خالد الطيب / عصام أحمد .. وكل الشرفــاء

Quote: العوض ..تعال نشوف كلام العلم زي شغل المعمل بتاعنا في الجامعة.. خذ الفرضية التالية: الإبن علاء يعاني من مشاعر الدونية والشعور بالقهر والنقص ويسعي لتغطية كل ذلك بالتركيز علي المظهر الخارجي. إثبات لهذه الفرضية: تلاحظ منذ فترة إهتمام الإبن علاء بتغيير الأفاتور عدد من المرات وبإستمرار, إن الإهتمام الشديد بالمظهر علي الدوام -حسب علماء النفس- يدلل علي سطحية وضحالة وفراغ من الداخل لمن يمارسه, وكما نعلم أن المظهر لا يعكس حقيقة الجوهر والثقافة السودانية الشعبية تعرف ذلك جيدا منذ زمن بعيييد, فنجد اهلنا يقولون: (تشوف القبة تقول تحتها فكي!) كدلالة علي فراغ المضمون والمحتوي رغم البهرجة الظاهرة!! في راي علم النفس وتوصياته : إن لم نقف وبصورة جادة أمام حالات الإهتمام الزائد بالمظهر ومراقبتها فإنها سوف تتطور , وربما تصل إلي حد الوسواس القهري وليس فقط مع مثل حالة إبننا علاء -لأن مثل هذه الحالات يصيب الذكور والإناث بنسب متقاربة- لذا يجب العمل علي مساعدة الضحايا من الجنسين قبل وقوع الفاس في الراس!! (الدكتور حسان المالح استشاري الطب النفسي ) نتقدم قليلا : في مشروع التحليل نلاحظ مسلك آخر للإبن علاء -بالإضافة إلي ماذكر أعلاه- وهو عملية التعديل والتلاعب والنضافات التي يقوم بها بصورة شاذة -مستخدما تقنيات الفوتوشوب والبرامج المتاحة- وقد توصل علم النفس لهذه الحقيقة مبكرا جدا , وله راي واضح وهوأن المريض بهذا الشعور بالدونية والنقص ربما يلجأ أحيانا إلي وسائل طبية أو أخري غير طبية لتكملة وتعديل المظهر. وكما أسلفنا , يهدف الإبن علاء بدون وعي منه -من خلال التعديلات التي يقوم بها- إلي تحقيق الشروط الجمالية حسب تصورات الثقافة العربية المتسلطة في السودان والتي تمارس القهر والتعالي علي الآخرين غير المنتمين بيولوجياإلي مضمارها -وإن كانوا منتمين لها ثقافيا-!!. هذا المسلك كما أسلفنا يمثل حالة من حالات التماهي وقبول تسلط القاهر , وهي طريقة دفاعية يستخدمها الضحية للخروج من دائرة معاناته النفسية وتحقيق شروط القبول الإجتماعي المطلوبة.(راجع التخلف الإجتماعي ..سيكلوجيا الإنسان المقهور..د.مصطفي حجازي). ندلف إلي مسلك آخر مهم متمثل في التعابير اللفظية أو المكتوبة التي يطلقها الشخص -وهي من أكثر أشكال التعبير النفسي مصداقية-فالإبن علاء -في لحظات صفاء نفسي- وفي معرض رده علي إنتقادي له بتعديل الصور رد منشرحا بدعوتي أن أعدل صوري كما أشاء , حتي ولو أجعلها مثل هاني شاكر!! وهنا يتضح بصورة جلية العامل النفسي لتاثير الثقافة العربية التي صدَرت لذهنه أن هاني شاكر هو النموذج الجمالي الأمثل !مالذي يجعل تمبس أو اي سوداني آخر لا ينحاز إلي معايير جمالية من وحي وإلهام ثقافته؟؟؟ ولماذا يتبني معايير الآخرين رغم تحقيرها له هو وبقية أهله؟!! إنها حالة التماهي في القهر وقبوله (راجع المرجع السابق). كل ما يفعله إبننا علاء بالنظر إليه مع مجمل مشكلات مجتمعنا السوداني من تفشي للإضطهاد والعنصرية المعلنة والمخفية , وكذلك النظرة الشوفونية للناس -والتي تقسم الناس حسب الملامح والالوان حتي هذه اللحظة - يوصلنا إلي مجمل الصورة التي نحاول تشريحها مع النموذج المرفق(علاء الدين). نعود ونقول أن الدراسات النفسية المبنية علي الملاحظات السلوكية للأفراد تندرج تحت ما يعرف بعلم النفس السلوكي,وهي من الأهمية بمكان في عدة محاور أهمها حماية الموارد البشرية والإنسانية للحضارات القوية. ولابد أن نعود لأهمية الخيط.