الفنان المجاهد إسماعيل حسب الدائم يشدو في نيفاشا ..

يبدو أن المنطقة التي كان يجاهد فيها الفنان سماعين حسب الدايم لم تكن تتيسر فيها وسائل الإتصالات .... فالرجل لم يسمع بأن الجهاد قد انفض سامره منذ وقت طويل ... فلقد طل علينا سيادته اليوم الخميس عبر الفضائية السودانية ليعلن أنه كان منخرطا في عمليات الجهاد في جنوب السودان ردا على سؤال مقدمة البرنامج له عن سر الغياب الطويل الذي افتقده فيه عشاقه و مريديه ...

و المعروف أن جهاد حسب الدايم كان من النوع (الحنجري) الذي ينحصر في النشيد و الإنشاد لرفع الروح المعنوية للمقاتلين ... و لقد تلاحظ له منذ أمد بعيد التناقص التدريجي في عدد الشباب المستمتعين بإنشاده في أدغال الجنوب ... و لكنه كان يعزو ذلك إلى النفس الأمارة بالسوء التي زينت للبعض منهم الهروب من ساحات التضحية و الفداء للتمتع بنعيم الحياة الزائل في عواصم الشمال ...

و عليه فلقد ظل حسب الدايم مرابطا في عرينه ينشد لمن تبقى من الفتية إلى أن تسرب الجميع من بين يديه ليكتشف أنهم قد انفضوا جميعهم و تركوه وحيدا في الأحراش يقضم ما تبقى من زاد المجاهد ...

حتى تلكم الأبقار و القرود التي كانت تؤدي مهامها المقدسة في إزالة الألغام التي يزرعها الأعداء ، ثم تعود لثكناتها و تتمايل طربا على أنغام الحنجرة المتحشرجة لحسب الدايم .... يبدو أنها ملت من فرط الرتابة في أناشيده المتكررة ، فحسب الدايم لم يعد مجددا في أناشيده بعد أن نضب معينه من الكلم و اللحن و لم يجد من يرفده بالجديد ....

و بعد إختفاء الأبقار و القرود و نفوق بعضها ، أدرك فناننا المجاهد أن في الأمر أكثر من عجب ... إلى متى يظل وحيدا مستوحشا في الغابات و الأحراش ؟؟ حزم أمره على عجل و انطلق صوب الخرطوم ...

و بالسؤال أفاده القوم أن الجهاد عملية ديناميكية تتغير وفقا للمقتضيات و الظروف المحلية و العالمية و لقد تبدلت أدواته الآن من الطلقة إلى الكلمة ، كما إنتقل من ساحات الجنوب إلى ساحات نيفاشا ...

قال لهم حسب الدايم لا فض فوه :

و الله نحن ما فرقت معانا ... و نحن أصلا مارقين في سبيل الله مهما تبدلت و تغيرت أدوات الجهات و ساحاته .... وروني نيفاشا دي طريقها بي وين ...

و هكذا فإن الشعب السوداني موعود بمواصلة حسب الدايم لجهاده ، و نرجو من الجميع ترقبه و هو يشدو قريبا في ساحات نيفاشا ، و هذه المرة بالمزيكة و الأوركسترا الكاملة ... و دقي يا مزيكة ...

محمد إبراهيم قرض

تصويب ...
سماعين حسب الدايم الذي
ورد في هذا المقال ليس له
صلة بالفنان المعروف ..

نأسف لتشابه الأسماء و المواقف !!!

محمد قرض