|
Re: الموت (Re: Kamel mohamad)
|
آه آ÷ أه يا النصري.... لم أجد احدا هبعد رحيلك المفاجىء: هل أقدر على دخول تلك المدينة يا علي؟
كان صديقي ورفيقي علي عبدالقادر الذي رحل مبكرا دون أن يودعني، شخصا نادرا ولطيفا وحييا ويكاد يكون ملاكا! كنا قد التقينا بمدينة نيويورك بعيد انقلاب الأنقاذ وكان أحسننا وأشملنا في حب الوطن والتغني بأمجاده. ثم رحلنا شمالا نحو كندا وأستقر بنا المقام في اقليم نياجارا على مقربة من شلالاتها. وما يكاد يمر يوم منذ ان التقينا الا وقد تشعب بنا الحديث عن مآلات الوطن وما يمر به من محن واحن ومصائب. وكنت اشفق عليه من فرط حبه للسودان وأكاد أجزم بأن رحيله المبكر كان نتاجا لحسرته وحزنه على وطن أحبه أكثر من أبنائه. ذلكم هو صديقي الذي فجعت فيه وتملكني الحزن وصرت هائما على وجهي أتدبر في أمري بعد رحيله المفاجىء!
وأنا ازحف نحو العقد الخامس من عمري، أجزم بأنني لم أتعرف طيلة تلك الفترة بأنسان تزينه أخلاقه وطيب عشرته، كما علي عبدالقادر. كان سمح المحيا، يحيط به سحر خاص. تأتيه وانت تبكي وتخرج منه باسما كالطفل! كان أسدا هصورا في الملمات والذود عن القيم والحقيقة وكان طفلا غريرا في محبة الدنيا والناس والطير والشجر! كنت أسأله دوما لماذا يحبه الأطفال من كل الملل والنحل ولماذا يتحلقون حوله كما كنا نتحلق حول الساحر في طفولتنا؟ كان لا يجيبني الا بأبتسامه ورحل دون ان يحيطني بسر تلك المحبة! كان يحبه كل من عرفه حتى ضجت المحبة وضجت الدنيا برحيله عن هذه الفانية. كان رفيق مهجري رجلا من طراز نادر تأتيه لمنزله زائرا وتخرج منه وقد أسرك أستقباله وحفاوته ودماثة خلقه وكرمه ونبله.
عندما ودعته قبل شهر، أومأ لي بأنني قد لن ألتقيه مرة أخرى وانتهرته مزمجرا بأن ينتظر مقدمي حتى نموت سويا! وتحدثنا عن الموت ووجدته قد بلغ شأوا كبيرا في تقبله والركون اليه. ولمحت في خطواته وهو يغادرني بعضا من سحر الملائكة وأصفياء الله!
وأنا أهم بمهاتفته، تلقيت خبر رحيله فضاقت الدنيا في عيني وتمزقت نياط قلبي بكاء ونحيبا وحزنا! لقد رحل عنا الشاب الخلوق (علي عبدالقادر) وترك وراءه الأشجار والأنهار والأطفال والأرض التي كان يمشي عليها تبكي وتبكي وتبكي!
رحماك يا علي وقد تركتنا باكين لا نقدر الا ان نقول ما يرضي الله ولا حول ولا قوة الا بالله وانا لله وانا اليه راجعون.
أودعك وداع الأب لأبنه والصديق لصديقه والحبيب لحبيبه والرفيق لرفيقه واتمنى ان يحشرك الله في زمرة الصديقين والشهداء والأطهار والأبرار وحسن أولئك رفيقا.... نا يعرف علي لأبكي معه. يا لوجع الصديق الذي يرحل دون ان تودعه.... حزنك وحزني لا يضاهيهما حزن يا أمين.....
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الموت | النصرى أمين | 09-26-08, 11:53 PM |
Re: الموت | saif massad ali | 09-26-08, 11:58 PM |
Re: الموت | النصرى أمين | 09-27-08, 00:00 AM |
Re: الموت | Tragie Mustafa | 09-27-08, 07:01 AM |
Re: الموت | محمد صالح علي | 09-27-08, 07:38 AM |
Re: الموت | النصرى أمين | 09-27-08, 05:01 PM |
Re: الموت | النصرى أمين | 09-27-08, 05:08 PM |
Re: الموت | 7abib_alkul | 09-27-08, 08:36 PM |
Re: الموت | النصرى أمين | 09-27-08, 09:53 PM |
Re: الموت | Tragie Mustafa | 09-27-08, 10:01 PM |
Re: الموت | Tragie Mustafa | 09-27-08, 10:19 PM |
Re: الموت | Kamel mohamad | 09-27-08, 10:23 PM |
Re: الموت | النصرى أمين | 09-27-08, 11:32 PM |
Re: الموت | النصرى أمين | 09-27-08, 11:34 PM |
Re: الموت | محمد صالح علي | 09-28-08, 04:13 AM |
Re: الموت | إسماعيل حميم | 09-28-08, 08:22 AM |
Re: الموت | Kamel mohamad | 09-28-08, 08:59 AM |
Re: الموت | عبدالأله زمراوي | 09-28-08, 12:06 PM |
Re: الموت | النصرى أمين | 09-29-08, 06:29 PM |
|
|
|