مرافعة دفاع عاشق

قالت لى: انك.. لا تعرف الفرح.. وانك.. تعشق الحزن.. و تعرف. البكاء.. والمرسيات..
فقلت لها: انها حالة تعبير ية عن وضع..يعرف باحداثيلت الزمان والمكان.... وانها لحالة صادقة.. فحزنى.. وجد.. مساحة خصبة.. فى مناخ.. يسمح لنموه.. ورغم.. ضيق حيزه.. الا ان التربة الخصبة.. ساعدت.. لشجرة الحزن.. ان تنمو...
قالت: واين الفرح عندك
قلت: الحزن بذرة ذات فلقة احادية.. لا تحتاج.. لشر يك..او طرف آخر.. اما الفرح فبذرتها ثنائية.. .. عندما.. تتؤام الفلقتين تنشق بينها.. بادرة تنمو.. بفرعين.. وزهرتين.. وتسقط بينها ظلال.. ترتاح.. احداهما على ظلال الاخرى.. وتنسج.. الفرح... فكيف لى ان افرح.. وانا جزء ابحث عنك..
قالت: لا افهمك
قلت: افسحى لخيولى حق ان تمرح فى مروجك.. فكى اسرى وحررينى من القيود. والتقاليد.. افتحى النوافذ... واقتلى الشك.. واجعلى الثقة فىّ كفارس.. يحمل سيف.. ويمتطى جواده قاصد الريح.. ليجلب لك.. الفرح
افتحى نوافذ الحياة.. واجعلينى حولك..
سترى التناغم الجميل...
قالت: ولكنى اشتم فى كتاباتك.. وخواطر معالم الحزن
قلت لها:

لا تحاولى ان تنسبى.... هذه الخاطرة الى حالة خا صة كالواقعية ، او الروماتسية فهى متأثرة بهذه المذاهب كلها . ولكنى لا اتقيد بمذهب واحد.. او اعزف فى سلم واحد.. انها تحمل من الواقعية لونا تعبر عن تجربة ما، وفيها روماتسية تحلق بى فى الخيال، وفيها مراتع الطبيعة تسرح فيها بحرية لا تقف عند ما هو كائن، ولكن تتحرق شوقا لتسبح بلا حدود...

فلا تتهمينى بالتشاؤم لأن بعض مقاطع حرفى حزينة، وبعض تعابير كلماتى مقطبة الجبين..... فما دامت بعيدة عنى وما دمت لا اعرف نبض قلبك؟ فإن المجانين وحدهم.. هم الذين يضجكون للحياة، ويسمون ذلك تفاؤلا...
لست متشائما، ولست مجنونا، ولكنى أحاول ان أكون صادقا مع ما اشعر به، وما افكر فيه!
وانا فى كتاباتى التزم بإنسانيتى، وخلجات نفسى.. وقد اعجز عن أن انقل ما بدواخلى بطريقة تعكس.. انفعالى، ولكنى لا اعترض على اية طريقة انقل اليك بها مشاعرى....!
لقد حررت كلماتى من القيود، واخضعتها لقواعد تنبع من دواخلى.. تعبر عن صدق الانفعال... فلا بحر ولا تفعيلات.. ولا نظم للكلام.. ولا محسنات بديعية.. تحكم.. ممارسة النحت.. بالكلمات.. عندى
فالكلمات التى لا تعبر عن شعورك ويهز قلبك، وذهنك.. فهو ليس ... كلام... ولا يكفى ان ان تردد كلمات او تستعير بمقاطع.. بل يجب ان بعكس ما بدواخلك وينتقل من نبضك الى قلوب الآخرين.

فالخاطرة رقصة عاطفية وعقلية، ولا بد للرقصة من موسيقى تصاحبها ، وتدفعها والا صارت خطوات زاحفة للورى.
ولقد حاولت فى اهازيجى ان اغنى ، وابكى، وارقص بصدق.. معبرا لحالات انعكاس صداك بداخلى..
كلما اعرفه اننى كنت صادقا.. فى بكائى وفرحى..
وانك كنت.. قادحة الزند..
وانت المنبع والمصب
فنهرى لا يعرف الا مصبك...
فلا تدنغى كلماتى بالحزن ... ولا تحاولى ان.. تسحبى منى مساحات الفرح.. اناها حالة.. صادقة.. لا تعبر الا وجدان.. والحزن له لون... يمكن ان ينعكس فيه شعاع الفرح بزوايا منعكسة