بروتوكول ابوجا الأمني والإنساني حبرا علي الورق

في ظل التطور السريع للأحداث في دار فور بدءا باجتماع مجلس الأمن الخاص لبحث العملية السلمية في السودان ومرورا بتوقيع البرتوكول الأمني والإنساني بين الخرطوم وحركتي تحرير السودان والعدل والمساواة ووصولا إلى وصول لجنة تقصي الحقائق حول الجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق أهل دار فور قال الخرطوم بأنه يرحب بهذه اللجنة ولكن هذا الترحيب ماهي إلا دربا من دروب الخداع والتضليل لأنها رفضت منذ فترة طويلة بدخول حتى وكالات الغوث الإنساني إلى دار فور لتوصيل الغذاء والدواء لي المتضررين الذين كانوا بأشد حاجة إليها حتى قضوا جوعا ومرضا فكيف ترحب الخرطوم بهذه اللجنة !!!!! وسعي من قبل وبكل الوسائل تعطيل عمل وكالات الغوث و منظمات إنسانية حتى تتاح لها الفرصة لطمس الحقائق وأدلة المادية علي جرائمه الابادية وهذا ما قام بها النظام ولكن أن تلك المحاولات الباطلة لاتغني عن الحقيقة شيئا بسبب وجود أدلة وشواهد علي جرائمه أن آلاف القري التي دمرت علي روؤس ساكنيها تشهد علي تلك الجريمة الابادية وهنالك اكثر من سبعين آلف مواطن قتلوا علي ارض دار فور وهنالك ضحايا الاغتصاب و التعذيب سوف يدلون بشهاداتهم إذا توفر لهم الضمانات الكافية حتى تقيهم شر هذا النظام الإجرامي وليسألوا النساء الأرامل وأطفال المخيمات أين آباؤهم؟؟؟؟؟؟ عندها تنكشف الحقيقة:
لان هذا النظام وجنجويده ارتكبوا جريمة الجرائم بحق أهل دار فور فعلي المجتمع الدولي التحقيق الكامل عن تلك الجرائم وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة لان عناصر الجريمة قد اكتملت (التخطيط و التنفيذ والنية )" ومازال يرتكب جرائمه ومجازره حتى اليوم إن المجازر التي ارتكب في مناطق( شعرية ولبدو ودونكي دريسة) في مطلع هذا الأسبوع إنها جريمة حقيقية ويعد انتهاكا صريحا ----لاتفاقية وقف إطلاق النار وخرقا برتوكول الأمني ودليلا علي عدم جدية النظام في التعامل مع قرارات مجلس الأمن.
بالرغم من أن التوقيع علي هذا البرتوكول تطور مهم في تاريخ هذا الصراع ولكن العبرة دائما ليس في التوقيع ولكن العبرة في التنفيذ و الالتزام بها لان نظام الخرطوم لا يلتزم الاتفاقيات وإلا ماذا جري لاتفاقية الخرطوم للسلام عام1997 م مع بعض الفصائل الجنوبية؟؟؟
ماذا جري لاتفاقية البشير والصادق المهدي بجيبوتي ( نداء الوطن ) التي كان من أهم بنودها التحول الديمقراطي هل تم التحول الديمقراطي ومضي علي الاتفاقية أربعة سنوات ؟؟؟؟؟
وماذا جري لاتفاقية ابشي لوقف إطلاق النار الذي أنتهكه الخرطوم بعد ثلاثة أيام فقط من الاتفاق عليه؟
وماذا جري لاتفاقيتي انجمينا لوقف إطلاق النار الذي ينتهكه النظام بصورة يومية حتى وصل عدد الانتهاكات في الشهر الواحد إلى اكثر من140 خرقا.
و المجازر اليومية الذي يرتكبه النظام وجنجويده الذي بوقع مئات قتلي يوميا كما حدث في منطقة طويلة علي مرمي حجر من مدينة الفاشر حاضرة وإقليم شمال دار فور حيث مقرا لعدة وكالات الغوث ومقرا لقوات حفظ السلام الإفريقية حيث هاجم مجموعة من الجنجويد سوقا هناك نهارا جهارا حيث قتلوا ونهبوا وانسحبوا بحماية قوات النظام وذلك في 12/11/2004 وماذا جري لقرارات مجلس الأمن الخاص بتفكيك مليشيا الجنجويد ونزع سلاحهم وتقديمهم إلى العدالة وتحسين الأوضاع الأمنية والإنسانية ؟؟؟؟ هل تم تفكيك هذه المؤسسة الابادية؟؟؟
هل نزع سلاحهم بل تم دمجهم في الجيش النظامي والشرطة !!!
أن توقيع الخرطوم لبرتوكول الأمني و ألا نساني نتيجة للضقوط الدولية التي مورست عليه وليس بحثا لحل أزمة دار فور وفوز الريئس الأمريكي جورج بوس للولاية الثانية شكل ضغطا علي الخرطوم لانهم كانوا يراهنون علي سقوط الجمهوريين في الانتخابات حتى يعيدوا ترتيب أوضاعهم لانهم كانوا دائما يروجون لاكذوبة استخدام مشكلة دار فور للدعاية الانتخابية غير مباليين في تروجهم إلى ماالت آلية الأوضاع الأمنية والإنسانية في دار فور وثم إن اجتماع الاستثنائي لمجلس الأمن بينروبي شكل ضغطا علي الخرطوم للتوقيع علي هذا البروتوكول من باب التضليل والخداع لإيهام العالم بأنه يحرز تقدما نحو السلام ولكن مثل هذه ألاعيب أصبحت مكشوفة علي المجتمع الدولي فلذا لابد من الضغط علي الخرطوم التنفيذ ماتم توقيعه من الاتفاقيات في ابوجا حتى لا يكون اتفاقا علي الورق فقط وفي النهاية حل أزمة دار فور يجب أن يأتي ضمن الحل الشامل مشاكل السودان.
مصطفي موسى خميس
عضو التحالف الفدرالي الديمقراطي السودان
بجمهورية مصر العربية
18/11/2004
[email protected]