بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا..

Quote: من مواليد 1910م (لاحظ إنه نفس العام الذي ولد فيه الفنان العظيم عوض شمبات). والده الحسن علي الفكي مضوي، المشهور بـ(الحسن ود جار النبي). تلقى تعليمه بخلوة الفكي بابكر بشمبات، وكان من أوائل وكلاء شركة شل التي منحته الميدالية الذهبية قبل وفاته. درس الكتاب بمدينة شمبات وكان ناظر المدرسة الأستاذ عبد المتعال، وعندما أظهر نبوغاً كان ناظر المدرسة يستعين به في تدريس زملائه التلاميذ في بعض الأوقات. متزوج من سيدة محمد محمود وأنجب وهيبة – آمنة – فاطمة والمرحومة إحسان. تزوج للمرة الثانية من ثريا إسماعيل وأنجب منها المرحوم عوض ثم حسن – أمين – دولة – سمية – رباب – ودة. كتابة الشعر متأصلة في أسرته المتمثلة في والدته وخالاته اللائي سبقنه في نظم القصيد. ففي قصيدة تمنت له والدته وهو في المهد أن يكون كبيراً ويتزوج، فقالت: حبيب حننو وادعينو للدارسين الأشراف جدودو الكلهم باينين طير الشام جبارة جار النبي مع دليل يا أبو الجاز أقيفوا نجيهو من العين خارج من أضاك وفي جني يسن **** غنن وشكرنوا يا البرعوا في عقاله يا ود الرجال البركوا الحارة يا ود الرجال الفتحوا بحارا ريحته في القدور في قزازة ما كالها عاد بعد الجهاز حابسْ لو سندالها كما تمنت له الشجاعة، ويبدو أن الله استجاب فقد ظهرت شجاعة حبيب عندما واجه عساكر الإنجليز وأساء الى الحاكم عندما دخل معهم في مشادة استفزته فما كان إلا أن قُبض عليه ومعه كل من علي طه وعباس الداروتي اللذين أُطلق سراحهما بعد حين، وقدم حبيب الى المحاكمة وحُكم عليه بالسجن عاما ونصف العام – وقيل إنهم كانوا يريدون إعدامه- ولكن سماحة أهلنا الطيبين الصالحين (أجداده) توسلوا لله سبحانه وتعالى أن يخفف الحكم عليه، وشاءت إرادة الله أن ينطق القاضي الحكم بشهر ونصف بدلاً من العام والنصف، ورفض القاضي الأجنبي أن يغير الحكم رغم احتجاج بقية أعضاء المحكمة. وفي هذه المناسبة كتبت خالته (ودة بت عثمان) تقول: رجال حضرموت عقدوا الطروف سووا الهيوت (تعني الذكر) رجال حضرموت جونا طايفين نظروا القضية فيها هازين قالوا الكافر البيسجن حبيب دا بلادو وين ***** قالوا ليهو تتجاسر يا كافر اليهود سيب الجنى يا الفي النار خلود ***** محمد القصّير ياهو اللزوم بساهر الليل ما بنوم قال لي أبواتو هيا نقوم نشوف الجني قبال نصوم (كان ذلك في شهر شعبان) توفي الى رحمة مولاه عام 1987م مخلفاً وراءه سيرة عطرة من الشعر والأدب والعمل العام وستظل تذكره الأجيال علماً من أعلام نهضتها وحادياً لركب ثقافتها ونبراساً تتبين به معالم الطريق. * اهتماماته: كان الشاعر بارعاً في الصيد، وذات مرة وهو يقود عربته في طريقه ليمارس هوايته توقفت العربة عن الحركة في منطقة البجراوية بعد أن غاصت في الرمال، فما كان منه إلا أن نزل منها وبدأ عملية الحفر فإذا به يعثر على تمثال (اسبانتر) وهذا التمثال موجود الآن بالمتحف القومي للآثار. ترأس الشاعر حبيب حسن لجنة رصف شارع شمبات الحلة وكان يعاونه في اللجنة بمهمة السكرتير المالي محمد عبد الله محمود. * كتابته الشعر: ألف الشاعر عدداً من القصائد التي تم تلحينها وغناها متعاوناً مع الموسيقار والملحن إسماعيل عبد المعين والذي كان وقتها يقود فرقة البساتين. وقد تغنى أحد مطربي الفرقة – وهو آذار – بأغنية (سهرانة ليه يا عيون؟) والتي يؤديها الآن الفنان سيف الجامعة، يقول مطلعها: سهرانة ليه يا عيون مالك بتبكي؟ يا قلبي ليه بتحب ما دام بتشكي؟ كفى يا عيون كفّي الدموع سيبي البكا كفى أرحمي القلب الموله واشتكى يا قلبي مالك والغرام يا عيوني مالك والبكا؟ كما الف قصيدة (رجال الجيش) ويقول فيها: أهلاً رجال الجيش يا مرحبا بيكم شمبات تحييكم وقد نظم حبيب القصيدة في مناسبة وضع حجر الأساس لرصف شارع شمبات الحلة وأداها الثنائي المتميز عوض وإبراهيم شمبات، وتكون الكورس من لاعبي نادي التعاون -شمبات– في ذلك الوقت... يقول الشريف: فحبيب حسن – رغم أنه اتحادي ديموقراطي متعصب لحزبه، إلا أنه كتب كلمات هذا النشيد لعبود كضيف عندما حل بشمبات وطن حبيب الصغير... المعروف أن الاحتفال بوضع حجر الأساس للشارع كان حدثاً كبيراً، فشارع الأسفلت لا يخدم شمبات وحدها بل حتى القرى المجاورة ويقلل من عنت المواصلات خاصة في الخريف، وقد لحنها الموسيقار إسماعيل عبد المعين وأنشدها كورال من تلاميذ مدرسة شمبات الغربية أمام الرئيس عبود... ونستطيع القول إن شعر حبيب اتسم بالصوفية ويتمثل ذلك في قصيدة (ساهر طرفي) التي لحنها ويؤديها الفنان المخضرم المرحوم خضر بشير والتي تقول كلماتها: ساهر طرفي ما نمت يوم شوفتك وأعلنت بأني أسير وسلمت وبمن سواك آمنت آمنت بأن المبدع الفنان أبدع فيك من فنو أمعن في تصاويره في أجمل صورة سواك خلقك حتة في حتة جمالك حير الأفكار سطع نورك عمى الأبصار تدور في فلكك الأقمار مثالك أصلو ما شفتو الخلاني أهواك وما هماني سواك جمالك فطري سوداني في طباعك وفي أدبك وفي حياكا نبالك ماضية فتاكة سيوف لحظيك حارساكا وأعمل أيه أنا معاكا؟ أموت في سجني وحرماني قابلت الأسود في الغاب أبداًً ما تراجعت كم فرسان خيول وركاب فوق لي ركابي ما وقعت * النزعة الدينية عند حبيب بعدما توفي والده تقلد حبيب الخلافة وكان يصلي بالجماعة في الأعياد في كرري بالقرب من (البنيّة)، وعندما كثرت أعباؤه ومن بينها كتابة الشعر كلف أحد أفراد الأسرة أن يؤدي الصلاة بدلاً عنه فعاتبته ابنة أحد الخلفاء في هذه الأبيات: أبوات حبيب جوا ترا أدوهو دلايلو وقرا وقالوا ليهو سيب المسخرة راجياك الصفوف للصلا تقصد الشاعرة بـ(دلايلو) كتاب (دلائل الخيرات) وتقصد بـ(سيب المسخرة) أن يترك كتابة الشعر ويتفرغ للخلافة.