الحزب الشيوعي يقاطع مبادرة اهل السودان

Quote: كلمة الميدان 14 أكتوبر 2008 المبادرة الحقيقية لأهل السودان ء»مبادرة أهل السودان لحل أزمة دارفور» لن تستحق الاسم إلا إذا كانت مفتوحة لمشاركتهم جميعا دون استثناء في صياغتها، وإلا إذا كانت كل خطوة تؤدى إليها معلومة ومكشوفة لهم بشفافية تامة.محتوى الحل لا ينفصل عن طبيعة القوى التي تصوغه وتناضل في سبيل تحقيقه، وحل الأزمة في دارفور يتطلب مشاركة قومية واسعة وافقاً مفتوحاً.ء نقول هذا بمناسبة ما تروجه أخبار عن ملتقى جامع للقوى السياسية يعقد بقاعة الصداقة مساء الخميس السادس عشر أكتوبر برئاسة المشير البشير لمناقشة ” مبادرة أهل السودان“ على أن ينتقل الملتقى لضاحية كنانة في وقت لاحق لمواصلة أعماله هناك.ء ونسأل: من هي الجهة التي حددت موعد الاجتماع ومقره ووجهت الدعوة للمشاركين فيه؟ وحددت جدول الأعمال ورئاسة الجلسات ؟ ولماذا الانتقال إلى كنانة ؟ إن جهة واحدة تمتلك القدرة على ذلك، وهى قيادة حزب المؤتمر الوطني وحكومة الوحدة الوطنية، التي تريد أن تهيمن على سيناريو اللحظات القادمة في مسار الأزمة الوطنية اعتقاداً منها بان ذلك سيكون في صالحها.ء لكننا جميعا نعلم إن قيادة حزب المؤتمر الوطني هي التي تولت تعقيد الأوضاع في دارفور وتطويرها إلى أزمة طاحنة تهدد الوطن كله، وأنها – رغما عنها وبسبب تركيبتها الاجتماعية والفكرية والسياسية – لا تملك نهجاً أخر يقود إلى حل أخر مؤسس على العدل والاستقرار والوحدة والتنمية. ومن ثم فإن مبادرة تفرضها هذه القيادة، مهما منحتها من أسماء وصفات لن تكون غير النهج الذي قاد إلى الأزمة، ولن تكون إلا مواصلة لها.ء إن مقومات الحل يمكن أن ينقذ الوطن معلومة ومجمع عليها، وتتمثل أساساً في نبذ الحرب وإقرار الإقليم الواحد لدارفور مع تمثيل عادل على مستوى المركز ورئاسة الجمهورية، وتعويض المتضررين تعويضاً عادلاً فردياً وجماعياً، وإعادة النازحين إلى قراهم ومزارعهم الأصلية، وإنشاء صندوق قومي لإعادة تعمير الإقليم، مع نزع السلاح وحصره في يد أجهزة الدولة وإعادة تنظيم القوات النظامية بمساعدة الأمم المتحدة ومعالجة وضع القبائل الوافدة من البلدان اﻟﻤﺠاورة بما يحفظ حقوق أهل دارفور، وأخيراً وليس أخيراً معاقبة كل من ارتكبوا جرائم تجاه المواطنين.