هل سيصبح الجنوب هونج كونج افريقيا

الجنوب عانى ودفع الكثير عبر عقود من الحرب التى اتت على
الكثير من مقدارته البشرية الا انه مازال غنى بامكاناته الكامنة
واخيرا استطاعت الحركة الشعبية من جر انف الجبهة فى التراب وارغامها
على قبول سلام الترهييب.
ومهما يكن رائى الكثيرين فى السلام الا انه يمثل مرحلة جديدة فى مسيرة
السودان وحتما سيكون لصالح الجنوب وستكون الحياة هنالك مختلفة عن
ايام الحرب .
لاشك عندى بان الجنوب ما بعد السلام سيتحول الى منطقة خضراء وستكون الاموال
مكدسة خاصة ان بعض المصارف الغربية تخطط لفتح فروع لها وايضا ستتحرك عجلة
العمران والبناء والمشاريع طويلة الامد وكذلك المشاريع الصناعية والزراعية
وخاصة تربية الماشية .ولكن نقص الثقافة المصرفية قد يكون له الاثر للتعامل
مع المصارف الا فى حدود ضيقة من المثقفين وربما توفر المال يشجع اهل الشمال
من النزوح جنوبا لاستغلال تلك الكتل النقدية وخاصة ان سمح بتداول الدولار
بحرية وايضا السلام سيشجع الكثير من ابناء الجنوب خاصة الذين فى اوربا
بالذهاب للمشاركة فى بناءه ولكن حتما ستظهر مشكلة لان العائدين سيرون
انفسهم ارفا علما ومكانة من السكان المحليين وقد ينشاء نوع من التفرقة
والطبقية الا ان هكذا اشياء يمكن القضاء عليها برفع الحالة الاقتصادية
للسكان المحليين وحتما ذلك سيستقرق بعض الوقت.
وفى تقديرى من التحديات الكبرى التى ستعيق العملية التنموية فى الجنوب
هى الالغام الارضية لان حرب دامت اكثر من اربعين عاما وبتلك الحدة وتعدد
الحركات بالاضافة للجيوش الحكومية حتما ستخلف من الالغام مالا يمكن حصرها
او معرفة خارطتها ولا شك نزع الالغام سيكلف الحكومة الجنوبية الكثير من
المال وستحصد من الارواح ايضا.
وايضا لن يترك الجنوب للجنوبيين بل الخطر الثانى هو الصراع الاستخباراتى
لان بعد الدول تريد الجنوب متوحدا مع الشمال وبعدها تريده منفصلا عنه وفترة
الستة سنوات ستكون صعبة جدا وقد توجج صراعات جنوبية جنوبية.
واخيرا اقول هل سيصبح الجنوب هونج كونج افريقيا؟

ومهما نقول ان السلام انتصار للجنوب ولكل محب للسلام