خسرت الرهان يا سيد بونا ملوال

خسرت الرهان يا سيد بونا ملوال

الكوك دوت اكيج / ليبيا

أندهشنا كثيراً بمقال بونا ملوال بعنوان (( سلام السودان ... عناصر الاستمرارية وعوامل الإخفاق )) . بأن الإدارة الخاضعة للجيش الشعبي لتحرير السودان لا يشمل كل هؤلاء الذين لا يشعرون بالأمن تحت قيادة جون قرنق . مما دفعني إلى مسائلته ليزيدنا علماً عن هؤلاء المضطهدين من قبل د. جون قرنق . وظل الجدل بيني وبين المندهشين مثلي حول من هم هؤلاء الخائفين على حياتهم .

وقبل أن يتحول الموضوع بيننا إلى جدل بيزنطي ، فوجئنا بمقال ثاني ... وفي تصوري لا يحتاج فيها أي قارئ لبذل أدنى جهد لفهم حقيقة السيد بونا ملوال ، ومن خلال العنوان ( السلام يحتاج إلى شريك " سلام " من الطرفين وليس متآمراً سرمدياً مثل جون قرنق) .

وهنا انجلى فيها كل ما يهدف إليه وزال الغموض عن نفسه . فالرجل استثمر رأسماله السياسي برمتها في رهن حدوث انشقاق واقتتال بين السودانيين الجنوبيين كما وصفهم .

وبفارق الصبر انتظر البيان من رئاسة كير ميارديت في ياي (( على حسب تسميته))ليحمل أسماء جديدة أخرى في وسائل الإعلام كما ساد بمجموعات تسمى مجموعة ناصر وتوريت . وبعد أن اختفت هذه الأسماء ليحل محلهما مجموعة ياي ورمبيك ليقوم بسد الفارق طبقاً لسياسة فرق تسد .

وبذلك الأمنية اللعينة ، قسم قوات الحركة الشعبية إلى رئاسة ميارديت في ياي وكتائب جون قرنق في رمبيك . فجاء اجتماع رمبيك مخيبة لأماله مما أدى إلى عدم وفاء كاتبنا بوعوده لأصحاب المشروع الحضاري ، ووجد نفسه في وضع لا يحسد عليه ، بل في المأساة التي عممها على الجنوبيين بقوله ( إن مأساة جنوب السودان تحت قيادة جون قرنق ظلت دون حل ) .

ولا يمكنني أن ألصق التهم جزافاً للسيد بونا ملوال بأنه لا يفهم أدبيات ومقدرة قيادات الحركة الشعبية في حل الإشكاليات التي سماها بـ ( الخصومات الداخلية في الجيش الشعبي والمشاكل التي تواجه الجنوب ) .

وفي تصريحات ... وتلفيقات ... والإتهامات والشتائم بهذه الصورة الغير لائقة والتي تصدر من شخص موضع احترام الكثيرين ، ما هو إلا نتيجة لخسارته السياسية في المشروع الحضاري التي لم يستثمر منه شيئاً . كقول السفهاء في رهاناتهم المحفوفة بالمخاطر بأن ( الستين وقع في الطين )عند خسارتهم .

أما أستاذنا ومن شدة نظرته الضيقة والمحصورة في الجنوب فقط ، تناسى من أن يذكر ثلاثة عشر عاماً من التكتم الإعلامي الرهيب التي عاشتها جبال النوبة تحت بطش أصحاب المشروع الحضاري ، وكأنها بمثابة أحدثاً جرت في قارة أخرى بالنسبة له . ناهيك عن مأساة دارفور وأهلها هم يطرق إليها في مقاله ولو هامشياً إذا غيبنا الشرق ومناطق أخرى .

كما ألفت نظر القراء الكرام وخاصة الجنوبيين ، أن يدققوا النظر في العبارات التي ساقها في السطور الأخيرة من مقاله والتي ذكر فيها ( إذا فشل الجيش الشعبي في توحيد الجنوب ، فإنه إذاً لا يستطيع في نفس الوقت منع الجنوبيين الذين فشل في توحيدهم من الاتصال مع الحكومة ، بل للعمل السياسي مع حكومة السودان أو مع الشمال بأسره حقيقة لا مناص منها في الحياة السياسية ) .

فليعلم السيد ملوال ، الذي وضع نفسه أباً روحياً على الجنوبيين علم اليقين بأن الجنوبيين لا يتعاونون مع أي شخص ما خوفاً من أحداث المشاكل أو التحاقه بخصومهم في الشمال ، وإنما من منطلق وطنية الشخص نفسه .

وهو يدرك هذا جيداً . وإذا تعمد بإثارة الكلمات لتهديد الحركة الشعبية أو تخويف الجنوبيين فهو بمثابة الصيد في المياه العكرة .

وبات من المؤكد أن هناك تجاراً يربحون بمعاناة الجنوبيين ولم يبادرون بكشف عورتهم مسبقاً .

وعلى كل حال الشكر لبونا ملوال لصراحته التي كشفت فيها خطواته التمهيدية لعمله السياسي في المستقبل القريب .

العزيز
لم أكن يوما من المدافعين عن اراء لأستاذ بونا ملوال لكن اشهد له كان دومايري الصراع من هذا البعد الخاطئ.
لقد أصبح يثير في دواخلي الإمتعاض و الدهشة تحول الخطاب الإعلامي للحركة الذي يتحدث عن الأزمة بإعتبرها صراعا جنوبيا شماليا ..لك الود

الاخ العزيز / مجدي اسحق

سلامات

اخي مجدي اسحق ان واقع الحركة الشعبية اليوم و من خلال ما حدث و ما يحدث في نيفاشا واقع لا يعجب الا الذين لهم مصلحة في طرح الازمة السودانية بثنائية , شمال-جنوب, مسلمين-مسيحيين, فالامر الان يا مجدي واقع الحركة و ليس خطابها الاعلامي فقط, بمعني اخر القضية دخلت العظم.

اما حديثك عن بونا ملوال, فالرجل واضح و الواضح ما فاضح.