فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 00:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عمر ادريس محمد(عمر ادريس محمد & فجراوى)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-18-2006, 06:34 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م

    المجد والخلود لشهداء حركة 19 يوليو 1971 م



    19يوليو 2006 م
                  

07-18-2006, 06:46 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)


    فى الذكرى

    سنستعيد يوما ايها السودان بفخر
    ذكرى اولئك الرجال الذين رفضوا بيعك
    مثل كيس من القطن الخام
    يهتفون لك وهم وقوفا
    وظهورهم الى الجدران الممزقة بالرصاص
    المنهمر من كل الجهات
    واولئك الذين يكتبون وصاياهم الاخيرة فى الهواء
    باجسادهم المتارجحة من الحبال
    كل هذة الاعناق تتنفس عبر اراضى السودان كلها
    هل تسمعها
    تغنى بصوت خفيض جريح عبر ارض
    الانسان كلها
    هل تسمعها تصرخ فى وجهك
    ايها الجنرال




    حروف ومقاصل
                  

07-18-2006, 08:18 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)

                  

07-18-2006, 08:46 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)


                  

07-18-2006, 09:14 PM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)

    المجد لهم

    كانوا كالجبال
                  

07-18-2006, 09:47 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)




    الخبر الاخير عن عبد الخالق محجوب

    شهقت غابة مانجو ناضجة
    ياحبيبى !
    خض اسراب العصافير حجر
    شهقت افريقيا الاخرى وصاحت :
    ياحبيبى !
    ونعاك الضوء للضوء
    نداء ..لاخبر
    هكذا نبدأ من حيث انتهينا
    صخرة اخرى على النهر
    ولكن المنابع
    تلهم التيار مجرى اخر نحو مصبه
    هكذا نبدأ , لكن المنابع
    ابدا تهدر
    فى كل عروق الارض
    تمتد
    ترتد
    وتعلو
    ...وتدافع !
    اول الغيث دم ..ثم الربيع
    قالها يوما مغنى
    اتقن الحكمة والانشاء فى كل اللغات
    والذى كان على النيل
    سبات عابر
    يشبة سبات نشقة اخرى من الكوكايين
    فالنهر الحزين .....
    هادئ ....لكن تاريخ الخدر
    لحظة تسقط فى ثقب الرصاصة
    لحظة تغرق فى نبع دمك
    عندما يجرع وادى النيل
    انخاب الخلاصة
    اول الغيث دم ....
    والصحفى الاجنبى
    سجل الموقف واللطلقة والحشرجة المغتصبة
    باكيا .. او ضاحكا
    سجلها فى تيب ريكورد
    بعد ان سجل منفاى وعارى
    فى ملف العالم المنهار
    عن شمس الدم المقتربة....
    يارفيقى الميت الحى كموتى وحياتى
    ارضعتنى امك السوداء يوما
    وكست عظمى لحما
    امك السوداء والبيضاء والخضراء والحمراء
    اوتنى يتيما
    ارضعتنى
    وبكتنى
    يوم فوجئت بقطاع الطريق القتلة
    فلتمارس امنا الثكلى بكائى وبكاءك
    ريثما يولد ابناء القرون المقبلة

    لا لجرحك
    يزهر القطن على السودان
    لكن ,
    لجراح الكادحين النازفين
    دون صبحك !
    لا لجرحك
    كل قطرة نزفت منة
    وشاح ارجوانى
    على صدر الشيوعيين والشمس القريبة
    كل قطرة
    راية حمراء ..تنغز على ارض العروبة
    ايها المارد فى محكمة الموتى القضاة
    موتك الشاهق فى الاغلال
    لن يجعل منهم
    غير قتلى فى الحياة
    يارفيق الخصب والبذرة
    ياهمهمة الاجيال بالفجر القريب
    موتك الانى
    لا يعطى حزام الجنرال
    شكل خط الاستواء
    وسيور السادة الضباط
    لا تغدو خطوط العرض والطول
    فلا مجد يدوم
    غير مجد السنبلة
    فوق انقاض العصاة القتلة
    يارفيقى الميت الحى كموتى وحياتى
    لست ابكيك ...وابكى
    رافعا وجهى فى كل الجهات
    وانا اسمع من كل الجهات
    صوتك الهادر
    ات!
    يارفيق
    انا
    ات!

    سميح القاسم

    (شاعر المقاومة الفلسطينية)

    حروف ومقاصل *





    *كتاب اصدرة مكتب الكتاب والفنانين الشيوعيين من دار الوسيلة بمناسبة العيد الاربعين للحزب عام 1987 م يحتوى على قصائد عمرها اكثر من 30 سنة لكتاب سودانيين واجانب من كل بقاع الارض كتبت فى شهداء 19 يوليو.
    *القصيدة "فى الذكرى" بداية البوست للشاعر ميروسلاف فلوريان تشيكوسلفاكيا

                  

07-18-2006, 10:20 PM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)
                  

07-19-2006, 01:11 AM

Inaam Saad
<aInaam Saad
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: elsharief)

    ومرة أخرى
    "ياشهيدالشعب اهلا"
    بل أجمل الشهداء هم

    لهم المجد




    محجوب شريف

    واحلالي القبلي شال شبال
    لمع برق المهيرة
    قيرة قيرة يا مطيره
    يا رزاز الدم حبابك
    و يا شهيد الشعب اهلا
    لما يبقى الجرح عرضة
    ولما نمشي الحزن سيرة
    من دمانا الأرض شربت موية عزبة
    كل ذرة رملة شربت حبة حبة
    موية أحمر لونها قاني
    فتقت ورد الأغاني
    تهدي لى اسمك
    رمزاً للوطن كنز المحبة

    قيرة قيرة يا مطيرة
    يا شهيد الشعب أهلاً
    مش بتطلع كل يوم الشمس أجمل
    والنخل أطول زيدو قامة
    وياما شفتك ياما ياما
    لما شفت البدر طالع
    فى سما الوطن ابتسامة
    إنتّ فى النهر البسافر
    جاري طول العمر صاحي
    طبعو منك يا الملامحك من ضفافي
    واللي شافك مرة شافو
    واسمك الختيتو فرهد
    عشب أخضر فى الجناين
    فى الشوارع نيمة نيمة
    فى مصابيح المدينة
    فى فوانيس الضواحي
    تملا نادي الحلة سيرتك

    اسمك الخلانا نقدر
    فى ظلام الليل نعاين
    والبتسأل عنو ده الخليتو شافع
    لسه دابو
    يا ما حيعجبك ، شبابو
    صوتو رقان فيهو بحة
    ود فلان اصرار وصحة
    عندو قصة حب جميلة
    جرب آلام الحراسة
    وحرض أولاد الدراسة
    وهدّ حيل العسكرية
    البنية أم طرحة كبرت
    يا سلام الفنجرية
    ليها راية وبى كلامها
    وبى اهتماماتها الجديدة
    دقت أجراس القصيدة
    وشدت أوتار الصلابة
    الكتوف اتلاحقت
    فى السكة يابا
    واحلالي القبلي شال
    شبال لمع برق المهيرة
    قيرة قيرة يا مطيرة
    يارزاز الدم حبابك
    لما يبقى الجرح عرضة
    ولما نمشي الحزن سيرة








    (عدل بواسطة Inaam Saad on 07-21-2006, 03:14 PM)

                  

07-19-2006, 04:14 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)

    ايها القارئ الكريم

    انبثق الشعر, الذى نقدمة ضمن هذه المجموعة, ومن وجدان انسانى شريف, و تماما كما الدم الذى انبثق حارا يغرغر فى صدور اولئك الرجال الشرفاء الذين لمعوا كما الشهب وتفجروا كما النيازك وكتبوا باجسادهم المطوحة فوق شرفات هذا العالم, ارق كلمات الحنين الى الازمنة المقبلة.

    من مقدمة

    حروف ومقاصل
                  

07-19-2006, 04:29 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)



    احلم ياحبيبتى

    احلم ياحبيبتى
    بسحائب الغضب التى تاتى
    ولا تذهب
    مشحونة بالطلق والحمى والاعياء
    وبالرعب الذى يهبط فجاة
    وفى هدوء
    فيجهض النساء
    وبالدماء تغسل الدماء
    وبالصحراء تستحيل بذرة مراهقة
    ومهرجانا للطيور العاشقة
    ____
    احلم بالكذب المصقول كالمرايا
    وقد تاكلت اطرافة
    احلم تنزلق النجوم ياحبيبتى اليك
    تنام فوق راتحتيك
    مباهجا واغنيات تستحم بالندى
    _______
    احلم,
    تنبض العروق فى شوارع الاسفلت
    احلم, يصبح الرجال كالقنابل الموقوتة
    ويقف الزمان لحظة مبهوتا
    محدقا فى المدن البادية الوجوم
    فلتحملى وجهك المعقود بالهموم
    لعرسك الاتى
    ياعاشقتى وملهمتى ومولاتى
    يامرضعة الغضب الذى ياتى
    يامكبوتة الرغبات
    يامسنونة الحدين..يا انت
    ياحبيبتى الخرطوم

    كمال عووضة

    حروف ومقاصل


    ____



    المجد لهم
    كانوا كالجبال
    sharnobi

                  

07-19-2006, 04:34 PM

Muna Khugali
<aMuna Khugali
تاريخ التسجيل: 11-27-2004
مجموع المشاركات: 22503

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)

    المجد والخلود لشهداء حركة 19 يوليو 1971 م

    Quote: احلم بالكذب المصقول كالمرايا
    وقد تاكلت اطرافة
    احلم تنزلق النجوم ياحبيبتى اليك
    تنام فوق راتحتيك
    مباهجا واغنيات تستحم بالندى
                  

07-19-2006, 05:40 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)


    الشهيد عبد الخالق محجوب



    غنيت الوردة والمجهول
    والصمت والهمس
    وغنيت الكلمة الحبيبة حيث
    تولد القافية
    والان لم يبقى لى ان اغنى
    سوى انشودة الغضب
    عبد الخالق محجوب شهيدا
    الموضوع -ولا تسخروا
    ليس التضحية تقليدا للغير
    بالطبع , الامر ليس سهلا
    لكنك كنت من يموت
    عبد الخالق محجوب شهيدا
    هل لا يزال لدينا وقت
    للقول والعمل؟
    عندما يدهمنا الموت فى الصباح
    ان المساء يبدو لنا بعيدا جدا
    وليس من الممكن الصمت ازاءه
    كل هذا الوقت يمضى ,ولو
    ظهر انة غير هارب
    عبد الخالق محجوب شهيدا
    حيث الكلمات تعلقت بين الشفاة
    مثلما تعلقت جثة رجل فى
    طرف حبل
    هل امزق باسنانى اللحم
    لافرج عن الكلمات التى تنتظر
    لا شى ينتهى مع الالم
    عبد الخالق محجوب شهيدا
    الصمت ليس سهلا
    لا ...ولا الكلام الذى تريدة
    هو سهل كذلك
    لقد احكموا حبل القنب
    بين اصابعة
    والعقدة المعدة للشنق
    اصبحت طيعة
    احسست عنقك فى بحة صوتى
    عبد الخالق محجوب شهيدا
    لم يبق غير المرساة للبكاء
    كم منا يحمل همة فى حنايا
    ضلوعة
    لقد مزجت الاسود بالابيض
    ليس لدينا وقت للضياع
    على كل واحد ان يحرر ارضة
    عبد الخالق محجوب شهيدا
    جثتك التى تتارجح فى الفضاء
    هى بلون الزمن
    يخيل لى انى انتظرك .
    وبعد...عما تريد ان اخبرك
    ردا على سؤالك ..كيف حال فرنسا
    عبد الخالق محجوب شهيدا
    انا لا اؤمن بالانتقام
    انا لا اؤمن بالعدالة
    ليس من اثر للجراح
    تدفعها بطيب خاطر
    سوف لاترى المستقبل
    عبد الخالق محجوب شهيدا
    انا اؤمن باستشهادك فى السودان
    انا اؤمن بانتفاضة جسدك
    انا اؤمن بالشفاة التى اعضها
    انا اؤمن بصريف الاسنان
    انا بالزمن لمعركة النصر

    مارك ديلوز
    (فرنسا)

    لا اضيف سوى كلمة واحدة نوع الرجال الذين تغنيهم هذة القصيدة لايعرفون ان يموتوا كشهداء وحسب ولكن كذلك - ويجب ان لاننسى- ان يموتوا شجعانا وان الشجاعة اصبحت معدية بفضلهم

    جان مارسينال

    حروف ومقاصل































































    شكرا جزيلا

    الشريف
                  

07-19-2006, 06:04 PM

محمد احمد ابراهيم
<aمحمد احمد ابراهيم
تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 120

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)

    الاخ العزيز/ عمر ادريس
    تحية ود و احترام
    المجد و الخلود
    لشهداء 19 يوليو
    الذين شيدوا لنا طريق البطوله و الصدق و التضحيات بما هو غالى و نفيس
    من اجل الشعب السودانى و الطالع ماشى الورديه
    &&&&&&&&&&&&&&&&&&& &&&&&&&
    ماشفت ود الزين
    قالولو ناس كم
    ورينا ناسك وين
    ورين شان تسلم
    ما وقف بين بين
    لى موتو اتقدم
    و العودو خاتى الشق
    مابيقول وحاتك طق
                  

07-19-2006, 07:07 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)

    وانا من .....
    من رجل واقف خارج الزمن
    كلما زيفوا بطلا ....
    قلت قلبى على وطنى "
    تاريخ شريف ...وشعر شريف , والشرف فى جوهرة قرين الحرية التى هى ادراك للضرورة الموضوعيةوقدرة-فى هذا الادراك- على الاختيار, وفى بعض هذا المعنى حرية الفن .

    نقسم مامن موت يغشاكم
    مادمنا نوءمن بالازمنة الحبلى بالخير
    مادمنا ندرك عمق الصلة الوثقى
    بين الوعى و وبين صدام التحديد
    فهنيئا لكمو, مجدا, وخلود
    2
    ايام حزبنا منذ ميلادة قبل اربعين (الان ستين) عاما عصية على الراصد مثل قطرات ماء النيل ..ستون سنة وما بحت حنجرة الحداء, ولا كفت مزامير الصدور عن الصداح ..سوى ان يوليو 1971 م شكل منحنى حادا فى مسيرة حزب الطبقة العاملة السودانية, اذ تحرك حلفاءها من قلب المؤسسة العسكرية السودانية تدفعهم تقديراتهم الذاتية النبيلة, لينصبوا متراس فرح جرئ يقطعون بة الطريق على فلول ردة الاحزان الظلامية الزاحفة ..وان انكسر المجداف ... وتشتت من حوالية مطر الرصاص الراعف , واطبق منطق الضعف الانسانى لتسبق صفرتة الشاحبة مساحات التوقع من اقصاها الى اقصاها باحتمالاتها اللانهائية ساعتها ركزت اقدام الشيوعيين والديمقراطيين السودانيين فى رحم الارض كما تنغرز جذور النخل على ضفتى النهر مستقبلين بالانوف الشامخة , والصدور العارية اعاصير الردة الهوجاء .. لينتضى الوجود باسرة حسامة الخرافى التليد وتتفتح..مثلما الوردة _مسامات الغناء الجديدو وتستحيل مساحات التوقع كلها شيئا هو بالاسطوة اشبة ...

    من مقدمة

    حروف ومقاصل

    نواصل
    ___

    ومرة أخرى
    "ياشهيدالشعب اهلا"
    بل أجمل الشهداء هم

    لهم المجد

    شكرا جزيلا

    الاخت العزيزة

    Inaam Saad

    (عدل بواسطة عمر ادريس محمد on 07-19-2006, 07:09 PM)

                  

07-20-2006, 00:19 AM

Salwa Seyam
<aSalwa Seyam
تاريخ التسجيل: 04-12-2004
مجموع المشاركات: 4836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)

    نقسم مامن موت يغشاكم
    مادمنا نؤمن بالازمنة الحبلى بالخير
    مادمنا ندرك عمق الصلة الوثقى
    بين الوعى و وبين صدام التحديد
    فهنيئا لكمو, مجدا, وخلود

                  

07-20-2006, 04:43 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: Salwa Seyam)

    Quote: انا لا اؤمن بالانتقام
    انا لا اؤمن بالعدالة
    ليس من اثر للجراح
    تدفعها بطيب خاطر
    سوف لاترى المستقبل
    عبد الخالق محجوب شهيدا
    انا اؤمن باستشهادك فى السودان
    انا اؤمن بانتفاضة جسدك
    انا اؤمن بالشفاة التى اعضها
    انا اؤمن بصريف الاسنان
    انا بالزمن لمعركة النصر


    الأخ عمر إدريس .. شكراً ولك التحية .. وأنت تضع هذه الكلمات لكي يذكر من ينسى .. أن
    أمر الوطن والقيم والحرية يهون دونها كل شيء .. وما كان للسودان أن يكون طويلاً وعريضاً
    وموحياً دون دماء عزيزة غزيرة روت أرضه عبر الحقب .. فالنستلهم من ذكرى من قدموا كل
    شيء .. لتبقى معان آمنوا بأنها تستحق (أن يحيا الإنسان من أجلها وأن يموت)
                  

07-20-2006, 08:14 AM

عبد الخالق عابد
<aعبد الخالق عابد
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 675

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    الــــــــــــــــمجد والـــــــــــــخلود
    لـــــــشهداء 19يولـــــــــــــــــــــو71
    والــــــــــــــتحيه فى هذا الـــــــــيوم
    الـــــــــــى كل الــــــــــــــــــناضلين
    والــــــــــــــــــــــــشرفاء مـــــــن
    ابـــــــــــناء شــــــــــــــــــــــعبى

    كلــــــــــــ الـــــــــــــــود/عمر ادريس
                  

07-20-2006, 09:37 AM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عبد الخالق عابد)



    عبد الخالق محجوب


    جوزيف أوكيلو قرنق


                  

07-20-2006, 01:26 PM

Inaam Saad
<aInaam Saad
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: طلال عفيفي)

    Up

    وكلمات بشرى الفاضل


    "المارد . .
    حين تسلقنا الشمس فأنزلنا
    قاتلناه
    ومزقنا فى عينيه وعيد الويل
    لا يتحرك فيكم أحد . .
    وتحركنا
    لايتقدم فيكم أحد نحو الساحل . .
    وتقدمنا
    لا يعبر فيكم أحد . .
    وعبرنا . .
    رغم هياج الموج
    وصرخات البحار الشامت فينا
    رغم هدير اليم
    . . هذا النوتى الضليل المتحجر
    لن يعمى إلا العميان
    ولن يخرس إلا الصم
    أنظر . .
    هذا أولنا يعبر فى صمت
    حتى عيناه لها عينان
    وفى شفتيه كلام لم يتولد بعد
    الصمت لديه عنيد
    والمنطق لا يتمشدق بالكلمات
    ولا يتوارى
    فى داخله حمم
    وبراكين موَّارة
    أنظر خلفك وامامك
    هذا عاشرنا
    قطعوا رجليه بموسى حقدهم
    وتحدوه بأن يمشى
    غسلوا سكينتهم بدماء مدينته
    نَبَشُوا كل ديانات العالم
    لم يجدوا نصاً تبريرياً لإدانته
    أوغاداً كانوا
    عشنا رغماً عنهم
    لا نكرههم
    لكن نكره فعلتهم
    فرضوها فى أعيننا حجباً
    فرفضناها
    ما أقبح فعل الأمس
    قتل . . تذبيح . . قتل . . دهس
    لأن تذبح كل حمامات العالم
    فثمة بيض غلاب ينتظر الفقس
    "

    حقا
    فمن أنبل الشهداء
    أولئك...

    أتى هؤلاء...



    (عدل بواسطة Inaam Saad on 07-20-2006, 01:46 PM)

                  

07-20-2006, 07:47 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)

    الفداء

    ينوء قلب الشاعر
    ان كان دم الشفيع
    تشربتة الازاهر
    * * *
    فى السهد ما انتحيت, ما بكيت
    حين ضم مأتم النهار بيت
    مابكيت رهبة أو شفقة
    لكن عينيك الكحيلتين
    بالنور و والنبيلتين
    تسامتا .. كراية ممزقة
    تقاوم السقوط فى الوحول المطبقة
    أواه..ماركعت.. ما انحنيت
    وحينما اعتدى المرتزقة
    عليك قبل الموت..فافتديت
    مرتين...ياشفيع الطبقة
    * * *
    فى ساحة الإعدام
    كان الردى ينام
    توسدت عظامة ..عبير هذى الزنبقة
    * * *
    اعمى دبيب الريح
    تعوى , ولا ضريح
    * * *
    كان الضحى مناحة
    عمال موسكو يزرعون الساحة
    دقيقة .. من الحداد
    رهيبة الابعاد
    صمت تشيب فى صخورة الجرداء
    اضلع الجلاد
    كأنما من حقدة الكظيم..جز عنقة
    وأنت عبر كل هامة
    حمامة ..من فوقها ..حمامة
    وتزدهى على بريق مطرقة
    * * *
    المجد للمسيح
    على حبال مشنقة
    فلتلعنن الريح
    والكلمات المرهقة
    ان اعولت فى صمتها
    تسربلت عيونها
    ولم يضو خطوها الضرير
    رعد صاعقة

    جيلى عبد الرحمن

    يوليو 1971 م

    حروف ومقاصل





    شكرا بلا حدود الأخت العزيزة منى خوجلى
                  

07-20-2006, 07:56 PM

Abdelfatah Saeed Arman
<aAbdelfatah Saeed Arman
تاريخ التسجيل: 07-13-2005
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)

    لهم المجد و الخلود ... وسوف يظلون خالدين فى وجدان الشعب السودانى ... وسوف تظل بسالتهم وعزمهم قصة تحكى للاجيال

    ولك الشكر العزيز عمر ادريس
    كل الود
    فتاح
                  

07-20-2006, 08:40 PM

Aymen Tabir
<aAymen Tabir
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 2612

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: Abdelfatah Saeed Arman)


    الخلود لذكرى شهداء 19 يوليو
    رجال سطروا تاريخ امه بثباتهم وثقتهم ارهبوا جلاديهم وارعبوهم
    لهم الانحناء والاجلال
    لكل واحد منهم :
    لما شفتك ياما ياما
    ياما شفته البدر طالع
    في سما الوطن ابتسامه


    *********************
    مَلْحَمَةٌ تَسْجِيلِيَّةْ

    طَبْلانِ وإحْدَى وعشرونَ طَلقة .. لـ 19 يوليو

    شعر: كمال الجزولي



    "إلى الذين نصبوا متاريس الفرح الجرىء عصر يومنا التاسع عشر من يوليو سنة الواحد والسبعين"



    الطَّبلُ الأَوَّل:

    الشعرُ ـ الليلةَ ـ مطرُ الدَّمْ ، رعَّافٌ يهدرُ فى الفمْ ، صخَّابٌ ظهرُ أبى ، وخصيبٌ رحمُ الأمْ، فلنشعل نارَ "الدُّوبيتِ" إذنْ ، ونوَقد جمرَ "النَّمْ" ، ولنفرد أجنحة "التُّمْ تُمْ" ، ولنعرض ببنادقنا وسطَ الأخواتْ!



    الطَّبلُ الثَّانِى:

    أُجِيدُ القَوْلَ ـ الليلةَ - فى المسحوقينْ ، فى الناسِ الغُبْشِ على طولِ السُّودانِ ، وكلِّ بيوتِ الطينْ ، فى الماردِ فى وثبتهِ ، القابضِ جمرَ الحقِّ ، الرائعِ فى وَقْفَتهِ ، تنداح سنينُ الزَّهوِ ، الحِقدِ ، الحُزنِ على جَبْهَتهِ ، أقولُ .. أُعيدُ القَوْلَ ـ الليلةَ ـ فى قُوَّتهِ .. وبُطولتهِ ، وأُفاخِرُ .. بالتاريخِ وبالصَّوْلاتْ!



    الطَّلقة رقم (1)

    إمتطت الريحُ الصَّهواتُ ،

    ترجَّلَ قُرصُ الشمسِ .. وأَحْنَى النخلُ الهاماتْ ،

    سقطَ العقربُ .. فوقَ العقربِ

    كان اليومُ التاسعُ عشرْ ،

    دقَّاتُ الساعةِ أنَّتْ أربعَ مراتْ ..

    الزمنُ الأولْ

    الزمنُ الثانى

    الزمنُ الثالثُ

    والزمنُ الرابعْ

    الزمنُ الوهجُ ، الزمنُ المازوتُ ،

    الزمنُ الفائِرُ بعدَ الظُهْرْ ،

    الزمنُ النِّسْرْ ،

    إندفعَ إلى الأضلاعِ ،

    إلى الأعراقِ ،

    إلى الحدقاتْ ،

    لمَّا جَلْجَلَ ساحُ القَّصْرْ ،

    وانهمرَ الصَّحْوُ يرُشُّ الفرحَ المُجْهَدَ فى ..

    الطُّرُقاتْ!



    الطَّلقة رقم (2)

    هذا فجرُ العيدِ تَدَلَّى فى الآفاقِ ..

    مشانقْ ،

    الباشِقُ حلَّقَ .. فى إثرِ الباشِقْ ،

    وتهاوَى النجمُ رواشِقْ!



    الطلقة رقم (3)

    آتونَ الساعةَ فى "الهَبَباى" ،

    وفى الأمطارْ ..

    فى الوَهجِ الغاضبِ .. فى حِقْدِ

    " خَماسِينْ " ،

    فى طَمى النيلِ الخالِقْ ..

    فى نارِ التكوينْ ،

    من قِمةِ "كَرَرى" ، من "حَيْدوبَ " ،

    من "التاكا " ،

    من "مَرَّةَ" آتونْ ،

    آتونَ من العُلوِ السَّامِقْ

    آتونَ كما الوَمْضِ البارِقْ

    ......................................

    ......................................

    مَرْحَبْ

    مَرْحَبْ

    ألفُ حَبابَكَ .. عبدَ الخالِقْ

    الليلةَ أطفالُ السُّودانِ على طُولِ ..

    الطُرُقاتْ ،

    ينتظرونَ قُدومَكَ .. بالحَلوى ،

    بالراياتِ الحُمْرِ ،

    وبالباقاتْ ،

    أطفالُ السُّودانِ المَجْروحو الحَدَقاتْ ،

    يا عبدَ الخالِقْ ..

    من وُلِدوا ليلَ الثامنِ والعشرينْ

    من يوليو .. عامَ الغضبِ الحارِقْ ،

    ينتظرونَ على طُولِ الطُرُقاتْ ..

    بالحَلوى ،

    بالراياتِ الحُمْرِ ،

    وبالباقاتْ ،



    الطلقة رقم (4 )

    قَلبُ الشاعِرِ شاهِدْ ،

    قالوا ..

    فى الحِكْمَةِ ، فى أمثالِ الناسْ

    وأنا .. ينهالُ القلقُ علىَّ ، الواحِدُ ..

    بعدَ الواحِدْ ،

    أعرفُ هذا الاحساسْ !

    أدرَكَنى ..

    فى القرنِ الماضِى ،

    عندَ سُقوطِ الخُرطومْ

    .................................

    .................................

    لحظتَها كانت "موسكو" تتلفَّعُ بالمغرِبْ

    والشفقُ الأحمرُ ليسَ دَمَاً ..

    الشفقُ الأحمرُ

    بحرُ نبيذْ

    وأنا والراديو لا نتعَبْ ، لا يَغْشانا النومْ ..

    أعرفُ

    هذا

    الاحساسْ ..

    أدرَكَنى فى القرنِ الماضِى عندَ ..

    سُقوطِ

    الخُرطومْ

    أدرَكَنى ..

    أدرَكَنى ..

    أدرَكَنى ..

    .............................

    .............................

    بُركانُ القلَقِ تفجَّرْ ،

    هطلَ الشَّدْوُ من الحلقومْ ..

    تَحَدَّرْ ,

    فوقفتُ أُغنِّى .. عارى الصدرِ ،

    وحَافِى

    القدمينْ ،

    فى وسطِ "الميدان الأحمرْ"!



    الطلقة رقم (5)

    مَن هذا القادمْ؟!

    مَن هذا الفارِعُ كالنخلةْ ..

    الأسمرُ ..

    حقلُ الكاكاوِ القاتِمْ؟!

    السيفُ المصقولُ الصارمْ ،

    والأدهَمُ .. مثلُ الدرعِ الفاحِمْ؟!

    ...................................

    ...................................

    مَن هذا الـ ..

    وَيْحِىْ ..

    ذلكَ هاشِمْ!

    ذلكَ هاشِمْ!



    الطلقة رقم (6)

    وتمدَّدَ صوتُكَ عبرَ المدنِ ..

    المسروقةْ

    أشعلَ شطَّ النيلِ ودوَّى

    فى الحاراتِ المسحوقةْ:

    السلطةُ للعمالْ ،

    لعبيدِ الأرضِ ، لكلِّ جريحٍ وشَّحَ دمُهُ

    " بيتَ المالْ" ،

    لكلِّ عَريسٍ أَوْقَدَ ناراً ثم مضَى ..

    فى "أكتوبرْ" ،

    ولكلِّ شريفٍ فى "كُوبَرْ" ..

    ولتذهبْ لجهنمَ حنجرةُ الزيفِ المَخنوقةْ!



    الطلقة رقم (7)

    زُغرودةُ أُمِّى أعرفُها .. من بينِ ملايينِ

    الأصواتْ ،

    أُميِّزُها ..

    بالشرخِ الرَّاعِفِ فيها .. بالآهاتْ

    زُغرودةُ أُمِّى لكَ وحدِكَ ،

    هذى الليلةْ ،

    وأَبى قد حَمْحَمَ مثل الفرسِ الأصْهَبِ ..

    صالَ

    وَجالْ

    هزَّ السيفَ ، وأنشدَ شعراً كالشَّلالْ ،

    لشفيعِ الناسِ المقهورينْ ،

    شفيعِ المَوْجِ الأولِ

    فى ..

    بحرِ العُمَّالْ ،

    مَن هَدَروا خلفَكَ ظُهرَ الثانى ..

    والعشرينْ ،

    جاءوكَ ، الليلةَ ، مِن "جُودةْ" ،

    مِن وِرَشِ الصَّهرِ ،

    الترميمِ ،

    الوابوراتْ

    جاءوكَ على مَرِّ الأجيالْ

    فتعالَ

    تعالَ

    تعالْ ،

    أهلاً بكَ .. أهلاً ألفَينْ

    إنْ لمْ يَحمِلكَ الرأسُ أَشِيلكَ .. فوقَ

    الكَتِفَيْنْ

    إخضَرَّ الساعِدُ .. هبَّتْ ريحُ المَدْ ،

    واجتمعَ العقدْ

    سدَّاً يعلو ..

    فوقَ

    السَّدْ

    ..................................

    ..................................

    ها نحنُ ، الساعةَ ، ننسِجُ فى عينيكَ وِشاحاً ..

    وجديلةْ ،

    وهِلالاً يسطعُ فوقَ جبينِ الغَدْ!



    الطلقة رقم (8 )

    زحفتُ على أسلاكِ التلفونْ ،

    وطِرتُ مع الريحِ ، مع الرعدِ ،

    مع الحقدِ الملعونْ ..

    وسبحتُ

    سبحتُ

    سبحتُ أنا ..

    حتى انقطعت أنفاسى ،

    بين "الأَسوَدِ" و "المتوسِّطْ"

    وركضتُُ .. ركضتُ .. ركضتُ

    كما الفرسُ المطعونْ ،

    يا أُمِّى ،

    وعبرتُ النيلَ إليكِ ،

    وعند الشاطئِ كنتُ أرى ..

    ما أبشعَ

    ما كنت أراهْ !

    "كِتْشِنَرُ" يعودُ بخوذتِهِ الحجريَّةْ ،

    وجنوداً بصديدٍ فى الصدرِ ، وقَمْلٍ فى الأفواهْ

    وأنا أركضْ يا أُمِّى فيكِ ،

    أُلَمْلِمُ تاريخى ، أخترقُ المدفعَ ..

    كَىْ أحميكِ

    أركضُ

    أركضُ .. مثل الفرسِ المطعونْ ،

    لكنَّ الطاعونْ ..

    إجتاحَ عُروقى ، تلكَ الليلةَ ،

    يا أُمِّى ،

    أَوْغَلَ فى عينيكِ

    "كِتْشِنَرُ" .. الطاعونُ .. الغدرُ .. الخوذاتُ

    الحجريَّةْ

    جاءُوا يا أُمِّى ..

    مِن كلِّ حقولِ النفطِ ، الذهبِ ،

    ومِن شَطِّ "الأَبيضِ" و "الأحمرِ" ، من عُمقِ

    الصحراءِ

    الغربيَّة!

    ....................................

    ....................................

    وتشبَّثْتُ بكفيكِ ..

    كَبَوْتُ ..

    نهضْتُ ..

    رفعتُ الرأسَ إليكِ

    ورأيتكِ ، يا فرحى ، شامخةً أنتِ ..

    كما أنتِ

    كما النارِ الخالدةِ الأسطوريَّةْ!



    الطلقة رقم (9)

    الكوكبُ مُختَلُ العقلِ

    الكوكبُ مُهْرٌ جَمَحَ ..

    فدارَ ..

    ودارَ ..

    ودارَ ..

    وَسَقَطَ على الوَجْهِ ،

    لما أنهكَه الإعياءْ

    وأنا أرجو ،

    يا كوكبَنا ،

    لو أُوهبَ مقدرةً ..

    لأُعيدَ على وجهِكَ ترتيبَ الأشياءْ ،

    لكنِّى ..

    ولأنِّى لستُ بساحِرْ ،

    و لأنِّى لا أملكُ غيرَ المِزمارِ الثائِرْ ،

    فسأبقى ،

    معذرةً ،

    أنفخُ فى رئتيكَ

    أناشيدى

    حتى تنهضَ مِن هذا الإغماءْ !



    الطلقة رقم (10)

    تحترقُ لهاتِى حينَ أُغنِّيكَ ،

    تلتهبُ العينانْ

    يركُضُ صوتى ،

    يَعلو ،

    يَهطُل

    فوقَ

    شوارعِ

    أُمْ دُرْمانْ

    أُقسِمُ أنِّى ما غنَّيْتُ لسُلطانْ ،

    ما شِلتُ العَيْبَ ، ولا مارَسْتُ العُهْرَ

    على

    رِئَةِ "الطَّنُبُورْ"

    لكنِّى ، الساعةَ ، يا بابِكر النور ،

    أطلقُ شدوى ،

    أعزفُ فوقَ الجُرحِ الغائِرِ فى صدرى ،

    أجعلُ من أضلاعى رَبَّابَةْ ..

    يا روحى ،

    وأُحَلِّقُ فى أنفاسِكَ .. عبرَ عذاباتِ السُّودانْ !



    الطلقة رقم (11)

    أَمْدُدْ كفَّكَ يا فاروقْ ،

    أبشر بالخير ،

    أَزهَرَ جُرحُكَ ، نَبَتَ القمحُ الأسمرُ ..

    فوقَ

    جبينكَ

    سَقْسَقَ فى عينيكَ الطيرْ ،

    وفاحَ نزيفُ دمائِك فى الصحراءِ ،

    دعاشَ خريفْ ..

    أَمْدُدْ كفَّكَ ،

    لَمَعَ التاريخُ على فوهاتِ بنادقِنا ..

    يا قلبى الراعفَ ،

    شَبَّ على حَدِّ السيفْ !



    الطلقة رقم (12)

    باعُوا الغابةَ .. يا جُوزيفْ !

    باعُو المانجو الناضجَ والنَّئَ .. باعُوا "البَفْرَةَ"

    و"البَابَاىْ" ،

    والرمحَ وبوقَ الصَّيْدْ ،

    باعُوا كلَّ طبولِ العيدْ ،

    يا جُوزيفُ ..

    وسِحرَ قبائلِنا ،

    وثَنَ الأَبَنُوسِ ، وسِنَّ الفيلْ ،

    والكوخَ الناتئَ ، والأمطارَ ، وكلَّ تماسيحِ

    النيلْ ،

    باعُوا الفيضانَ ، وأثداءَ الفتياتِ الأبكارْ ،

    والماعز والأبقار ..

    يا جُوزيفْ ،

    باعُوها لإلهِ السوقِ القادمِ من كلِّ فنادقِ أورُبا ،

    مِن كلِّ عُصورِ الزيفْ ،

    بالويسكى ،

    بالمُوهِيرِ اللامعِ .. والدولارْ !

    برباطِ العُنْقِ ، وبالدَّبوسِ الذهبىِّ ،

    وبطاقات السى آى إى ..

    وختمِ الماسْ !

    .....................................

    .....................................

    لكنَّ الناسْ !

    لكنَّ الناسْ !



    الطلقة رقم (13)

    أجملُ أطفالِ السُّودانْ

    لم يُولَدْ بَعْدْ ،

    أَحْلَى زهراتِ الغَدْ

    ما نبتَتْ .. حتى الآنْ

    لكنَّا نُقسِمُ بالأيْمانْ ..

    أنَّ الأشجارَ ستطرحُ أطفالاً

    لم تشهدْ أجملَ منهم عينانْ

    فالسلطانْ

    غُولٌ من قش ،

    والعَرْشْ

    قنبلةٌ تحتَ السلطانْ !



    الطلقة رقم (14)

    إبقَ مكانَكَ يا عثمانْ ..

    يقترنُ الأَبيضُ بالأزرقِ فى جُرحِكَ ،

    فافتحْ جرحَكَ للآخِرْ ..

    يتلاقى "حرسُ القصرِ" بغضبِ الشارعِ

    فى

    جرحِكَ ،

    فأفتحْ جرحَكَ للآخِرْ ..

    يا سيفَ الصاعِقةِ الباتِرْ ،

    لا وقتَ ، الليلةَ ، للأحزانْ !

    لا وقتَ - الليلةَ - للأحزانْ !



    الطلقة رقم (15)

    عيناكَ الجَّمْرْ

    يا ودَّ الرَّيَّحْ ،

    كتِفاكَ قِلاعُ النَّخْوَةِ .. والفَخرْ

    أُنشِدُ ، هأنذا ، فى مدحِكَ ،

    أُنشِدُ للماضى والحاضِرِ حينَ اعتنقا ،

    لمَّا وثبَ "الماظُ" بمدفعِهِ ..

    فتهدَّمَ فوقَكَ "مُستشفى النهرْ" !



    الطلقة رقم (16)

    زَيْنَ الفرسانِ .. سلاماً ،

    وَدَّ الزِّيْنْ !

    زَيْنَ الشرفاءِ المأزومينْ ..

    إشعِلْ قنديلكَ يا شِبلَ الأهوالْ ،

    "مِهيرةُ" أُمِّى تنظمُ فيكَ عقودَ المدحِ ،

    الليلةَ ،

    أختى ماحتْ وسطَ الساحةِ "بالشَّبالْ"

    فالبرقُ "القِبْلِى" شالْ ،

    يا وَدَّ الزِّيْنْ ،

    وعرقُ العِزَّةِ وَهْوَهَ عبرَ الأجيالْ !



    الطلقة رقم (17)

    ما كنتَ جميلاً ، يا وطنى ، كجمالكَ ..

    ذاكَ

    العَصْرْ

    لمَّا فجَّرَكَ القَّهْرْ ،

    فى

    بَدَنِى

    مثل الديناميتِ ،

    وفَجَّرَنِى !



    الطلقة رقم (1

    لا يَخشى الموتَ سوى المَوْتى ..

    فارفعْ قلبَكَ للريحْ ،

    يا عبدَ الحَىْ

    كقرنفلةٍ حمراءْ ..

    للريحْ ،

    لا يَخشى الموتَ سوى المَوْتى ..

    وادلِقْ دمَكَ المسفوحْ

    ليُعَطِّرَ حاراتِ بلادى .. ويَفوحْ

    يا عبدَ الحىِّ على المُدُنِ المَيْتَةْ

    فيُوقِّدُها ..

    بيتاً .. بيتا !



    الطلقة رقم (19)

    حارٌ دَلوُكَ

    يا حارْدَلُّو

    حارٌ دَلوُكَ .. يا ولدى

    من لهبِ الرفضِ ، ونيرانِ التجديدْ ..

    ولهذا أنتَ ستعلو ،

    دوماً كالبيرقِ تعلو ،

    وسنضفرُ من شُريانِكَ قوسَ النصرِ

    صباحَ العيدْ !



    الطلقة رقم (20)

    عبدَ المنعمِ طبلَ العِزِّ ،

    "نحاسَ" الغَبرةْ ،

    عبدَ المنعمِ جيلَ الفَوْرَةْ ،

    قُلْ "للباشا": كنتَ غشيماً إذْ صدَّقتَ سرابَ ..

    النصرِ

    فنحنُ رضِعنا ،

    قبلَ اللبنِ ،

    دماءَ الثورةْ !



    الطلقة رقم (21)

    فقأُوا عينىَّ

    وكسروا ، يا وطنى ،

    مزمارى

    منعوا عنِّى ضوءَ الشمسْ

    لكنْ .. لا بأسْ

    فأنا أعصابى أوتارى ،

    وسأحفرُ كلماتى ، إن كسروا قلمى ،

    فوقَ جدارِ السِّجنِ ..

    باظفارى !

    موسكو ـ كييف ، خريف 1971

    عاشت ذكرى 19يوليو رصيد الثوار

                  

07-20-2006, 09:31 PM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: Aymen Tabir)



    العريس وطحالب القاع
    الى الشهيد عبدالخالق محجوب

    د. جيلى عبدالرحمن





    وانتظرناك على الشوك طويلا

    ولهثنا فى حقول القيظ،

    سنطاً ونخيلا

    كنت تزهو فى ذراع الثائر المهدى،

    سيفاً

    يحتسى المحروم منه،

    قطرات الشهد صيفا

    كان سيفاً... أحمر الحد... صقيلا

    وعباباً من جماهير تغنى للنسائم

    كيف سال الحزن مهراقا

    على زغب الحمائم؟

    وارتعدنا... وانتفضنا

    حين أزمعت الرحيلا

    * * *

    خوذة الجندى

    قيظ، مثل دبابة نار

    تنفث الشمس لظاها

    فوق أشلاء النهار

    فى بيوت القش

    والطين،

    وأسفلت الشوارع

    تفغر الظلمة فاها

    والمتاريس،

    المدافع

    وافتديناك... إختفينا

    واحتفينا بالبنادق

    وادخرناك نشيداً

    وشهيداً وبيارق!

    واقتلعت الطحلب القاعى

    والصمت الجذورا

    والصمت،

    الجذورا

    وامتشقت الرايَّة الشماء

    غضبان

    جسورا

    * * *

    أيها المصلوبُ،

    والعرق الخرافى... يرود

    ملحمات العصر

    والأيام للدنيا... وقود

    القرابين تطوف

    والمزامير، الدفوف

    يا عريس الغُبش

    والحزب

    أمانيك القطوف

    قبضة السيف تقاس

    هزها الشعب... فقاما

    فى شفاف القلب وسّدناك سهماً،

    وحساماً

    هل ترى ريح الهبوب؟

    أم قناديل الغروب؟

    أم مرايا... الماء؟

    تسقيهن بالورد الخضيب!

    ذاك تموز الدفئ

    مرة أخرى يجئ

    يا رياح الشهداء

    أقشعى الحزن القمئ!

    * * *

    شامخ الجبهة مزموم الشفة

    فى جدار الغرفة المرتجفة

    أتملاك إذا ما الشوق يهطل فى دمائى

    يختلى اليتم، ويجفل

    كارتعاش الأرصفة

    فى العيون الواجفة

    * * *

    أعولت ريح تسف

    ذكريات لا تجف

    أسطر دوَّت كطلقات،

    وأطياف تدفُ

    يا يناير

    يا هزيج الشعب "يا أم الضفائر"

    رحت ترنو

    تبسم الشفتان

    والدنيا بشائر!

    * * *

    لا تقولوا

    أخطأ الحزبُ

    وهاشم

    لم يساوم

    غير أن الغفلة الكبرى!

    وأشياء طلاسم

    لا تقولوا

    يستحى القول الجميل

    قطرة الدمع تقاوم

    قطرة الدمع تقاوم

    * * *

    بأبى أنت وأمى

    أتزيح اليوم... همى

    - يا عمادى

    كيف يهوى مرة... طود أشم؟

    كان ثورياً شيوعى القلم

    - انه صخر أصم

    - والمنايا... حينما العمر ارتضم

    - خضت بحر الموت نسرا،

    يتهادى للقمم

    عُم مساءً

    أوغل الليل

    فنم

    * * *

    وانتظرناك على الشوك المُدمى

    مثلما يشتاق فى الظلمات أعمى

    يا عريس الشهداء

    طفلك المطعون يوليو فى السماء

    صانك المجد، وحب الفقراء

    وافتداك الشعب... دوما


                  

07-21-2006, 03:07 AM

فيصل محمد خليل
<aفيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: elsharief)

    المجد و الخلود لشهداء شعبنا

    تار البلد جوزيف يوليو القلم و السيف


    فيصل محمد خليل
                  

07-21-2006, 06:07 AM

خدر
<aخدر
تاريخ التسجيل: 02-07-2005
مجموع المشاركات: 13188

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: فيصل محمد خليل)






    المعلم المُلهم .. يردد

    اي المشانق لم نزلزل بالثبات .. وقارها !!
                  

07-21-2006, 07:15 PM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: خدر)




    بابكر النور:
    حكمت عليه المحكمة العسكرية برئاسة تاج السر المقبول باثني عشرة سنة، فرد إليها السفاح نميري الأوراق. فحكمت عليه بعشرين عاماً، فأعاد الأوراق إليها مرة أخرى، فاستقال رئيسها، فعين نميري سفاحاً آخر لرئاستها (صلاح عبد العال)، الذي حكم على الشهيد بالإعدام. خطب في الجنود. وتراجع بخطوات منتظمة حتى لا يُطلق عليه الرصاص من الخلف.



                  

07-21-2006, 06:36 AM

ibrahim barssi
<aibrahim barssi
تاريخ التسجيل: 05-28-2006
مجموع المشاركات: 292

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)




    كان سيفاً... أحمر الحد... صقيلا

    وعباباً من جماهير تغنى للنسائم

    كيف سال الحزن مهراقا

    على زغب الحمائم؟

    وارتعدنا... وانتفضنا

    حين أزمعت الرحيلا
                  

07-21-2006, 11:48 AM

القلب النابض
<aالقلب النابض
تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 8418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: ibrahim barssi)

    التحية للشهداء العزل الذين قتلهم هؤلاء في قصر الضيافة

    التحية للضباط الذين استشهدوا في قصر الضيافة ...

    التحية للذين استشهدوا بسلاح الغدر العقائدي

    ولتسقط اقلام تذوير التاريخ ..

    إنقلاب

    إنقلاب

    ولتبقى ذكرى الشهداء الشهداء
                  

07-21-2006, 01:21 PM

Inaam Saad
<aInaam Saad
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: القلب النابض)

    قلبى على وطنى
    شعر محمد الفيتورى
    للشهيد عبدالخالق محجوب

    حين يأخذك الصمت منا
    فتبدو بعيدا
    كأنك راية قافلة
    غرقت فى الرمال
    تعشب الكلمات القديمة فينا
    وتشهق نار القرابين
    فوق رؤوس الجبال
    وتدور بنا أنت
    ياوجهنا المختفى
    خلف سحابة
    فى زوايا الكهوف
    التى زخرفته الكآبة
    ويجر السؤال .. السؤال
    وتبدو الأجابة نفس الاجابة
    ****
    ونناديك
    تغرس أصواتنا
    شجرا صندليا حواليك
    نركض خلف الجنائز
    عارين فى غرف الموت
    نأتيك بالأوجه المطمئنة
    والأوجه الخائفة
    بتمائم أجدادنا
    بتعاويذهم حين يرتطم الدم بالدم
    بالصلوات المجوسية الخاطفة
    بطقوس المرارات
    بالمطر المتساقط فى زمن القحط
    بالغاب والنهر والعاصفة
    ****
    قادما من بعيد على صهوة الفرس
    الفارس الحلم ذو الحربة الذهبية
    يافارس الحزن مرغ حوافر خيلك
    فوق مقابرنا الهمجية
    حرك ثراها
    انتزعها من الموت
    يافارس الحزن
    كل سحابة موت
    تنام على الأرض
    تخلقها ثورة فى حشاها
    انتزعها من الموت فارس
    الحزن
    أخضر
    قوس من النار والعشب
    أخضر
    صوتك بيرق وجهك قبرك
    لا تحفروا لى قبرا
    سأرقد فى كل شبر من الأرض
    أرقد كالماء فى جسد النيل
    أرقد كالشمس فوق
    حقول بلادى
    مثلى أنا ليس يسكن قبرا

    ****
    لقد وقفوا ..
    ووقفت
    لماذا يظن الطغاة الصغار
    وتشحب ألوانهم
    أن موت المناضل موت القضية ؟
    أعلم سر احتكام الطغاة الى البندقية
    لا خائفا .. ان صوتى مشنقة
    للطغاة جميعا ..
    ولا نادم .. ان روحى مثقلة بالغضب
    كل طاغية صنم
    دمية من خشب
    وتبسمت .. كل الطغاة
    ربما حسب الصنم الدمية المستبدة
    وهو يعلق أوسمة الموت فوق صدور
    الرجال ..
    انه بطلا مايزال
    وخطوت على القيد
    لا تحفروا لى قبرا
    سأصعد مشنقتى
    وأغسل بالدم رأسى
    وأقطع كفى
    وأطبعها نجمة فوق واجهة العصر
    فوق حوائط تاريخه المائلة
    وأبذر قمحى للطير والسابلة
    ****
    قتلونى وأنكرنى قاتلى
    وهو يلتف بردان فى كفنى
    وأنا من؟ سوى رجل
    واقف خارج الزمن
    كلما زيفوا بطلا ..
    قلت: قلبى على وطنى

    (عدل بواسطة Inaam Saad on 07-21-2006, 01:25 PM)

                  

07-21-2006, 01:31 PM

Inaam Saad
<aInaam Saad
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: Inaam Saad)

    اغنية حب لعبدالخالق
    محجوب شريــف

    الفارس معلق
    ولاّ المُوت مَعَلق
    حَيَّرنا البَطل
    يا ناس الحَصل
    طار بي حَبلوُ حَلَّقْ
    فَجَّ الموت وفات
    خلى الموت معلق
    في عينينا بَات
    وسط الناس نَزل
    بالحزب الشيوعي

    ومن كل الزوايا
    وليِ ما لا نهاية

    وضاح المبادي
    ممدود الايادي
    بالحب والتحايا
    ابزيد الهِلالي
    في عصر الدراية
    والطفل البتاتي
    من يوم السماية
    والحزب الشيوعي
    ومن كل الزوايا
    ولي مَالا نهاية
    ومن كل الشوارع
    وفي كل المطالع
    طابع حسنو طالع
    في سُهد المصانع
    وفي عبق المزارع
    وفي رشة غمامة
    وفي منقار حمامة
    تحت الأرض بذرة
    وفوق الشمس هامه
    بالحزب الشيوعي

    ومن كل الوَسايد
    وفي نبض القصايد
    عَبده حَبيبي عايْد
    عايد ألف عايد
    من بين الشدايد
    في هُوج الليالي
    جرحه الكان بلالي
    في الشارع علامه
    طال في الدنيا قامة
    وزاد في العين وسامة
    وعايد لِسه عايد
    عايد بالسلامة
    في الحزب الشيوعي
                  

07-21-2006, 01:42 PM

Inaam Saad
<aInaam Saad
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: Inaam Saad)

    المجد في عيونك الظليلة
    الشاعر السوري
    أيمن ابو الشعر

    المجد في عيونك الظليلة
    يسبح السواد
    والحزن فوق رمشك النديٌ
    بالدموع والسهاد
    يُسرح السهول والوهاد
    يقول في عناد
    " محجوب يا بطل
    يا فارس الفضيلة
    وتفتت الوثن
    تمائماً حرقتها وصحت ياوطن
    النصر حين نسبق الزمن "

    وحين ساحر الظلام جن حقده سأل :
    " أأنت من فعل ؟ "
    أجبته أجل ..
    فكيف أسرع الأجل ؟
    واخطأ الزمان حرفه
    فخط نصره فشل
    لكنه حصل
    محجوب قد رحل ..
    قد رحل .. قد رحل

    لمن إذن ستمطرين نبضنا
    يا ديمة الجراح
    والطبل في قبائل الجنوب
    كأنه نواح
    يدق في خجل
    محجوب قد رحل ..
    قد .. رحل .. قد رحل

    بيادر الأرق
    تجادل المدي
    فيدرِك الصدي
    وجدول العرق
    يصب في السراب
    في بحيرة الشفق
    فيلهب الغسق
    كانه إحترق

    يعود شاحباً
    يعود شاحباً
    وكاسفاً يعود
    ليسأل الرفاق
    والسنابل القتيلة
    عن فارس القبيلة
    والنيل
    النيل
    فوق نهدك
    الضروع كالجديلة
    فروعه خصل
    تقول لا تسل
    لقد أقام بيننا منارة
    ومر في عجل
    محجوب قد رحل ..
    قد .. رحل .. قد رحل

    لا دمع في العيون
    ونظرة اللهيب
    في العروق واقفة
    تحية الحداد
    فلا يظن خائف
    سترتدي عباءة السكون
    لتسترد دفقها
    وتستحيل
    تستحيل عاصفة

    رفاقنا
    الحزن في عيونهم مزار
    والموت في دروبهم
    محطة إنتظار
    تعاهدوا
    تعاهدوا
    على المسير
    رب طال دربهم
    سيكمل الصغار
    سيكمل الصغار

    رفاقنا يضاجعون
    دون لذة
    ويزرعون في البطون
    نطفة الامل
    ودونما قبل
    تسير جمرة
    لهيبها غبار
    ودمعة وثار
    لا وقت للملل

    الصمت كبرياء
    والحزن من أشعة الإباء
    ونحن سائرون لم نزل
    ونطفة الدماء والتراب
    جنينها جبل
    رحلت يا بطل
    رحلت يا بطل

    شرارة تفتش
    الرمال عن فتيلة
    فالرمل حين سال
    خطبك إشتعل
    وخبأ اللهيب فى المقل
    ليوم تصهل الدماء
    ليوم تصهل الدماء
    فموسم الحصاد
    موعد الرجولة
    رحلت يا بطل
    لم ترحل البطولة

    الرمل يذكر الخُطى
    ويحفظ النقوش للابد
    كثيرة مخالب الذئاب
    في طريقك الاخير
    لكن نقشاً واحداً
    لموطئ الاسد
    كثيرة مشانق الرعاع
    لكن حبلاً واحداً
    - أظنه مسْد
    سيذكر الجسد
    فحين لف عنقك
    الأبي وإنزرد
    تقطعت عروقه الطويلة
    وناء عنك
    ثم صاح وارتعب

    " إن تشنقوه ...
    إن تشنقوه .. كيف تشنق البلد "
    لكنه إنعقد
    وضاء حول عنقه
    كأنه زحل
    في قمة الجبل
    محجوب قد رحل ..
    قد رحل .. قد رحل

    المجد في عيونك الظليلة
    يبارك الشفيع
    ويقرأ الشعار في النجيع
    " إذا طال موسم الجراح نزفه
    يجئ موسم الغضب ..
    وموعد الرجال
    حين ينبت القصب
    تسير وهي وحدها
    علي الطريق واحداً أحد
    لا وقت للهرب
    فأمرنا إنعقد
    ومنجل الرجال
    يومها يكون قد حصد "

    المجد في عيونك الظليلة
    يقول قد حصل
    مصابنا جلل
    لكنه من يوم
    أن رحل بدرب مشنقة
    سودان منجل
    والنيل مطرقة
    سودان منجل
    والنيل مطرقة
                  

07-21-2006, 01:56 PM

Inaam Saad
<aInaam Saad
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: Inaam Saad)

    فى رثاء عبدالخالق محجوب
    مظفر النواب

    وسافرت الى الغابات
    ظبى ذبح الان
    وللنبع عصافير
    نقطه ضوء
    حرقتنى فى الفخذ اليسرى
    ملت....
    فضج الكون عصافير ملونه
    صعدت على سلم زقزقه
    فاهتز الشجر الموغر
    بالتمر الهندى
    غطانى السندس
    أغمضت
    وصدع من خرزه أمس
    وفى رأسى نهد والنهد لقد فر
    مع الطير صباحآ
    وتحريت مطارات العالم
    لم أسمع غير الكذب
    واقعى طفل فى عفن الشمس
    تغوط فى دعه وتمسح كالجن
    بآخر تصريح فى صحف الأمس
    وللنبع المجرور الى الظل
    وتسحبه الشمس ببطء
    كل عصافير الغابات
    ومأتم ظل فى قلبى
    والخرطوم تذيع نشيدآ لزجآ
    يحمل رأس ثلاثه ثوريين
    ووجه نميرى منكمش
    كمؤخره القنفذ
    أين ستذهب يا قاتل
    يا قنفذ
    الناس عراه فى الشارع
    الناس بنادق فى الشارع
    الناس جحيم
    اى الابواب فتحت
    فهنالك نار
    ولله جنود من عسل
    وعلى رأسك يا ,,محجوب
    رأينا سله خبز تأكل منه الطير
    فى ساعات الصبح
    سيمثل إسمك فيك
    وضج الكون دمآ
    وعصافيرآ خرساء
    مفقأه الأعين
    وارتفعت أدخنه
    الكيف الدولى
    الهى اى مزاح تمزح هذا
    ليسدل شئ فوق المسرح
                  

07-21-2006, 06:47 PM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: Inaam Saad)





    الحريق وأحلام البلابل
    الى الشهيد عبدالخالق محجوب

    د.جيلى عبدالرحمن

    1 رؤيَّة



    وأراكم عبر هامات الليالى

    والمهانات، المسافات الطوال

    تنحتون الجدر الحدباء... فى صمت الظلال

    صرختى أزَّت على الجير... شيوعى، شيوعى

    وأنا أعلم دجل العمق، وعمق الدجل

    كلمات نيئات فى الخوان الثمل

    وضمير السادة النقاد،

    ألوان المونيكير... الربيعى

    لا رتوش الآن، فالحرف مقاصل

    - سيداتى، سادتى

    يبصق الجلاد فى وجه المقاتل

    شاهدى الزور، وأشباه الرجال

    قد نسيت الهمس، والإيحاء

    أشكال الفواصل

    فلتنوحوا فى المواخير... على الفن الرفيع



    2 المنحنى



    ايه يا طلق المحيا... والحجى

    ها أنا أرسف فى قاع السلاسل

    والأفاعى مثل أنياب الدجى

    تنفث السم على وجه السنابل

    هل مضى الصيف؟ وقد لقنته

    قصة الموت الذى قام يقاتل!

    وخريف العمر... يصفر على

    همهمات الريح... فى الحور الذوابل

    عاود الروح أساها، أطبقت

    فى جدار الصمت، آلام المفاصل

    ايه هل عدت الينا... كالسنى

    حين أرعبت أراجيح المقاصل

    الجماهير اشرأبت والقنا

    يستبيها الصوت والميدان حافل

    - يا صياح الخير كم أوحشتنا!

    يا مساء الخير تشجيك المنازل

    * * *

    لم يعد للنبع غير المنحنى

    أرهف القلب على نبض المناجل

    ما المنايا؟ انها أقدارنا

    وامتداد البحر... أحضان السواحل

    لا ألوم الدمع إن هامت به

    وحشة النخل، وأحلام البلابل

    لا ألوم الليل، والنجم هوى

    يعتلى الفجر، المتاريس، الجنادل

    أيها الشاعر ضوأت المشاعل

    فانبثق ثأراً وصخراً، وجداول



    3 من الطارق؟



    عبدالخالق!

    يا أيادى الله... قالوا ضعت من غير سرادق

    أين أطفوا زهرة الليمون

    والعطر حدائق؟

    نصبوا للشمس أعواد المشانق!

    - يا حبيبى

    تدلف الفرحة من سجن الشرانق

    ورأيت القتلة

    مثل فئران الخنادق

    وهدير المقصلة

    مثل أفراح البيارق

    كانت الخرطوم شعراً....

    يشعل الليل حرائق


                  

07-23-2006, 11:03 AM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)

    رساله ألى جوزيف قرنق



    يامسجى فى ألمدارين
    وخط الإستوء
    نم توسد كل شبر
    فى بلادك والسماء
    نجمةعند ألمساء
    وبذرة فى الإرض تنبت
    كبرياء
    لك من أسى وطنى عليك
    ومن دمى ياتوأمى
    هذا ألغناء
    فصدوا جبين ألشمس
    فيك ولوعوكبدالصباح
    ياللذئاب...
    لو لم يكن
    لصاغريب الوجه
    واليد واللسان
    ما إستباح دمك
    العزيزعلى ألتراب
    ياسكتى عبرالظلام
    وسلمى نحوالضياء
    فصدوا جبين ألشمس
    فيك ولوعوا
    كبد الصباح
    ياللذئاب

    محجوب شريف


                  

07-23-2006, 02:27 PM

sultan
<asultan
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1404

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)


    الحب والثورة


    محجوب شريف


    مشتاقلك كتير والله

    للجيران وللحله

    كمان قطر النضال ولى

    وغالى على إتدلى

    محطة محطة بتذكر عيونك

    ونحن في المنفى

    وبتذكر مناديلك

    خيوطها الحمرا

    ما صدفة

    وبتذكر سؤالك لى

    متين جرح البلد يشفى

    متين تضحك سما الخرطوم

    حبيبتنا ومتين تصفا

    *
    سؤالك كان بقربنا

    ويعذبنا

    ويزيد ما بينا من إلفة

    ويزيدني حماس

    وكم في قلبي دق نحاس

    وطار من عيني باقى نعاس

    أنحن إتنين

    بنتقاسم هموم الناس

    وأعاهدك يا أعز الناس

    أسامحك لو نسيتينى واهنتينى

    وبكيتى على

    لو في يوم رميت سيفي

    ورفعت ايدى

    وخنت الثورة

    جيت والذلة في عينى

    حرام عينيك يناغمونى

    ويرحبو بى

    حرام إيديك ينومن

    تانى في إيدى

    *
    بس لكنى يا ويلى ويا ويلى

    أقول يا منو

    وأقبل وين؟

    لامن أخون صباح العين

    وأخون جيلى

    أعاهدك يا قمر ليلى

    وحياة أمنا الخرطوم

    أشيل شيلى

    وأشد حيلى

    واموت واقف على حيلى

    واقولك يا أعز الناس

    على الوعد القديم جايين

    وبين الثورة والسكين

    شيوعيين

    وحتى الموت شيوعيين

    واقولك يا صباح العين

    بنادق وين

    بتمنعنا العديل والزين

    بنادق وين

    بنادق وين



    = = = = = = = =

    السودان لكل السودانيين
    المجد لشعب السودان ... المجد لأمة السودان

    (عدل بواسطة sultan on 07-23-2006, 04:19 PM)
    (عدل بواسطة sultan on 07-23-2006, 04:22 PM)
    (عدل بواسطة sultan on 07-23-2006, 04:23 PM)
    (عدل بواسطة sultan on 07-23-2006, 04:24 PM)

                  

07-23-2006, 09:34 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)



    الجـريمـة

    فى ليلة مثقلة بالياس والهزيمة
    والشارع العريق نازف
    العمدان والبيوت
    لمعت عيون الناس كالنجوم والياقوت
    وهى ترقب الجريمة
    تقيأ النهار ليله وانفجرت اورامه
    القديمة
    فاض الظلام ابحرا زالرعب اخطبوط
    امتدت القبور كالخيوط
    واحتقنت شفاة الناس "بالسكوت"
    وكل شاعر مخنث اللسان
    صار مومسا
    لذا يقال فى المسا
    كان الصباح ازجا وناعما واملسا
    علقت من يدى
    اكل الجنود خصيتى
    واقتلعوا لسانى
    صيرونى اخرسا
    لكننى غسلت حزن الصبية الصغار
    برغوة الاغانى
    فازدحمت اكف الناس بالتصفيق والهتاف
    والتهانى
    واشتعلت فى الشارع العريق منعة الزحام
    قدم الثبات طعنة الاقدام
    وحلم الموت على منصة الاعدام
    حين اصبح الخيار
    او تخثر الكلام

    كمال عووضة

    حروف ومقاصل

                  

07-23-2006, 09:54 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)



    الطلقة رقم (10)



    تحترقُ لهاتِى حينَ أُغنِّيكَ ،
    تلتهبُ العينانْ
    يركُضُ صوتى ،
    يَعلو ،
    يَهطُل
    فوقَ
    شوارعِ
    أُمْ دُرْمانْ
    أُقسِمُ أنِّى ما غنَّيْتُ لسُلطانْ ،
    ما شِلتُ العَيْبَ ، ولا مارَسْتُ العُهْرَ
    على
    رِئَةِ "الطَّنُبُورْ"
    لكنِّى ، الساعةَ ، يا بابِكر النور ،
    أطلقُ شدوى ،
    أعزفُ فوقَ الجُرحِ الغائِرِ فى صدرى ،
    أجعلُ من أضلاعى رَبَّابَةْ ..
    يا روحى ،
    وأُحَلِّقُ فى أنفاسِكَ .. عبرَ عذاباتِ السُّودانْ ! !





    من ملحمة

    طَبْلانِ وإحْدَى وعشرونَ طَلقة لـ 19 يوليو

    كمال الجزولي


                  

07-25-2006, 01:40 PM

Inaam Saad
<aInaam Saad
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)


    هكذا كان قلقاً علي مستقبل العشب
    اسامة الخواض

    كان مسموعاُ ومرئياُ لدي الزهرةِِ
    مقروءً كصفحاتِ الرياضةْْ
    واسمه السري "راشدْ"
    واسمه القومي مكتوب باحلام الشبابيكِِ
    ورعشات الايادي العاشقةْ
    يقرا "الميدانَ"
    لا يطربه من صوتها الا رنين الكلماتْ
    كان مشغولا بتنسيق الصراع الطبقيْ
    لابسا بدلته الحمراء، حلاها باقوال الغمامْ
    ملحداً بالفقر والقهر،
    صديقا لدي عمال "بحري"
    ونساء الريف،
    والزراع،
    والطلاب،
    والوردة
    والكسرة،
    والحلم
    و اولاد الحرامْ

    كان شبّاكا من اللذة، والغبطة مفتوحا علي
    ابهج وقت، وفضاء الاغنياتْ
    يدعم العشبَ،
    ويعطيه " دعاشا" ضد نسيان السماءْ
    كان عنوانا لمن لا شغل لهْْ
    وصديقا للحمامات،
    رفيق النيل في نزهته الكبري
    وبستان حماسْ
    كان عاما من نكات ذهبت تطفئ احزان الطبيعةْ
    ايقظ الثورة من نومتها الاولي،
    واعطاها مفاتيح الجدلْ
    وتغشاه ذبولٌ فضحكْْ
    ومضي فيه انقلابٌ وكتبْ
    ..............
    ..................
    .....................
    كان لا يخطب الا عن جموح القمحِ،
    والاحلام،
    والمراة ذات الخبز، والسطوة، والافق الرخيمْ
    وعدائيا اذا قلصت الارض اغانيها،
    حنونا حينما يكتحل الشارع بالعنف الوسيم
    وزميلا للعصافير، يماما من تقدّمْ
    يعشق الشدو صباحا ومساء،
    يعجن الخضرة،
    يهديها "اتحادات الشباب"
    ويري الواعظ منفىً,
    ويرانا شجرا يمشي ولا يمشي,
    يري البسمة في احراش حزن عائليٍ،
    ويناديها،
    "يفلِّي" شعرها النيليَ،
    يعطيها وصاياه،
    لكي تذهب من عزلتها نحو " اتحادات النساءْ"

    كان نعناعا علي الشاي الذي اخفي شجوني،
    ومضي بي في النساء الحالماتْ
    كان في برنامج الصدمة وردا ,
    واقتراحات العصافير علي حزب الشجرْ
    كان اهلا ثم سهلا في شمال الياسمينْ
    واحتمالاتٍ سكاري في جنوب السيسبانْ
    قيل "ما قدمت ؟"
    قال " الوعيَ"
    والحلمََِ,
    واسرار ابتهاجات الشعوبِ,
    اندهشت فاروزةٌ،
    ضجّت نباتاتٌ،
    ونامت في البنايات احاديث الفراع المرِّ،
    اهدته النساء الروح /ايقاعا من السكرِ،
    وينبوع قرنفلْْ
    ..............
    .................
    ......................
    خطفته الزنبقةْ
    وسري في المشنقةْ
    وراي صورة قلبهْ
    في مقامات التقدمْ
    وتقدمْ
    وتقدمْ
    وتقدمْ

    والنساء- الان- يطلبن مناديل، مناديل، مناديل،
    مناديل من الدمِّ،
    مناديل من الوردِ،
    مناديل من الشهوةِ,
    يطلبنَ،
    ويذهبن الي رغبتة النيلية الاولي،
    ويخضعن الي غبطته،
    لم ينكسرْ غيمٌ،
    ولم يجبن نهارٌ،
    لم ير الجندي ايقاع التلاميذ نشازا،
    لم يرَ التلميذ وقتا مثل "عبدالخالق" المحجوب عن اسطورة الموت،
    ولم ياسف نبيذ لذهاب الحلم عنه،
    انهمرت فيه اناشيد،
    اناشيد،
    ونادتنا فراشات,
    فراشات,
    الي ما يشبه المراة في شهوتها،
    قامت قيامات،
    واشجتنا مقامات،
    مضت عصفورةٌ في مسرح الموتِ،
    زهت ارجوزةٌ بالشنقِ،
    "عبدالخالق المحجوب" اغرته البناتُ - الان- بالموتِ،
    واغراه الكلام الحلوُ،
    ناداه الي نوم عميق قزحيْ
                  

07-25-2006, 02:51 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)


    الطلقة رقم (5)



    مَن هذا القادمْ؟!
    مَن هذا الفارِعُ كالنخلةْ ..
    الأسمرُ ..
    حقلُ الكاكاوِ القاتِمْ؟!
    السيفُ المصقولُ الصارمْ ،
    والأدهَمُ .. مثلُ الدرعِ الفاحِمْ؟!
    مَن هذا الـ ..
    وَيْحِىْ ..
    ذلكَ هاشِمْ!
    ذلكَ هاشِمْ!

    من ملحمة

    طَبْلانِ وإحْدَى وعشرونَ طَلقة لـ 19 يوليو

    كمال الجزولي

                  

07-25-2006, 03:06 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)

    انهم فى قلوبنا وحناجرنا واحلامنا بوطن سعيد ومعافى

    لكم التقدير

    الاعزاء

    Salwa Seyam
    Mohamed Abdelgaleel
    عبد الخالق عابد
    طلال عفيفي
    Abdelfatah Saeed Arman
    Aymen Tabir
    elsharief
    فيصل محمد خليل
    خدر
    ibrahim barssi
    القلب النابض
    Inaam Saad
    يا
    Inaam Saad
    sultan

                  

07-25-2006, 03:15 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)

    الطلقة رقم (11)



    أَمْدُدْ كفَّكَ يا فاروقْ ،
    أبشر بالخير ،
    أَزهَرَ جُرحُكَ ، نَبَتَ القمحُ الأسمرُ ..
    فوقَ
    جبينكَ
    سَقْسَقَ فى عينيكَ الطيرْ ،
    وفاحَ نزيفُ دمائِك فى الصحراءِ ،
    دعاشَ خريفْ ..
    أَمْدُدْ كفَّكَ ،
    لَمَعَ التاريخُ على فوهاتِ بنادقِنا ..
    يا قلبى الراعفَ ،
    شَبَّ على حَدِّ السيفْ !

    من ملحمة

    طَبْلانِ وإحْدَى وعشرونَ طَلقة لـ 19 يوليو

    كمال الجزولي

                  

07-25-2006, 03:21 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)


                  

07-25-2006, 03:43 PM

Inaam Saad
<aInaam Saad
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)

    محجوب شريــف
    في رثاء الشهيد عبد الخالق


    هكذا استشهد البطل


    هادئاً كان اوان الموت
    عادياً تماماً
    وتماما كالذى يمشى
    بخطو مطمئنا كي يناما
    وكشمس عبرتها
    لحظة كف غمامة
    قال مع السلامة
    لوح بابتسامة
    ثم ارتمى
    وتسامى وتسامى
    غارقا في دمه
    واسمنا في فمه
    وتسامى وتسامى

    والآسى حزمة كبريت
    رماها في ملايين الايادى
    ناهضا في كل عين وفؤاد
    مالئا كل زمان
    ومكان في بلادي
    وغدا الموت والجلاد
    اسيرين حقيرين
    ذليلين امامه
    سيبقى رغم
    سجن الموت
    غير محدود الاقامة


    وهكذا استشهد من قال لهم حميد

    "هاشم ولا اسفا عليك وعلى رفاقتك لا ندم"

    لهم المجد
    باقين رغم سجن الموت
                  

07-25-2006, 10:47 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)

    عبد الخالق محجوب
    مؤلفات ونصوص
    الرجل الشريف يحارب الفكرة بالفكرة

    وزعت بعض الدوائر منشورات ممهورة باسم السيوعيين ، فى الأيام القليلة الماضية . تدعو فيه المواطنين الى نبذ الدين الاسلامى واسقاطه ، واعتناق الشيوعية . فعلى أثر هذه المنشورات نظمت حملة فى المساجد ضد الشيوعيين "الذين يهاجمون معتقدات أغلبية سكان السودان ، وطالب بعض خطباء المساجد فى ذلك اليوم بوجوب اهدار دم الشيوعيين .

    دفاع عن أفكارى :

    ان هذه الحوادث لها خطورتها وهى فى رأيى تمسنى شخصيا لأنى أنتهج السبيل الماركسى فى ثقافتى وتصرفاتى وأؤمن بالنظرية العلمية الشيوعية ، وكل معارفى وأصدقائى يعرفون منذ زمن بعيد هذه الاتجاهات والثقافة التى أحملها . وأننى أتحمل مسئولية ازاء هؤلاء الأصدقاء والمعارف وبينهم من يحمل اتجاهات معادية لأفكارى . بينهم من حظى بثقافة اسلامية أو مسيحية وبينهم الشخص العادى الذى يسير فى الحياة دون فلسفة أو ثقافة .

    ان انزعاج هؤلاء الاخوان يضع على عاتقى مسئولية أدبية فى توضيح رأيى وفق الثقافة التى أعتنقها ثم أن الدراسة الشيوعية من المدارس الفكرية التى تعيش فى بلادنا منذ فترة طويلة – وهى ككل ثقافة تسعى الى توسيع دائرة مؤيديها ، وقد دارت بينها وبين مؤيدى المدارس الفكرية حرب ما زالت قائمة حتى اليوم . بل هى أشد الآن منها فى أى وقت مضى . أن اهتمامى الكبير بمصير هذه الثقافة التى أعتز بها وأكن لها كل احترام وتجلة ، يلقى على عاتقى مسئولية توضيح موقفها ازاء الحوادث الأخيرة .

    لكى أوضح الموقف وغوامضه أستميح القارىء عذرا اذا بسطت له جزءا من تجربتى المتواضعة : كيف أصبحت شيوعيا .

    تجاربى :

    فى نهاية الحرب العالمية ، عندما دب الوعى الوطنى فى أرجاء بلادنا ، انتظمت كغيرى من الطلبة المتحمسين فى غمار هذه الحركة يحدونى أمل ، هو المساهمة فى تخليص بلادى من نير الاستعمار . تحدونى حالة الفقر والبؤس التى كان ومازال يحس يها المواطنون المتطلعون الى غد مشرق ، ملىء بالعزة والكرامة . وقد علقت الآمال حينذاك على زعماء حزب الأشقاء ، فى تحقيق تلك الأهداف التى آمنت بها . وهكذا وبمثل تلك الآمال العريضة ودعت وفد السودان (لمفاوضات الاستقلال) فى مارس 1946.

    ولكن هذه الآمال العراض والأمانى الحلوة بدأت تتضاءل أمام ناظرى . فى القاهرة ، وبعيدا عن أعين السودانيين . دب التراخى فى بعض هؤلاء الزعماء ، واستسلموا لراحة الشخصية . وفى غمار هذا الواقع الجديد تناسى الزعماء ما قطعوه على أنفسهم من أن "قضيتنا لا يحلها الا الذين ودعونا فى الخرطوم ، واستقبلونا فى القاهرة ." ... تساءلت ضمن عدد من الشباب عن سر هذه التحولات التى طرأت على مواقف الزعماء ولا يدرى الشعب كنهها .

    نظرة سياسية :

    وبمجهودى المتواضع ، وحسب قدرتى الفكرية اتضح لى أن هؤلاء الزعماء لا يحملون بين ضلوعهم نظرية سياسية لمحاربة الاستعمار . وأنهم ما أن دخلوا غمار السياسة فى مجتمع متقدم ومعقد كمصر ، حتى صرعتهم النظريات المتضاربة فأصبحوا يتقلبون كما تشاء مصالحهم . عرفت أن الاستعمار له نظريته السياسية التى يحارب بها الشعوب الضعيفة . وأن هذه النظرية نشأت فى مجرى تطور الرأسمالية الأوربية فى القرن الخامس عشر . واذا كان لشعبنا المغلوب على أمره أن يتحرر فلا بد أن يسير على هدى نظرية توحد صفوفه ، وتصرع الاستعمار. على هدى نظرية تسلط الضوء على كل زعيم أو متزعم ولا تترك له فرصة لجنى ثمار جهاد الشعب وتضحيته . على هدى نظرية سياسية تخلص الشعب من الجهل والخمول الذهنى الذى يحوله الى قطع من الشطرنج يحركها الزعماء أنا شاءوا.

    لقد هدانى هذا الجهد الى النظرية الماركسية ، تلك النظرية السياسية التى نشأت خلال تطور العلم ، والتى تقوم على أساس اعتبار السياسة والنضال من أجل الأهداف السياسية علما يخضع للتحليل . ولأول مرة عرفت أن الاستعمار ليس شيئا أبديا وانما هو تطور اقتصادى للرأسمالية الأوربية ، وأنه كبقية الأنظمة خاضع للتطور أى أن سينتهى ويحل محله نظام جديد ...

    تناسق الماركسية :

    وكشخص وضعته ظروف الحياة ، لا كزارع أو صاحب أملاك – بل كمتعلم نال بعض التعليم المدرسى ، كان لابد لى كغيرى أن اقوم بجهد للأنال قدرا من الثقافة ينفعنى فى تطوير فكرى وتوسيعه . لم أكن أهدف الى أى ثقافة ولكن الى الى الثقافة التى تعطى تفكيرا غير مضطرب أو متناقض مع الظواهر الطبيعية والاجتماعية . ان الكثيرين يقرون بأن الثقافة الغربية نقصها التناسق وهى مضطربة لا استقرار لها . وليس أدل على ذلك من الفلسفة الوجودية التى تمخضت عن هذه الثقافة .

    ان النظرية الماركسية تمتاز بالتناسق . ولأول مرة تضع قيما عالمية للأدب والتاريخ والفن والفلسفة مما كنا نعتقد أيام الدراسة أنها بطبيعة الحال لا يمكن أن تكون لها قيم أو تشملها قواعد والا فقدت طبيعتها . اننى كفرد يحاول تثقيف نفسه وجدت النظرية الماركسية خير ثقافة وأنقى فكرة .

    ان تجربتى البسيطة توضح أننى لم أتخذ الثقافة الماركسية لآننى كنت باحثا فى الأديان . ولكن لأننى كنت ومازلت أتمنى لبلادى التحرر من النفوذ الأجنبى – أتمنى وأسعى لاستقلال بلادى وانهاء الظروف التى حطت علينا منذ عام 1898 – أتمنى وأسعى لاسعاد مواطنى حتى تصبح الحياة فى السودان جديرة بأن تحيا . ولأننى أسعى لثقافة نقية غير مضطربة تمتع العقل وتقدم البشرية الى الأمام فى مدارج الحضارة والمدنية .

    الشيوعية والاسلام :

    هل صحيح أن الفكرة السياسية الشيوعية تدعو لاسقاط الدين الاسلامى؟ كلا ، ان هذا مجرد كذب سخيف . ان فكرتى التى أؤمن بها تدعو الى توحيد صفوف السودانيين المسلمين منهم والمسيحيين والوثنيين واللادينيين ضد عدو واحد هو الاستعمار الأجنبى بهدف واحدهو استقلال السودان وقيام حكم يسعد الشعب ويحقق أمانيه . وان القوى التى تقف حائلا دون اسعاد وحرية السودانى المسلم أوالمسيحى.. لا يمكن أن تكون الاسلام لأننا لم نسمع أو نقرأ فى التاريخ أن الجيش الذى غزا بلادنا عام 1898 هو القرآن أو السنة . ولم نسمع فى يوم من الأيام أن المؤسسات الاحتكارية البريطانية التى تفقر شعبنا جاءت على أساس الدين الاسلامى أو المسيحى . ان الفكر الشيوعى ليس أمامه من عدو حقيقى سوى الاستعمار الأجنبى ومن يلفون فى فلكه . اذن أين هذا الهدف من محاربة الاسلام ؟

    ان الفكرة الشيوعية تدعو فى نهايتها الى الاشتراكية حيث يمحى استقلال الانسان لاخيه الانسان . أين هذا الهدف من محاربة الدين الاسلامى ؟

    ان الفكرة الشيوعية تدعو الى اخضاع العلم والمعرفة لحاجيات البشرية من بحوث علمية ,ادبية وتشذيب الانسان وتحريره من الخوف من المستقبل الذى يدفع الانسان الى الحاجة والى درك لا يليق بالبشرية من سرقة ودعارة واحتيال وكذب . أين هذا الهدف من الدين الاسلامى ؟

    بقى أن أقول للدوائر التى أصدرت هذا المنشور أن الرجل الشريف يصرع الفكرة السياسية بالفكرة السياسية ويعارض فكرة معينة بالحجة والمنطق . ان محاولة تزييف أفكار أعدائكم أو من تعتقدون أنهم أعداؤكم ، بهذه الطريقة الصغيرة لا تليق ، فوق أنها عيب فاضح . أما أساليب الدس فهى من شيم الصغار...

    الحوار المتمدن - العدد: 1384 - 2005 / 11 / 20
                  

07-25-2006, 11:12 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)

    شاهدتهم يحاكمون عبد الخالق محجوب

    مذكرات مخبر صحفي

    ادريس حسن

    الصدفة

    قادتنى الصدفة ، والصدفة وحدها لحضور أخطر محاكمة جرت خلال تلك الأحداث «انقلاب الرائد هاشم العطا» وهى محاكمة الأستاذ عبدالخالق محجوب الأمين العام للحزب الشيوعى السودانى آنذاك. وقد اتصل بى فى صباح ذلك اليوم عن طريق الهاتف بمنزلى الأستاذ فؤاد مطر ، رئيس تحرير مجلة التضامن التى تصدر الآن من لندن . وكان وقتها يعمل رئيسا لقسم الشئون العربية بمجلة "النهار" البيروتية . وقد كنت مراسلا لها فى الخرطوم . وذهبت للأستاذ فؤاد مطر حيث كان ينزل بالفندق الكبير . وقد جاء خصيصا لتغطية الأحداث ذات الأصداء الواسعة فى العالم . وقد صاحب اهتمام العالم بأحداث السودان نقد عنيف فى تعليقات الصحافة والاذاعات العالمية ، بل واحتجاجات من بعض الهيئات العالمية على الاعدامات والطريقة التى تمت بها بالنسبة لقادة الانقلاب وقادة الحزب الشيوعى السودانى ، وعلى رأسهم حتى تلك اللحظة المرحوم الشفيع أحمد الشيخ الذى كان معروفا فى كثيرمن الدوائر العالمية بوصفه أحد قادة الحركة النقابية العالمية.

    وجلست فى أحد أركان الفندق أتحدث مع الأستاذ فؤاد مطر.. وفجأة بدأت فى المكان حركة غير عادية . اذ أخذ رجال الاعلام والصحافة العالمية يحملون معداتهم ويهرولون خارج الفندق ويتجمعون حول عدد من العربات الحكومية .. وعندما استفسرت عن حقيقة الأمر ، قيل إنه سمح للصحفيين الأجانب فقط بحضور محاكمة عبدالخالق محجوب . والتى أعلن أنها ستكون ميدانية اسوة بالمحاكمات الأخرى التى تمت من قبل.. كان أغلب ظنى بعد تحرك العربات بنا ، أن الضباط الذين كانوا يشرفون على عملية ترحيل الصحفيين الأجانب ، اعتقدوا أننى وزميلي المصور«بشير فوكاف»موظفان من موظفى وزارة الاعلام ، والا لما سمحوا لنا بالذهاب خاصة بعد أن تعرضنا بعد انتهاء المحاكمة الى مصادرة أوراقنا والأفلام التى التقطها فوكاف .

    مع عبدالخالق وجها لوجه:

    تحركت بنا العربات من الفندق الكبير متجهة من شارع النيل الى شارع الحرية، فى اتجاه الجنوب على طريق الشجرة ، وكان الطريق حتى منطقة الشجرة محطما تماما بسبب ما أحدثته الدبابات حتى بات كالأرض المح######## لكثرة مالحق به من أخاديد.. وبعد مسافة ثلث ساعة وجدنا أنفسنا أمام مقر قيادة سلاح المدرعات بالشجرة . وبعد التأكد من هوية الضباط المرافقين لنا سمح جنود الحراسة للعربات وبمن فيها بالدخول الى مقر القيادة ، حيث تجرى المحاكمة . كل المحاكمات جرت هنا وكل أحكام الاعدام رميا بالرصاص بالنسبة للعسكريين نفذت هنا ، كما علمنا فيما بعد.

    أدخلونا أحد المكاتب وكان يجلس فيه ضابط برتبة عقيد ، فتلى علينا تعليمات مفادها عدم التحدث الى المتهمين . وكانت تنعقد فى ذلك المكان محاكمات أخرى غير محاكمة عبدالخالق محجوب . وأذكر أننى كنت أول الخارجين من ذلك المكتب ، فإذا بى أفاجأ بالسيد عبدالخالق محجوب وجها لوجه . وعقدت الدهشة لسانى وأضطربت اضطرابا شديدا لم أستطع أن أحييه الا باشارة من يدى رد علىَّ بمثلها . كان بادى الارهاق والتعب حتى خيل لى أنه مريض . وكان يرتدى جلبابا أبيض ولكنه متسخ ' مع حذاء أبيض أكثر اتساخا . وكان واضحا أنه لم يتمكن من حلاقة ذقنه لبضعة أيام . وكانت عيناه محمرتين ، كأنه لم يذق طعم النوم دهرا كاملا . وقطع علىَّ هذا المشهد السريع ، القاسى أحد الضباط الذى اقتاد السيد عبدالخالق ، واختفى به من المكان تماما لمدة تزيد عن الساعة . كنا خلالها ننتظر فى قاعة المحكمة التى تم اعدادها فى احدى ورش سلاح المدرعات .

    بدأ رجال الصحافة والاعلام الأجانب فى تجهيز معداتهم وكاميرات التصوير مختلفة الأنواع وآلات التسجيل. كان المكان أشبه بخلية النحل من شدة الحركة . ثم زاد المكان حركة وضجيجا عندما دخل عبدالخالق محجوب قاعة المحكمة مع حراسه و«صديق المتهم»العميد محمود عبدالرحمن الفكى ، الذى اختير حسب النظم العسكرية التى تقضى بأن يكون للمتهمين الذين يمثلون أمامها أصدقاء لهم يعاونونهم فى الدفاع عن أنفسهم .

    دخل عبد الخالق محجوب المكان وأنطلقت الكاميرات هنا وهناك تصوره . وكان قد القى التحية على الحاضرين عند دخوله القاعة . وتبادل التحايا الخاصة مع أحد الصحفيين الأجانب الذين يعرفونه باسمه . بل أن السيد أريك رولو وهو مراسل "ليموند" الفرنسيه قد شد على يده مصافحا . كان مظهر عبدالخالق قد تغير تماما عما بدا عليه فى المرة الأولى . كان حليق الذقن ، بادى الحيوية والاطمئنان ، وعلى وجهه لمعة واشراق . كان يرتدى جبة افريقية أنيقة للغاية«سمنية اللون»، وينتعل حذاء بنيا لامعا يكاد أن يكون قد تسلمه من المصنع لحظتها . وكان يحمل فى يده اليسرى بعض علب السجائرالبنسون. جلس فى المكان المخصص له فى المحكمة ، على مقعد خشبى أمام طاولة صغيرة وجلس بجانبه صديق المتهم ، ووقف خلفه حراسه المخصصون . وخيم على المكان صمت شديد بعد أن هدأت حركة الآلات . لم يقطعه الا صوت أحد الجنود الذى فتح الباب فى جلبة وضوضاء صائحا بالجملة التقليدية ..محكمة !

    أشبه بفرسان الأساطير:

    انتظمت هيئة المحكمة وكانت برئاسة العميد أحمد محمد الحسن وعضوية عدد من الضباط من بينهم المقدم منير حمد ثم شرع رئيس المحكمة فى توجيه قائمة الاتهامات الموجهة الى عبد الخالق محجوب وهى تتلخص فى شن الحرب على الحكومة واحداث تمرد فى القوات المسلحة وادارة تنظيم محظور والتسبب فى مقتل عدد من ضباط وجنود القوات المسلحة . وقد أجاب عبدالخالق على كل تلك التهم بأنه غير مذنب . بعد ذلك طلب رئيس المحكمة من ممثل الاتهام العقيد عبدالوهاب البكرى أن يتلو مرافعته . وكانت خطبة منبرية قاسية الكلمات . وصف فيها عبدالخالق محجوب بالدكتاتور المتسلط الذى أعمته شهوة الحكم عن كل شىء سواها ، وحمله نتيجة كل ما حدث من مآسى . وكانت الخطبة متأثرة بالجو الذى كان سائدا . بعد ذلك أتيحت الفرصة لعبدالخالق وكان منظره مهيبا مثيرا أشبه بفرسان الأساطير القديمة . بدأ حديثه وصوته هادئا صافيا ، فنفى التهمة الأولى المتعلقة بشن الحرب على الحكومة ، وقال إأنه لايملك أدوات تلك الحرب ، لا هو ولا التنظيم الذى يتولى قيادته . وسرد فى هذا المضمون حديثا طويلا عن طبيعة الفكر الماركسى ، قاطعه خلاله رئيس المحكمة أكثر من مرة بلهجة مصرية صارمة بقوله:«هذا الكلام لايفيدك». ثم تطرق عبدالخالق محجوب للاتهام الذى يليه وهو احداث تمرد فى القوات المسلحة قال عبدالخالق إن حزبه ضد الانقلابات العسكرية وأن موقف الفكر الماركسى من هذا واضح ، وسبيله للتغيير هو الثورة الشعبية .. قال إنه وحزبه كانوا ضد انقلاب 25 مايو قبل حدوثه ، وأنهم تعاملوا معه بعد ذلك كأمر واقع مع تبنى أغلب شعاراتهم.. وعن عدم مشروعية الحزب الشيوعى ، قال ان مايو عندما تولت السلطة حظرت جميع الأحزاب ما عدا الحزب الشيوعى . بل على العكس أنها طلبت التعاون معه واختارت عددا من وزراء فى حكومتها بصفتهم الحزبية . وقال ان مايو كانت فى بدايتها تعمد فى مسارها اليومى على«مانفستو»يعده الحزب الشيوعى . وقال انه عندما حدث الخلاف على بعض المسائل الجوهرية بين مايو والحزب الشيوعى كانت هنالك لقاءات وحوارات بين ممثلى الطرفين. اشترك فيها من جانب الحزب الشيوعى الشهيد الشفيع أحمد الشيخ ومحمد ابراهيم نقد ومن جانب مايو الرئدان أبوالقاسم محمد ابراهيم ومامون عوض أبوزيد عضوا مجلس الثورة . وقال إن السيد بابكر عوض الله نائب رئيس مجلس الثورة كان يحضر بعض هذه الاجتماعات.. وأضاف متسائلا كيف يمكن أن يكون الحزب الشيوعى محظورا والسلطة على أعلى مستوياتها تتعامل معه . وطلب شهادة أعضاء مجلس الثورة الذين ذكر أسماءهم . ولكن رئيس المحكمة رفض طلبه .

    أما في ما يتعلق بمقتل بعض الضباط والجنود فإن الأمر يبدو متعلقا آنذاك فى بيت الضيافة ، وقال إن ذلك الحدث معروف ومعلوم ولا دخل لنا فيه . وقال إن كل مافى الأمر أنها تهمة يريدون الصاقها بنا للقضاء علينا . وقال إن كل مايعلمه عن انقلاب 19 يوليو هو أن الشفيع أحمد الشيخ كان قد أخبره بعد هروبه من معتقله أن بعض الاخوان«يقصد الضباط الشيوعيين - ادريس»نقلوا للشفيع بأنهم يدبرون لاحداث انقلاب ، وقال إنه لم يعلم من هم أولئك العسكريون و لا متى سيتم الانقلاب . بل إنه لم يعر الأمر برمته اهتماما لأن الجو كان مشحونا بالشائعات والتوتر. ولأن نظام مايو كان قد دخل فى خصومات كثيرة مع قوى سياسية متعددة . وقال إنه لم يعلم بالانقلاب الا بعد حدوثه . وأنهم تعاملوا معه بعد ذلك ليجنبوا البلاد المشاكل . ونفى أن يكون للحزب الشيوعى كادر عسكرى داخل القوات المسلحة . وقال إن هاشم العطا وبابكر النور وفاروق حمدالله ليسوا أعضاء فى الحزب الشيوعى«ذكر عبدالخالق حسب روايات أخرى من داخل قاعة المحكمة أن هاشم وبابكر أعضاء فى الحزب الشيوعى وأن فاروق ليس عضوا ولكنه متعاطف معهم - المحرر».

    تأجيل وكتمان وسرية :

    وبعد هذا الحديث أعلن رئيس المحكمة تأجيل الجلسة بعض الوقت وكانت قد استغرقت أكثر من أربع ساعات . وقد أخطر الصحفيين الأجانب أن المحكمة قد انتهت بالنسبة لهم . وأن الجلسة التالية ستكون سرية وكان فى تقديرى أن الغرض من احضارهم لمحاكمة عبدالخالق بالذات يعود الى أهمية شخصية عبدالخالق نفسه والى أهمية الحزب الشيوعى السودانى بحسبانه أكبر حزب شيوعى فى المنطقة . هذا بالاضافة الى ما صدر من تعليقات فى وسائل الاعلام العالمية حول المحاكمات وتنفيذ أحكام الاعدام ووصفهم للنظام بالهمجية . لهذا أراد القائمون على أمر النظام أن يظهروا ما هو جارٍ وكأنه أمر عادى فيه قانون ومحاكم وعدالة.

    بدأت الجلسة السرية للمحاكمة فى الساعة الثانية والنصف بعد الظهر . وكانت عبارة عن اعادة استجواب من المحكمة لعبدالخالق محجوب ومناقشة أقواله ، فمثلا قال رئيس المحكمة الذى كان يتحدث مع عبدالخالق، أما الآخرون من أعضاء المحكمة كان يبدو عليهم وكأن الأمر لا يعنيهم . قال رئيس المحكمة يا عبدالخالق انت اذا لم تدبر الانقلاب كيف هربت من المعتقل وبهذه الكيفية وبمثل هذا التوقيت المطابق تماما لتوقيت الانقلاب . وأردف قائلا: ام الذى يستطيع الهروب بتلك الطريقة من معتقل داخل القوات المسلحة يستطيع أن ينظم انقلابا . رد عبدالخالق ، لقد خشيت على حياتى من الموت لأنه وأثناء وجودى فى المعتقل سمعت معلومات منها أنهم يدبرون لاغتيالى بعد اذاعة نبأ عن هروبى من المعتقل . قال رئيس المحكمة : فسر لنا يا عبدالخالق لماذا تم الانقلاب بعد هروبك مباشرة . أليس الذين دبروا هروبك من المعتقل هم نفسهم الذين قاموا بالانقلاب؟

    وقال عبد الخالق إننى وكما ذكرت أن ليس للحزب الشيوعى أى كوادر داخل الجيش ، وأن الأمر كله لا يعدو أن يكون صدفة خاصة وأن أى شىء كان متوقع الحدوث قال رئيس المحكمة ، فيم اختلفتم مع الثورة؟

    رد عبد الخالق قائلا: حول السياسات التى كانت تمارسها . قال رئيس المحكمة : مثلا . قال عبدالخالق ضربة الجزيرة أبا والقرارت الاقتصادية الخاصة بالمصادرة والتأميم . قال رئيس المحكمة: أليس موضوع سيطرة الدولة على وسائل الانتاج وقيام مجتمع اشتراكى من الشعارات التى ينادى بها حزبنكم وتدعو لها النظرية الماركسية؟ والا لازم تنفذوها انتو بس . قال عبدالخالق نعم اننا ندعو لتحقيق تلك الشعارات ولكن ليس بالكيفية التى تمت بها تلك القرارات والتى تجاهلت كافة ظروف البلاد . بل إن القرارات نفسها جاءت مرتجلة وغير مدروسة وسابقة لأوانها . وقال إننا كنا قد أوضحنا موقفنا فى سلسلة من المقالات فى جريدة«أخبار الاسبوع»وأخذ عبدالخالق يفيض فى الحديث موضحا أخطاء قرارات التأمين وما صاحب تنفيذها من أقاويل واشاعات حول الفساد الذى حدث فى بعض المؤسسات . وقاطعه رئيس المحكمة قائلا بلهجته المصرية الصارمة:«خلص..خلص»وللحق فقد كانت هذه هى المرة الوحيدة التى رأيت فيها المرحوم عبدالخالق محجوب متأثرا عندما قال لرئيس المحكمة ياسيدى الرئيس أرجو أن يتسع صدر المحكمة بالنسبة لى لبضع ساعات فقط .

    وقد لاحظت أن الدهشة علت على وجوه الحاضرين بعد سماعهم لكلمات عبدالخالق محجوب . التى كانت أشارة واضحة الى أنه كان يعلم سلفا بأنهم قد قرروا اعدامه . لقد كان الأمر أكبر من الدهشة وأعمق من الخوف . لقد كانت لحظة صراع رهيبة بين شخصين أحدهما يريد أن يضيف لعمره حتى ولو بضعة دقائق معدودة لعل معجزة قد تحدث . والآخر يريد أن أن يخلص نفسه بسرعة من مهمة ثقيلة حتى ولو كانت حياة انسان .

    تجاهل واستعجال :

    وقد لاحظت أن رئيس المحكمة تجاهل الحديث عن ضربة الجزيرة أبا على الرغم من أن عبدالخالق كان قد ذكرها ضمن أسباب الخلاف مع مايو .

    وفجأة سأل رئيس المحكمة عبد الخالق : هل لدى حزبكم أسلحة ؟ وكان رد عبدالخالق أكثر من مفاجأة : نعم . وقد أرسلها لنا الرئيس جمال عبدالناصر عام 1967 عندما تعرض الحزب لهجمة شرسة من جانب القوى الرجعية أدت الى طرد نوابه من الجمعية التأسيسية بسبب ما سمى بندوة معهد المعلمين العالى«شوقى محمد على».

    وبعد.. فان ذلك كل ما أذكره عما دار فى المحاكمة التى كانت أشبه بالمسرحية الدرامية التى تنهمر فيها الدموع . وان كان لابد أن أعلق فلا بد أن أذكر موقف عبدالخالق كانسان فقد كان شجاعا بكل ما تحمل الكلمة من معانى . وثابتا كل الثبات . كان يتحدث فى أحرج الأوقات وكأنه يتحدث فى ندوة سياسية . بالرغم من أنه كان يعلم مصيره المعد سلفا . لا ريب أن عبدالخالق كان أكثر ثباتا من الذين حاكموه فقد لاحظت أثناء المحاكمة أن القلق والاضطراب يتملكان رئيس المحكمة وأعضاءها . بل إن بعضهم كان ينظرالى ساعة يده بين الفينة والفينة وكأنه يتأهب لموعد أهم .

    وفى حوالى الساعة الخامسة مساء أعلن رئيس المحكمة نهاية المحاكمة . وقال إن المحكمة سترفع قرارها الى القائد العام الذى كان مرابطا هناك بصورة دائمة ، حيث اتخذ مقره فى مكتب قائد سلاح المدرعات العميد أحمد عبدالحليم .

    طلبت من المقدم عبدالمنعم حسن الذى كان يعمل بفرع القضاء العسكرى أن أنتظر معه حتى يتم التصديق على الحكم . وطال انتظارى حتى بلغت الساعة منتصف الليل . وكان المقدم عبدالمنعم كثير الخروج من مكتبه . وفى احدى المرات عاد وطلب منى أن أذهب معه الى حيث مقر جعفر نميرى لأرى ماذا يفعل . كان المقدم عبد المنعم متأثرا تأثرا شديدا بما يحدث مما دفعه الى كتابة عريضة ينتقد فيها ما تم من اجراءات . وقد فصل من الخدمة بسبب تلك العريضة .

    ذهبت الى مقر الرئيس نميرى ووقفت بالقرب من النافذة لأرى عجبا ، النميرى ينهال ضربا على أحد الضباط ويسبه بالفاظ بذيئة وهو فى حالة من الهياج . أخرج الضابط وأحضروا آخر وتكرر نفس المشهد معه . ولم تتوقف هذه العملية الا عندما همس أحد الضباط فى أذن نميرى الذى رفع سماعة التلفون وكانت محادثة من القاهرة . عرفت هذا من ردود نميرى على محدثه . وانتهت المحادثة التى لم تستغرق وقتا طويلا . وعلمت بمزيد من التفاصيل مادار عندما دخل على نميرى العميد أحمد عبدالحليم . وقد بدا نميري بعدها سعيدا جدا بمضمون المحادثة ، بل منفجرا من الضحك ، وقال إن السادات أخبره بأن الجماعة الروس طلبوا منه أن يتوسط لدي لكى نبقى على حياة عبدالخالق محجوب، ولكن السادات حثه بأن يسرع ويخلص عليه . وقد وصف نميرى السادات بأنه داهية وخطير.

    وفى الثانية صباحا حضر الى مقر المدرعات المرحوم موسى المبارك والتقى بالنميرى لبعض الوقت وعند خروجه كان بادى التأثر وأخبرنى أن حكم الاعدام قد نفذ فى عبد الخالق محجوب .


    نشر عام 1987 بصحيفة الايام.

                  

07-26-2006, 05:44 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)

    حروف ومقاصل 19 - 22 يوليو - 28 يوليو 1971م - السودان - أمدرمان - الخرطوم

    عبدالخالق محجوب
    الشفيع أحمد الشيخ
    جوزيف قرنق
    بابكر النور سوار الدهب
    فاروق عثمان حمدالله
    هاشم العطا
    عبدالمنعم محمد أحمد
    محمدأحمد الزين
    محمد أحمد الريح السنهوري
    عثمان أبوشيبة
    معاوية عبدالحي

    أسماء في الذاكرة

    (عدل بواسطة Mohamed Abdelgaleel on 07-29-2006, 00:53 AM)
    (عدل بواسطة Mohamed Abdelgaleel on 07-29-2006, 00:54 AM)

                  

07-26-2006, 11:03 AM

عصام علي أحمد
<aعصام علي أحمد
تاريخ التسجيل: 07-16-2006
مجموع المشاركات: 2419

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)

    لشهداء 19 يوليو التجلة
    لاتصالح ولو منحوك الذهب
    أترى حين أفقأ عينيك
    وأضع مكانهما جوهرتين
    أترى ،،،، هى أشياء لا تشترى
                  

07-26-2006, 01:16 PM

الواثق تاج السر عبدالله
<aالواثق تاج السر عبدالله
تاريخ التسجيل: 04-15-2004
مجموع المشاركات: 2122

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)










    المجد والخلود لشهدائنا

    ولشهداء 19 يوليو1971
                  

07-26-2006, 01:37 PM

الواثق تاج السر عبدالله
<aالواثق تاج السر عبدالله
تاريخ التسجيل: 04-15-2004
مجموع المشاركات: 2122

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)

    Quote: كان مظهر عبدالخالق قد تغير تماما عما بدا عليه فى المرة الأولى . كان حليق الذقن ، بادى الحيوية والاطمئنان ، وعلى وجهه لمعة واشراق



    Quote: بعد ذلك أتيحت الفرصة لعبدالخالق وكان منظره مهيبا مثيرا أشبه بفرسان الأساطير القديمة . بدأ حديثه وصوته هادئا صافيا


    Quote: وان كان لابد أن أعلق فلا بد أن أذكر موقف عبدالخالق كانسان فقد كان شجاعا بكل ما تحمل الكلمة من معانى . وثابتا كل الثبات . كان يتحدث فى أحرج الأوقات وكأنه يتحدث فى ندوة سياسية . بالرغم من أنه كان يعلم مصيره المعد سلفا . لا ريب أن عبدالخالق كان أكثر ثباتا من الذين حاكموه فقد لاحظت أثناء المحاكمة أن القلق والاضطراب يتملكان رئيس المحكمة وأعضاءها . بل إن بعضهم كان ينظرالى ساعة يده بين الفينة والفينة وكأنه يتأهب لموعد أهم .



    يارزاز الدم حبابك

    من دمانا الارض شربت

    موية عذبه ..... لونا احمر



    يا شهيد الشعب ....... اهلا

    يا فارس الشعب ....... اهلا

                  

07-26-2006, 06:08 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)


    قصائد من السودان

    1- مقتل شاعر

    كان فى الخرطوم يمشى ساهما قرب النهر
    يكتب الشعر الحزين
    لملايين الجياع
    اطلقوا النار على جبهتة قرب النهر
    نام بين العشب , كالطفل براءه
    دفتر الاشعار ضاع
    وعلى جبهتة شع القمر

    وقناديل مضاءه

    2 - لقاء !!

    كان يوميا يلاقيها, وكانت
    تتلطى بالنخيل
    عن عيون الرقباء
    ومساء الامس مرت
    -اه- لاقتة على الدرب قتيل

    3- مصرع جندى

    كان ثائر
    من سنين
    يتغنى ببطولات العروبة
    ويحب الاخرين
    كان رمز الاممية
    فى الكتيبة
    عرفوه
    قرروا , لازم يموت
    قصفوا منزلة بالمدفعية
    لحمة ظل على الحيطان عالق
    ويداه طارتا فوق البيوت
    فهم حكم "يسارى"

    4 - مصرع انسان

    كان فى مكتبة الحزب ينام
    يقرء الاشعار , يبكى
    وهو يحصيها ضحايا العم سام"
    كان يرمى شاطئ النهر بنظرات غضوبة
    لانتكاسات العروبة
    اه - لكن امس جاءوا فى الظلام
    نسفوا مكتبة الحزب
    فاضحى مزقا من الركام
    نسفوة باسم "تحرير العروبة

    يتبع

    نايف سليم

    (شاعر المقاومة الفلسطينية)

    حروف ومقاصل

                  

07-26-2006, 08:00 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)

    Quote: المجد و الخلود
    لشهداء 19 يوليو
    الذين شيدوا لنا طريق البطوله و الصدق و التضحيات بما هو غالى و نفيس
    من اجل الشعب السودانى و الطالع ماشى الورديه
    &&&&&&&&&&&&&&&&&&& &&&&&&&
    ماشفت ود الزين
    قالولو ناس كم
    ورينا ناسك وين
    ورين شان تسلم
    ما وقف بين بين
    لى موتو اتقدم
    و العودو خاتى الشق
    مابيقول وحاتك طق




    شكرا جزيلا وعميقا
    اخى العزيز الصديق
    محمد احمد ابراهيم


                  

07-26-2006, 08:27 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)

                  

07-26-2006, 08:54 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى -حروف ومقاصل -19 يوليو 1971م (Re: عمر ادريس محمد)

    فى علايل "اب روف"!

    فصل من كتاب توثيقى تحت الطبع بعنوان: "عنف البادية .. وقائع اللحظات الأخيرة فى حياة السكرتير العام للحزب الشيوعى السودانى".




    د. حسن الجزولي


    ظل عبد الخالق يتتبع الأزقة المظلمة الخالية، ويتجنب الأماكن المضيئة والمطروقة، حتى عبر، بسلام، حى القماير وحى الكبجاب الكائنين فى الجزء الشمالى الشرقى من أمدرمان القديمة، ومن هناك دلف إلى حى أب روف من جهته الشمالية الغربية. كان حظر التجول قد أًعلن، وكان عبد الخالق يسمع، فى ذلك الوقت المتأخر من الليل، أثناء سيره وسط الأزقة الضيقة، أجهزة الراديو والتلفزيون تردد من داخل البيوت المتقاربة نداءات جهاز الأمن ووزارة الداخلية للمواطنين بمساعدتها فى القبض على قادة الحزب الشيوعى، وتهديد كل من يأوى أحداً منهم!

    فى العتمة طرق منزل أحد معارفه من الشيوعيين. فتح الرجل الباب، ورحب بعبد الخالق، والأسى ملء عيونه، ووقف يتحدث إليه فى تلك العتمة همساً. شرح له بلباقة أنه، وبحكم موقعه الجماهيرى فى العمل السياسى خلال الأيام الثلاثة الماضية، أضحى (مكشوفاً) لرجال الأمن الذين يتوقع وصولهم، بين كل لحظة وأخرى، لاعتقاله وربما لتفتيش المنزل أيضاً، ولذلك فليس من الحكمة أن يورط عبد الخالق بإيوائه أو حتى بالاقتراب منه فى مثل ذلك الظرف. تفهم عبد الخالق الموقف وشكره ومضى فى طريقه.

    فى غضون ذلك كانت أرتال الدبابات والمصفحات العسكرية تجوب شوارع العاصمة وتنشر الرعب فى النفوس. وكان جنود السلطة العائدة يجوسون بين الأزقة، ويداهمون المنازل، مدججين بالبنادق الرشاشة، وكل أنواع الأسلحة الخفيفة، بحثاً عن المطلوبين. وقد نشط كل من جهاز الأمن القومى حينها واقسام وزارة الداخليه فى تعقب الشيوعيين ومن شايعهم، وامتدت الملاحقات إلى كل أنحاء العاصمة والاقاليم، حتى بلغ عدد المعتقلين، خلال بضعة أيام، آلاف المواطنين والمواطنات من 83 مدينة وقرية.

    *** حى أب روف يقع فى الجزء الشرقى من مدينة أمدرمان، على الشاطئ الغربى لنهر النيل. يحده من الشمال حى الكبجاب وحى القماير، وتتداخل معه من الغرب عدة أحياء كالهجرة وسوق الشجرة والخنادقة وود أرو، أما من ناحية الجنوب فيتداخل مع حى بيت المال تداخلاً شديداً. ويعد حى أب روف من أعرق أحياء المدينة، فقد تأسس فى أعقاب انتصار الثورة المهدية، ومع بدايات نشوء أمدرمان نفسها، متخذاً اسمه من اسم الأمير أب روف، أحد قادة الثورة المهدية. ومن أقدم وأشهر الشخصيات التى سكنته رابحه الكنانية التى عاشت حتى منتصف الخمسينات، وكانت قد اكتشفت، على أيام الثورة المهدية خلال الربع الأخير من القرن 19، تدبير الادارة الاستعمارية التركية لمباغتة جيش المهدى فى قدير، فتسللت فى نفس الليلة مشياً على الأقدام لمدة 12 ساعة كى تبلغ المهدى بأمر الهجوم العسكرى الوشيك، وبهذا أنقذت الثوار من ابادة محققة 138.

    ويُعد حى أب روف، ضمن جملة أحياء أخرى بأمدرمان القديمة، رصيداً تقليدياً للحزب الشيوعى بما لديه فيها من وجود مميز، وهى الأحياء التى شكلت خارطة (الدائرة 22 أمدرمان الجنوبية)، حيث فاز عبد الخالق، عام 1968م، على منافسه أحمد زين العابدين مرشح الحزب الوطنى الاتحادى، فقد أحرز عبدالخالق 7665 صوتاً بينما نال الآخير 7122 صوتاً. وكانت تلك الدائرة تضم، بالاضافة إلى أب روف، الأحياء التى تقع على طول الشريط الحدودى الموازى لنهر النيل والذى يضم أحياء بيت المال والملازمين والموردة حتى مدينة الفتيحاب، وإلى ذلك أحياء بانت والعباسية وحى الضباط وأب عنجة وغيرها. وقد نافح أعضاء الحزب وأصدقاؤه فى تلك الأحياء، ومن بينها أب روف وبيت المال، عن دار الحزب الكائنة داخل بيت المال، متصدين، ببسالة نادرة وتضحية جمة، للهجوم الذى شنته عام 1965م، على الدار وعلى الشيوعيين بالسلاح الأبيض، القوى والجماعات المعادية للحزب، آنذاك، بقيادة الأخوان المسلمين وحزب الأمة، والتى سعت لحل الحزب، وحظر نشاطه، وطرد نوابه من الجمعية التأسيسية، وذلك فى أعقاب حادثة معهد المعلمين العالى الشهيرة التى تعرض فيها أحد الطلاب فى ندوة سياسية لبيت النبوة، فسارعت تلك القوى والجماعات تنسبه فى لهوجة مفضوحة للحزب الشيوعى.


    كان حسين أحمد عثمان الكد، وشقيقه التوأم حسن، من أبكار خريجى كلية غردون التذكارية، ومن المثقفين اليساريين، بمعايير ثلاثينات القرن الماضى، الذين أسسوا جمعية أب روف للقراءة، وتأثروا بفكر الفابيين FABIANS فى بريطانيا. وكان حسين حتى وفاته فى منتصف ستينات القرن الماضى صديقاً لعدد من الماركسيين، من بينهم قريبه وسكرتير الحزب الشيوعى السودانى عبد الخالق محجوب، والصحفى وعضو لجنة الحزب المركزية محجوب عثمان، وآخرون.

    ومنذ ما بعد ظهيرة يوم 22 يوليو كانت أسرة حسين الكد بحى أب روف، على مقربة من شاطئ النيل، تواجه ظرفاً عصيباً. فقد ادلهمت الخطوب عليها دفعة واحدة، حيث كان ابنها الضابط خالد حسين الكد قد أعيد إلى الخدمة بالقوات المسلحة السودانية بقرار من القيادة الجديدة عقب نجاح انقلاب 19 يوليو مباشرة، وبذلك تم إلغاء قرار تسريحه السابق، الأمر الذى كان مصدر سعادة للأسرة. لكن ها هى الأنباء ترد إليها، وإن كانت غير مؤكدة، بأن خالد قد قتل أثناء المعارك الشرسة التى ظلت دائرة منذ عصر ذلك اليوم، 22 يوليو. فهناك من يقول إنه قتل بكبرى شمبات! وآخرون يؤكدون إصابته قرب إحدى محطات الوقود!

    من جهة أخرى تضاربت الأخبار أيضاً حول مصير ابن الأسرة الآخر والشقيق الأصغر لعبد الخالق، الرائد محمد محجوب عثمان، والذى تم تعيينه عضواً بمجلس قيادة الثورة فى انقلاب 19 يوليو أثناء وجوده خارج البلاد. وكان من المفترض أن يطير من برلين الشرقية إلى لندن، ليكون برفقة بابكر النور وفاروق حمد الله فى طريق العودة إلى الخرطوم على متن نفس طائرة الخطوط البريطانية التى اختطفتها سلطات القذافى وأجبرتها على الهبوط بمطار بنغازى ليعتقلا هناك تمهيداً لتسليمهما للنميرى عقب عودته لينكل بهما! وسوف يتضح فى ما بعد أن محمد محجوب لم يتمكن، لأسباب فنية، من اللحاق بتلك السفرية المشئومة!

    أما من الجهة الثالثة فها هو عبد الخالق أيضاً تهدر الدبابات والشاحنات فى أثره، ويضج المذياع والتلفزيون بنداءات جلاديه إلى المواطنين ليساعدوهم فى القبض عليه!


    فى تلك الساعة المتأخرة من الليل كان الأديب المعروف طه الكد، الشقيق الأكبر لخالد، يجلس مهموماً مغموماً على كرسى بفناء منزل الأسرة، يحاول متابعة الأخبار من راديو ترانزيستور، وذهنه مشغول بأفكار مبعثره ولا يكاد يقوى على التركيز، وإلى جانبه يستلقى خاله محمد التجانى على سريره، ومسبحته تكر بين أصابعه، بينما شفتاه تنثران الأدعية، وعيناه معلقتان بالسماء البعيدة.

    وفى الجزء الداخلى من البيت كانت الهموم تجثم على صدور جميع أفراد الأسرة بعد أن رأوا، أول المساء، وجه النميرى يطل من شاشة التلفزيون، بعينين تقدحان شرراً، وحنجرة ترغى وتزبد كالثور الهائج، وتتوعد الانقلابيين والشيوعيين، وتطالب بالقبض عليهم "واحداً واحداً"، لافظاً بطريقة غريبة إسم ابن الأسرة "خالد الكد و .. something"، على حد تعبيره!

    كانت زخات الرصاص وانفجارات الدانات ما تزال، أنذاك، تاتى متقطعةً يحمل صداها نيل أمدرمان، الصامت الحزين هو الآخر، طوال مساء وليل ذلك اليوم. كان الظلام دامساً، وحركة الشارع قد خبت تماماً مع حظر التجوال والوقت المتأخر من الليل.

    وكان لحوش آل حسين الكد، على عادة بيوت أمدرمان العتيقه فى إشهار كرم الضيافة، باب مفتوح فى كل الأوقات، ولا يغلق إلا فى الهزيع الأخير. وعبر هذا الباب الغارق فى العتمة انتبه طه فجأة إلى حركة آتية، فى تلك الساعة، من جهة الشارع الغارق، هو الآخر، فى العتمة، فوضع جانباً جهاز الترانزيستور الذى كان ما يزال يكرر، بشكل رتيب، نداءات وزارة الداخليه وجهاز الأمن للمساعدة فى القبض على عبد الخالق ومجموعته، ونهض ليستجلى مصدر تلك الحركة قرب الباب المفتوح، فلاحظ طيف شخص يدلف إلى داخل الفناء. ظل طه واقفاً يحاول بصعوبة أن يتبين ملامح ذلك القادم كلما اقترب رويداً رويداً من الهالة الشاحبة التى ينثرها، بالكاد، ضوء المصباح الخافت فى الفيراندا العتيقة على جزء من الفناء. ولما اقترب القادم أكثر رأى طه فيه رجلاً يرتدى جلباباً أبيض ويضع عمامة تخفى جزءاً كبيراً من رأسه ووجهه ويتلفع بملفحة سمنية وينتعل حذاءً أبيض!

    كان محمد التجانى، خال طه، مازال مستلقياً على السرير ممسكاً بمسبحته، غير منتبه للقادم حتى بعد أن ألقى بالتحية عليهما. وعندما لم يعد يفصل بين طه وبين القادم سوى خطوة أو خطوتين ظهرت بوضوح ملامح عبد الخالق لطه الذى ألجمته المفاجأة لبرهة بددها فوراً بأن اندفع نحو ابن خاله معانقاً له فى صمت، وجسده يهتز من شدة الانفعال لفترة طالت، حتى انتبه محمد التجانى فنهض هو الآخر يعانق عبد الخالق بتأثر شديد، ثم ما لبث ثلاثتهم ان دلفوا من فورهم، عبر الفيراندا، إلى داخل الديوان.


    لم يكن طه الكد فى الواقع منتمياً للحزب أو حتى مناصراً لأيدولوجيته، بل يمكن القول بأنه كان مناوئاً للماركسية، انطلاقا من قناعاته الفكرية، ونشأته المحافظة، ورؤيته الخاصة للثقافة العربية الاسلامية، اٍضافة الى أنه لم يكن لديه فى الأصل أى ميل إلى السياسة ومعتركاتها، بل كان منصرفاً عنها بكلياته إلى الأدب العربى الكلاسيكى، وبخاصة الشعر العربى بأغراضه وعروضه وأوزانه وقوافيه القديمة التى ظل شغوفاً بها، منافحاً عنها، ومعتزاً بذلك. ومع هذا فقد كانت له، فى المستوى الانسانى، علاقاته الحميمة بكثير من الشعراء والأدباء الشيوعيين، كما كانت تربطه بابن خاله عبد الخالق وشائج من المودة والاحترام. وربما يعود ذلك إلى قدرات عبد الخالق الفذة، وإحاطة موسوعيته بالثقافة العربية الاسلامية منذ بواكير صباه، من جهة، وما عرف عنه من شجاعة وبسالة وصمود، من الجهة الأخرى، وإعجاب طه واحتفائه، أصلاً، بمثل هذه الملكات والخصائص الشخصية، من الجهة الثالثة، علاوة على صلة الرحم التى يعتز بها طه أيما اعتزاز، من الجهة الرابعة، بغض النظر عن الاختلاف فى الرأى والفوارق فى الأفكار.

    وثمة عامل إضافى لا يقل أهمية بالنسبة لطه، فقد كان عبد الخالق على علاقة حميمة ووثيقة بحسين أفندى الكد أوان حياته. ولا غرو، فقد كان والد طه، كما سبق أن أشرنا، من كبار المثقفين فى زمانه، وأحد أبرز مؤسسى (مدرسة أب روف) اليسارية، بمعايير ثلاثينات القرن الماضى، والتى انتمى إليها أيضاً توأمه حسن الكد وحماد توفيق وابراهيم يوسف سليمان ومكاوى سليمان أكرت وغيرهم. وكان عبد الخالق ".. كثيراً ما يقضى أوقاتاً طويلة مع والد طه كلما زار حوش أبناء عمته بابى روف، حتى أنه خلال فترات اختفائه فى سنوات سابقة، كان يحرص على زيارة حسين أفندى الكد، حيث يقضى معه فترة طويلة ثم يغادر عند منتصف الليل) 139.

    وإذن فقد كان لدى طه ألف سبب فى محبته لعبد الخالق!

    ـ "لو كنت أعرف مكاناً آخر فى هذا الظرف لما اضطررت للحضور إليكم وأنا أعلم وضعكم حالياً"! قال عبد الخالق لطه.
    فرد طه بصوت مزيج من الانفعال والحزم:
    ـ "ثق يا عبد الخالق .. والله لن أتخلى عنك أبداً حتى لو قطعونى اٍرباً اٍرباً"! 140
    ثم أضاف قائلاً له:
    ـ "هذا بيتك ياعبد الخالق .. الله الله!! ولكن يجب أن نبحث عن سلامتك" .141

    يتبع

    المصدر

    http://www.sudaneseonline.com/forum/viewtopic.php?t=16&si...9d18789f2ac089f12499
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de