|
نقاط إلتقاء إهداف وإستراتيجية فصائل التجمع 2-3
|
إن الإستراتيجية العامة لفصائل التجمع تتلخص في تفكيك دولة الحزب الواحد لصالح دولة الوطن، بمعنى؛ تحويل الدولة من تركيبتها الشمولية الحالية الآن إلى دولة ديمقراطية تعددية تتيح مشاركة واسعة في السلطة السياسية، وإشاعة للحريات. لكن هذه الإستراتيجية وضح عدم إمكانية تحقيقها في الوقت الراهن نتيجة لتوازن الضعف المتبادل الذي أشرنا إليه من قبل. والإقرار بهذا الفشل والضغوط الدولية فرضت المفاوضات الجارية في نيفاشا وأبوجا والقاهرة. وبالرغم من ذلك تظل إستراتيجية التفكيك هي الغالبة في الفكر المعارض والذي ينظر للمفاوضات على أنها مجرد مسعى للتدرج في التفكيك وتحقيقه عبر مراحل، وانه من الممكن العمل تفكيك منظومة الدولة الشمولية خلال فترة الإنتقال. لكن النجاح في هذا المسعى يظل رهين للعديد من العوامل الهامة والواجب بلورتها في حزمة من السياسات والإجراءات، ليس فقط حول تقسيم السلطة والثروة، وإنما حول كافة أداوت الهيمنة، من سياسات تعليمية، أمنية، اقتصادية وإجتماعية، تجعل من الممكن تفكيك النظام إن لم يكن خلال الفترة الإنتقالية فعبر الإنتخابات لاحقاً. إذاً؛ القوى المعارضة مطالبة فوراً بإبتداع السياسات التي تحقق لها هذا الهدف.
التكتيكات المطلوبة لإنجاح التفاوض: نسبة لتركبية التجمع ذاته كمظلة فضفاضة وعريضة لقوى ذات رؤى ومفاهيم متعددة، فإنه مطالب بقدر أكبر من التنسيق بين تنظيماته المختلفة والتركيز على القواسم المشتركة وإحتواء محاور التناقض. الهدف الإستراتيجي للتجمع وهو مواجه بالمفاوضات، يستدعي الحفاظ على وحدته وفعاليته كجهاز سياسي لمنازلة النظام، عبر طاولة التفاوض وخلال فترة الإنتقال وما بعدها. عليه، نرى أن تكتيكاته المتوقعة تنقسم لمراحل عديدة تتوافق مع المهام الواجب إنجازها خلال كل مرحلة، والتخلص من سياسات ردود الفعل وصولاً للإستراتيجية المشتركة لكافة فصائل التجمع وإنجاز عملية التحول الديمقراطي وتفكيك النظام.
المرحلة الأولى: هي مرحلة هامة ومفصلية، تتمثل في إزالة التناقض الذي قد ينشأ من وجود مسارات متعددة لحل الأزمة السودانية(نيفاشا، القاهرة، أبوجا)، وهذا يتطلب تسوية الوضع داخل التجمع للإتفاق على منهجية وموقف تفاوضي واضح، بحيث يفضي في نهاية المطاف لتوحيد المسارات لقفل الطريق على حكومة الجبهة من الإستفادة من تعدد المنابر والتناقضات بين المسارات المختلفة باشراك الأمين العام للتجمع وممثل لحركة تحرير السودان في أي مفاوضات قادمة بين الحكومة والتجمع، بإعتبارهما كانا يعكسا رؤى التجمع في منبريهما. إعادة هيكلة التجمع على مستوياته القيادية والقاعدية، لتحويله من تركيبة الظروف الإستثنائية التي نشأ من أجلها، وتحويله إلى جهاز سياسي مؤسسي فاعل لمواجهة متطلبات التفاوض والتعبئة الجماهيرية الضرورية للعمل السياسي والتنظيمي. التحضير لمناقشة قضايا التفاوض، بتكوين لجان متخصصة لوضع تصورات عملية في مختلف المجالات(لجنة الدستور، الإنتخابات، إعادة تقيسم الدوائرة الإنتخابية، الخدمة العامة، إعادة المفصولين، والتصورات البديلة للأجهزة الأمنية والجيش، ومليشيات النظام). إعادة النظر في إدارة التجمع لعمله السياسي(الإعلام، العمل التنظيمي، التنسيق في عمل منظمات المجتمع المدني، الإنتخابات الإقليمية والتنسيق مع القوى المتعاطفة مع التجمع) وكيفية تمويل ذلك وتشبيكه.
المرحلة الثانية: تتمثل هذه المرحلة في التنسيق ما بين التجمع والحركة وحركة تحرير السودان وكافة قوى الإحتجاج أثناء فترة الإنتقال. تتطلب هذه المرحلة: التنسيق حول مسألة المشاركة في الحكومة العريضة، خاصة فيما يتعلق بتحديد بالكوادر المستوعبة في الخدمة المدنية، الأجهزة الأمنية والجيش ودور هذه الكوادر في تطبيق إستراتيجية التجمع العامة. تطوير عمل منظمات التجمع المختلفة داخل السودان وترتيب مصادر المعلومات والتمويل. التنسيق مع القوى الحليفة أقليمياً ودولياً.
المرحلة الأخيرة: التحضير لدخول الإنتخابات بعد فترة الإنتقال و يتوقف نجاحها على ما سبقها يتواصل الموضوع هشام
|
|
|
|
|
|