ضباط الشرطة المحالون للصالح العام ....إمعان فى الظلم...وسلب للحقوق..... حشفاً وسؤ كيلة؟؟!!!!!

Quote: أفق بعيد: فيصل محمد صالح الظلم..ظلمات لا يكتفي الظلم في بلادنا أن يظلم، لكنه يتربع على قدميه فوق رؤوسنا و"يدلدل" رجليه ساخرا منا، و"يقدل" في شوارعنا متبجحا وكأنه أصل الكون ومبتدأه. لا يكتفي باسمه، لكنه يتحور ويتبدل ويتدثر بأغطية أخرى. تظلم حكومتنا الأطباء الجدد، فتتركهم زمنا بلا عمل، والمستشفيات البعيدة تشكو من ندرة الأطباء وقلة الفئران، ثم توظفهم ولا تعطيهم أجورهم، وتعدهم فلا تفي، وتؤجلهم من شهر لآخر، وتلطعهم من اجتماع لاجتماع. ويأتون ليتجمهروا أمام الوزارة فيقال لهم إن الوزيرة مشغولة والوكيل "ما فاضي"، ولما طال انتظارهم لـ"ليلة السبت" بعثت إليهم الوزارة رجال الأمن والشرطة ليطاردوهم في الشوارع.. يستاهلوا.. ألم يعرفوا أن الوزيرة مشغولة والوكيل ما فاضي؟! تطول أيامهم ولياليهم، لا يتلقون مرتبات، ثم تمتد إليهم أيدي الوزارة ببعض الفتات قائلة لهم "خذوا تصبروا بهذه ثم بعد ذلك الله كريم"، وعندما يقولون للوزارة إن ما يعطونه لهم غير كافٍ، تضرب ماري أنطوانيت الوزارة ولويسها التاسع أيديهما تعجبا من "قلة أدب" هؤلاء الأطباء والطبيبات، "يعني هم ما عارفين إنو وزير المالية ما بيدينا؟". يرنو الأطباء بنظرهم إلى بعيد فلا يجدون إلا الظلمة والعدم، فيوكلون أمرهم للخالق الذي لا تضيع ودائعه، ويقررون أن يضربوا: مرة واثنتين وثلاث، مشهدين الوطن والشعب العالم على هذا الظلم، ولكن هل يستسلم الظلم؟ لقد تلبس لبوس الجهاد، فماذا تبقى من القيم والمبادئ لم يبتذلها من قبل؟ النضال والشهادة والقيم الدينية والأمانة والشرف والعفة، فماذا يساوي الجهاد عنده؟؟ ركب الظلم أجساد أطباء وموظفين، وهتف باسم الجهاد، ونزل في الأبرياء من الأطباء والطبيبات ضربا ومطاردة وتكسيرا، لقد ولغ في المال الحرام مئات المرات، وفي دماء الأبرياء وأجسادهم، فما هي حرمة أجساد الأطباء والطبيبات لديه؟ لقد تمكنت منه ثقافة "الجنجويد"، ولا يصعب عليه أن يجد جنجويدا في كل مكان، من دارفور إلى الجزيرة أبا إلى وزارة الصحة وميز الأطباء. ليست المشكلة في الفساد وفي الظلم وفي المحسوبية والرشاوى وفساد الحكم، هي، كما يحدثنا المسؤولون، موجودة في كل مكان، لكن المشكلة في بلادنا أنها تحاول أن تكون أصلا، وأن تجد القبول والمباركة والإشادة من أسفل السلم لأعلى أعلاه. في كل بلاد الدنيا مظالم ومظلومون، حتى في دول الاستكبار التي "قد دنا عذابها"، وفيها فساد، لكن يظل اسمه ظلما وفسادا، يعرفه الناس ويكشفوه، ويجرجرون الظالم والفاسد في المحاكم وأمام الرأي العام حتى يقول التوبة. لكن في بلادنا الفاضلة المؤمنة المتوجهة حضاريا يتم ترقية الفاسد والظالم والمرتشي، وجلد وضرب.. ثم "فصل" المظلوم.. من العمل بقرار رئاسي، بحثت في كل الحيثيات عن مبرر مقبول فلم أجد أنسب وأفضل من مادة "إزعاج السلطات وإقلاق نومها وراحتها" بمطالبهم المادية الدنيوية، في حين أن كبار المسؤولين في الوزارة وغيرها قد تجردوا من المطالب المادية وتوجهوا حضاريا نحو القيم السامية، فلا يتقاضون مرتبات وبدلات، ولا يهبطون من طائرة ليصعدوا على أخرى محملين بالبدلات، ولا يعطون عطاءات لشركات بعينها، ولا يجاملون في تحويل مستشفيات القطاع العام للخاص، أو استجلاب الأدوية الفاسدة .. ولا، ولا.. فهل رأيت الفارق عزيزي القارئ؟! اللهم إنا لا نسألك رد القضاء، ولكن نسألك اللطف فيه.