آية الخــــراب !!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 03:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة بشرى سليمان(bushra suleiman)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-04-2006, 10:42 AM

bushra suleiman
<abushra suleiman
تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 2627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آية الخــــراب !! (Re: bushra suleiman)

    حميد سعيد : نشيد البلاد الطالعة من الرماد

    السبت ٢٣ تموز (يوليو) ٢٠٠٥
    بقلم رشاد أبو شاور

    هو أحد اثنين كبيرين ظلاّ مخلصين للشعر بعيداً عن المديح السياسي ، والشعاراتية الآنيّة : هو وسامي مهدي ، متميّزين عمّا عداهما مّمن حسبوا على حكم حزب البعث. حميد سعيد عرفته منذ زمن بعيد ، هناك في الملتقيات الثقافيّة في العراق ، وخارج العراق ، ودوداً ، لطيف الحضور ، يجادل بدون عدوانيّة ، أو صخب ، أو استعلاء سلطوي . صان نفسه بالشعر ، وعمل دائماً في المؤسسات الثقافيّة ، وظلّ الشعر غايته ، ومرتجاه ، وهاجسه . هو الآن في عمّان ، يجلس في مقهى بشارع الغاردنز ( الحدائق) ، في مقهى رصيفي ، يضطّرك زحام وضجيج السيّارات إلى أن ترفع صوتك لتتواصل مع من تجالسهم على مقاعده القليلة . حميد يبقى كما كان في بغداد : صوت هامس مع ابتسامة لطيفة ، وحزن يلوّن النبرات حتى وهو يضحك ضحكته السريعة التلاشي .
    مجموعته الشعرية التي صدرت في عمّان عن دار ( أزمنة) ، تحمل العنوان : من وردة الكتابة إلى غابة الرماد ، وهي صدرت بمبادرة من القاص والروائي الأردني ، صاحب دار أزمنة للنشر ، الياس فركوح ، الذي بادر للاتصال بحميد سعيد ، وأبلغه حرصه على نشر المجموعة فوراً ، بعد أن علم بتحرّج حميد من عرضها على الناشرين العرب المعروفين الذين ربّما لا يجرءون على نشرها خشية من أن يتّهموا برعاية نتاج مبدعين انتموا لزمن البعث ، زمن ما قبل الاحتلال الأمريكي ، مع إنّ دور النشر العربيّة كانت تتسابق على نشر نتاجهم ، والعلاقة معهم ! . يهدي حميد مجموعته إلى صديقه الروائي المغربي أحمد المديني : إلى أخ لم تلده أمي ..إلى مولاي أحمد المديني ، مخلوقاً جميلاً ومبدعاً عظيماً . تتكوّن المجموعة من قسمين ، القسم الأوّل يحمل العنوان : رباعيّة وردة الكتابة ، والقسم الثاني : غابة الرماد . من تواريخ كتابة القصائد نعرف أن بعضها كتب أثناء فترة الحصار ، والذي امتد لاثنتي عشرة سنة حوّلت العراق ، سواد العراق _ ولون السواد هنا دلالة على الخضرة والخصب في أرض العراق منذ الوف السنين _ إلى حقل من رماد ، وبعضها كتب بعد الاحتلال الأمريكي . في سنوات (الرمادة) ، يحمل نشيد حميد سعيد حزن العراق ، وندب العراقيّات لوطن أقحطته الطائرات والصواريخ والقنابل المشبعة باليورانيوم :

    الأناشيد توقظني ..من جديد

    صاح بي ..

    أيها الرجل البطر

    يا قائماً بين فراغين ..من ورق يابس وجراد

    أوقفتك الثواني على بابها ..واصطفاك الرماد

    إن هذي البلاد..

    كوكب من شذى ومداد

    إن هذي البلاد..واحد قبل أن تلتقيها

    واحد بعد أن فارقتك ..

    فإن صارت اثنين ..

    كان الحداد

    ( وردة الكتابة ص 21 )

    ولأن الشاعر ليس ابن هذه اللحظة المريضة العابرة مهما امتدّت ، فهو ابن عراق ضارب الجذور في التاريخ ، جذوره حضارة وثقافة ،عراق واحد لا يقبل القسمة على الطوائف والنحل والملل ، فهو عراق الجميع ، فإنه يمتح مكونات نشيده من عراقة وطنه : آت سمعت نداء غيمتها ..فأطلقت البروق

    قلت املأي بحري بمائك ..وليكن ظمأي امتيازك ..

    وليكن خمري ..صبوحك والغبوق

    كنّا هناك معاً ببابل ..قبلها في أور

    في أشور ..

    كنّا في فيافي النور ..في مدن السنا وجزائر البلّلور

    لكن الملوك العور

    شدّوا وثاق حبيبتي ..ومضوا بها ..فأقمت في الديجور

    ( وردة الكتابة ..ثانيةً ص31)

    من هي تلك التي يخاطب (ها) ( حميد سعيد ) ، ويشير إليها بأنها بلغة المتصوّفة ( سينه) التي يخبئ فيها وردة الكتابة ؟:

    لا تسألي ..

    عمّا أخبئ في أناشيدي

    فذلك طيلساني ..

    بعيداً عن وردة الكتابة ، في زمن الرماد والغربة ، وهو يرى إليها وقد سقطت تحت سيوف الغزاة :

    لا أحد هناك

    لو كنت أقدر أن أجئ إليك ..جئت ..

    وكيف يمكن أن أجئ إليك ؟ّ

    والبرد المراوغ يقتفي أثري إليك ..

    يعيد قافلتي على مدن الجليد

    ماذا تريد ؟

    أقول للبرد المراوغ ..أيها البرد المراوغ ..

    شاء..

    لي قدر أكون هنا ..وشاء تكون هناك ..

    باق في انتظار رياحها ..وكما انتظرت ثمار فتنتها ..

    سأنتظر الرياح

    ( بعيداً ..عن وردة الكتابة ص 56 )

    في قصيدته التي تحمل عنواناً صارخاً لها : إنها ليست أمريكا ..والت ويتمان ، إنها ليست أمريكا ..إدغار ألن بو ، والتي ذيّلت بتاريخ 15 آذار 2003 ، أي قبل الحرب الاحتلالية الثانيّة بيومين ، استلهم روحي شاعر أمريكا والت ويتمان ، والشاعر والقّاص إدغار ألن بو ، وذكّرنا بقصيدة ( نباح ) أو ( عواء ) للشاعر الغاضب الأمريكي المعاصر ألن جينسبرغ : صوت الشاعر العراقي المنشد يطلع من حناجر شعراء أمريكا ، لأنهم لو عاشوا في هذه الحقبة الجنونيّة ( البوشيّة) لكان هذا نشيدهم بالضبط ، فهم بشر رقيقون شرفاء يأبون حرق بلاد الآخرين ، وتصحيرها وترميدها : الشاعر العراقي يدخل صوته في حناجر زملائه روّاد الشعر الأمريكي، وبهذه المواجهة بين الإنسانية والوحشيّة البوشيّة ينكشف مدى القسوة :

    كان يبحث عن مومياء طفولته ..

    كان يبحث عن مومياء صباه

    كان يبحث عن مومياء حبيبته ..

    كان يبحث عن مومياء القصائد ..

    عن مومياء الحدائق..عن مومياء الشجر

    كان يبحث عن مومياء الأغاني التي رافقته

    إلى أمسيات مواعيده..

    كان يبحث عن نفسه ..

    فرأى مومياء حرائقه ..

    ورأى مومياء الرماد

    أمّا نيويورك ، تلك التي هجاها ( لوركا) ، وباتت ملعونة في الأدب العالمي شعراً ونثراً :

    مقبرة هذه المدينة ..

    هكذا تصف المنشدات الخلاسيات ..نيويورك

    مقبرة هذي المدينة ..

    هكذا كان راعي الكنيسة ..يبدأ خطبته ..

    ويقول ..

    بوّابة الجحيم ..هذي المدينة

    وتنتهي القصيدة :

    الرصاص على كّل باب

    وكتاب

    على كّل حرف وفاصلة ..في كتابات أقنانها

    لن يرى الشعراء ..سماء نيويورك

    إبن (أور) و( بابل) و( بغداد) ، ودجلة والفرات ، في تلك اللحظة الطافحة بالإذلال والمهانة ، لحظة دخول الدبابات الأمريكيّة إلى قلب بغداد ، صمت عن قول الشعر لالتقاط الأنفاس ، وما كان له إلاّ أن ينتظر خروج ( أدونيس) من غيبته تحت الأرض ، وفيضان النهر ، ونهوض العراقيين أبناء التاريخ والحضارة والنخيل :

    تحت قصف صواريخهم وقنابل أحقادهم ..

    يستفيق تراب العراق ..وتدنو ملامحه متوجسة ً ..

    حيث كان دم مفعم بالمروء آت ..ينزل من شرفات المنازل

    من شجر يتحامى شظايا القنابل

    كانت حدائق بغداد ..مثقلةً بنثار بنيها

    وكان النخيل ينوء بما مزّقت طائرات المغيرين ..

    من حلمات النساء ..ومن لحم أبنائهن

    ماذا يخبئ هذا المساء ؟

    وأي البيوت ستختاره الطائرات عشاء ؟

    وأي القرى ..تأكل النار ؟!

    أي أحبتنا ..سيكون الفداء ؟!

    هنا يفعل الشعر ما لا تفعله الصورة المتحرّكة أو الثابتة ، أو الوصفية بالكلمات ، فالشعر يتوّغّل في المشهد ، يرى ما تلتقطه عدسة الكاميرا ، أو عينها ، يرى الشعر عميقاً ، يرى الروح ... طائرات الغزاة ، بها كلب ، وشظايا الصواريخ ...

    تنهش لحم الذين يجيئون ..من أي صوب

    أو يذهبون إلى أي صوب

    إلى أي ناحية تتوجّه ..في أي منأى تكون

    في انتظارك وحش المنون

    ليس ثمّة من سيّد ..غير هذا الجنون

    في هذا الجنون ، في مواجهة أهوال الطائرات والصواريخ المكلوبة :

    كان فتيان بغداد ..يعترضون الغزاة بأجسادهم

    واللصوص ..يبيعون تاريخ بغداد

    ... ... ...

    ستذكر بغداد أسماء من حرّقوا ..

    وستذكر بغداد أسماء فتيتها الذائدين ..

    ومن دافعوا عن حماها

    وستذكر أسماء من خانها

    وستذكر أسماء من شغلته الغنائم عنها

    وتذكر أسماء من كذبوا في ادعّاء الشجاعة

    بغداد المستباحة ، التي ينهب اللصوص كنوزها ، ويشتغّل أصحاب اللحى أدلاّء للغزاة لنهب كنوزها ، بغداد هذه التي استباحها الغزاة مراراً عبر التاريخ ، ستنهض :

    تحت قصف صواريخهم وقنابل أحقادهم ..تتحفّز بغداد

    يقبل من كّل ذرّة رمل ..نبي يحّف به الشهداء

    ويقبل من كّل بيت بها ..فتية أمناء

    وتقبل رايات بغداد ..تلك التي خفقت منذ كانت

    وتقبل بغداد

    من مدى

    ليس غير العراق مداه

    أليست هي نبوءة الشعر والشاعر التي تتحقّق هذه الأيّام ؟! أليس هو العراق المدى الذي مركزه بغداد هذا الناهض من تحت الدمار والخراب ، مشهراً راية المقاومة والحريّة ، راية العراق الواحد الذي لن يكون إلاّ واحداً ؟ ! يجلس صاحب وردة الكتابة متأمّلاً في مقهى رصيفي عمّاني ، يبدو كأنه ينام متكئاً على ذراعه ، وهو يضيّق المسافة بين عينيه ، محدداً نظراته في البعيد ... إنه يرى بغداد في البعيد، يمشي في شارع أبي نواس ، تحت النخيل ، يصغي لدجلة الخير ، يسمع أصوات الباعة ، إنه يرى العراق ينبعث من الرماد ، واحداً ، مهيباً ، خصباً كما هو شأنه في كّل العصور ، نافضاً الاحتلال ، مؤرخا حقبة جديدة في تاريخ البشريّة ... الشعر لا يندب ، الشعر يرى ، ومن عمق المأساة والحزن يتفيّأ بنخيل العراق ، ويبترد بمياه دجلة والفرات ، ويمتح من أساطير العراق الخالدة ، ويستلهم ما يقوّيه ويجعله يقاوم بالكلمة ...

    http://www.adabfalasteeni.org/article.php?id_article=350
                  

العنوان الكاتب Date
آية الخــــراب !! bushra suleiman08-28-06, 09:29 AM
  Re: آية الخــــراب !! bushra suleiman08-29-06, 05:29 AM
  Re: آية الخــــراب !! أبوذر بابكر08-29-06, 05:42 AM
  Re: آية الخــــراب !! bushra suleiman09-01-06, 09:17 AM
  Re: آية الخــــراب !! bushra suleiman09-03-06, 09:26 AM
  Re: آية الخــــراب !! bushra suleiman09-03-06, 09:34 AM
  Re: آية الخــــراب !! bushra suleiman09-04-06, 10:42 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de