سلوى السعيد ??????????????????????

سلوى السعيد ??????????????????????


11-26-2004, 10:45 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1101462342&rn=25


Post: #1
Title: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: محمد اشرف
Date: 11-26-2004, 10:45 AM
Parent: #0

محمود درويش



حالة حصار

هنا، عند مُنْحَدَرات التلال، أمام الغروب وفُوَّهَة الوقت،
قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِ،
نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ،
وما يفعل العاطلون عن العمل:
نُرَبِّي الأملْ.

بلادٌ علي أُهْبَةِ الفجر. صرنا أَقلَّ ذكاءً،
لأَنَّا نُحَمْلِقُ في ساعة النصر:
لا لَيْلَ في ليلنا المتلألئ بالمدفعيَّة.
أَعداؤنا يسهرون وأَعداؤنا يُشْعِلون لنا النورَ
في حلكة الأَقبية.

هنا، بعد أَشعار أَيّوبَ لم ننتظر أَحداً...

سيمتدُّ هذا الحصارُ إلي أن نعلِّم أَعداءنا
نماذجَ من شِعْرنا الجاهليّ.

أَلسماءُ رصاصيّةٌ في الضُحى
بُرْتقاليَّةٌ في الليالي. وأَمَّا القلوبُ
فظلَّتْ حياديَّةً مثلَ ورد السياجْ.

هنا، لا أَنا
هنا، يتذكَّرُ آدَمُ صَلْصَالَهُ...

يقولُ على حافَّة الموت:
لم يَبْقَ بي مَوْطِئٌ للخسارةِ:
حُرٌّ أَنا قرب حريتي. وغدي في يدي.
سوف أَدخُلُ عمَّا قليلٍ حياتي،
وأولَدُ حُرّاً بلا أَبَوَيْن،
وأختارُ لاسمي حروفاً من اللازوردْ...

في الحصار، تكونُ الحياةُ هِيَ الوقتُ
بين تذكُّرِ أَوَّلها.
ونسيانِ آخرِها.

هنا، عند مُرْتَفَعات الدُخان، على دَرَج البيت،
لا وَقْتَ للوقت.
نفعلُ ما يفعلُ الصاعدون إلى الله:
ننسي الأَلمْ.

الألمْ
هُوَ: أن لا تعلِّق سيِّدةُ البيت حَبْلَ الغسيل
صباحاً، وأنْ تكتفي بنظافة هذا العَلَمْ.

لا صدىً هوميريٌّ لشيءٍ هنا.
فالأساطيرُ تطرق أبوابنا حين نحتاجها.
لا صدىً هوميريّ لشيء. هنا جنرالٌ
يُنَقِّبُ عن دَوْلَةٍ نائمةْ
تحت أَنقاض طُرْوَادَةَ القادمةْ

يقيسُ الجنودُ المسافةَ بين الوجود وبين العَدَمْ
بمنظار دبّابةٍ...

نقيسُ المسافَةَ ما بين أَجسادنا والقذائفِ بالحاسّة السادسةْ.

أَيُّها الواقفون على العَتَبات ادخُلُوا،
واشربوا معنا القهوةَ العربيَّةَ
غقد تشعرون بأنكمُ بَشَرٌ مثلنا.
أَيها الواقفون على عتبات البيوت!
اُخرجوا من صباحاتنا،
نطمئنَّ إلى أَننا
بَشَرٌ مثلكُمْ!

نَجِدُ الوقتَ للتسليةْ:
نلعبُ النردَ، أَو نَتَصَفّح أَخبارَنا
في جرائدِ أَمسِ الجريحِ،
ونقرأ زاويةَ الحظِّ: في عامِ
أَلفينِ واثنينِ تبتسم الكاميرا
لمواليد بُرْجِ الحصار.

كُلَّما جاءني الأمسُ، قلت له:
ليس موعدُنا اليومَ، فلتبتعدْ
وتعالَ غداً !

أُفكِّر، من دون جدوى:
بماذا يُفَكِّر مَنْ هُوَ مثلي، هُنَاكَ
على قمَّة التلّ، منذ ثلاثةِ آلافِ عامٍ،
وفي هذه اللحظة العابرةْ؟
فتوجعنُي الخاطرةْ
وتنتعشُ الذاكرةْ

عندما تختفي الطائراتُ تطيرُ الحماماتُ،
بيضاءَ بيضاءَ، تغسِلُ خَدَّ السماء
بأجنحةٍ حُرَّةٍ، تستعيدُ البهاءَ وملكيَّةَ
الجوِّ واللَهْو. أَعلى وأَعلى تطيرُ
الحماماتُ، بيضاءَ بيضاءَ. ليت السماءَ
حقيقيّةٌ قال لي رَجَلٌ عابرٌ بين قنبلتين

الوميضُ، البصيرةُ، والبرقُ
قَيْدَ التَشَابُهِ...
عمَّا قليلٍ سأعرفُ إن كان هذا
هو الوحيُ...
أو يعرف الأصدقاءُ الحميمون أنَّ القصيدةَ
مَرَّتْ، وأَوْدَتْ بشاعرها

إلي ناقدٍ: لا تُفسِّر كلامي
بملعَقةِ الشايِ أَو بفخِاخ الطيور!
يحاصرني في المنام كلامي
كلامي الذي لم أَقُلْهُ،
ويكتبني ثم يتركني باحثاً عن بقايا منامي

شَجَرُ السرو، خلف الجنود، مآذنُ تحمي
السماءَ من الانحدار. وخلف سياج الحديد
جنودٌ يبولون ـ تحت حراسة دبَّابة ـ
والنهارُ الخريفيُّ يُكْملُ نُزْهَتَهُ الذهبيَّةَ في
شارعٍ واسعٍ كالكنيسة بعد صلاة الأَحد...

نحبُّ الحياةَ غداً
عندما يَصِلُ الغَدُ سوف نحبُّ الحياة
كما هي، عاديّةً ماكرةْ
رماديّة أَو مُلوَّنةً.. لا قيامةَ فيها ولا آخِرَةْ
وإن كان لا بُدَّ من فَرَحٍ
فليكن
خفيفاً على القلب والخاصرةْ
فلا يُلْدَغُ المُؤْمنُ المتمرِّنُ
من فَرَحٍ ... مَرَّتَينْ!

قال لي كاتبٌ ساخرٌ:
لو عرفتُ النهاية، منذ البدايةَ،
لم يَبْقَ لي عَمَلٌ في اللٌّغَةْ

إلي قاتلٍ: لو تأمَّلْتَ وَجْهَ الضحيّةْ
وفكَّرتَ، كُنْتَ تذكَّرْتَ أُمَّك في غُرْفَةِ
الغازِ، كُنْتَ تحرَّرتَ من حكمة البندقيَّةْ
وغيَّرتَ رأيك: ما هكذا تُسْتَعادُ الهُويَّةْ

إلى قاتلٍ آخر: لو تَرَكْتَ الجنينَ ثلاثين يوماً،
إِذَاً لتغيَّرتِ الاحتمالاتُ:
قد ينتهي الاحتلالُ ولا يتذكَّرُ ذاك الرضيعُ زمانَ الحصار،
فيكبر طفلاً معافي،
ويدرُسُ في معهدٍ واحد مع إحدى بناتكَ
تارِيخَ آسيا القديمَ.
وقد يقعان معاً في شِباك الغرام.
وقد يُنْجبان اُبنةً (وتكونُ يهوديَّةً بالولادةِ).
ماذا فَعَلْتَ إذاً ؟
صارت ابنتُكَ الآن أَرملةً،
والحفيدةُ صارت يتيمةْ ؟
فماذا فَعَلْتَ بأُسرتكَ الشاردةْ
وكيف أَصَبْتَ ثلاثَ حمائمَ بالطلقة الواحدةْ ؟

لم تكن هذه القافيةْ
ضَرُوريَّةً، لا لضْبطِ النَغَمْ
ولا لاقتصاد الأَلمْ
إنها زائدةْ
كذبابٍ على المائدةْ

الضبابُ ظلامٌ، ظلامٌ كثيفُ البياض
تقشِّرُهُ البرتقالةُ والمرأةُ الواعدة.

الحصارُ هُوَ الانتظار
هُوَ الانتظارُ على سُلَّمٍ مائلٍ وَسَطَ العاصفةْ

وَحيدونَ، نحن وحيدون حتى الثُمالةِ
لولا زياراتُ قَوْسِ قُزَحْ

لنا اخوةٌ خلف هذا المدى.
اخوةٌ طيّبون. يُحبُّوننا. ينظرون إلينا ويبكون.
ثم يقولون في سرِّهم:
ليت هذا الحصارَ هنا علنيٌّ.. ولا يكملون العبارةَ:
لا تتركونا وحيدين، لا تتركونا.

خسائرُنا: من شهيدين حتى ثمانيةٍ كُلَّ يومٍ.
وعَشْرَةُ جرحى.
وعشرون بيتاً.
وخمسون زيتونةً...
بالإضافة للخَلَل البُنْيويّ الذي
سيصيب القصيدةَ والمسرحيَّةَ واللوحة الناقصةْ

في الطريق المُضَاء بقنديل منفي
أَرى خيمةً في مهبِّ الجهاتْ:
الجنوبُ عَصِيٌّ على الريح،
والشرقُ غَرْبٌ تَصوَّفَ،
والغربُ هُدْنَةُ قتلي يَسُكُّون نَقْدَ السلام،
وأَمَّا الشمال، الشمال البعيد
فليس بجغرافيا أَو جِهَةْ
إنه مَجْمَعُ الآلهةْ

قالت امرأة للسحابة: غطِّي حبيبي
فإنَّ ثيابي مُبَلَّلةٌ بدَمِهْ

إذا لم تَكُنْ مَطَراً يا حبيبي
فكُنْ شجراً
مُشْبَعاً بالخُصُوبةِ، كُنْ شَجَرا
وإنْ لم تَكُنْ شجراً يا حبيبي
فكُنْ حجراً
مُشْبعاً بالرُطُوبةِ، كُنْ حَجَرا
وإن لم تَكُنْ حجراً يا حبيبي
فكن قمراً
في منام الحبيبة، كُنْ قَمرا
هكذا قالت امرأةٌ
لابنها في جنازته

أيَّها الساهرون ! أَلم تتعبوا
من مُرَاقبةِ الضوءِ في ملحنا
ومن وَهَج الوَرْدِ في جُرْحنا
أَلم تتعبوا أَيُّها الساهرون ؟

واقفون هنا. قاعدون هنا. دائمون هنا. خالدون هنا.
ولنا هدف واحدٌ واحدٌ واحدٌ: أن نكون.
ومن بعده نحن مُخْتَلِفُونَ على كُلِّ شيء:
علي صُورة العَلَم الوطنيّ (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ يا شعبيَ الحيَّ رَمْزَ الحمار البسيط).
ومختلفون علي كلمات النشيد الجديد
(ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ أُغنيَّةً عن زواج الحمام).
ومختلفون علي واجبات النساء
(ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخْتَرْتَ سيّدةً لرئاسة أَجهزة الأمنِ).
مختلفون على النسبة المئوية، والعامّ والخاص،
مختلفون على كل شيء. لنا هدف واحد: أَن نكون ...
ومن بعده يجدُ الفَرْدُ مُتّسعاً لاختيار الهدفْ.

قال لي في الطريق إلى سجنه:
عندما أَتحرّرُ أَعرفُ أنَّ مديحَ الوطنْ
كهجاء الوطنْ
مِهْنَةٌ مثل باقي المِهَنْ !

قَليلٌ من المُطْلَق الأزرقِ اللا نهائيِّ
يكفي
لتخفيف وَطْأَة هذا الزمانْ
وتنظيف حَمأةِ هذا المكان

على الروح أَن تترجَّلْ
وتمشي على قَدَمَيْها الحريريّتينِ
إلى جانبي، ويداً بيد، هكذا صاحِبَيْن
قديمين يقتسمانِ الرغيفَ القديم
وكأسَ النبيذِ القديم
لنقطع هذا الطريق معاً
ثم تذهب أَيَّامُنا في اتجاهَيْنِ مُخْتَلِفَينْ:
أَنا ما وراءَ الطبيعةِ. أَمَّا هِيَ
فتختار أَن تجلس القرفصاء على صخرة عاليةْ

إلى شاعرٍ: كُلَّما غابَ عنك الغيابْ
تورَّطتَ في عُزْلَة الآلهةْ
فكن ذاتَ موضوعك التائهةْ
و موضوع ذاتكَ. كُنْ حاضراً في الغيابْ

يَجِدُ الوقتَ للسُخْرِيَةْ:
هاتفي لا يرنُّ
ولا جَرَسُ الباب أيضاً يرنُّ
فكيف تيقَّنتِ من أَنني
لم أكن ههنا !

يَجدُ الوَقْتَ للأغْنيَةْ:
في انتظارِكِ، لا أستطيعُ انتظارَكِ.
لا أَستطيعُ قراءةَ دوستويفسكي
ولا الاستماعَ إلى أُمِّ كلثوم أَو ماريّا كالاس وغيرهما.
في انتظارك تمشي العقاربُ في ساعةِ اليد نحو اليسار...
إلي زَمَنٍ لا مكانَ لَهُ.
في انتظارك لم أنتظرك، انتظرتُ الأزَلْ.

يَقُولُ لها: أَيّ زهرٍ تُحبِّينَهُ
فتقولُ: القُرُنْفُلُ .. أَسودْ
يقول: إلى أَين تمضين بي، والقرنفل أَسودْ ؟
تقول: إلى بُؤرة الضوءِ في داخلي
وتقولُ: وأَبْعَدَ ... أَبْعدَ ... أَبْعَدْ

سيمتدُّ هذا الحصار إلى أَن يُحِسَّ المحاصِرُ، مثل المُحَاصَر،
أَن الضَجَرْ
صِفَةٌ من صفات البشرْ.

لا أُحبُّكَ، لا أكرهُكْ ـ
قال مُعْتَقَلٌ للمحقّق: قلبي مليء
بما ليس يَعْنيك. قلبي يفيض برائحة المَرْيَميّةِ.
قلبي بريء مضيء مليء،
ولا وقت في القلب للامتحان. بلى،
لا أُحبُّكَ. مَنْ أَنت حتَّى أُحبَّك؟
هل أَنت بعضُ أَنايَ، وموعدُ شاي،
وبُحَّة ناي، وأُغنيّةٌ كي أُحبَّك؟
لكنني أكرهُ الاعتقالَ ولا أَكرهُكْ
هكذا قال مُعْتَقَلٌ للمحقّقِ: عاطفتي لا تَخُصُّكَ.
عاطفتي هي ليلي الخُصُوصيُّ...
ليلي الذي يتحرَّكُ بين الوسائد حُرّاً من الوزن والقافيةْ !

جَلَسْنَا بعيدينَ عن مصائرنا كطيورٍ
تؤثِّثُ أَعشاشها في ثُقُوب التماثيل،
أَو في المداخن، أو في الخيام التي
نُصِبَتْ في طريق الأمير إلي رحلة الصَيّدْ...

على طَلَلي ينبتُ الظلُّ أَخضرَ،
والذئبُ يغفو علي شَعْر شاتي
ويحلُمُ مثلي، ومثلَ الملاكْ
بأنَّ الحياةَ هنا ... لا هناكْ

الأساطير ترفُضُ تَعْديلَ حَبْكَتها
رُبَّما مَسَّها خَلَلٌ طارئٌ
ربما جَنَحَتْ سُفُنٌ نحو يابسةٍ
غيرِ مأهولةٍ،
فأصيبَ الخياليُّ بالواقعيِّ،
ولكنها لا تغيِّرُ حبكتها.
كُلَّما وَجَدَتْ واقعاً لا يُلائمها
عدَّلَتْهُ بجرَّافة.
فالحقيقةُ جاريةُ النصِّ، حَسْناءُ،
بيضاءُ من غير سوء ...

إلي شبه مستشرق: ليكُنْ ما تَظُنُّ.
لنَفْتَرِضِ الآن أَني غبيٌّ، غبيٌّ، غبيٌّ.
ولا أَلعبُ الجولف.
لا أَفهمُ التكنولوجيا،
ولا أَستطيعُ قيادةَ طيّارةٍ!
أَلهذا أَخَذْتَ حياتي لتصنَعَ منها حياتَكَ؟
لو كُنْتَ غيرَكَ، لو كنتُ غيري،
لكُنَّا صديقين يعترفان بحاجتنا للغباء.
أَما للغبيّ، كما لليهوديّ في تاجر البُنْدُقيَّة
قلبٌ، وخبزٌ، وعينان تغرورقان؟

في الحصار، يصير الزمانُ مكاناً
تحجَّرَ في أَبَدِهْ
في الحصار، يصير المكانُ زماناً
تخلَّف عن أَمسه وَغدِهْ

هذه الأرضُ واطئةٌ، عاليةْ
أَو مُقَدَّسَةٌ، زانيةْ
لا نُبالي كثيراً بسحر الصفات
فقد يُصْبِحُ الفرجُ، فَرْجُ السماواتِ،
جغْرافيةْ !

أَلشهيدُ يُحاصرُني كُلَّما عِشْتُ يوماً جديداً
ويسألني: أَين كُنْت ؟ أَعِدْ للقواميس كُلَّ الكلام الذي كُنْتَ أَهْدَيْتَنِيه،
وخفِّفْ عن النائمين طنين الصدى

الشهيدُ يُعَلِّمني: لا جماليَّ خارجَ حريتي.

الشهيدُ يُوَضِّحُ لي: لم أفتِّشْ وراء المدى
عن عذارى الخلود، فإني أُحبُّ الحياةَ
علي الأرض، بين الصُنَوْبرِ والتين،
لكنني ما استطعتُ إليها سبيلاً، ففتَّشْتُ
عنها بآخر ما أملكُ: الدمِ في جَسَدِ اللازوردْ.

الشهيدُ يُحاصِرُني: لا تَسِرْ في الجنازة
إلاّ إذا كُنْتَ تعرفني. لا أُريد مجاملةً
من أَحَدْ.

الشهيد يُحَذِّرُني: لا تُصَدِّقْ زغاريدهُنَّ.
وصدّق أَبي حين ينظر في صورتي باكياً:
كيف بدَّلْتَ أدوارنا يا بُنيّ، وسِرْتَ أَمامي.
أنا أوّلاً، وأنا أوّلاً !

الشهيدُ يُحَاصرني: لم أُغيِّرْ سوى موقعي وأَثاثي الفقيرِ.
وَضَعْتُ غزالاً على مخدعي،
وهلالاً على إصبعي،
كي أُخفِّف من وَجَعي !

سيمتدُّ هذا الحصار ليقنعنا باختيار عبوديّة لا تضرّ، ولكن بحريَّة كاملة!!.

أَن تُقَاوِم يعني: التأكُّدَ من صحّة
القلب والخُصْيَتَيْن، ومن دائكَ المتأصِّلِ:
داءِ الأملْ.

وفي ما تبقَّى من الفجر أَمشي إلى خارجي
وفي ما تبقّى من الليل أسمع وقع الخطي داخلي.

سلامٌ على مَنْ يُشَاطرُني الانتباهَ إلي
نشوة الضوءِ، ضوءِ الفراشةِ، في
ليل هذا النَفَقْ.

سلامٌ على مَنْ يُقَاسمُني قَدَحي
في كثافة ليلٍ يفيض من المقعدين:
سلامٌ على شَبَحي.

إلي قارئ: لا تَثِقْ بالقصيدةِ ـ
بنتِ الغياب. فلا هي حَدْسٌ، ولا
هي فِكْرٌ، ولكنَّها حاسَّةُ الهاويةْ.

إذا مرض الحبُّ عالجتُهُ
بالرياضة والسُخْريةْ
وَبفصْلِ المُغنِّي عن الأغنيةْ

أَصدقائي يُعدُّون لي دائماً حفلةً
للوداع، وقبراً مريحاً يُظَلِّلهُ السنديانُ
وشاهدةً من رخام الزمن
فأسبقهم دائماً في الجنازة:
مَنْ مات.. مَنْ ؟

الحصارُ يُحَوِّلني من مُغَنٍّ الى . . . وَتَرٍ سادس في الكمانْ!

الشهيدةُ بنتُ الشهيدةِ بنتُ الشهيد وأختُ الشهيدِ
وأختُ الشهيدةِ كنَّةُ أمِّ الشهيدِ حفيدةُ جدٍّ شهيد
وجارةُ عمِّ الشهيد الخ ... الخ ..
ولا نبأ يزعج العالَمَ المتمدِّن،
فالزَمَنُ البربريُّ انتهى.
والضحيَّةُ مجهولَةُ الاسم، عاديّةٌ،
والضحيَّةُ ـ مثل الحقيقة ـ نسبيَّةٌ الخ ... الخ ف

هدوءاً، هدوءاً، فإن الجنود يريدون
في هذه الساعة الاستماع إلي الأغنيات
التي استمع الشهداءُ إليها، وظلَّت كرائحة
البُنّ في دمهم، طازجة.

هدنة، هدنة لاختبار التعاليم: هل تصلُحُ الطائراتُ محاريثَ ؟
قلنا لهم: هدنة، هدنة لامتحان النوايا،
فقد يتسرَّبُ شيءٌ من السِلْم للنفس.
عندئذٍ نتباري على حُبِّ أشيائنا بوسائلَ شعريّةٍ.
فأجابوا: ألا تعلمون بأن السلام مع النَفْس
يفتح أبوابَ قلعتنا لِمقَامِ الحجاز أو النَهَوَنْد ؟
فقلنا: وماذا ؟ ... وَبعْد ؟

الكتابةُ جَرْوٌ صغيرٌ يَعَضُّ العَدَمْ
الكتابةُ تجرَحُ من دون دَمْ..

فناجينُ قهوتنا. والعصافيرُ والشَجَرُ الأخضرُ
الأزرقُ الظلِّ. والشمسُ تقفز من حائط
نحو آخرَ مثل الغزالة.
والماءُ في السُحُب اللانهائية الشكل في ما تبقَّي لنا
من سماء. وأشياءُ أخرى مؤجَّلَةُ الذكريات
تدلُّ على أن هذا الصباح قويّ بهيّ،
وأَنَّا ضيوف على الأبديّةْ.



محمود دويش

Post: #2
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: إيمان أحمد
Date: 11-26-2004, 10:50 AM
Parent: #1

Quote: الكتابةُ جَرْوٌ صغيرٌ يَعَضُّ العَدَمْ
الكتابةُ تجرَحُ من دون دَمْ..

Post: #3
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: محمد اشرف
Date: 11-26-2004, 10:59 AM
Parent: #2

وَحيدونَ، نحن وحيدون حتى الثُمالةِ
لولا زياراتُ قَوْسِ قُزَحْ



شكرا لزيارتك ايمان

Post: #4
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: محمد اشرف
Date: 11-26-2004, 12:02 PM
Parent: #3

سلوى السعيد



وين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

Post: #5
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: محمد اشرف
Date: 11-27-2004, 03:16 AM
Parent: #4

و يظل غيابك
يخدش فينا حياء الاسئلة


وينك يا سلوى السعيد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

Post: #6
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: فتحي البحيري
Date: 11-27-2004, 03:27 AM
Parent: #5

.... لولا زيارات قوس قزح !!!

Post: #8
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: محمد اشرف
Date: 11-27-2004, 09:46 AM
Parent: #6

Quote: .... لولا زيارات قوس قزح !!![/QUOTE

فتحى البحيرى

ايها القزحى اللون .... و الطلة

شكرا على المتاوقة

Post: #7
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: Khalid Eltayeb
Date: 11-27-2004, 03:29 AM
Parent: #1

محمد أشرف

شكرا لاحضار محمود درويش في معرض السؤال عن سلوي السعيد .


سلوي السعيد : وينك انت ؟؟

Post: #10
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: محمد اشرف
Date: 11-27-2004, 10:01 AM
Parent: #7

الاخ العزيز خالد الطيب

هناك اناس لا نحتمل فكرة غيابهم
وفى هذه اللحظات لا اجد اصدق من درويش لاستدعائهم

هذه الدرويش لعنة
ياتى هكذا... ياتى وحده
حتى تظن انك لم تستدعيه

و انا مسكون بهذا الدرويش حد الثمالة


شكرا يا عزيزى على استدامة السؤال

Post: #9
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: Adil Osman
Date: 11-27-2004, 09:52 AM
Parent: #1

وَحيدونَ، نحن وحيدون حتى الثُمالةِ

ونسأل:

أين سلوى السعيد؟

Post: #12
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: محمد اشرف
Date: 11-27-2004, 10:36 AM
Parent: #9

عادل عثمان

دعنى اصرخ بصوتك


Quote: أين سلوى السعيد؟

Post: #11
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: Raja
Date: 11-27-2004, 10:02 AM
Parent: #1

الأعزاء الأشرف وايمان وفتحي وخالد وعادل..

ودرويش..

أنضم معكم للسؤال عن سلوى..

Post: #13
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: محمد اشرف
Date: 11-27-2004, 10:46 AM
Parent: #11

رجاء

دائما انت هكذا

فى زهو الاحتفاء بالقادمين الجدد
لم تسقطى سلاح الاسئلة
فى رحلة البحث عن القدامى.... هناك
فى الغياب

نحن فى معركة دائمة ضد الغياب



Quote: كُلَّما غابَ عنك الغيابْ
تورَّطتَ في عُزْلَة الآلهةْ
فكن ذاتَ موضوعك التائهةْ
و موضوع ذاتكَ. كُنْ حاضراً في الغيابْ

Post: #14
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: تراث
Date: 11-27-2004, 12:04 PM
Parent: #13

نسأل من زمان : وييييييييييين سلوى سعيد؟؟؟
بالأقل فليحدثنا من يعرف اخبارها عنها.
أين هي الأن ؟
ماذا تفعل ؟
ماذا فعلت بها السنوات ؟
وماذا فعلت هي بالسنوات ؟
الخ من اسئلة شخص انقطع تواصله معها منذ نحو عقدين من الزمان .
نتمنى ان تكون في احسن حال .

Post: #15
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: محمد اشرف
Date: 11-28-2004, 02:42 AM
Parent: #14

الاخ تراث

اعتقد انو بورداب بريطانيا مفروض يتفقدوا ناسم

و لا شنو؟

شكرا على السؤال يا جميل

Post: #16
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: Ishraga Mustafa
Date: 11-28-2004, 05:26 AM
Parent: #15

وانا افتقدها كثيرا
اين انتى يا واضحة فى الزمن الغباش

Post: #18
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: محمد اشرف
Date: 11-28-2004, 09:57 AM
Parent: #16

Quote: وانا افتقدها كثيرا
اين انتى يا واضحة فى الزمن الغباش




اشراقة مصطفى

الشاعرة الشفيفة

شكرا على التسلل الى هنا
وعلى السؤال

Post: #17
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: Adil Osman
Date: 11-28-2004, 05:45 AM
Parent: #1

سلوى السعيد
درويش يناديك:

هنا:

هنا:


http://www.lannan.org/audio/lannan/cf-swarthmore-mahmoud-darwish-020428.ram

Post: #19
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: kofi
Date: 11-28-2004, 10:49 PM
Parent: #1

صديقى
وكأنى بها ,,,,,,,

سأذهب الى بحر آخر
لعلى.......
اجد مدينة اروع من هذة.
لن تجد بلدا جديدا
لا.......
ولا بحارا أخرى
سوف تلاحقك المدينة
سوف تتسكع......
فى الشوارع ذاتها
وتشيخ.......

(كونستانتين كافافيس)

Post: #20
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: محمد اشرف
Date: 11-29-2004, 03:08 AM
Parent: #19

Quote: لن تجد بلدا جديدا
لا.......
ولا بحارا أخرى
سوف تلاحقك المدينة
سوف تتسكع......
فى الشوارع ذاتها
وتشيخ.......



اهلا kofi

و شكرا كثير

Post: #21
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: اميري باراكا
Date: 11-29-2004, 07:43 AM
Parent: #20

Quote: سلامٌ على مَنْ يُقَاسمُني قَدَحي
في كثافة ليلٍ يفيض من المقعدين:



العزيز محمد أشرف

التحيات الزاكيات ،، نفتقدك كثيرا

سلوى السعيد ،،، غيابها أكثر أزلية من البحار ... !

Post: #23
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: محمد اشرف
Date: 11-29-2004, 12:08 PM
Parent: #21

Quote: نفتقدك كثيرا


عزيزى اميرى باراكا

انا قاعد هنا طوالى
الناس التانين هم المافيشين

و شكرا على السؤال

Post: #22
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: awadharoun
Date: 11-29-2004, 07:58 AM
Parent: #1

اشرف
التحايا
دي سلوى سعيد بتاعتنا بتاعة الفرع في الثمانينات ...... والا واحدة
تانية

Post: #24
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: محمد اشرف
Date: 11-29-2004, 12:18 PM
Parent: #22

عوض هارون العزيز

دى سلوى بتاعة الخرطوم هندسة
و برضو من التمانينات
بعدين فى فرق تانى
دى اسمها سلوى السعيد
و ديك اسمها سلوى سعيد



تخريمة
كل مرة اقول اجيكم فى الدمام
لكن الظروف ما مساعدة

سلامى الى اسرتك الكريمة
و باقى الشباب الحلوين

Post: #25
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: bashir kurdufan
Date: 11-29-2004, 10:11 PM
Parent: #24

متين سا عوض هارون سويت ليك "أسرتك وين يا عوض هارون؟" تهانينا والتمنيات. شوف : يا أديني تلفونك ولا أضوب لي على الرقم 905-574 6844 مع سلامي لكل الأصدقاء وخصوصا مامون الباشا. هذا مع رفع السؤال عاليا عن سلوى السعيد
اخوكم
بشير اسماعيل

Post: #26
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: awadharoun
Date: 12-01-2004, 01:03 AM
Parent: #1

بشير وبشائر

وطبوش

وين انت يازول يازين

الاتصال بحددوا انت موجود وين لو في امريكا تتصل انت
زي الواحد لمن يكون في السعودية يتصل بناس السودان
تلفوني 00966509905744

Post: #27
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: فيصل عباس
Date: 12-01-2004, 03:30 AM
Parent: #1

مرق مني الحزن غضبان
يوم ما انقطع منك حبل الدلو
واندلق ..
ملآن بالوعد والبشاره..
تاوقت ليك كل البيوت,,
ضحكت..
دخلني الفرح منك،،
وصرخت,,
سرحت
جريت اساسق في بلد واسع
وسهل ممتد
اخضر ..خضار
مليان ثمار..بالوان طاعمه
وبطعم مختلف,,
حد الشبع..
وقفت,,
ندهت،،
جاني الكلام,,
راجع
مليان بيك بشاره ووعد.




تعالي ايها السلوى السعيديه
تعالي ليسكت هذا الصهيل
تعالي او فليتعالى النداء

Post: #32
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: محمد اشرف
Date: 12-05-2004, 04:19 AM
Parent: #27

Quote: تعالي ايها السلوى السعيديه
تعالي ليسكت هذا الصهيل
تعالي او فليتعالى النداء


فيصل عباس الجميل

شكرا على هذا الصهيل
ما تقطع الزيارات

Post: #28
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: محمد سر الختم
Date: 12-04-2004, 00:28 AM
Parent: #1

الأخ محمد أشرف
لو أحلت الموضوع للأستاذة نجاة محمد علي ربما أفادتك
فإن لها سابقة في جلب الغائب في بوست (هام / لعناية الاخوة المقيمين في فرنسا)
شكراً على درويش

Post: #30
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: محمد اشرف
Date: 12-05-2004, 04:03 AM
Parent: #28

الاخ محمد سر الختم

شكرا لك على المرور من هنا

و انا بدورى و عملا بنصيحتك اتوجه الى الاستاذة ( الفتاشة) نجاة محمد على فى تقديم المساعدة و جرجرة العزيزة سلوى السعيدالى حضور دائم و سط من يحبونها

Post: #29
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: Ashraf Kamal
Date: 12-04-2004, 10:21 AM
Parent: #1

الحبيب الغالي "رفيق الطريق" محمد اشرف
لك التحية والتجلي وانت بتسال عن احدي الاماسي المفقودة. انا قريت البوستر ده الليلة وحسيت كم انت انسان جميل وكل الشبيبة الشاركو حلوين. اعتقد ان ابنة السعيد بخير ولعل اختيارك الرائع الراقي لتلك القصيدة لذاك الشاعر الذي اكد قبل ايام ان صوت قصيده ليس له وانما لانين الاطفال تحت فوهات بنادق الاستعمار والجوع والمرض حتما سيجعل شمس ابنة السعيدة تسطع يوما اخر لتملي الارض ضياءا وحبورا. لك التحية ولابنة السعيد كل التحايا العبقة "المدهنة".

Post: #31
Title: Re: سلوى السعيد ??????????????????????
Author: محمد اشرف
Date: 12-05-2004, 04:12 AM
Parent: #29

صديقى الدائم اشرف كمال

و الله انت ذاتك داير ليك قصيدة درويشية كاربة تطلعك من مكتبة ادنبرة
و من بطن الكتب
يا عزيزى لا تبخل علينا بطلاتك المفرحة
عبر المنبر الحر
فنحن لا نحيا الا بكم

مبروك الماجستير و العقبال عند اخوك الغلبان