. اذا سرقوا او زنوا و
    او استقلوا سللطاتهم واليس هذا من قبيل الاشياء الشخصية..
    اذا اتى الوالى وقال البنات يجب عليهن لبس العباءة
    فلا نحتاج ان يأتى احدهم ليكشف لنا ان ذلك الوالى رجل داعر وتاجر دين
    من يفتكون بالمسلمين ويزجون بهم فى السجون وهم يدعون الاسلام
    لا يختلفون عن هذا الاركون الذى لا يعرف ابسط قواعد اللياقة لدين
    يسترزق منهواذا بليتم فاستتروا وان يحترم الآخر كما احترمه
    بقية البروفسرات غير المسلمين...
    وها أنا أعيد تقطيع ولصق عبارتك لأنبهك الى تناقض مريع يتلبس تفكيرك

    اذا سرقوااو استقلوا سللطاتهم واليس هذا من قبيل الاشياء الشخصية
    هل تؤمنين بهذا فعلا ؟؟
    أنا لا أؤمن به
    أنا أؤمن بالعفو عن المحتاج الذي يمد يده ليأكل حتى لو كان ذلك من أموال الناس ، لكني لا أؤمن أبدا بالعفو عن "اللصوص الكبار" الذين قارنتيهم ظلما بأركون . هم يختلفون اختلافا جذريا عن أركون !!
    أنا لا أؤمن بأن هذا شأنا شخصيا ، اذن ما هو الشأن العام برأيك ؟!

    وقلت
    اذا اتى الوالى وقال البنات يجب عليهن لبس العباءة
    فلا نحتاج ان يأتى احدهم ليكشف لنا ان ذلك الوالى رجل داعر وتاجر دين
    من يفتكون بالمسلمين ويزجون بهم فى السجون وهم يدعون الاسلام
    لا يختلفون عن هذا الاركون الذى لا يعرف ابسط قواعد اللياقة لدين
    يسترزق منه
    أولا ، ليس على الوالي أن يوجب على البنات لبس العباءة ، أو غيرها من الأمور الشخصية ، فهذه من الأمور التي أدت لانصراف الولاة عن تدبير الشؤون الكبرى ، والمسائل الحيوية لمطاردة القشور واصطناع التدين . على الوالي أن "يعبّد طرق العراق لئلا تعثر بغلة ... بغلة ناهيك عن انسان "!!
    من قال لك أن أركون يسترزق بالدين ؟!
    كيف ؟!
    ومتى ؟!
    ان أركون مسلم ، وليس اسلاميا . هذا هو الفرق الجوهري الذي يغيب عنك . المسلم ، مثل أركون ومثلي ، لا يتستر بالدين ، ويطلق على نفسه الألقاب الدينية زلفى للناس ، استرزاقا بالدين . أما غالبية الاسلامويين ، فهم من يسترزقون بالدين ، ويصرّون على جعله القضية "الاعلامية" الأبرز ، جاعلين من كل حدث ، حتى لو كان تافها كقضية الحجاب في فرنسا ، فرصة ذهبية لاظهار عاطفتهم الدينية وحماستهم منقطعة النظير للدين استدرارا لعطف الآخرين ، وادعاء وانتهازية باسم الدين .
    ثارت ثائرة هؤلاء حين منعت حكومة شيراك الحجاب في المدارس الحكومية في فرنسا ، وهذا اجراء ، فيه قدر من التعسف بحق أمر ديني صرف ، لكن ، كان أولى بـ "ثقاتكم" أن يبذلوا ربع الجهد الذي بذلوه في الصياح والزعيق على شيراك ، أن يدرسوا ويفككوا الأسباب التي حدت بكل هذا العدد من المسلمين للالتحاق بالغرب والاستقرار فيه ، وترك بلدانهم "الاسلامية" . هناك ، قد تسلبك الحكومات الحجاب . هنا ، في الغالب ، تسلبك "الحكومات الرشيدة " ... حياتك !!
    الا ترين الفارق شاسعا ؟
    هذا بالضبط ، جزء مما نقوله ، ويقوله أركون وسواه من الذين تقومين بـ "نهينا " و"زجرنا" عن الاقتراب من "بؤرهم المتعفنة" و"نواياهم السيئة" !!


    قلت
    لا يختلف السيد اركون من ادونيس وفرج فودة و ابوزيد
    ولم يكن قلبه يوم على الاسلام اكثر من انه مصدر رزق
    وللبقية مصدر شهرة ..لانهم لو غنوا مع السرب لن يسمع صوتهم أحد

    هل لك أن تفككي لي أفكار هؤلاء ، وعلى أي أساس أطلقت حكما قاسيا بحقهم !! هل حكمك نتاج تدبر معمق لمنظوماتهم الفكرية ، أم نتاج "نقل" من "ثقاة" أشاعوا كفرهم وزندقتهم ؟!


    قلت :ولم يكن قلبه يوم على الاسلام اكثر من انه مصدر رزق
    عجيب أمر هذه الثقة العالية بالنفس ، المخوّلة بالكشف عن نوايا الآخرين بناء على أفكار يختلف الناس حولها . مثل هذا الحكم لا يصدر الا بحق "جماعة انتهكت حقوق الناس السياسية والمدنية وعذبتهم وقتلتهم ... باسم الدين" لا بحق مفكرين يا عزيزتي ، كل ذنبهم أن سلاحهم في وجه مخالفيهم في الرأي كان الحبر والورق ، والأرق !!

    قلت
    وللبقية مصدر شهرة ..لانهم لو غنوا مع السرب لن يسمع صوتهم أحد
    متى كان الخروج عن النسق الثقافي السائد في واقعنا المتخلف هذا مدعاة للشهرة !!
    آهـ ،، صحيح ، لقد حقق الشهيد فرج فودة شهرة واسعة ، كان يتمناها بالفعل !!
    اسمحي عزيزتي بالقول ، أن مثل هذا التفكير يجانب الصواب تماما ، هذا اذا أبعدنا عنه شبهة السطحية .

    قلت
    اذا مسحت كل المصطلحات لأطل برأسه عالم مسلم مثل ابن خلدون و الفارابى وابن رشد

    عظيم جدا هذا التناقض ، لأنك ببساطة تستندين الى مفكرين عظام لقوا ما لقوا في زمانهم من عسف وظلم وجور وارهاب ... !! ما الفرق بينهم اذن وبين فودة ونصر أبي زيد وأركون ؟

    قلت

    اما ما قلته عن ان البيرة شئ لا يذكر هذا لامر عجيب على الاقل انها من الجرائم الحدية..وأن يشربها فى ذلك الجمع فضيحة
    بعدها قراءاتك المتعددة هذه التى تقودك الى الله هذا شئ حسن ولكن ايضا من المفترض ان تحدد لك ماهو موقفك من دينك؟!!

    مرة أخرى نعود الى فهم الوصاية ، وبصورة أشد هذه المرة
    ليس بالضرورة عزيزتي أن تتطابق رؤيتي حيال ديني مع رؤيتك
    حسنا ، اذا شئت الصراحة ، أنا مؤمن بأن رؤيتي أقرب الى رؤية الدين السمح ، الوسطي ، المعتدل ، الذي يضع أولويته في الموضوع مثار النقاش على قيم العدل والمساواة والحرية لا على المظهر والشرب والحجاب . الاسلام أنا أراه مقاصد للخير ، ورحمة ، وأنت _ والله أعلم _ ترينه مظاهر ، فمن شرب مثلا ، أو (لم تتحجب) حسمت قضيته عندك !! وأضحى مدانا بالكامل ، بل أشك في أنك تنظرين اليه باعتباره ذاهب الى النار لا محالة . أنا أؤمن بأن رحمة الله وسعت كل شيء ، وأن مثل هذه الهفوات والمنكرات لا تعد شيئا بالنظر الى الكبائر ، التي أراها في الظلم بشتى أنو اعه
    أنسيت عزيزتي أن المولى عز وجل حرم الظلم على نفسه وجعله محرما على عباده ؟؟
    لماذا نحن نتغافل عن هذا التحريم المغلظ والمشدد لندور حول القشور
    أنا أرى أن شراب أركون ، لم يضر أبدا مثلما أضر ظلم الحجاج ، وابو العباس السفاح ويزيد بن معاوية ، وووووووووووووووووووووووووووو عمر البشير .
    هذا هو الأساس بالنسبة لي ، وأنا أرى الاسلام هكذا
    فلتعتبري هذا من قبيل اختلاف العلماء رحمة !!

    قلت

    لان المسلم طريقه الى الله محدد وحقا ما خلقت الجن الانس الا ليعبدون

    لكن يا عزيزتي بأي أسلوب للعبادة وبأية طريقة ؟!
    هل هو حقا محدد وقاطع بهذه الطريقة ؟
    يقينك هذا بحد ذاته "كارثة فكرية" ، اذ ، سيحصر لا محالة الذاهبين الى الجنة في الطريقة الوحيدة التي تؤمنين بها مؤدية الى الله !!
    كيف اذن تنظرين الى اختلاف درجات الايمان ، واختلاف الصوفية عن الاسلاميين عن السلفيين ... الخ ؟!
    كل يرى الطريق بطريقته ، فهل لك أن تحددي لي أي طريق هو الأصوب ؟
    أنا سأقول لك ، بأن الوجهات كلها تؤدي الى الله " اذا سلمت النوايا" فالعبرة بها ، لا بالأعمال التي نراها ونخال أنها المنتهى !!

    ثم يعن لك أختي بيان أن تتهميني باتهام غريب جدا
    لا ان تبحث عن موقف وسطى بين الوثنية و التدين السماوى
    ولن أعلّق على هذا الأمر ، لسبب بسيط ، هو أنني كنت سأدافع عن نفسي فيما لو كان أمر حسابي موكولا اليك ، لكنه _ بحمد الله _ موكول الى غفور رحيم ، يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وهو الهادي لا نحن . وطالما أن أمري بيديه فأنا لا أخشى شيئا بكل صدق ، لأنني لا أخاف الله . أنا أحبه ، وأملي كبير بأن يغفر لي ذنوبي ما ظهر منها وما بطن ، وما أكثرها ، لكني لن أقطع الرجاء يوما ما ، ولن أجعل من علاقتي به سلعة للمتاجرة . يكفي أنه يعلم ما بقلبي .

    قلت

    و لكن هناك مشكلة المثقف العربى الذى يأكل ولا يهضم ولا يخرج فيصاب بالتخمة..التى تولد ابخرة تؤثر على عقله وتفكيره. ويصير مخصيا فكريا.. يهلل ويبرر لما لا يحتاج لتبرير او تهليل..
    انا اعطيك عشرات الاسماء لعلماء يكتبون يوميا دراسات رصينة
    عن الاديان المقارنة والاسلام وللاسف لم ارى احدكم يأتى بهذه المقالات

    لا تحددي لنا ، أي المقالات ننقل ، ولا تحددي لنا الرصانة من عدمها ، فنحن نملك عقولا تفرز وتقرأ جيدا . والخصاء الفكري _ في نظري _ هو "العجز" عن تحديد الأزمة الذاتية التي نعاني منها ، والطريقة التي ننكفيء بها على الماضي ، وعجزنا عن التأمل والنظر بانفتاح على الرغم من أنها دعوة قرأنية . الخصاء الحقيقي عزيزتي ، هو عجز "بعض" عن مقارعة الحجة بالحجة ، والفكرة بالفكرة ، لينتهي بهم وبهن الأمر الى الفتك بأصحاب الأفكار "باسم الدين " !!
    ولماذا توجهين الأوامر بنقل هذا المقال وترك ذاك ، لماذا لا تنقل الينا السيدة بيان من المقالات ما تراه مناسبا ومتساوقا مع "الرصانة" بدلا من اعطائي أسماء عشرات العلماء ؟؟
    ولماذا تعجز السيدة بيان عن تبيان حججها ضد فكر أركون بدلا من التحدث عن "خمرياته" وحياته الخاصة ؟؟
    وهل حضرت السيدة بيان مجلس "البيرة" ؟؟
    ولماذا لم تنسحب من المجلس المذكور حين طقن كؤوس الخمر ... ألا يعد ذلك محرما ، حتى مجرد التواجد في مجلس فيه خمر ؟!
    ولي عودة
                  

01-27-2004, 05:30 PM

شتات
<aشتات
تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 1166

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جولة في فكر الدكتور محمد أركون (Re: خالد عويس)

    يا خالد قبل أن تواصل ..
    استريحـــو هنا رويدا مع محمد أركون
    ولكم كل الحب
    صـلاح / شتات


    كتاب يتحدث بصوتين.. من مانهاتن إلى بغداد أركون في كتابه الجديد بالاشتراك مع مايلا ينتقد الانغلاقات المزمنة داخل التراث الإسلامي وسياسة القوة الغربية المنفلتة
    هاشم صالح
    2003 / 2 / 27
    كتاب يتحدث بصوتين.. من مانهاتن إلى بغداد
    أركون في كتابه الجديد بالاشتراك مع مايلا ينتقد الانغلاقات المزمنة داخل التراث الإسلامي وسياسة القوة الغربية المنفلتة

    أخيرا صدر كتاب محمد اركون وجوزيف مايلا، الذي كان متوقعاً منذ عدة أشهر، وكما يدل عليه عنوانه فإنه يقدم تحليلاً معمقاً للوضع الراهن وللأزمة الرهيبة التي تشغل العالم اليوم، وهي أزمة تمتد من مانهاتن في قلب نيويورك، إلى بغداد، وما أدراك ما بغداد، في هذه الظروف المصيرية التي تتسارع فيها حركة التاريخ.. وبالتالي فربما كان تأخر الكتاب من حظه لا ضده، لأنه صدر في عزّ المعركة، أو في زحمة الأحداث.
    هذا الكتاب يتحدث بصوتين، ويمكن القول بأنه مكتوب بقلمين: القلم الأول هو لمحمد اركون، أحد كبار الاختصاصيين في شؤون الفكر الإسلامي قديماً وحديثاً. وأما القلم الثاني فهو للباحث اللبناني الأصل جوزيف مايلا، عميد كلية العلوم الاجتماعية والاقتصادية في المعهد الكاثوليكي في باريس، وهو مختص أيضاً بشؤون الشرق الأوسط والإسلام.
    وبالتالي فالباحثان يكملان بعضهما بعضا، فالأول، أي اركون، يركز على الجانب الفكري أو الفلسفي العميق للأحداث، والثاني يركز على الجانب السياسي والجيوبوليتيكي، دون أن يعني ذلك أنه لا يطرح أسئلة فلسفية مهمة..
    هدف هذا الكتاب الأساسي هو: فهم هذا الحدث الرهيب الذي يدعى 11 سبتمبر، وفهم انعكاساته الضخمة على السياسة الدولية ومصير العالم. فمن الواضح أننا لا نزال نعيش في مرحلة 11 سبتمبر، وفي خضم التفاعلات والأزمات التي ولّدها. بالطبع لقد ظهرت كتب عديدة عن 11 سبتمبر طيلة الشهور الماضية، وذلك في مختلف اللغات، من انجليزية وفرنسية وسواهما، ولكن ربما كانت ميزة هذا الكتاب هي أنه لا يكتفي بالتحليل الصحافي أو السياسي السريع للحدث، وإنما ينبش عن جذوره وأعماقه التاريخية. فحدث ضخم من هذا الحجم والمستوى، لا يمكن فهمه إلا إذا موضعناه ضمن منظور المدة الطويلة للتاريخ، كما يقول اركون. من المعلوم أن المؤرخ الفرنسي الشهير فيرنان بروديل، كان قد تحدث عن ثلاثة مصطلحات اساسية: الأول هو مصطلح المدة القصيرة للتاريخ، والثاني المدة المتوسطة، والثالث المدة الطويلة.
    ربما أن اركون من تلامذة بروديل والمدرسة التاريخية الفرنسية الكبيرة المدعوة بمدرسة «الحوليات»، فإنه طبق منهجيتها ومصطلحاتها على دراسة بن لادن والظاهرة الأصولية المتطرفة بشكل عام. فهذه الظاهرة لا يمكن فهمها إلا إذا عدنا في الزمن طويلاً إلى الوراء، وبالتالي فالتحليل الصحافي الذي يكتفي بقراءة الحدث من خلال منظور المدة القصيرة التي لا تتجاوز العشر سنوات أو العشرين سنة على أكثر تقدير، لا يمكنه أن يفهم الأسباب أو الجذور الحقيقية لحدث من هذا النوع. وحتى منظور المدة المتوسطة الذي يشمل مائة سنة، ويربط حدث (11) سبتمبر بالصراع الجاري بين العالم الإسلامي والغربي منذ أيام المرحلة الاستعمارية، لا يكفي. إنما يلزمنا أن نموضع الأمور ضمن منظور المدة الطويلة التي تصل إلى ألف سنة وربما أكثر، لكي نستطيع أن نتلمس الجذور العميقة للمشكلة. فالفكر الأصولي المتشدد له جذور عميقة لا يمكن التوصل إليها إلا عن طريق المنهجية الاركيولوجية على طريقة فوكو، أو الجنيالوجية على طريقة نيتشه. وهي المنهجية التي يطبقها اركون منذ سنوات طويلة، مع اضافة كل المنهجيات الأخرى: كالمنهجية الألسنية، والسيميائية الدولية، والانثربولوجية، والسوسيولوجية، ومنهجية مدرسة الحوليات التاريخية كما قلنا. باختصار، فإن الرجل يجيّش كل منهجيات العلوم الإنسانية والاجتماعية لفهم هذا الحدث الضخم: (11) سبتمبر.
    وفي أثناء ذلك، يستعرض العلاقات الكائنة بين العالم الإسلامي/ والعالم الغربي على مدار القرون، وهذا ما يفعله جوزيف مايلا ايضا، لكن مع حصر الأمور ضمن منظور المدة المتوسطة التي لا تتجاوز المائة سنة في معظم الأحيان.
    لكن هل يعني ذلك أن اركون ينتقد فقط الجهة الإسلامية ويلقي عليها وحدها مسؤولية الحدث؟، بالطبع لا، فالرجل ينتقد أيضا الغرب ولا يعفيه من المسؤولية أبداً، ومنذ الصفحة الأولى لمقدمة الكتاب يقول صاحب «نقد العقل الإسلامي» ما معناه:
    «بعد حصول الحدث قلت فوراً بأنه ينبغي على حكومة الولايات المتحدة أن تفهم هذه الكارثة على أساس أنها نداء يائس صادر من الأعماق، انه نداء يدعو إلى توليد فكر جديد وممارسة سياسية جديدة على مستوى العالم كله. ووحدها أميركا قادرة على ذلك حاليا. فالمطلوب هو تحويل هذا الحدث المأساوي إلى حدث تدشيني: أي يدشن تاريخاً جديداً من التضامن، لا التصارع، بين جميع شعوب الارض».
    ويرى المفكر الجزائري بأن (11) سبتمبر يكشف بطريقة دراماتيكية صارخة، عن ذلك الصراع الطويل الذي اندلع في حوض البحر الأبيض المتوسط منذ ظهور الإسلام قبل خمسة عشر قرناً تقريباً. فالعالم المسيحي الأوروبي، اعتبر أن توسع الإسلام تم على حسابه في الدول الواقعة على ضفاف المتوسط، ومنذ ذلك التاريخ ابتدأت الخصومة، ثم تعمقت أكثر بسبب الحروب الصليبية، فالحروب العثمانية الأوروبية، فالحروب الاستعمارية في القرنين التاسع عشر والعشرين، وانتهاء بالصراع العربي ـ الإسرائيلي الجاري حالياً، والذي لا يمكن فصله عن كل الصراعات السابقة على الرغم من خصوصيته.
    وبالتالي فالقصة طويلة، و(11) سبتمبر لم يولد من العدم.. فالواقع ان زخم التاريخ والعداء المستحكم بين الطرفين منذ قرون عديدة، هما اللذان قادا إليه بشكل مباشر أو غير مباشر. على هذا النحو يمكن ان نموضع الحدث داخل منظور المدة الطويلة جداً للتاريخ دون أن يعني ذلك إهمال أسبابه القريبة أو المباشرة، والمسؤولية تقع على الطرفين في الواقع، لا على طرف واحد. فمن جهة الغرب نلاحظ ان «سياسة القوة» المستخدمة تجاه العالم الإسلامي والعربي منذ زمن الاستعمار وانتهاء بشارون مسؤولة عن إثارة رد الفعل العنيف للعرب والمسلمين. ومن جهتنا نحن نلاحظ أن الجمود الفكري المزمن والتعليم المتزمت للدين مسؤولان ايضا عن توليد ظاهرة الأصوليين المتطرفين الذين لا يتورعون عن ارتكاب أعمال التفجير والعنف العشوائي الأعمى.. فهم يعتقدون بسبب جهلهم وضيق أفقهم، بأن الدين يبرر ذلك، والدين الحق من ذلك براء.
    وبالتالي، فإن اركون يدعو إلى تغيير جذري في كلتا الجهتين، لكي نستطيع أن نتجاوز جو العداء المشحون الذي سمّم الأجواء ووصل بنا حالياً إلى حافة الهاوية: أي إلى حافة الحرب بين مانهاتن وبغداد، بعد الحرب على «القاعدة» وافغانستان، والحبل على الجرار. فلا أعمال العنف والتفجيرات الإرهابية تنتهي، ولا أعمال الانتقام الغربية أو الأميركية تنتهي.
    ولكي نتوصل إلى ذلك، إذا ما توصلنا إليه يوماً ما، فإن المفكر الجزائري ينخرط في نقد جذري للانغلاقات المزمنة داخل التراث الإسلامي، ونقد جذري أيضا لانحرافات الحداثة والحضارة الغربية. وفيما يخص النقطة الأولى، نلاحظ أنه يولّد مصطلحين جديدين ما كانا معروفين سابقاً في قاموسه النقدي، على الأقل بهذه الصياغة. الأول هو التاريخ الأسطوري، والثاني هو التاريخ الأسطوري ـ الآيديولوجي، ماذا يعني ذلك؟، انه يعني ان على المسلمين أن يفككوا التصورات الأسطورية العذبة التي تهيمن على عقولهم فيما يخص النظرة إلى تاريخهم التأسيسي القديم. فهذا التصور الأسطوري الذي يهضم بعض العناصر التاريخية كان قد تشكل في القرون الأولى، ثم ترسخ بعدئذ في الذاكرة الجماعية العربية والإسلامية بشكل عام. ولهذا السبب، فإننا لا نزال نحنّ إلى العصور الأولى، بل ونتمنى العودة إليها. والمشكلة هي أننا نتوهم أن ذلك أمر ممكن، في حين انه وهم أو سراب (هنا نقد للموقف السلفي الذي لا يأخذ تقدم التاريخ أو حركة التاريخ بعين الاعتبار. ولهذا السبب يمكن نعته بالأسطوري أو الغيبي، أو حتى الاستلابي. وأكبر مثال عليه الحركات الأصولية المعاصرة «المزدهرة» في مناطق شتى من العالم العربي والإسلامي). وأما التصور الأسطوري ـ الآيديولوجي للتراث، فهو أسوأ، وقد سيطر على عقليات الشبيبة العربية أو الإسلامية بعد الاستقلال، وهو عبارة عن خليط هجين من الآيديولوجيا التراثية الماضوية، وبعض العناصر الترقيعية للآيديولوجيات المستوردة بشكل رديء وناقص: كالماركسية، والاشتراكية، والقومية، والليبرالية.. وكل ذلك مُنتزع من سياقه التاريخي ومزروع في بيئتنا بشكل غير واضح وغير مقنع أصلاً.
    هذا يعني أننا، وبعد خمسين سنة من الاستقلال، لم نتقدم خطوة واحدة في اتجاه تفكيك التراكمات التراثية وتشكيل صورة صحيحة وعقلانية وواقعية عن تراثنا العربي ـ الإسلامي!، لم نستطع ان نخرج من الصورة المضخمة أو المثالية التبجيلية، وسبب ذلك يعود إلى انعدام العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعاتنا، أو عدم تطبيق مناهجها على تراثنا، ثم نستغرب بعد ذلك ونتساءل: لماذا يهيمن التصور السلفي التقليدي على عقليات شبابنا أو قسم كبير منهم؟!، لا ينبغي أن نستغرب هذا الوضع على الإطلاق، ولا ينبغي أن نستغرب حتى (11) سبتمبر على الرغم من طابعه المباغت والصاعق، فهو مسجل في أحشاء الزمن العربي ـ الإسلامي، بل ويكاد يتخذ صفة الضرورة المنطقية!. انه نتيجة عقلية متحجرة، رهيبة، جبروتية، لا يجرؤ أحد حتى هذه اللحظة على الاقتراب منها مجرد اقتراب، لماذا؟..
    لأن ذلك يعني «المساس بالمقدسات»، أو «بثوابت الأمة»!!.. لكأن الأمة تستطيع أن تتقدم دون أن تطرح أي سؤال على نفسها!.
    لا ريب في أن الجامعة العربية بقيادة عمرو موسى، اتخذت مبادرة نادرة من نوعها عندما دعت حشداً من المثقفين العرب إلى الاجتماع لمناقشة (11) سبتمبر، وكيف يمكن تحاشي انعكاساته السلبية على صورة الإسلام والعرب في العالم. ويبدو أن اركون كان من بينهم، لكن المبادرة على الرغم من طابعها الاستثنائي، ومن بعض التساؤلات الجريئة التي طرحت أثناء النقاش لم تستطع أن تعطي كل ثمارها، لماذا؟، لأن سياسة شارون الاستئصالية داخل فلسطين تشغل كل النفوس والعقول، ولا يعود هناك أي مجال لطرح أي تساؤل آخر، فمن الترف أن تتحدث عن نقد التراث والناس يُقتلون في مدنهم وقراهم ومزارعهم.
    وهنا تتجلى مسؤولية الغرب، وبخاصة أميركا. فهي لا تستطيع من جهة أن تطالب المثقفين العرب بتحجيم الأصولية، ثم تطالبهم من جهة أخرى بالسكوت على جرائم شارون، بل واعتباره رجل سلام!، هنا تكمن نقطة الضعف الأساسية في الاستراتيجية الأميركية الخاصة بالعالم العربي والإسلامي. وربما لهذا السبب، اختار المؤلفان عنواناً ثانياً لكتابهما، وهو عنوان مستوحى من نيتشه: «فيما وراء الخير والشر». فبوش لا يستطيع أن يدّعي بأنه يمثل الخير المطلق، والعالم العربي أو الإسلامي الشر المطلق!، لا ريب في ان معه الحق في الرد على جريمة (11) سبتمبر والقوى الظلامية المتعصبة التي ارتكبتها، ومعه الحق في لجم صدام حسين ومنعه من ارتكاب حماقات أخرى، لكن الحق ليس معه، إذ يسكت على ما يحصل في فلسطين. الخير هنا أصبح في الجهة الأخرى لا في جهته هو، وحتى فيما يخص العراق يمكنه أن يجد وسيلة أخرى غير الحرب والضرب وسياسة العصا الغليظة، فالعراق كفاه دماراً وعذاباً.
    وبالتالي فالمقصود «بما وراء الخير والشر»، إذا كنت قد فهمته جيداً، ليس القضاء على فكرة الخير والشر في العالم، فهذا شيء مستحيل، بل ويشكل خطراً على مفهوم الحق والعدل في العالم أو التاريخ، لا، المقصود به هو أن الأمور أكثر تعقيداً، هو ان هناك أسباباً تقف خلف الأعمال الإرهابية التي حصلت أو قد تحصل، وبالتالي فإن على القوة العظمى الأولى في العالم أن تأخذ هذه الأسباب بعين الاعتبار، لا أن تكتفي باتباع سياسة القوة ومنطق الحرب، وأخذ هذه الأسباب بعين الاعتبار لا يعني تبرير الإرهاب أو جريمة (11) سبتمبر النكراء، وإنما يعني النبش عن الجذور العميقة لهذه الجريمة ومحاولة معالجتها لكيلا تتكرر مرة أخرى. ومن هذه الأسباب، الوضع البائس واليائس الذي تعيشه المجتمعات العربية حالياً، وكذلك سوء التنمية، والفقر، والاستبداد، والكبت، والقمع، ثم بالطبع: مأساة فلسطين الكبرى.
    يقول اركون بما معناه: ان المعركة الجارية حالياً غير متكافئة على الإطلاق، فهي تتم بين مجتمعات مسحوقة وتعيش أسوأ ظروفها التاريخية والانتكاسية من جهة، ومجتمعات قوية متقدمة تفرض خياراتها الفلسفية والسياسية على العالم كله، فالرد الأميركي عسكري وحربي، هذا في حين ان المشاكل التي تثيره ذات طابع فلسفي وروحاني، بالاضافة إلى ما ذكرناه للتوّ.
    وهذا يعني ان الرد ليس صحيحاً، ولن يؤدي إلى حل مشكلة الخصومة التاريخية المندلعة بين الإسلام والغرب، وإنما إلى تعقيدها، فهناك طريقة أخرى للرد: هي الطريقة القائمة على معالجة المشاكل من جذورها بأسلوب إنساني متضامن مع آلام البشر، كل البشر. فالناس ينفجرون في العالم العربي والإسلامي لأنهم جائعون، مكبوتون، معذبون، لا أفق لهم على الإطلاق.
    واما جوزيف مايلا، فيختتم الكتاب بصفحات مضيئة عن الوضع العالمي الراهن بمجمله، ويركز فيه على تحليل الاستراتيجية الأميركية الجديدة التي تبلورت بعد (11) سبتمبر وكنتيجة لذلك اليوم الموعود. فكل ما تفعله أميركا حالياً، ناتج عن تلك الصدمة الرهيبة التي أصابتها في الصميم، ومصطلح «الحرب الوقائية» الذي يمثل حجر الزاوية في هذه الاستراتيجية، لا يمكن فهمه إلا إذا أخذنا هذه المسألة بعين الاعتبار، وهو مصطلح سوف يغير كل العلاقات الدولية إذا ما طبق حرفياً. فالأميركان يقولون صراحة أو ضمناً، بأنهم لا يستطيعون انتظار أن يُضربوا مرة أخرى لكي يتحركوا، إنما من حقهم أن يضربوا قوى الإرهاب قبل أن تضربهم، ولهذا السبب فإنهم لن يتوقفوا عند العراق، إنما سوف يترصدون كل البلدان أو المناطق أو الجماعات الفردية التي قد تشكل خطراً عليهم، وسوف يحاولون تحييدها الواحدة بعد الأخرى إذا أمكن، وهذا يعني أننا دخلنا في صيرورة طويلة لا يعرف أحد نهايتها.
    والقيادة الأميركية تعتقد بأنها تجسد الآن قوة الخير والحق والعدل في صراعها ضد أشخاص من نوع بن لادن وصدام، وقوة السلاح بالمعنى الحرفي للكلمة، وبالتالي فهي تحقق التطابق النادر بين السياسة والأخلاق، (ولكن ماذا عن فلسطين؟!). في الواقع انه لكي نفهم الاستراتيجية الأميركية السائدة حالياً ينبغي أن نأخذ بعين الاعتبار فلسفة التاريخ كما بلورها ارسطو العصور الحديثة: أي هيغل. فهذه الفلسفة تقول لنا ما معناه: في كل حقبة من أحقاب التاريخ ينبثق شعب مهيمن على العالم، وهذا الشعب يعتقد انه مكلف بحمل رسالة إلى البشرية وبقيادة جميع الشعوب، وتكون قيمه عندئذ هي القيم المهيمنة عادة على تلك الحقبة. ففي العصور الماضية مثلاً، كان الشعب اليوناني هو الذي يجسّد هذه الروح الحضارية، ثم تلاه الشعب الروماني بكل امبراطوريته الكبيرة، ثم جاء دور العرب الذين حملوا رسالة الإسلام الحضارية إلى العالم، ثم جاء بعدئذ دور الغرب، حيث «حلّت الروح» في أوروبا كما يقول هيغل، والآن جاء دور أميركا، وبعد أميركا ربما جاء دور الهند والصين والعرق الآسيوي.
    وفي كل حقبة، كان المضمون الفكري للرسالة يتنوع ويختلف. ففي عصرنا الراهن، أصبحت قيم العقلانية، والحرية، والديمقراطية، والتعددية الدينية والسياسية، وحرية الصحافة، وحقوق الإنسان والمواطن، هي المهيمنة.
    وأميركا تشعر بأنها مكلفة بحمل هذه القيم إلى شتى أنحاء العالم، لإخراجه من تخلفه وتزمّته، لكن هل تستطيع أن تفرضها بالقوة على البشر؟ وهل سيتحول العرب إلى ديمقراطيين بقدرة قادر بعد قصفهم بالقنابل؟ هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه حالياً، وسوف يزداد طرحه إلحاحاً كلما اقتربنا من لحظة الحسم.
    * «من مانهاتن إلى بغداد. فيما وراء الخير والشر»
    * De Manhattan a Bagdad. Au - dela du Bien at du mal
    * المؤلف: محمد اركون، جوزيف مايلا
    * Mohammed Arkoun, Joseph Maila
    * دار النشر: دوكلي دو بروير ـ باريس ـ 2003
    * Descle"e de Brouwer. Paris. 2003
    2003.2.23 هاشم صالح : مساهمات و مقالات اخرى
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de