خرجت من بطن أمي عذيرا .. وأدخلت بطن البقرة الذبيح عذيرا .. وقفت
على أعتاب الدنيا عزيرا في مطلع الطفولة .. وجلست على أعتاب الشباب
عذيرا .. ومعذورا ...
نعم عذير .. وعذرا حواء الأخرى ..
أقسمت أن أعمد خطايا الذكورة المفتعلة بماء الروح .. وأسكبه على جبين
حواء .. من زمن قابيل وحتى " بريتني سبيرز " ...
عفواً حواء .. القمر مثلك لم تفتض بكارته بعد .. هل ثدي القمر ما زال
مغروسا في فمك ؟
جف ضرع القمر .. وصرتي حواء تستجدين الحليب من ذكر الشمس العاق ..
ويحك حواء أما علمت أنه عربيد متهتك .. عفواً حواء .. حبك كان استجداء
المطر في زمن الجفاف .. !
عفواً حواء .. حبك كان خصماً من فجر فرحك القادم ..
عفواً حواء .. حبك كان استحلاب اللحظة في فم الزمان الصدئ ..
عفواً حواء .. حبك هو جواز سفرك عبر الموانئ والمدن الضبابية، كلمة
السر لفتح مغارة الروح، ودهاليز الجسد الفسيح .. وأنت مصفدة بضفائرك ..
ويحهم قتلوا البراءة فيك وأنت طفلة الروح ..!
عفواً حواء .. نعم عذير .. ولدت عذيراً .. وعشت عذيراً .. وتعلمت عذيراَ ..
وقرأت فنجانك عذيراَ .. واقتحمت مدنك المحرمة عذيراً ... وهويتك عذيراً ..
وفارقتك عذيراً .. ، ولم أزل شاخصا ببصري صوب السحب تجاه " فتاة المطر
العذراء " .. أنا مثلك لم أفتض بعد ..
نعم عذير .. وعذراً حواء الأخرى.