مبادرة ( أهل السودان ) لإنقاذ ( أهل الشيطان )- كاريكاتور

Quote: لم أفهم حقيقة منطق الحكومة في رفض الإعلان عن خطر المجاعة والتحسب له. وقد عقدت لقاءات مع بعض مسؤولي منظمات الإغاثة كتبت بعده مذكرة إلى الخرطوم أنصح فيها بعدم الدخول في صدام مع منظمات الإغاثة. وقد قلت في تلك المذكرة أنني أرى أنه حتى لو تكن هناك مجاعة فلا بأس من أن "نخترعها". وقد بررت هذا بسببين، أولها هو أن السودان كان يواجه مقاطعة غربية حجبت عنه المعونات، وأن العون الإنساني أصبح الباب الوحيد الذي يمكن أن تصل عبره المعونات للمواطنين الذين يعانون من الحرمان، فلماذا نقف عائقاً أمام وصول العون إلى المحرومين؟ من جهة أخرى فإن منظمات الإغاثة تمثل في غالبيتها قطاع الرأي العام الغربي الذي يجنح إلى المثالية، وهي حليف طبيعي لضحايا الهيمنة الغربية والنظام الدولي غير العادل. وليس من الحكمة أن نستعدي هذا القطاع. ولكن هذا الرأي ظل مرفوضاً من الغالبية رغم أن بعض عقلاء المسؤولين، ومن بينهم وزير المالية، كانوا يميلون إليه. وكان تعليل الرافضين ينطلق من ضرورة الاعتماد على الذات، وأن "نأكل مما نزرع"، مع الاعتقاد بأن الإغاثة تنال من كرامة المواطن والبلد، وتعوق التنمية الحقيقية بخلق عقلية الاعتماد على الخارج. وكان هناك بالطبع الموقف الأمني الذي يرى في منظمات الإغاثة غطاء للتجسس الدولي، كأن في بلد يموت أهله جوعاً ما يغري بالتجسس عليه لكشف أسراره الرهيبة