السودان : وطن يترنح .. وشعب يتفرج !!
سياسة الاقصاء والتهميش التي أستمرأت ممارستها حكومة الانقاذ أكسبتها ـ مع مرور الأيام ـ خبرة طويلةفي التعامل مع عامل الوقت . نحن هنا لا نتحدث عن تهميش أو اقصاء لمنطقةأو أقليم بعينه وهي النغمة السائدة اليوم في الساحة السياسية السودانية وعلى حلبتها تدور الصراعات القبلية الحالية أو العرقية ان شئت (من منظور انقاذي بحت في ضو ما يجري في دارفور ) . ولكنا نتحدث عن سريالية المشهد السياسي وكيف ان حكومة الخرطوم ما زالت تمارس اللعبة ذاتها وعلى ذات القواعد دون الأخذ في الاعتبار لتلك المستجدات التي طرأت على كل ما يحيط بالسودان داخليا واقليميا ودوليا .. حيث عمدت هذه الحكومة جاهدة على اتباع نهج في التعامل مع مختلف التيارات السياسية السودانية الأخرى يقوم أساسا على تمزيق صفوف هذه التيارات واحدة تلو الأخرى وزرع الفتن حتى بين صفوف أبناء التيار الواحد .. الأمر الذي لم تنجو منه هذه الحكومة ذاتها بعد أن تشظت وتفرق شملها الذي كان يقوم على مسمى ( الحركة الاسلامية ) . والشاهد أن تلك الحركة لم يصبها التشظي في مقتل فحسب وانما من تداعيات ذلكم التشظي ما قاد الى الفجور في الخصومة بين بعضهم وشيخهم المعتقل حسن الترابي الذي يرجع اليه الفضل ـ كل الفضل ـ في القفز بحركتهم ـ من مجموعة صفوية تبحث لها عن مكان تحت الشمس وتتخذ لها من التعبوية شعارات ظلت ترددها طيلة عقود من عمرها وتتغذى على خلافات تيارات سياسية تاريخية ـ الى سدة الحكم دفعة وحدة والهيمنة على مقدرات البلاد وحياة العباد.. متخذة من الاسلام سلما للاتكاء عليه لتحقيق تلكم الغاية التي كانت باهظة الثمن من كل النواحي .. فالسودان كبلد وجد نفسه في نفق لا يلوح مخرج منه الآن .. والاحزاب السياسية الاخرى لم تكن أمامها كثير من الخيارات مما حدى ببعضهاالى العمل من خارج الحدود لتترك ذيولها عارية الظهر أمام صلف نظام لا يرى أملا في معالجة مشاكل السودان المزمنة الا عبر مايطرحه هو من حلول ماانزل الله بها من سلطان .. وهي حلول أثبتت الأيام ـ لا بل السنون ـ أنها فاشلة تماما لا بل وجالبة للويلات تلو الويلات لهذا السودان المنكوب أصلا بأهله لا بسواهم. ورغم أن حكومة الخرطوم تعلم تماما بأن الحل لكافة المعضلات التي يعاني من آثارها السودان اليوم تتمثل في الآتي : الاعتراف بالآخر . فتح الباب واسعا ـ ودون أية عوائق ـ أمام حرية الرأي والكلمة التنظيم والحركة. الغاء حالة الطوارئ القائمة منذ 13/12/1999م (يتم تجديدها دوريا). التسليم بالفشل والفشل الذريع لكافة مشاريعها الانقاذية والمتمثلة في ما يعرف بـ ( التوجه الحضاري ) والمرتكز أساسا على ماأسمته بـ ( ثوابت الانقاذ ) . ورغم ان هذه الحكومة تعلم كل ذلك ـ وأكثر ـ الا انها لا تزال تتبع سياسة طالماأعطتها دفعاقويا وأمدت في أمد بقائها على سدة الحكم .. حتى بدت عندها تجارة رابحة وهي بيع وشراء الوقت .. وهي التجارة التي أجادت فن التعامل معها بصورة ( اعجازية) مكنتها من تمرير كافة أجندتها ـ في كثير من الأحيان ـ على العديدمن دول ا لعالم ناهيك عن دول الجوار أو الاقليم الذي يشكل السودان محورا أساسيا فيه . هكذا يعبث الانقاذيون في الداخل بمصير وطن بحجم قارة وشعب بحجم أمة. في وقت تسابق فيه المعارضة في الخارج الزمن عبثا للحاق بالركب المسرع علها تجد لها موطأ قدم داخل وطن ينزف جراء المحن التي لحقت به والالام التي يعيشها شعبه المغيب تماما عن كل مايجري باسمه في منتجعات مختلفة وفنادق موزعة بين العديد من عواصم العالم .. وطن يترنح وهو مجهول المصير يعيش تحت رحمة من لا ينظرون اليه الا بمقدار مايملأ جيوبهم من ثروات .. منها ماهو في باطن الأرض ومنها ماهو فوق سطحها .. ولا يرون فيه الا بقرة حلوبا لا كياناجغرافياموحدا ينبغي الحفاظ عليه. وعليه فلا مستقبل واضح ـ في الوقت الراهن على الأقل ـ لهذا السودان وحال أهله هكذا.. ولن يكون مآله بأقل من يوغسلافيا السابقة او صومال جديد .

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]