عــــــــــــدنا

Quote: *عقب توقيع اتفاقية السلام بين الحكومة السودانية وحركة مني اركو مناوي في أبوجا تعهد كثيرون بالزام الفصائل الرافضة للاتفاقية بالتوقيع في غضون ثلاثة أشهر وبعدها فإن المتاع على مسؤولية صاحبه. *وتطوع الاتحاد الإفريقي بتحذير لخليل إبراهيم وعبدالواحد محمد نور باعتبارهما القائدين المهددين للسلام يومها - في مايو الماضي - وتبرعت الولايات المتحدة الأمريكية عبر مندوبها روبرت زوليك بأقوال من الشاكلة ذاتها فضلاً عن بريطانيا ناهيك عن الأمم المتحدة لحد بلوغ حماسة ممثليها بالخرطوم القول إن اتفاقية أبوجا لن تعدل من (شولة) فصارت مثلاً إلى حين! *ويبدو أن كل تلك الأقوال كانت (كلام بنات عدن بنات)، إذ لم يتبعها فعل وسرعان ما برز تحت رايات الرفض لأبوجا رجل كالدكتور شريف حرير والدكتور أحمد إبراهيم دريج والمهندس أبوبكر حامد وثلاثتهم يمتلكون من المرجعيات والعلاقات الدولية ما يجعلهم لا يقدمون على أي فعل كتبني حركة الخلاص الوطني دون استشارة ومراجعة وربما أخذ (تصريح) من بعض الجهات. *علاقات حرير الاسكندنافية ومكانة دريج في ألمانيا ووشائج أبوبكر حامد مع بعض دول الجوار العربي والإفريقي تمنعهم من تخريب سلام دارفور إن صدقت نوايا تلك العواصم أصلاً في حل المشكل ولأنها ليست كذلك وجدت (الخلاص) دعماً فتحت له بعض مخازن الجيوش وأعين المخابرات، ومهابط الطائرات لتبرز المفارقة حين تدعي بعض الأنظمة والمنظمات أنها مع الاتفاقية بنوداً وطرائق الانفاذ ثم تدعم من وراء ظهر الجمهور والشهود الخارجين على الاتفاقية ذاتها، والمطالبين بدمها من القبائل. *أكثر من ذلك أن بعض الجمعيات والمنظمات الأوربية وعوضاً عن تأهيل عضوية لحركات والأجنحة الموقعة على الاتفاقية في مشروعات التأهيل السياسي والمدني، ورفع القدرات فإن تلك الجمعيات فتحت دورها ومنحت (الفيزا) للداعمين للحركات المتمردة على السلام وبلد أوروبي يرتب سمناراته وقطر عربي يدعو لورشة وثالث أمريكي يطالب بقوائم الحضور لتأهيل حملة السلاح الجدد. *إذن وفيما أرى فإن اتفاق (أبوجا) لن تقتله الحكومة ولا تضجرات محجوب حسين ورفاقه بقدر ما أن أكبر مهدد يواجهه تردد المجتمع الدولي ودول الوساطات وتلكؤهم في حسم خياراتهم بتحديد موازين المفاضلة بين (اركو) ورفاقه الواقفين خارج الأسوار، متطلعين لما يجري من أسمرا أو صحراء العطرون. *ومما سبق يكون على شريكي (أبوجا) مد خطوط التعاون وفتح جسور التواصل بتحاشي الجدال وحدة التنافر، وعلى السيد مني اركو مناوي تحديداً وحركته القيام بعملية (وزن) ومراجعة كاملة لمواقفهم ومواقعهم والنظر لما وراء خط الأفق في مناطق مثل كتم، كبكابية، الطينة واختبار أرض الملعب هناك وتأجيل (ماتشات) القصر الجمهوري إلى حين آخر.