حكاية إسمها "الزومة"؟؟!!

Quote: بين قوسين عيد الدفاع الشعبى وضرورة انشاء جيش الاحتياط عبد الرحمن الزومة كُتب في: 2007-11-21 صباح السبت الماضى وعندما كنت فى طريقى الى مدينة ود مدنى حاضرة ولاية الجزيرة لحضور العيد الثامن عشر لاحتفالات قوات (الدفاع الشعبى) بعيدها الثامن عشر كانت الأدلة والشواهد على طول الطريق خاصة بعد ان دخلنا حدود الولاية كانت كلها تشير الى أن الحدث كبير والمناسبة قد جذبت عدداً كبيراً من الناس فالمركبات على طول الطريق وهى تعج بالشباب والشيوخ والرجال والنساء كانت كلها تنبئ ان المناسبة ليست سهلة ولا عادية. ولقد وصلت متاخراً الى الاستاد ووجدت ان الدخول الى مكان الحفل كان متاحاً فقط لسيارات وآليات العرض الذى كان الرئيس يستعرضه بداخل الاستاد الذى امتلأ باركانه الأربعة ولقد هيأ لى تأخيرى فى الدخول الى الداخل فرصة لأن استمع بهدوء وروية لخطاب الرئيس البشير القائد الأعلى للقوات المسلحة ومن ضمنها (قوات الدفاع الشعبى) ومنذ اللحظة التى بدأ الرئيس يلقى فيها خطابه شعرت ان هذا الخطاب ليس مجرد خطاب تشريفى يلقيه الرئيس فى مناسبة ما ثم ينزل من المنصة وسط التهليل والتكبير وينتهى الأمر عند ذلك الحد. طلبت من صاحبى أن يرخى سمعه لما يقوله الرئيس فأصاخ صاحبى سمعه وقال لى (انه خطاب له ما بعده). فما الذى يمكن ان يكون بعد خطاب الرئيس التاريخى الذى ألقاه. دعونى اولاً استعرض بعض (مفاصل) الخطاب وقبل ذلك لابد أن أشير الى أن الجميع فى الداخل والخارج كانوا يتوقون الى سماع كلمات الرئيس و(عيونهم) على الأحداث السياسية التى تمر بها البلاد خاصة فى ضوء التصرف غير المسئول الذى تصرفته الحركة الشعبية بخروجها من الحكومة ووضعها لتلك الشروط ثم (التداعيات) التى تلت زيارة السيد النائب الأول الى امريكا وما ادلى من تصريحات لم تلق الاستحسان حتى فى امريكا. لقد حوى خطاب الرئيس اجابات على كل ذلك لكن تلك الاجابات لم تكن فقط (ردوداً) على اسئلة مثارة بقدر ما كانت تلخيصاً (نهائياً) لمواقف الدولة مما يجرى من تطورات. بعبارة أخرى فان خطاب الرئيس لم يكن موجهاً لجهة ما لا فى الداخل ولافى الخارج. لقد كانت رسالة موجهة لمن (يهمه الأمر) والمطلوب من كل شخص يرى انه معنى بذلك الخطاب أن يتصرف بالطريقة التى عناها الخطاب. لكننى توقفت عند أهم عبارة تناقلتها وكالات الأنباء وهى (تعليمات) القائد الأعلى للقوات المسلحة لقادة الدفاع الشعبى بـ (فتح) معسكرات الدفاع الشعبى من جديد واستقبال المجاهدين. ان الكثيرين ربما فهموا من تلك العبارة ان تلك المعسكرات قد أغلقت بما يعنى أن (المجاهدين) قد ألقوا السلاح. طبعاً هذا لم يحدث وهذا يقودنى الى عبارة (ما بعد) خطاب الرئيس. اننى أرى أن الظرف الذى دعا الرئيس لأن يأمر بفتح معسكرات الدفاع الشعبى يمكن ان يتكرر فى وقت من الأوقات ولهذا فاننى أتقدم باقتراحى هذا وهو ان يتم انشاء (جيش الاحتياط السودانى) من منسوبى الدفاع الشعبى وأن يتم تشكيل هذا الجيش من كل رجل أو امرأة من الذين تدربوا فى صفوف الدفاع الشعبى. ان ما تمر به بلادنا الان وما نتوقع لها أن تمر به يؤكد أن الفكرة الأولى بانشاء الدفاع الشعبى كانت فكرة سليمة وجاءت (على قدر) وفى الوقت المناسب. ومن الحكمة والعقل أن تستمر الفكرة و(تتطور) اذ أنه من المعلوم أن اية فكرة مهما كانت صحتها فانها اذا لم تتطور فانها ستموت. ونحن لا نعلم ما يخططه لنا الأعداء من وراء الحدود ولانعرف المطبات و لا (الكمائن) التى يمكن أن تنصب لجيشنا ويتعرض لها. يقولون (الاحتياط واجب) ومن أوجب تلك الواجبات اليوم هو تحويل كل منسوبى الدفاع الشعبى الى جيش احتياط مثله مثل بقية جيوش الاحتياط فى العالم.