عرفات

د. أمير تاج السر
عرفات
تاريخ النشر: الإثنين 15 نوفمبر 2004, تمام الساعة 04:01 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة


(في صبح باريس

أو ظهر قاهرة.. أو مساء مقاطعة صامدة.

كان نصك يكتب.. ليس بإيماءة الحبر.. أو ترف الشعر

أو كان ماكان..

لكنه كان يكتب بالقلب.. بالهيجان.. بامرأة في الثمانين..

بالشارع المتفلت..

باليتم.. بالفقراء.. ومعضلة الحب حين يغيب الحبيب).

هكذا كان النص (العرفاتي).. وهكذا كانت الخاتمة.. الخاتمة العادية جدا في واقع الموت (كل من عليها فان) ، والخاتمة غير العادية في واقع شعب لم يعرف اسما متوهجا سوى اسم عرفات.. لم يسمع صوتا عاليا سوى صوته، ولا تخيل مقاومة غير مقاومته ولا مفاوضات غير تلك التي يتفاوض بها.. فالزعيم الذي ارتبط اسمه بأرض أقسم أن يحررها مرتديا كوفية التقشف الخضراء، وفاردا علامة النصر ، قد انتصر بالفعل.. وطوال أربعين عاما.. هي عمر ولوجه في الأسطورة والميثلوجيا والملاحم ،كان الرمز الذي لاخلاف عليه، الراية التي يرتضيها الناس مرفوعة ، والخيط القوي الذي أبقى على أحشاء أمته ملتمة برغم عشرات (الفتاقات) التي لم يسمح لها أبدا أن تعربد جلية في جلد نص التحرير الذي دأب على كتابته .

ياسر عرفات - المهندس.. والمغترب للعمل في الخليج إلى حين بدأت إرهاصات نصه في الركض في ساحة التاريخ.. كان يمكن أن يكون هو المهندس المتقاعد ذا الخمسة وسبعين عاما ، بعد أن رصف ألف طريق وأنشأ ألف بناية سكنية، وتعلم الجلوس الفاخر والتسوق الفاخر.. وامتلك العين التي تنظر إلى ذلك الشعب المضطهد البعيد، نظرة متأثر في نشرة الأخبار أثناء بثها فقط، أو معقب على شهادة فتى بشظايا رشاش ، تعقيبا مقتضبا.. كان يمكن أن يكون أبا (هيثم) الأنيق بربطة عنقه، أو أبا (عادل) الذي لا يذكر (رام الله) سوى طيف يعبر بذاكرته أحيانا.. لكن النص لم يكن كذلك .

جاء (الحماسيون) و(الجهاديون).. جاءت الجبهات الشعبية والديمقراطية.. كل كتب نصه بطريقته.. أغتيل من أغتيل.. ونجا من نجا.. اندلعت الانتقاضات.. وتمت ترقية الحجر من أداة خرساء، إلى سلاح ناطق.. ولكن لا خلاف.. لا خلاف على الزعيم أبدا.

النص يمضي.. شيء من وعكات أوسلو.. شيء من بروتوكولات ووقفات غاضبة وأخرى منشرحة.. وأسفار.. ودعم ولا دعم.. ولكن..

وفي تلك الجنازات الحقيقية أو الصورية التي أقيمت للزعيم.. أو تلك المقابلات والتداعيات التي تداعت عقب وفاته ، كان ثمة إحساس واحد.. نفس الإحساس الذي كتب في النص..حتى نهايته.. ودمعة واحدة هي التي انسكبت.. الدمعة الموحدة لبكاء الزعيم.

د. أمير تاج السر ‘ أيها الروائي الفنان..قرأت هذا البكاء المهذب لحرفك الأنيق. وفي الوقت الذي كان نصك البهي يرصد حزنك النبيل على الثائر الأممي ياسر عرفات ‘ كان شخصي الضعيف يعالج مقطوعة شعرية في ذات الموضوع‘ أرجو أن ترى النور قريباً.

الثورة واحدة يا صديقي وإن تعددت المسارح والمواقيت‘ وقد حق لنا أن نبكي الفلسطيني الرمز المقاتل ياسر عرفات.

أستاذنا الجميل فضيلي جماع
كل عام وأنتم بخير وشكرا لك كثيرا على مشاركتي أتراح هذا النص .
أتمنى أن أقرأ تلك المقطوعة الشعرية قريبا .

...

د.أمير ..
لا أعتقد أن كتابتك ستكف في يوم ما عن إغوائي ..
أجلس أمامها كطفل سعيد , ويخضر في جنباتي الونس .
وها عرفات قد رحل ..
كنت قد إختلفت كثيرا مع سياساته , شأني في ذلك
شأن المثقفين الذين ترتاح أياديهم في الماء البارد,
وحين رحل الرجل إفتقدته ..

شكرا يا Boss على الكتابه .
والحزن موصول ..


...
طلال

شكرا يا طلال على مرورك وإن كانت كتابتي تغويك فكتابتك الشابة والطازجة تغويني أكثر .