حظر دخول عشرات بواخر القمح والأسمنت والسيخ المخالفة للمواصفات!!! ___________________________
المـصـدر جـريـدة: "الخرطوم " ـ
Aug/30/2007
ندى عثمان: ____________
اعترفت هيئة المواصفات والمقاييس بأن هناك عدة جهات لم تسمها تمارس خرقاً واضحاً للمواصفات وانها أعادت عشرات البواخر التي تحمل أطناناً من القمح والاسمنت والسيخ في ظل كثير من الضغوط التي مورست عليها لأجل ادخال تلك الحاويات وقال كمال عبداللطيف وزير الدولة بوزارة مجلس الوزراء ان دخول السلع من عدمه يحدده مدى مطابقتها للمواصفات وان أية سلع مخالفة تجرى اعادتها أو ابادتها بصورة فورية وأوضح انهم كونوا فرقاً مشتركة تضم الى جانب المواصفات جمعية حماية المستهلك ووزارتي الداخلية والعدل نظمت حملات ميدانية بغية السيطرة على السلع الفاسدة التي يتم طرحها في الأسواق وقال ان ادارة حماية المستهلك في وزارة الداخلية التي انشئت حديثاً ستصبح آلية للرقابة والضبط بجانب وزارة العدل. ونفى الوزير ان تكون المواصفات مؤسسة جبايات وقال انها أقل المؤسسات التي تفرض رسوماً كما أن ظلالها لا تلقي على المساكين. وقال البروفسير محمد سعيد حربي مدير الهيئة ان وزارة المالية طلبت منهم زيادة الرسوم المفروضة من قبل المواصفات بعد ان أوضح انها لم تتغير منذ العام 2002م. وقال كمال ان المواصفات اعدت قانوناً أرجئ عرضه على مجلس الوزراء بغرض تجويده وعرضه لمزيد من التداول بواسطة الجهات ذات العلاقة بمسألة المواصفات والتي ستجتمع اليوم في منتدى مجلس الوزاء الدولي الخاص بالمواصفات. وقال عبداللطيف ان المنتدى ليس مظاهرة أو حدثاً عابراً وانما قصد منه الخروج برؤية لمعالجة قضية المواصفات في السودان منوهاً الى أن القوانين وطرائق تنفيذها لايمكنها تحقيق الضبط اللازم ما لم يلتزم المواطنون بالواعز من ضميرهم.
صدرت تحذيرات نيوزيلاندية جديدة من 11 نوع من " معجون الاسنان " الصينية الصنع والتي أكدت التحاليل أنها تحتوي على كيماويات سامة وكمية نسبة كبير غير مقبولة من مادة جليكول ثنائي الايثيلين وهو مذيب صناعي يستخدم في في الطلاء ومقاوم للتجمد ويسبب أضرارا للكلى والكبد!!
وذكرت وزارة الصحة النيوزيلندية أن ثلث انواع " المعاجين " الصينية تسبب الضرر للكلى والكبد وقد طلبت نيوزيلندا أمس الاربعاء من المتاجر والمستهلكين التخلص من 11 نوع من "معاجين "الاسنان الصينية الضارة ورفعها من ارفف المتاجر.
سمع معظمنا بقصة الفيل والعميان الثلاثة، و سأعيدها هنا علي كل حال لغرض في نفس الكاتب. أدخل ثلاثة من العميان إلي حظيرة الفيل.. و طلب منهم أن يكتشفوا ما هو الفيل ووصفه.. بدأوا في تحسس الفيل و خرج كل منهم ليبدأ في الوصف : قال الأول : الفيل هو أربعة عمدان على الأرض ! قال الثاني : الفيل يشبه الثعبان تماما ! و قال الثالث : الفيل يشبه المكنسة ! و حين وجدوا أنهم مختلفون بدأوا في الشجار.. و تمسك كل منهم برأيه و راحوا يتجادلون و يتهم كل منهم الآخر بأنه كاذب أشر و مدع أثيم ! بالتأكيد لاحظت أن الأول أمسك بأرجل الفيل و الثاني بخرطومه و الثالث بذيله.. تلخص القصة آراء من يزعمون أن زيادة مفترضة في معدل حدوث السرطان قد حدثت بسبب هذه المادة أو تلك. و أزعم إبتداء أنه ليس من اليسير تحديد مادة واحدة أو حتي مواد بعينها كمسبب أكيد لمرض ظلت أسبابه محل بحث و جدال لعشرات السنوات كالسرطان أو لزيادة معدلاته وذلك لأسباب ذاتية و موضوعية ليس هذا مجال تفصيلها.
يشيع هذه الأيام الحديث عن المواد المسرطنة في في الطعام الذي نأكل و الماء الذي نشرب و الهواء الذي نتفس وفي ألعاب أطفالنا و مواد صناعتنا بنائنا و أدويتنا...بالجملة في كل ما يحيط بنا و يدخل جوفنا..فما العمل و أين المفر؟ لا يمر يوم دون أن تشاهد او تستمع لمقابلة إذاعية او تلفزيونة أو تقرأ مقالا عن أن هذه المادة أو تلك مادة مسرطنة...و الناس في حيرة من أمرهم. لو صدقوا كل ما يسمعون فلسوف يقضون جوعا و عطشا إذ ما من مادة سلمت من الإتهام و الإدانة: الخبز ملوث ببرومات البوتاسيم (المسرطن) فإجتنبوه، الماء ملوث بالرصاص و بمواد مسرطنة أخري فلا تقربوه، و التراب ملوث بما لا يحصي من المواد الكيماوية و المبيدات (المسرطنة) فلا تزرعوا عليه (و أخشي أن يقال لنا في يوم قريب لا تمشوا عليه!).
قرأنا قبل أيام في الصحف السودانية أن خبيرا سودانيا (وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) قد توصل إلي أن المبيدات هي أس البلاء، و أن أسباب "إزدياد" حالات السرطان ليس لها من تفسير إلا الإستعمال الخاطئ و المفرط لمبيدات الهوام المستعملة في الزراعة. و لعله صادق في أن المبيدات سبب محتمل في إحداث السرطانات و لكن من أين له كل تلك الثقة المطلقة و الإطمئنان الزائد في دعوته العريضة هذه؟!
قرأنا و سمعنا قبل أيام هجمة جديدة في الإعلام علي "برومات البوتاسيم" إذ هي – كما يقال- سببت زيادة معدل حدوث السرطانات (و كأننا كنا نعرف معدل حدوثها قبل الظهور "المفاجئ" لهذه المادة!)، وشاهدت خبيرة سودانية في برنامج "شواهد النبوغ" تتحدث عن بحثها الذي يدور حول محاولتها تقليل قدرة برومات البوتاسيم علي إحداث السرطان عن طريق إضافة ملح الطعام للخبز، و مع تقديري لجهدها الواضح إلا أرجو أن لا يأتي آخر ليحدثنا يوما عن إرتفاع ضغط الدم عند آكلي ذلك الخبز شديد الملوحة!!! بلغ هوس البعض بهذه المادة أن كتب أحدهم في منبر إليكتروني جاد أن قريبة له ماتت، فتذكر ( وبأثر رجعي) ما قرأه من سرطنة مادة "برومات البوتاسيم" و قرر بكل يسر و جزافية أن قريبته تلك ما ماتت إلا بفعل تلك المادة الشريرة! لا شك في ان العلماء لم يصلوا "كدأبهم" لنتيجة قاطعة حاسمة في أمر هذه المادة. و يدور حولها جدل كثير حول هذه المادة وعن مقدرتها عمليا أن تسبب السرطان في الإنسان (بعد أن ثبت إحداثها للسرطان في الجرذان و الفئران التي أعطيت تلك المادة لفترات طويلة وبجرعات كبيرة نسبيا)، فبعض العلماء يري أن تلك المعلومات المستقاة من القوارض قد لا تنطبق تماما علي الإنسان الذي قد يتعرض لكمية قليلة من تلك المادة و لفترات أقل كثيرأ. بينما يري آخرون "أحوطيون" أن الحذر واجب، وأن السلامة في الحيطة عملا بقول الجراحين القدماء: إن كنت في شك من شئ فأزله
(if in doubt, cut it out) . بيد أننا إذا ما أردنا تطبيق نفس المنطق علي بقية المأكول و المشروب و الملبوس فسوف نفقد كثيرا جدا مما نعده من الأغذية و المواد الآمنة.
أفتي بعض الخبراء عن أن مياه الصنابير (المواسير) مستودع لكل أنواع الفطريات و البكتيريا الضارة، وأن الأزيار مخبأ آمن لكل المخلوقات الضارة الممرضة، ونصحوا بالإعتماد علي ماء القوارير البلاستيكية، و ها نحن الآن نحذر من أن ذلك الماء المعبأ و الذي يباع كماء "للصحة" قد لا يكون "صحيا" في نهاية المطاف...فهو ملئ بالمعادن الثقيلة الضارة و البكتريا وغيرها من المخلوقات وأن البلاستيك إذا ما خزن تحت حرارة عالية (كما هو الحال عندنا) فإنه يستحيل إلي مواد بالغة الضرر و السمية و السرطنة. أخبرني من أثق بعلمه أن إختبارا (لم تنشر نتائجه) أجري علي المياه المعبأة في القوارير البلاستيكية من عدة شركات في بلد ما أثبت وجود بكتيريا ضارة و بكميات ليست بالقليلة، و لم ينجح في ذلك الإختبار إلا ماء قوارير مشهورة فرنسية الصنع غالية الثمن.
يبدو أن المواد المسرطنة المحتملة من حولنا قد أثارت الذعر بين الناس، و لا عجب فالسرطان من أهم الأمراض المسببة للموت في جميع أنحاء العالم و يعتقد أن الغذاء سبب أساسي في إحداث السرطان. لذا إهتم الخبراء بالمواد الغذائية التي قد تساعد في الحماية من هذا المرض الخطير (مثل لايكوبين و هي المادة التي تعطي الطماطم و غيره اللون الأحمر، و البروكلي و الملفوف و غيره). تشمل المواد الغذائية التي قد تزيد من إحتمالية حدوث السرطان سموم الأفلاتوكسن وهو مجموعة سموم فطرية توجد في الفول السوداني و البقوليات و الحبوب الأخري الملوثة، وهنالك دليل قوي علي ان هذه المادة مسرطنة في البشر و الحيوانات، و أن هذه السموم قد تخرج مع حليب الأم لتصيب الرضع أيضا. ثبت بدليل قوي أن هذه السموم الفطرية تسبب إلتهاب و السرطان في الكبد. و تمت مؤخرا في الصين الشعبية محاولة لإنتاج أدوية لكبح جماح هذه السمية. هنالك دليل قوي جدا علي أن المشروبات الكحولية المخمرة والمقطرة أيضا (و هي تعد من الأغذية أو علي الأقل من ملوثاتها) مسبب أكيد لإحداث السرطان عند الإنسان. و لم يثبت من التجارب علي الحيوان أن الكحول في حد ذاته مادة مسرطنة، بيد أن الملوثات التي تكون في هذه المشروبات هي التي قد تسبب السرطان. فملوثات المشروبات الكحولية سبب من أسباب سرطان الفم و الحلق و البلعوم و المرئ و ربما الثدي أيضا. تزداد إحتمالية السرطان (و تشمع الكبد) عند تناول المشروبات الكحولية و تدخين التبغ معا. و يعتمد كل ذلك علي الجرعة، فكلما "زودت العيار حبتين" كلما زاد إحتمال حدوث السرطان. من المواد التي ثبت أنها مسرطنة في البشر مادة دايوكسين. و هي مجموعة مواد قد تلوث الغذاء و قد تسبب سرطان الكبد و الغدة الدرقية والجلد و أجزاء من الجهاز الهضمي. في مجال الصحة المهنية وجد أن الدايوكسين من أكثر المواد المسرطنة خطورة (مثلا في صناعة الأسمنت و بعض الصناعات الأخري)
يعد السمك المملح من الأغذية المسرطنة في البشر و تمت العديد من الدراسات في أجزاء كثيرة من تايلاند و الصين مؤكدة هذا الرأي. يسبب هذ السمك المملح سرطانات في الأنف و الحلق و بدرجة أقل في المعدة و المرئ (هلا درسنا الفسيخ والتركين عندنا!؟).
من المواد التي ثبت أن هنالك دليلا متوسط التأكيد علي أنها تسبب السرطان (في الرئة و الجلد و المثانة و أماكن أخري) مركبات الهايدروكاربون العطرية و مادة أسيتا ألدي هايد و هي من نواتج الكحول في الجسم بعد شربها و يتعرض لها البشر أيضا من عوادم السيارات و دخان السجائر. و من أمثلة المواد التي يتوفر دليل ضعيف نسبيا علي قدرتها لإحداث السرطان في الإنسان هي المبيد الحشري دي دي تي DDT و الذي منع إستعماله في كثير من بلاد العالم إلا أنه ما زال يستعمل في بعض بلدان العالم الثالث (المعذب المنكود) و ذلك لرخصه. و من العجب أن بقايا هذا المبيد تنتقل في الهواء و قد وجدت فى أجساد الحيوانات القطبية (حيث لا يستعمل هذا المبيد!) و أثبت باحثون في السعودية قبل أعوام قليلة أن حليب الأمهات في منطقتين من ذلك البلد يحمل بعض بقايا ذلك المبيد رغم عدم إستعماله في تلك البلاد منذ زمن بعيد.
من ضمن ما ذكره العلماء (و عجائبهم لا تنقضي) أن هنالك دليل ضعيف (و الحمد لله) علي أن القهوة و الخضروات المخللة (خاصة بالطريق التي تمارس في الصين الشعبية) مواد مسرطنة محتملة في البشر (زعم أن القهوة قد تزيد من خطر إحداث سرطان المثانة بينما تزيد الخضروات المخللة من خطر سرطان المرئ).
هل شعرت بالذعر أيها القارئ من تلك التقارير العلمية (التحوطية) التي تفرط في إستعمال كلمات من شاكلة قد و ربما و يحتمل... هل تري أن الأمر قد "خرج عن نطاق السيطرة"... شخصيا لا أشك في ذلك، و في ذات الوقت لا أشكك في نتائج العلماء التي قمت بتلخيصها من منشورات لا يتطرق إلي مصداقيتها شك..فما العمل. أري – و حتي يغير العلماء من موقفهم!- أن نلتزم الوسطية و نقلل أو نبتعد مما يشار إليه بأصابع الإتهام، و كما قال أحد حكماء الإغريق عندما مر بسوق مزدحم عامر بالبضائع : يا لكثرة الأشياء التي لا أحتاج إليها! يمكنك تناول ما لم تمتد إليه بعد أيادي اولئك العلماء المدققين و تكتفي بذلك إلي حين!
وأختم بسطور قرأتها حديثا لصنع الله إبراهيم في روايته "شريف" توضح بجلاء الذعر الذي ينتاب من ينتبه إلي ما يأكل و يشرب، يقول فيها أحد أبطال الرواية:
" اكتشفت بعد فترة أني عمليا لا آكل شيئا. أنا من المغرمين بالأكل الصحي: السلاطة الخضراء و الفواكه و الأسماك. ما رأيته في ... صد نفسي عن كل أنواع الخضروات و الفاكهة. إضافة إلي ذلك كنت أعلم تأثير المبيدات التي ترش بغير حساب في كافة مراحل الزراعة، والمواد الكيماوية الشبيهة بالهرمونات التي تؤدي إلي زيادة حجمها و تبكير تلوينها و نضجها. و كان بوسعي أن أتصور دورتها في طعام الماشية و بالتالي إمتنعت عن اللحوم الحمراء و الألبان و منتجاتها . كنت أعلم أن اللبن المتداول غالبا ما يكون ملوثا بميكروبات الحمي المالطية و السل و إلتهاب الزور و الحمي القرمزية و أن المصانع تضيف الفورمالين الذي يستخدم في حفظ الجثث إلي الجبن كما تستخدم ماء الأكسجين لحفظه، و كانت لدي شكوكي بشأن اللحوم و الأجبان المستوردة فتجنبتها، و أتبعتها بالدواجن عندما علمت ما يفعله مربو الدواجن من تسنمينها بالهرمونات، و حل الدور علي الأسماك عندما إطلعت علي درجة التلوث التي وصلت إليها مياه النيل فضلا عن البحر الأبيض (الصرف الصحي) و البحيرات. في حالة مركب واحد هو الديلدرين (والذي يتواجد في المخلفات الصناعية) فإن وجبة من الأسماك تعني (زيادة) خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 1 إلي 100. إتجهت إلي النشويات التي كنت أتجنبها دائما ففوجئت بتلوث الدقيق و بأن أصحاب المصانع يبيضون الأرز بتراب البلاط. تجنبت مياه الشرب لما إكتشفته من كائنات دقيقة و شوائب و نسب عالية من الكلور الذي يضاف لها عشوائيا.و لم أطئن للمياه المعبأة في زجاجات و التي توصف بأنها طبيعية أو جوفية، فمن يضمن لي أن مياه الصرف الصحي لم تتسلل إليها؟ كما إمتنعت عن تناول المياه الغازية من كولا و غيرها لأني أعلم أكثر من غيري مضارها. و لم يبق أمامي في النهاية سوي أن أقوم كل يوم بغلي كميات كبيرة من الميه أحملها معي أينما ذهبت... ".
هل إنطبق علي الرجل قول القائل:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ~~~ و أخو الجهالة في الشقاوة ينعم
اتفق عدد من الخبراء فى مجالات البيئة والتخطيط الهندسى والعمرانى والمرور على ان سوء التخطيط وضعف التنفيذ وعدم توفير التمويل هو الذى ادى للواقع المتردى الذي تعانى منه العاصمة ، مؤكدين ضرورة تضافر الجهود والتنسيق للوصول الى الحد الادنى من مقومات الواقع الحضري. وقال المهندس مستشار آدم عبد المؤمن ابراهيم نائب رئيس الجمعية الهندسية السودانية ان العشرين عاماً الماضية شهدت فوضى عمرانية وسوء تخطيط ونقصاً فى المعلومات اجتاح كل ولاية الخرطوم، مما اسفر عن الوضع الحالى والمعاناة التى يعيشها الناس فى مختلف مجالات الحياة. ووصف كبرى المك نمر بانه كارثة من حيث مداخله ومخارجه «بالخرطوم وبحري» مشيراً الى انه يصب فى شارع الجامعة من جهة الخرطوم وهو شارع ذو كثافة مرورية عالية واصفاً الامر من جهة بحري بانه اكثر سوءاً ، واوضح ان الامر ينطبق على كبرى توتى ايضاً، وقال ان فتح السكة حديد لامتداد شارع القصر، فيما يعرف بشارع بيويوكوان فيه خطأ هندسى كبير، لان الخطة الموضوعة اصلاً هى اقامة كوبرى طائر يمتد حتى الخرطوم «3» ، واشار الى ارتفاع تكلفة كبرى الانقاذ «54 مليون دولار» مقارنة بالخطة التى وضعت عام 1988م والتى خلصت لقيامه بتكلفة 27 مليون دولار تدفعها كمنحة حكومة اليابان ، مشيراً الى اخطاء هندسية صاحبت قيام الكوبرى. ومن جهته اشار المهندس مستشار عمر عابدين نائب رئيس المجلس الهندسى الى دور الهجرة الداخلية فى اكتظاظ الخرطوم بالسكان ، وقال ان كل المشكلات التى طرحت فى هذه الندوة مضمنة فى الاستراتيجية ربع القرنية التى بدأت الآن فى مرحلتها الخمسية، واوضح ان تشييد المساكن العشوائية فى مجاري السيول ناتج عن عدم وجود خارطة كنتورية واعلن عن وجود دراسات لانشاء كورنيش للنيل بطول 50 كيلو متراً وربط المهندس عمر النجاح فى هذه المشروعات بتنفيذ خطط الاستراتيجية . واشارت الاستاذة رحاب احمد حسن «من المجلس الاعلى للبيئة والموارد الطبيعية» الى مخاطر كبيرة يتعرض لها المواطنون جراء وجود محولات الكهرباء فى الاحياء السكنية منوهة الى ان الوسائل المستخدمة فى محولات الكهرباء تنتج غازات تسبب امراض السرطان واوضحت وجود 15 الف محول تنتج مواد تصل الى 18 الف طن من المواد الضارة. واعلنت عن وجود خطة بالمجلس الاعلى للبيئة تتضمن 24 مشروعاً للحد من هذه المخاطر، مشيرة الى ان الخطة تحتوى على الميزانية والمدة الزمنية لانفاذها. وعزا العقيد عمر محمد احمد الطيب مدير العمليات بشرطة ولاية الخرطوم الاختناقات المرورية التى تعيشها مدن الولاية حالياً الى الامطار وغياب المصارف والباعة الجائلين وازدهار حركة العمران دون وجود مواقف للسيارات وتدهور البنى التحتية فى الطرق والجسور.
وقال العقيد عمر ان 18 الف حافلة تدخل وسط الخرطوم يومياً بلا مواقف مناسبة لاستقبالها واوضح ان غياب البصات الكبيرة وانتشار الركشة والامجاد سبب رئيسى فى الضائقة المرورية. واشار الى جهود عديدة تبذلها الجهات المختلفة لحل هذا الاشكال منها تفريغ قلب الخرطوم من المواقف والوزارات ونشر الثقافة المرورية مع مراجعات لمنح رخص القيادة وتغيير نظام تحصيل رسوم المخالفات. ====
وقد اعد الندوة الاستاذ الطاهر بكرى وادارها الاستاذ احمد عبد المكرم وسوف تنشر على جزأين اليوم وغداً الموضوع كبير ومتشابك: فى مستهل الندوة اوضح الاستاذ احمد عبد المكرم - الذى ادار الندوة. الملامح العامة للموضوع والمحاور التى يتم نقاشها فى العنوان الكبير «الواقع الحضرى للعاصمة القومية - المشكلات والحلول وافاق المستقبل» مؤكداً ان هذا الموضوع كبير ومتشابك واستراتيجى ، وقال ان العاصمة مدينة ومجتمع وثقافة وحضارة واجهة تشكل عنواناً رئيسياً للوطن وتعكس مدى تطوره او تخلفه.
واشار عبد المكرم الى ان ندوة واحدة لن تستطيع الاحاطة بكل ابعاد الموضوع «لكن مجرد طرح التساؤلات يعتبر محاولة للامساك بخيوطها والتفكير فى ايجاد الحلول» ، موضحاً دور الازمات الاقتصادية والسياسية وانعكاسها على المدينة والنشاط الحيوى الموجود فيها. وقال ان تجزئة الموضوع لوحدات يمكن من الامساك بالتفاصيل ومن ثم يتبلور الحل الشامل والذى لا يمكن ان يتم بين يوم وليلة ولكن نأمل ان تكون هنالك رؤية جادة لانفاذ مايمكن انفاذه.
السموم تحاصر الناس: _____________________
لاهمية البيئة وتأثرها بكل المحاور ابتدأت الندوة بالاستاذة رحاب احمد حسن من المجلس الاعلى للبيئة والموارد الطبيعية وركزت فى بداية حديثها على الملوثات العضوية الثابتة وهى تنتج عن السوائل المستخدمة فى المحولات الكهربائية والغازات الناتجة عن حرق «اللساتك والنفايات» والكمائن والمسابك والمبيدات ، واشارت رحاب الى ان هذه المواد الكيميائية تدخل فى جسم الانسان وتتراكم وبمرور الزمن تصبح مواد سامة قد تؤدى للوفاة! واوضحت رحاب ان المجتمع الدولى استشعر خطورة هذه المواد ، وعقد اتفاقية للحد منها هى اتفاقية استوكهولم وقد وقع السودان على هذه الاتفاقية وصادق عليها ، واضافت ان هنالك خطة جاهزة ينفذها المجلس الاعلى للبيئة والموارد الطبيعية وبتمويل عالمى تحت رعاية برنامج الأمم المتحدة الانمائي. واشارت الى وجود 15 الف محول كهربائى تحتوى على مواد تصل الى 18 الف طن وتشكل ضرراً على صحة الانسان على المديين البعيد والقريب وهى تتبع للهيئة القومية للكهرباء . مبيدات قاتلة: ومن المظاهر التى تشكل خطراً على حياة الانسان اشارت الاستاذة رحاب الى وجود 234 طناً من المبيدات فى 530 مخزناً بالخرطوم وكردفان ونهر النيل والجزيرة وهى مواد سامة يجب الا تكون قرب مواقع السكن، اضافة لكل ذلك فان حرق اللساتك والنفايات والتى تنتشر فى انحاء متفرقة من العاصمة القومية تؤدى الى انتشار امراض السرطانات. واضافت ان منع هذه الممارسة يدخل ضمن صلاحيات مسؤولى صحة البيئة ، مشيرة الى ان المجلس القومى للبيئة ليست لديه سلطات تنفيذية ويقوم بدور البحث والتحليل والتخطيط. وقالت رحاب ان المجلس اعد حوالى 24 مشروعاً منها عشرة مشروعات لمعالجة موضوع محولات الكهرباء، وثمانية للتخلص من المبيدات واربعة مشاريع للتخلص من الغازات الناتجة عن حرق النفايات .
والخطة تشمل الميزانية والفترة الزمنية. السيول واختناقات المرور: بعد ان شهق الحاضرون من سيل المعلومات الخطرة التى قذفتها رحاب الاستاذة آمال على عوض الكريم من «وزارة التخطيط العمراني والمرافق العامة بولاية الخرطوم» وقالت ان عنوان الندوة هو المشكلات الحقيقية التى يعانى منها الناس ، مشيرة الى ان الوزارة يقع عليها عبء التقليل من هذه المشاكل ، وقالت ان اختناقات حركة المرور هى اهم شئ يشغل بال الناس هذه الايام موضحة ان الامطار والسيول لها دور كبير فى مايحدث ، واكدت سعى الوزارة لوضع حل نهائي لاختناقات المرور ومن ضمن هذه الحلول مشروع الطريق الدائرى الذى يربط المدن الثلاث وهذا المشروع يجرى تنفيذه الآن من خلال الطرق والكبارى العابرة للانهر والكبارى الطائرة. جهود ضائعة: واشارت امال الى الاضرار الناجمة عن الاختناق المرورى فى ضياع الزمن والجهد والمال والصحة، وقالت ان قلب العاصمة يشكل مركز ضغط بشرى، مشيرة الى مساع الى نقل الاسواق والمواقف لتخفيف الضغط على المركز. ومن ذلك ضرورة وجود مواقف للسيارات ضمن اية منشأة جديدة وهذا من شروط الترخيص. الاستاذ صلاح الدين فرج الله يعقوب «جامعة اعالى النيل» اوضح ان البيئة والتخطيط هما اساس الحياة ، وتساءل عن تصور ناس البيئة لواقع حياتنا ومستقبلنا وماذا استصحبت من التراث لكى تقيم هذه العلاقة ، واضاف ان الخرطوم كانت واسعة بها فراغات ، وجاءت الخطط الاسكانية دون ان تستفيد من الاخطاء ، واشار الى تكرار الاخطاء، وقال ان ما يحدث الآن هو نتيجة لمقدمة لذلك يجب البحث فى الاسباب حتى نصل الى نتائج صحيحة. سوء التخطيط وبطء التنفيذ: المهندس المستشار آدم المؤمن ابراهيم عضو المجلس الهندسى ونائب رئيس الجمعية الهندسية السودانية وسبق ان شغل منصب المدير العام للنقل الميكانيكى والمدير العام للسكة حديد ورئيس مجلس ادارة الهيئة القومية للكهرباء ورئيس مجلس ادارة طريق الانقاذ الغربى بهذه الخلفية جاء حديثه محتوياً على رؤى علمية ممزوجة بخبرات متراكمة وقال آدم ان المشكلة الاساسية هى التخطيط واذا سلم التخطيط فان كل القصايا الاخرى سوف تنضبط. وبدأ حديثه بطرح رؤى عامة حول التخطيط على المستوى القومى والاقليمى والولائي والمحلى ، واشار الى انه شارك فى اعداد الخريطة الموجهة لولاية الخرطوم فى عام 1988م ، وكان مسؤولاً عن النقل وقال ان شركة دكسويادس الامريكية هى التى قامت بهذا الموضوع وهى نفس الشركة التى قامت بعمل اول خريطة موجهة للخرطوم فى عام 1948م واوضح ان رئيس الفريق قال ان الخرطوم التى وجدها لا يصدق انها الموجودة فى الخريطة التى وضعت قبل الخمسينات مشيراً للفوضى العمرانية التى حدثت ، حيث حلت المدارس اماكن البيوت، واماكن المساجد صارت اسواقاً وهكذا. ربكة تخطيطية بعد الانقاذ: يقول المهندس آدم: جلسنا مع هذه الشركة فى ذلك الوقت من اواخر الثمانينات ووضعنا خطة محكمة تمت اجازتها ولكن هذه الخطة وضعت جانباً ولم تنفذ. وعندما جاءت ثورة الانقاذ احدثت ربكة كبرى فى التخطيط واذا اخذنا ميدان الأمم المتحدة كمثال نعلم الضرر الذى الحقناه بالخطة. يواصل المهندس آدم ويقول: ناس التخطيط العمرانى يقولون ان هنالك ضغطاً من الولايات على الخرطوم وهذا سببه اخطاء التخطيط القومى ، واذا كان الوضع فى الولايات سليم لن يأتى احد الى الخرطوم ، وحتى الخرطوم اذا وجدت تخطيطاً جيداً فلن يحدث فيها ماحدث رغم الضغط المتزايد عليها، والتخطيط يحتاج لمعلومات ، الآن اذا سألت اي مسؤول فى الولاية عن عدد سكان ولاية الخرطوم لن تجد اجابة محددة وعدم معرفة عدد السكان اكبر دليل على سوء وانعدام التخطيط. هناك امر آخر هو السكة حديد والنقل النهرى والربكة التى حدثت لهما، واذكر انه من ضمن خطتنا ان يكون هنالك شارع طائر كامتداد لشارع القصر دون التأثير على السكة حديد هذا موجود فى خطة وضعت عام 1972م وفى عام 1988م كانت الخطة تشير لاعتبار كبرى النيل الازرق خاصاً بالسيارات ، وانشاء كبرى.. آخر للقطار بمواصفات تجعل السكة حديد تساهم فى حركة النقل داخل الولاية ، والخطأ الكبير فى قطاع النقل ارتكبته حكومة عبود التى الغت الترماي ، فى الوقت الذى يعتمد كل العالم على مثل هذا النوع من النقل. كارثة المك نمر: ويضيف آدم: كبرى المك نمر سوف يكون كارثة وذلك من حيث مداخله فى بحرى والخرطوم فهي الخرطوم شارع الجامعة اتجاه واحد وهو شارع مهم والحركة فيه كثيفة وعندما يفتتح الكوبرى سوف يحدث اختناق مرورى فظيع عند تقاطع الجامعة مع المك نمر، اما من ناحية بحرى فالوضع اسوأ سوف تكون هنالك معالجات تكلف اضعاف المبلغ الذى كلفه الكبرى ولن تأتى بحلول مثالية. هنالك مثال آخر كبرى الفتيحاب الذى تم تخطيطه عام 1988م وتبرعت الحكومة اليابانية ببنائه بتكلفة 27 مليون دولار ، فى التخطيط الاولى لم تكن هنالك حاجة للانفاق والمعالجات التى اجريت مؤخراً كما ان هذا الكبرى كلفنا 54 مليون دولار كمكون اجنبى ولا ادرى المكون المحلى ، وهذا الكوبرى كان ممكناً أن ينفذ فى سنتين وينتهى عام 1991م مجاناً ومجسمه موجود فى وزارة التخطيط العمراني. وللاسف الانقاذ نفذت العديد من المشروعات المهمة بقرارات سياسية ، وخير مثال لذلك شارع بيويوكوان الذى نفذه نائب والى الخرطوم آنذاك دون مشورة الجهات ذات الصلة. بنك تحت الكوبرى: ومن الاشياء الغريبة وجود بنك تحت كبرى النيل الازرق ، من الذى خطط لهذا ، هل هذا مكان بنك؟ هنالك فوضى فى التخطيط ، والاخطر من ذلك بيع كل المنطقة الواقعة على النيل.. الآن يتم البحث عن النقل النهرى بحجة استثمار المنطقة فهل هنالك استثمار افضل من النقل النهري؟ كبرى توتى ايضاً سوف يتسبب فى مشكلة مرورية فهو نازل على طريق حيوى وحركة مكثفة لامدرمان وحتى شارع النيل سوف تكون فيه ربكة.. يقول المهندس آدم ان الطريق الدائرى سوف يحل جزءاً من المشكلة ولكن المشكلة الاساسية سوف تكون موجودة ، واشار الى سوء تخطيط امدرمان وخلص الى ان اخطاء التخطيط تكلف الدولة مبالغ طائلة يدفعها المواطن عبر الجبايات والمطاردات وفى ذات الوقت لا يتمتع بالخدمات الجيدة واوضح ان عدم المحاسبة هى التى تقود الى هذا الواقع. الهجرة الداخلية: اكمال للرؤية الهندسية فى الموضوع تحدث المهندس مستشار عمر عابدين رئيس المجلس الهندسى بالانابة موضحاً ان انعكاسات الهجرة الداخلية هى لب الموضوع وهى سبب كل هذه المشاكل مشيراً الى أن كل هذه المشاكل اثيرت فى مؤتمر الاستراتيجية القومية للتنمية وتم فيه التطرق لكل هذه المشاكل وقال ان مشكلة السودان منذ 50 عاماً هى عدم وجود التخطيط السليم او عدم التنفيذ وغياب الاسبقيات. واضاف: هنالك حديث هل الموازنة تقود الاستراتيجية ام العكس وكان رأي كل المهنيين ان الاستراتيجية هي التى يجب ان تقود الموازنة على ان يقوم بالتنفيذ ذوو الكفاءة. الخطة ربع القرنية: اما عن مشاكل الخرطوم فيرى المهندس عمر عابدين ان الخطة الربع قرنية والخطة الخمسية المتفرعة منها والتى تشمل عام 2007 -2011م تحتاج الى عديد من الملاحظات ويجب ان تلعب الصحافة دورها فى ذلك واشار الى وجود الكفاءات السودانية مطالباً بضمان تنفيذ هذه الخطط حسبما خطط لها واضاف: لابد من حسم مسألة الهجرة العكسية وتنمية الولايات لنضمن عاصمة حضارية ، وتحدث عن محطات المياه الاربع جبل اولياء، الجيلى ، برى ، سوبا، مشيراً الى ان محطة سوبا تمت دراستها عام 1989م لتعمل المدة 25 سنة لكن العمل بدأ فيها بعد انتهاء هذه الـ 25 سنة وقال هذا يدل على عدم وجود تنسيق بين التخطيط والتنفيذ. وتحدث عن المبانى العشوائية التى يتم بناؤها فى مجارى السيول والامطار وقال عدم وجود خارطة كنتورية لكل البلاد هى السبب فى هذا . واضاف: هنالك الآن دراسات لعمل كورنيش للنيل بطولة 50 كيلو متراً. وقال المهندس عمر ان كل ما اثارته الندوة مضمن فى الاستراتيجية القومية لكن التنفيذ سوف يكون حسب توفير المال والاولويات. الشغب العمرانى فى الخرطوم: المهندس مستشار آدم عبد المؤمن عاد للحديث من زاوية اخرى معلقاً على سؤال حول الطابع المعمارى للخرطوم فقال: قرأت مقالاً قبل عدة اشهر للدكتور منصور خالد فى جريدة الايام عنوانه «الشغب العمراني» وهذا عنوان معبر ، نحن فى السودان لا طابع لنا ، لا طعم ، لا لون ، لا رائحة ومن ناحية العمران هنالك من ينقل الطابع الاسلامى وهنالك من حاول نقل الطابع الموجود فى الخليج ، وهنالك اشكال بناء تصلح لاماكن باردة مثل استخدام الزجاج وغيره، هنالك الوان عجيبة تستخدم فى البناء ، يجب ان تكون هنالك ضوابط. وقال: هنالك قرارات سياسية تتم بضغوط على المهندسين والتنفيذيين ولا توفر لها الميزانية ، كنت فى عام 1987 -1988م رئيساً لمجلس ادارة الهيئة القومية للكهرباء وقد وضعنا خطة لزيادة الكهرباء فى السودان بحلول هذا العام 2007م الى 2750 ميقاواط، الآن بعد ان تدخل كهرباء سد مروى والجيلى وقرى لن نصل الى هذا الرقم ، ونحن حتى الآن لدينا 10200 ميقاواط «اقل من النصف» وعندما تدخل كهرباء مروي بعد ثلاث مراحل يمكن ان نصل الى هذا الرقم ، وحتى اذا دخلت كهرباء مروى الآن فلن توفر ما خططنا له عام 1987م ليتحقق هذا العام بعد 20 سنة وهذا ينطبق على كل الخطط. فالسياسيون يفشلون فى تنفيذ الخطط ويقع اللوم على المهندسين دائماً. وختم حديثه بضرورة التخطيط السليم والتنفيذ السليم فى الوقت المناسب وطالب بتوظيف اموال البترول من اجل التنمية كما هو الحال فى دول الخليج التى تمكنت من بناء بنى تحتية قوية . واللافت ان على رأس هذه التنمية الخليجية كوادر سودانية. مشاكل المرور: كل هذه الاخطاء التى تحدث عنها المختصون تقع على رأس شرطة المرور وهى الجهة المنوط بها تنظيم الحركة وفك الاختناقات .. العقيد عمر محمد احمد الطيب مدير العمليات بولاية الخرطوم بدأ حديثه بان كل الاشكالات التى تحدث فيها المهندسون تتسبب فى اعاقة المرور. بدأ حديثه بدور الهجرة الداخلية فى اعاقة المرور مستدلاً بالحوادث التى تقع فى المناطق الطرفية اضافة الى العديد من المظاهر السالبة من باعة جائلين وتجارة رصيف وبيع فى الطرقات كل ذلك يؤدى لاعاقة حركة السير يضاف الى ذلك سلوك السائقين انفسهم. انتقل سعادة العقيد بعد ذلك للحديث عن الآثار الاقتصادية مشيراً الى الحوادث المرورية مستدلاً بآخر دراسة لوزارة الصحة العالمية التى اكدت ان حوادث المرور تسببت فى الوفيات بنسبة 20% اضافة الى حوالى 50 مليون من الجرحى سنوياً و5 ملايين يصابون بعاهات مستديمة كل هذا له اثار اقتصادية اضافة للتلف الذى يحدث للمركبات يومياً تقول الاحصائيات ان هنالك اكثر من 100 بلاغ فى اليوم فى هذا الاتجاه ، وقال العقيد ان الاختناقات المرورية لها تأثير اقتصادى سالب ، فعلى سبيل المثال تعبر كبرى النيل الابيض حوالى ثلاثة الاف مركبة فى كل ساعة وفى الايام العادية تستغرق المركبة حوالى ست دقائق فى عبور الكبرى بينما تحتاج الى ثلاث دقائق فقط فى ايام العطلات. ضحايا حوادث المرور: وهنالك كم هائل من ضحايا الحوادث بمستشفيات الخرطوم وهؤلاء يمكثون فترات اطول مقارنة بمرضى الباطنية والامراض الاخرى وربما يمكث المصاب فى حادث مرورى اكثر من ثلاثة اشهر ولهذا اثار اقتصادية فادحة. ويضيف العقيد عمر ظاهرة الباعة الجائلين وافرازاتهم السالبة بالنسبة للاختناقات المرورية ، هؤلاء الباعة يعيقون عمل رجال شرطة المرور ، ومعالجة هذا الامر تخص جهات اخري. حركة العمران ايضاً لها دور كبير فى اعاقة حركة المرور . فشارع المستشفى به عدد كبير من المستوصفات والعيادات الخاصة اضافة لكل اقسام مستشفى الخرطوم . شارع النيل به مبانٍ تتكون من ثمانية طوابق ولا توجد مواقف للسيارات فى كل هذه الاماكن ، اماكن الترفيه ووسط الخرطوم ايضاً لها دور فى اعاقة الحركة ، ففى امدرمان مثلاً وعلى شارع النيل توجد اكثر من سبعة متنزهات ترفيه لكنها تخلو تماماً من مواقف السيارات. ترخيص 400 عربة يومياً: اشار العقيد الى الكم الهائل من المركبات الموجودة فى ولاية الخرطوم ودور ذلك فى الاختناقات موضحاً ان حوالى 400 عربة جديدة يتم ترخيصها فى اليوم ، مع وجود نفس الطرق ونفس المداخل يضاف الى ذلك المواصلات ذات السعة الصغيرة امجاد ، وركشة ، هايس وعدم وجود البصات والشاحنات وهى مشكلة كبيرة فقد دخلت فى عام 2006م حوالى 6 الاف شاحنة وهنالك شاحنات طولها 34 متراً والشوارع فى البلد لا تحتمل هذا النوع . والان بتنسيق كامل مع الشئون الهندسية تم عمل ميناء برى فى منطقة سوبا ومن اوائل الشهر سوف تخرج اوامر محلية تمنع دخول الشاحنات. ويضيف: الركشة تسبب مشاكل كبيرة جداً وحوادث مرورية ولحد عام 2002م كانت هنالك حوالى عشرة آلاف ركشة وكنا نسيطر عليها حيث توضع فى الشوارع العرضية، واحصائية الحوادث التى سببتها الركشات بلغت حتى شهر اغسطس لهذا العام حوالى 500 حادث، والآن هنالك اكثر من 13 الف ركشة يقودها صغار السن، ونسبة الوفيات من ضحايا الركشة اصبحت عالية واغلبها من العنصر النسائى ، والركشة ادخلت النساء السجن لان عدداً كبيراً من النساء اصبحن يدخلن فى هذا المجال من حيث الاستثمار. غياب الثقافة المرورية: وعزا انتشار الحوادث لغياب الثقافة المرورية والعادات والتقاليد السودانية التى تتركز على «باركوها وما فى مشكلة» وغياب ثقافة التأمين ، واشار الى ان اهم اسباب الاختناقات المرورية فى الفترة الماضية هى مياه الامطار وسوء التصريف وعدم وجود المجاري ووجود المياه فى الاسفلت ، واعترف بالتوسعة التى حدثت فى بعض الشوارع وجهود الاخوة فى الشئون الهندسية لكنه طالب ببذل المزيد من الجهد. وتحدث سعادة العقيد ان وجود المدارس فى الشوارع الرئيسية من الاسباب التى ادت الى الحوادث الاخيرة والتى راح ضحيتها تلاميذ صغار السن. وهنالك غياب لكثير من العلامات المرورية اضافة لاشكال التقاطعات التى اصبحت غريبة فى الفترة الاخيرة.
تعليقات واسئلة: _________________
المهندس ادم عبد المؤمن ابراهيم عاد للحديث معلقاً على السلوك غير السليم من بعض رجال المرور، واعاب عليهم اهتمامهم بالتحصيل اكثر من التعامل الانسانى كذلك دلف الى الحديث عن التثقيف المرورى ولابد ان يتم ذلك بطريقة منهجية ومنظمة ، ورأى ان حل الاختناق المرورى يكمن فى جلب بصات كبيرة واستجلاب الترماى والبصات النهرية وهذا يتطلب اقامة مراسى وبالطبع هذا من اختصاص وزارة التخطيط العمراني ، واوضح كذلك ان طرق المرور السريع ضيقة وبها مطبات يجب الاهتمام بها ، ايضاً الوقوف الطولى للعربات فى الشوارع الرئيسية ياخذ جزءاً كبيراً من الطريق. اما امال على عوض الكريم وزارة التخطيط العمرانى والمرافق العامة فترى انه لابد من افراغ قلب الخرطوم من المرافق والوزارات التى تربط الناس ، لذلك فان وزارة التخطيط العمرانى بادرت بنقل الوزارة الى خارج قلب الخرطوم كذلك اكمال الطريق الدائرى ، اما مشكلة «الباركنج» والوقوف الطولى فتظل قائمة وحلها يكون بعمل طوابق وكل هذه الخطط فى الحسبان ولكن تواجهنا مشكلة الميزانية. كما اوضح المهندس عمر عابدين محمد من الجمعية الهندسية ان قرار نقل الوزارات خارج الخرطوم اتخذ واول وزارة نفذت هى وزارة التخطيط العمرانى في منطقة «الكيلو» ، ايضاً قد يحل الطريق الذى يشق القوات المسلحة والمطار كثيراً من مشكلة الاختناق على شوارع البلدية وانفاق برى، والخريطة لهذين الطريقين موجودة. سنتر الخرطوم: وقد طرح المتحدثون عدة اسئلة للعقيد عمر احمد محمد الطيب مدير عمليات مرور ولاية الخرطوم هذه الملاحظات كانت حول سنتر الخرطوم ويذكر فى اجابته ان ما يتعلق بمنطقة سنتر الخرطوم من كبرى ام درمان الى كبرى الحرية الى شارع النيل هذه المنطقة خلال ساعة واحدة فى كبرى النيل الابيض تدخل ما لايقل عن 3 الاف عربة ، والعربات المصدقة حوالى 18 الف عربة ، كما ان استخدام شوارع الخرطوم على اساس انها مواقف سببت العديد من المشاكل ،الآن يدخل سنتر الخرطوم اكثر من 18 الف حافلة ، لذلك نحاول الاستفادة من منطقة السكة حديد لمعالجة مشكلة سنتر الخرطوم اما الحافلات فهناك معالجات تتم بشأنها ونحاول حل مشكلة المواقف نهائياً . وقال ان الاختناقات المرورية ترهق كثيراً ميزانية الدولة واعاب العقيد عمر عدم وجود اي منظمة طوعية فى السودان تعمل فى مجال العمل المرورى وقال ان فى مصر هناك اكثر من 16 منظمة. ويقول المنظمة الطوعية الوحيدة فى السودان هى منظمة حماية مستعملى الطريق وذكر ان المنظمات لاشك تلعب دوراً كبيراً فى التوعية المرورية. الركشة مرة اخرى: اما فيما يتعلق بامر الركشة فذكر ان الحديث عنها لا ينتهى وقال فى الحلقة القادم؟ ü 2 مليون جنيه غرامة للركشات المخالفة. ü ادخال نظام جديد لتحصيل المخالفات. ü «300» مدرسة تقع على شوارع المرور فكيف نقى التلاميذ شر الحوادث؟ ü معالجات لفك ضائقة المرور. ü خلاصات ورؤى من الندوة.
الأخ بكري الاخوة المتداخلين موضوع آخر مرتبط بغلاء الخرطوم. ارتفاع الرسوم الدراسية بالجامعات السودانية خاصة الجامعات الخاصة. هناك جامعة علمية خاصة معروفة اشتهرت باسم مؤسسها قدمت له الدولة حسبما سمعنا من المزايا والمنافع ما لم تقدمه لأي شخص آخر في المؤسسات التعليمية .
ومع ذلك لم يتورع هذا المالك من فرض رسوم دراسية باهظة بالدولار وعندما انخفضت قيمة الدولار حولها الي الدفع بالجنيه السوداني ودون اي مراعاة لتلك المزايا والمنافع التي استولي عليها علي حساب الشعب السوداني . سؤال مهم: تقوم هذه الجامعة علي مساحة شاسعة من الأرض في أهم موقع بالخرطوم. من أين له هذه الأرض ؟؟؟
عزيزي العزيز بكري سلام لشخصكم العزيز الكريم المحبوب
بالتأكيد كلامك صاح مائة في المائة ويتوجب كشف الأسماء والحقائق بكل وضوح ولكن كما ذكرت صديقي العزيز يجب ان يكون ذلك بعد التأكد منها من خلال المعلومات الدقيقة والموثقة حتي يكون ما نكتبه أو نطالب به مقنعا للجميع.
كما تلاحظ فقد وجهت في البدء الرسالة لكم لمعرفتي وثقتي بأن كل كتاباتكم ستندة علي الواقع الحقيقي المعاش مدعومة بالمستندات والحقائق . وكذلك دعوت المتداخلين بافتراض أن الموضوع معروف وهناك الكثير من يعلم عنه أكثر مني وأنهم سوف يدلفون فيه من خلال تلك المعرفة مدعومين بما لديهم أيضا من حقائق ومستندات ووثائق.
شكرا لك اخي الغالي وأنتم خير من يكتب في الموضوع رغم بعدكم ورغم انشغالكم بما هو أهم وفي مقدمتها هم الوطن الكبير . حاولت أفتح الموضوع الذي سبق لي شخصيا الكتابة فيه في الصحف وفي المنتديات الي حين تجميع معلومات أكثر موثقة .
ما قدرت انتظر يا بكري. تحياتي ومودتي لكم دون حدود.
1- بـحـكم طول اقامتي الطويلة في المانيا والتي دخلت عامها الثاني والعشرين يعتبرني الكثيرون هنا وخـصـوصآ السـودانيون الـجـدد والطلاب انـنـي ابوهـم الروحـي ويسـتشـرونني في كثير من امورهـم المتعلقة بالعمل والدراسـة واللجـوء.
2ـ مـنـذ اعـوام طـويلة واقـوم في كـل صـيف باسـتقبال الطـلاب الـجـدد القادمـون من السـعودية ودول الـخليـج لـمواصـلة تعليـمهم بالجـامعات والمعاهـد الألمانية العليا، ويقع علي عاتقي تنـوريهم مـساعـدتهـم للتأقلم بالحياة الألمانية وتعـريفهم باوجـه الـحـياة في المانيا.
3ـ دائـمآ واسـألهم عـن سـبب اخـتيارهـم وبالتحـديـد المانيا لتكون مـحـلآ لمواصـلة الـدراسـة بها، فيكون ردهـم لانها دولة ويمكن للطلاب الاجانبوان يتعلموا فيها بـدون وان يرهـقوا اسـرهـم بـمصاريف باهـظة ومكـلفة كما وفي الجامعات السـودانية!!! وان التعليم في المـانيا مـجـانآ للاجانب ماعلي الطالب الاجـنبي الا وان يتكفل بمـصاريف السـكن والاعـاشـة والنثريات الاخـري الخاصـة بالمواصـلات والنزهـة والرحلات، ومعـروف ان الـجامعات الألمانية لاتأخـذ مليـمآ احـمرآ من الطلاب بل وتـؤمن لهـم الكتب والمراجع مجـانآ من مكتبات الـجـامعـة او المعاهـد العليا، ولاتاخـذ الـجامعات اي مـصاريف او رسـوم، هناك عـشرات الـداخليات الخاصـة بالطلاب والطالبات ويـمكن لكل طالب او طالبة الحـصـول علي سـكن منفـرد او مع زميله او زمـيلته وعلي نظام التآجـير الشـهري، هـناك المطاعـم الطـلابية التي لهااسـعار خاصـة بالـطلاب والطالبات.
4ـ تقـوم بعـض الشـركات الكبيـرة في الـمانيا كشـركة مرسـيـدس او سـيمونز او شـركات تصـنيع العربات والـجـررات بتـخـيص اماكن يعمل فيها الطلاب اثناء فـترة الصـيف فقـط ليتمكنوا ومن المبالغ التي يتحـصلوا عليها ومواصـلة تعليـمهـم حـتي التخـرج وبهـذه الطريقة يساعـدون اولياء امـورهـم في التقليل من ارسـال المبالغ لهـم في المانيا.
6ـ تتشـدد المانيا في الحالة الصـحـية للطلاب ولابـد ولكل اجـنبي الـحـصول علي بطاقة "التآمـين الصـحـي " من الشـركات الخاصـة او الحـكومية العاملة في هـذا المجـال وهـي رسـوم يـدفعها الاجـنبي من جـيبه الخاص وهناك سـعـر خاص للطلاب والطالبات الأجـانب.
7ـ ويبـقي السـؤال الهام، " ماذا أردت وان اقول من كـل هـذا الـحـكي اعـلاه وماالهـدف مـنه?".
الـجامعات السـودانية هـي جامعات تـجـارية في الـمقام الأول ويهـمها في بالـدرجـة الأولي كـم سـيـدفع الطالب المغتـرب لقاء تعليـمه بالـداخـل، هـي جـامعات "نبت شـيـطاني " لااصـل لـها ولافـصـل وشـهاداتها غـيـر معتـرف بها في المانيا، واحـيانآ يصـادف ان يأتي خـريـجـون من الـجـامعات السـودانية لمواصلة الماجـستـير او الـدكتوراة فـيصـطدموا بقوانين الجامعات الالمانية التي تنظـر للشـهادات السـودانية علي انـها اقل من الـمسـتوي العالـمي ولاترتقي لاطلاق اسـم شـهادة جامعية عليها وانه وعلي المتقـدم للـحـصول علي الماجـسـتير او الـدكتوراة من الجامعات الالمـانية وان يـجلس لامتـحانات مـعادلة بعـد قضـاء مـدة بالـدراسـة والتحـصيـل.
اقول لوزارة التربية والتعليم السـودانية " كـفي خـداعآ واسـتنـزاف للطلاب واولياء المـغتـربيـن وكـفوا عـن سـياسـة انتهاج فكرة ان الـمغترب " بـقـرة حـلوب " وجـب حـلبها حـتي تـدر الـدم.
Re: الخرطوم أغلي مدينة في العالم (Re: حسن طه محمد)
"لقد سمعنا أن تكاليف رسوم التعليم في بعض المراحل المدرسية الخاصة ( لاحظ وليس الجامعية ) تبلغ ( 000 ر20 ) عشرون الف دولار بالتمام والكمال يعني اربعون مليون جنيه. تــأمل !!".
( QUOTE سودانايل من ناحية اخرى، ومع العد التنازلي لحل شهر رمضان المعظم، سجلت اسعار السكر ارتفاعها في اسواق الخرطوم حيث قفز نهاية الاسبوع الى «112» جنيهاً (اكثر من 50 دولار) للجوال زنة 50 كليوغرام بعد ان وصل الى «105» جنيهات في بداية الاسبوع. وابدى السكان استياءهم من الزيادات، وحملوا الحكومة مسؤوليتها، وطالبوا السلطات المختصة بالتدخل لكبح جماح الارتفاع مع قرب حلول رمضان والذي يزداد فيه استهلاك السكر.
واعرب التجار عن قلقهم من استمرار ارتفاع الاسعار، وقال مسؤول في وزارة الصناعة ان وزارته ستضخ كميات كبيرة من السكر بالاسواق من انتاج شركتي كنانة والسكر السودانية للحد من ارتفاع الاسعار، وقال: «الكميات الموجودة من السكر كافية لمقابلة احتياجات شهر رمضان والعيد ومطروحة الآن بالاسواق وليس هنالك مبرر لزيادة الاسعار خاصة ان شركات انتاج السكر تبيع بالسعر المعلن منذ بداية موسم الإنتاج والبالغ «101» جنيه للجوال.)
حسب الأخبار التي حملتها صحيفة (السوداني) أمس.. ومن بين ثنايا ما أتيح تسريبه للصحف عن قانون الحكم المحلي لولاية الخرطوم.. الذي صادق عليه المجلس التشريعي.. أن يحمل المواطنون عبئاً جديداً.. رسوم إنارة الشوارع.. ورغم أن المواطن أصلاً لم يبق في ظهره متسع لمزيد من الرسوم إلا أنني أعيد تذكيركم بالقاعدة الذهبية.. (لا تغرقوا في تفاصيل الدراما.. المشكلة في المنهج..).. فهو، كلما أنبت الزمان قناة.. ركّب – المنهج - للقناة سنانا..!!
نحن المواطنين.. نوافق على رسوم إنارة الشوارع المنارة.. ورسوم إظلام الشوارع المظلمة، على حد سواء.. نوافق على رسوم الخريف، لتصريف مياه الأمطار.. ورسوم الجفاف إذا جفت السماء ولم تُجد بالأمطار.. ورسوم النسيم العليل، إذا جاد الطقس بجوٍ بديعٍ.. ليس هناك أي مشكلة في أي رسوم فالحمد لله نحن دولة بترولية.. وقادرون على (الدفع الرباعي!).. ويظل المواطن السوداني يدفع ويدفع حتى يُكتب عند الله (دفع الله).. لكن بشرط واحد فقط، سهل وبسيط..
القاعدة الذهبية في الحكم الرشيد تقول No taxation without representation أي.. (لا ضرائب.. بلا تمثيل).. فالذي يدفع ماله.. يصبح من حملة أسهم (القرار).. يشارك في صنعه.. على أي مستوى مهما علا أو نزل..
مثلا.. مواطنو حي معين.. يدفعون رسوم إنارة الشوارع.. والعوائد.. وكل قوائم الجبايات.. فليس من حق أي جهة أخرى أن تنزع ميداناً أو تقيم منشأة أو تغيّر من واجهة الحي.. إلا بموافقة سكان الحي.. فطالما هم يدفعون فهم حملة أسهم في شراكة الحي.. ليس من حق أحد أن يقرر فيه بدونهم.. ولا حتى حق قطع شجرة واحدة في الحي.. هم حكومة مصغرة تحكم الحي.. فلا ضرائب بلا تمثيل.. والتمثيل يعني المشاركة في صنع القرار.. عندما يكون القرار على مستوى وطن فإن التمثيل هنا بالمجالس النيابية.. وعلى مستوى ولاية فالتمثيل بالمجالس التشريعية، لكن على مستوى الحي الحكم مباشر.. لكل مواطن في الحي صوته الذي يصنع به القرار في محيطه الذي يسكن فيه.
لكن إذا أصبح المواطن هو من يدفع لكل شيء.. ولا يستحق بما يدفع إلا إيصالاً لـكي (يبله ويشرب من مائه) فهنا تصبح الجباية جزية.. تدفع عن يدٍ و(هم صاغرون).. ولا تنعم على المواطن إلا بحق النجاة من سوط المهانة والذل والاستعباد والمطاردة الرسمية التي قد تذهب به إلى ما وراء القضبان الحديدية..
مشكلة التمثيل قائمة من أدنى مستوى إلى أعلاه.. فالمواطن في الحي مقهور، ليس لديه من صوت إلا صوت حسرته.. وفي المستوى الأعلى تمثّل به (ولا تمثله!!) مجالس تشريعية ونيابية، لم يعهد فيها إلا ترجيع صدى الآمر الناهي.. فهي مجالس – في غالبها الأعم - لا تراقب ولا تحاسب.. إلا نافذة (الصراف!)..
منهج واحد، يقوم على فرضية أن المواطن هو مجرد سجل في دفاتر الإيرادات المالية.. تطوف عليه جيوش الجباة بشتى الإتاوات.. ولا يشرق فجر قانون جديد إلا وفي يده جباية جديدة.. طالما ظل الشعب السوداني: (البشيل فوق الدبر ما بميل)..!!
مقال للأستاذ عثمان ميرغني في ذات سياق ( الخرطوم أغلي مدينة في العالم ) . وكل عام وانتم بخير
09-17-2007, 12:09 PM
حسن طه محمد حسن طه محمد
تاريخ التسجيل: 03-01-2007
مجموع المشاركات: 3653
فـي الـمانيا لاتـجـد اي طـعم لرمضان والحياة تسـيـر في هـذا الشـهر بصـورة عاديـة وكـما باقي الشهـور. ولو كان الالـمان بـحتفلوا زي الـمسلمين برمـضان كنت تلقي "الـمافيا" الاسـلامية وراحـت ترفع الاسـعار وتبالغ فـي الربـح علي حـساب الشـهـر الكريـم!!!، خـلينا كـده أحـسـن!!
لك مـودتـي.
في جولة لـ «لخرطوم» داخل اسواق الأجهزة الكهربائية / ثبات في الاسعار وكساد في السوق: ------------------------------------------------- الـمصـدر: جـريـدة " الخرطوم". Sep/17/2007
سجلت اسعار الاجهزة الكهربائية ثباتا ملحوظا في وقت اشتكى فيه التجار الذين إلتقتهم (الخرطوم)، من ضعف للقوى الشرائية وبلغ سعر المكيف 1000 جنيه وتراوحت اسعار التلفاز حسب المقاسات والماركة 21 بوصة 500 جنيه إلى 750 جنيه و 14 بوصة تتراوح اسعاره 300 جنيه الى 350 جنيه فيما تراوحت اسعار التلفاز 21 بوصة بين 500 جنيه إلى 750 جنيه و 20 بوصة 600 جنيه. وتراوحت اسعار الخلاط الكهربائي بين (130 - 150) جنيهاً وأسعار الثلاجات حسب الماركة والمقاسات 10 قدم عادية 100.1 ألف جنيه وألف جنيه، اما الثلاجة 16 قدم فأسعارها 500.1 ألف جنيه و 17 قدم 850.1 ألفه جنيه و 15 قدم 650.1 جنيه فيما بلغت اسعار الثلاجة 13 قدم 450.1 جنيه. وفي الجانب الآخر تراوحت اسعار الثلاجة ديب فريزر 200.1 جنيه - 750.1 ألف جنيه. وبلغت اسعار المكوة الكهربائية 65 جنيهاً والكولر (مبرد المياه) 500 جنيه والغسال الكهربائي 5 كيلو 500 جنيه و 8 كيلو 750 جنيه ووصل سعر سخان الشاي الكبير 300 جنيه. وبلغ سعر مفرمة اللحمة المقاس الكبير 500 جنيه اما سعر الهيتر فوصل 150جنيهاً وتراوحت اسعار البوتوجازات المقاس الصغير (95 - 120) جنيهاً فيما تراوحت اسعار البوتوجازات الكبيرة (550 - 650) جنيهاً. وارجع التجار الذين التقتهم (الخرطوم) الكساد الموجود في السوق لعدم وجود سيولة واشتكى التجار من الضرائب والرسوم التي تفرضها السلطات مما اثر سلبا عليهم. واشاروا الى ان محلات البيع بالتقسيط اثرت كذلك على حركة البيع حيث ان كثيراً من المواطنين يرغبون في النوع الجديد رغم اللفرق الكبير في الاسعار. وفي الجانب الآخر التقت الصحيفة بعض المواطنين وسألتهم عن رأيهم واسباب اللجوء الى البيع بالتقسيط فذكر علي ابراهيم موظف ان البيع بالتقسيط رغم ارتفاع سعره بقدر كبير من البيع في المحلات العادية الا ان التقسيط في بعض الاحيان يكون مناسبة وتصل لدرجة انك لا تحس بما تدفعه، واضاف ان الظروف المعيشية اجبرتنا على اللجوء لهذا الامر.. وقالت منى حماد موظفة ان البيع بالتقسيط ظاهرة انتشرت مؤخرا ولكن اعتقد انه من الافضل للشخص ان يأخذ المبلغ كله وان اضطر يستدين من اقربائه واضافت ان هنالك مفارقات كبيرة في الاسعار تصل في بعض الاحيان الى النصف عن الاسعار العادية ووصفت الامر بأنه انتهاز للحالة التي يعيشها المواطن والضائقة المالية التي ألمت بهم داعية اصحاب المحلات للرأفة بالمواطنين ووضع اسعار مناسبة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
حسن طه محمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست