النخبة السودانية تتقزم امام النخبة البحرينية بل وامام اغلب شعوب العالم للأسف

تقول النخب السودانية واصفين انفسهم بالافضل دائما من كل سكان الكرة الارضية في عجرفة مضرة وغير موضوعية .. فيقولون نحن اشعر الناس واكثر البشر اطلاعا ونحن اسسنا الاتحاد الافريقي لكرة القدم وبنينا الخليخ ودرسنا شعوبه وكان علينا ان نقول ايضا انصافا للحقيقة والتاريخ ونحن في النهاية تذيلناهم جميعافي الكرة والعلم والعمران والتنمية(وامام اعيننا) تم كل شئ
قد لا يقبل الكثيرون من بني وطني هذا القول الناقد الحاد ..اعلم ذلك
ولكن رضينا ام ابينا انها الحقيقة التي علينا الوقوف عندها كي نكتشف الاستاتيكية في وصفنا للتاريخ فالزمن لا يتوقف عند نقطة واحدة وان الاخلاق والسلوك (والوعي الاجتماعي اجمالا) تحكمه عوامل كثيرة تعيش معنا يوميا في تفاصيلنا الحياتية ولكن نحبس انفسنا في المتخيل القديم وندير ظهورنا للمستقبل مدبسين النظر الي ماضي لن يعود ولم نجتر كل ايجابياته
تعالوا نتامل هذه الحادثة المثيرة للاهتمام


بالصدفة وبينما كنت اتابع البرامج الفضائية عبر التلفاز توقف الريموت كنترول على قناة البحرين الفضائية
فاستوقفني الموضوع حيث كانت جلسة برلمان ...
في جلسة للبرلمان البحريني في الاسبوع المنصرم كان النقاش يدور حول ورقة تقدم بها وزير التربية والتعليم تحمل اقتراحا حول اضافة مادتين جديدتين للمنهج الدراسي البحريني في جميع مراحل التعليم العام..
ما هي هاتين المادتين؟
مادة تسمى المواطنة !!
ومادة تسمى الديمقراطية وحقوق الانسان!!

اقترح بعض النواب ضم المادتين في مادة واحدة تسمي (المواطنة والديمقراطية وحقوق الانسان) على ان تهدف هذه المادة الي تعليم النشأ والجيل الجديد ماهي واجبات المواطنة ومعرفة حقوقهم الديمقراطية بالضرورة من خلال تعليمهم عن النظم السياسية الحاكمة في العالم وبالتالي وضع نظام بلدهم في خانة .. واخرين يقولون ضرورة تدريس القيم التي يتضمنها ميثاق المنظمة الدولية لحقوق الانسان و بعض بنود مواثيق حقوق الانسان ....
وللعجب كان يوجد داخل شرفة البرلمان مجموعة من التلاميذ .. اكرر التلاميذ جيئ بهم لكي يسمعوا ماذا يقول قادتهم السياسيين بحقهم وقضاياهم واحلامهم وكيف يديرون شئون بلادهم ..
وفي هذا درسا هاما جدا (وفي حديث احد المناقشين من النواب لو اسعفنى الفهم بشكل جيد) وهو يؤكد ان عرف حضور الطلاب والتلاميذ لجلسات البرلمان احبح راسخا وثابتا كحصة الرياضة البدنية.. اذا اصبح هذا البرلمان ياتى من وقت لآخر بمجموعة من طلاب او تلاميذ المدارس لحضور هكذا جلسات!!!!!!!

اما نحن معشر السودانيون .. يتنافس مدراء المدارس ووكلاء الجامعات فى حل الاتحادات الطلابية ومصادرات نشاطها السياسي والثقافي وفصل اعضاء لجانها التنفيذية ومجالسها بحجة ان السياسة ليس من شأن الطلاب .. ثم نتخرج وننظم انفسنا داخل نقاباتنا المهنية وايضا هي الاخرى غير مرض عنها وتجد دائما نصيبها من الحل ويعتقل اعضاءها بحجة انها تمارس نشاطا سياسيا او تستخدم لأغراض سياسية ..
ولا نعرف متى ندرك انه من حق السوداني ان يتعلم النظام السياسي الذي يفترض ان يحكمه ويحدد علاقته مع الاخرين والدولة والثروة والسلطة ويعرف حقوقه فيها وواجباته حتى يقرر المرء منذ البدء ان اراد ان يكون جزء من هذا الوطن او يبحث عن وطن بديل .. ولكننا كثيرا ما نكابر ونقول بمتخيل الماضي ونتوهم بان الشعب السوداني معلم الشعوب؟؟؟؟؟؟!!!! مغمضين اعيننا عن الثورة الفرنسية وسقوط سجن الباستيل
ان كان في يوم من الايام ان الشعب السوداني كذلك فالعصر انتج معلمين جدد .. ان نضال شعب جنوب افريقيا في التحرر الوطني وتجاوزه للماضي البغيض بالتوجه مباشرة نحو المستقبل وتناسى الضغائن وردود الافعال و ايضا الشعب الفلسطيني والاوكراني وماذا عن شعوب امريكا اللاتينية وتحديها للعولمة في فنزويلا والارجنتين والبرازيل والكاريبي
ان اعترفنا بنقاط ضعفنا، لعالجنا نواقصنا وشخصنا اين يكمن الخلل ولطرحنا الحل
ان كثير من ابناء الشعب السوداني في الثلاثون سنة الماضية نجد ان العشرة او العشرون الاوائل من الشهادة السودانية من طبيعة التنافس العادل يدل على ان هؤلاء الاوائل بالتاكيد لديهم قدرات عقلية وذهنية وذكاء فطري ممتاز أي بمقدورهم ذهنيا ان يفهموا كثير من المسائل المعقدة لو تم تدريبهم عليهاتدريبا يعدهم لعصر يصبح فيه الخبير عصب التنمية والتقدم لو انني دربنا هؤلاء من خلال برنامج علمي خاص يراعي تفوقهم علميا لكنا انتهينا الان بمجموعة من العلماء والخبراء يقدمون لنا الحلول والاستشارات والنصائح والايدولوجيا بما يجعل منا فعلا شعبا معلم ولكن للاسف انا اعرف ثالث الشهادة السودانية من دفعتى الذي ينبغي ان يكون الان خبيرا وعالما سودانيا ولكن للاسف انه الان يعمل موظفا عاديا بمهنة مهندس موقع في الخليج .. وكثيرين بالتأكيد بذات الوضع اصبحوا من عداد العامة وربما دون العامة احيانا.
السودان الجديد ينبغي ان يراعي تعديل وتطوير مناهجنا التعليمية ووتبديل معاول وادوات ومناهج تدريبنا فبالعلم وحده ينتصر الانسان على الطبيعة ويروض عسرها الي حنين ..

محمد حلا

بالفطرة كان جدود غالبيتنا حكماء
حكماء في تربيتنا وبالحكمة السودانية ان نحترم كبيرنا .. وان في قيمنا واخلاقنا ما يعطس وعينا الاجتماعي لتنوعاتنا ولكن لم تتحول هذه الحكمة بالفطرة الي الحكمة بالفكرة اي تحويل الانتاج الثقافي الايجابي الهائل الذي قدمه جدودونا وبالفطرة ان نحوله ونضمنه كقيم كان واجب علينا ترسيخها وتعميقها بالحفاظ عليها كي تعيد انتاج نفسها بالفكرة سلوكا راسخا نقرا في كتب المطالعة والاشعار التي نحفظها في كتب المحفوظات
اي ان بناء مناهج التعليم افتقرت للترويض العلمي لفطرة الشعب السوداني السوية التي ترفض الرشوة واهانة الرجال (اولاد القبائل) واكرام الغريب والضيف وكثير من قيم الشجاعة والمروءة
يظهر ذلك في غريب السلوك الذي يستوقفنا حال وصولنا الي السودان وتفشي قيم رخيصة وسيئة جعلت جيلين غير مرتبطين ببعضهما رغم وجودهما شركين ظرفيا في نفس الزمان والمكان ونعبر عن هذا في برامج التلفزيون حيث يتباكى الناس على القديم (الحكمة بالفطرة) الذي لم يعكس نفسة بالفكرة في سلوك الجيل الجديد من الاخلاق والاخلاقيات والتي نوصفها برفض عاطفي بانها لا تشبهنا.. انها لا تشبه ماضينا الفطري ولكن انها سودانية رضينا ام ابينا

محمد حلا

up

موضوع قيم يرفع للقراءة والاطلاع والنقاش عن ماهية عيوبنا كسودانيين.

سيف الدين محمد جبريل

up

up

نعم , نعم ,,, نحن في الحضيض ,,,في كل شئ ,,,هي الحقيقة المرة التي لا ينكرها إلا جاهل او مكابر